8 - ) الجن والشياطين والعفاريت والاشباح
الــــــــــــــــــزار
الزار صورة وشكل من أشكال
الشعوذة والدجل ، وهو عبارة عن حفلات تقرع فيها الطبول وتضرب بها الدفوف تتمايل
على نغماتها الأجساد وتتعرى فيها الأبدان ، يختلط بها الرجال والنساء ، وتنتهك
فيها الأعراض ، يتصاعد فيها دخان البخور كل ذلك إرضاء للشياطين . وفي حفلات الزار
تسلب أموال السفهاء والجهال من الناس من قبل فئة من المشعوذين الذين لا يخافون
الله لا من قريب ولا من بعيد، كل همهم جمع الأموال والشهرة والمتعة والضحك على من
يأتيهم ويؤمن بكلامهم ويتبع إرشاداتهم المضحكة المبكية في آن واحد.
تقول إحدى السيدات التي تجاوزت
الخمسين من عمرها عندما علمت بنبأ وفاة شقيقتي كنت بدورة المياه فصرخت فيها صرخة
عالية ، مرضت على أثرها ، وأشار علي البعض بالزار وذهبت للحاجة أم الجوهرة التي
أخبرتني أن هناك عفريتا قد ركبني فسألتها وماذا يطلب ؟
فقالت يريد خلخال فضة ، وقلب
عقيق حر ، بعدها أغرقوا رأسي بمياه باردة
لأني كما أخبرتني أم الجوهرة كنت ممسوكة بسفينة البحر العوامة ، ودقوا لي
الزار، بعدها شعرت بتحسن ولكن لم تمض فترة حتى عاودتني الحالة ، فأخبرتني بان سلطان
الجن الأحمر لبسني هذه المرة ، ودقوا لي الزار مرة أخرى وطلبوا مني أن ألبس ثيابا
حمراء ، وبعدها ركبتني عفريتة سودانية ومن يومها وأنا أتردد على أم الجوهرة لحضور
الزار كل أسبوع وإحضار طلب الأسياد ، وهكذا تظل المريضة أسيرة لهذا الزار ولهؤلاء
الدجالين حتى تجد الطريق الصحيح وهو طريق العلاج بالقران "هذه القصة من كتاب
العلاج بالقران صفحة 78 "
وهذه مقالة من جريدة البيان
الإماراتية تتحدث فيها عن الزار وعلاج السحر في اليمن :
طقوس قد تبدو غريبة لكنها
منتشرة في اليمن بشكل كبير, تتضمن حفلات رقص وشرب دماء لإخراج الجان من المصابين
بالسحر أو بالزار كما يسميه اليمنيون. تجري هذه الحفلات في العادة عند سيدة مسنة
تسمى الكودية أو العلقة حيث تتجمع عندها النساء الراغبات في التخلص من الجان
والعفاريت.
تقول إحدى النساء المتمرسات في
هذه الطقوس أن حفلات الزار عادة ما تبدأ بدقات الطبول والدفوف مصحوبة بترانيم
وتمتمات غير مفهومة, ثم تبدأ طقوس حركات الأجسام واهتزازها مع انتشار الأبخرة في
أجواء مفعمة بالضجيج والحركة. وتضيف (وتستمر هذه الأعمال حتى تسقط المريضة على
الأرض, وبمجرد سقوطها تبدأ الكودية بممارسة طقوس إخراج الزار, حيث تقوم بالصراخ
بصوت مرتفع على الجن والشياطين والعفاريت وتطلب منهم الخروج من جسد المريضة) . ولا
بد أن تتعهد الكودية للجان المتلبسين بالمريضة بتلبية مطالبهم التي عادة ما تكون
ديكا أو خروفا بمواصفات معينة يلتزم أهل المريضة بإحضاره, على أساس أن ذلك من مطلب
الجان مقابل خروجهم من جسد المريضة. أ.هـ.
هذه المقالة نقلاً عن النت
:الزار - طقوس وثنية افريقية
اعداد: نورة الشيخ حامد عطي
من العادات الغرائبية والتي
دخلت الى الثقافة العربية طقوس الزار والذي عرفه العالم الغربي في فتراته المتأخرة
حيث عرف كما قيل في القرن التاسع عشر حيث لم يعرف قبل هذا القرن ولم ترد اشارات
عنه او وصف مقارب له ونحن هنا نعرض لهذه الشعوذة للتعريف بغرائبية وعجائبية هذا
الطقس فما هو الزار..
حفل نسائي لطرد الاسياد التي
تتقمص الاشخاص, او استرضائها بتقديم أضاحي وقرابين واداء رقصات ايقاعها سريع على
دقات دفوف صاخبة على اعتقاد بان استحضار هذه الاسياد وبافصاحها عن اسمها تفقد
قوتها.
والزار في اصله طقس وثني
للقبائل الافريقية البدائية, انتقل من الحبشة الى السودان ثم الى مصر (ح ـ 1870م)
فباقي البلاد العربية ولفظ زار محرف من جار ـ إله وثني عند الكوشيين ، ثم غدا في
الحبشة بعد دخول النصرانية عفريتا حقودا (اسياد شريرة).
وبعد دخول الزار الى النسق
الثقافي العربي عن طريق العبيد الأحباش طرأ عليه تغير في سماته فهو في المعتقد
الشعبي وسيلة للشفاء من امراض نفسية وجسمية على حد سواء (الاكتئاب, الصداع, ولادة
اطفال مشوهين او ميتين). وهو بذلك يختلف عن اصله بكونه لا يستنطق الاسياد عن امور
الغيب.
أما من يقوم بطقوس الاستحضار
والطرد امرأة تدعى الكودية او الشيخة او عريفة السكة, وهي في الغالب امرأة سوداء
ترث دور الوسيط بين الملبوسين والأسياد من أمها, فان لم يكن لها بنت تورثه لإحدى
العرائس (المساعدات) وتتعامل الكودية مع كافة الأسياد وهذا ما يجعلها تحمل أعدادا
كبيرة من التمائم بعدد الأسياد. بينما العروس تحمل قيمة السيد الذي يتلبسها فقط..
تقيم الكودية ثلاثة انواع من
حفلات الزار ..حفل زار كبير, وآخر اسبوعي, وحفل زار حولي.
فالزار الاسبوعي : يقتصر
الاحتفال فيه على إظهار الاحترام للسيد واسترضائه وحاضرات هذا الحفل يسميهن (كريس)
مدمنات زار كون حضورهن الزار يمنحهن الشعور بالراحة واعتقادهن بعدم قدرتهن على
الحياة بدون المشاركة في حفل الزار.
اما الحفل الكبير :فهو الذي
تمارس فيه طقوس كل عناصر الزار (موسيقى, رقص, ملابس, تمائم, بخور, أغاني) ويستهدف
منه شفاء المريض بمعرفة الأسياد ومحاولة إرضائها وتقديم القرابين لها.
والحفل الحولي :يقام كل عام في
شهر رجب تخصصه الكودية لكافة الأسياد المعروفة لها وتتوقف حفلات الزار بكل أنواعها
طوال شهر رمضان, بلا استثناء لأي نوع منها.
تستعين الكودية بفرق تدق على
انواع من الدفوف والطبول وارتباط كل سيد من الاسياد بإيقاع خاص ونوع الفرقة:
النوع الأول : الفرق
"الفرقة البلدي" مكونة من خمس نساء ثلاث منهن على المزاهر, واحدة على
الطلبة النص والأخرى على مرجص.
والنوع الثاني: فرقة الطنبورة
او الفرقة السوداني, ويضرب علي الطنبورة بعض افراد من اصل زنجي, وعازف منجور
واثنتان من عازفات الطبلة.
النوع الثالث: فرقة ابوالغيط,
تتكون من راقص يقوم بنفس دور المنجور, واثنين من عازفي الصفارة وتقوم زوجة الراقص
بالضرب على الرق.
والعنصر الأهم في حفل الزار هو
" القرابين, والأضاحي" فلكل سيد مطلب يطلبه من المرضى محددة أدق تحديد
منها أنواع من التمائم, والملابس, والرقصات, فالتمائم متنوعة في شكلها ومضمونها
وحجمها لا يقتصر استخدامها في الزار فقط ومن ابرز هذه التمائم الخلخال,وله صفاته
الخاصة فهو رفيع ينتهي برأس كروي, وله شروط في المعقتد الشعبي يجب أن تتوافر ليكون
له فاعلية, ان يكون مصنوعا من الحديد, وأن يشترى بمال شحذه أصحابه من الناس, ان
يكون الحداد (صانعه) قد ورث مهنة الحدادة عن آبائه وأجداده الى سابع جد, وتلبس
الكودية مجموعة كبيرة من التمائم المصنوعة من القطع المعدنية التي تعلقها حول
رأسها فوق منديل الرأس, وهناك عدا هذا مجموعة من التمائم والمعلقات المصنوعة من
معادن اخرى او من صدف, او من البلاستيك وهي ذات اشكال وتنويعات وكتابات متباينة..
أما الملابس التي يطلبها
الأسياد فتكون عند البعض دقيقة ومعقدة فالست السودانية مثلا تتطلب زيا كاملا متعدد
العناصر, فتطلب من عروستها ان ترتدي "ملاءة سودانية" كبيرة مزينة مربعات
سوداء وبيضاء وبكنار احمر اللون عرضه حوالي 8سم, وتطلب طاقية مشغولة ومزركشة
بالخرز والاصداف الدقيقة ذات الألوان المتعددة. وعقدا من الاصداف المثبتة في نسيج
مشغول, وحزاما يبلغ عرضه نحو 12سم, وعقدا مشغولا بالخرز والصدف, وخلخالا وأساور,
ويزيد على العقد سلاسل حول الرقبة تتعدد من حالة لأخرى, وتكون في العادة مثبتا
فيها تميمة أو أكثر على هيئة كيس داخل في تكوين العقد وتحمل العروس علاوة على ذلك
خنجرا ذا مقبض مصنوع من الخشب او العظم والحراب الموضوع فيه مزين بالحرز الملون كذلك
وتحمل ايضا عصا يبلغ طولها نحو 60 سنتميترا محاطة من جميع جوانبها بالخرز, واحيانا
ترتدي طربوشا مزينا بالقصب.
اما السلطان ذو الاصل البدوي
فيطلب عباءة بيضاء محلاة برسوم ومنقوش على ظهرها جمل وراع وراء هذا الجمل وعلى
الجانبين اهداب زرقاء اللون ذات نقوش دائرية الشكل وترتدي عروس هذا السلطان العربي
ايضا كوفية حريرية بيضاء, مزركشة بزهور ذهبية اللون, ويرتدي فوقها عقالا عربيا,
اما اخته الست العربية فتطلب "ملس" حريريا ابيض بأكمام طويلة منقوش على
حوافه وعليه برقع تتدلى منه بعض العملات المعدنية المذهبة اللون بصورتها التقليدية
المعروفة كما تتدلى فوق الملبس بعض قطع الخرز والصدف الزرقاء والبيضاء والحمراء
علاوة على الحزام البدوي التقليدي.
اما "الست السفينة"
فتبدو في مظهرها امرأة في نصفها الاعلى وسمكة في الاسفل من جسدها, ولا تطلب لنفسها
ملابس خاصة, ولكن حين الغناء لها لابد ان يكون هناك اناء كبير من النحاس, مملوء
الى نصفه بالماء, وتعوم فيه بعض الاسماك الحية لكي تلعب بها المريضة, وتغمس رأسها
ايضا وتلعب بالاسماك اثناء الغناء".
ولا يمكننا هنا ان نعرض طلبات
كل الأسياد في الملابس, الذين بدورهم لا يمكن احصاؤهم ولكن يمكن القول ان هناك
مجموعات داخل كل مجموعة يوجد سلطان او سيد أكثر أهمية من غيره. ولا يمكن أن تصنف
هذه الاسياد فهي لا تستند على أساس موحد, والمعتقد الشعبي لم يضمها في أشكال ثابتة
متسقة مع بعضها ولا يمكن لأي كودية ان تتصور وجود علاقة بين الأسياد ثابتة من
الأسياد كما أشار كريس.
وقد قسم دارسو علم
الانتربولوجيا الاسياد الى الفئات التالية:
أ ـ ارواح اقليمية.
ب ـ ارواح طبيعية.
جـ ـ أرواح قبطية واسلامية.
د ـ ارواح تدل على اصحاب مهن.
هـ اضاف ليتمان فئة خامسة وهي
الأرواح التي تسمى بأسماء الاشخاص.
تضم المجموعة الاقليمية عددا
من المجموعات الفرعية :
[ المجموعة
السودانية: وفيها الطنبورة السودانية.
[ المجموعة
الحبشية : وعلى رأسها سلطان الحبش واخوانه وهوانم الحبشة والست الكبيرة او حبوبة
الحبوبات, وتعتبر جدة للأرواح الحبشية.
[ المجموعة
الصعيدية: على رأسها الصعيدي ابودنفا ويعتقد انه يظهر على ثلاث مراحل كما اشار
كريس وله اخت تعرف باسم الست الصعيدية.
[ المجموعة
العربية: على رأسها العربي ورفيقته العربية "عرب العربان".
[ المجموعة المغربية: على رأسها السلطان المغربي ويطابق
المعتقد الشعبي بين السلطان المغربي وعبدالقادر الجيلاني.
ب ـ الأرواح الطبيعية:
وينتمي اليها مجموعة النار
وعلى رأسها "سلطان الجن الاحمر واخواته.. واسياد الماء او اسياد البحر وعلى
رأسها السطان البحري واخواته, وكذلك الاسياد المؤنثة التي تعرف باسم "الست
سفينة" والمجموعة الجبلية وعلى رأسها السلطان الجبلاوي واخته جندر ويعتقد
كريس ان هذا الاسم مشتق من اسم جندر مدنية في الحبشة.
ج ـ المجموعة القبطية
والاسلامية:
وعلى رأس هذه المجموعة السلطان
النصراني او سلطان الدير والسلطانة ماري والمجموعة الإسلامية فيبرز فيها اسم
الدرويش وأسماء عدد من الأولياء المسلمين.. وأصحاب الطرق: اما عن الشخصيات
النسائية الإسلامية فتذكر "ام الغلام" وقد دار جدل طويل حول تحديد
السيدة المقصودة بهذا الاسم فطرح احتمال أن يكون المقصود بهذا الاسم القرينة او أم
الصبيان.
د ـ المجموعة المهنية: وعلى
رأسها الأرواح ذات الأسماء العسكرية او الحربية وينتمي إليها "الياوري
بك" واخته الست ركاش هانم وفي صورته الرفيعة باسم "سلطان اللواء"
وفي صورته الوضيعة باسم العسكري والحكيمباشا.
وفي موقع الشبكة الإسلامية /
العقيدة / العقائد الشعبية /الــزار
وينقسم الأسياد في الزار إلى مجموعات مختلفة منها :
المجموعة الإقليمية : وتضم
الأرواح السودانية والحبشية ، والصعيدية ، والعربية والمغربية والجبلاوي .
المجموعة القبطية : وتضم علياً
، والحسين ، وفاطمة ، ونفيسة ، وسكينة ، وأبا بكر - رضي الله عنهم - كما تضم
مشاهير الأولياء كالبدوي ، والدسوقي ، والرفاعي ، والبيومي ، والقطب المتولي ،
وأبي العـلا ، والشافعي ، والليث .
الطوائف المهنية : ومنهم
الياوري بك ، وسلطان اللواء ، والعسكري ، والضابط ، والحكيمباشا .
ومجموعة مستقلة : لا تندرج تحت
التقسيمات السـابقة ، ومنها سلطان روم نجدي ،
وسلطـان رينا ، والولاّج ، وسلطان مامة .
ولكل سيد من الأسياد جنس
وجنسية وأغانٍ ملائمة وملابس خاصة تلبس له عند اللزوم ، فإذا كان عربياً لبست
المرأة في الزار لبساً عربياً ، ورقصت رقصـة عربية ، وغنت لها جوقة الزار غناءً
بلهجة عربية ، وإذا حضر الشيخ - الجني - على لسـان الست تكلم بلهجة عربية ، ونظر
ذلك إذا كان مغربياً أو سودانياً أو حبشياً .
وتسمى شيخة الزار "
الكدية " - وكلمة كدية عربية فصيحة معناها التسول ، وأهل الكدية طائفة كانوا
يستجدون ويحتالون في ذلك , وعندهم دهاء في ابتزاز الأموال . ومثلهم موجود في
الآداب الأوروبية ( SAVAGE ) ولا يبـعد أن يكون فريق منهم امتهن إقامة حفلات الزار
منذ أمدٍ بعيد فصارت رئيسة الزار تسمى الكدية .
تقوم الكدية بوضع كرسي في وسط
المجلس ، تجلس عليه صاحبة المنزل التي نصب لها الزار ، وتحضر فرختين وديكاً ،
وتربط أرجلها ، ثم تضع الديك على رأسـها ، والفرختين على أكتافها ، ثم تتلو نصوصاً
معهودة ، وتنشد أناشيد بينما الحاضرات يقلن : دستور يا سيـادي ، مدد يا أهل الله
يا سيادي ، وتوقع الكدية ومن معها على الدفوف بنغمات مختلفة متسارعة .
ويتم في الزار طقس آخر هو
تبادل الملابس لإعطاء تأثير سحري، فحين يتبادل الرجال ملابس النساء والعكس فإنهم
يقصدون بذلك مخادعة الروح الشريرة ، كما أن تبادل الملابس يستخدم أيضاً لمقاومة
السحر ورده .
وفي النهاية أقول : إن هذا
الطقس ليس نادراً بل هو منتشر انتشاراً واسعاً ، وقد بدأت جلسات الزار تعلّب في
أشرطة كاسيت ، وتوزع لتستخدمها النسوة على نطاق واسع كما لاحظت في البيئات الريفية
المصرية .
وقد وجد الدكتور عبد الرحمن
عيسوي في استبانة أجراها على عينة من اللبنانيين والمصريين أن 20% من العينة
المصرية التي لاحظها كانت تؤمن بأثر الزار
في علاج الأمراض المستعصية في حين
كان 15% من العينة اللبنانية مؤمناً بذلك .
وقد درس كثير من المستشرقين _
منذ قرنين أو يزيد _ هذا الطقس فيمـا درسوه من عوائد شعوبنا لتكون دراساتهم وسيلة
فتاكة للانتشار بيننا كالسوس ، وممن درسوا
الـزار إدوارد لين وكريس وسيمون مسنج جون
كندي وهاري فاخوري وغيرهم … فتأمل .
ومن الطقوس الداخلة في موضوعنا
والتي تمارس في الجزائر ما يسمى بالوعدة والنشرة ، وتشبهان - إلى حد كبير - الزار
في مصر ، أو ربما كانت الزار المصري لكن على الطريقة الجزائرية ، ففيهما الرقص
والثيـاب المميزة والغيبوبة الانتشائية بالموسيقى والارتباط بالجن ، لكن ربما
افترقنا عن الزار بطول مدة الممارسة التي
قد تستمر اسبوعاً ، وببعض الملامح المحلية في الجن والأولياء .
وفي مقالة من موقع الشبكة
الإسلامية /العقيدة / العقائد الشعبية
/الــزار
http://www.islamweb.net/
ومن الممارسات الجسدية التي
تمزج بين طاعة الجسد وطاعة الجن :
الزار: ونحن نميل لاعتباره
طقساً جنسياً وجنياً وجسدياً لكونه مزيجاً من هذه الثـلاثة مجتمعة ، فالتركيز فيه
على الملابس والألوان والرقص يكشف بوضوح عن بعده الجنسي ، واستخدامه ستاراً
لممارسات محرمة يؤكد هذا ، فضلاً عن أن كثيرين ممن ينظرون إليه من ناحية نفسية
يعتبرونه تنفيساً بدنياً عن كبتٍ أو معـاناة جنسية بدنية تتفجر بحـرية من خلال
الرقص العنيف الصاخب والحركات المبالغ فيها .
ولست بدعاً في ذلك فهناك
" من الدارسين من يؤكد أنه ذو دلالة جنسية ، ويذهبون في ذلك مذهبـاً بعيداً
". وهو على كل حال أدل الطقوس الاعتقادية على بدائية الفن الشعبي ، فهو مجرد
رقصات همجية تذكرنا بما نقرؤه عن رقصات الجماعات البدائية المتأخرة استدراراً للخير
أو دفعاً للحيوان الباطش أو الظلام المخيف .
ولتتأكد من الروح الشركية
عالية النبرة الموجودة بطقس الزار اقرأ هذه الصيغة الشركية :
يا بنت ماما يا أم الغلام
يامُ الغلام والعفو منك
يامُ الغلام واشفي عّيانك
يامُ الغلام والطبل طبلك
يامُ الغلام والذبح ذبحك
يام الغلام والكل عندك
يام الغلام والليلة ليلتك
وقد اعتبره المصلحون
الاجتماعيون من الأمراض الخطيرة التي تقوض دعـائم المجتمع ، ونُشرت مقـالات وكتب
عن مضار الزار ، وكانت النظرة الإصلاحية في ذلك الوقت ترى أن أضرار الزار تكمن في
أمرين :
أولهمــــا : السفه في إنفاق
المال بغير طائل إرضاءً لطائفة من صاحبات الدجل والشعوذة .
وثانيهما: ما لوحظ في بعض
الأحوال من استخدام حفـلات الزار بطريقة سرية لأعمال منافية للآداب، حتى إن بعض
هذه الحفلات كانت تقام فقط من أجل التهتك والعربدة .
وثالثهما: أهم من هذين لم
يذكره " المصلحون الاجتماعيون " !! ، وهو السبب الديني العقيـدي ، الذي
يقضي بوضوح وحسم على كل مظهر من مظـاهر عبادة الجن أو الدينونة لغير الله تعالى ،
واعتقاد أن مخلوقاً ما يتصرف في أقدار الناس وعقولهم وقلوبهم .
وقد دخل طقس الـزار إلى كل
بلاد المسلمين بلا استثناء - فيما وجدت - حتى إنه دخـل الجزيرة العربية واستقر بها
، فهو منتشر في مصر والسودان والمغرب العربي والعراق والخليج والسعودية ، فضلاً عن
وجوده في الحبشة - التي تعد مهده الأول - وبين زنوج افريقيا ، بل وفي أووربا ، مع
فروق بين كل بلد .
وأما عن الزار كطقوس وممارسات
فتقول دائرة المعارف الإسلامية : إن كلمة زار مشتقة من جار DJAR كبير آلهة الكوشيين الذي يتغير
اسمه لدى بعض الطوائف إلى يارو YARO أو دارو DARO ، وظهر منه في إطار المسيحية الحبشية اسم روح شريرة هو زار ZAR الذي استعـاره المسيحيون
الأحباش من بعض القبائل الوثنية .
الوعدة - الزار
ومن الطقوس الداخلة في موضوعنا
والتي تمارس في الجزائر ما يسمى بالوعدة والنشرة ، وتشبهان - إلى حد كبير - الزار
في مصر ، أو ربما كانت الزار المصري لكن على الطريقة الجزائرية ، ففيهما الرقص
والثيـاب المميزة والغيبوبة الانتشائية بالموسيقى والارتباط بالجن ، لكن ربما
افترقنا عن الزار بطول مدة الممارسة التي قد تستمر اسبوعاً ، وببعض الملامح
المحلية في الجن والأولياء .
والوعدة - وهي النذر في
مصطلحنا نحن المشارقة ، لكن للجن والأوليـاء - فهي حفلة نسائية غالباً ما تستمر
ثلاثة أيام ، يشتمل الأول منها على التضحية بكبش للشيخ عبد القادر - أحد أكبر
أولياء الجزائر العاصمة - التماساً لشفاعته السامية ، وهي تمهيد لتحقق الوعدة ،
وتملقٌ يراد منه حصول المرجو منها .
وفي اليوم التـالي ينحر ما بين
ستة وعشرة كباش ، يضحى بكبش واحد مقابل كل جني يرد ذكره في الاحتفال ، ويتم ذلك
على أصوات التام تام - وهي طبلة صغيرة شائعة الاستعمال عند قبائل أفريقيا - لإثارة
تعطش الجن - الآلهة - التي يضحى بالخراف من أجلها .
وبعد الظهر يكون الديوان ، حيث
ستتم مشاهدة تجسد الأوليـاء أصحاب الضريح ، تعقبه وليمة عامرة تقـدم بناءً على طلب
الجن ، ويعرف كل جني فرسته - صاحبته - من لون البرنس الذي ترتديه ، ولكل جني لون
مميز: فالأزرق لبابا سيدي علي ، والبنفسجي لبابا تاوا ، أما بابا موسي - وهو سيد
أولئك - فلا يطلب من المـرأة - الفرسة - أي لون ، فهو " بتاع كله ".
وفي اليوم التالي أيضاً يكرس
الاحتفال للجن التوانسة ، وهم من الجـن الملحاحين ذوي النزوات المستعرة والرغائب
الفائرة ، ويحتاجون - لكي يرضوا - إلى الموسيقى والرقص النسائي العنيف .
وأما اليوم الثالث - وهو ذرورة
احتفالات الوعـدة - ففيه يكون الجنُ أكثر شهوانيـة ، لذا ترقص فيه الشواب -
والشواب فقط - لابسات ملابس مزينة تروق للأنظار ، وهذا - كما يقول طوالبي - شكل من
أشكال التعويض الجنسي والتنفيس المقبول اجتماعياً .
وهؤلاء الجن أصحاب مهام مختلفة
وتخصصات محددة ، فمنهم من يهتم بأمر المطر ، ومن يشفي من مرض عقلي ، ومن يضمن
السعادة في الزواج .. الخ .
هذا وقد ذكر طوالبي أن 55,3%
من الناس يتأثرون بالظواهـر السحرية أمثال هذه الطقـوس الخرافية الشركية .
ألم يأن أن نخرج من هذا
المستنقع الوبيل والظلمة الحالكة لنستروح شيئاً من نسمات التوحيد ؟!
لو فكرنا في تأمل هذه
الممارسات لوجدناها أبعد ما تكون عن التوحيد والإيمان بالله تعـالى ، بل لوجدنا
ممارسها يعبدون آلهة كثيرة كالجن ، والأولياء ، والشياطين ، والجسد الآدمي ،
ومظـاهر الطبيعة كالنجوم ، وأحبار السوء الذين يزينون الشرك والخرافة ..
· لقد صار
البغاء في دينهم … قربة
· والتمرغ
في وحل الرذيلة … عبادة
· والتصفيق
والتصفير … صلاة
· والرقص والتكسر…
تضرعاً
· والاستغاثات
والطقوس الوثنية والنذور والغلو في الصالحين والطالحـين طاعة ، وسبيلاً -
سرابيـَّا - لاستدرار الرحمات والبركات .
والبلاء أن ذلك كله يتم في
بلاد المسلمين في القرن الحادي والعشرين ، في ظل ارتفاع نسبة حملة شهادات
الدكتوراه في التخصصات الشرعية والعلمية التجريبية ، وإنا لله وإنا إليه راجعون …
فما موقف الإسلام من الزار والوعدة والنشرة وما شابهها ، بوضوح وبينة ؟ يقول النبي
صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري وغيره : [ إن الله طيب لا
يقبل إلا طيباً ]. لا يقبل إلا الطيب من المكاسب ، والطيب من العبادات ، والطيب من
المعاملات ، والطيب من العقـائد ، والطيب من كل شيء .
فكل عقيدة خبيثة تكون مردودة ،
وأي خبث أشد من عبادة الجسد ، والتقرب بالتمرغ في الوحل ، وأي غباء وبلاهة أشد من الوقوع في يدي "
كدية " دجالة تشترط ديكاً أحول ، وكبشـًا بثلاثة عيون ، وكيساً منتفخاً
بالأصفر والأحمر ، تحت زعم طرد الشيطان أو ترضية الأسياد .
(وَمَنْ
أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى
يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (5) وَإِذَا حُشِرَ
النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ (6)) ( الأحقاف) .
وقد قال الشيخ أحمد بن حجر
فيمن يجتمعون للذكر والعبادة بالرقص والصفق : إن حالهم هو حال عباد العجل كما صرح
بذلك غير واحد من العلماء .
كما أفتى الشيخ بحرمة الزار
وطقوسه فقال :
من أشنع القبائح وأرذل الوسائل
الشركية حفلات الزار وما يزعمون من أن المريض به جني ، فتدق الطبول ويحصل الاختلاط
والرقص … ليطلب الدجالون مطالب على المريض وأهله ، من تقرب إلى الزار بالذبح ، ومن
أكلات وأموال .
وترى أكثر الفاعلين لهذه
الأفعال عوامّ وعبيداً طفقوا يلعبون بعقول السخفاء والجهال ، ولا يخفى ما يكون في
حفلات الزار من المنكـرات ، وما يقع من الشرك بالله تعالى ومخالفة أوامره وإرتكاب
معاصيه بطـاعة الشياطين وشرب الدم وكشف العورات والتقرب إلى الجن وما إلى ذلك .