Grammar American & British

Saturday, February 25, 2023

18- ) شخصيات من القرلن الكريم - زيد بن حارثة

18- ) شخصيات من القرآن الكريم  

زيد بن حارثة

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

زيد بن حارثة

تخطيط اسم زيد بن حارثة

معلومات شخصية

اسم الولادة      زيد بن حارثة

الميلاد  43 ق.هـ

شبه الجزيرة العربية

الوفاة   سنة 629 (47–48 سنة) 

مؤتة 

الكنية   أبو أسامة

اللقب    حِبّ رسول الله

الزوجة أم أيمن

زينب بنت جحش

أم كلثوم بنت عقبة

درة بنت أبي لهب

هند بنت العوام   

الأولاد 

أسامة بن زيد 

الأب     حارثة بن شراحيل 

إخوة وأخوات  

جبلة بن حارثة 

الحياة العملية

النسب  الكلبي

تاريخ الإسلام   منذ بداية الدعوة الإسلامية

المهنة  قائد عسكري 

الخدمة العسكرية

المعارك والحروب        غزوة بدر،  وغزوة أحد،  وغزوة الخندق،  وغزوة خيبر،  وغزوة مؤتة 

زيد بن حارثة (المتوفى سنة 8 هـ الموافق 629م،) صحابي وقائد عسكري مسلم، كان مولى للنبي محمد، وكان النبي محمد قد تبناه قبل بعثته، وهو أول الموالي إسلامًا، ومن السابقين الأولين للإسلام، والوحيد من بين أصحاب النبي محمد الذي ذُكر اسمه في القرآن. شهد زيد العديد من غزوات النبي محمد، كما بعثه قائدًا على عدد من السرايا. استشهد زيد في غزوة مؤتة وهو قائد جيش المسلمين أمام جيش من البيزنطيين والغساسنة يفوق المسلمين عددًا.

سيرته

نشأته وتبني النبي محمد ﷺ له

ولد زيد بن حارثة بن شراحيل (وقيل شرحبيل) بن كعب قبل الهجرة النبوية بسبعة وأربعين سنة، وقيل بثلاثة وأربعين سنة في ديار قومه بني كلب أحد بطون قضاعة، أما أمه فهي سُعدى بنت ثعلبة بن عبد عامر بن أفلت من بني معن من طيّئ. تعرض زيد للأسر وهو غلام صغير حيث اختطفته خيل بني القين بن جسر قبل الإسلام، حين أغارت على ديار بني معن أهل أمه وكان معها في زيارة لأهلها، فباعوه في سوق عكاظ، فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بنت خويلد بأربعمائة درهم. فلما تزوجها النبي محمد وهبته له. ثم مر زمن، وحج أناس من قبيلته كلب، فرأوه فعرفهم وعرفوه، ثم عادوا وأخبروا أباه بمكانه، فخرج أبوه حارثة وعمه كعب يفتدونه. والتقوا النبي محمد وطلبوا فدائه، فدعاهما إلى تخيير زيد نفسه إن شاء بقي، وإن شاء عاد مع أهله دون مقابل. ثم دعاه النبي محمد، وقال له: «فأنا من قد علمت ورأيت صحبتي لك فاخترني أو اخترهما»، فقال زيد: «ما أنا بالذي أختار عليك أحدًا. أنت مني بمكان الأب والأم»، فتعجّب أبوه وعمه وقالا: «ويحك يا زيد أتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك وعمك وأهل بيتك؟!»، قال: «نعم. إني قد رأيت من هذا الرجل شيئًا ما أنا بالذي اختار عليه أحدًا أبدًا»، فلما رأي النبي محمد منه ذلك، خرج به إلى الحِجْر، وقال: «يا من حضر اشهدوا أن زيدًا ابني أرثه ويرثني». فلما رأى ذلك أبوه وعمه اطمأنا وانصرفا. فصار زيد يُدعي «زيد بن محمد»،

إسلامه وصحبته للنبي محمد

ولما دعا النبي محمد دعوته إلى الإسلام، كان زيد من السابقين الأولين للإسلام، فكان إسلامه بعد خديجة بنت خويلد وعلي بن أبي طالب، وقبل أبي بكر الصديق، وهو أول الموالي إسلامًا. ومنذ إسلامه، صحب زيد النبي محمد، إلى أن أمره النبي محمد بالهجرة إلى يثرب، فهاجر زيد ونزل ضيفًا على كلثوم بن الهدم، ولما آخى النبي محمد بين أصحابه، آخى بين زيد بن حارثة وحمزة بن عبد المطلب، وقيل بينه وبين أسيد بن حضير.

شهد زيد مع النبي محمد غزوة بدر، وهو الذي كان البشير إلى المدينة المنورة بالنصر. ثم شارك بعدها في غزوات أحد والخندق وخيبر، وشهد صلح الحديبية، كما استخلفه النبي محمد على المدينة حين خرج إلى المُرَيسِيع، وعُرف عن زيد أنه من الرُماة المهرة. كما عقد له النبي محمد اللواء في سبع سرايا أولها القَرَدَة، ثم إلى الجَمُومِ، ثم إلى العِيص، ثم إلى الطَّرْف، ثم إلى حِسْمَى، ثم إلى أم قِرْفَة، ثم عقد النبي محمد لواء غزوة مؤتة، وجعله القائد الأول على ثلاثة آلاف مقاتل من المسلمين يُقاتلون عدوًا من الروم والغساسنة يفوقونهم عُدّةً وعتادًا، فأوصى المسلمين بترتيب القادة فقال: «فإن قُتل فجعفر بن أبي طالب، فإن قُتل فعبد الله بن رواحة»، وقد صدق حدس النبي محمد، حيث قُتل زيد في المعركة طعنًا بالرماح، وكان ذلك في جُمادى الأولى سنة 8 هـ، وكان عُمره يوم قُتل 55 سنة.

زواجه من زينب بنت جحش وإبطال التبني

تبنّى النبي محمد زيدًا، فكان أهل مكة يدعونه «زيد بن محمد»، وزوّجه من ابنة عمته زينب بنت جحش )وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا -36(. ثم طلّق زيد زوجته زينب، وأراد النبي محمد الزواج منها، ولكنه تردد في الزواج منها كونها زوجة سابقة لمُتبنّاه إلى أن جاء الوحي يأمره بالزواج منها)وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا -37(، فأبطلت الآية الحرج الذي كان يتحرجه أهل الجاهلية من أن يتزوج الرجل زوجة دعيُّه، كما نزلت آية)ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا -5.( فأبطلت التبنّي ذاته، فدُعِيَ يومئذ زيد بن حارثة، ودُعي المقداد بالمقداد بن عمرو وكان يقال له قبل ذلك المقداد بن الأسود، وكان الأسود بن عبد يغوث الزُهري قد تبناه، ودعي الأدعياء إلى آبائهم. وقد صدّق على ذلك قول ابن عمر: «ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد. فنزلت ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله»، إلا أن زواج النبي محمد من زينب بنت جحش كان مدعاةً لتلاسن بعض أهل المدينة من المنافقين وطعنوا في الزواج، وقالوا: «محمد يُحرّم نساء الولد، وقد تزوج امرأة ابنه زيد»، فنزلت آية ) مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا -40(

صفته وأسرته

كان زيد بن حارثة قصيرًا، شديد الأدمة، أفطس، وقيل كان شديد البياض، أحمر، وكان ابنه أسامة آدم شديد الأدمة. أما أسرته فقد زوّجه النبي محمد من مولاته وحاضنته أم أيمن، فولدت له أسامة، ولما تبنّاه زوّجه ابنة عمته زينب بنت جحش ثم طلّقها، وتزوّج أم كلثوم بنت عقبة بن معيط فأنجبت له زيد لكنه مات صغيرًا، ورُقية ماتت أخرى صغيرة ولكن بعد أبيها، ثم طلّقها وتزوّج درة بنت أبي لهب، ثم طلّقها وتزوّج هند بنت العوام بن خويلد أخت الزبير.

روايته للحديث النبوي

روى زيد بن حارثة بعض الأحاديث النبوية عن النبي محمد مباشرة وعن أنس بن مالك، ورواها عنه أنس بن مالك والبراء بن عازب وعبد الله بن عباس وابنه أسامة بن زيد وأخوه جبلة بن حارثة. قد روى له النسائي حديثًا في سننه، وروى محمد بن ماجه له حديثًا آخر.

مكانته

لم يسم أحد من الصحابة في القرآن باسمه إلا زيد بن حارثة، كما كان لزيد بن حارثة مكانة عالية عند النبي محمد، فقد رُوي أنه قال له: «يا زيد، أنت مولاي ومني وإلي وأحب القوم إلي»، وكان أصحاب النبي محمد يُسمونه «حِبُّ رسول الله»، ولما بلغ النبي محمد مقتل زيد وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة في مؤتة، استغفر النبي محمد لهم، فقال: «اللهم اغفر لزيد، اللهم اغفر لزيد، اللهم اغفر لزيد، اللهم اغفر لجعفر، ولعبد الله بن رواحة»، ثم زار أهل بيت زيد، وأجهش بالبكاء حتى انتحب لما رأى بكاء رقية بنت زيد، فقال له سعد بن عبادة: «يا رسول الله ما هذا؟»، قال: «هذا شوق الحبيب إلى حبيبه». وحين قرر النبي محمد أن يبعث بعثًا، وأمّر عليهم أسامة بن زيد، طعن بعض الناس في إمرته، فقام النبي محمد، فقال: «إن تطعنوا في إمرته، فقد كنتم طعنتم في إمرة أبيه من قبله. وأيم الله إن كان لخليقًا للإمارة، وإن كان لمن أحب الناس إلي، وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده».

كما قالت عائشة بنت أبي بكر عن زيد: «ما بعث رسول الله ﷺ زيد بن حارثة في سريّة، إلا أمره عليهم، ولو بقي لاستخلفه». وحين فرض الخليفة الثاني عمر بن الخطاب لأسامة بن زيد عطاءً من بيت مال المسلمين أكثر مما فرض لابنه عبد الله بن عمر، كلمه عبد الله في ذلك، فقال: «إنه كان أحب إلى رسول الله ﷺ منك، وإن أباه كان أحب إلى رسول الله ﷺ من أبيك».

فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا تفريع على جملة وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه الآية ، وقد طوي كلام يدل عليه السياق ، وتقديره : فلم يقبل منك ما أشرت عليه ولم يمسكها .

ومعنى ( قضى ) : استوفى وأتم . واسم ( زيد ) إظهار في مقام الإضمار لأن مقتضى الظاهر أن يقال : فلما قضى منها وطرا ، أي قضى الذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه ، فعدل عن مقتضى الظاهر للتنويه بشأن زيد . قال القرطبي قال السهيلي : كان يقال له زيد بن محمد فلما نزع عنه هذا الشرف حين نزل ( ادعوهم لآبائهم ) وعلم الله وحشته من ذلك شرفه بخصيصة لم يكن يخص بها أحدا من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - وهي أن سماه في القرآن ، ومن ذكره الله تعالى باسمه في الذكر الحكيم نوه غاية التنويه اهـ .

والوطر : الحاجة المهمة والنهمة ، قال النابغة :

فمن يكن قد قضى من خلة وطرا فإنني منك ما قضيت أوطاري

والمعنى : فلما استتم زيد مدة معاشرة زينب فطلقها ، أي فلما لم يبق له وطر منها .

[ ص: 39 ] ومعنى زوجناكها إذنا لك بأن تتزوجها ، وكانت زينب أيما فتزوجها الرسول - عليه الصلاة والسلام - برضاها . وذكر أهل السير : أنها زوجها إياه أخوها أبو أحمد بن الضرير واسمه عبد بن جحش فلما أمره الله بتزوجها قال لزيد بن حارثة : ما أجد في نفسي أوثق منك فاخطب زينب علي ، قال زيد : فجئتها فوليتها ظهري توقيرا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقلت : يا زينب أرسل رسول الله يذكرك . فقالت : ما أنا بصانعة شيئا حتى أوامر ربي ، وقامت إلى مسجدها وصلت صلاة الاستخارة فرضيت ، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل فبنى بها . وكانت زينب تفخر على نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - وتقول : زوجكن آباؤكن وزوجني ربي . وهذا يقتضي إن لم يتول أخوها أبو أحمد تزويجها ، فتكون هذه خصوصية للنبي - صلى الله عليه وسلم - عند الذين يشترطون الولي في النكاح كالمالكية دون قول الحنفية . ولم يذكر في الروايات أن النبي - عليه الصلاة والسلام - أصدقها فعده بعض أهل السير من خصوصياته - صلى الله عليه وسلم - فيكون في تزوجها خصوصيتان نبويتان .

وأشار إلى حكمة هذا التزويج في إقامة الشريعة وهي إبطال الحرج الذي كان يتحرجه أهل الجاهلية من أن يتزوج الرجل زوجة دعيه ، فلما أبطله الله بالقول إذ قال وما جعل أدعياءكم أبناءكم أكد إبطاله بالفعل حتى لا يبقى أدنى أثر من الحرج أن يقول قائل : إن ذاك وإن صار حلالا فينبغي التنزه عنه لأهل الكمال ، فاحتيط لانتفاء ذلك بإيقاع التزوج بامرأة الدعي من أفضل الناس وهو النبي - صلى الله عليه وسلم - .

والجمع بين اللام وكي توكيد للتعليل كأنه يقول : ليست العلة غير ذلك ودلت الآية على أن الأصل في الأحكام التشريعية أن تكون سواء بين النبي - صلى الله عليه وسلم - والأمة حتى يدل دليل على الخصوصية.

وجملة وكان أمر الله مفعولا تذييل لجملة زوجناكها . وأمر الله يجوز أن يراد به من إباحة تزوج من كن حلائل الأدعياء ، فهو معنى الأمر التشريعي فيه . ومعنى ( مفعولا ) أنه متبع ممتثل فلا ينزه أحد عنه ، قال تعالى قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق .

ويجوز أن يراد الأمر التكويني وهو ما علم أنه يكون وقدر أسباب كونه ، [ ص: 40 ] فيكون معنى ( مفعولا ) واقعا . والأمر من إطلاق السبب على المسبب ، والمفعول هو المسبب .

وتزوج النبيء - صلى الله عليه وسلم - زينب من أمر الله بالمعنيين .

زيد بن حارثة.. صحابي أبكى النبي وذكره القرآن الكريم

 هو الصحابي الوحيد الذي ورد ذكره صراحة في القرآن الكريم، قال الله تعالى: (فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا). 37 الأحزاب

وعن سيرته يذكر أن أم زيد كانت قد ذهبت إلى أهلها لتزورهم، وبينما هي هناك أغارت عليهم خيل، فسرقوا ما سرقوه، وسبوا ما سبوه، وكان من بينهم أم زيد، ثم قاموا بعرضها للبيع في سوق للعبيد، فاشتراه حكيم بن حزّام، ثم أهداه إلى عمته خديجة بنت خويلد.

وقامت خديجة بوهبة إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قبل الهجرة، ثم لبث عنده مدة، ثم جاء عمّه وأبوه يرغبان في فدائه، فقال «إنّ الأمر يعود للفتى إن أراد رجوعًا رجع، وإن أراد بقاءً بقي، خيراه فإن اختاركما فهو لكما دون فداء».

وعندما خيروا زيدًا أن يعود مع أبيه أو يبقى مولى عند رسول الله، فاختار زيد البقاء مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهذا قبل النبوة، فتعجب أبوه واستنكر عليه هذا، أيعقل أن يختار العبودية عند شخص على العودة مع أبيه إلى منزلهم؟!

فقال زيد: والله لم أر من محمد شيئًا يزعجني قط، فأخذه سيدنا محمد- عليه الصلاة والسلام- إلى حجر الكعبة وأعلن أنّه قد تبنّاه؛ تخفيفًا لما في نفوس والده، وقال «يا معشر قريش اشهدوا أنّه ابني يرثني وأرثه»، وأصبح يقال له زيد بن محمد، إلى أن جاء الإسلام بتحريم التبني فعاد اسمه كما كان، قال تعالى: «ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ  وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ  وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا».

ولهذا فقد كان لزيد بن حارثة في قلب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حب كبير وشديد، ولكن بعد أن فقد نسبه لرسول الله وطلاقه زينب بنت جحش، أراد الله أن يعوض زيدًا عن ذلك خيرًا وأن يخفف عنه، فأكرمه بذكر اسمه دون أحد من الصحابة.

استشهد زيد خلال معركة مؤتة من العام الثامن الهجري، فقد خرج الجيش إلى منطقة مؤتة في الشام لملاقاة الروم، ولإدراك الرسول- صلى الله عليه وسلم- أهمية المعركة، قام باختيار ثلاثة جنود شجعان، فرسانًا في النهار رهبانًا في الليل، وقال عند وداع الجيش: «عليكم زيد بن حارثة، فإن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب، فإن أصيب جعفر فعبدالله بن رواحة»، واستشهد زيد- رضي الله عنه- في المعركة، واستشهد جميع القادة الثلاثة، فأمسك خالد بن الوليد بزمام الأمور، وقام بحيلة بسيطة أربكت جيش الأعداء، ومكنته من الانسحاب بالجيش بأمان.

وحزن الرسول- صلى الله عليه وسلم- على زيد حزنًا شديدًا حتّى إنّه بكى لذلك، فقيل له: ما هذا يا رسول الله؟، فقال: «شوق الحبيب إلى حبيبه».

رحم الله زيدًا- رضي الله عنه- وألحقنا به في الفردوس الأعلى، وجمعنا به والأنبياء والرسول والصحابة أجمعين في الفردوس الأعلى وحول حوض النبي «صلى الله عليه وسلم

تفسير في ظلال القرآن

تفسير سورة الأحزاب » تفسير قوله تعالى وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا

[ ص: 2864 ] وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا (36) وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا (37) ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلوا من قبل وكان أمر الله قدرا مقدورا (38) الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا (39) ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما (40) يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا (41) وسبحوه بكرة وأصيلا (42) هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما (43) تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجرا كريما (44) يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا (45) وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا (46) وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا (47) ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا (48)

هذا الدرس شوط جديد في إعادة تنظيم الجماعة المسلمة على أساس التصور الإسلامي. وهو يختص ابتداء بإبطال نظام التبني الذي ورد الحديث عنه في أول السورة. وقد شاء الله أن ينتدب لإبطال هذا التقليد من الناحية العملية رسوله - صلى الله عليه وسلم - وقد كانت العرب تحرم مطلقة الابن بالتبني حرمة مطلقة الابن من النسب; وما كانت تطيق أن تحل مطلقات الأدعياء عملا، إلا أن توجد سابقة تقرر هذه القاعدة الجديدة. فانتدب الله رسوله ليحمل هذا العبء فيما يحمل من أعباء الرسالة. وسنرى من موقف النبي - صلى الله عليه وسلم - من هذه التجربة أنه ما كان سواه قادرا على احتمال هذا العبء الجسيم، ومواجهة المجتمع بمثل هذه الخارقة لمألوفه العميق! وسنرى كذلك أن التعقيب على الحادث كان تعقيبا طويلا لربط النفوس بالله ولبيان علاقة المسلمين بالله وعلاقتهم بنبيهم، ووظيفة النبي بينهم.. كل ذلك لتيسير الأمر على النفوس، وتطييب القلوب لتقبل أمر [ ص: 2865 ] الله في هذا التنظيم بالرضى والتسليم.

ولقد سبق الحديث عن الحادث تقرير قاعدة أن الأمر لله ورسوله، وأنه ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم. مما يوحي كذلك بصعوبة هذا الأمر الشاق المخالف لمألوف العرب وتقاليدهم العنيفة.

وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ..

روي أن هذه الآية نزلت في زينب بنت جحش - رضي الله عنها - حينما أراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يحطم الفوارق الطبقية الموروثة في الجماعة المسلمة فيرد الناس سواسية كأسنان المشط. لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى. وكان الموالي - وهم الرقيق المحرر - طبقة أدنى من طبقة السادة. ومن هؤلاء كان زيد بن حارثة مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي تبناه. فأراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يحقق المساواة الكاملة بتزويجه من شريفة من بني هاشم، قريبته - صلى الله عليه وسلم - زينب بنت جحش ليسقط تلك الفوارق الطبقية بنفسه، في أسرته. وكانت هذه الفوارق من العمق والعنف بحيث لا يحطمها إلا فعل واقعي من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تتخذ منه الجماعة المسلمة أسوة، وتسير البشرية كلها على هداه في هذا الطريق.

روى ابن كثير في التفسير قال: قال العوفي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - : قوله تعالى: وما كان لمؤمن ولا مؤمنة . الآية. وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انطلق ليخطب على فتاه زيد بن حارثة - رضي الله عنه - فدخل على / زينب بنت جحش الأسدية - رضي الله عنها - فخطبها، فقالت: لست بناكحته! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "بلى فانكحيه" . قالت: يا رسول الله. أؤامر في نفسي؟ فبينما هما يتحدثان أنزل الله هذه الآية على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا .. الآية. قالت: قد رضيته لي يا رسول الله منكحا؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "نعم" ! قالت: إذن لا أعصي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أنكحته نفسي!

وقال ابن لهيعة عن أبي عمرة عن عكرمة عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: خطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زينب بنت جحش لزيد بن حارثة - رضي الله عنه - فاستنكفت منه، وقالت: أنا خير منه حسبا - وكانت امرأة فيها حدة - فأنزل الله تعالى: وما كان لمؤمن ولا مؤمنة ... الآية كلها.

وهكذا قال مجاهد وقتادة ومقاتل بن حيان أنها نزلت في زينب بنت جحش - رضي الله عنها - حين خطبها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على مولاه زيد بن حارثة - رضي الله عنه - فامتنعت ثم أجابت.

وروى ابن كثير في التفسير كذلك رواية أخرى قال: وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: نزلت في في أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط - رضي الله عنها - وكانت أول من هاجر من النساء - يعني بعد صلح الحديبية - فوهبت نفسها للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "قد قبلت" . فزوجها زيد بن حارثة - رضي الله عنه - (يعني والله أعلم بعد فراقه زينب ) فسخطت هي وأخوها، وقال: إنما أردنا رسول الله - صلى الله [ ص: 2866 ] عليه وسلم - فزوجنا عبده! قال: فنزل القرآن: وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا إلى آخر الآية. قال: وجاء أمر أجمع من هذا: النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم قال: فذاك خاص وهذا أجمع.

وفي رواية ثالثة: قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن ثابت البناني، عن أنس - رضي الله عنه - قال: خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - على جليبيب امرأة من الأنصار إلى أبيها. فقال: حتى أستأمر أمها. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "فنعم إذن" قال: فانطلق الرجل إلى امرأته، فذكر ذلك لها، فقالت: لها الله! إذن ما وجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا جليبيبا، وقد منعناها من فلان وفلان؟ قال: والجارية في سترها تسمع. قال: فانطلق الرجل يريد أن يخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك. فقالت الجارية: أتريدون أن تردوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمره؟ إن كان قد رضيه لكم فأنكحوه. قال: فكأنها جلت عن أبويها. وقالا: صدقت. فذهب أبوها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن كنت قد رضيته فقد رضيناه. قال - صلى الله عليه وسلم - : "فإني قد رضيته" . قال: فزوجها.. ثم فزع أهل المدينة ، فركب جليبيب، فوجدوه قد قتل، وحوله ناس من المشركين قد قتلهم. قال أنس - رضي الله عنه - فلقد رأيتها وإنها لمن أنفق بيت بالمدينة ..

فهذه الروايات - إن صحت - تعلق هذه الآية بحادث زواج زينب من زيد - رضي الله عنهما - أو زواجه من أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط.

وقد أثبتنا الرواية الثالثة عن جليبيب لأنها تدل على منطق البيئة الذي توكل الإسلام بتحطيمه، وتولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تغييره بفعله وسنته. وهو جزء من إعادة تنظيم الجماعة المسلمة على أساس منطق الإسلام الجديد، وتصوره للقيم في هذه الأرض، وانطلاق النزعة التحررية القائمة على منهج الإسلام، المستمدة من روحه العظيم.

ولكن نص الآية أعم من أي حادث خاص. وقد تكون له علاقة كذلك بإبطال آثار التبني، وإحلال مطلقات الأدعياء، وحادث زواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من زينب - رضي الله عنها - بعد طلاقها من زيد. الأمر الذي كانت له ضجة عظيمة في حينه. والذي ما يزال يتخذه بعض أعداء الإسلام تكأة للطعن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى اليوم، ويلفقون حوله الأساطير!

تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته

{وَإِذۡ تَقُولُ لِلَّذِيٓ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ وَأَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِ أَمۡسِكۡ عَلَيۡكَ زَوۡجَكَ وَٱتَّقِ ٱللَّهَ وَتُخۡفِي فِي نَفۡسِكَ مَا ٱللَّهُ مُبۡدِيهِ وَتَخۡشَى ٱلنَّاسَ وَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخۡشَىٰهُۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيۡدٞ مِّنۡهَا وَطَرٗا زَوَّجۡنَٰكَهَا لِكَيۡ لَا يَكُونَ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ حَرَجٞ فِيٓ أَزۡوَٰجِ أَدۡعِيَآئِهِمۡ إِذَا قَضَوۡاْ مِنۡهُنَّ وَطَرٗاۚ وَكَانَ أَمۡرُ ٱللَّهِ مَفۡعُولٗا} (37)

36

{ وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله . . . } .

المفردات :

أنعم الله عليه : بالإسلام .

وأنعمت عليه : بالعتق وهو زيد بن حارثة .

واتق الله : في أمر زينب زوجتك فلا تحاول طلاقها .

وتخفى في نفسك : أمر تزوجها الذي شرعه الله حذرا من قالة الناس .

حرج : ضيق .

في أزواج أدعيائهم : في أزواج من دعوهم أبناءهم وهم غرباء .

وكان أمر الله مفعولا : وكان حكمه وقضاؤه نافذا .

التفسير :

روي عن علي زين العابدين بن الحسين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد أوحى الله تعالى إليه أن زيدا سيطلق زينب ، وأنه سيتزوجها بتزويج الله إياها له ، فلما اشتكى زيد للنبي صلى الله عليه وسلم خلق زينب وأنها لا تطيعه وأعلمه أنه يريد طلاقها قال له النبي صلى الله عليه وسلم على جهة الأدب والوصية اتق الله في قولك وأمسك عليك زوجك وهو يعلم أن زيدا سيفارقها وأنه صلى الله عليه وسلم سيتزوجها وخشي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلحقه قول من الناس في أن يتزوج زينب بعد زيد وهو مولاه وقد أمره بطلاقها فعاتبه الله على هذا القدر من أنه خشي الناس في شيء قد أباحه الله له بأن قال { أمسك } ، مع علمه أنه يطلق وأعلمه أن الله أحق بالخشية في كل حال ؟ 40

قال القرطبي : قال علماؤنا رحمة الله عليهم وهذا القول أحسن ما قيل في تأويل الآية وهو الذي عليه أهل التحقيق من المفسرين والعلماء الراسخين كالزهري والقاضي أبي بكر بن العلاء القشيري والقاضي أبي بكر بن العربي وغيرهم والمراد بقوله : وتخشى الناس إنما هو إرجاف المنافقين ، بأنه نهى عن تزويج نساء الأبناء وتزوج بزوجة ابنه فأما ما روى أن النبي صلى الله عليه وسلم هوى زينب امرأة زيد – وربما أطلق بعض المجَّان لفظ عشق فهذا إنما يصدر عن جاهل بعصمة النبي صلى الله عليه وسلم عن مثل هذا أو مستخف بحرمته .

قال الترمذي الحكيم في نوادر الأصول : قال علي بن الحسين : إنه إنما عتب الله_ عليه في أنه قد أعلمه أن ستكون هذه من أزواجك فكيف قال بعد ذلك لزيد : { أمسك عليك زوجك . . } وأخذتك خشية الناس أن يقولوا تزوج محمد امرأة ابنه والله أحق أن تخشاه .

قال بعض العلماء ليس هذا من النبي صلى الله عليه وسلم خطيئة : ألا ترى أنه لم يؤمر بالتوبة ولا بالاستغفار منه وقد يكون الشيء ليس بخطية إلا أن غيره أحسن منه وأخفى ذلك في نفسه خشية أن يفتتن الناس . 41

وقال الخفاجي واضح أن الله تعالى لما أراد نسخ تحريم زوجة المتبني أوحى إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن يتزوج زينب إذا طلقها زيد فلم يبادر له صلى الله عليه وسلم مخافة طعن الأعداء فعوتب عليه أه .

من صحيح البخاري

صح من حديث البخاري والترمذي أن زينب رضي الله عنها كانت تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تقول : زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سماوات .

تفسير الآية

{ وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله . . . } .

واذكر أيها النبي الكريم حين تقول لزيد بن حارثة ، الذي أنعم الله عليه بالإسلام والهداية وأنعمت عليه بالعتق والتقريب منك حين جاء يشتكي من زينب ويذكر أنها ستعلى عليه فقلت له :

{ امسك عليك زوجك . . . } . فلا تطلقها { واتق الله . . . } . فيما تقوله عنها .

{ وتخفي في نفسك . . . } . أنك مأمور بتزويجها مع أن الله سيبديه ويظهره علنا وتخاف من تغيير الناس ونقدهم واعتراضهم النابع من منطق الجاهلية .

{ والله أحق أن تخشاه . . . } . وقد أراد منك الزواج من زينب بعد طلاقها وانقضاء عدتها هدما وقضاء على الأحكام التي جعلت الدعى كابن الصلب .

{ فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا } .

لما قضى زيد حاجته منها وملها وطلقها وانتهت عدتها جعلناها لك زوجة بأمرنا ليرتفع الحرج والضيق من بين المؤمنين إذا أرادوا الزواج بمطلقات أدعيائهم ، وهم الذين تبنوهم في الجاهلية ثم أبطل الإسلام حكم التبني وألغى جميع آثاره وصفى كل نتائجه وكان قضاء الله وقدره نافذا وكائنا لا محالة .

قال محمد بن عبد الله بن جحش تفاخرت زينب وعائشة رضي الله عنهما فقالت زينب أنا التي نزل تزويجي من السماء وقالت عائشة : أنا التي نزل عذري من السماء فاعترفت لها زينب .

وذكر القرطبي وابن جرير عن الشعبي قال : كانت زينب رضي الله عنها تقول للنبي صلى الله عليه وسلم إني لأدل عليك ثلاث ما من نسائك امرأة تدل بهن : أن جدي وجدك واحد ، وأن الله أنكحك إياي من السماء وأنا السفير في ذلك .


No comments:

209-] English Literature

209-] English Literature Charles Dickens  Posted By lifeisart in Dickens, Charles || 23 Replies What do you think about Dickens realism? ...