14- ) حكم كلمة " قل " فى القرآن الكريم
فى سورة غافر
1 . " قُلۡ إِنِّي نُهِيتُ أَنۡ أَعۡبُدَ ٱلَّذِينَ
تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَمَّا جَآءَنِيَ ٱلۡبَيِّنَٰتُ مِن رَّبِّي
وَأُمِرۡتُ أَنۡ أُسۡلِمَ لِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٦٦
" قُلۡ إِنِّي نُهِيتُ
أَنۡ أَعۡبُدَ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَمَّا جَآءَنِيَ
ٱلۡبَيِّنَٰتُ مِن رَّبِّي وَأُمِرۡتُ أَنۡ أُسۡلِمَ لِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ "
يقول الله تعالى عز وجل قل يا محمد لهؤلاء المشركين ان الله عز وجل ينهى فيما أنزل
الى من آياته الواضحة البينة الجلية أن يعبد أحد سواه من الأصنام والأنداد
والأوثان وأمرنى ربى أن أعلن له اسلامى واذعانى وخضوعى وحده رب العالمين رب الانس
والجن ورب كل شىء وربيبه .
فى سورة فصلت
1 . " قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٞ
مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ
وَٰحِدٞ
فَٱسۡتَقِيمُوٓاْ إِلَيۡهِ وَٱسۡتَغۡفِرُوهُۗ وَوَيۡلٞ
لِّلۡمُشۡرِكِينَ ٦
" قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَيَّ
أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِد" يقول تعالى قل يا محمد لهؤلاء المكذبين المشركين
انما أنا بشر مثلكم يوحى الى أنما الهكم اله واحد لا كما تعبدونه من الأصنام
والأنداد والأرباب المتفرقين انما الله اله واحد لا شريك له ، " فَٱسۡتَقِيمُوٓاْ إِلَيۡهِ وَٱسۡتَغۡفِرُوهُ"
أخلصوا لله العبادة على منوال ما أمركم به على ألسنة الرسل
واستغفروا الله وتوبوا
اليه من سالف الذنوب ، "وَوَيۡلٞ لِّلۡمُشۡرِكِينَ " والدمار والهلاك للمشركين .
2 . "قُلۡ أَئِنَّكُمۡ لَتَكۡفُرُونَ
بِٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡأَرۡضَ فِي يَوۡمَيۡنِ وَتَجۡعَلُونَ لَهُۥٓ أَندَادٗاۚ
ذَٰلِكَ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٩
" قُلۡ أَئِنَّكُمۡ لَتَكۡفُرُونَ بِٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡأَرۡضَ
فِي يَوۡمَيۡنِ وَتَجۡعَلُونَ لَهُۥٓ أَندَادٗاۚ ذَٰلِكَ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ " يقول الله تعالى لرسوله صلى
الله عليه وسلم قل لهؤلاء الكفار انكم تكفرون بالله وهذا انكار من الله على
المشركين الذين عبدوا معه غيره وهو الخالق لكل شىء القاهر لكل شىء المقتدر على كل
شىء وهو رب العالمين جميعا من انس وجن وغير ذلك فهو رب كل شىء وربيبه وهو الذى خلق
الأرض فى يومين ورغم ذلك هم يجعلون لله نظراء وأمثالا يعبدونها من أصنام وأوثان .
3 . "فَإِنۡ أَعۡرَضُواْ فَقُلۡ أَنذَرۡتُكُمۡ صَٰعِقَةٗ
مِّثۡلَ صَٰعِقَةِ عَادٖ وَثَمُودَ ١٣
" فَإِنۡ
أَعۡرَضُواْ فَقُلۡ أَنذَرۡتُكُمۡ صَٰعِقَةٗ مِّثۡلَ صَٰعِقَةِ عَادٖ وَثَمُودَ " يقول
الله تعالى قل يا محمد لهؤلاء المشركين المكذبين بما جئتهم به من الحق ان أعرضتم
عما جئتكم به من عند الله تعالى فانى أنذركم حلول نقمة الله بكم كما حلت بالأمم من
المكذبين بالمرسلين كما وقع لعاد وثمود ومن شاكلهما ممن فعل كفعلهما والمقصود
بالصاعقة هو ما وقع عليهم من العذاب السريع الذى وقع وقوع الصاعقة .
4 . "قُلۡ
أَرَءَيۡتُمۡ إِن كَانَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ ثُمَّ كَفَرۡتُم بِهِۦ مَنۡ أَضَلُّ
مِمَّنۡ هُوَ فِي شِقَاقِۢ بَعِيدٖ ٥٢
" قُلۡ
أَرَءَيۡتُمۡ إِن كَانَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ ثُمَّ كَفَرۡتُم بِهِ" يقول الله
عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم قل لهؤلاء المشركين المكذبين بالقرآن كيف ترون
حالكم عند الله الذى أنزل هذا القرآن الذى كفرتم به على رسوله؟ ، ولهذا قال تعالى
"مَنۡ أَضَلُّ مِمَّنۡ هُوَ فِي شِقَاقِۢ بَعِيد" ليس هناك أضل ممن هو
فى كفر وعناد ومشاقة للحق ومسلك بعيد عن الهدى .
فى سورة الشورى
1 . "فَلِذَٰلِكَ فَٱدۡعُۖ وَٱسۡتَقِمۡ كَمَآ
أُمِرۡتَۖ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَهُمۡۖ وَقُلۡ ءَامَنتُ بِمَآ أَنزَلَ
ٱللَّهُ مِن كِتَٰبٖۖ وَأُمِرۡتُ لِأَعۡدِلَ بَيۡنَكُمُۖ ٱللَّهُ رَبُّنَا
وَرَبُّكُمۡۖ لَنَآ أَعۡمَٰلُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَٰلُكُمۡۖ لَا حُجَّةَ بَيۡنَنَا
وَبَيۡنَكُمُۖ ٱللَّهُ يَجۡمَعُ بَيۡنَنَاۖ وَإِلَيۡهِ ٱلۡمَصِيرُ ١٥
اشتملت هذه الآية
الكريمة على عشر كلمات مستقلات كل منها منفصلة عن التى قبلها حكم برأسها قالوا ولا
نظير لها سوى آية الكرسى فانها أيضا عشر فصول ، " فَلِذَٰلِكَ فَٱدۡعُ"
يقول الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم فادع للذى أوحينا اليك من الدين الذى
أوصينا به جميع المرسلين قبلك أصحاب الشرائع الكبار المتبعة كأولى العزم من الرسل
وغيرهم فادع الناس جميعا اليه ، " وَٱسۡتَقِمۡ كَمَآ أُمِرۡتَ"يقول
الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم استقم أنت ومن اتبعك على عبادة الله تعالى
كما أمركم الله عز وجل ، "وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَهُمۡ" كذلك ينهى
الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم عن اتباع أهواء المشركين فيما اختلقوه
وكذبوه وافتروه من عبادة الأوثان ، " وَقُلۡ ءَامَنتُ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ
مِن كِتَٰب" ويوجه الله عز وجل الأمر الى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يصدق
بجميع الكتب المنزلة من السماء على الأنبياء ولا يفرق بين أحد منهم كل سواء ،
" وَأُمِرۡتُ لِأَعۡدِلَ بَيۡنَكُمُ" الأمر هنا الى الرسول صلى الله
عليه وسلم من الله عز وجل أن يتبع العدل فى الحكم بين من حوله والكلام كذلك موجه
لكل المسلمين من بعده ، " ٱللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمۡ" الله هو
المعبود لا اله غيره وهو رب الجميع المؤمن والكافر فنحن نقر بذلك اختيارا وأنتم
وان لم تفعلوه اختيارا فله يسجد من فى العالمين طوعا واجبارا وهو رب العالمين ،
" لَنَآ أَعۡمَٰلُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَٰلُكُم" نحن برآء منكم ومن شرككم
فلنا عملنا وهو الايمان بالله واتباع سبيله وأنتم فى شرككم تتخذون من دون الله
أوثانا وأصناما وأندادا وهذاكقوله تعالى " وان كذبوك فقل لى عملى ولكم عملكم
أنتم بريئون مما أعمل وأنا برىء مما تعملون " ، " لَا حُجَّةَ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمُۖ "
قال مجاهد لا خصومة بيننا وبينكم وقال السدى وذلك قبل نزول آية السيف وهذا متجه
لأن هذه الآية مكية وآية السيف بعد الهجرة ،"ٱللَّهُ يَجۡمَعُ بَيۡنَنَاۖ
وَإِلَيۡهِ ٱلۡمَصِيرُ" الله عزوجل يجمع بيننا يوم القيامة واليه وحده المرجع
والمآب يوم الحساب كقوله " قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو
الفتاح العليم .
2 . " تَرَى ٱلظَّٰلِمِينَ مُشۡفِقِينَ مِمَّا كَسَبُواْ
وَهُوَ وَاقِعُۢ بِهِمۡۗ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فِي
رَوۡضَاتِ ٱلۡجَنَّاتِۖ لَهُم مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمۡۚ ذَٰلِكَ هُوَ
ٱلۡفَضۡلُ ٱلۡكَبِيرُ ٢٢ ٰلِكَ ٱلَّذِي يُبَشِّرُ ٱللَّهُ عِبَادَهُ ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِۗ قُل لَّآ أَسَۡٔلُكُمۡ
عَلَيۡهِ أَجۡرًا إِلَّا ٱلۡمَوَدَّةَ فِي ٱلۡقُرۡبَىٰۗ وَمَن يَقۡتَرِفۡ حَسَنَةٗ نَّزِدۡ لَهُۥ فِيهَا
حُسۡنًاۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ شَكُورٌ ٢٣
" تَرَى
ٱلظَّٰلِمِينَ مُشۡفِقِينَ مِمَّا كَسَبُواْ" يقول تعالى سوف ترى يوم القيامة
الكفار وذلك لتاكيد وقوع الحدث خائفين مما فعلوا فى الدنيا ،"وَهُوَ
وَاقِعُۢ بِهِمۡ" وأنه فى هذا اليوم واقع بهم لا محالة ما وعدوا به من
العذاب وهذا حالهم يوم معادهم وهم فى هذا الخوف والوجل ، " وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ
وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فِي رَوۡضَاتِ ٱلۡجَنَّاتِۖ لَهُم مَّا يَشَآءُونَ
عِندَ رَبِّهِمۡ" على النقيض من حال التعساء من الكفار يتحدث عز وجل عن حال
المؤمنين يوم القيامة فهم فى روضات الجنات لهم ما يشاءون من مآكل وملابس ومساكن
ومناظر وملاذ مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر من الله سبحانه
وتعالى مما وعدهم به فى الدنيا ، " ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَضۡلُ ٱلۡكَبِيرُ"
وهذا الذى ينعم به المؤمنون هو الفوز العظيم والنعمة التامة السابغة الشاملة
العامة ، " ذَٰلِكَ ٱلَّذِي يُبَشِّرُ ٱللَّهُ عِبَادَهُ ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ" يقول الله تعالى لما ذكر روضات الجنات
لعباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن هذا حاصل لهم كائن لا محالة ببشارة الله عز
وجل لهم به ،"
قُل لَّآ أَسَۡٔلُكُمۡ
عَلَيۡهِ أَجۡرًا إِلَّا ٱلۡمَوَدَّةَ فِي ٱلۡقُرۡبَىٰ" يقول الله تعالى
مخبرا رسوله صلى الله عليه وسلم قل لهؤلاء المشركين من كفار قريش لا أسالكم على
هذا البلاغ والنصح لكم مالا تعطونيه وانما أطلب منكم أن تكفوا شركم عنى وتذرونى
أبلغ رسالات ربى ان لم تنصرونى فلا تؤذونى بما بينى وبينكم من القرابة قال ابن
عباس ان النبى صلى الله عليه وسلم لم يكن بطن من قريش الا كان له فيهم قرابة فقال
الا أن تصلوا ما بينى وبينكم من القرابة وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله
عنهما قال قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا أسألكم عليه أجرا الا
أن تؤذونى فى نفسى لقرابتى منكم وتحفظوا القرابة التى بينى وبينكم " وعن
مجاهد عن ابن عباس قال " لا أسالكم على ما آتيتكم من البينات والهدى أجرا الا
أن توادوا الله تعالى وأن تقربوا اليه بطاعته " ولا ننكر الوصاة بأهل البيت
والأمر بالاحسان اليهم واحترامهم واكرامهم فانهم من ذرية طاهرة من أشرف بيت وجد
على الأرض فخرا وحسبا ونسبا ولا سيما ان كانوا متبعين للسنة النبوية الصحيحة
الواضحة الجلية ، "وَمَن يَقۡتَرِفۡ حَسَنَةٗ نَّزِدۡ لَهُۥ فِيهَا حُسۡنًا" يقول الله عزوجل من يعمل حسنة
نزد له فيها حسنا أى أجرا وثوابا كقوله تعالى " ان الله لا يظلم مثقال ذرة
وان تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما " إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ شَكُورٌ " الله
عزوجل يغفر الكثير من السيئات ويكثر القليل من الحسنات فيستر ويغفر ويضاعف فيشكر ،
فى سورة الزخرف
1 . " قُلۡ إِن كَانَ لِلرَّحۡمَٰنِ وَلَدٞ فَأَنَا۠ أَوَّلُ
ٱلۡعَٰبِدِينَ ٨١ سُبۡحَٰنَ رَبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ رَبِّ ٱلۡعَرۡشِ
عَمَّا يَصِفُونَ ٨٢
" قُلۡ إِن كَانَ
لِلرَّحۡمَٰنِ وَلَدٞ فَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلۡعَٰبِدِينَ " يقول الله تعالى لرسوله
صلى الله عليه وسلم أن يخبر الكفار أنه لو لو فرض وكان للرحمن وهو الله عز وجل ولد
لكنت أول العابدين له وليس عندى استكبار ولا اباء عن عبادته وهذا ممتنع فى حقه
تعالى والشرط لا يلزممنه الوقوع ولا الجواز كما قال تعالى " لو أراد الله أن
يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار " وهذا لا ينبغى وهذا ممتنع فى حقه تعالى وقال
السدى لو كان له ولد كنت أول من عبده بأن له ولد ولكن لا ولد له ولهذا قال تعالى
"سُبۡحَٰنَ رَبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ رَبِّ ٱلۡعَرۡشِ عَمَّا
يَصِفُونَ " تعالى وتقدس وتنزه الله الخالق عما يصفوه به أن يكون له ولد فانه فرد أحد صمد لا نظير له
فهو له الحكم والنهى رب كل شىء وربيبه ، " فَذَرۡهُمۡ يَخُوضُواْ
وَيَلۡعَبُواْ حَتَّىٰ يُلَٰقُواْ يَوۡمَهُمُ ٱلَّذِي يُوعَدُونَ " يقول الله
تعالى مخبرا رسوله صلى الله عليه وسلم دعهم فى جهلهم وضلالهم وأن يلتهوا فى دنياهم
فان موعدهم يوم القيامة وسوف يعلمون كيف يكون مصيرهم ومآلهم وحالهم فى ذلك اليوم
وهذا تهديد ووعيد من الله للمشركين .
فى سورة الجاثية
1 . " قُل لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ يَغۡفِرُواْ
لِلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ أَيَّامَ ٱللَّهِ لِيَجۡزِيَ قَوۡمَۢا بِمَا كَانُواْ
يَكۡسِبُونَ١٤ مَنۡ عَمِلَ صَٰلِحٗا فَلِنَفۡسِهِۦۖ
وَمَنۡ أَسَآءَ فَعَلَيۡهَاۖ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ تُرۡجَعُونَ ١٥
،" قُل لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ يَغۡفِرُواْ
لِلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ أَيَّامَ ٱللَّهِ "يخبر الله رسوله صلى الله عليه
وسلم أن يقول للذين آمنوا أن يغفروا أى يصفحوا عن الكفار والمشركين ويتحملوا الأذى
منهم وكان هذا فى ابتداء الاسلام ، أمروا أن يصبروا على أذى المشركين وأهل الكتاب
ليكونةذلك كالتأليف لهم ثم لما أصروا على العناد شرع الله للمؤمنين الجلاد والجهاد
كما قال ابنةعباس وقتادة وقال قتادة " لا يرجون أيام الله " لا ينالون نعم
الله تعالى ،" لِيَجۡزِيَ قَوۡمَۢا بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ " أى اذا
صفحوا عنهم فى الدنيا فان الله عز وجل مجازيهم بأعمالهم السيئة فى الآخرة ولهذا
قال تعالى " مَنۡ عَمِلَ صَٰلِحٗا فَلِنَفۡسِهِۦۖ وَمَنۡ أَسَآءَ فَعَلَيۡهَاۖ ثُمَّ إِلَىٰ
رَبِّكُمۡ تُرۡجَعُونَ " من عمل صالحا سيجازى خيرا ومن عمل سيئا سيجازى بعمله
عندما تعودون الى الله يوم القيامة فتعرضون بأعمالكم عليه فيجزيكم بأعمالكم خيرها
وشرها .
2 . "وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُنَا
بَيِّنَٰتٖ مَّا كَانَ حُجَّتَهُمۡ إِلَّآ أَن قَالُواْ ٱئۡتُواْ
بَِٔابَآئِنَآ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ٢٥ قُلِ ٱللَّهُ يُحۡيِيكُمۡ
ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يَجۡمَعُكُمۡ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ لَا رَيۡبَ
فِيهِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ ٢٦
" وَإِذَا
تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُنَا بَيِّنَٰت" يقول الله عز وجل ان هؤلاء
الكفار اذا أستدل عليهم وبين لهم الحق وأن الله تعالى قادر على اعادة الأبدان بعد
فنائها وتفرقها ، "مَّا كَانَ حُجَّتَهُمۡ إِلَّآ أَن قَالُواْ ٱئۡتُواْ بَِٔابَآئِنَآ
إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ " يقول هؤلاء الكفار ردا باحتجاجهم اذا كان ما تقولونه
حقا أحيوا آبائنا الذين هلكوا وفنوا ، " قُلِ ٱللَّهُ يُحۡيِيكُمۡ ثُمَّ
يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يَجۡمَعُكُمۡ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ لَا رَيۡبَ فِيهِ
"يبلغ الله رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم أن الله عز وجل يرد على الكفار
فى ادعائهم أنكم كما تشاهدون أن الله قد أخرجكم الى الحياة وهو الذى يميتكم فهو
القادر كذلك أن يجمعكم الى يوم القيامة المتحقق الذى لا شك فيه بطريق الأولى
والأحرى كما قال تعالى " وهو الذى يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه "
، " وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ " يقول الله عز وجل أن
أكثر الناس لا يعلمون هذه الحقيقة عن البعث وينكرون المعاد ويستبعدون قيام الأجساد
كما قال تعالى " انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا " أى يرون وقوعه بعيدا
والمؤمنون يرون ذلك سهلا قريبا .
No comments:
Post a Comment