4- ) دراسات تاريخية
لماذا تنهض شعوب وتتخلف أخرى ؟
نشوء واختفاء الحضارات .
الامبراطورية الفارسية
الإمبراطورية
الفارسية أو فارس (بالفارسية:شاهنشاهي إيران) هو الإسم التاريخي للمنطقة التي قامت
عليها الإمبراطوريات والدول الفارسية كانت فارس القديمة بلادا تضم أجزاء مما يعرف
الآن باسم ايران وافغانستان. تقع الإمبراطورية الفارسية تقع الإمبراطورية الفارسية
شرق وشمال شبه الجزيرة العربية. تأسست الإمبراطورية الفارسية عام 559 ق.م. بواسطة
قورش. وتعتبر الإمبراطورية الفارسية التي تعرف بدولة الفرس أو الدولة الكسورية ،
من أعظم وأكبر الدول التي سادت المنطقة قبل العصر الإسلامي ، حتى إنها فاقت
الإمبراطورية البيزنطية في الشهرة والقوة ،
حضارة
جيروفت (3000–ق 5 ق.م.)
سلالات عيلام (2700–539 ق.م.)
مملكة ماني
(10th–ق 7. ق.م.)
الامبراطورية
الميدية (728–550 ق.م.)
الامبراطورية
الاخمينية (648–330 ق.م.)
الامبراطورية
السلوقية (330–150 ق.م.)
الامبراطورية
البارثية (250 ق.م.– 226 م)
الامبراطورية
الساسانية (226–650)
عصر الخلافة
الإسلامية (637–651)
وكانت بلاد فارس موطنا لحضارة عظيمة ، فقد أسهم الفرس اسهامات مهمة فى نظم
الحكم والقانون ، وكان الفرس القدماء يتحدثون اللغة الفارسية القديمة ، وهى لغة
ذات صلة باللغة السنسكريتية فى الهند ، وكانوا يستخدمون الآرامية كلغة مكتوبة
،وكانوا يؤمنون بآلهة الطبيعة كالشمس مثلا ، أما فنونهم وعمارتهم فمزاج من ابداع
اليونانيين والمصريين والبابليين وغيرهم ،وان كان الفرس القدماء قد جعلوا من كل
ذلك نمطا فنيا و معماريا واحدا ارتبط بهم .
وكان الفرس فى تاريخهم الباكر بدأوا الوصول الى فارس فى حوالى القرن العاشر
قبل الميلاد ، وهزموا العيلاميين الذين كانوا يعيشون هناك ، وبقيادة قورش العظيم
اطاحوا بالميديين فى حوالى سنة 550 ق . م وأسسوا الامبراطورية الاخمينية ، وفى سنة
331 ق . م هزم الاسكندر الأكبر الامبراطورية الفارسية وأسقطها .
وبعد موت الاسكندر بأكثر من عشر سنين أسس القائد سلوق الأسرة السلوقية (
أسرة السلوقيين ) الحاكمة ، التى ادخلت الأفكار اليونانية فى الثقافة الفارسية ،
وفى سنة 155 ق . م وصل الفرثيون ( أو البرثيون ) للسلطة ، الاأن أردشير الفارسى
أطاح بهم فى سنة 224 ميلادية ،واستطاع أن يعيد الحكم للفرس وأسس الأسرة الحاكمة
الساسانية ،وبعد ظهور الاسلام غزا العرب المسلمون بلاد فارس فى أواخر النصف الأول
من القرن السابع للميلاد ، لكن الفاتحين لم يحطموا حضارة فارس ، وانما احتفظوا
بكثير من نظمها ومظاهر تقافتها .
سايروس
الثاني
يعدّ سايروس
الثاني( 600 - 530 قبل الميلاد ) -والمعروف أيضًا باسم قورش أو كورش العظيم- مؤسس
الإمبراطورية الأخمينية وهي أول إمبراطورية فارسية وأكبر إمبراطورية شهدها
التاريخ، واحتضنت الإمبراطورية تحت حكمها جميع الدول المتحضرة السابقة في الشرق
الأدني القديم، وقد توسعت الإمبراطورية بشكل كبير حتى معظم غرب ووسط آسيا، من
البحر الأبيض المتوسط ومضيق هيلسبونت -الدردنيل حاليًا- في الغرب إلى نهر السند في
الشرق، ويُشار إلى أن قورش العظيم كان له عدد من الألقاب يُذكَر منها، الملك
العظيم وملك أنشان وملك بابل وملك أركان العالم الأربعة، وخلال المقال سيتم التعرف
على الحضارة الفارسية وذلك بدءًا من الإمبراطورية الأخمينية، والتي تسمى أيضًا
بالإمبراطورية الفارسية
الإمبراطورية
الأخمينية
كانت
الإمبراطورية الأخمينية من 550 إلى 330 قبل الميلاد تقريبًا إمبراطورية إيرانية
قديمة مقرها في غرب آسيا أسسها سايروس العظيم، وامتدّت مساحتها العظمى من البلقان
وأوروبا الشرقية في الغرب إلى وادي السند في الشرق حيث امتدت على مساحة 5.5 مليون
كيلو متر مربع تقريبًا، وقد جمعت مختلف الشعوب من أصول وعقائد مختلفة، كما
وتميَّزت بنموذجها الناجح في الإدارة المركزية والبيروقراطية لبناء البنية التحتية
مثل أنظمة الطرق والنظام البريدي واستخدام لغتها الرسمية في جميع أقاليمها وتطوير
الخدمات المدنية وجيش ضخم من المحترفين، وقد ألهمت نجاحات الإمبراطورية الأخمينية
في إدارة شؤونها الإمبراطوريات اللاحقة للسير على خطى الحضارة الفارسية، وبالعودة
بعجلة التاريخ قليلًا فبحلول القرن السابع قبل الميلاد فقد استقر الفرس في الجزء
الجنوب الغربي من الهضبة الإيرانية في منطقة فارس والتي أصبحت معقلهم. ومن هذه
المنطقة تقدم سايروس العظيم لهزيمة الميديين -شعب إيراني قديم تحدث اللغة الميدية-
والليديين -مملكة ليديا- والإمبراطورية البابلية الحديثة مؤسسًا الإمبراطورية
الأخمينية على أنقاض تلك الدول والشعوب، وقد غزا الإسكندر الأكبر معظم
الإمبراطورية الأخمينية 330 قبل الميلاد تقريبًا وهو تاريخ نهاية الحضارة الفارسية
في تلك الحقبة، وعند وفاة الإسكندر الأكبر سقطت معظم أراضي الإمبراطورية السابقة
-الأخمينية- تحت حكم المملكة البطلمية والإمبراطورية السلوقية بينما حصلت المناطق
الثانوية على الإستقلال في ذلك الوقت، وقد استعادت النخبة الإيرانية في الهضبة
الوسطى السلطة في القرن الثاني قبل الميلاد وذلك في عهد الإمبراطورية البارثية -أو
كما تسمى أيضًا الفرثية- مستكملةً كتابة تاريخ الحضارة الفارسية.
الإمبراطورية
البارثية
كانت
الإمبراطورية البارثية 247 – 224 قبل الميلاد والمعروفة أيضًا بالإمبراطورية
الأرسيدية قوة سياسية وثقافية إيرانية كبيرة في إيران القديمة، ويأتي اسم
الأرسيدية من مؤسّسها زعيم قبيلة بارني أرسيسز الأول من بارثيا، وقد تم تأسيسها في
منتصف القرن الثالث قبل الميلاد عندما قام أرسيسز الأول بثورة ضد الإمبراطورية
السلوقية، وفي عهد ميثريدس الاول توسعت الإمبراطورية إلى حدٍ كبير وذلك من خلال
الاستيلاء على بلاد الرافدين من السلوقيين، وفي قمة قوتها امتدت الإمبراطورية من
الراوفد الشمالية للفرات، بحيث أصبحت الإمبراطورية تقع على الطريق التجاري بين
الإمبراطورية الرومانية في حوض البحر الأبيض المتوسط وسلالة الهان في الصين لتصبح
مركزًا للتجارة، وبكشل عام اعتمد البارثيون في الحضارة الفارسية على الفن والعمارة
والمعتقدات الدينية. كما كانت الإمبراطورية غير متجانسة ثقافيًّا فقد شملت ثقافة
فارسة وهلنستية وثقافات إقليمية أخرى، وخلال النصف الأول من حياتها تبنت محمكة
الإمبراطورية البارثية عناصر من الثقافة اليونانية إلا أنها وفي أواخر عهدها شهدت
إحياءً تدريجيًا للتقاليد الإيرانية، وكان حكام الإمبراطورية يحملون لقب ملك
الملوك وذلك ادعاءً منهم بأنهم ورثة الإمبراطورية الأخمينية، وقد أثبتت الحروب
الأهلية المتكررة بين البارثيين المتنافسين على العرش بأنها أكثر خطورة على
استقرار الإمبراطورية من العزو الأجنبي، وقد سقطت الإمبراطورية البارثية عندما ثار
أردشير الأول حاكم إصطخر على الإمبراطورية البارثية وقتل آخر حكامها أرتابانوس
الرابع وذلك 224 قبل الميلاد، ليؤسس أردشير الإمبراطورية الساسانية التي حكمت
إيران ومعظم الشرق الأدنى حتى الفتوحات الإسلامية في القرن السابع الميلادي.
الإمبراطورية الساسانية تُشير الإمبراطورية الفارسية إلى سلسلة من فترات الحكم
التي تركزت في بلاد فارس -إيران- وذلك ابتدءًا بعهد الإمبراطورية الأخمينية في
القرن السادس قبل الميلاد وانتهاءً بعهد سلالة قاجار الحاكمة في القرن العشرين،
وكانت سلالة الحكم على النحو الآتي، الأخمينيين والبارثيين والساسانيين والصفويين
والأفشاريديين والزنديين وأخيرًا قاجاريين، والساسانيين -سُمّوا بهذا الاسم نسبةً
لجد ملكهم الأول أردشير- سلالة إيرانية قديمة حكمت الإمبراطورية من 224 قبل
الميلاد -651م قبل الميلاد وذلك بعد سقوط الإمبراطورية البارثية واعتلائهم السلطة
من خلال أردشير الأول وسقطت على يد العرب خلال 637م - 651م. وتحت حكم أردشير الأول
للحضارة الفارسية وبعد الإطاحة بالبارثيين وكانت الإمبراطورية التي أنشأها متغيرة
المساحة باستمرار وذلك استجابةً للظروف التي تفرضها دول الجوار، وقد تم إحياء
القومية الإيرانية في ظل الحكم الساساني، كما وأصبحت الزرادشتية دين الدولة وعانى
أتباع الديانات الاخرى في مختلف الأوقات من اضطهاد رسمي، وكانت الحكومة في هذه
الفترة من الحضارة الفارسية حكومة مركزية، كما وشهد الفن نهضةً عامة وخاصةً فن
العمارة التي غالبًا ما تميزت بالفخامة مثل قصر قسطيون وقصر سروستان، ومن الفنون التي
ربما كانت الأكثر تميزًا ولفتًا للأنظار الآثار القديمة للمنحوتات الصخرية
المنقوشة على المنحدرات الصخرية الجيرية مثل بيشابور ونقش رستم ونقش رجب، وعندما
تطورت حرفة المصنوعات المعدنية والنقش على الأحجار الكريمة بشكل كبير قامت الدولة
بالتشجيع على تعلم هذه الحرفة، وتمّ ترجمة الأعمال من الشرق والغرب إلى اللغة
البهلوية وهي لغة الساسانيين. وفي عَهد يزدجرد الثالث وهو آخر إمبراطور للحضارة
الفارسية في عهد الساسانيين والذي كان يفتقر للموارد والسمعة لمواجهة القوات
الإسلامية، قام النبلاء بتحويل ولائهم من الساسانيين إلى الحكام المسلمين الجدد
والذين كانوا يقدمون قدرًا أكبر من الاستقرار، وأصبحت المناطق التي كان يحكمها
الساسانيون في السابق تحت الحكم الإسلامي، وقد قامت الإمبراطورية الساسانية بتزويد
المسلمين بنموذج كامل عن حكم الإمبراطورية والذي أخذوا منه أكثر من أي مصدر آخر،
وبعد فترة طويلة من سقوط الإمبراطورية الساسانية استمر التأثير الفارسي -فارس أو
بلاد فارس هو الاسم المستخدم في اللغة الغربية لإيران منذ العصور القديمة وحتى
القرن العشرين، ومنذ زمن الساسانيين أطلق عليها الساسانيون اسم إيران- في المناطق
البعيدة التي كانت خاضعة تحت سيطرتهم مثل أرمينيا وأذربيجان. الحضارة الفارسية
كانت الحضارة الفارسية مركزًا عالمًا للثقافة والدين والعلوم والفن والتكنولوجيا
لأكثر من 200 عام قبل أن تسقط على يد الإسكندر الأكبر، فقد بدأت الحضارة الفارسية
كمجموعة من القبائل شبه البدوية التي قامت بتربية الأغنام والماعز والماشية في
الهضبة الإيرانية، وقد أسسها سايروس العظيم لتكون أول إمبراطورية فارسية وأعظم
إمبراطورية في التاريخ، حيث اتحدت تحت حكومة واحدة ثلاثة مواقع مهمة للحضارة
الإنسانية المبكرة في العالم القديم وهي بلاد الرافدين ووادي النيل المصري ووادي
السند الهندي، وتم تخليد سايروس بما يعرف بأسطوانة سايروس وهي اسطوانة طينية
منقوشة، وقد كان الفرس أول من أنشأ شبكة طرق منتظمة بين القارات الثلاث أفريقيا
وآسيا وأوروبا كما قاموا بتطوير أول خدمة بريد في العالم. من الناحية الثقافية قدم
قدماء الفرس في الإمبراطورية الأخمينية أشكال عديدة من الفن مثل الأعمال المعدنية
والمنحوتات الصخرية والمنسوجات والهندسة المعمارية، ويوجد في المتحف البريطاني
حوالي 180 قطعة من الذهب والفضة والمعروفة باسم كنز جيحون، وهي عبارة عن عملات
معدنية وعربة ذهبية صغيرة وأساور مزخرفة والعديد من الأنواع التي تعود للحضارة
الفارسية، وقد أصبح الدين الإسلامي فقط هو الدين السائد في بلاد فارس بعد الفتوحات
التي قام بها المسلمون بعد أن كانوا على الديانة الزرادشتية، وتشيد الكتب المقدسة
العبرية بسايروس العظيم لتحريره يهود بابل من الأسر والسماح لهم بالعودة إلى
القدس، وقد مرّت الحضارة الفارسية بفترة تسمى بالسلام الفارسي عندما قام الحكام
باتباع منهج سايروس العظيم في الشؤون الاجتماعية والدينية.
ولقد مرت هذه الدولة بعدة أطوار قبل البعثة وبعدها ، ونقف في هذا المقال
على ذكر ما كانت عليه الدولة الفارسية من انحطاط وخلل كبير في الأنظمة السياسية
والدينية والاجتماعية التي سادت قبل الإسلام شبه الجزيرة العربية .
الحالة
السياسية والاقتصادية
كانت الدولة
الساسانية تحكم بلاد إيران في القرن السابع الميلادي ويكوِّن الفرس مادة
الإمبراطورية, ولكنها أخضعت الترك في بلاد ما وراء النهر , والعرب في العراق ,
وكانت حدودها الغربية غير مستقرة حسب قوتها , فأحياناً تغلب على أطراف بلاد الشام
كما حدث سنة 614م عندما اجتاحت بلاد الشام واستولت على بيت المقدس , ثم استولت على
مصر سنة 616م. ولم يستسلم هرقل امبراطور الروم بل أعاد تنظيم بلاده وإعداد جيوشه
وهزم الفرس في آسيا الصغرى سنة622م , ثم استعاد منهم سوريا و مصر سنة 625م , ثم
هزمهم هزيمة ساحقة سنة 627م قرب أطلال نينوى , مما أدى إلى ثورة العاصمة ضد كسرى
الثاني , وعقد خليفته شيرويه الصلح مع هرقل , على أن أحوال الدولة الفارسية لم
تستقر بعد ذلك , إذ تكاثرت الثورات والانقلابات الداخلية , حتى تعاقب على عرش فارس
في تسع السنوات التالية أربعة عشر حاكماً , مما مزّق أوصال دولة الفرس , وجعلها
مسرحاً للفتن الداخلية , حتى أجهز عليها العرب المسلمون في حركة الفتح. هذا عن
الأحداث السياسية والعسكرية التي مرت على بلاد فارس .
نظام الحكم
كان نظام
الحكم كسروياً مطلقاً , يقف على رأسه الملك , ولقبه كسرى , وصلاحياته مطلقة,
وأحياناً يوصف بصفات الألوهية , فكسرى أبرويز وصف نفسه بالرجل الخالد بين الآلهة ,
والإله العظيم جداً بين الرجال ، مما يدل على الغرور والتعاظم , في حين وصفه
المؤرخون بالملك الحقود المرائي الجشع الرعديد. وبينوا اهتمامه الكبير بجمع أكوام
الذهب و الفضة والجواهر التي ملأت خزائنه عن طريق المظالم التي استغل بها بؤس
رعيته. وكان يلجأ الى المنجمين والكهان والسحرة لاستشارتهم في اتخاذ قراراته
المهمة.
الحياة
الاقتصادية
احتكر
الأقوياء الثروة ومصادرها , وانهمكوا في مباهج الحياة وملذاتها , وزادوا من ثرائهم
بالربا الفاحش والمكوس والضرائب الثقيلة التي فرضوها على الضعفاء من الفلاحين
والعامة , فزادوها فقراً وتعاسة , وحرّموا على العامة أن يشتغل الواحد منهم بغير
الصناعة التي مارسها أبوه, وكان العامة من سكان المدن يدفعون الجزية كالفلاحين,
ويشتغلون بالتجارة والحرف, وهم أحسن حالاً من الفلاحين الذين كانوا تابعين للأرض ,
ومجبرين على السخرة, ويجرّون إلى الحروب بغير أجر ولا إرادة. وكانت الجباة للضرائب
لا يتحرزون من الخيانة واغتصاب الأموال في تقدير الضرائب وجبايتها , وكانت الضرائب
تفرض بصورة اعتباطية وخاصة وقت الحروب.
الحالة
الدينية والفكرية
لم يعرف
الفرس السماوية التي سبقت ظهور الإسلام إلا بنطاق محدود جداً , وكان أكثرهم على
المجوسية, فمنذ القرن الثالث الميلادي صارت الزرادشتية ديناً للدولة, وقد تدهورت
أخلاق رجال الدين الزرادشتي فوصفوا بالارتداد والحرص والاشتغال بحطام الدنيا,
وحاول كسرى الثاني تجديد الزرادشتية وإحياء معابد النيران ونشر تفسير جديد لكتابها
الآفستا وكانت عقوبة من يخرج عليها الإعدام. وتقوم العقيدة الزرادشتية على الثنوية
, أي وجود إلهين في الكون هما إله النور اهورا مزدا وإله الظلام (أهد يمن) وهما
يتنازعان السيطرة على الكون , ويقف البشر الأخيار مع إله الخير , والأشرار مع إله
الظلام ، وتقدس الزرادشتية النار , وقد أقيمت معابد النيران في أرجاء الدولة ,
ويعرف رجال الدين الزرادشتيون بالموابذة وكل منهم يرأس مجموعة يسمون الهرابذة وهم
الذين يخدمون نار المعبد في كل قرية.
الحالة
الاجتماعية والأخلاقية
كانت الحياة الاجتماعية في
إيران تقوم على عمادين: النسب والملكية ، فكان يفصل النبلاء عن الشعب حدود محكمة ,
وكان لكل فرد مرتبته ومكانه المحدد في الجماعة , وكان من قواعد السياسة الساسانية
المحكمة ألا يطمع أحد في مرتبة أعلى من المرتبة التي يخولها له مولده وتقوم الأسرة
على أساس تعدد الزوجات , وشاع بينهم الزواج بين المحارم , وكان وضع المرأة يشبه
وضع الرقيق حيث بامكان الزوج أن يتنازل عنها لزوج آخر دون رضاها , كما شاعت عادة
التبني للأولاد .
No comments:
Post a Comment