Grammar American & British

Showing posts with label الفرعونية في القرآن. Show all posts
Showing posts with label الفرعونية في القرآن. Show all posts

Tuesday, June 2, 2020

الفرعونية فى القران الكريم ( 12 )

الفرعونية فى القران الكريم 12 

منهج الاسلام لاسقاط الفرعونية فى النفوس.

جاء الاسلام بالعدل فى ظل آله واحد ، والاسلام والفرعونية على النقيض ، فالاسلام ينظر الى الحاكم أنه بشر من الشعب ، ومسؤلية الحاكم تمتد لتشمل كل رعيته ، والمبادىء التى رسخها الاسلام فى النفوس لاتجتمع مع أى من صفات الرعونية فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم " لايدخل الجنة من كان فى قلبه ذرة من كبر " ، والمنهج الاسلامى متسع وهو نظام حياة متكامل للتربية والحياة لينعم المسلم والمجتمع بالخير فى الدنيا وصلاحها وصلاح الآخرة ، والعبادات فى الاسلام الهدف منها اصلاح النفوس من صلاة وزكاة وصيام وحج ، وبالتالى اصلاح المجتمع لأن صلاح المجتمع بصلاح الفرد ، ونظام الزكاة على سبيل المثال للقضاء على الفقر فى المجتمع ، ولا يدعو الاسلام الى الاكتناز " ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون بما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير " آل عمران 180  .

لا فرعونية فى الاسلام فهما طرفى نقيض ، وقد جاء القرآن وشدد على شخصية فرعون وما فعله لينفر منها ويحذر من عواقب أفعالها التى تورد النار وجهنم وتلحق الضرر والهلاك فى الدنيا والدمار ، كما حدث من تسع آيات عانى منها كل مصر مع فرعون حتى من كان يعيش ويكتم ايمانه ، فالعقاب يعم الجميع والفرعونية تجر الخراب على نفسها خاصة وعلى الشعب عامة .

وكل آيات القرآن تحث على الوحدة والترابط بين المسلمين كأمة واحدة سواسية " ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون * ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات واولئك لهم عذاب عظيم " آل عمران 104 – 105 .

لقد وضع الاسلام منهاجا للحكم يعتمد على الشورى والعدل والمساواة بين الناس فهو يقضى على الدكتاتورية للحاكم وأرسى نظام الشورى ، فلايستبد الحاكم بالقرار ، وهناك سورة فى القرآن تسمى سورة "الشورى " ، والشورى من صفات المسلمين المؤمنين " والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة  وامرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون " الشورى 38  ، يقول الله فى القرآن " ان الله يأمركم أن تؤدوا الآمانات الى اهلها واذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ان الله نعما يعظكم به ان الله كان سميعا بصيرا  " النساء 58 ، وتمضى آيات القرآن لتحث على كل فضيلة وتنهى عن كل رذيلة ، وهذا وحده يحتاج الى كتب لتوضيحه .

وهناك أمثلة كثيرة للشورى فى الاسلام ، فالرسول فى غزوة بدر أخذ برأى أحد الصحابة عند اختيار الموقع الذى يلاقى فيه الكفار ، وعندما سأله الصحابى اذا كان ذلك من الوحى أو هو الأى والمشورة أخبره أنه الرأى والمشورة فأشارعليه بالتمركز عند عين ماء بدر ، بحيث يكون جيش المسلمين بجوار الماء ويحرم الكفار منها ، وكذلك فى غزوة الخندق عندما أشار سليمان الفارسى رضى الله عنه على الرسول صل الله عليه وسلم بحفر خندق للدفاع عن المدينة ، وعندما تولى أبو بكر الصديق رضى الله عنه الحكم خطب فى المسلمين وقال لهم "وليت عليكم ولست بخيركم  فان أصبت فأعينونى ، وان أخطأت فقومونى " ، فرد عليه أحد الحاضرين " فقال لو أخطأت لقومناك بسيوفنا " ، وكان عمر بن الخطاب رضى الله عنه نموذجا للحاكم العادل الذى يجب أن يكون قدوة ، فقد كان يعتبر نفسه مسؤولا عن كل شؤون الدولق فقال " لو أن دابة عثرة فى أرض الشام لسئل عنها عمر " ، وكان يخرج فى الليل لتفقد أحوال الرعية ، ومن ألأمثلة الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز ألذى فاض المال فى عهده ، وعاشت مصر فى رخاء لم تره فى أى عصر وحتى الآن .

ان الاسلام دين ونظام حياة ،وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اوصيكم بما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدا ، كتاب الله وسنتى ".

مهما تحدثنا عن منهج الاسلام فى اصلاح النفوس فلن نوفيه حقه ، فهذا يحتاج الى كتب وليس أسطر .

الفرعونية فى القران الكريم ( 11 )

الفرعونية فى القران الكريم 11
الفارق بين صفات الفرعون فى القرآن وصفاته فى الواقع الثقافى الحاضر 
الأشخاص فى القصة القرآنية رموز معبرة عن مواقف ومعا نى ودلالات ، ولاتذكر الشخصية الا فى موطن التعبير عن معانى معينة دالة على أحداث القصة القرآنية ، ولا تراد الشخصية بذاتها  ، فالقرآن ليس قصة ولا رواية تاريخية ، وليس ذلك من أهدافه ، ولهذا تقتصر الرواية على ما يدل على الهدف ، وتركزت العبارات حول ذلك الحدث المراد ، والذى يبرز ظاهرة الفرعونية وسماتها على مدار الزمان ومع اختلاف المكان متمثلة فى فرعون وسلوكه وصفاته التى يحملها ، والجزئيات الخارجة عن نطاق الهدف من القصة ليست مرادة وليست ضرورية ، ولهذا جاءت القصة فى القرآن موجزة ، بآيات قليلة وباشارات واضحة ، ولكنها تبرز الكثير ، وأشخاص القصة القرآنية كما وردت فى قصة موسى عليه السلام انحصرت فى موسى وأخيه الذى يمثل جانب الدعوة والايمان ، وكذلك أم موسى التى حمت ابنها الوليد من بطش الفرعونية ، وكان هناك أشخاص عابرون فى القصة القرآنية لايذكرون الا فى معرض الاشارة الى دورهم كالرجلين الذين كانا يتقاتلان ، أحدهما من شيعة موسى عليه السلام ، والآخر من شيعة فرعون ، وهذه الاشارة تبرز صفة من صفات سيدنا موسى عليه السلام ، وهى القوة الجسدية التى ساعدته فى رحلته الى سيناء قبل الدعوة ، وتبرز كيف كان يتم الاضطهاد لبنى اسرائيل على يد فرعون وقومه ، وجبروت قوم فرعون وضعف بنى اسرائيل ، وهى عوامل مهمة تبرز سطوة الفرعونية ومن يحيطون بها واضطهادهم لباقى الشعب .

وكمثال على أن التاريخ يعيد نفسه دائما ، والصفات التى وصف بها القرآن فرعون وقومه جعلت فرعون يمثل الفرعونية فى كل زمان ومكان ، وهى الحاكم المستبد الطاغية المعاند الذى يكفر بآيات الله ويكذب بها ، ويدعى الألوهية والملك والسلطان ، ويظلم ويقتل ، واتجهت دعوة الأنبياء والرسل التى تمثل معسكر المقاومة لهؤلاء الطغاة لتحرير الانسان الذى وقع عليه الظلم ، ولتقويته ولشد أزره لكى يقاوم ويرفض الظلم ، ولتقويته ولشد أزره لكى يقاوم ويرفض ويتمرد ، ومن الطبيعى أن يستجيب الضعفاء لدعوة الأبنياء وأن يسقف الأنبياء الى جانب هؤلاء المستضعفين لتخليصهم من سوء العذاب الذى يسلطه عليه الفراعنة لكى تستقيم سيرة البشرية .

وعلى سبيل المثال فقد قال آل فرعون لموسى ما قاله المشركون لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فاتهموه بالسحر ، وهذا تسليم بالعجز واعتراف بعظمة التأثير ، وقال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم للمشركين ما قاله له موسى عليه السلام لآل فرعون " انى رسول من رب العالمين وسخر فرعون من موسى عليه السلام كما سخر المشركون من محمد صلى الله عليه وسلم ، قال فرعون " ما أريكم الا ما أرى وما أهديكم الا سبيل الرشاد " غافر 29 ، وشخصية فرعون هى احدى الشخصيات التى اعتمدت علتها القصة فى القرآن الكريم لأن دعوة موسى ومحمد واحدة ، ما لاقاه محمد صلى الله عليه وسلم من القوم شبيه بما لاقاه موسى من آل فرعون والفرعونية وما تحمله ، وانتهت قصة موسى وفرعون بانتصار الحق على الباطل ، ولابد أن ينتصر محمد والمؤمنون كما انتصر موسى على فرعون وآل فرعون وقهروا الفرعونية ، وسوف يقهر ايمان أمة محمد صلى الله عليه وسلم فرعونية العصر الحديث كما قهرت من قبل ويقول الله تعالى " انا لننصر رسلنا والذين آمنوا فى الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد * يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار " غافر 51 – 52 .

ان شخصية فرعون فى القرآن الكريم يتمثل فيها البعد الواقعى ، فقد تتهيأ الظروف لوجود مثل هذه الشخصية أو بعض صفاتها فى الواقع المعاصر ، وفرعون نموذج لكل حاكم طاغية ، فالفرعونية ترادف النازية والفاشية والصهيونية والبلشفية ، وهتلر وموسولينى واستالين وكثير من حكام العالم عبر التاريخ من عرب وعجم يحملون صفات فرعون والفرعونية ، فحتى فى العامية المصرية فان الفرعنة تعنى التجبر والكبر ففى المثل العامى " يا فرعون من فرعنك ؟ قال ما لقيتش حد يلمنى " ، أى ان سبب الفرعنة أو الفرعونية هو عدم التصدى للشخص التجبر أو المتكبر لنهيه عن ذلك ، والقرآن هدف الى ابراز شخصية فرعون بغض النظر عن الأسم لأنها تمثل ظاهرة الفرعونية عبر الزمان والمكان .

كما قلنا فان القرآن أراد أن يجعل من شخصية فرعون عبرة فهو نموذج بشرى لكل حاكم أو شخص مستبد يحمل الصفات التى ذكرناها آنفا ، وفى العصر الحديث كان هناك نماذج عنصرية تتسم بالكبر والطغيان والقسوة والكراهية والتعصب والعنصرية وتشترك مع فرعون فى معظم صفاته وفى العالم فان كل الحكام العسكريين والكتاتوريين هم فراعنة الأرض ، فهم يزجون بالناس فى السجون لأتفه سبب ، ويسيمونهم سوء العذاب , ويستحيون النساء وينتهكون أعراضهم من اغتصاب وتحرش وسجن ، وتمارس أشد أنواع التعذيب فى السجون , وتنتهك كرامة الانسان ، وحتى العالم الغربى الذى يدعى التحضر فهو يقهر شعوب العالم باحدث الأسلحة ، ويتهم الآخرين بالارهاب ، ومعظم دول العالم تضطهد فيها الأقليات ، وبخاصة الأقليات المسلمة ، كما هو الحال فى ميانمار أو برما سابقا ، وفى الهند حيث يضطهد المسلمين على يدى الهندوس ، وفى الصين من اضطهاد لمسلمين ويمنعون من المصاحف والصيام ،وحتى فى العالم العربى والاسلامى تضطهد المعارضة وتوجه لها تهمة الارهاب ، واثارة الفتنة ، وقلب نظام الحكم ، وغير ذلك من التهم ،، وكل يوم يقتل المئات بل الآلاف  ، وهناك الآلف الذين تمتلىء بهم السجون، وعلى سبيل المثال  الرئيس الأمريكى دونالد  ترامب الذى  يظهر كراهيته للمسلمين ، ويفرض على دول الخليج كما يقال الجزية لحمايتهم ، فهو فرعون الأرض ، ولا يردعه الا القوة ، ولا ننسى موقفه مع كوريا الشمالية ، عندما انتابه الفرح لأن زعيم هذه الدولة الصغيرة يملك السلاح الفتاك ، ونحن المسلمون فى غاية الضعف غثاء كغثاء السيل ، كل ذلك بسبب الحكام الذين لاهم لهم سوى الحكم يستعينون على شعوبهم بالخارج ويستقوون ، ويبيعون أرض بلادهم ، ونحن كشعوب مستضعفة مستذلة مستباحة يجب أن نتغير لأن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، وأثناء البحث تحدثت عن كثير من التشابه بين الغد واليوم ، بين الماضى والحاضر ، فدائما يعيد التاريخ نفسه ، وفى الواقع الثقافى المعاصر هناك حكام وأولهم حكام من  العرب والمسلمين يتصفون بالقسوة والفرعونية والكبر والتعالى على الأقل على شعوبهم ، فالصورة باختصار فى الواقع الثقافى المعاصر هى لحكام يتسمون بالفرعونية وشعوب مستباحة مستضعفة مستذلة ، وهذا وحده يحتاج لصفحات من الكتب لذكره وتوضيحه .



الفرعونية فى القران ( 10 )

الفرعونية فى القران 10 

صفات الفئات المقاومة للفرعون وتخليد ذكرهم .

-) بنو اسرائيل قوم موسى عليه السلام . 

م من نسل سيدنا ابراهيم عليه السلام ، جاءوا الى مصر وعاشوا فيها ، كان 

الحامل لصنيع فرعون أن بنى اسرائيل على خلاف رعيته كانوا يتدارسون فيما بينهم ما يأثرونه عن ابراهيم عليه السلام من ك أنه سيخرج من ذريته غلام يكون هلاك مصر على يديه ، وكانت هذه البشارة مشهورة فى بنى اسرائيل ، وصلت الى فرعون فأمر بقتل أبناء بنى اسرائيل حذرا من وجود هذا الغلام ، وقد ذكر أن فرعون رأى فى منامه كأن نارا قد أتت من نحو بيت المقدس فأحرقت دور مصر وجميع القبط ولم تضر بنى اسرائيل فلما استيقظ هله ذلك فجمع الكهنة والحذقة والسحرة وسألهم عن ذلك فقالوا هذا غلام يولد من هؤلاء يكون سبب هلاك أهل صر على يديه ، فلهذا أمر بقتل الغلمان وترك النساء .

وبرز جبروت فرعون وبطشه أنه جعل رجالا وقوابل يدورون على الحبالى ويعلمون ميقات وضعهن فلا تلد أمرأة ذكرا الا ذبحه أولئك الذباحون من قومه ومن رجاله ، وتلخص قصة موسى عليه السلام فى سورة القصص فى الآيات 1 – 6 " ان فرعون علا فى الأرض وجعل أهلها شيعا " أى تجبر وعتا وطغى وبغى وآثر الحياة الدنيا ، وأعرض عن طاعة الرب الأعلى ، وجعل أهلها شيعا ، أ ى قسم رعيته الى أقسام وفرق وأنواع ، يستضعف طائفة منهم ، وهم شعب بنى اسرائيل الذين هم من سلالة نبى الله يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم الخليل ، وكان بنى اسرائيل اذ ذاك من خيار الأرض ، وقد سلط عليهم هذا الملك الظالم الغاشم الكافر الفاجر يستعبدهم ويستخدمهم فى أخس الصنائع والحرف وأرداها وأدناها ، وكان يذبح ابناءهم ويستحيى نساءهم " انه كان من المفسدين " .

ومن آمن لموسى عليه السلام ليس كل قومه بل ذرية من قومه على خوف من فرعون وملأيهم أن يفتنهم وان فرعون لعال فى الأرض وانه لمن المسرفين " يونس 83 ، وأتبعوا أمر سيدنا موسى عليه السلام بالتوكل على الله فى المواجهة مع فرعون ، وطلبوا من الله أن ينجيهم بحمته من القوم الكافرين " وقال موسى يا قوم ان كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا ان كنتم مسلمين * فقالوا على الله توكلنا ربنا لا تتجعلنا فتنة للقوم الظالمين * ونجنا برحمتك من القوم الكافرين " يونس 84 – 86 ، وقد جاءت الآية الخامسة فى سورة القصص مبينة للعبرة ، وفيها تشجيع للمؤمنين وبشرى للمستضعفين ووعد لهم بالتمكين فى الأرض ، وقد حدث ذلك لبنى أسرائيل أيام سليمان وداود عليهما السلام

" ونريد أن نمن على الذين استضعفوا فى الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين * ونمكن لهم فى الأرض ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون " القصص 5 – 6 ، وقال الله يبشر رسوله موسى عليه السلام وأخيه هارون بالنصر والغلبة " ... أنتما ومن اتبعكما الغالبون "القصص 35 .

2-) الفئة الثانية . 

هى فئة من كانوا يخشون بطش فرعون ويعبدون الله ويكتمون ايمانهم وهم :

1- ) أمرأة فرعون . 

ورد ذكرها فى القرآن كمثال للمرأة المؤمنة الصالحة تحت سيادة كافر ،ففى سورة التحريم " وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأت فرعون اذ قالت رب ابن لى عندك بيتا فى الجنة ونجنى من فرعون وعمله ونجنى من القوم الظالمين "التحريم 11 ، فهى مؤمنة تستغيث من فرعون وقوم فرعون ومن الظلم والبطش ، يقول ابن كثير فى كتاب قصص الأنبياء الصفحة 285 عنها " هى آسية بنت مزاحم بن عبيد بن الريان بن الوليد ، الذى كان فرعون مصر فى زمن يوسف عليه السلام ، وقيل أنها كانت فى بنى اسرائيل من سبط موسى عليه السلام ، وقيل بل كانت عمته ، حكاه السهيلى فالله أعلم " ، وفى سورة القصص هى من أشارت على فرعون بعدم قتل موسى عليه السلام عندما عثر عليه " وقالت امرأت فرعون قرت عين لى ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون " القصص 9 ، تربى فى بيتها موسى عليه السلام ، وهى من المؤمنين المبشرين بالجنة ، وقيل أن فرعون بطش بها فماتت شهيدة .

2-) مؤمن آل فرعون . ورد

ت قصته فى سورة غافر 28 – 35 " وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم ايمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربى الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وان يك كاذبا فعليه كذبه وان يك صادقا يصبكم بعض الذى يعدكم ان الله لا يهدى من هو مسرف كذاب * ياقوم لكم الملك اليوم ظاهرين فى الأرض فمن ينصرنا من بأس الله ان جاءنا قال فرعون ما أريكم الا ما أرى وما أهديكم الا سبيل الرشاد * وقال الذى آمن ياقوم انى أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب * مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد * ويا قوم انى أخاف عليكم يوم التناد * يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم ومن يضلل الله فما له من هاد * ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم فى شك مما جاءكم به حتى اذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب * الذين يجادلون فى آيات الله بغير سلطان أتاهم كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار " ، وهو نموذج للمؤمن فى بيئة الكفر ، وهو صوت الحق والضمير الخافت فى ظلمة الجبروت والكفر الحالكة ، كما فى عصرنا الحالى عندما يكغى الفساد والجبروت والفرعونية ، فلا يسمع أى صوت للضمير ، حتى ولو كان من أحد السلطة نفسها ، وهنا ينزل عذاب الله اذا كثر الخبث ، ويذكرنا هذا بالحديث عندما قالت السيدة عائشة لرسول الله " انهلك وفينا الصالحين ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " نعم اذا كثر الخبث" ، وكلمة الخبث لفظ شامل لكل صفات الرذيلة . 

الفرعونية فى القران ( 9 )

الفرعونية فى القران 9
صفات الفئات المقاومة للفرعون وتخليد ذكرهم .

أتصفت الفئات المقاومة للفرعون بكل الصفات الحسنة من ثبات على الايمان بالله رغم ما يتعرضون له من أذى وتعذيب وقتل للابناء واستحياء للنساء  ،والفئات المقاومة للفرعون تنقسم الى فئتين فئة نشطة فى المواجهة المباشرة ضد فرعون وقومه ، وفئة أخرى تكتم ايمانها خوفا من بطش فرعون ، وهذا تصديقا للحديث النبوى " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فان لم يستطع فبلسانه ، وان لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الايمان " وهذه الفئات هى :

1-) الفئة الأولى وهى الفئة النشطة التى تعرضت للفرعون وبطشه وهى التى كانت فىى المواجهة .

1-) سيدنا موسى عليه السلام وأخيه هارون  . قال شيخ الاسلام أبن تيميه كما فى مجموع الفتاوى 9 / 12 )

وموسى فى غاية الحق والايمان من جهة أن الله كلمه تكليما ، لم يجعل بينه وبينه واسطة من خلفه فلم يكن للرسل من التكليم ما لموسى ، وموسى هو موسى بن عمران بن فاهث بن عازر بن لاوى بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم عليه السلام ، قال الله تعالى فى القرآن الكريم " واذكر فى الكتاب موسى انه كان مخلصا وكان رسولا نبيا * وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا * ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا " سورة طه 51 – 53 وموسى وهارون عليهما السلام أنبياء ، فمن صفات موسى عليه السلام أنه مخلصا ورسول ونبى ، وهو كليم الله ، وقد القى الله عليه محبته منذ مولده بحيث من نظر اليه أحبه وقد تولاه برعايته ففى سورة طه " ... وألقيت عليك محبة منى ولتصنع على عينى " طه 39 ، وفى نفس السورة " واصطنعتك لنفسى " طه 41 ، وعندما كبر وترعرع أتاه الله الحكم والعلم ففى سورة القصص " ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزى المحسنين " القصص 14 ، وكان يتسم بالقوة والامانة كما وصفته ابنة مدين بعد أن سقى لها هى وأختها " قالت احداهما يا أبت استأجره ان خير من استأجرت القوى الأمين " القصص 26  ونحن نعرف ما كان لموسى عليه السلام من قوة بدنية فعندما تشاجر رجل من شيعته مع رجل من شيعة فرعون استجار به الذى من شيعته فتدخل ليفض المشاجرة فوكز الذى هو من شيعة فرعون فقضى عليه وفر الى سيناء وفى سورة القصص " ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذى هومن شيعته على الذى من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان انه عدو مضل مبين " القصص 15 ولكنه تلب الى ربه " قال رب انى ظلمت نفسى فاغفر لى فغفر له انه هو الغفور الرحيم * قال رب بما انعمت على فلن أكون ظهيرا للمجرمين " القصص 16 – 17 ،وعندما كلفه الله بالرسالة والتوجه الى فرعون ليطلب منه أن يخرج بنى اسرائيل معه طلب من الله أن يؤيده بأخاه هارون وفى سورة طه " اذهب الى فرعون انه طغى * قال رب اشرح لى صدرى * ويسر لى أمرى * واحلل عقدة من لسانى * يفقهوا قولى * واجعل لى وزيرا من أهلى * هارون أخى * أشدد به أزرى * وأشركه فى أمرى * كى نسبحك كثيرا * ونذكرك كثيرا * انك كنت بنا بصيرا * قال قد أوتيت سؤلك يا موسى " طه 24 – 36 ، وكان يطلق على هارون عليه السلام وزير موسى عليه السلام ، وفى سورة طه " اذهب أنت وأخوك بآياتى ولا تنيا فى ذكرى * أذهبا الى فرعون أنه طغى * فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى " طه 42 – 44 ، وفى سورة الفرقان " ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا * فقلنا أذهبا الى القوم الذين كذبوا بأياتنا فدمرناهم تدميرا " الفرقان 35 – 36 ، وفى سورة الصافات " ولقد مننا على موسى وهارون * ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم * ونصرناهم فكانوا هم الغالبين * واتيناهما الكتاب المستبين * وهديناهما الصراط المستقيم * وتركنا عليهما فى الآخرين * سلام على موسى وهارون * انا كذلك نجزى المحسنين * انهما من عبادنا المؤمنين " الصافات 114 – 122 ، وهذه الآيات من سورة الصافات تلخص مكانة موسى وهارون عليهما السلام عند الله ، والآيات تكيل عليهما الثناء فهم على هدى الله وعلى الصراط المستقيم ، وهما من المحسنين ومن عباد الله المؤمنين ، والله يلقى عليهما السلام وهذه منزلة كبيرة ، وكان سيدنا موسى عليه السلام يتمتع بالحجة والبرهان ليواجه فرعون حتى تغلب عليه ، وقد اهتدى على يديه السحرة ، نصره الله ، وكان يتمتع بقوة الشخصية فبنى اسرائيل كانوا قوما عتاة بهت ، وعندما تركهم مع أخيه هارون وتوجه لميقات ربه ورجع وجد بنى اسرائيل يعبدون العجل وأضلهم السامرى فأخذ بلحية أخيه يجره اليه فقال له ان القوم استضعفونى ، نصره الله هو وقومه ، والقرآن يذكر أن موسى عليه السلام دعا الله أن ينتقم من فرعون ويهلكه ويطمس على أمواله هو وقومه ، ودائما الدعاء سلاح المؤمن فى الأزمات وهو يجاهد فى سبيل الله " وقال موسى ربنا انك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا فى الحياة الدنيا ليضلوا عن سبيلك ربنا أطمس على أموالهم وأشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم * قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان الذين لا يعلمون " يونس 88 – 89 ، وقد لحقت الدعوة ليس بفرعون موسى وحده بل بالنظام الفرعونى بأكمله ، فلم تر مصر بعدها فرعونا عظيما بها كما يؤكد ذلك التاريخ القديم ، ولا تزال تلك الدعوة تلحق كل فرعون يحكم مصر مستبدا فاسدا حتى فى عصرنا الراهن ، ومن أجل ذلك كان قصص فرعون موسى من أكثر القصص ترديدا فى القرآن الكريم ، لقد كرر الله تعالى ذلك القصص القرآنى ليكون عبرة وعظة لكل البشر الى قيام الساعة " لقد كان فى قصصهم عبرة لأولى الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذى بين يديه وتفصيل كل شىء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون " يوسف 111 ، هو عبرة لأولى الألباب وأين هم بين حكام العرب الفراعنة الجدد ؟؟ ( موقع نداء الايمان ) ، أمر الله نبيه موسى عليه السلام بالتصدى للفرعون فقال " اذهب الى فرعون انه طغى " طه 29 ،ليواجه طغيان الفرعونية ، خاف موسى عليه السلام من جبروت فرعون وآل فرعون وقد هرب منهم بعد أن قتل أحدهم بعد أن استغاث به شخص من ةشيعته وطلب فرعون باحضاره لقتله " قال رب انى قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون " القصص 33 ، طلب من الله أن يسانده فى ذلك بأن يجعل له معينا فقال " وأخى هارون هو أفصح منى لسانا فأرسله معى ردءا يصدقنى انى أخاف ان يكذبون " القصص 34 ، ، وهنا يجب على المؤمن أن يتوجه الى الله لكى يعينه على الظغيان ، ويتوكل على الله وهو معينه ، وقال الله تعلى مجيبا له " قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون اليكما بآياتنا أنتما ومن أتبعكما الغلبون " القصص 35 ، وطلب كذلك العون من الله " قال رب اشرح لى صدرى * ويسر لى أمرى * وأحلل عقدة من لسانى * يفقهوا قولى " طه 25 – 28 ، توجه الحق لمواجهة طغيان فرعون ، ولم ينثنى موسى عليه السلام من فرعون حينما ذكره بتربيته له فى قصره حتى كبر ، وذكره بمقتل أحد قومه على يديه ، أى ان لم تنهى فهناك حكم مؤخر سوف ينفذ فيه وتهمة مؤجلة ، كما يفعل الظالمون اذا واجههم أحد ، يخرجون له كما نقول أحد الملفات القديمة ، ثم يبدأ فى محاكمته والبطش به ، وهى من صفات الفرعونية المتأصلة حتى اليوم ، وكان سيدنا موسى عليه السلام قوى الحجة كما أوضحنا فى حواره مه فرعون وملأه ومع السحرة ، وفى كل مواجهة تعرض لها 

الفرعونية فى القران ( 8 )

 الفرعونية فى القران 8
صفات الفئات الداعمة لفرعون 
-) آل فرعون
أى أهله وعياله ونسله وذريته وأسرته ، فعندما نقول آل البيت نقصد رسول الله صلى الله عليه وسلم ونسله وذريته ، فى سورة البقرة يقول الله تعالى مخاطبا بنى اسرائيل " واذا فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون " البقرة 50 ، وفى سورة القصص " فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا ان فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين " القصص 8 ، وفى الآيات ذكر آل فرعون كثيرا ، وهم يتصفون بما اتصف به فرعون ، وآل فرعون كانوا كذلك يسيمون بنى اسرائيل العذاب مثله كانوا قساة غلاظ القلوب " واذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفى ذلكم بلاء من ربكم عظيم " البقرة 49 ، وكانوا كفرة مثله مكذبين " كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآياتنا فأخذهم الله بذنوبهم والله شديد العقاب " آل عمران 11 ، وفى سورة ابراهيم " واذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم اذ أنجاكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب ويذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وف ذلكم بلاء من ربكم عظيم " ابراهيم 6   

4-) قوم فرعون وهم قبط مصر وعامة الشعب ، وهم القاعدة العريضةالتى تساند فرعون وهم كذلك على شاكلته ومنكم ولى عليكم ، فهم قوم ظالمون ولا يتقوا الله ، فى سورة الشعراء " واذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين * قوم فرعون ألا يتقون " الشعراء 10 – 11 ، وفى سورة هود " يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود " هود 98 ، وفى سورة الدخان " ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون وجاءهم رسول كريم " الدخان 17 ، الدخان 22 " فدعا ربه أن هؤلاء قوم مجرمون " وهم يتسمون بالاجرام مثل فرعون ،وفى سورة الزخرف " فاستخف قومه فأطاعوه انهم كانوا قوما فاسقين * فلما أسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين فجعلناهم سلفا ومثل للآخرين " الزخرف 54 -56 ، وهم يطيعون فرعون فى كل أمر وهم مجرمون مثله وفاسقون ، وهم يحرضون فرعون على بنى اسرائيل وقتلهم " وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا فى الأرض ويذرك وآلهتك قال سنقتل أبناءهم ونستحيى نساءهم وانا فوقهم قاهرون " الأعراف 127 ، وهم الذين اتهموا موسى عليه السلام بالسحر وأنه متآمر عليهم يريد أن يخرجهم من أرضهم " قال الملأ من قوم فرعون ان هذا لساحر عليم * يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تأمرون " القصص 109 – 110 ، وهم من اقترحوا على فرعون أن يأتى بالسحرة " قالوا أرجه وأخاه وأرسل فى المدائن حاشرين * يأتوك بكل ساحر عليم " الأعراف 111 – 112  ، وعقاب الله كان للقوم مث فرعون تماما " .... ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون " الأعراف 137

5- ) الجنود أو الجيش والمحاربين الذين يبطش بهم  وقد ورد ذكرهم " فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا ان فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين " القصص 8 ، وفى آية أخرى فى سورة الفجر " وفرعون ذى الأوتاد " وكما ذكرنا قيل أن الأوتاد يقصد بهم الجنود الذين يثبتون ملكه ، وفى سورة يونس " وجاوزنا ببنى اسرائيل البحر فاتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا.." يونس 90 ، فهم بغاة مثل فرعون فأغرقهم الله جميعا ، والجنود هم الذين يستغلهم النظام ويستعملهم كأداة بطش وتنكيل ، وفى سورة طه " فاتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم * وأضل فرعون قومه وما هدى " طه 78 – 79 ، وحاق بهم ما حاق بفرعون من غرق وموت وهلاك ، وفى سورة القصص " واستكبر هو وجنوده فى الأرض بغير الحق وظنوا أنهم الينا لايرجعون * فأخذناه وجنوده فنبذناهم فى اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين * وجعلناهم أئمة يدعون الى النار ويوم القيامة لا ينصرون * وأتبعناهم فى هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة لا ينصرون " القصص 39 – 42 ، فهم مثل فرعون مستكبرون جبابرة يبطشون وهم ظالمون لايعرفون الحق يكفرون بالله واليوم الآخر ونسوا يوم القيامة ، فهلكوا فى الدنيا ويوم القيامة يدخلون النار مع فرعون ، وهم ملعونون فى الدنيا والآخرة خارجون من رحمة الله .

5-) قارون  قال تعالى فى سورة غافر " ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين * الى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب " غافر 23 – 24 ، قال أبو حيان " وخص قارون وهامان بالذكر لمكانتهما فى الكفر ، ولأنهما أشهر أتباع فرعون الملك الحاكم ، وهامان هو الوزير أو ما يعادل ألآن رئيس الوزراء كما ذكرنا ، كان قارون اسرائيليا  من قوم موسى الا أنه كان على دين فرعون وملأه ، وكان ذا مال جزيل جدا  فبغى عليهم وانضم الى معسكر فرعون ، وهو يمثل فى الوقت الحالى كبار الرأسماليين ورجال الأعمال الفاسدين المقربين من الحاكم ، والتصوير القرآنى الفصيح يوضح أن لكل حاكم فاسد من يسولون له أمره ، ، وفى سورة العنكبوت " وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم موسى بالبينات فاستكبروا فى الأرض وما كانوا سابقين  * " العنكبوت 39 ، وقارون له قصة وردت فى سورة القصص فى الآيات من 76 – 83 ، " ان قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما ان مفاتحه لتنوء بالعصبة أولى القوة .... " القصص 76 ، ونصحه قومه أن لايغتر ولايفرح ولايتكبر " اذ قال له قومه لاتفرح ان الله لايحب الفرحين * وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولاتنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله اليك ولا تبغ الفساد فى الأرض ان الله لايحب المفسدين " القصص 76 – 77 ، وهنا نعرف من صفاته أنه مفسد ومغتر بماله فقال لهم " قال انما أوتيته على علم عندى أو لم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا ولايسئل عن ذنوبهم المجرمون " القصص78 ، فهو مجرم مثل فرعون ولم يعى بقدرة الله عليه وانسلخ من قومه وانضم لمعسكر فرعون لأن له مثل صفاته ،وتباهى فيما عنده كما يتباهى فرعون بما له من ذهب " فخرج على قومه فى زينته قال الذ ين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتى قارون انه لذو حظ عظيم " القصص 79 ، وهو هنا يثير الفتنة بما له من مال فى نفوس ضعاف النفوس بما يشبه ما يقال من جانب الهوام " يدى الحلق لبلا ودان " كما فى المثل العامى ، تمنوا أن يكون لهم من مال مثل ما عند قارون ونسوا ما له من صفات وأنساهم ما راوا ما عليه من فساد وفسق وفجور كما يحدث فى عصرنا الحالى مع ضعاف النفوس الذين يريدون أن يكون لديهم مال ، ولايهم من أين أتى من الرشوة أوالسرقة أو الفساد أو غير ذلك ، على النقيض من موقف الذين أوتوا العلم " وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها الا الصابرون "القصص 80 ، وقارون هذا مثل فى كل صفاته لرجال الأعمال الحاليين المقربين من الفرعون أو الحاكم الفاسد المستبد ، وكان عقاب الله له شديد " فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين " القصص 81 ، خسف الله به وبداره الأرض ، أفاق الهوام الذين كانوا يتمنون أن يكونوا مثله بعد أن جعله الله عبرة لمن يعتبر " وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون " القصص 82 ، أدرك الجميع عاقبة الكفر لواحد من أعوان فرعون ، وتعطى السورة الدرس المستفاد والعبرة من هذه القصق قصة قارون الذى تمرد على قومه وتخلى عن مبادئهم وسار فى ركب فرعون " تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا فى الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين " القصص 83 ، وهذه الآية تبرز من صفات قارون العلو فى الأرض والفساد وهى من صفات فرعون أيضا كما سبق وذكرنا .  

الفرعونية فى القران الكريم ( 7 )

الفرعونية فى القران الكريم 7 

صفات الفئات الداعمة للفرعون .

تشترك الفئات الداعمة للفرعون فى صفاته وفى جريمته كل حسب موقعه ومنزلته وسلطاته من فسادوفسق وعلو واتباع واشتراك فى الجريمة والجرم وفى التفرقة العنصرية فى التعامل وتمجيد للحاكم وتأييده وهم الظهير له ،

وسواء أكان الحاكم أو السلطان عادلا ، او ظالما فهو بحاجة الى معين ، فان كان من أهل الحق فلمن عاونه أجر عظيم ، وهم بطانة الخير وأهل الفضل ، وأما ان كان جائرا ظالما فلكل من عاونه أ ثم ووزر ،  لأنه لولا هذه المعاونة لما استطاع أن يخضع الناس ويذلهم ، فهم أنصار الباطل وشركاء الأثم .

فرعون لايستطيع أن يفرض نظامه بمفرده ، وكان له أعوان يساندونه فلولاهم لما تفرعن وطغى وتجبر ، ولابد من جمهور يتقبل هذا الذل " فاستخف قومه فأطاعوه " ، ولن تخضع الجماهير أو القوم لهذا الذل الا اذا كانوا فاسقين فيكون فسق الأغلبية سببا فى انتشار ونمو الباطل وسيطرته ، ولما أجتمع لفرعون فسق الجمهور أو القوم ومشاركة المنتفعين المتزلفين تفرعن ، وهم يقتسمون معه الجزاء الذى الحقه الله بهم جميعا من عقاب فى الدنيا من تسع آيات ومن رجز أليم ، وفى الآخرة حيث أوردهم النار خالدين فيها ، وأورثهم عذاب القبر الى يوم القيامة حسب تفسير المفسرين ، وفى سورة هود " يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود * وأتبعوا فى هذه لعنة ويوم القيامة بئس الفد المرفود " هود 89 – 99 ،وفى سورة غافر " النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب " غافر 46 ، ومن خلال القرآن الكريم يمكن أن نحدد المشاركين والمساندين لفرعون الذين ساهموا فى ابراز شخصيته واظهارها وهم :

1- ) هامان .الذى يمثل أقرب الناس اليه ، وفى القرآن الكريم فى سورة غافر " ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين * الى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب " غافر23 - 24  ، وفى آية أخرى   " ان فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين "القصص 8 ، فهو ساعد فرعون الأيمن والشخصية الثانية فى هرم السلطة وتعادل رئيس الوزراء فى العصر الحالى ،  وكلمة خاطئين تعنى آثمين فى كل شىء فى أفعالهم وأقوالهم ، ويستعين به فرعون فى تنفيذ سياسته وآرائه ، " وقال فرعون ياهامان ابن لى صرحا لعلى أبلغ الأسباب * أسباب السماوات فأطلع الى آله موسى وانى لأظنه كاذبا وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل وما كيد فرعون الا فى تباب " غافر 36 – 37  " وقال فرعون يآيها الملأ ما علمت لكم من آله غيرى فاوقد لى يا هامامان على الطين فاجعل لى صرحا لعلى أطلع الى آله موسى وانى لأظنه من الكاذبين " القصص 38 ، وفى سورة القصص " فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا ان فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين " القصص 8  ، الآية هنا خصت هامان لما له من أهمية بالنسبة لنظام فرعون ، وهو مهندسه الذى يستعين به فى كل أموره عندما يريد شيئا وأمره أن يبنى له الصرح .           

2- ) الملأ  من قوم فرعون أى المحيطين به " وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من آله غيرى ... " القصص 38 ، وفى سورة الشعراء " قال للملأ من حوله ان هذا لساحر عليم * يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون * قالوا أرجه وأخاه وأبعث فى المدائن حاشرين " الشعراء 34 – 35 ، وفى سورة يونس " ثم بعثنا من بعدهم موسى وهارون الى فرعون وملأيه بآياتنا فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين " يونس 75 ، والملأ هنا مجرمين مثل فرعون تما ما  ،وفى سورة يونس " فما آمن لموسى الا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملأهم أن يفتنهم وان فرعون لعال فى الأرض وانه لمن المسرفين " يونس 84 ،  والملأ هنا مثل فرعون وهم يشتركون معه فى البطش وهم يفتنون بنى اسرائيل ويوقوعون فى قلوبهم الخوف والرعب  ،" وقال موسى ربنا انك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا فى الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا أطمس على أموالهم , وأشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم " يونس 88 ،فملأ فرعون مثل فرعون يغترون بما لديه من أموال يضلون بها ويحاربون بها عباد الله ويسومونهم سوء العذاب بالتحالف مع فرعون ،  وفى سورة هود 96 – 97 " ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين * ا لى فرعون وملأيه فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد " ، والملأ يتبعون أمر فرعون ويسيرون بما يملى عليهم الدكتاتور الطاغية كما يحدث الآن ،  والملأ هم كبار القوم وأشرافهم ووجهائهم وروؤسائهم  الذى يرجع النفوذ والقول اليهم ، وهم من يقف وراء الحاكم مثل كبار رجال الأعمال حاليا وكبار السياسيين والاعلاميين وغيرهم .

الفرعونية فى القران الكريم ( 6 )

الفرعونية فى القران الكريم 6 
من صفات فرعون 

-14) التنكيل بالمعارضين حتى لو كانوا من أتباعه لو خالفوه الرأى أتبعوا الحق وعدلوا عن أرائهم السابقة

ظهر ذلك فى تنكيل فرعون بمن جاء بهم من السحرة ليناصروه ،فقد اتهم فرعون سيدنا موسى عليه السلام بالسحرعندما جاءه بالآيات من ربه للتدليل على صدقه ، العصا واليد البيضاء ليقيم عليه الحجة ويتراجع عن غيه

ففى سورة الشعراء " قال أو لو جئتك بشىء مبين * قال فأت به ان كنت من الصادقين * فألقى عصاه فاذا هى ثعبان مبين * ونزع يده فاذا هى بيضاء للناظرين * قال للملأ حوله ان هذا لساحر عليم * يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تامرون * قٌالوا أرجه وأخاه وابعث فى المدائن حاشرين * يأتوك بكل سحار عليم تأمرون * يأتوك بكل سحار عليم * فجمع السحرة لميقات يوم معلوم * وقيل للناس هل أنتم مجتمعون * لعلنا نتبع السحرة ان كانوا هم الغالبين * فلما جاء السحرة قالوا لفرعون ائن لنا لأجرا ان كنا نحن الغالبين * قال نعم وانكم اذا لمن المقربين * قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون * فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون انا لنحن الغالبون * فألقى موسى عصاه فاذا هى تلقف ما يأفكون * فألقى السحرة ساجدين * قالوا آمنا برب العالمين * رب موسى وهارون * قال آمنتم له قبل أن آذن لكم انه لكبيركم الذى علمكم السحر فلسوف تعلمون لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم أجمعين * قالوا لاضير انا الى ربنا منقلبون * انا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين " الشعراء 30 – 51 ، رد سيدنا موسى كان من جنس العمل ففرعون يؤمن بالسحر وكان السحر منتشرا وبرع فيه قوم فرعون ، وكان ايمانهم بالسحر كبير ، ولما عجز اتهم موسى بالسحر وهدده بالسجن وتكميم الأفواه كما يفعل الحكام المستبدون ، وهى من صفات الفرعونية ، وواجه سيدنا موسى عليه السلام بالبرهانان من ربه ، فألقى عصاه فاذا هى ثعبان حقيقى وليس خداع بصر كما يفعل السحرة أو من يدعون السحر ، فكان ثعبان عظيم الشكل بديع فى الضخامة والهول حتى قيل أن فرعون لما شاهد  ذلك أخذه رهب شديد وخوف عظيم ، ولكنه كبر الكفر والفرعونية ، وقيل أنه حصل له اسهال عظيم أستمر أكثر من أربعين مرة فى يوم ، وأدخل موسى عليه السلام يده فى جيبه واستخرجها وهى كفلقة القمر تتلألأ نورا يبهر الأبصار واذا أعادها الى جيبه واستخرجها ترجع الى صفتها الأولى ، ولم يتراجع فرعون لعنه الله بشىء بل استمر على ما هو عليه وأظهر أن هذا كله سحر واستعان بالسحرة ومؤيديه كما يفعل الحكام المستبدون من الاستعانة بمؤيديهم من اعلاميين وغيرهم فى العصر الحالى ، وجمع السحرة جميعا من رعيته وتحت قهره ودولته .

استمرت المعركة بين الحق والباطل بالرغم من تحذير سيدنا موسى عليه السلام " قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله الكذب فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى * فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى " طه 61 – 62 

والحجة التى أوردها سيدنا موسى عليه السلام أثارت النزاع بين قوم فرعون فقائل يقول انه كلام نبى وليس بساحر وقائل يقول انه ساحر وأسرواالتناجى بهذا وغيره وينتظروا لقاء موسى عليه السلام والسحرة .

وأنتصر موسى عليه السلام ، وظهر الحق على يدى سحرة فرعون ، عرفوا أن ما جاء به موسى عليه السلام ليس بسحر ، وهم أعلم الناس بالسحر ، عرفوا أنه مؤيد من عند الله ، عرفوا أن عصاه هى من عند الله ، خروا ساجدين لله وآمنوا به ، وتمسكوا بايمانهم ، ويتخلى السحرة عن فرعون وعمله وطلبوا من الله المغفرة ، وأنهم أول المؤمنين بالله وبعد أن كان فرعون يقول لهم أنهم من المقربين ، وبعد أن كانوا يطلبون منه الأجر والمكافئة ، وبعد أن أقسموا بعزة فرعون وأنهم سوف يغلبون ، أنقلبوا بعد أن رأوا الآيات البينات وأن موسى مرسل ومؤيد من الله ، وهنا ثارت ثورة فرعون " كيف يؤمنون بموسى عليه السلام دون أخذ اذن منه ، وأتهم موسى عليه السلام بأنه رئيسهم فى السحر وأن كل ذلك مؤامرة عليه ، وقرر أن ينكل بهم بعد أن أصبحوا من معارضيه ، سوف يقطع أيديهم وأرجلهم ويصلبهم ، لكن حلاوة الايمان دخلت قلوبهم ، فلم يخفهم تهديده ، فهم سوف يرجعون الى الله ، وطلبوا من الله المغفرة ، وادركوا أن جزاءهم عند الله هو الجنة ، " قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذى فطرنا فاقض ما أنت قاض انما تقضى الحياة الدنيا * انا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى * انه من يأت ربه مجرما فان له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى * ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى * جنات عدن تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى " طه 72 - 76   ، وانتصر الحق ، وهزم الباطل من حيث أراد أن ينتصر ، وذلك شبيه بما يحدث اليوم من اتهام بقلب نظام الحكم واثارة الفتنة "قال فرعون آمنتم به قبل أن آذن لكم ان هذا لمكر مكرتموه فى المدينة لتخرجوا منها أهلها فلسوف تعلمون "الأعراف 123 ، ولايعترف لباطل بفشله وظلمه بل يكيل الاتهامات للآخرين ويحملهم فشله .

15-) المضى بمن حوله وقومه الى الدمار والتهلكة  فنحن نعرف أن لكل ظالم نهاية ، فعلى مدار التاريخ هلك كل من تجبر وكانت نهايته قاسية ، نكالا من الله ، فخسر الدنيا والآخرة ، فنحن نعرف نهاية فرعون وهلاكه فى الدنيا ، فقد علم فرعون أن بنى اسرائيل ينوون الخروج طالبين بلاد الشام فحنق عليهم كل الحنق ، واشتد غضبه عليهم وشرع فى استحثاث جيشه ، وجمع جنوده ليلحق بهم ويمحقهم " وجاوزنا ببنى اسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى اذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا آله الا الذى آمنت به بنو اسرائيل وأنا من المسلمين * ألآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين * فاليوم ببجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وان كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون " يونس 90 – 92 ، وفى سورة الأعراف136 " فانتقمنا منهم فأغرقناهم فى اليم بأنهم كذبوا بأياتنا وكانوا عنها غافلين " وفى سورة الأعراف 137 " .. ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون "، وفى سورة القصص " واستكبر هو وجنوده فى الأرض بغير الحق وظنوا أنهم الينا لايرجعون * فأخذناه وجنوده فنبذناهم فى اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين * وجعلناهم أئمة يدعون الى النار ويوم القيامة لا ينصرون * وأتبعناهم فى هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين " الأعراف 39 – 42  ، وكانت نهاية فرعون هى الهلاك له ولكل من كان معه ، فى الدنيا والآخرة وحتى فى عذاب القبر . 

الفرعونية فى القران الكريم ( 5 )

الفرعونية فى القران الكريم 5 
من صفات فرعون فى القران الكريم-) التفريق بين الناس ، بما نعرفه فى عصرنا بالتفرقة العنصرية على أساس الدين والجنس والعرق  " ان فرعون علا فى الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبنائهم ويستحيى نساءهم انه كان من المفسدين " القصص4 أى تجبر وعتا وطغى وفرق بين الناس وهم من رعيته وشعبه وهم بنو اسرائيل .

10-) التسلط فى الرأى والدكتاتورية  ففى سورة غافر يقول القرآن الكريم عن فرعون "قال فرعون ما أريكم الا ما أرى وما أهديكم الا سبيل الرشاد" غافر 27 ، فالفرعون أو الدكتاتور يرى نفسه دائما على صواب ويسخر الوسائل ليجعل شعبه على الأقل يتبعه ، وفى العصر الحديث لا ننسى هتلر وما فعله فى ألمانيا ليجعل شعبه على الأقل يتبعه وما جره ذلك على ألمانيا ،وما فعله استالين فيما كان يسمى بالاتحاد السوفيتى من قتل ونفى الى سيبيريا وموت عشرين مليون من معارضيه على يديه فى الحكم الشيوعى ، وفى حكامنا العرب والمسلمين الأمثلة كثيرة لاحصر لها .

11-) الغرور بما لديه من ثروة وملك وقوة وسطوة  كلها من عند الله  ففى سورة الزخرف 51 – 53 " ونادى فرعون فى قومه أليس لى ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتى أفلا تبصرون * أم أنا خير من هذا الذى هو مهين ولا يكاد يبين* فلولا ألقى عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين " ، وفى سورة النازعات " فأراه الآية الكبرى * فكذب وعصى * ثم أدبر يسعى * فحشر فنادى * فقال أنا ربكم الأعلى " النازعات 20 – 24 ، وهو مغتر بما لديه من قوة " وفرعون ذى الأوتاد "الفجر 10 ، " كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد " ص 12 ، ان القرآن الكريم شبه هنا فرعون فى ثبات ملكه ورسوخ سلطته ببيت ثابت أقيم عماده وتثبتت أوتاده ، وقال ابن مسعود وابن عباس رضى الله عنهما " الأوتاد هى الجنود يقوون ملكه ، اى فرعون ذو الجنود ( قصة موسى مع فرعون – محمد بن صالح العثيمين - )، فرعون مصاب بالغرور وجنون العظمة الكاذبة ، وهو مرض يصيب كل حاكم مستبد وينتهى به الى ضياع الملك وضياع بلاده ، ففرعون يتباهى بملك مصر وما فيها من أنهار وما فيها من ذهب ويسخر من سيدنا موسى عليه السلام ويتهمه بالهوان والفقر ويسخر منه ويطلب منه أن يأتى بالملائكة .

12- ) الاستخفاف بعقول شعبه وتضليلهم واتباعهم له وخسرانهم  يقو

ل القرآن الكريم عن فرعون فاستخف قومه فاطاعوه انهم كانوا قوما فاسقين * فلما أسفونا انتقمنامنهم فأغرقناهم أجمعين * فجعلناهم سلفا ومثلا للأخرين  " الزخرف 54 - 56 ، وكما ذكرنا فى النبذة التاريخية عن  أحوال القوم وكيف ينظر لفرعون من جانب قومه على أنه آله ابن آله وأن له كل ما فى الكون وكانوا يطيعونه فى ذلك لأنهم مثله فاسقين خارجين عن طاعة الله فهو يقول لقومه " أنا ربكم الأعلى " ، وفى سورة القصص " وقال فرعون يأيها الملأ ما علمت لكم من اله غيرىفأوقد لى يا هامان على الطين فاجعل لى صرحا لعلى أطلع الى اله موسى وانى لأظنه من الكاذبين ." القصص 38  ، وفى سورة غافر " وقال فرعون ياهامان ابن لى صرحا لعلى أبلغ الأسباب * أسباب السموات فأطلع الى اله موسى وانى لأظنه كاذبا وكذلك زين لفرعون سوؤء عمله وصد عن السبيل وما كيد فرعون الأ فى تباب " غافر37  ، وهنا ينكر فرعون وجود الله ويستخف بعقول من حوله فطلب من وزيره هامان أن يبنى له قصرا عاليا من الآجر او الطوب المحروق لأن البناء كان من الطين والطوب اللبن ، ولايمكن أن يرتفع البناء ، ويقول ذلك ساخرا أنه لايوجد آله غيره ، وهنا نذكر ما فعله جاجارين رجل الفضاء الروسى عندما ركب سفينة فضائية فى رحلة الى الفضاء الخارجى للأرض وقال لم أجد الله على حد زعمه فى جهل مطبق ، فملة الكفر واحدة ، وفى عصرنا الحالى ماحدون يفاخرون بالحادهم وماديتهم وينكرون وجود الله ، وعبدة للشيطان ، وعبدة للبقر والأصنام فى الهند وغيرها يضطهدون المسلمين.

والطاغية لايجر على من اتبعه الا الخسران فى الدنيا والآخرة ، يقول القرآن الكريم فى سورة هود " ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين * الى فرعون وملأيه فأتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد * يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود " 96 – 98 ولذا فمن صفات الفرعونية الكفر ومحاولة البرهنة الكاذبة عليه واستخفاف عقول الدهماء لهذا الاعتقاد ، والمادية الكافرة موجودة فى عصرنا الحالى كما كانت موجودة فى الماضى .

13-) التصلب والعناد والاستمرار فى الضلال والاستكبار عن اتباع آيات الله والحق والاصرار على ذلك حتى النهاية  .

أيد الله رسوله موسى عليه السلام بآيات مادية بالاضافة الى مالديه من قوة حجة وبرهان ظهر من خلال لقائه بفرعون فقد بادل فرعون الحجة والموعظة الحسنة وظهرت براعة سيدنا موسى فى الحوار ، وكان هناك حرب فكرية وعقائدية بين فرعون وموسى عليه السلام ، فقد حرص فرعون على أن يحاور موسى عليه السلام أمام الملأ من قومه ليعرفهم على موسى عليه السلام ودعوته ، ويضع أيديهم على مدى خطورتها عليهم ، وذلك ليهيجهم عليه وينشطهم فى حربه ، والملأ هم كبار رجال دولته الذين يتولون حكم الدولة بأسمه ، فبدأ فرعون بتذكير سيدنا موسى بما كان فى الماضى من تربيته له وفضله عليه ، وبما وقع منه من قتل لأحد أتباعه على يديه " قال الم نربك فينا وليدا ولبثت فينا فى عمرك سنين * وفعلت فعلتك التى فعلت وأنت من الكافرين * قال فعلتها اذا وأنا من الضالين * ففررت منكم لما خفتكم فوهب لى ربى حكما وجعلنى من المرسلين * وتلك نعمة تمنها على أن عبدت بنى اسرائيل " الشعراء 18 – 22 ، فرد عليه موسى عليه السلام أن ما وقع منه كان قبل أن يمن الله عليه بالرسالة ، وأن ليس له عليه فضل فى تربيته له فهو قد أخذ الكثير من بنى اسرئيل فى تسخيرهم وخدمتهم له ، ، ولذلك صعد فرعون فى حواره مع موسى عليه السلام وعلت نبرته وارتفعت حدةكلامه ، وتخلى عن هدوئه الظاهرى المصطنع "قال فرعون وما رب العالمين * قال رب السماوات والأرض وما بينهما ان كنتم موقنين * قال لمن حوله ألا تستمعون * قال ربكم ورب آبائكم الأولين * قال ان رسولكم الذى أرسل اليكم لمجنون * قال رب المشرق والمغرب وما بينهما ان كنتم تعقلون * قال لئن اتخذت آلها غيرى لأجعلنك من المسجونين " ،  وذكرت قصة موسى عليه السلام مع فرعون بالتفصيل فى سورة الشعراء الى غرق فرعون وقومه وتبرز قوة المواجهة والتحدى ، أما فى سور الأعراف كان بعث موسى عليه السلام بالآيات الى فرعون وملئه وفى سورة  الفرقان الى القوم الذين كذبوا بآياتنا أى آيات الله ، وفىسورة  طه الارسال الى فرعون وحده أما فى سورة الشعراء فكان الاتيان الى القوم الظالمين قوم فرعون " واذ نادى ربك موسى أن أت القوم الظالمين * قوم فرعون ألا يتقون " الشعراء 10 – 11 .

الصيغ التى جاءت فى الحوار أكدت وأثبتت حقيقة النبى موسى عليه السلام ، ذلك أن الداعية عليه أن يتمتع بلغة سليمة وواضحة عقلانية منطقية ، فيها حكمة وموعظة حسنة ، عكس فرعون الذى لا يتحدث الا بالتهديد والوعيد والقتل والتنكيل كما يحدث حاليا فى الاعلام من تشويش وتشويه لصورة الشخص المعارض و النيل منه ،المعارض للحاكم أو التيار المستبد ، ولما أنقطع فرعون وغلب فى الحجة رجع الى الاستعلاء والبطش متوعدا موسى عليه السلام بالتنكيل به بالقائه فى أقبية سجون التعذيب ، وهكذا شأن الطغاة المتجبرين اذا غلبوا فى الحجة عدلوا الى أسلوب التنكيل بدلا من أسلوب الحوار والتعذيب متذرعين بقوة الجاه والسلطان ، يسعون الى قهر الخصم والنيل منه بمنطق الحديد والنار .

وسجن فرعون كان أشد من القتل ، وقد اقتدى به زبانية اليوم من الطغاة المتجبرين ، يضعون الانسان فى زنزانة فى أقبية تحت الأرض لا يرى الشمس ولا النور ولا الضياء ويسومونه سوء العذاب .

وقد نجح موسى عليه السلام الحكيم فى استدراج فرعون وتحويل الموضوع الى حوار عام مفتوح ، فها هو فرعون يوجه كلامه للملأ من حوله ، وها هم الملأ يستمعون الى الحوار بين فرعون وموسى عليه السلام ، وهم يعلمون أنهم مقصودون بذلك ، وانتقال فرعون دليل على هزيمته أمام موسى عليه السلام وعدم وقوف كلامه أمام قوة حجة موسى عليه السلام ، وبما أنه عجز عن دفع حجة موسى عليه السلام الفكرية انشغل بتشويه شخصية موسى عليه السلام ، وما أقدم عليه فرعون أمام موسى عليه السلام هو نفس ما يقدم عليه كل حاكم طاغية مستبد ، فعندما يعجز الطاغية عن نقض الحجج لأصحاب الحق ، ولا يستطيع دفع الحجة بالحجة فأنه يلجأ الى سب وشتم واتهام أصحاب الحق .

 والملاحظ أن موسى عليه السلام بقى متمتعا بهدوئه فى ذلك الحوار الموسع وبقى يحافظ على الموضوعية الحكيمة فى الحوار والجواب والكلام ، لم يخرجه فرعون عن موضوعيته وحكمته ، كما أنه لم يضعف أمامه فلم يخفه ولم يخش تهديده وبقى يواجهه بعزة وشجاعة وجرأة هى جرأة أهل الحق  ، ومن حكمة موسى عليه السلام مع فرعون أمام الملأ أنه لم ينزل الى مستوى فرعون الهابط ، ولم يرد على الاتهام  باتهام مقابل ، ففرعون الهابط يريد أن يصرف سير المواجهة الى موضوع هامشى تافه يقوم على الملاسنة والسباب والشتم بين شخصين ، وموسى عليه السلام يدرك هذه اللعبة الفرعونية فلم يستجب له وأبقاها فى اطارها .

تظاهر فرعون أمام الملأ من حوله على أنه حليم موضوعى واسع الصدر يستمع للرأى المخالف ولا يصدق به ، لم يستمر بذلك لأنه ضاق ذرعا بعلمية ومنهجية حوار موسى عليه السلام فى أدلته وكلامه وظهر على صورته الحقيقية ، صورة الطاغية المستبد ، فهدد تهديدا واضحا صريحا بالسجن .

www wasatyea.net( المنتدى العالمى للوسطية – 1 ديسمبر 2009 ) 


الفرعونية فى القراز الكريم ( 4 )

الفرعونية فى القران الكريم 4 

صفات فرعون فى القرآن الكريم .

ان شخصية فرعون و صفاتها القرآن الكريم أوالفرعونية دالة على معنى السلطة الطاغية المستبدة التى تدعى الألوهية ، وتستغل سذاجة الشعب لاذلاله ، وفرض الطاعة عليه ، ولفظ فرعون واسمه مرتبط هو وملأه بأوصاف ذكرها القرآن الكريم وأهمها :

1-) الكفروالتكذيب بآيات الله ، وقد ذكر ذلك فى آيات كثيرة نذكر  منها ، فى سورة الأنفال " كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات الله فأخذهم الله بذنوبهم ان الله قوى شديد العقاب " الأنفال 52 ،وكذلك فى نفس السورة " كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآيات ربهم فأهلكناهم بذنوبهم وأغرقنا آل فرعون وكل كانوا ظالمين " الأنفال 54

2-) الطغيان  وهو تجاوز الحد فى الكفر والتجبر والفساد ، فقد جاوز فرعون الحد فى الكفر وفى كل رذيلة ، تجاوز الحد فى ادعاء الألوهية والربوبية "اذهب الى فرعون انه طغى " النازعات 17،"، وفرعون ذى الأوتاد * الذين طغوا فى البلاد * فأكثروا فيها الفساد* فصب عليه ربك سوط عذاب * ان ربك لبا لمرصاد " الفجر 10 - 14 ، والطاغية عديم الاحساس مفترس بلا مشاعر .

3- ) الظلم والفساد والاستبداد . ففرعون مستبد متفرد بالرأى فى التطرف ، يختصر الدولة فى سخصيته ." وفرعون ذى الأوتاد * الذين طغوا فى البلاد * فأكثروا فيها الفساد * فصب عليهم ربك سوط عذاب * ان ربك لبالمرصاد "الفجر 10 – 14 .

4-) سوم الناس سوء العذاب . تقول سورة البقرة عما فعله فرعون من تعذيب لبنى اسرائيل " واذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفى ذلكم بلاء من ربكم عظيم " البقرة 49 ، وفى سورة الدخان " ولقد نجينا بنى اسرائيل من العذاب المهين * من فرعون انه كان عاليا من المسرفين " الدخان 30 – 31

5-) ادعاء الألوهية  . يقول فرعون " وقال فرعون ياآيها الملأ ما علمت لكم من آله غيرى .. " القصص 38 ، فحشر فنادى * فقال أنا ربكم الأعلى " النازعات 32 - 24

6-) الاستكبار وهو الامتناع عن قبول الحق ، معاندة وتكبرا وليس جهلا أو لقلة علم ، بل لانكار الحق الساطع المبين ، والامتناع عن قبول الحق عن بينة " واستكبر هو وجنوده فى الأرض بغير الحق وظنوا أنهم الينا لايرجعون" القصص 39 ، وفى سورة غافر " وقال موسى انى عذت بربى وربكم من كل متكبر لايؤمن بيوم الحساب " غافر 27، ولفظ متكبر أى جبار عنيد لا يرعوى ولاينتهى ولايخاف عذاب الله ، والكفر وانكار يوم القيامة والتكبر من صفات الفرعونية ، وفى العصر الحديث كان تجبر الشيوعية وزعمائها وما تحمله من الحاد فهى التى تقول أن الدين أفيون الشعوب ، والراسماليون وأتباعهم ينتمون الى صفات الفرعونية من اباحية وسماح بسيادة الكفر بزعم حرية الرأى ، والفكر الصهيونى ومايمثله من عنصرية وطرد للسكان واستكبار  .

7-) العلو فى الأرض  ويعنى الشعور بالعظمة والقوة والمنعة مما يؤدى الى الترفع والنظرة الفوقية "ان فرعون علا فى الأرض وجعل أهلها شيعا " القصص 4 ، " وان فرعون لعال فى الأرض " ، "فحشر فنادى * فقال أنا ربكم الأعلى" النازعات 23 - 24 ،ان ما كان يملك فرعون من ثروة ومال وجاه وسلطان أدخل فى نفسه العلو .

8-) الفسق ومعناه الخروج عن طاعة الله " وأدخل يدل فى جيبك تخرج بيضاء من غير سوء فى تسع آيات الى فرعون وقومه انهم كانوا قوما فاسقين " النمل 12 ، وفى سورة القصص " أسلك يدك فى جيبك تخرج بيضاء من غير سوء واضمم اليك جناحك من الرهب فذانك برهانان من ربك الى فرعون وملأيه انهم كانوا قوما فاسقين " القصص 32 ففرعون فاسق هو وقومه .

الفرعونية فى القران ( 3 )

الفرعونية فى القران 3 
من هو فرعون موسى عليه السلام .

www.ahl-alquran . com

يقول أ / أحمد صبحى منصور فى موقع أهل القرآن " ان المنهج القرآنى المعتاد فى القصص هو عدم تحديد الأشخاص وذلك للتأكيد على جانب العبرة والعظة بأن تتحول الحادثة التاريخية المحددة بالأسماء والزمان والمكان الى قضية عامة قابلة للآستشهاد بها والاتعاظ بها فى كل زمان ومكان ، وبذلك يتحول الشخص من "اسم" الى " رمز" ، بل ان القرآن الكريم حين يذكر اسم الشخص فانه يحوله أيضا الى رمز لفكرة معينة ، ولذلك تحول "أبو لهب" و"آزر" الى رموز للسقوط والتردى حتى لو كان ذلك الخاسر من أقرب أقارب النبى ، وبذلك أسقط القرآن دعاوى النسب الشريف التى تعطى حصانة لأصحابها ، فخاتم النبيين محمد عليه الصلاة والسلام كان عمه "أبو لهب" كافرا ، وخليل الله ابرهيم عليه السلام كان أبوه"آزر كافرا ، ان فرعون فى حد ذاته لقب سياسى للملك المصرى ، وليس أسم شخص ، وفرعون موسى عليه السلام ليس بدعا من أسلافه ، ولذلك أكتفى القرآن الكريم به رمزا لكل حاكم ظالم مدع الآلوهية ، يسير الى نهاية الشوط فى حرب الله تعالى فيلقى جزاءه ، وفى القرآن ما يوضح أن فرعون موسى عليه السلام شخص واحد هو الذى أضطهد بنى اسرائيل وهو الذى طاردهم حتى غرق بجنوده فى البحر ، ففى سورة الأعراف 127 " وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا فى الأرض ويذرك وآلهتك ، قال سنقتل أبناءهم ونستحيى نساءهم ، وانا فوقهم قاهرون ، قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا ان الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ، قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا ، قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم فى الأرض فينظر كيف تعملون"الأعراف 127 ، أى أن الأضطهاد أستمر متصلا قبل مجىء موسى عليه السلام وبعده ، والعدو الذى يمارس الأضطهاد شخص واحد وهو الذى سيلقى الهلاك وسيخلفه بنى اسرائيل فى الأرض .

وفى سورة القصص تفصيلات أكثر يتضح فيها أن فرعون موسى عليه السلام شخص واحد وملك واحد " ان فرعون علا فى الأرض وجعل أهلها شيعا ، يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيى نساءهم ، انه كان من المفسدين * ونريد أن نمن على الذين استضعفوا فى الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين * ونمكن لهم فى الأرض ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون * وأوحينا الى أم موسى أن أرضعيه فاذا خفت عليه فالقيه فى اليم ولا تخافى ولا تحزنى انا رادوه اليك وجاعلوه من المرسلين * فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا ان فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين " القصص 4 – 8 .

وفرعون الذى أضطهد بنى أسرائيل هو نفسه الذى كفل موسى عليه السلام ، وهو نفسه الذى كان موسى سببا فى ضياع ملكه ، بل أن الملأ هو نفس الملأ ، وهامان هو نفسه هامان فى سنوات الاضطهاد وفى الغرق أيضا .

وفى سورة الشعراء توضيح نتأكد منه أن الفرعون الذى تربى موسى عليه السلام فى كنفه هو نفس الفرعون الذى جاء موسى عليه السلام فيما بعد نبيا مرسلا يطلب منه الخروج بقومه فقال له فرعون " قال ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين ،*وفعلت فعلتك التى فعلت وأنت من الكافرين " الشعراء 18 – 19 .



الفرعونية فى القران ( 2 )

  2  الفرعونية فى القران 

نبذة تاريخية .

لابد لنا أن نرجع الى كتب التاريخ وماتقوله عن "فرعون" ، فى " معجم الحضارة المصرية القديمة" لجورج بوزنر وآخرين / ترجمة أمين سلامة – اصدار الهيئة المصرية العامة للكتاب – الصفحات من 254 وحتى 258 ورد الآتى

" لم يستعمل هذا اللقب الا فى الألف الأولى قبل الميلاد كلقب للملك ، وكلمة فرعون مشتقة من اللفظ المصرى "برعا" أى "البيت العظيم"التى بعد استعمالها للقصر أستعملت لصاحبه ( كما أستعمل الباب العالى للدلالة على السلطان العثمانى ) ، غير أن لقب "فرعون" لم يستعمل فى أى وقت من التاريخ كلقب حقيقى رسمى لملك .

لم تكن هيئة فرعون أقل فخامة اذ تجعله شاراته فى مصاف الآلهة ، فكان يضع كالآلهة ذنب حيوان متصلا بحزامه ويتدلى من وسطه ، ويضع لحية مستعارة كانت هى نفسها آلها ، ويحمل صولجانا مزينا برأس حيوان الآله ست ، وكانت رعيته الوفية تنشد التراتيل لتاجه المشبع بقوة خارقة ، وفى وسط جبهته أفعى مقدسة تقذف اللهب المدمر للمتمردين" .

لما كان فرعون ذا بنية بطل فقد سيطر على الحشود ، ما من فرد كان يستطيع مقاومة قوته ، أو يصد ضرباته ، أو يفر من مطاردته ، يقف وحده فى ساحة القتال فينكل بالألوف من أعدائه ، والخوف الذى يبثه يلقى الرعب فى قلوب البرابرة فى بلادهم ، كان فرعون الأبن الحقيقى للاله الأعلى ، ويجب على من يتقدم من فرعون أن يطرح نفسه على الأرض "فيشم الأرض ويزحف عليها" ويتضرع الى ذلك الآله الكامل ، يمتدح جماله ، يبقى فرعون بعيدا عن غيره فى العالم الآخر شأنه فى هذا العالم شأنه على الأرض ، فينفرد بدار فخمة فى العالم الآخر ، ويكون معادلوه السماويون أقرب اليه دائما من رعاياه ، ولما كان ابن الآله ووارثه بل هو آله نفسه كان وحده القادر على الاتصال بالأرباب ، فكان ينهض بالطقوس اللازمة لتمجيد أسلافه العظام ، كان من أبنائهم ، وان كان الكهنة وحدهم هم القائمون بالخدمة فى المعابد كممثلين له ، لقد بنى المعابد وأنفق عليها من ثروته وفى مقابل ذلك تساعده الآلهة فى كل مناسبة ، فمنحته الآلهة السيطرة على العالم ، التى تبعا للمعتقدات السائدة كانت من حقه ، فكل ملك مهما كان خادم له ، وكل عدو له متمرد محكوم عليه بالهلاك ، كانت الحياة والموت ملكا للملك يعطى الصحة لمن يشاء ، أطاعته العناصر .

يمكن تعداد قوى فرعون غير المحدودة ومواهبه التى فوق مواهب البشرباسهاب أكثر ، ولن من الجلى أنه كان الها حقا ، لقد نسيت رعيته أنه على أية حال بشر .

من السهل أن نسترسل فى ذكر الأمثلة على أن الملك كان فى عينى نفسه وفى عيون رعيته مخلوقا بشريا خارقا للعادة.

وفى موسوعة شبابنا"لاروس" – تاريخ العالم – تعريب / د فريد أنطونيوس – عويدات للنشر والطباعة – بيروت لبنان – الطبعة الأولى 2001 صفحة 13 ، تقول الموسوعة عن الفرعون مؤيدة للكلام السابق " تشتق كلمة فرعون من " برعا"من اللغة المصرية التى تعنى أولا "البيت الكبير"أو القصر وأدواته قبل أن تعنى الملك ، المصريون يعتبرون الفرعون انسانا يمثل الآلهة ،وهكذا يتقاسم مع آلهة الديانة المصرية المتعددة ملكية الأرض وما فيها من ثروات ، يتمتع بكل السلطات فهو الرئيس الدينى ، وله القرار كذلك فى السلم والحرب ، عندما كان الفرعون يحتل بعض الأراضى كان المصريون يعتبرون ذلك امتدادا لحدود العالم الذى خلقته الآلهة ، بعد موته يحنط جثمانه وجثامين عبيده ، ثم يطيب ويلف بشرائط من الكتان ويوضع فى تابوت لأن المصريون كانوا يفكرون أن التحويل الى مومياء يسمح للفرعون ان ينضم الى عالم الآلهة .

كان الفلاحون المصريون يعتمدون على فيضان نهر النيل ، بعد الفيضان يزرعون ويحصدون ، وبانتظار الفيضان كانوا يساهمون فى البناء لأجل الفرعون .

فى موسوعة الطفل – المجلد 8 – وزارة الثقافة – مصر – الهيئة العامة للكتاب – صفحة 151 .

تقول الموسوعة " فرعون لقب أطلق على ملوك مصر القديمة فى العصور المتأخرة اعتبارا من الأسرة الثامنة عشر  ( 1554 – 1304 ق م )وصاعدا .

وأول ملك حمل هذا القب هو "اخناتون" ، لكن لقب "فرعون" لم يكن أحد أهم الألقاب التى كانت تطلق على الملك ، فكلمة "فرعون" تحريف لعبارة بير –عو أو عا أى "القصر العالى " ، فى اشارة واضحة الى القصر الملكى الذى كان قصر الملك .

وكان المصريون القدماء ينظرون الى فرعون بصفته الها وابن آله ، وكانوا يعتقدون أن الفرعون هو التجسيد البشرى لآله السماء حورس ، وابن الآله الشمس رع ، وكان الفرعون يملك من الناحية النظرية كل أراضى مصر ويحكم الشعب ، ولكن الجماعات ذات النفوذ وبينها الكهنة والنبلاء كانت تحد فى بعض الأحيان من سلطة الفرعون من الناحية الفعلية ، الا أن قواعد السلوك القويم التى اعتقد المصريون أن الآلهة سنتها لهم كانت تحكم كافة الأعمال التى يقدم عليها .

 فى الموسوعة الحرة "ويكيبيديا" – شبكة المعلومات تتحدث عن "فرعون" تقول " يعتقد علماء المصريات أن لقب "برعو" فى اللغة النوبية القديمة تعنى "المنزل الكبير" أو البيت الكبير ، أو ما يعنى "الباب العالى" ، وذلك نسبة الى تركيب "بر-عا" الذى ظهر فى عهد الأسرة الثامنة عشر والأسرة التاسعة عشر ، وبالرغم من هذا فلا نجد دليلا فى خرطوش واحد من الخراطيش الملكية التى تحمل اسماء الملوك يشير الى هذا اللقب "بر-عا" ، وعممت التوراة اللقب على من يحكم مصر من الملوك الثلاثة الذين كانوا يحكمون مصر وقتها ، والذين عاصروا أنبياء الله ابراهيم ويوسف وموسى عليهم السلام ، وأشارت التوراة فى سفرى التكوين والخروج لملوك مصر بلقب "فرعون" ، ولم يظهر اللقب الا فى عهد الأسرة الثامنة عشر ومن ثم يصعب أن يتلقب ملك مصر بهذا اللقب فى عهد ابراهيم أى لم يسبق ظهور "بر-عا" بما يزيد عن أربعة أو خمسة قرون ، غير أن لفظ فرعون له مصدر آخر غير التوراة وهو القرآن الكريم ، حيث يظهر اللقب كاسم علم أكثر منه لقبا فى آيات القرآن ، ويظهر ذلك جليا من آيات القرآن التى ورد فيها الأسم بعد أداة نداء ، حيث ذكر فى سورة الأعراف الآية 104 " وقال موسى يا فرعون انى رسول من رب العالمين " الأعراف 104 ، ومن هنا يترجح القول بأن كلمة "فرعون" هى أسم علم أكثر منه لقبا قبل تعميمه على ملوك مصر القديمة ، فأصبح لقبا لكل ملك حكم مصر .

يقول الدكتور زاهى حواس فى جريدة "الأخبار" المصرية فى العدد 43468 الصادر بتاريخ 10/12/2005 " وهنا يجب أن نفسر معنى كلمة فرعون لأننا نستخدمها فى بعض الأحيان دون معرفة معناها ، بل نحاول أن نشير الى أن كلمة فرعون تعنى الطاغية أو الظالم ، وذلك من خلال قراءة الكتب السماوية ، خاصة القرآن الكريم فى قصة موسى عليه السلام ، والفرعون ا لذى طغى ، وقد جعلنا هذا نعتقد أن كل الفراعنة طغاة ، وجعل البعض ينظر الى الآثار كأنها أصنام لأنها من صنع الطغاة ، وهنا يجب أن نشير الى أن اسم فرعون ينسب الى الأسم المصرى القديم "بر-عا" بما يعنى" المنزل العظيم" وهذا الأسم عرف فقط وأرتبط بالفرعون منذ عصر الدولة الحديثة أى منذ حوالى 1550 ق م ، وقد حرف الاسم بالعبرية الى "فرعو" ثم بالعربية الى فرعون ، وبالتالى فان الأسم يعنى الملك الذى يعيش فى القصر العظيم ، وقد عرف حكام مصر قبل الدولة الحديثة باسم"ملك" ، وبعد الدولة الحديثة بأسم "فرعون" ، وتظهر عظمة القرآن الكريم فى قصة سيدنا يوسف عليه السلام حيث لم تذكر القصة كلمة"فرعون" لأن الحادثة وقعت قبل الدولة الحديثة ، أما قصة سيدنا موسى فقد حدثت عندما كان الملك يطلق عليه أسم فرعون .

ورد ذكر اسم "فرعون" فى القرآن الكريم صراحة 17 مرة فى 27 سورة – 9 مرات فى الأعراف ، 8 مرات فى غافر ، 8 مرات فى القصص ، 8 مرات فى يونس ، 5 مرات فى طه ، 5 مرات فى الشعراء ، 3 مرات فى هود ، مرتين فى الدخان ، الأسراء ، التحريم ، المزمل ، البقرة ، الزخرف ، ومرة واحدة فى ثلاث عشر سورة هى البروج والقمر والمؤمنون والنمل والذاريات وابراهيم وآل عمران والحاقة والنازعات والعنكبوت والفجر وص و ق .



150-] English Literature

150-] English Literature Letitia Elizabeth Landon     List of works In addition to the works listed below, Landon was responsible for nume...