Grammar American & British

Showing posts with label حكم كلمة "قل" فى القرآن الكريم. Show all posts
Showing posts with label حكم كلمة "قل" فى القرآن الكريم. Show all posts

Friday, November 11, 2022

16- ) حكم كلمة " قل " فى القرآن الكريم

16- ) حكم كلمة " قل " فى القرآن الكريم  

فى سورة الجمعة

1 . " قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ هَادُوٓاْ إِن زَعَمۡتُمۡ أَنَّكُمۡ أَوۡلِيَآءُ لِلَّهِ مِن دُونِ ٱلنَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ ٱلۡمَوۡتَ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ٦ وَلَا يَتَمَنَّوۡنَهُۥٓ أَبَدَۢا بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡۚ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلظَّٰلِمِينَ ٧ قُلۡ إِنَّ ٱلۡمَوۡتَ ٱلَّذِي تَفِرُّونَ مِنۡهُ فَإِنَّهُۥ مُلَٰقِيكُمۡۖ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ  ٨

" قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ هَادُوٓاْ إِن زَعَمۡتُمۡ أَنَّكُمۡ أَوۡلِيَآءُ لِلَّهِ مِن دُونِ ٱلنَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ ٱلۡمَوۡتَ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ " يقول الله لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى يقول مخاطبا اليهود بقوله ان كنتم تزعمون أنكم على هدى وأن محمدا وأصحابه على ضلالة فادعوا بالموت على الضال من الفئتين ان كنتم صادقين أى فيما تزعمونه وقال تعالى "  وَلَا يَتَمَنَّوۡنَهُۥٓ أَبَدَۢا بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡ" يستبعد الله تعالى عن اليهود أن يفعلوا ذلك بما يعملون من الكفر والظلم والفجور ، " وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلظَّٰلِمِينَ " والله يعلم بأحوال هؤلاء الظالمين من أقوال وأفعال وقد تقدم الكلام فى سورة البقرة على هذه المباهلة لليهود حيث قال تعالى " قل ان كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت ان كنتم صادقين * ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين * ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر والله بصير بما يعملون " وتقدمت مباهلة النصارى فى آل عمران  "فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين " ومباهلة المشركين فى سورة مريم "قل من كان فى الضلالة فليمدد له الرحمن مدا "  وعن ابن عباس قال : قال أبو جهل ان رأيت محمدا عند الكعبة لآتينه حتى أطأ على عنقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لو فعل لأخذته الملائكة عيانا ولو أن اليهود تمنوا الموت لماتوا ورأوا مقاعدهم من النار ، ولو خرج الذين يباهلون رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجعوا لا يجدون أهلا ولا مالا " ، يرد الله على اليهود فيما طلب منهم اثباتا على صدقهم من تمنى الموت واستبعاده أن يفعلوا ذلك فهم أشد الناس على الحياة وما فيها من ملذات وأمور مادية حتى يومنا هذا ويخاطب رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول " قُلۡ إِنَّ ٱلۡمَوۡتَ ٱلَّذِي تَفِرُّونَ مِنۡهُ فَإِنَّهُۥ مُلَٰقِيكُمۡۖ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ " الموت الذى يبعدون عنه ولا يطيقون حتى الحديث عنه فهم أهل دنيا وعملهم لها ولا يفكرون أبدا فى آخرتهم وكأن الموت أمر بعيد عنهم هو حتما آخرتهم وآخرة كل الأحياء وكل الأشياء " كل من عليها فان " والعودة لله وحده يوم القيامة الذى يعلم ما هو باطن مخفى وما هو ظاهر علنى واضح ويكون الحساب يوم القيامة ويخبر الانسان بكل أقواله وأفعاله لا تخفى منه خافية وهذا كقوله فى سورة النساء " أينما تكونوا يدركم الموت ولوكنتم فى بروج مشيدة " .

2 .  " وَإِذَا رَأَوۡاْ تِجَٰرَةً أَوۡ لَهۡوًا ٱنفَضُّوٓاْ إِلَيۡهَا وَتَرَكُوكَ قَآئِمٗاۚ قُلۡ مَا عِندَ ٱللَّهِ خَيۡرٞ مِّنَ ٱللَّهۡوِ وَمِنَ ٱلتِّجَٰرَةِۚ وَٱللَّهُ خَيۡرُ ٱلرَّٰزِقِينَ ١١

يعاتب الله تبارك وتعالى على ما كان وقع من الانصراف عن الخطبة يوم الجمعة الى التجارة التى قدمت الى المدينة يومئذ  وعن جابر بن عبد الله قال : بينما النبى صلى الله عليه وسلم يخطب يوم لجمعة فقدمت عير الى المدينة فابتدرها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لم يبق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الا اثنا عشر رجلا وقال كان فى الاثنى عشر الذين ثبتوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر رضى الله عنهما  فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " والذى نفسى بيده لو تتابعتم حتى لم يبق منكم أحد لسال بكم الوادى نارا " ونزلت هذه الآية فقال تعالى " وَإِذَا رَأَوۡاْ تِجَٰرَةً أَوۡ لَهۡوًا ٱنفَضُّوٓاْ إِلَيۡهَا وَتَرَكُوكَ قَآئِمٗاۚ" أى على المنبر تخطب وفى قوله " وتركوك قائما " دليل على أن الامام يخطب يوم الجمعة قائما ، وقال مقاتل بنحيان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى الجمعة قبل الخطبة مثل العيدين حتى اذا كان يوم والنبى صلى الله عليه وسلم يخطب وقد صلى الجمعة فدخل رجل فقال : ان دحية بن خليفة قد قدم بتجارة ، يعنى فانفضوا ولم يبقى معه الا نفر يسير ، "  قُلۡ مَا عِندَ ٱللَّهِ " أى الذى عند الله من الثواب فى الدار الآخرة ، "  خَيۡرٞ مِّنَ ٱللَّهۡوِ وَمِنَ ٱلتِّجَٰرَةِ" أى افضل مما فى الدنيا من لهو يشغل عن ذكر اللهو تجارة فى دنيا زائلة فما عند الله خير وأبقى ، " وَٱللَّهُ خَيۡرُ ٱلرَّٰزِقِينَ " الله خير الرازقين لمن توكل عليه وطلب الرزق فى وقته كقوله " ومن يتوكل على الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب " .

فى سورة الملك

1 . " قُلۡ هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنشَأَكُمۡ وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَٰرَ وَٱلۡأَفۡ‍ِٔدَةَۚ قَلِيلٗا مَّا تَشۡكُرُونَ ٢٣ قُلۡ هُوَ ٱلَّذِي ذَرَأَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَإِلَيۡهِ تُحۡشَرُونَ ٢٤ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ٢٥ قُلۡ إِنَّمَا ٱلۡعِلۡمُ عِندَ ٱللَّهِ وَإِنَّمَآ أَنَا۠ نَذِيرٞ مُّبِينٞ ٢٦ فَلَمَّا رَأَوۡهُ زُلۡفَةٗ سِيٓ‍َٔتۡ وُجُوهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَقِيلَ هَٰذَا ٱلَّذِي كُنتُم بِهِۦ تَدَّعُونَ ٢٧

"  قُلۡ هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنشَأَكُمۡ " يقول الله عز وجل أنه هو وحده الذى ابتدأ خلقكم بعد أن لم تكونوا شيئا مذكورا ، " وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَٰرَ وَٱلۡأَفۡ‍ِٔدَةَ" ويتحدث عزوجل عن قدرته فى خلق الأسماع والأبصار والعقول والادراك وخص الله هذه الأعضاء بالذكر فالسمع أعم من البصر فبدأ به  لأن من فقد نعمة البصر يمكن أن يعيش ويفهم ويشق طريقه من خلال السمع ونحن نعلم كم من ملايين الأكفاء فى العالم يعيشون حياتهم ويتعلمون ويتفوقون وهناك أمثلة كثيرة لمن كف بصرهم وحتى يمكن للانسان أن يسمع فى كل الأحوال حتى فى الظلام ثم يأتى البصر وتأتى الأفئدة والعقول التى تعى ما تسمع وترى وهذه هى عملية الادراك التى يفهم بها الانسان ويتعلم ، "  قَلِيلٗا مَّا تَشۡكُرُونَ " أى رغم هذه النعم من الله على العباد فقليل منهم الشكور لله على نعمه ولهذا قال " ان تعدو نعمة الله لا تحصوها " وفى قول آخر أى قلما تستعملون هذه القوى التى أنعم الله بها عليكم فى طاعته وامتثال أوامره وترك زواجره ، "  قُلۡ هُوَ ٱلَّذِي ذَرَأَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ " يتحدث الله عن فضله على عباده أنه هو الذى أسكنكم فى الأرض وبثكم ونشركم فى أقطار الأرض وأرجائها مع اختلاف ألسنتكم فى لغاتكم وألوانكم وأشكالكم وصوركم ، وَإِلَيۡهِ تُحۡشَرُونَ " يقول عز وجل لعباده أنكم تجمعون بعد هذا التفرق والشتات يوم الحشر وهو يوم القيامة كما فرقكم ويعيدكم كما بدأكم ، " وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ " يقول تعالى مخبرا عن الكفار المشركين المنكرين للمعاد المستبعدين وقوعه متى يقع هذا الذى تخبرنا بكونه من الاجتماع بعد هذا التفرق ، " قُلۡ إِنَّمَا ٱلۡعِلۡمُ عِندَ ٱللَّهِ " يقول الله عزوجل مخبرا رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول للمشركين لا يعلم وقت ذلك المعاد للبعث والحشر على التعيين الا الله عز وجل لكنه أمرنى أن أخبركم أن هذا كائن وواقع لا محالة فاحذروه ، " وَإِنَّمَآ أَنَا۠ نَذِيرٞ مُّبِين" يقول الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول للمشركين انما على البلاغ الواضح وقد أديته اليكم ، " فَلَمَّا رَأَوۡهُ زُلۡفَةٗ سِيٓ‍َٔتۡ وُجُوهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ " أى لما قامت الساعة وشاهدها الكفار ورأوا أن الأمر كان قريبا لأن كل ما هو آت آت وان طال زمنه فلما وقع ما كذبوا به ساءهم ذلك لما يعلمون ما لهم هناك من الشر أى فأحاط بهم ذلك وجاءهم من أمر الله ما لم يكن لهم فى بال ولا حساب كقوله تعالى " وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون وبدا لهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون " ولهذا يقال على وجه التقريع والتوبيخ " وَقِيلَ هَٰذَا ٱلَّذِي كُنتُم بِهِۦ تَدَّعُونَ " هذا هو اليوم الذى كنتم تستعجلون .

2 . " قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِنۡ أَهۡلَكَنِيَ ٱللَّهُ وَمَن مَّعِيَ أَوۡ رَحِمَنَا فَمَن يُجِيرُ ٱلۡكَٰفِرِينَ مِنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ ٢٨ قُلۡ هُوَ ٱلرَّحۡمَٰنُ ءَامَنَّا بِهِۦ وَعَلَيۡهِ تَوَكَّلۡنَاۖ فَسَتَعۡلَمُونَ مَنۡ هُوَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ ٢٩ قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِنۡ أَصۡبَحَ مَآؤُكُمۡ غَوۡرٗا فَمَن يَأۡتِيكُم بِمَآءٖ مَّعِينِۢ ٣٠

" قُلۡ " يقول تعالى مخبرا رسوله صلى الله عليه وسلم قل يا محمد لهؤلاء المشركين بالله الجاحدين لنعمه "أَرَءَيۡتُمۡ " هذا لجذب الانتباه وشحذ الحواس لتلتفت وتفهم وتعى بمعنى ها تدبرتم وفكرتم فى هذا الأمر وهم ،"  إِنۡ أَهۡلَكَنِيَ ٱللَّهُ وَمَن مَّعِيَ أَوۡ رَحِمَنَا فَمَن يُجِيرُ ٱلۡكَٰفِرِينَ مِنۡ عَذَابٍ أَلِيم" لو أن الله قد أوقع بنا وبكم الهلاك ورحم من شاء وأهلك من شاء أيها الكافرين خلصوا أنفسكم فانه لا منقذ لكم من الله الا التوبة والرجوع الى دينه ولا ينفعكم وقوع ما تتمنون من العذاب والنكال فسواء عذبنا الله أو رحمنا فلا مناص لكم من نكاله وعذابه الأليم الواقع بكم ، " قُلۡ هُوَ ٱلرَّحۡمَٰنُ ءَامَنَّا بِهِۦ وَعَلَيۡهِ تَوَكَّلۡنَا" يقول الله عز وجل لرسوله أن يقول نحن آمنا برب العالمين الرحمن الرحيم وعليه توكلنا فى جميع أمورنا كما قال تعالى " فاعبده وتوكل عليه " ولهذا قال تعالى " فَسَتَعۡلَمُونَ مَنۡ هُوَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِين" أيها الكفارستعلمون من منا ومنكم تكون له العاقبة فى الدنيا والآخرة ، "  قُلۡ أَرَءَيۡتُم" يلفت الله عزوجل الأسماع والأبصار وكل الحواس للتدبر والاعتبار فيقول لرسوله صلى الله عليه وسلم أن يخبر الكفار " إِنۡ أَصۡبَحَ مَآؤُكُمۡ غَوۡرٗا " غورا أى ذاهبا فى الأرض الى أسفل فلا يمكن أن ينال والغائر عكس النابع أى لو ذهب منكم الماء وتاه فى الأرض  " فَمَن يَأۡتِيكُم بِمَآءٖ مَّعِينِۢ " هل يمكن لأحد أن يأتيكم بماء نابع سائح جار على وجه الأرض ، أى لا يقدر على ذلك الا الله عز وجل فمن فضله وكرمه أن أنبع لكم المياه وأجراها فى سائر أقطار الأرض بحسب ما يحتاجه العباد من القلة والكثرة - فلو قل وذهب وغار هلكتم وان فاض وتدفق أغرقكم وأهلككم .

فى سورة الجن

1 . " قُلۡ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ ٱسۡتَمَعَ نَفَرٞ مِّنَ ٱلۡجِنِّ فَقَالُوٓاْ إِنَّا سَمِعۡنَا قُرۡءَانًا عَجَبٗا ١ يَهۡدِيٓ إِلَى ٱلرُّشۡدِ فَ‍َٔامَنَّا بِهِۦۖ وَلَن نُّشۡرِكَ بِرَبِّنَآ أَحَدٗا ٢

" قُلۡ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ ٱسۡتَمَعَ نَفَرٞ مِّنَ ٱلۡجِنِّ " يقول تعالى آمرا رسوله صلى الله عليه وسلم أن يخبر قومه أن الجن استمعوا القرآن فآمنوا به وصدقوه وانقادوا له ، "  فَقَالُوٓاْ إِنَّا سَمِعۡنَا قُرۡءَانًا عَجَبٗا *  يَهۡدِيٓ إِلَى ٱلرُّشۡدِ فَ‍َٔامَنَّا بِهِۦۖ وَلَن نُّشۡرِكَ بِرَبِّنَآ أَحَدٗا " يذكر الله عز وجل ما قالته الجن عن القرآن الكريم ومدحهم له أنه عجب أى عجيب أى يعجب من يستمع اليه من حسنه والأمر العجيب الحسن الذى يختلف عن ما حوله من حسنه وهذا القرآن يهدى الى السداد والنجاح فآمنا به وهو منزل من عند الله الواحد الأحد وسوف نتبع ما يدعو اليه من وحدانية الله ونكون بعيدين عن الشرك بالله كما هوحال المشركين فى مكة وهذا المقام شبيه بقوله " واذ صرفنا اليك نفرا من الجن يستمعون القرآن " .

2 . " قُلۡ إِنَّمَآ أَدۡعُواْ رَبِّي وَلَآ أُشۡرِكُ بِهِۦٓ أَحَدٗا ٢٠ قُلۡ إِنِّي لَآ أَمۡلِكُ لَكُمۡ ضَرّٗا وَلَا رَشَدٗا ٢١ قُلۡ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ ٱللَّهِ أَحَدٞ وَلَنۡ أَجِدَ مِن دُونِهِۦ مُلۡتَحَدًا ٢٢ إِلَّا بَلَٰغٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِسَٰلَٰتِهِۦۚ وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَإِنَّ لَهُۥ نَارَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًا ٢٣ حَتَّىٰٓ إِذَا رَأَوۡاْ مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعۡلَمُونَ مَنۡ أَضۡعَفُ نَاصِرٗا وَأَقَلُّ عَدَدٗا ٢٤

قُلۡ إِنَّمَآ أَدۡعُواْ رَبِّي وَلَآ أُشۡرِكُ بِهِۦٓ أَحَدٗا " أى قال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم لما آذوه وخالفوه وكذبوه وتظاهروا عليه ليبطلوا ما جاء به من الحق واجتمعوا على عداوته " انما أدعو ربى أى انما أعبد ربى وحده لا شريك له وأستجير به وأتوكل عليه " ولا اشرك به أحدا " ، "  قُلۡ إِنِّي لَآ أَمۡلِكُ لَكُمۡ ضَرّٗا وَلَا رَشَدٗا " لأى انما أنا بشر مثلكم يوحى الى وعبد من عباد الله ليس الى من الأمر شىء فى هدايتكم ولا غوايتكم بل المرجع فى ذلك كله الى الله عز وجل ، " قُلۡ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ ٱللَّهِ أَحَدٞ وَلَنۡ أَجِدَ مِن دُونِهِۦ مُلۡتَحَدًا " ثم أخبر عن نفسه أيضا أنه لا يجيره من الله أحد أى لو عصيته فانه لا يقدر أحد على انقاذى من عذابه وقال قتادة أيضا أى لا نصير ولا ملجأ وفى رواية لا ولى ولا موئل ، "  إِلَّا بَلَٰغٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِسَٰلَٰتِهِ" قال بعضهم هومستثنى من قوله " قُلۡ إِنِّي لَآ أَمۡلِكُ لَكُمۡ ضَرّٗا وَلَا رَشَدٗا * قُلۡ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ ٱللَّهِ أَحَدٞ وَلَنۡ أَجِدَ مِن دُونِهِۦ مُلۡتَحَدًا " إِلَّا بَلَٰغٗا مِّنَ الله " ويحتمل أن يكون اشتثناء من قوله " قُلۡ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ ٱللَّهِ أَحَد" أى لا يجيرنى منه ويخلصنى الا ابلاغى الرسالة التى أوجب أداءها على كما قال تعالى " يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس " ،" وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَإِنَّ لَهُۥ نَارَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًا " أى أنا أبلغكم رسالة الله فمن يعص بعد ذلك فله جزاء على ذلك نار جهنم خالدين فيها أبدا ألا لا محيد لهم عنها ولا خروج لهم منها ، "  حَتَّىٰٓ إِذَا رَأَوۡاْ مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعۡلَمُونَ مَنۡ أَضۡعَفُ نَاصِرٗا وَأَقَلُّ عَدَدٗا " أى حتى اذا رأى هؤلاء المشركون من الجن والانس ما يوعدون يوم القيامة فسعلمون يومئذ من أضعف ناصرا وأقل عددا ، هم أم المؤمنون الموحدون لله تعالى ؟ أى بل المشركون لا ناصر لهم بالكلية وهم أقل عددا من جنود الله عز وجل .

3 . " قُلۡ إِنۡ أَدۡرِيٓ أَقَرِيبٞ مَّا تُوعَدُونَ أَمۡ يَجۡعَلُ لَهُۥ رَبِّيٓ أَمَدًا ٢٥ عَٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ فَلَا يُظۡهِرُ عَلَىٰ غَيۡبِهِۦٓ أَحَدًا ٢٦

" قُلۡ إِنۡ أَدۡرِيٓ أَقَرِيبٞ مَّا تُوعَدُونَ أَمۡ يَجۡعَلُ لَهُۥ رَبِّيٓ أَمَدًا * " يقول الله تعالى آمرا رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول للناس انه لا علم له بوقت الساعة ولا يدرى أقريب أم بعيد وقتها والأمد هو المدة الطويلة وفى هذه الآية الكريمة دليل على عدم علم الرسول صلى الله عليه وسلم بيوم القيامة بالتحديد وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسئل عن وقت الساعة فلا يجيب عنها ولما تبدى له جبريل فى صورة أعرابى كان فيما سأله أن قال يا محمد فأخبرنى عن الساعة ؟ قال " ما المسئول عنها بأعلم من السائل "ولما ناداه ذلك الأعرابى بصوت جهورى فقال يا محمد متى الساعة ؟ قال " ويحك انها كائنة فما أعددت لها ؟ " قال أما انى لم أعد لها كثير صلاة ولا صيام ولكنى أحب الله ورسوله قال " فأنت مع من أحببت " قال فما فرح المسلمون بشىء من فرحهم بهذا الحديث   ، " عَٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ فَلَا يُظۡهِرُ عَلَىٰ غَيۡبِهِۦٓ أَحَدًا *إِلَّا مَنِ ٱرۡتَضَىٰ مِن رَّسُول" يتحدث الله عزوجل أنه يعلم الغيب والشهادة وأنه لا يطلع أحدا من خلقه على شىء من علمه الا مما أطلعه عليه وهذا يعم الرسول الملكى والبشرى .

فى سورة الكافرون

" قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡكَٰفِرُونَ ١ لَآ أَعۡبُدُ مَا تَعۡبُدُونَ ٢ وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ ٣ وَلَآ أَنَا۠ عَابِدٞ مَّا عَبَدتُّمۡ ٤ وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ ٥ لَكُمۡ دِينُكُمۡ وَلِيَ دِينِ ٦

هذه السورة سورة البراءة من العمل الذى يعمله المشركون وهى آمرة بالاخلاص فيه الكافرون يشمل كل كافر على وجه الأرض ولكن المواجهون بهذا الخطاب هم كفار قريش وقيل انهم من جهلهم دعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم الى عبادة أوثانهم سنة ويعبدون معبوده سنة فأنزل الله هذه السورة وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم فيها أن يتبرا من دينهم بالكلية فقال  " قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡكَٰفِرُونَ * لَآ أَعۡبُدُ مَا تَعۡبُدُونَ " يقول عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم قل لهؤلاء الكفار لا أعبد ما تعبدون من الأصنام والأنداد ، " وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ " ولا أنتم أيها الكافرون عابدون ما أعبد وهو الله وحده لا شريك له أى ولا أعبد عبادتكم أى لا أسلكها ولا أقتدى بها وانما أعبد الله على الوجه الذى يحبه ويرضاه ولهذا قال "  وَلَآ أَنَا۠ عَابِدٞ مَّا عَبَدتُّمۡ * وَلَآ أَنتُمۡ عَٰبِدُونَ مَآ أَعۡبُدُ " أى لا تقتدون بأوامر الله وشرعه فى عبادته بل قد اخترعتم شيئا من تلقاء أنفسكم كما قال " ان يتبعون الا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى " فتبرأ منهم فى جميع ما هم فيه فان العابد لابد له من معبود يعبده وعبادة يسلكها اليه فالرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعه يعبدون الله بما شرعه ولهذا كان كلمة الاسلام لا اله الا الله محمدرسول الله أى لا معبود الا الله ولا طريق اليه الا ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم والمشركون يعبدون غير الله عبادة لم يأذن بها الله ولهذا قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم " لَكُمۡ دِينُكُمۡ وَلِيَ دِينِ " أى أنتم لا تتبعون ما أنا عليه من دين فدينكم عبادة من دون الله وأنا أعبد الله وحده فلا نتفق فلكل منا دينه الذى هو عليه كما قال تعالى"وان

 كذبوك فقل لى عملى ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا برىء مما تعملون " وقال البخارى يقال"لكم

دينكم " الكفر " ولى دين " الاسلام ولم يقل دينى لأن الآيات بالنون فحذف الياء كما قال " فهو يهدين " " ويسقين " وقال غيره لا أعبد ما تعبدون الآن ولا أجيبكم فيما بقى من عمرى ولا أنتم عابدون ما أعبد وهم الذين قال " وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل اليك من ربك طغيانا وكفرا " ونقل ابن جرير عن بعض أهل العربية أن ذلك من باب التأكيد كقوله " فان مع العسر يسرا * ان مع العسر يسرا " وكقوله " لترون الجحيم * ثم لترونها عين اليقين " ،وقد استدل الامام الشافعى وغيره بهذه الآية الكريمة " لكم دينكم ولى دين " على أن الكفر كله ملة واحدة فورث اليهود من النصارى وبالعكس اذا كان بينهما نسب أو سبب يتوارث به لأن الأديان ما عدا الاسلام كالشىء الواحد فى البطلان وذهب أحمد بن حنبل ومن وافقه الى عدم توريث النصارى من اليهودوالعكس لحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يتوارث أهل ملتين شتى ". 

فى سورة الاخلاص

"قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ ١ ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ ٢ لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ ٣ وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ ٤

هذه سورة الاخلاص علمها الله لرسوله باذنه وبوحيه وبأمره وبدأها بكلمة "قل " وهى فعل أمر أى بوحينا وأمرنا قل ، " قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ " يعنى هو الله الواحد الأحد الذى لا نظير له ولا وزير ولا نديد ولا شبيه ولا عديل ولا يطلق هذا اللفظ على أحد فى الاثبات الاعلى الله عز وجل لأنه الكامل فى جميع صفاته وأفعاله ، " ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ " قال ابن عباس يعنى الذى يصمد اليه الخلائق فى حوائجهم ومسائلهم وفى قول آخر له هو السيد الذى قدكمل فى سؤدده والشريف الذى قدكمل فى شرفه والعظيم الذى قدكمل فى عظمته وقال أبو وائل السيد الذى قد انتهى سؤدده وقال مالك عن زيد بن أسلم " الصمد " السيد وقال الحسن وقتادة هو الباقى بعد خلقه وقال الحسن أيضا الصمد الحى القيوم الذى لا زوال له وقد قال الطبرانى فى كتاب السنة له بعد ايراده كثيرا من هذه الأقوال فى تفسير الصمد وكل هذه صحيحة وهى صفان ربنا عز وجل هو الذى يصمد اليه فى الحوائج وهو الذى قد انتهى سؤدده وهو الصمد الذى لا جوف له ، ولا يأكل ولا يشرب ، وهو الباقى بعد خلقه ، " لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ *  وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ " أى ليس له ولد ولا والد ولا صاحبة وقال مجاهد لا صاحبة له وهذا كما قال " بديع السموات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شىء " أى هو مالك كل شىء وخالقه فكيف يكون له من خلقه نظير يساميه أو قريب يدانيه تعالى وتقدس وتنزه قال الله تعالى " وقالوا تخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا ادا تكاد السموات يتفطرن منه  وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا * أن دعوا للرحمن ولدا وما ينبغلا للرحمن أن يتخذ ولدا * انكل من فى السموات والأرض الا آتى الرحمن عبدا * لقد أحصاهم وعدهم عدا * وكلهم آيته يوم القيامة فردا " ، وعن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم قال " قال الله عز وجل كذبنى ابن آدم ولم يكن له ذلك ، وشتمنى ولم يكن له ذلك ، فأما تكذيبه اياى فقوله لن يعيدنى كما بدأنى وليس أول الخلق بأهون على من اعادته ، وأما شتمه اياى فقوله اتخذ الله ولدا وأنا الأحد الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لى كفوا أحد " .

فى سورة الفلق

"قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلۡفَلَقِ ١ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ ٢ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ٣ وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّٰثَٰتِ فِي ٱلۡعُقَدِ ٤ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ٥

علم الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم الاستعاذة والتحصن وبدأها بكلمة "قل" أى باذن الله ووحيه وأمره ، " قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلۡفَلَقِ " الفلق كما قال ابن عباس الصبح وهى كقوله " فالق الاصباح " وفى قول آخر لابن عباس " الفلق " الخلق وقال الضحاك أمر الله نبيه أن يتعوذ من الخلق كله وقال كعب الأحبار"الفلق"  بيت فى جهنم اذا فتح صاح جميع أهل النار من شدة حره وعن زيد بن على عن آبائه قالوا " الفلق " جب فى قعر جهنم عليه غطاء فاذا كشف عنه خرجت منه نار تضج منه جهنم من شدة ما يخرج منه وقال ابن جرير والصواب القول الأول أنه فلق الصبح وهذا هو الصحيح وهو اختيار البخارى فى صحيحه ، " مِن شَرِّ مَا خَلَقَ " أى من شر جميع المخلوقات وقال الحسن البصرى جهنم وابليس وذريته مما خلق ، " وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ " قال مجاهد غاسق الليل اذا وقب غروب الشمس وقال قتادة وغيره أنه الليل اذا أقبل بظلامه وعن عطية وقتادة اذا وقب الليل اذا ذهب وعن أبى هريرة " ومن شر غاسق اذا ةقب " الكواكب  وقال ابن زيد :كانت العرب تقول الغاسق سقوط الثريا وكانت الأسقام والطواعين تكثر عند وقوعها وترتفع عند طلوعها قال أصحاب القول الأول وهو آية الليل اذا ولج هذا لا ينافى قولنا لأن القمر آية الليل ولا يوجد سلطان الا فيه وكذلك النجوم لا تضىء الا بالليل فهو يرجع الى ما قلناه ، "  وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّٰثَٰتِ فِي ٱلۡعُقَدِ " قال مجاهد وغيره يعنى السواحر وقال اذا رقين ونفثن فى العقد وعن طاوس عن أبيه قال ما من شىء أقرب الى الشرك من رقية الحية والمجانين " وفى الحديث الآخر أن جبريل جاء الى النبى صلى الله عليه وسلم فقال اشتكيت يا محمد ؟ فقال "نعم " فقال " بسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك ، ومن شر كل حاسد وعين ، الله يشفيك " ولعل هذا كان من شكواه صلى الله عليه وسلم حين سحر ثم عافاه الله تعالى وشفاه ورد كيد السحرة الحساد من اليهود فى رءوسهم وجعل تدميرهم فى تدبيرهم وفضحهم ، وعن زيد بن أرقم قال سحر النبى صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود فاشتكى لذلك أياما فجاءه جبريل فقال ان رجلا من اليهود سحرك وعقد لك عقدا فى بئر كذا وكذا فأرسل اليها من يجىء به فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستخرجها فجاءه بها فحللها فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما نشط من عقال فما ذكر ذلك اليهودى ولا رآه فى وجهه حتى مات " ورواه النسائى عن هناد عن أبى معاوية محمد بن حازم الصرير ، ( وقد يقول قائل كيف يسحر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المعصوم والمحصن بحماية الله ؟ ولكن ما حدث مع الرسول صلى الله عليه وسلم يثبت أنه بشر كقوله تعالى " انما أنا بشر مثلكم يوحى الى " يقع عليه ما يقع على البشر من حوله وتجرى الأحداث فى مجراها الطبيعى كما تجرى مع كل البشر ثم تتدخل العناية الالهية لتعطيه الحلول لتبين فضل الله عليه كما هو فضله على خلقه ولكن الرسول أميز لمكانته عند ربه وهناك كثير من المواقف تحدث للأنبياء وهم وسط قومهم كما تحدث للبشر فهم بشر ولكن لهم مكانة عند ربهم لما هم عليه وليس للانبياء العصمة فهم ليسوا مألهين كما يؤله النصارى المسيح عليه السلام وتأله اليهود العزير ويقولون أبناء الله ،وهذا بعيد عن الاسلام ، وقدم الاسلام الحلول للمشاكل لكل المسلمين من عند الله من خلال القرآن وسنة رسوله ومنها معالجة السحر والحسد ) ،" وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ " هذه استعاذة من الحسد ومن العين ونحن نعلم أن الحسد يقع وهناك الكثير من المواقف فى حياتنا تثبت ذلك وطابنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نبتعد عن ذلك وأن نقول " ما شاء الله " ونذكر الله اذا أبصرنا شيئا وأن لا ننظر اليه نظرة حسد ، وأعطانا الله الدواء بالمعوذتين .

فى سورة الناس

" قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ ١ مَلِكِ ٱلنَّاسِ ٢ إِلَٰهِ ٱلنَّاسِ ٣ مِن شَرِّ ٱلۡوَسۡوَاسِ ٱلۡخَنَّاسِ ٤ ٱلَّذِي يُوَسۡوِسُ فِي صُدُورِ ٱلنَّاسِ ٥ مِنَ ٱلۡجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ ٦

علم الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم الاستعاذة والتحصن وبدأها بكلمة "قل" أى باذن الله ووحيه وأمره ، " قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ *  مَلِكِ ٱلنَّاسِ * إِلَٰهِ ٱلنَّاسِ " الله  هو رب الناس كلهم  وملك الناس ومليكهم فهو الذى له ملكوت السموات والأرض وهو آلههم ولا اله غيره هو الله سبحانه وتعالى يأمر الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم والمسلمين من بعده بالقول بالاستعاذة به " مِن شَرِّ ٱلۡوَسۡوَاسِ ٱلۡخَنَّاسِ " قال ابن عباس الشيطان جائم على قلب ابن آدم فاذا سها وغفل وسوس فاذا ذكر الله خنس وقال المعتمر بن سليمان عن أبيه ذكر لى أن الشيطان الوسواس ينفث فى قلب ابن آدم عند الحزن وعند الفرح فاذا ذكر الله خنس وقال العوفى عن ابن عباس فى قوله " الوسواس " هو الشيطان يأمر فاذا أطيع خنس ، " ٱلَّذِي يُوَسۡوِسُ فِي صُدُورِ ٱلنَّاسِ " هل يختص هذا ببنى آدم كما هو الظاهر أو يعم آدم والجن ؟ فيه قولان ويكونون قددخلوا فى لفظ الناس تغليبا وقال ابن جرير وقد استعمل فيهم رجال من الجن فلا يدع فى اطلاق الناس عليهم وقوله تعالى " مِنَ ٱلۡجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ " هل هو تفصيل لقوله " الذى يوسوس فى صدور الناس"  ثم بينهم فقال " من الجنة والناس " وهذا يقوى القول الثانى ، وقيل قوله " من الجنة والناس " تفسير الذى يوسوس فى صدور الناس من شياطين الانس والجن كما قال تعالى " كذلك جعلنا لكل نبى عدوا شياطين الانس والجن يوحى بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا " وعن ابن عباس قال : جاء رجل الى النبى صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انى لأحدث نفسى بالشىء لأن أخر من السماء أحب الى من أن أتكلم به فقال النبى صلى الله عليه وسلم " الله أكبر الله أكبر الحمد لله الذى رد كيده الى الوسوسة " وعن أبى ذر قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فى المسجد فجلست فقال "يا أبا ذر هل صليت ؟ قلت لا قال - قم فصل - قال فقمت فصليت ثم جلست فقال - يا أبا ذر تعوذ بالله من شر شياطين الانس والجن - قال فقلت يا رسول الله وللانس شياطين ؟ قال - نعم - قال فقلت يا رسول الله الصلاة ؟ قال - خير موضوع من شاء أقل ومن شاء أكثر - قلت يا رسول الله فالصوم ؟ قال - فرض مجزىء وعند الله مزيد - قلت يا رسول الله فالصدقة ؟ قال - أضعاف مضاعفة ، قلت يا رسول الله فأيهما أفضل ؟ قال - جهد من مقل أوسر الى فقير - قلت يا رسول الله أى الأنبياء كان أول ؟ قال - آدم - قلت يا رسول الله ونبيا كان ؟ قال - نعم نبى مكلم - قلت يا رسول الله كم المرسلون ؟ قال - ثلثمائة وبضعة عشر جما غفيرا - وقال مرة - خمسة عشر قلت يا رسول الله أيما أنزل عليك أعظم ، قال آية الكرسى " الله لا اله الا هو الحى القيوم " . 


15-) حكم كلمة " قل " فى القرآن الكريم

 15- ) حكم كلمة " قل " فى القرآن الكريم 

فى سورة الأحقاف

1 . "قُلۡ أَرَءَيۡتُم مَّا تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ لَهُمۡ شِرۡكٞ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِۖ ٱئۡتُونِي بِكِتَٰبٖ مِّن قَبۡلِ هَٰذَآ أَوۡ أَثَٰرَةٖ مِّنۡ عِلۡمٍ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ٤

" قُلۡ أَرَءَيۡتُم مَّا تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ ٱلۡأَرۡضِ " يتحدث الله عن اتخاذ الكفار آلهة من دون الله يعبدونهم من أصنام وأوثان لا تملك لنفسها نفعا ولا ضرا فيقول لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم  أرشدونى الى المكان الذى استقلوا بخلقه من الأرض ، " أَمۡ لَهُمۡ شِرۡكٞ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ" يقول عز وجل للكفار ان من اتخذتم من دون الله لا شرك لهم فى السموات ولا فى الأرض وما يملكون من قطمير ان الملك والتصرف كله الا لله عز وجل فكيف تعبدون معه غيره وتشركون به ؟ من أرشدكم الى هذا ؟ من دعاكم اليه ؟ أهو أمركم به أم هو شىء اقترحتموه من عند أنفسكم ؟ ولهذا قال " ٱئۡتُونِي بِكِتَٰبٖ مِّن قَبۡلِ هَٰذَآ " يقول الله تعالى لهؤلاء الكفار هاتوا كتابا من كتب الله المنزلة على الأنبياء عليهم السلام يأمركم بعبادة هذه الأصنام ، " أَوۡ أَثَٰرَةٖ مِّنۡ عِلۡمٍ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ " ويخبرهم الله تعالى أن يأتوا بدليل بين على هذا المسلك الذى يسلكونه من الكفر ليدللوا على صدقهم وقرأ آخرون أو أثرة من علم أى أو علم صحيح تؤثرونه عن أحد ممن قبلكم كما قال مجاهد وقال ابن عباس أو بينة من الأمر وقال أبو بكر بن عياش أو بقية من علم وقال قتادة " أو أثارة من علم " خاصة من علم  .

2 . "أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۖ قُلۡ إِنِ ٱفۡتَرَيۡتُهُۥ فَلَا تَمۡلِكُونَ لِي مِنَ ٱللَّهِ شَيۡ‍ًٔاۖ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِۚ كَفَىٰ بِهِۦ شَهِيدَۢا بَيۡنِي وَبَيۡنَكُمۡۖ وَهُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ٨ قُلۡ مَا كُنتُ بِدۡعٗا مِّنَ ٱلرُّسُلِ وَمَآ أَدۡرِي مَا يُفۡعَلُ بِي وَلَا بِكُمۡۖ إِنۡ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَيَّ وَمَآ أَنَا۠ إِلَّا نَذِيرٞ مُّبِينٞ ٩

" أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُ" يتحدث هؤلاء الكفار عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه ما جاء به هو كذب مفترى أى مدعيه من عنده وليس من عند الله ، " قُلۡ إِنِ ٱفۡتَرَيۡتُهُۥ فَلَا تَمۡلِكُونَ لِي مِنَ ٱللَّهِ شَيۡ‍ًٔاۖ" يرد الله عليهم على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم أنى لو كذبت على الله وزعمت أنه أرسلنى وليس كذلك لعاقبنى أشد العقوبة ولم يقدر أحد من أهل الأرض لا أنتم ولا غيركم أن يجيرنى منه كقوله " قل انى لن يجيرنى من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا * الا بلاغا من الله ورسالاته " وكما قال تعالى " ولوتقول علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين " ، " هُوَ أَعۡلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِۚ كَفَىٰ بِهِۦ شَهِيدَۢا بَيۡنِي وَبَيۡنَكُمۡۖ" يرد الله على الكافرين فيما يدعونه مدافعا عن رسوله صلى الله عليه وسلم أن الله أعلم بما يقولون ويستفيضون فى قوله وهو شاهد على وعليكم وحكم بيننا وهذا تهديد لهم ووعيد أكيد وترهيب شديد ،"وَهُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ " والله هو الذى يغفر لعباده اذا رجعوا عما فيه من الضلال وهم رحيم بهم وهذا ترغيب لهم الى التوبة والانابة أى مع هذا كله ان رجعتم وتبتم تاب عليكم وعفا عنكم وغفر ورحم وهذه الآية كقوله عزوجل فى سورة الفرقان " وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهى تملى عليه بكرة وأصيلا * قل أنزله الذى يعلم السر فى السموات والأرض انه كان غفورا رحيما " ، " قُلۡ مَا كُنتُ بِدۡعٗا مِّنَ ٱلرُّسُلِ " قال ابن عباس وغيره ما أنا بأول رسول والمعنى يقول الله عز وجل مخبرا عن رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول لهؤلاء المشركين لست بأول رسول طرق العالم بل جاءت الرسل من قبلى فما أنا بالأمر الذى لا نظير له حتى تستنكروننى وتستبعدون بعثتى اليكم فانه قد أرسل الله جل وعلا قبلى جميع الأنبياء الى الأمم ،"وَمَا ٓ أَدۡرِي مَا يُفۡعَلُ بِي وَلَا بِكُم" يقول الله عز وجل مخبرا عن رسوله صلى الله عليه وسلم لا أدرى ما يفعل بى ولا بكم فى الدنيا أأخرج كما أخرجت الأنبياء عليهم السلام من قبلى ؟ أم أقتل كما قتلت الأنبياء من قبلى ؟ ولا أدرى أيخسف بكم أو ترمون بالحجارة ؟ وهذا قول ابن جرير فانه بالنسبة الى الآخرة جازم أنه يصير الى الجنة هو ومن اتبعه ، وأما فى الدنيا فلم يدر ما كان يئول اليه أمره وأمر مشركى قريش الى ماذا ؟ أيؤمنون أم يكفرون فيعذبون فيستأصلون بكفرهم ، وقال عكرمة والحسن وقتادة انها منسوخة بقوله تعالى " ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر " قالوا ولما نزلت هذه الآية قال رجل من المسلمين هذا قد بين الله تعالى ما هو فاعل بك يا رسول الله فما هو فاعل بنا ؟ فأنزل الله تعالى "ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجرى من تحتها الأنهار " والذى هو ثابت فى الصحيح أن المؤمنين قالوا هنيئا لك يا رسول الله فما لنا ؟ فأنزل الله سبحانه وتعالى هذه الآية " ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجرى من تحتها الأنهار " ، " إِنۡ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَيَّ " يقول الله مخبرا عن رسوله صلى الله عليه وسلم انما أتبع ما ينزله الله على من الوحى ، " وَمَآ أَنَا۠ إِلَّا نَذِيرٞ مُّبِين" ويقول الله عز وجل مخبرا عن رسوله صلى الله عليه وسلم أنما أن نذير بين النذارة أمرى ظاهر لكل ذى لب وعقل فهو غير مسؤول عن أفعال الكافرين انما هو مرسل من ربه ليبلغ رسالته وانما الحساب عند الله وهو الذى يتولى أمر العباد .

3 . " قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِن كَانَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ وَكَفَرۡتُم بِهِۦ وَشَهِدَ شَاهِدٞ مِّنۢ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ عَلَىٰ مِثۡلِهِۦ فَ‍َٔامَنَ وَٱسۡتَكۡبَرۡتُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ ١٠

" قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِن كَانَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ وَكَفَرۡتُم بِهِ" يقول الله تعالى قل يا محمد لهؤلاء المشركين الكافرين بالقرآن أرأيتم ان كان هذا القرآن من عند الله وكفرتم به ما ظنكم أن الله صانع بكم ان كان هذا الكتاب الذى جئتكم به قد أنزله على لأبلغكموه وقد كفرتم به وكذبتموه شهد بصدقه وصحته الكتب المتقدمة المنزلة على الأنبياء عليهم السلام قبلى بشرت به وأخبرت بمثل ما أخبر به هذا القرآن ، " وَشَهِدَ شَاهِدٞ مِّنۢ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ عَلَىٰ مِثۡلِهِ فَ‍َٔامَنَ " أى هذا الذى شهد بصدقه من بنى اسرائيل لمعرفته بحقيقته آمن به ،"وَٱسۡتَكۡبَرۡتُمۡ" وأنتم والخطاب موجه الى المشركين من قريش أعرضتم واستكبرتم عن اتباعه وقال مسروق فآمن هذا الشاهد بنبيه وكفرتم أنتم بنبيكم وكتابكم ، " إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ " والله لا يهدى الكفار نتيجة أفعالهم فهو أعلم بمن يستحق الهداية وهذا الشاهد اسم جنس يعم عبد الله بن سلام رضى الله عنه وغيره فان هذه الآية مكية نزلت قبل اسلام عبد الله بن سلام رضى الله عنه وقال مسروق والشعبى ليس بعبد الله بن سلام هذه الآية مكية واسلام عبد الله بن سلام رضى الله عنه كان بالمدينة .

فى سورة الفتح

1 . " سَيَقُولُ لَكَ ٱلۡمُخَلَّفُونَ مِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ شَغَلَتۡنَآ أَمۡوَٰلُنَا وَأَهۡلُونَا فَٱسۡتَغۡفِرۡ لَنَاۚ يَقُولُونَ بِأَلۡسِنَتِهِم مَّا لَيۡسَ فِي قُلُوبِهِمۡۚ قُلۡ فَمَن يَمۡلِكُ لَكُم مِّنَ ٱللَّهِ شَيۡ‍ًٔا إِنۡ أَرَادَ بِكُمۡ ضَرًّا أَوۡ أَرَادَ بِكُمۡ نَفۡعَۢاۚ بَلۡ كَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرَۢا ١١

يقول الله تعالى مخبرا رسوله صلى الله عليه وسلم بما سيعتذر به المخلفون من الأعراب الذين اختاروا المقام فى أهليهم وشغلهم وتركوا المسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعتذروا بشغلهم بذلك وسألوا أن يستغفر لهم الرسول صلى الله عليه وسلم ، وذلك قول منهم لا على سبيل الاعتقاد بل على وجه التقية والمصانعة " سَيَقُولُ لَكَ ٱلۡمُخَلَّفُونَ مِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ شَغَلَتۡنَآ أَمۡوَٰلُنَا وَأَهۡلُونَا فَٱسۡتَغۡفِرۡ لَنَاۚ " يفضح الله عز وجل من تخلفوا من الأعراب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم يقولون ما يخالف الواقع فهم يقولون أن أشغالهم الدنيوية من أعمال وأموال يكتسبونها ورعايتهم لأهلهم منعتهم من المسير مع الرسول صلى الله عليه وسلم وأنهم لم يكونوا يقصدون ذلك وهذا قول كاذب وليس الحقيقة ولكن ما تكنه قلوبهم هو التخلف وعدم الجهاد فى سبيل الله وتأييد رسوله صلى الله عليه وسلم فالايمان لم يتعمق فى قلوبهم بل منهم من هو منافق يتمنى الضرر للرسول صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين ولو جاءته الفرصة لفعل ذلك ومع هذا يطلبون من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتجاوز عنهم وعن أعمالهم ،" يَقُولُونَ بِأَلۡسِنَتِهِم مَّا لَيۡسَ فِي قُلُوبِهِمۡ" هؤلاء منافقون ما تقوله ألسنتهم ليس ما تخفيه قلوبهم فالله أعلم بهم ويفضحهم وقد نزلت سورة التوبة تفضح المنافقين لذلك سميت بالفاضحة ، "قُلۡ فَمَن يَمۡلِكُ لَكُم مِّنَ ٱللَّهِ شَيۡ‍ًٔا إِنۡ أَرَادَ بِكُمۡ ضَرًّا أَوۡ أَرَادَ بِكُمۡ نَفۡعَۢا" يخبر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم متوعدا ومهددا لهؤلاء الأعراب أن يقول لهم ان الله تعالى اذا أراد بكم الضرر أو أراد لكم النفع لا يقدر أحد أن يرد ما أراده فيكم تعالى وتقدس وهو العليم بسرائركم وضمائركم وان صانعتمونا ونافقتمونا ولهذا قال تعالى " بَلۡ كَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرَۢا " يخبر الله تعالى أنه محيط وخبير بعلمه بكل أعمالكم ولن تستطيعوا أن تخفوا منها شيئا .

2 . "سَيَقُولُ ٱلۡمُخَلَّفُونَ إِذَا ٱنطَلَقۡتُمۡ إِلَىٰ مَغَانِمَ لِتَأۡخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعۡكُمۡۖ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُواْ كَلَٰمَ ٱللَّهِۚ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَٰلِكُمۡ قَالَ ٱللَّهُ مِن قَبۡلُۖ فَسَيَقُولُونَ بَلۡ تَحۡسُدُونَنَاۚ بَلۡ كَانُواْ لَا يَفۡقَهُونَ إِلَّا قَلِيلٗا ١٥

يقول الله تعالى مخبرا عن الأعراب الذين تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى عمرة الحديبية اذ ذهب النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضى الله عنهم الى خيبر يفتحونها أنهم يسألون أن يخرجوا معهم الى المغنم وقد تخلفوا عن وقت محاربة الأعداء ومجاهدتهم ومصابرتهم فأمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن لا يأذن لهم فى ذلك معاقبة لهم من جنس ذنبهم فان الله تعالى قد وعد أهل الحديبية بمغانم خيبر وحدهم لا يشاركهم فيها غيرهم من الأعراب المتخلفين فلا يقع غير ذلك شرعا ولا قدرا  "سَيَقُولُ ٱلۡمُخَلَّفُونَ إِذَا ٱنطَلَقۡتُمۡ إِلَىٰ مَغَانِمَ لِتَأۡخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعۡكُمۡ" يتحدث الله تعالى عن الأعراب أنهم يريدون أن يأذن لهم الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنون بالخروج معهم الى الغنائم المتوقعة عند فتح خيبر فهم يريدون فقط المغنم ولا يريدون ما فيه مشقة من جهاد وقتال ولكن الله تعالى يضع المغنم مع المغرم والعطاء جزاء للبذل والمشقة ، " يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُواْ كَلَٰمَ ٱللَّهِ" هؤلاء المتخلفون يريدون تثبيط المسلمين عن الجهاد وبهذا يبدلون ما دعى اليه كلامه من حث على الجهاد وهم قد فعلوا ذلك بالتخلف عن الجهاد وقدموا أعذارهم كما قال ابن جريج وقال مجاهد وغيره كلام الله هو الوعد الذى وعد الله به أهل الحديبية من التوجه الى الجهاد ثم التوجه الى خيبر فيكون المغنم بعد المغرم ولكن هم لم يريدوا المغرم ولكن المغنم وحده وهذا تبديل ومخالفة لوعد الله ، " قُل لَّن تَتَّبِعُونَا " يتوجه الله تعالى بالكلام الى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول لهؤلاء المتخلفين من الأعراب أنكم لن تأتوا معنا الى مغانم خيبر،"كَذَٰلِكُمۡ قَالَ ٱللَّهُ مِن قَبۡل" وهذا الذى أقوله لكم هو وعد الله أهل الحديبة وقوله وأمره قبل سؤالكم الخروج معهم الى مغانم خيبر، " فَسَيَقُولُونَ بَلۡ تَحۡسُدُونَنَاۚ" يتحدث الله عز وجل عن رد المتخلفين من الأعراب على منع الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنون لهم من التوجه الى مغانم خيبر أنهم يقولوا هذا نابع من أنكم تحسدوننا أى أن نشرككم فى المغانم وهذا كذب منهم فكيف يحسدونهم والحسد هوتمنى ما فى يد الغير وليس العكس فهم الذين يتمنوا أن يشاركوا المؤمنين فى المغانم فيرد الله عليهم موبخا " بَلۡ كَانُواْ لَا يَفۡقَهُونَ إِلَّا قَلِيلٗا " أن الأمر ليس كما زعموا ولكن لا فهم لهم .

3 . "قُل لِّلۡمُخَلَّفِينَ مِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ سَتُدۡعَوۡنَ إِلَىٰ قَوۡمٍ أُوْلِي بَأۡسٖ شَدِيدٖ تُقَٰتِلُونَهُمۡ أَوۡ يُسۡلِمُونَۖ فَإِن تُطِيعُواْ يُؤۡتِكُمُ ٱللَّهُ أَجۡرًا حَسَنٗاۖ وَإِن تَتَوَلَّوۡاْ كَمَا تَوَلَّيۡتُم مِّن قَبۡلُ يُعَذِّبۡكُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا ١٦

" قُل لِّلۡمُخَلَّفِينَ مِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ سَتُدۡعَوۡنَ إِلَىٰ قَوۡمٍ أُوْلِي بَأۡسٖ شَدِيد" يرد الله على المخلفين من الأعراب ويخبر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم أنهم مدعوون الى مقاتلة قوم أولى بأس شديد وقد اختلف المفسرون فى هؤلاء القوم الذين يدعون اليهم على أقوال يقول قتادة وغيره أنهم هوازن وقال الضحاك أنهم ثقيف وقال جويبر هم بنو حنيفة وعن ابن عباس أنهم أهل فارس وقال كعب الأحبار الروم وعن أبى ليلى وعطاء والحسن وغيرهم هم فارس والروم وعن مجاهد هم أهل الأوثان ولم يعين فرقة وهو اختيار ابن جريج وابن جرير ، " تُقَٰتِلُونَهُمۡ أَوۡ يُسۡلِمُونَ" يعنى شرع الله لكم جهادهم وقتالهم فلا يزال ذلك مستمرا عليهم ولكم النصرة عليهم أو يسلمون فيدخلون فى دينكم بلا قتال بل باختيار ، "  فَإِن تُطِيعُواْ " يقول عز وجل للمخلفينمن الأعراب ان تستجيبوا وتنفروا فى الجهاد وتؤدوا الذى عليكم فيه ، "يُؤۡتِكُمُ ٱللَّهُ أَجۡرًا حَسَنٗا" ان فعلتم هذا يكون جزاءكم من الله الجزاء الحسن ، " وَإِن تَتَوَلَّوۡاْ كَمَا تَوَلَّيۡتُم مِّن قَبۡلُ يُعَذِّبۡكُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا " بعد أن وعد الله عز وجل المخلفين بالجزاء الحسن اذا أطاعوا ما أمرهم به من الجهاد توعدهم ان لم يفعلوا ما أمرهم به من الخروج الى الجهاد ومقاتلة الكفار وتولوا  كما فعلوا من قبل فى زمن الحديبية حيث دعوا فتخلفوا يكون لهم من الله عز وجل العذاب الأليم فى الدنيا بالمذلة وفى الآخرة بالنار .

فى سورة الحجرات

1 . " قَالَتِ ٱلۡأَعۡرَابُ ءَامَنَّاۖ قُل لَّمۡ تُؤۡمِنُواْ وَلَٰكِن قُولُوٓاْ أَسۡلَمۡنَا وَلَمَّا يَدۡخُلِ ٱلۡإِيمَٰنُ فِي قُلُوبِكُمۡۖ وَإِن تُطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ لَا يَلِتۡكُم مِّنۡ أَعۡمَٰلِكُمۡ شَيۡ‍ًٔاۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٌ ١٤ إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ ثُمَّ لَمۡ يَرۡتَابُواْ وَجَٰهَدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّٰدِقُونَ ١٥ قُلۡ أَتُعَلِّمُونَ ٱللَّهَ بِدِينِكُمۡ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ ١٦ يَمُنُّونَ عَلَيۡكَ أَنۡ أَسۡلَمُواْۖ قُل لَّا تَمُنُّواْ عَلَيَّ إِسۡلَٰمَكُمۖ بَلِ ٱللَّهُ يَمُنُّ عَلَيۡكُمۡ أَنۡ هَدَىٰكُمۡ لِلۡإِيمَٰنِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ١٧ إِنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ غَيۡبَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَٱللَّهُ بَصِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ ١٨

" قَالَتِ ٱلۡأَعۡرَابُ ءَامَنَّاۖ قُل لَّمۡ تُؤۡمِنُواْ وَلَٰكِن قُولُوٓاْ أَسۡلَمۡنَا وَلَمَّا يَدۡخُلِ ٱلۡإِيمَٰنُ فِي قُلُوبِكُمۡۖ " يقول الله منكرا على الأعراب الذين أول ما دخلوا فى الاسلام ادعوا لأنفسهم مقام الايمان ولم يتمن الايمان فى قلوبهم بعد وقد استفيد من هذه الآية الكريمة أن الايمان أخص من الاسلام كما هومذهب أهل السنة والجماعة ويدل عليه حديث جبريل عليه السلام حين سأل عن الاسلام ثم عن الاحسان فترقى من الأعم الى الأخص ثم للأخص منه ودل ذلك على أن هؤلاء الأعراب المذكورين فى هذه الآية ليسوا بمنافقين وانما هممسلمون لم يستحكم الايمان فى قلوبهم فادعوا لأنفسهم مقاما أعلى مما وصلوا اليه فأدبوا فى ذلك وهذا ما قال به ابن عباس وغيره ولوكانوا منافقين لعنفوا وفضحوا كما ذكر المنافقين فى سورة التوبة ثم قال تعالى " وَإِن تُطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ لَا يَلِتۡكُم مِّنۡ أَعۡمَٰلِكُمۡ شَيۡ‍ًٔاۚ" يقول الله تعالى معقبا عن هؤلاء الأعراب أنهم لو يطيعوا الله ورسوله فان الله لا ينفصهم من أجورهم شيئا كقوله عزوجل " وما ألتناهم من عملهم من شىء " ،"إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٌ إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ ثُمَّ لَمۡ يَرۡتَابُواْ " يتحدث الله تعالى عن المؤمنين الكمل وهم الذين بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم حق الايمان ولم يشكوا ولا تزلزلوا بل ثبتوا على حال واحدة وهى التصديق المحض ، "  وَجَٰهَدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۚ" من صفات المؤمنين الكمل أنهم بذلوا مهجهم ونفائس أموالهم فى طاعة الله ورضوانه ، " أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّٰدِقُونَ " من يفعلون ذلك هم الصادقون فى قولهم اذا قالوا انهم مؤمنون لا كبعض الأعراب الذين ليس لهم من الايمان الا الكلمة الظاهرة وعن أبى سعيد رضى الله عنه قال ان النبى صلى الله عليه وسلم قال " المؤمنون فى الدنيا على ثلاثة أجزاء : الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم فى سبيل الله ، والذى يأمنه الناس على أموالهم وأنفسهم ، والذي اذا أشرف على طمع تركه لله عز وجل " ، "  قُلۡ أَتُعَلِّمُونَ ٱللَّهَ بِدِينِكُمۡ " يتحدث الله عز وجل بقوله لهم أتخبرون الله بما فى ضمائركم ، "  وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ " لا يخفى عليه مثقال ذرة فى الأرض ولا فى السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر ، "  وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيم" قهو الذى يعلم كل شىء ويحيط به ، "   يَمُنُّونَ عَلَيۡكَ أَنۡ أَسۡلَمُواْۖ قُل لَّا تَمُنُّواْ عَلَيَّ إِسۡلَٰمَكُمۖ بَلِ ٱللَّهُ يَمُنُّ عَلَيۡكُمۡ أَنۡ هَدَىٰكُمۡ لِلۡإِيمَٰنِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ " يعنى الأعراب  يقول الله متحدثا الى الرسول صلى الله عليه وسلم هؤلاء الأعراب يمنون باسلامهم ومتابعتهم ونصرتهم عليه فيرد الله عليهم أنكم لا تمنون على فان نفع ذلك انما يعود عليكم ولله المنة عليكم فيه ان كنتم صادقين فى دعواكم ذلك كما قال النبى صلى الله عليه وسلم للأنصار يوم حنين " يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله ربى ؟ وكنتم متفرقين فألفكم الله ربى ؟ وكنتم عالة فأغناكم الله ربى ؟ كلما قال شيئا قالوا الله ورسوله أمن " ١٧ إِنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ غَيۡبَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَٱللَّهُ بَصِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ " كرر الله تعالى الاخبار بعلمه بجميع الكائنات وبصره بأعمال المخلوقات فى السموات وفى الأرض .

فى سورة الطور

1 . " أَمۡ يَقُولُونَ شَاعِرٞ نَّتَرَبَّصُ بِهِۦ رَيۡبَ ٱلۡمَنُونِ ٣٠ قُلۡ تَرَبَّصُواْ فَإِنِّي مَعَكُم مِّنَ ٱلۡمُتَرَبِّصِينَ ٣١

قال تعالى منكرا على الجهلة من كفار قريش فى قولهم فى الرسول صلى الله عليه وسلم " أَمۡ يَقُولُونَ شَاعِرٞ نَّتَرَبَّصُ بِهِۦ رَيۡبَ ٱلۡمَنُونِ " ينكر الله عز وجل ما قالوه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه شاعر ونحن نعلم حال الشعراء كما وصفهم القرآن بأنهم كاذبون ويقولون ما لا يفعلون فهو الصنف الذى يقصده هؤلاء وليس الصنف الجيد من الشعراء وريب المنون هو قوارع الدهر والمنون هو الموت أى يقولون ننتظره ونصبر عليه حتى يأتيه الموت فنستريح منه ومن شأنه قال تعالى ردا عليهم "  قُلۡ تَرَبَّصُواْ فَإِنِّي مَعَكُم مِّنَ ٱلۡمُتَرَبِّصِينَ " أى انتظروا فانى منتظر معكم وستعلمون لمن تكون العاقبة والنصرة فى الدنيا والآخرة وعن ابن عباس رضى الله عنهما أن قريشا لما اجتمعوا فى دار الندوة فى أمر النبى صلى الله عليه وسلم قال قائل منهم احتبسوه فى وثاق وتربصوا به ريب المنون حتى يهلك كما هلك من كان قبله من الشعراء زهير والنابغة انما هو كأحدهم فأنزل الله تعالى ذلك من قولهم " أَمۡ يَقُولُونَ شَاعِرٞ نَّتَرَبَّصُ بِهِۦ رَيۡبَ ٱلۡمَنُونِ"،

فى سورة الواقعة

1 . " وَكَانُواْ يَقُولُونَ أَئِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابٗا وَعِظَٰمًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ ٤٧ أَوَ ءَابَآؤُنَا ٱلۡأَوَّلُونَ ٤٨ قُلۡ إِنَّ ٱلۡأَوَّلِينَ وَٱلۡأٓخِرِينَ ٤٩ لَمَجۡمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَٰتِ يَوۡمٖ مَّعۡلُومٖ ٥٠

" وَكَانُواْ يَقُولُونَ أَئِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابٗا وَعِظَٰمًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ * أَوَ ءَابَآؤُنَا ٱلۡأَوَّلُونَ " وينكرون البعث ويوم القيامة ويكذبون به وهم يستبعدون وقوعه فكيف اذا بليت أجسادهم وتحولت الى تراب وعظام أنهم سيبعثون وكذلك يبعث من سبقهم من أجدادهم السابقين  الذين ماتوا وهلكوا ، " قُلۡ إِنَّ ٱلۡأَوَّلِينَ وَٱلۡأٓخِرِينَ * لَمَجۡمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَٰتِ يَوۡمٖ مَّعۡلُوم" يرد الله عليهم ويقول لرسوله صلى الله عليه وسلم أخبرهم أن الأولين والآخرين من بنى آدم سيجمعون الى عرصات القيامة لا يغادر منهم أحد وهو موقت بوقت محدود لا يتقدم ولا يتأخر ولا يزيد ولا ينقص  كما قال تعالى " ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود * وما نؤخره الا لأجل معدود * يوم يأت لا تكلم نفس الا باذنه فمنهم شقى وسعيد " .

214- ] English Literature

214- ] English Literature D. H. Lawrence Summary D.H. Lawrence (1885-1930)  is best known for his infamous novel 'Lady Chatterley'...