6 - ) حكم كلمة "قل " فى القرآن الكريم
فى
سورة التوبة
1
. " قل ان كان آباؤكم وأبناؤكم واخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال
اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب اليكم من الله ورسوله وجهاد فى
سبيله فتربصوا حتى يأتى الله بأمره والله لا يهدى القوم الفاسقين " 24
"
قل ان كان آباؤكم وأبناؤكم واخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة
تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب اليكم من الله ورسوله وجهاد فى سبيله يقول الله
تعالى آمرا رسوله صلى الله عليه وسلم أن يتوعد من آثر أهله وقرابته وعشيرته وأموال
يكتسبها ويحصلها وتجارة يحبها لطيبها وحسنها ويخشى عليها من البوار وسكن طيب مريح
محبب الى النفس ان كانت هذه الأشياء أحب اليه على الله ورسوله وجهاد فى سبيله وعن
زهرة بن معبد عن جده قال " كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد
عمر بن لخطاب فقال : والله يا رسول الله لأنت أحب الى من كل شىء الا من نفسى ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب اليه من
نفسه " فقال عمر : فأنت الآن أحب الى من نفسى " فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم " الآن يا عمر " وقد ثبت فى الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم
قال " والذى نفسى بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب اليه من والده وولده والناس
أجمعين " وعن ابن عمر قال " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
" اذا تبايعتم بالعينة وأخذتم بأذناب البقر ورضيتم بالزر وتركتم الجهاد سلط
الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى تراجعوا الى دينكم " ، " فتربصوا حتى يأتى
الله بأمره " أى فانتظروا ماذا يحل بكم من عقابه ونكاله بكم ، " والله
لا يهدى القوم الفاسقين" والله بعدله وحكمته لا يهدى من لا يستحق للهداية
ويخرج عن طريق الحق والهداية .
2
. " قل لن يصيبنا لا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل
المؤمنون " 51
أرشد
الله تعالى رسول الله صلى الله عليه وسلم الى جواب الكفار بعد أن علمه بعداوتهم له
فهم يسوءهم ما أصابه من فتح ونصر وظفر على الأعداء مما يسره ويسر اصحابه فيرد الله
عليهم ويأمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول ويخبر هؤلاء نحن تحت مشيئة الله
وقدره وهو سيدنا وملجؤنا ونحن متوكلون عليه وهو حسبنا ونعم الوكيل.
3
. " قل هل تربصون بنا الا احدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله
بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا انا معكم متربصون * قل انفقوا طوعا أو كرها لن
يتقبل منكم انكم كنتم قوما فاسقين " 52 - 53
يقول
الله تعالى "قل" لهم يا محمد " هل تربصون بنا " أى تنتظرون
بنا ، " الا احدى الحسنيين " أحدى الحسنيين الشهادة أو الظفر بكم ،
" ونحن نتربص بكم " أى ننتظر بكم ، " أن يصيبكم الله بعذاب من عنده
و بأيدينا " أى ننتظر بكم أن يصيبكم عذاب الله أو أن يكون العذاب لكم بأيدينا
بسبى أو بقتل ، " فتربصوا انا معكم متربصون " أى انتظروا ما سيحدث ونحن
كذلك ننتظر ما سيحدث وسنرى ما سيحل بأحدنا ،
"قل أنفقوا طوعا أو كرها " يقول الله لرسوله صلى الله عليه وسلم
قل لهؤلاء الكفار مهما أنفقتم من نفقة طائعين أو مكرهين ، " لن يتقبل منكم
انكم كنتم قوما فاسقين " ان ذلك لن يتقبل منكم لأنكم كفرتم بالله ورسوله والأعمال
انما تصح بالايمان .
4
. " ومنهم الذين يؤذون النبى ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم يؤمن بالله
ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين آمنوا منكم والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم
" 61
يقول الله تعالى ومن المنافقين قوم يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكلام فيه ، "ويقولون هوأذن" أى يقولون من قال له شيئا صدقه فينا ومن حدثه صدقه فاذا جئناه وحلفنا له صدقنا ، " قل أذن خير لكم " يرد الله تعالى على هؤلاء المنافقين ويقول لرسوله صلى الله عليه وسلم بلغهم أنه هو أذن خير يعرف الصادق من الكاذب ، " يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين " وهو كذلك يؤمن بالله ويصدق المؤمنين ، " ورحمة للذين آمنوا منكم " وهو كذلك رحمة للمؤمنين وحجة على الكافرين ولهذا قال " والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم " يتوعد الله ويهدد من يؤذى رسوله صلى الله عليه وسلم بالعذاب الأليم .
5
. " ولئن سألتهم ليقولن انما كان نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم
تستهزءون " 65
قال
قتادة بينما النبى صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك وركب من المنافقين يسيرون بين
يديه فقالوا يظن هذا أن يفتح قصور الروم وحصونهاهيهات هيهات فأطلع الله نبيه صلى
الله عليه وسلم على ما قالوا فقال " على بهؤلاء النفر " فدعاهم فقال
" قلتم كذا وكذا " فحلفوا ما كنا الا نخوض ونلعب ، وعن عبد الله بن عمر
قال قال رجل فى غزوة تبوك فى مجلس : ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا ولا أكذب
ألسنا ولا أجبن عند اللقاء " ، فقال رجل فى المسجد " كذبت ولكنك منافق
لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم
ونزل القرآن فقال عبد الله بن عمر : أنا رأيته متعلقا بحقب ناقة رسول الله صلى
الله عليه وسلم تنكبه الحجارة وهو يقول يا رسول الله انما كنا نخوض ونلعب ورسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول " أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن "، تبرز
الآية تأييد الله ورعايته لرسوله صلى الله عليه وسلم وفضحه للمنافقين وتبليغه بما
يقع منهم .
6
. " فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم
وأنفسهم فى سبيل الله وقالوا لا تنفروا فى الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا
يفقهون " 81
"
فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله " يقول تعالى ذاما المنافقين عن صحابة
رسول الله صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك وفرحوا بمقعدهم بعد خروجه ، " وكرهوا
أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم فى سبيل الله وقالوا لا تنفروا فى الحر " يتحدث
الله عن هؤلاء المنافقين الذين تخلفوا أنهم كرهوا الجهاد بأموالهم وأنفسهم فى سبيل
الله وقال بعضهم لبض لا تخرجوا فى الحر وذلك أن الخروج فى غزوة تبوك كان فى شدة
الحر عند طيب الظلال والثمار ، " قل نار جهنم أشد حرا " قال الله تعالى
لرسوله صلى الله عليه وسلم "قل" لهم نار جهنم التى تصيرون اليها
بمخالفتكم وتخلفكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حرا مما فررتم منه من الحر
بل أشد حرا من نار الدنيا ون أبى هريرة رضى الله عنه قال " نار بنى آدم التى
توقدونها جزء من سبعين جزءا من نار جهنم " فقالوا يا رسول الله ان كانت
لكافية فقال " فضلت عليها بتسعة وستين جزءا " ، " لو كانوا يفقهون
" أى لو كانوا يفهمون ويعقلون هذا الأمر الذى بينه الله تعالى .
7
. " فان رجعك الله الى طائفة منهم فاستأذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معى
أبدا ولن تقاتلوا معى عدوا انكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين "
83
يقول
الله تعالى آمرا لرسوله صلى الله عليه وسلم " فان رجعك الله" أى ردك من
غزوتك هذه وهى غزوة تبوك ، " الى طائفة منهم " قال قتادة : ذكر لنا
لأنهم كانوا اثنى عشر رجلا ، " فاستأذنوك للخروج " أى استأذنوك للخروج
معك الى غزوة أخرى ، " فقل لن تخرجوا معى أبدا ولن تقاتلوا معى عدوا "
يخبر الله تعالى رسوله أن يقول لهم تعزيرا لهم وعقوبة أنهم معاقبون بالحرمان من
شرف الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومقاتلة العدو وما فيه من سمو وجزاء
من الله ثم علل ذلك بقوله " انكم رضيتم بالقعود أول مرة " أى لأنكم
تخلفتم عن الخروج فى المرة الأولى فان جزاء السيئة السيئة بعدها وهذا كقوله تعالى
" ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة " ، " فاقعدوا
مع الخالفين " قال ابن عباس أى الرجال الذين تخلفوا عن الغزاة .
8
. " يعتذرون اليكم اذا رجعتم اليهم قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم قد نبأنا
الله من أخباركم وسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون الى عالم الغيب والشهادة
فينبئكم بما كنتم تعملون " 94
"
يعتذرون اليكم اذا رجعتم اليهم " أخبر الله تعالى عن المنافقين بانهم اذا
رجعوا الى المدينة والمقصود الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه فان المنافقين
يعتذرون اليهم وهذا الاعتذار لنيل عدم التأنيب لهم ، "قل لا تعتذروا لن نؤمن
لكم " يخبر الله تعالى رسوله أن يقول لهؤلاء لن نصدقكم ، " قد نبأنا
الله من أخباركم " أى قد أعلمنا الله أحوالكم ، " وسيرى الله عملكم
ورسوله " أى سيظهر ألله ورسوله أعمالكم للناس فى الدنيا ، " ثم تردون
الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون " يقول الله عز وجل لهم
أنكم ستبعثون يوم القيامة من الله عالم كل الأمور الخفى منها والمعلن فيخبركم
بأعمالكم خيرها وشرا ويجزيكم عليها .
9
. " وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون الى عالم الغيب
والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون " 105
"
وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون "هذا وعيد من الله يبلغه
لرسوله صلى الله عليه وسلم ليبلغه بالمخالفين لأوامر الله بأنهم مهما عملوا من عمل
فان أعمالهم ستعرض عليه تبارك وتعالى وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى
المؤمنين وهذا كائن لا محالة يوم القيامة كما قال تعالى " يومئذ تعرضون لا
تخفى منكم خافية " وقد يظهر الله تعالى ذلك للناس فى الدنيا كما قال الامام
أحمد عن أبى سعيد مرفوعا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " لو أن
أحدكم يعمل فى صخرة صماء ليس لها باب ولا كوة لأخرج الله مله للناس كائنا ما كان
" ، وقد ورد أن أعمال الأحياء تعرض على الأموات من الأقرباء والعشائر فى
البرزخ فعن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ان
أعمالكم تعرض على أقربائكم وعشائركم فى قبورهم فان كن خيرا استبشروا به وان كان
غير ذلك قالوا اللهم ألهمهم أن يعملوا بطاعتك " ، " وستردون الى عالم
الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون " الآية تتحدث عن البعث يقول الله عز
وجل لهم أنكم ستبعثون يوم القيامة من الله عالم كل الأمور الخفى منها والمعلن
فيخبركم بأعمالكم خيرها وشرا ويجزيكم عليها .
10
. " فان تولوا فقل حسبى الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش
العظيم "129
يقول
الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم " فان تولوا " اذا بعدوا واعرضوا
عما جئتهم به من الشريعة العظيمة المطهرة الكاملة الشاملة ، " فقل حسبى الله
لا اله الا هو عليه توكلت " يبلغ الله تعالى رسوله أن يقول لهؤلاء أن الله
كافى لا اله الا هو عليه توكلت كما قال تعالى " رب المشرق والمغرب لا اله الا
هو فاتخذه وكيلا " ، " وهو رب
العرش العظيم " أى هو مالك كل شىء وخالقه لأنه رب العرش العظيم الذى هو سقف
المخلوقات وجميع الخلائق من السموات والأرضين وما فيهما وما بينهما تحت العرش
مقهورين بقدرة الله تعالى ، وعلمه محيط بكل شىء وقدره نافذ فى كل شىء وهو على كل
شىء وكيل .
فى
سورة يونس
1
. " واذا تتلى عليهم آياتنا
بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرءان غير هذا أو بدله قل ما يكون لى أن
أبدله من تلقاء نفسى ان أتبع الا ما يوحى الى انى أخاف ان عصيت ربى عذاب يوم عظيم
* قل لم شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا
تعقلون " 16 -15
"
واذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو
بدله " يخبر الله تعالى عن تعنت الكفار من مشركى قريش الجاحدين المعرضين عنه
اذا قرأ عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم كتاب الله محجته الواضحة قالوا له ائت
بقرآن غير هذا أى رد هذا وجئنا بغيره من نمط آخر أو بدله الى وضع آخر ، " قل
ما يكون لى أن أبدله من تلقاء نفسى " يقول الله تعالى لرسوله صلى الله عليه
وسلم أن يقول لهؤلاء ليس هذا الى انما أنا عبد مأمور من الله ورسول مبلغ عنه ،
" ان أتبع الا ما يوحى الى انى أخاف ان عصيت ربى عذاب يوم عظيم "
ثم قال محتجا عليهم فى صحة ما
جاءهم به أنا أتبع ما يوحيه الى ربى ولا يمكن أن أعصيه فى أمر فانى أخشى ان فعلت
ذلك عذاب يوم عظيم وهو يوم القيامة ، " قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا
أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله " ويقول الله آمر رسوله صلى الله عليه
وسلم أن يبلغ ويقول هذا الذى جئتكم به انما عن اذن الله لى فى ذلك ومشيئته وارادته
والدليل على أنى لست أتقوله من عندى ولا افتريته أنكم عاجزون عن معارضته وانكم
تعلمون صدقى وأمانتى منذ نشأت بينكم الى حين بعثنى الله عز وجل لا تنتقدون على
شيئا تغمصونى به ولهذا قال " أفلا تقلون " أى أفليس لكم عقول تعرفون بها
الحق من الباطل ولهذا لما سأل هرقل ملك
الروم أبا سفيان ومن معه فيما سأله من صفة النبى صلى الله عليه وسلم قال هرقل لأبى
سفيان هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قاله ؟ قال ابو سفيان فقلت لا ، وكان
أبو سفيان اذ ذاك رأس الكفرة وزعيم المشركين ومع هذا اعترف بالحق ، والفضل ما شهدت
به الأعداء ، فقال له هرقل فقد أعرف أنه لم يكن ليدع الكذب على الناس ثم يذهب
فيكذب على الله .
2
. " ويعبدون من دون الله
ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا
يعلم فى السموات ولا فى الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون " 18
ينكر الله تعالى على المشركين الذين عبدوا مع الله غيره ظانين أن تلك الآلهة تنفعهم شفاعتها عند الله فأخبر تعالى أنها لا تضر ولا تنفع ولا تملك شيئا ،ولا ينفع شىء مما يزعمون فيها ولا يكون هذا أبدا ولهذا قال تعالى " قل أتنبئون الله بما يعلم فى السموات ولا فى الأرض "ويرد الله عليه ويخبر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم وكما قال ابن جرير معناه أتخبرون الله بما لا يكون فى السموات ولا فى الأرض ؟ ،" سبحانه وتعالى عما يشركون " تنزه الله عن شركهم له أوثانا وأصناما فى عبادته وجعل له أندادا .
3
. " ويقولون لولا أنزل عليه
آية من ربه فقل انما الغيب لله فانتظروا انى معكم من المنتظرين " 20
"
ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه " أى ويقول هؤلاء الكفرة المكذبون
المعاندون لولا أنزل على محمد آية من ربه يعنون كما أعطى الله ثمود الناقة أو ان
يحول لهم الصفا ذهبا أو أن يزيح عليهم جبال مكة ويجعل مكانها بساتينا وأنهارا أو
نحو ذلك مما الله عليه قادر ولكنه حكيم فى أفعاله كقوله " وما منعنا أن نرسل
بالآيات الا أن كذب بها الأولون " ولهذا لما خير رسول الله صلى الله عليه
وسلم بين عطائهم ما سألوا ، فان آمنوا والا عذبوا ، وبين انظارهم اختار انظارهم
كما حلم عنهم غير مرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولهذا قال تعالى ارشادا
لنبيه صلى الله عليه وسلم الى الجواب عما سألوا "فقل انما الغيب لله" أى
الأمر كله لله وهو يعلم العواقب فى الأمور ، " فانتظروا انى معكم من
المنتظرين " أى ان كنتم لا تؤمنون حتى تشاهدوا ما سألتم فانتظروا حكم الله فى
وفيكم ، هذا مع أنهم قد شاهدوا من آياته صلى الله عليه وسلم أعظم مما سألوا حين
أشار بحضرتهم الى القمر ليلة ابداره فانشق اثنتين فرقة من وراء الجبل وفرقة من
دونه ، وهذا أعظم من سائر الآيات الأرضية مما سألوا ومما لم يسألوا ، ولو علم الله
منهم أنهم سألوا ذلك استرشادا وتثبيتا لأجابهم ، ولكن علم أنهم انما يسألون عنادا
وتعنتا فتركهم فيما رايهم وعلم أنهم لا يؤمن منهم أحد كقوله تعالى " ولو أننا
نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شىء قبلا ما كانوا ليؤمنوا
الا أن يشاء الله " .
4
. " واذا أذقنا الناس رحمة
من بعد ضراء مستهم اذا لهم مكر فى آياتنا قل الله أسرع مكرا ان رسلنا يكتبون ما
تمكرون " 21
"
واذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم اذا لهم مكر فى آياتنا " يخبر الله
تعالى أنه اذا أذاق الناس رحمة من بعد ضراء مستهم كالرخاء بعد الشدة ، والخصب بعد
الجدب ، والمطر بعد القحط ونحو ذلك اذا هم لهم استهزاء وتكذيب كما قال مجاهد كقوله
" واذا مس الانسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما " ، وفى الصحيح
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم الصبح على أثر سماء كانت من الليل أى مطر
ثم قال " هل تدرون ماذا قال ربكم الليلة ؟ " قالوا " الله ورسوله
أعلم قال " قال أصبح من عبادى مؤمن بى وكافر ، فأما من قال مطرنا بفضل الله
ورحمته فذاك مؤمن بى كافر بالكوكب ، وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذاك كافر بى
مؤمن بالكوكب " ، " قل الله أسرع مكرا " أى أن الله أشد استدراجا
وامهالا حتى يظن الظان من المجرمين أنه ليس بمعذب وانما هو فى مهلة ثم يؤخذ على
غرة منه والكاتبون الكرام يكتبون عليه جميع ما يفعله ويحصونه عليه ثم يعرضونه على
عالم الغيب والشهادة فيجازيه على الجليل والحقير والنقير والقطمير .
5
. " قل من يرزقكم من السماء
والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحى من الميت ويخرج الميت من الحى ومن
يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون " 31
"
قل من يرزقكم من السماء والأرض "
يحتج الله تعالى على المشركين باعترافهم بوحدانيته وربوبيته على وحدانية
الآلهة فيبلغ رسوله صلى الله عليه ويسلم أن يقول لهم من ذا الذى ينزل من السماء
ماء المطر فيشق الأرض شقا بقدرته ومشيئته فيخرج منها الخير من نبات ويعيش عليه
الانسان والحيوان وهو منه كل شىء حى ، " أمن يملك السمع والأبصار "
ويحتج الله عليهم فيقول لهم من الذى وهبكم هذه القوة السامعة والقوة الباصرة ولو
شاء لذهب بها ولسلبكم اياها كقوله تعالى " قل هو الذى انشاكم وجعل لكم السمع
والأبصار " ، " ومن يخرج الحى من الميت ويخرج الميت من الحى "
ويحتج الله عليهم بالقول بالخلق فمن غيره يخرج الحى من الميت مثل اخراج النبات
الحى من البذور الميتة والأجنة التى تخرج وتولد وهى لم تكن بها حياة فدبت فيها
الحياة من الكائن الحى والعكس البذور التى تخرج من هذا النبات لتستمر دورة الحياة
فى الكائنات ومن الكائنات ، " ومن يدبر الأمر " أى من يدير الأمور كلها
والملك العلوى والسفلى وما فيهما من ملائكة وانس وجان فقيرون له خاضعون لديه ،
" فسيقولون الله " أى هم يعلمون أن الذى يفعل ذلك ويقول للأمر كان فيكون
هو الله سبحانه وتعالى ويعترفون به ، " فقل أفلا تتقون" أى أفلا تخافون
منه أن تعبدوا معه غيره بآرائكم وجهلكم .
6
. " قل هل من شركائكم من
يبدأ الخلق ثم يعيده قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده فأنى تؤفكون * قل هل من شركائكم
من يهدى الى الحق قل الله يهدى للحق أفمن يهدى الى الحق أحق أن يتبع امن لا يهدى
الا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون " 34 - 35
هذا
ابطال لدعواهم فيما أشركوا بالله غيره ، وعبدوا من الأصنام والأنداد " قل هل
من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده " يقول الله عز وجل لرسوله بلغ هؤلاء وقل
لهم من بدأ خلق هذه السموات والأرض ثم ينشىء ما فيهما من الخلائق ، ويفرق أجرام
السموات والأرض ويبدلهما بفناء ما فيهما ثم يعيد الخلق خلقا جديدا ، " قل
الله يبدأ الخلق ثم يعيده " يبلغ الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم
جواب ذلك أن الذى يبدأ الخلق ثم يعيده بعد عدم هو الله وحده هو الذى يفعل ذلك
ويستقل به وحده لا شريك له ، " فأنى تؤفكون " أى فكيف تصرفون عن طريق
الرشد الى الباطل ، " قل هل من شركائكم من يهدى الى الحق قل الله يهدى الى
الحق "يبلغ الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول للمشركين هل يوجد أحد ممن
تشركون من الأوثان والأصنام يهدى الى الحق والى الطريق المستقيم يقول الله تعالى
لرسوله صلى الله عليه وسلم أن يبلغ هؤلاء أن الذى يهدى الى الحق هو الله الذى لا
اله الا هو وهو الذى يهدى الحيارى والضلال ويقلب القلوب من الغى الى الرشد وأنتم
تعلمون أن شركاءكم لا تقدر على هداية ضال ، " أفمن يهدى الى الحق أن يتبع أمن
لا يهدى الا أن يهدى " أى أفيتبع العبد الذى يهدى الى الحق ويبصر بعد العمى
أم الذى لا يهدى الى شىء الا أن يهدى لعماه وبكمه كما قال تعالى اخبارا عن ابراهيم
عليه السلام " يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغنى عنك شيئا "
وكما قال لقومه " أتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعملون " الى غير
ذلك من الآيات ، " فما لكم كيف تحكمون " أى ما بالكم أن يذهب بعقولكم أن
سويتم بين الله وبين خلقه وعدلتم هذا بهذا وعبدتم هذا وهذا ؟ .
7
. " أم يقولون افتراه قل
فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله ان كنتم صادقين " 38
"
أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله ان كنتم
صادقين " تنازل الله الى سورة واحدة فى تحد للكفارلادعاءهم أن الرسول صلى
الله عليه وسلم هو الذى وضع القرآن من عنده كذبا وزورا فأوحى الله الى رسوله صلى
الله عليه وسلم أن يقول للكفار وأن
يتحداهم أن يأتوا بسورة واحدة ليدللوا على صدق دعواهم وافترائهم بعد أن كان
تحداهم فى أول سورة هود أن يأتوا بعشر سور فقال" أم يقولون افتراه قل فأتوا
بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله ان كنتم صادقين" وأن
يستعينوا بمن جعلوهم شركاء لله وأندادا .
8
. " وان كذبوك فقل لى عملى
ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا برىء مما تعملون " 41
يقول
الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وان كذبك هؤلاء المشركون فتبرأ منهم ومن
عملهم وقل لهم لى عملى وهو طريق الله والهداية وأنتم لكم شرككم وما تعملون من عبادة
الأصنام والأوثان لى عقيدتى التى تقوم على وحدانية الله ولكم شرككم وكفركم وما
تعملون من عمل ، كل منا بعيد ويتبرأ مما يعمل الآخر كقوله تعالى " قل يا أيها الكافرون * لا
أعبد ما تعبدون * ولا أنتم عابدون ما أعبد * ولا أنا عابد ما عبدتم * ولا أنتم
عابدون ما أعبد * لكم دينكم ولى دين " ، وكقول ابراهيم الخليل وأتباعه لقومهم
المشركين "انا برآء منكم ومما تعبدون
من دون الله " .
9
. " ويقولون متى هذا الوعد
ان كنتم صادقين * قل لا أملك لنفسى ضرا ولا نفعا الا ما شاء الله لكل أمة أجل اذا
جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون * قل أرأيتم ان أتاكم عذابه بياتا أو
نهارا ماذا يستعجل منه المجرمون " 48 - 50
"
ويقولون متى هذا الوعد ان كنتم صادقين " يقول الله تعالى مخبرا عن كفر
المشركين واستعجالهم العذاب وسؤالهم عن وقته قبل التعيين مما لا فائدة لهم فيه
ليدل ذلك على ما وعدهم به الله من هذا العذاب جزاء كفرهم ، " قل لا أملك
لنفسى ضرا ولا نفعا الا ما شاء الله " أرشد الله تعالى رسوله صلى الله عليه
وسلم أن يقول لهؤلاء المشركين أنى لا أقول الا ما علمنى الله ولا أقدر على شىء مما
استأثر به الا أن يطلعنى الله عليه فأنا عبده ورسوله اليكم وقد أخبرتكم بمجىء
الساعة وأنها كائنة ولم يطلعنى على وقتها ولكن " لكل أمة أجل اذا جاء أجلهم
فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون " يقول تعالى أخبر هؤلاء أن لكل أمة مدة من
العمر مقدرة فاذا انقضى أجلهم فلا يستطيعون أن يأخروه ساعة أو يقدموه كقوله تعالى
" ولن يؤخر الله نفسا اذا جاء أجلها " ماذا يفيدهم أمر الساعة يجب أن
يفيدهم أمر آجالهم فقيامة العبد هو انتهاء أجله ، " قل أرأيتم ان أتاكم عذابه
بياتا أو نهارا ماذا يستعجل منه المجرمون " يقول الله تعالى لرسوله صلى الله
عليه وسلم أخبر المشركين أن عذابه سيأتيهم بغتة فلماذا يستعجلون العذاب وهو ممكن
أن يحل بهم فى أى وقت فى الليل أو النهار
.
10
. " ويستنبئونك أحق هو قل
اى وربى وانه لحق وما أنتم بمعجزين " 53
يقول
تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم أن هؤلاء المشركون يستخبرونك أحق هو أى المعاد
والقيامة من الأجداث بعد صيرورة الأجسام ترابا ، " قل اى وربى انه لحق ومآ
أنتم بمعجزين " يخبر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم ان هذا اليوم
حق أى سيتحقق لا محالة وليس صيرورتكم تراب بمعجز الله عن اعادتكم كما بدأكم من
العدم فانما " أمره اذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون " .
11
. " قل بفضل الله وبرحمته
فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون " 58
يقول
لرسوله صلى الله عليه وسلم قل وأخبر المؤمنين ان يفرحوا بهذا الذى جاءهم به من
الله من الهدى ودين الحق فانه أولى ما يفرحون به فذلك خير من حطام الدنيا وما فيها
من الزهرة الفانية الذاهبة لا محالة وخير مما يجمعه الناس من حطامها الفانى فما
عند الله باق وما عندكم ينفد .
12
. " قل أرأيتم ما أنزل الله
لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آالله أذن لكم أم على الله تفترون "
59
قال
ابن عباس وغيره نزلت انكارا على المشركين فيما كانوا يحلون ويحرمون من البحائر
والسوائب والوصايل كقوله تعالى " وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا
" وقد أنكر الله تعالى على من حرم ما أحل الله أو أحل ما حرم بمجرد الآراء
والأهواء التى لا مستند لها ولا دليل عليها وقال لرسوله صلى الله عليه وسلم أن يقل
لهم ذلك وينكره عليهم وأن يبلغهم أن الله لم يأذن لهم بذلك بل هم يفترون على الله
بكذبهم وما يفعلونه بأهوائهم .
13
. " قالوا اتخذ الله ولد
سبحانه هو الغنى له ما فى السموات وما قى الأرض ان عندكم من سلطان بهذا أتقولون
على الله ما لا تعلمون * قل ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون " 69
"
قالوا اتخذ الله ولد سبحانه هو الغنى " يقول الله منكرا على من ادعى أن له
ولدا تنزه وتقدس عن ذلك هو الغنى عن كل ما سواه وكل فقير اليه " له ما فى السموات وما قى الأرض " أى فكيف
يكون له ولد مما خلق وكل شىء مملوك له عبد له ، " ان عندكم من سلطان بهذا
" أى ليس عندكم دليل على ما تقولونه من الكذب والبهتان ، " أتقولون على
الله ما لا تعلمون " يقول تعالى منكرا عليهم ما يقولون فى وعيد وتهديد لهم
كيف تقولون على الله كذبا ما ليس لكم به علم ؟ ، " قل ان الذين يفترون على
الله الكذب لا يفلحون " يقول الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم بلغ هؤلاء
الذين يفترون على الله الكذب أنهم لن يصيبهم الفلاح والتوفيق والنجاح فى الدنيا
والآخرة فيما يقولن ويفترون من اتخاذ الله ولدا .
14
. " قل انظروا ماذا فى
السموات والأرض وما تغنى الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون * فهل ينتظرون الا مثل
أيام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا انى معكم من المنتظرين " 101- 102
"
قل انظروا ماذا فى السموات والأرض "
يقول الله لرسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول ويرشد عباده الى التفكر فى
آلائه وما خلق فى السموات والأرض من الآسات الباهرة لذوى الألباب مما فى السموات
من كواكب نيرات وثوابت وسيارات والشمس والقمر والليل والنهار واختلافهما وارتفاع
السماء واتساعها وحسنها وما أنزل الله منها من مطر فأحيا به الأرض بعد موتها وما
أوجده فيها من أنهار وبحار وصحارى وسهول وثمار وزروع ونبات وحيوان وكل ذلك بتسخير
من القدير الذى لا اله الا هو ولا رب سواه ، " وما تغنى الآيات والنذر عن قوم
لا يؤمنون " وأى شىء تغنى الآيات السماوية والأرضية والرسل بآياتها وحججها
وبراهينها الدالة على صدقها عن قوم لا يؤمنون كقوله تعالى " ان الذين حقت
عليهم كلمة ربك لا يؤمنون " ، " فهل ينتظرون الا مثل أيام الذين خلوا من
قبلهم " أى فهل ينتظر هؤلاء المكذبون لك يا محمد من النقمة والعذاب الا مثل
أيام الله فى الذين خلوا من قبلهم من الأمم الماضية المكذبة لرسلهم ،" قل
فانتظروا انى معكم من المنتظرين " يقول الله لرسوله صلى الله عليه وسلم أن
يبلغ هؤلاء المكذبون أن ينتظروا ويترقبوا ما سيحل بهم من وعد الله وأن ينتظر معهم
كذلك ما سوف يأتيه من نصر الله وقد تحقق وعد الله لرسوله صلى الله عليه وسلم من
نصر الله له على أعدائه .
15
. " قل يا أيها الناس ان
كنتم فى شك من دينى فلا أبد الذين تعبدون من دون الله الذى يتوفاكم وأمرت أن أكون من
المؤمنين " 104
يقول
الله تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم قل يا أيها الناس ان كنتم فى شك من صحة
ما جئتكم به من الدين الحنيف الذى أوحاه الله الى فأنا لا أعبد الذين تعبدون من
دون الله من أصنام وأوثان ولكن أعبد الله وحده لا شريك له وهو الذى يتوفاكم كما
أحياكم ثم اليه مرجعكم وأمرت من الله أن أتبع الهدى والايمان به الذى أوحاه الى.
16
. " قل يا أيها الناس قد
جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فانما يهتدى لنفسه ومن ضل فانما يضل عليها وما أنا
عليكم بوكيل "108
"
قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فانما يهتدى لنفسه ومن ضل فانما
يضل عليها " يقول الله تعالى آمرا لرسوله صلى الله عليه وسلم أن يخبر الناس
أن الذى جاءهم به من عند الله هو الحق الذى لا مرية فيه ولا شك فيه فمن اهتدى به
واتبعه فانما يعود نفع ذلك الاتباع على نفسه ومن ضل عنه فانما يرجع وبال ذلك عليه
، " وما أنا عليكم بوكيل " أى وما أنا موكل بكم حتى تكونوا مؤمنين وانما
أنا نذير لكم والهداية على الله تعالى .
No comments:
Post a Comment