Grammar American & British

Friday, November 11, 2022

15-) حكم كلمة " قل " فى القرآن الكريم

 15- ) حكم كلمة " قل " فى القرآن الكريم 

فى سورة الأحقاف

1 . "قُلۡ أَرَءَيۡتُم مَّا تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ لَهُمۡ شِرۡكٞ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِۖ ٱئۡتُونِي بِكِتَٰبٖ مِّن قَبۡلِ هَٰذَآ أَوۡ أَثَٰرَةٖ مِّنۡ عِلۡمٍ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ٤

" قُلۡ أَرَءَيۡتُم مَّا تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ ٱلۡأَرۡضِ " يتحدث الله عن اتخاذ الكفار آلهة من دون الله يعبدونهم من أصنام وأوثان لا تملك لنفسها نفعا ولا ضرا فيقول لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم  أرشدونى الى المكان الذى استقلوا بخلقه من الأرض ، " أَمۡ لَهُمۡ شِرۡكٞ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ" يقول عز وجل للكفار ان من اتخذتم من دون الله لا شرك لهم فى السموات ولا فى الأرض وما يملكون من قطمير ان الملك والتصرف كله الا لله عز وجل فكيف تعبدون معه غيره وتشركون به ؟ من أرشدكم الى هذا ؟ من دعاكم اليه ؟ أهو أمركم به أم هو شىء اقترحتموه من عند أنفسكم ؟ ولهذا قال " ٱئۡتُونِي بِكِتَٰبٖ مِّن قَبۡلِ هَٰذَآ " يقول الله تعالى لهؤلاء الكفار هاتوا كتابا من كتب الله المنزلة على الأنبياء عليهم السلام يأمركم بعبادة هذه الأصنام ، " أَوۡ أَثَٰرَةٖ مِّنۡ عِلۡمٍ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ " ويخبرهم الله تعالى أن يأتوا بدليل بين على هذا المسلك الذى يسلكونه من الكفر ليدللوا على صدقهم وقرأ آخرون أو أثرة من علم أى أو علم صحيح تؤثرونه عن أحد ممن قبلكم كما قال مجاهد وقال ابن عباس أو بينة من الأمر وقال أبو بكر بن عياش أو بقية من علم وقال قتادة " أو أثارة من علم " خاصة من علم  .

2 . "أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۖ قُلۡ إِنِ ٱفۡتَرَيۡتُهُۥ فَلَا تَمۡلِكُونَ لِي مِنَ ٱللَّهِ شَيۡ‍ًٔاۖ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِۚ كَفَىٰ بِهِۦ شَهِيدَۢا بَيۡنِي وَبَيۡنَكُمۡۖ وَهُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ٨ قُلۡ مَا كُنتُ بِدۡعٗا مِّنَ ٱلرُّسُلِ وَمَآ أَدۡرِي مَا يُفۡعَلُ بِي وَلَا بِكُمۡۖ إِنۡ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَيَّ وَمَآ أَنَا۠ إِلَّا نَذِيرٞ مُّبِينٞ ٩

" أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُ" يتحدث هؤلاء الكفار عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه ما جاء به هو كذب مفترى أى مدعيه من عنده وليس من عند الله ، " قُلۡ إِنِ ٱفۡتَرَيۡتُهُۥ فَلَا تَمۡلِكُونَ لِي مِنَ ٱللَّهِ شَيۡ‍ًٔاۖ" يرد الله عليهم على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم أنى لو كذبت على الله وزعمت أنه أرسلنى وليس كذلك لعاقبنى أشد العقوبة ولم يقدر أحد من أهل الأرض لا أنتم ولا غيركم أن يجيرنى منه كقوله " قل انى لن يجيرنى من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا * الا بلاغا من الله ورسالاته " وكما قال تعالى " ولوتقول علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين " ، " هُوَ أَعۡلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِۚ كَفَىٰ بِهِۦ شَهِيدَۢا بَيۡنِي وَبَيۡنَكُمۡۖ" يرد الله على الكافرين فيما يدعونه مدافعا عن رسوله صلى الله عليه وسلم أن الله أعلم بما يقولون ويستفيضون فى قوله وهو شاهد على وعليكم وحكم بيننا وهذا تهديد لهم ووعيد أكيد وترهيب شديد ،"وَهُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ " والله هو الذى يغفر لعباده اذا رجعوا عما فيه من الضلال وهم رحيم بهم وهذا ترغيب لهم الى التوبة والانابة أى مع هذا كله ان رجعتم وتبتم تاب عليكم وعفا عنكم وغفر ورحم وهذه الآية كقوله عزوجل فى سورة الفرقان " وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهى تملى عليه بكرة وأصيلا * قل أنزله الذى يعلم السر فى السموات والأرض انه كان غفورا رحيما " ، " قُلۡ مَا كُنتُ بِدۡعٗا مِّنَ ٱلرُّسُلِ " قال ابن عباس وغيره ما أنا بأول رسول والمعنى يقول الله عز وجل مخبرا عن رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول لهؤلاء المشركين لست بأول رسول طرق العالم بل جاءت الرسل من قبلى فما أنا بالأمر الذى لا نظير له حتى تستنكروننى وتستبعدون بعثتى اليكم فانه قد أرسل الله جل وعلا قبلى جميع الأنبياء الى الأمم ،"وَمَا ٓ أَدۡرِي مَا يُفۡعَلُ بِي وَلَا بِكُم" يقول الله عز وجل مخبرا عن رسوله صلى الله عليه وسلم لا أدرى ما يفعل بى ولا بكم فى الدنيا أأخرج كما أخرجت الأنبياء عليهم السلام من قبلى ؟ أم أقتل كما قتلت الأنبياء من قبلى ؟ ولا أدرى أيخسف بكم أو ترمون بالحجارة ؟ وهذا قول ابن جرير فانه بالنسبة الى الآخرة جازم أنه يصير الى الجنة هو ومن اتبعه ، وأما فى الدنيا فلم يدر ما كان يئول اليه أمره وأمر مشركى قريش الى ماذا ؟ أيؤمنون أم يكفرون فيعذبون فيستأصلون بكفرهم ، وقال عكرمة والحسن وقتادة انها منسوخة بقوله تعالى " ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر " قالوا ولما نزلت هذه الآية قال رجل من المسلمين هذا قد بين الله تعالى ما هو فاعل بك يا رسول الله فما هو فاعل بنا ؟ فأنزل الله تعالى "ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجرى من تحتها الأنهار " والذى هو ثابت فى الصحيح أن المؤمنين قالوا هنيئا لك يا رسول الله فما لنا ؟ فأنزل الله سبحانه وتعالى هذه الآية " ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجرى من تحتها الأنهار " ، " إِنۡ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَيَّ " يقول الله مخبرا عن رسوله صلى الله عليه وسلم انما أتبع ما ينزله الله على من الوحى ، " وَمَآ أَنَا۠ إِلَّا نَذِيرٞ مُّبِين" ويقول الله عز وجل مخبرا عن رسوله صلى الله عليه وسلم أنما أن نذير بين النذارة أمرى ظاهر لكل ذى لب وعقل فهو غير مسؤول عن أفعال الكافرين انما هو مرسل من ربه ليبلغ رسالته وانما الحساب عند الله وهو الذى يتولى أمر العباد .

3 . " قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِن كَانَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ وَكَفَرۡتُم بِهِۦ وَشَهِدَ شَاهِدٞ مِّنۢ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ عَلَىٰ مِثۡلِهِۦ فَ‍َٔامَنَ وَٱسۡتَكۡبَرۡتُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ ١٠

" قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِن كَانَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ وَكَفَرۡتُم بِهِ" يقول الله تعالى قل يا محمد لهؤلاء المشركين الكافرين بالقرآن أرأيتم ان كان هذا القرآن من عند الله وكفرتم به ما ظنكم أن الله صانع بكم ان كان هذا الكتاب الذى جئتكم به قد أنزله على لأبلغكموه وقد كفرتم به وكذبتموه شهد بصدقه وصحته الكتب المتقدمة المنزلة على الأنبياء عليهم السلام قبلى بشرت به وأخبرت بمثل ما أخبر به هذا القرآن ، " وَشَهِدَ شَاهِدٞ مِّنۢ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ عَلَىٰ مِثۡلِهِ فَ‍َٔامَنَ " أى هذا الذى شهد بصدقه من بنى اسرائيل لمعرفته بحقيقته آمن به ،"وَٱسۡتَكۡبَرۡتُمۡ" وأنتم والخطاب موجه الى المشركين من قريش أعرضتم واستكبرتم عن اتباعه وقال مسروق فآمن هذا الشاهد بنبيه وكفرتم أنتم بنبيكم وكتابكم ، " إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ " والله لا يهدى الكفار نتيجة أفعالهم فهو أعلم بمن يستحق الهداية وهذا الشاهد اسم جنس يعم عبد الله بن سلام رضى الله عنه وغيره فان هذه الآية مكية نزلت قبل اسلام عبد الله بن سلام رضى الله عنه وقال مسروق والشعبى ليس بعبد الله بن سلام هذه الآية مكية واسلام عبد الله بن سلام رضى الله عنه كان بالمدينة .

فى سورة الفتح

1 . " سَيَقُولُ لَكَ ٱلۡمُخَلَّفُونَ مِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ شَغَلَتۡنَآ أَمۡوَٰلُنَا وَأَهۡلُونَا فَٱسۡتَغۡفِرۡ لَنَاۚ يَقُولُونَ بِأَلۡسِنَتِهِم مَّا لَيۡسَ فِي قُلُوبِهِمۡۚ قُلۡ فَمَن يَمۡلِكُ لَكُم مِّنَ ٱللَّهِ شَيۡ‍ًٔا إِنۡ أَرَادَ بِكُمۡ ضَرًّا أَوۡ أَرَادَ بِكُمۡ نَفۡعَۢاۚ بَلۡ كَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرَۢا ١١

يقول الله تعالى مخبرا رسوله صلى الله عليه وسلم بما سيعتذر به المخلفون من الأعراب الذين اختاروا المقام فى أهليهم وشغلهم وتركوا المسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعتذروا بشغلهم بذلك وسألوا أن يستغفر لهم الرسول صلى الله عليه وسلم ، وذلك قول منهم لا على سبيل الاعتقاد بل على وجه التقية والمصانعة " سَيَقُولُ لَكَ ٱلۡمُخَلَّفُونَ مِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ شَغَلَتۡنَآ أَمۡوَٰلُنَا وَأَهۡلُونَا فَٱسۡتَغۡفِرۡ لَنَاۚ " يفضح الله عز وجل من تخلفوا من الأعراب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم يقولون ما يخالف الواقع فهم يقولون أن أشغالهم الدنيوية من أعمال وأموال يكتسبونها ورعايتهم لأهلهم منعتهم من المسير مع الرسول صلى الله عليه وسلم وأنهم لم يكونوا يقصدون ذلك وهذا قول كاذب وليس الحقيقة ولكن ما تكنه قلوبهم هو التخلف وعدم الجهاد فى سبيل الله وتأييد رسوله صلى الله عليه وسلم فالايمان لم يتعمق فى قلوبهم بل منهم من هو منافق يتمنى الضرر للرسول صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين ولو جاءته الفرصة لفعل ذلك ومع هذا يطلبون من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتجاوز عنهم وعن أعمالهم ،" يَقُولُونَ بِأَلۡسِنَتِهِم مَّا لَيۡسَ فِي قُلُوبِهِمۡ" هؤلاء منافقون ما تقوله ألسنتهم ليس ما تخفيه قلوبهم فالله أعلم بهم ويفضحهم وقد نزلت سورة التوبة تفضح المنافقين لذلك سميت بالفاضحة ، "قُلۡ فَمَن يَمۡلِكُ لَكُم مِّنَ ٱللَّهِ شَيۡ‍ًٔا إِنۡ أَرَادَ بِكُمۡ ضَرًّا أَوۡ أَرَادَ بِكُمۡ نَفۡعَۢا" يخبر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم متوعدا ومهددا لهؤلاء الأعراب أن يقول لهم ان الله تعالى اذا أراد بكم الضرر أو أراد لكم النفع لا يقدر أحد أن يرد ما أراده فيكم تعالى وتقدس وهو العليم بسرائركم وضمائركم وان صانعتمونا ونافقتمونا ولهذا قال تعالى " بَلۡ كَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرَۢا " يخبر الله تعالى أنه محيط وخبير بعلمه بكل أعمالكم ولن تستطيعوا أن تخفوا منها شيئا .

2 . "سَيَقُولُ ٱلۡمُخَلَّفُونَ إِذَا ٱنطَلَقۡتُمۡ إِلَىٰ مَغَانِمَ لِتَأۡخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعۡكُمۡۖ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُواْ كَلَٰمَ ٱللَّهِۚ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَٰلِكُمۡ قَالَ ٱللَّهُ مِن قَبۡلُۖ فَسَيَقُولُونَ بَلۡ تَحۡسُدُونَنَاۚ بَلۡ كَانُواْ لَا يَفۡقَهُونَ إِلَّا قَلِيلٗا ١٥

يقول الله تعالى مخبرا عن الأعراب الذين تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى عمرة الحديبية اذ ذهب النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضى الله عنهم الى خيبر يفتحونها أنهم يسألون أن يخرجوا معهم الى المغنم وقد تخلفوا عن وقت محاربة الأعداء ومجاهدتهم ومصابرتهم فأمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن لا يأذن لهم فى ذلك معاقبة لهم من جنس ذنبهم فان الله تعالى قد وعد أهل الحديبية بمغانم خيبر وحدهم لا يشاركهم فيها غيرهم من الأعراب المتخلفين فلا يقع غير ذلك شرعا ولا قدرا  "سَيَقُولُ ٱلۡمُخَلَّفُونَ إِذَا ٱنطَلَقۡتُمۡ إِلَىٰ مَغَانِمَ لِتَأۡخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعۡكُمۡ" يتحدث الله تعالى عن الأعراب أنهم يريدون أن يأذن لهم الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنون بالخروج معهم الى الغنائم المتوقعة عند فتح خيبر فهم يريدون فقط المغنم ولا يريدون ما فيه مشقة من جهاد وقتال ولكن الله تعالى يضع المغنم مع المغرم والعطاء جزاء للبذل والمشقة ، " يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُواْ كَلَٰمَ ٱللَّهِ" هؤلاء المتخلفون يريدون تثبيط المسلمين عن الجهاد وبهذا يبدلون ما دعى اليه كلامه من حث على الجهاد وهم قد فعلوا ذلك بالتخلف عن الجهاد وقدموا أعذارهم كما قال ابن جريج وقال مجاهد وغيره كلام الله هو الوعد الذى وعد الله به أهل الحديبية من التوجه الى الجهاد ثم التوجه الى خيبر فيكون المغنم بعد المغرم ولكن هم لم يريدوا المغرم ولكن المغنم وحده وهذا تبديل ومخالفة لوعد الله ، " قُل لَّن تَتَّبِعُونَا " يتوجه الله تعالى بالكلام الى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول لهؤلاء المتخلفين من الأعراب أنكم لن تأتوا معنا الى مغانم خيبر،"كَذَٰلِكُمۡ قَالَ ٱللَّهُ مِن قَبۡل" وهذا الذى أقوله لكم هو وعد الله أهل الحديبة وقوله وأمره قبل سؤالكم الخروج معهم الى مغانم خيبر، " فَسَيَقُولُونَ بَلۡ تَحۡسُدُونَنَاۚ" يتحدث الله عز وجل عن رد المتخلفين من الأعراب على منع الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنون لهم من التوجه الى مغانم خيبر أنهم يقولوا هذا نابع من أنكم تحسدوننا أى أن نشرككم فى المغانم وهذا كذب منهم فكيف يحسدونهم والحسد هوتمنى ما فى يد الغير وليس العكس فهم الذين يتمنوا أن يشاركوا المؤمنين فى المغانم فيرد الله عليهم موبخا " بَلۡ كَانُواْ لَا يَفۡقَهُونَ إِلَّا قَلِيلٗا " أن الأمر ليس كما زعموا ولكن لا فهم لهم .

3 . "قُل لِّلۡمُخَلَّفِينَ مِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ سَتُدۡعَوۡنَ إِلَىٰ قَوۡمٍ أُوْلِي بَأۡسٖ شَدِيدٖ تُقَٰتِلُونَهُمۡ أَوۡ يُسۡلِمُونَۖ فَإِن تُطِيعُواْ يُؤۡتِكُمُ ٱللَّهُ أَجۡرًا حَسَنٗاۖ وَإِن تَتَوَلَّوۡاْ كَمَا تَوَلَّيۡتُم مِّن قَبۡلُ يُعَذِّبۡكُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا ١٦

" قُل لِّلۡمُخَلَّفِينَ مِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ سَتُدۡعَوۡنَ إِلَىٰ قَوۡمٍ أُوْلِي بَأۡسٖ شَدِيد" يرد الله على المخلفين من الأعراب ويخبر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم أنهم مدعوون الى مقاتلة قوم أولى بأس شديد وقد اختلف المفسرون فى هؤلاء القوم الذين يدعون اليهم على أقوال يقول قتادة وغيره أنهم هوازن وقال الضحاك أنهم ثقيف وقال جويبر هم بنو حنيفة وعن ابن عباس أنهم أهل فارس وقال كعب الأحبار الروم وعن أبى ليلى وعطاء والحسن وغيرهم هم فارس والروم وعن مجاهد هم أهل الأوثان ولم يعين فرقة وهو اختيار ابن جريج وابن جرير ، " تُقَٰتِلُونَهُمۡ أَوۡ يُسۡلِمُونَ" يعنى شرع الله لكم جهادهم وقتالهم فلا يزال ذلك مستمرا عليهم ولكم النصرة عليهم أو يسلمون فيدخلون فى دينكم بلا قتال بل باختيار ، "  فَإِن تُطِيعُواْ " يقول عز وجل للمخلفينمن الأعراب ان تستجيبوا وتنفروا فى الجهاد وتؤدوا الذى عليكم فيه ، "يُؤۡتِكُمُ ٱللَّهُ أَجۡرًا حَسَنٗا" ان فعلتم هذا يكون جزاءكم من الله الجزاء الحسن ، " وَإِن تَتَوَلَّوۡاْ كَمَا تَوَلَّيۡتُم مِّن قَبۡلُ يُعَذِّبۡكُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا " بعد أن وعد الله عز وجل المخلفين بالجزاء الحسن اذا أطاعوا ما أمرهم به من الجهاد توعدهم ان لم يفعلوا ما أمرهم به من الخروج الى الجهاد ومقاتلة الكفار وتولوا  كما فعلوا من قبل فى زمن الحديبية حيث دعوا فتخلفوا يكون لهم من الله عز وجل العذاب الأليم فى الدنيا بالمذلة وفى الآخرة بالنار .

فى سورة الحجرات

1 . " قَالَتِ ٱلۡأَعۡرَابُ ءَامَنَّاۖ قُل لَّمۡ تُؤۡمِنُواْ وَلَٰكِن قُولُوٓاْ أَسۡلَمۡنَا وَلَمَّا يَدۡخُلِ ٱلۡإِيمَٰنُ فِي قُلُوبِكُمۡۖ وَإِن تُطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ لَا يَلِتۡكُم مِّنۡ أَعۡمَٰلِكُمۡ شَيۡ‍ًٔاۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٌ ١٤ إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ ثُمَّ لَمۡ يَرۡتَابُواْ وَجَٰهَدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّٰدِقُونَ ١٥ قُلۡ أَتُعَلِّمُونَ ٱللَّهَ بِدِينِكُمۡ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ ١٦ يَمُنُّونَ عَلَيۡكَ أَنۡ أَسۡلَمُواْۖ قُل لَّا تَمُنُّواْ عَلَيَّ إِسۡلَٰمَكُمۖ بَلِ ٱللَّهُ يَمُنُّ عَلَيۡكُمۡ أَنۡ هَدَىٰكُمۡ لِلۡإِيمَٰنِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ١٧ إِنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ غَيۡبَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَٱللَّهُ بَصِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ ١٨

" قَالَتِ ٱلۡأَعۡرَابُ ءَامَنَّاۖ قُل لَّمۡ تُؤۡمِنُواْ وَلَٰكِن قُولُوٓاْ أَسۡلَمۡنَا وَلَمَّا يَدۡخُلِ ٱلۡإِيمَٰنُ فِي قُلُوبِكُمۡۖ " يقول الله منكرا على الأعراب الذين أول ما دخلوا فى الاسلام ادعوا لأنفسهم مقام الايمان ولم يتمن الايمان فى قلوبهم بعد وقد استفيد من هذه الآية الكريمة أن الايمان أخص من الاسلام كما هومذهب أهل السنة والجماعة ويدل عليه حديث جبريل عليه السلام حين سأل عن الاسلام ثم عن الاحسان فترقى من الأعم الى الأخص ثم للأخص منه ودل ذلك على أن هؤلاء الأعراب المذكورين فى هذه الآية ليسوا بمنافقين وانما هممسلمون لم يستحكم الايمان فى قلوبهم فادعوا لأنفسهم مقاما أعلى مما وصلوا اليه فأدبوا فى ذلك وهذا ما قال به ابن عباس وغيره ولوكانوا منافقين لعنفوا وفضحوا كما ذكر المنافقين فى سورة التوبة ثم قال تعالى " وَإِن تُطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ لَا يَلِتۡكُم مِّنۡ أَعۡمَٰلِكُمۡ شَيۡ‍ًٔاۚ" يقول الله تعالى معقبا عن هؤلاء الأعراب أنهم لو يطيعوا الله ورسوله فان الله لا ينفصهم من أجورهم شيئا كقوله عزوجل " وما ألتناهم من عملهم من شىء " ،"إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٌ إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ ثُمَّ لَمۡ يَرۡتَابُواْ " يتحدث الله تعالى عن المؤمنين الكمل وهم الذين بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم حق الايمان ولم يشكوا ولا تزلزلوا بل ثبتوا على حال واحدة وهى التصديق المحض ، "  وَجَٰهَدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۚ" من صفات المؤمنين الكمل أنهم بذلوا مهجهم ونفائس أموالهم فى طاعة الله ورضوانه ، " أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّٰدِقُونَ " من يفعلون ذلك هم الصادقون فى قولهم اذا قالوا انهم مؤمنون لا كبعض الأعراب الذين ليس لهم من الايمان الا الكلمة الظاهرة وعن أبى سعيد رضى الله عنه قال ان النبى صلى الله عليه وسلم قال " المؤمنون فى الدنيا على ثلاثة أجزاء : الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم فى سبيل الله ، والذى يأمنه الناس على أموالهم وأنفسهم ، والذي اذا أشرف على طمع تركه لله عز وجل " ، "  قُلۡ أَتُعَلِّمُونَ ٱللَّهَ بِدِينِكُمۡ " يتحدث الله عز وجل بقوله لهم أتخبرون الله بما فى ضمائركم ، "  وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ " لا يخفى عليه مثقال ذرة فى الأرض ولا فى السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر ، "  وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيم" قهو الذى يعلم كل شىء ويحيط به ، "   يَمُنُّونَ عَلَيۡكَ أَنۡ أَسۡلَمُواْۖ قُل لَّا تَمُنُّواْ عَلَيَّ إِسۡلَٰمَكُمۖ بَلِ ٱللَّهُ يَمُنُّ عَلَيۡكُمۡ أَنۡ هَدَىٰكُمۡ لِلۡإِيمَٰنِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ " يعنى الأعراب  يقول الله متحدثا الى الرسول صلى الله عليه وسلم هؤلاء الأعراب يمنون باسلامهم ومتابعتهم ونصرتهم عليه فيرد الله عليهم أنكم لا تمنون على فان نفع ذلك انما يعود عليكم ولله المنة عليكم فيه ان كنتم صادقين فى دعواكم ذلك كما قال النبى صلى الله عليه وسلم للأنصار يوم حنين " يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله ربى ؟ وكنتم متفرقين فألفكم الله ربى ؟ وكنتم عالة فأغناكم الله ربى ؟ كلما قال شيئا قالوا الله ورسوله أمن " ١٧ إِنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ غَيۡبَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَٱللَّهُ بَصِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ " كرر الله تعالى الاخبار بعلمه بجميع الكائنات وبصره بأعمال المخلوقات فى السموات وفى الأرض .

فى سورة الطور

1 . " أَمۡ يَقُولُونَ شَاعِرٞ نَّتَرَبَّصُ بِهِۦ رَيۡبَ ٱلۡمَنُونِ ٣٠ قُلۡ تَرَبَّصُواْ فَإِنِّي مَعَكُم مِّنَ ٱلۡمُتَرَبِّصِينَ ٣١

قال تعالى منكرا على الجهلة من كفار قريش فى قولهم فى الرسول صلى الله عليه وسلم " أَمۡ يَقُولُونَ شَاعِرٞ نَّتَرَبَّصُ بِهِۦ رَيۡبَ ٱلۡمَنُونِ " ينكر الله عز وجل ما قالوه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه شاعر ونحن نعلم حال الشعراء كما وصفهم القرآن بأنهم كاذبون ويقولون ما لا يفعلون فهو الصنف الذى يقصده هؤلاء وليس الصنف الجيد من الشعراء وريب المنون هو قوارع الدهر والمنون هو الموت أى يقولون ننتظره ونصبر عليه حتى يأتيه الموت فنستريح منه ومن شأنه قال تعالى ردا عليهم "  قُلۡ تَرَبَّصُواْ فَإِنِّي مَعَكُم مِّنَ ٱلۡمُتَرَبِّصِينَ " أى انتظروا فانى منتظر معكم وستعلمون لمن تكون العاقبة والنصرة فى الدنيا والآخرة وعن ابن عباس رضى الله عنهما أن قريشا لما اجتمعوا فى دار الندوة فى أمر النبى صلى الله عليه وسلم قال قائل منهم احتبسوه فى وثاق وتربصوا به ريب المنون حتى يهلك كما هلك من كان قبله من الشعراء زهير والنابغة انما هو كأحدهم فأنزل الله تعالى ذلك من قولهم " أَمۡ يَقُولُونَ شَاعِرٞ نَّتَرَبَّصُ بِهِۦ رَيۡبَ ٱلۡمَنُونِ"،

فى سورة الواقعة

1 . " وَكَانُواْ يَقُولُونَ أَئِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابٗا وَعِظَٰمًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ ٤٧ أَوَ ءَابَآؤُنَا ٱلۡأَوَّلُونَ ٤٨ قُلۡ إِنَّ ٱلۡأَوَّلِينَ وَٱلۡأٓخِرِينَ ٤٩ لَمَجۡمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَٰتِ يَوۡمٖ مَّعۡلُومٖ ٥٠

" وَكَانُواْ يَقُولُونَ أَئِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابٗا وَعِظَٰمًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ * أَوَ ءَابَآؤُنَا ٱلۡأَوَّلُونَ " وينكرون البعث ويوم القيامة ويكذبون به وهم يستبعدون وقوعه فكيف اذا بليت أجسادهم وتحولت الى تراب وعظام أنهم سيبعثون وكذلك يبعث من سبقهم من أجدادهم السابقين  الذين ماتوا وهلكوا ، " قُلۡ إِنَّ ٱلۡأَوَّلِينَ وَٱلۡأٓخِرِينَ * لَمَجۡمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَٰتِ يَوۡمٖ مَّعۡلُوم" يرد الله عليهم ويقول لرسوله صلى الله عليه وسلم أخبرهم أن الأولين والآخرين من بنى آدم سيجمعون الى عرصات القيامة لا يغادر منهم أحد وهو موقت بوقت محدود لا يتقدم ولا يتأخر ولا يزيد ولا ينقص  كما قال تعالى " ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود * وما نؤخره الا لأجل معدود * يوم يأت لا تكلم نفس الا باذنه فمنهم شقى وسعيد " .

14- ) حكم كلمة " قل " فى القرآن الكريم

 14- ) حكم كلمة " قل " فى القرآن الكريم 

فى سورة غافر

1 . " قُلۡ إِنِّي نُهِيتُ أَنۡ أَعۡبُدَ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَمَّا جَآءَنِيَ ٱلۡبَيِّنَٰتُ مِن رَّبِّي وَأُمِرۡتُ أَنۡ أُسۡلِمَ لِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٦٦

" قُلۡ إِنِّي نُهِيتُ أَنۡ أَعۡبُدَ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَمَّا جَآءَنِيَ ٱلۡبَيِّنَٰتُ مِن رَّبِّي وَأُمِرۡتُ أَنۡ أُسۡلِمَ لِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ " يقول الله تعالى عز وجل قل يا محمد لهؤلاء المشركين ان الله عز وجل ينهى فيما أنزل الى من آياته الواضحة البينة الجلية أن يعبد أحد سواه من الأصنام والأنداد والأوثان وأمرنى ربى أن أعلن له اسلامى واذعانى وخضوعى وحده رب العالمين رب الانس والجن ورب كل شىء وربيبه .

فى سورة فصلت

1 . " قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞ فَٱسۡتَقِيمُوٓاْ إِلَيۡهِ وَٱسۡتَغۡفِرُوهُۗ وَوَيۡلٞ لِّلۡمُشۡرِكِينَ ٦

" قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِد" يقول تعالى قل يا محمد لهؤلاء المكذبين المشركين انما أنا بشر مثلكم يوحى الى أنما الهكم اله واحد لا كما تعبدونه من الأصنام والأنداد والأرباب المتفرقين انما الله اله واحد لا شريك له ، "  فَٱسۡتَقِيمُوٓاْ إِلَيۡهِ وَٱسۡتَغۡفِرُوهُ" أخلصوا لله العبادة على منوال ما أمركم به على ألسنة الرسل
واستغفروا الله وتوبوا اليه من سالف الذنوب ، "وَوَيۡل
ٞ لِّلۡمُشۡرِكِينَ " والدمار والهلاك للمشركين .

2 . "قُلۡ أَئِنَّكُمۡ لَتَكۡفُرُونَ بِٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡأَرۡضَ فِي يَوۡمَيۡنِ وَتَجۡعَلُونَ لَهُۥٓ أَندَادٗاۚ ذَٰلِكَ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٩

" قُلۡ أَئِنَّكُمۡ لَتَكۡفُرُونَ بِٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡأَرۡضَ فِي يَوۡمَيۡنِ وَتَجۡعَلُونَ لَهُۥٓ أَندَادٗاۚ ذَٰلِكَ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ " يقول الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم قل لهؤلاء الكفار انكم تكفرون بالله وهذا انكار من الله على المشركين الذين عبدوا معه غيره وهو الخالق لكل شىء القاهر لكل شىء المقتدر على كل شىء وهو رب العالمين جميعا من انس وجن وغير ذلك فهو رب كل شىء وربيبه وهو الذى خلق الأرض فى يومين ورغم ذلك هم يجعلون لله نظراء وأمثالا يعبدونها من أصنام وأوثان .

3 . "فَإِنۡ أَعۡرَضُواْ فَقُلۡ أَنذَرۡتُكُمۡ صَٰعِقَةٗ مِّثۡلَ صَٰعِقَةِ عَادٖ وَثَمُودَ ١٣   

" فَإِنۡ أَعۡرَضُواْ فَقُلۡ أَنذَرۡتُكُمۡ صَٰعِقَةٗ مِّثۡلَ صَٰعِقَةِ عَادٖ وَثَمُودَ " يقول الله تعالى قل يا محمد لهؤلاء المشركين المكذبين بما جئتهم به من الحق ان أعرضتم عما جئتكم به من عند الله تعالى فانى أنذركم حلول نقمة الله بكم كما حلت بالأمم من المكذبين بالمرسلين كما وقع لعاد وثمود ومن شاكلهما ممن فعل كفعلهما والمقصود بالصاعقة هو ما وقع عليهم من العذاب السريع الذى وقع وقوع الصاعقة .

4 . "قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِن كَانَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ ثُمَّ كَفَرۡتُم بِهِۦ مَنۡ أَضَلُّ مِمَّنۡ هُوَ فِي شِقَاقِۢ بَعِيدٖ ٥٢

" قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِن كَانَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ ثُمَّ كَفَرۡتُم بِهِ" يقول الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم قل لهؤلاء المشركين المكذبين بالقرآن كيف ترون حالكم عند الله الذى أنزل هذا القرآن الذى كفرتم به على رسوله؟ ، ولهذا قال تعالى "مَنۡ أَضَلُّ مِمَّنۡ هُوَ فِي شِقَاقِۢ بَعِيد" ليس هناك أضل ممن هو فى كفر وعناد ومشاقة للحق ومسلك بعيد عن الهدى .

فى سورة الشورى

1 . "فَلِذَٰلِكَ فَٱدۡعُۖ وَٱسۡتَقِمۡ كَمَآ أُمِرۡتَۖ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَهُمۡۖ وَقُلۡ ءَامَنتُ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِن كِتَٰبٖۖ وَأُمِرۡتُ لِأَعۡدِلَ بَيۡنَكُمُۖ ٱللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمۡۖ لَنَآ أَعۡمَٰلُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَٰلُكُمۡۖ لَا حُجَّةَ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمُۖ ٱللَّهُ يَجۡمَعُ بَيۡنَنَاۖ وَإِلَيۡهِ ٱلۡمَصِيرُ ١٥

اشتملت هذه الآية الكريمة على عشر كلمات مستقلات كل منها منفصلة عن التى قبلها حكم برأسها قالوا ولا نظير لها سوى آية الكرسى فانها أيضا عشر فصول ، " فَلِذَٰلِكَ فَٱدۡعُ" يقول الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم فادع للذى أوحينا اليك من الدين الذى أوصينا به جميع المرسلين قبلك أصحاب الشرائع الكبار المتبعة كأولى العزم من الرسل وغيرهم فادع الناس جميعا اليه ، " وَٱسۡتَقِمۡ كَمَآ أُمِرۡتَ"يقول الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم استقم أنت ومن اتبعك على عبادة الله تعالى كما أمركم الله عز وجل ، "وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَهُمۡ" كذلك ينهى الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم عن اتباع أهواء المشركين فيما اختلقوه وكذبوه وافتروه من عبادة الأوثان ، " وَقُلۡ ءَامَنتُ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِن كِتَٰب" ويوجه الله عز وجل الأمر الى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يصدق بجميع الكتب المنزلة من السماء على الأنبياء ولا يفرق بين أحد منهم كل سواء ، " وَأُمِرۡتُ لِأَعۡدِلَ بَيۡنَكُمُ" الأمر هنا الى الرسول صلى الله عليه وسلم من الله عز وجل أن يتبع العدل فى الحكم بين من حوله والكلام كذلك موجه لكل المسلمين من بعده ، " ٱللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمۡ" الله هو المعبود لا اله غيره وهو رب الجميع المؤمن والكافر فنحن نقر بذلك اختيارا وأنتم وان لم تفعلوه اختيارا فله يسجد من فى العالمين طوعا واجبارا وهو رب العالمين ، " لَنَآ أَعۡمَٰلُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَٰلُكُم" نحن برآء منكم ومن شرككم فلنا عملنا وهو الايمان بالله واتباع سبيله وأنتم فى شرككم تتخذون من دون الله أوثانا وأصناما وأندادا وهذاكقوله تعالى " وان كذبوك فقل لى عملى ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا برىء مما تعملون " ، "  لَا حُجَّةَ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمُۖ " قال مجاهد لا خصومة بيننا وبينكم وقال السدى وذلك قبل نزول آية السيف وهذا متجه لأن هذه الآية مكية وآية السيف بعد الهجرة ،"ٱللَّهُ يَجۡمَعُ بَيۡنَنَاۖ وَإِلَيۡهِ ٱلۡمَصِيرُ" الله عزوجل يجمع بيننا يوم القيامة واليه وحده المرجع والمآب يوم الحساب كقوله " قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم .

2 . " تَرَى ٱلظَّٰلِمِينَ مُشۡفِقِينَ مِمَّا كَسَبُواْ وَهُوَ وَاقِعُۢ بِهِمۡۗ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فِي رَوۡضَاتِ ٱلۡجَنَّاتِۖ لَهُم مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمۡۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَضۡلُ ٱلۡكَبِيرُ ٢٢ ٰلِكَ ٱلَّذِي يُبَشِّرُ ٱللَّهُ عِبَادَهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِۗ قُل لَّآ أَسَۡٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ أَجۡرًا إِلَّا ٱلۡمَوَدَّةَ فِي ٱلۡقُرۡبَىٰۗ وَمَن يَقۡتَرِفۡ حَسَنَةٗ نَّزِدۡ لَهُۥ فِيهَا حُسۡنًاۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ شَكُورٌ ٢٣

" تَرَى ٱلظَّٰلِمِينَ مُشۡفِقِينَ مِمَّا كَسَبُواْ" يقول تعالى سوف ترى يوم القيامة الكفار وذلك لتاكيد وقوع الحدث خائفين مما فعلوا فى الدنيا  ،"وَهُوَ  وَاقِعُۢ بِهِمۡ" وأنه فى هذا اليوم واقع بهم لا محالة ما وعدوا به من العذاب وهذا حالهم يوم معادهم وهم فى هذا الخوف والوجل ، " وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فِي رَوۡضَاتِ ٱلۡجَنَّاتِۖ لَهُم مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمۡ" على النقيض من حال التعساء من الكفار يتحدث عز وجل عن حال المؤمنين يوم القيامة فهم فى روضات الجنات لهم ما يشاءون من مآكل وملابس ومساكن ومناظر وملاذ مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر من الله سبحانه وتعالى مما وعدهم به فى الدنيا ، " ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَضۡلُ ٱلۡكَبِيرُ" وهذا الذى ينعم به المؤمنون هو الفوز العظيم والنعمة التامة السابغة الشاملة العامة ، " ذَٰلِكَ ٱلَّذِي يُبَشِّرُ ٱللَّهُ عِبَادَهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ" يقول الله تعالى لما ذكر روضات الجنات لعباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن هذا حاصل لهم كائن لا محالة ببشارة الله عز وجل لهم به ،" قُل لَّآ أَسَۡٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ أَجۡرًا إِلَّا ٱلۡمَوَدَّةَ فِي ٱلۡقُرۡبَىٰ" يقول الله تعالى مخبرا رسوله صلى الله عليه وسلم قل لهؤلاء المشركين من كفار قريش لا أسالكم على هذا البلاغ والنصح لكم مالا تعطونيه وانما أطلب منكم أن تكفوا شركم عنى وتذرونى أبلغ رسالات ربى ان لم تنصرونى فلا تؤذونى بما بينى وبينكم من القرابة قال ابن عباس ان النبى صلى الله عليه وسلم لم يكن بطن من قريش الا كان له فيهم قرابة فقال الا أن تصلوا ما بينى وبينكم من القرابة وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا أسألكم عليه أجرا الا أن تؤذونى فى نفسى لقرابتى منكم وتحفظوا القرابة التى بينى وبينكم " وعن مجاهد عن ابن عباس قال " لا أسالكم على ما آتيتكم من البينات والهدى أجرا الا أن توادوا الله تعالى وأن تقربوا اليه بطاعته " ولا ننكر الوصاة بأهل البيت والأمر بالاحسان اليهم واحترامهم واكرامهم فانهم من ذرية طاهرة من أشرف بيت وجد على الأرض فخرا وحسبا ونسبا ولا سيما ان كانوا متبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجلية ، "وَمَن يَقۡتَرِفۡ حَسَنَةٗ نَّزِدۡ لَهُۥ فِيهَا حُسۡنًا" يقول الله عزوجل من يعمل حسنة نزد له فيها حسنا أى أجرا وثوابا كقوله تعالى " ان الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما " إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ شَكُورٌ " الله عزوجل يغفر الكثير من السيئات ويكثر القليل من الحسنات فيستر ويغفر ويضاعف فيشكر ،

فى سورة الزخرف

1 . " قُلۡ إِن كَانَ لِلرَّحۡمَٰنِ وَلَدٞ فَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلۡعَٰبِدِينَ ٨١ سُبۡحَٰنَ رَبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ رَبِّ ٱلۡعَرۡشِ عَمَّا يَصِفُونَ ٨٢

" قُلۡ إِن كَانَ لِلرَّحۡمَٰنِ وَلَدٞ فَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلۡعَٰبِدِينَ " يقول الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم أن يخبر الكفار أنه لو لو فرض وكان للرحمن وهو الله عز وجل ولد لكنت أول العابدين له وليس عندى استكبار ولا اباء عن عبادته وهذا ممتنع فى حقه تعالى والشرط لا يلزممنه الوقوع ولا الجواز كما قال تعالى " لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار "  وهذا لا ينبغى وهذا ممتنع فى حقه تعالى وقال السدى لو كان له ولد كنت أول من عبده بأن له ولد ولكن لا ولد له ولهذا قال تعالى "سُبۡحَٰنَ رَبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ رَبِّ ٱلۡعَرۡشِ عَمَّا يَصِفُونَ " تعالى وتقدس وتنزه الله الخالق عما يصفوه به  أن يكون له ولد فانه فرد أحد صمد لا نظير له فهو له الحكم والنهى رب كل شىء وربيبه ، " فَذَرۡهُمۡ يَخُوضُواْ وَيَلۡعَبُواْ حَتَّىٰ يُلَٰقُواْ يَوۡمَهُمُ ٱلَّذِي يُوعَدُونَ " يقول الله تعالى مخبرا رسوله صلى الله عليه وسلم دعهم فى جهلهم وضلالهم وأن يلتهوا فى دنياهم فان موعدهم يوم القيامة وسوف يعلمون كيف يكون مصيرهم ومآلهم وحالهم فى ذلك اليوم وهذا تهديد ووعيد من الله للمشركين .

فى سورة الجاثية

1 . " قُل لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ يَغۡفِرُواْ لِلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ أَيَّامَ ٱللَّهِ لِيَجۡزِيَ قَوۡمَۢا بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ١٤  مَنۡ عَمِلَ صَٰلِحٗا فَلِنَفۡسِهِۦۖ وَمَنۡ أَسَآءَ فَعَلَيۡهَاۖ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ تُرۡجَعُونَ ١٥

،" قُل لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ يَغۡفِرُواْ لِلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ أَيَّامَ ٱللَّهِ "يخبر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول للذين آمنوا أن يغفروا أى يصفحوا عن الكفار والمشركين ويتحملوا الأذى منهم وكان هذا فى ابتداء الاسلام ، أمروا أن يصبروا على أذى المشركين وأهل الكتاب ليكونةذلك كالتأليف لهم ثم لما أصروا على العناد شرع الله للمؤمنين الجلاد والجهاد كما قال ابنةعباس وقتادة وقال قتادة " لا يرجون أيام الله " لا ينالون نعم الله تعالى ،" لِيَجۡزِيَ قَوۡمَۢا بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ " أى اذا صفحوا عنهم فى الدنيا فان الله عز وجل مجازيهم بأعمالهم السيئة فى الآخرة ولهذا قال تعالى " مَنۡ عَمِلَ صَٰلِحٗا فَلِنَفۡسِهِۦۖ وَمَنۡ أَسَآءَ فَعَلَيۡهَاۖ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ تُرۡجَعُونَ " من عمل صالحا سيجازى خيرا ومن عمل سيئا سيجازى بعمله عندما تعودون الى الله يوم القيامة فتعرضون بأعمالكم عليه فيجزيكم بأعمالكم خيرها وشرها .

2 . "وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُنَا بَيِّنَٰتٖ مَّا كَانَ حُجَّتَهُمۡ إِلَّآ أَن قَالُواْ ٱئۡتُواْ بَِٔابَآئِنَآ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ٢٥ قُلِ ٱللَّهُ يُحۡيِيكُمۡ ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يَجۡمَعُكُمۡ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ لَا رَيۡبَ فِيهِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ ٢٦

" وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُنَا بَيِّنَٰت" يقول الله عز وجل ان هؤلاء الكفار اذا أستدل عليهم وبين لهم الحق وأن الله تعالى قادر على اعادة الأبدان بعد فنائها وتفرقها ، "مَّا كَانَ حُجَّتَهُمۡ إِلَّآ أَن قَالُواْ ٱئۡتُواْ بَِٔابَآئِنَآ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ " يقول هؤلاء الكفار ردا باحتجاجهم اذا كان ما تقولونه حقا أحيوا آبائنا الذين هلكوا وفنوا ، " قُلِ ٱللَّهُ يُحۡيِيكُمۡ ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يَجۡمَعُكُمۡ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ لَا رَيۡبَ فِيهِ "يبلغ الله رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم أن الله عز وجل يرد على الكفار فى ادعائهم أنكم كما تشاهدون أن الله قد أخرجكم الى الحياة وهو الذى يميتكم فهو القادر كذلك أن يجمعكم الى يوم القيامة المتحقق الذى لا شك فيه بطريق الأولى والأحرى كما قال تعالى " وهو الذى يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه " ، " وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ " يقول الله عز وجل أن أكثر الناس لا يعلمون هذه الحقيقة عن البعث وينكرون المعاد ويستبعدون قيام الأجساد كما قال تعالى " انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا " أى يرون وقوعه بعيدا والمؤمنون يرون ذلك سهلا قريبا .

13- ) حكم كلمة " قل " فى القرآن الكريم

 13- ) حكم كلمة " قل " فى القرآن الكريم 

فى سورة ص

1 . " قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ مُنذِرٞۖ وَمَا مِنۡ إِلَٰهٍ إِلَّا ٱللَّهُ ٱلۡوَٰحِدُ ٱلۡقَهَّارُ ٦٥ رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡغَفَّٰرُ ٦٦ قُلۡ هُوَ نَبَؤٌاْ عَظِيمٌ ٦٧ أَنتُمۡ عَنۡهُ مُعۡرِضُونَ ٦٨ مَا كَانَ لِيَ مِنۡ عِلۡمِۢ بِٱلۡمَلَإِ ٱلۡأَعۡلَىٰٓ إِذۡ يَخۡتَصِمُونَ ٦٩ إِن يُوحَىٰٓ إِلَيَّ إِلَّآ أَنَّمَآ أَنَا۠ نَذِيرٞ مُّبِينٌ ٧٠

" قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ مُنذِرٞۖ وَمَا مِنۡ إِلَٰهٍ إِلَّا ٱللَّهُ ٱلۡوَٰحِدُ ٱلۡقَهَّارُ " يقول الله تعالى آمرا رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول للكفار بالله المشركين به المكذبين لرسوله صلى الله عليه وسلم انما هو منذر لهم من عذاب الله وعصيان أمره وعدم اتباع رسالته وأن الله هو اله واحد هو وحده قد قهر كل شىء وغلبه أى يدعوهم الى ترك الشرك والايمان بوحدانية الله ، " رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡغَفَّٰرُ " هذا استمرار الى الدعوة الى الله والتعريف به فهو خالق السموات والأرض وما فيهما وما بينهما وهو مالك جميع ذلك ومتصرف فيه وهو غفار لذنوب من تاب اليه واتبع طريقه وحاد عن عصيانه مع عظمته وعزته فهو عزيز ورب العزة وغفار للذبوب يقبل من تاب اليه ويعفو عنه ، " قُلۡ هُوَ نَبَؤٌاْ عَظِيمٌ " يخبر الله تعالى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم أن يقول للكفار وغيرهم أن ارسال الله تعالى اياى اليكم هو خبر عظيم وشأن بليغ ، " أَنتُمۡ عَنۡهُ مُعۡرِضُونَ " هذا الأمر العظيم أنت عنه مبتعدون غافلون له منكرون ، " مَا كَانَ لِيَ مِنۡ عِلۡمِۢ بِٱلۡمَلَإِ ٱلۡأَعۡلَىٰٓ إِذۡ يَخۡتَصِمُونَ " الملأ الأعلى هو الملائكة والاختصام هو فى شأن آدم عليه السلام وامتناع ابليس فى السجود له ومحاجته ربه فى تفضيلع عليه  كما سيأتى ذلك فى الآيات التى فصلته والمعنى هو لولا الوحى من أين كنت أدرى باختلاف الملأ الأعلى ؟ ، " إِن يُوحَىٰٓ إِلَيَّ إِلَّآ أَنَّمَآ أَنَا۠ نَذِيرٞ مُّبِينٌ " هذا تأكيد من الله تعالى كما جاء فى أول الآية " قل انما أنا منذر " ومعناه أن ما جاءنى من وحي من عند ربى بالرسالة أنذركم به فأنا منذر ونذير لكم واضح الانذار وكل هذا ليؤكد المعنى ويصله الى هؤلاء الكفار المشركين فى اختلاف اللفظ المستخدم للانذار واستخدام كلمة مبين .

2 . " قُلۡ مَآ أَسَۡٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ مِنۡ أَجۡرٖ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُتَكَلِّفِينَ ٨٦ إِنۡ هُوَ إِلَّا ذِكۡرٞ لِّلۡعَٰلَمِينَ ٨٧ وَلَتَعۡلَمُنَّ نَبَأَهُۥ بَعۡدَ حِينِۢ ٨٨

" قُلۡ مَآ أَسَۡٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ مِنۡ أَجۡر" يقول الله تعالى قل يا محمد لهؤلاء المشركين ما أسالكم على هذا البلاغ وهذا النصح أجر تعطونيه من عرض الحياة الدنيا ، " وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُتَكَلِّفِينَ "وما أريد على ما أرسلنى الله تعالى به ولا أبتغى زيادة عليه بل  ما أمرت به أديته لا أزيد عليه ولا أنقص منه وانما أبتغى وجه الله عز وجل والدار الآخرة ، " إِنۡ هُوَ إِلَّا ذِكۡرٞ لِّلۡعَٰلَمِينَ " يعنى القرآن ذكر لجميع المكلفين من الانس والجن وقال ابن عباس " للعالمين " الجن والانس وهذا كقوله تعالى " لأنذركم به ومن بلغ " ، " وَلَتَعۡلَمُنَّ نَبَأَهُۥ بَعۡدَ حِينِۢ " يقول الله تعالى مؤكذا سوف تعلمون خبر القرآن وصدقه عن قريب وقال قتادة بعد الموت وقال عكرمة يعنى يوم القيامة ولا منافاة بين القثولين فان من مات فقددخل فى حكم القيامة وقال الحسن يا ابن آدم عند الموت يأتيك الخبر اليقين .

فى سورة الزمر

1 . "قُلۡ يَٰعِبَادِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمۡۚ لِلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ فِي هَٰذِهِ ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٞۗ وَأَرۡضُ ٱللَّهِ وَٰسِعَةٌۗ إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّٰبِرُونَ أَجۡرَهُم بِغَيۡرِ حِسَابٖ ١٠ قُلۡ إِنِّيٓ أُمِرۡتُ أَنۡ أَعۡبُدَ ٱللَّهَ مُخۡلِصٗا لَّهُ ٱلدِّينَ ١١ وَأُمِرۡتُ لِأَنۡ أَكُونَ أَوَّلَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ ١٢

" قُلۡ يَٰعِبَادِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمۡۚ لِلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ فِي هَٰذِهِ ٱلدُّنۡيَا حَسَنَة" يقول الله تعالى آمرا عباده المؤمنين بالاستمرار على طاعته وتقواه فلمن أحسن العمل فى هذه الدنيا حسنة فى دنياهم وأخراهم  ، "وَأَرۡضُ ٱللَّهِ وَٰسِعَةٌ" وعن عطاء قال اذا دعيتم الى معصية فاهربوا بعيدا عنها فارض الله واسعة ولا تركنوا وتخضعوا وقال مجاهد أرض الله واسعة فهاجروا فيها وجاهدوا واعتزلوا الأوثان ويقول الله تعالى فى آية أخرى " ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها " فلابد للمسلم أن يقيم حدود ربه واذا ضاقت عليه يسعى وقد هاجر المسلمون الى الحبشة والى المدينة فرارا بدينهم من الكفار حتى أيدهم الله بنصره فلابد أن يكون ذلك فى كل مكان وفى كل زمان ، "  إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّٰبِرُونَ أَجۡرَهُم بِغَيۡرِ حِسَاب" قال السدى يوفى الصابرون أجرهم فى الجنة وهنا اشارة الى الصابرين الذين يصبرون ويقيمون دين الله يصبرون على ما يتعرضون له من مشاق ومتاعب فى مواجهة الحياة ومواجهة الكفار والمشركين وهذا الذى يحدث للمسلمين فى عصرنا الحالى فالقابض على دينه كالقابض على الجمر فعظم الله الجزاء وجعله بغير حساب وأضعاف مضاعفة تعويضل لهم على صبرهم وقال الأوزاعى ليس يوزن لهم ولا يكال لهم انما يغرف لهم غرفا وقال ابن جريج بلغنى أنه لا يحسب عليهم ثواب عملهم قط ولكن يزادون على ذلك ، "  قُلۡ إِنِّيٓ أُمِرۡتُ أَنۡ أَعۡبُدَ ٱللَّهَ مُخۡلِصٗا لَّهُ ٱلدِّينَ " يقول الله لرسوله صلى الله عليه وسلم ولعباده المؤمنين أن يرددوا أمره ويقولوا انما أمرت باخلاص العبادة لله وحده لا شريك له ، " وَأُمِرۡتُ لِأَنۡ أَكُونَ أَوَّلَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ " هذا أمر من الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم قالالسدى يعنى أول المسلمين من أمته فهو الذى أرسلت اليه الرسالة وأمر أن يبلغها من ربه وهنا الأولوية بمعنى  السبق الى الاسلام  ويمكن أن يكون أول المسلمين يعنى القدوة فى الاسلام والايمان فهو الأول الذى يتبعه من بعده .

2 . " قُلۡ إِنِّيٓ أَخَافُ إِنۡ عَصَيۡتُ رَبِّي عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمٖ ١٣ قُلِ ٱللَّهَ أَعۡبُدُ مُخۡلِصٗا لَّهُۥ دِينِي ١٤ فَٱعۡبُدُواْ مَا شِئۡتُم مِّن دُونِهِۦۗ قُلۡ إِنَّ ٱلۡخَٰسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ وَأَهۡلِيهِمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِينُ ١٥

"قُلۡ إِنِّيٓ أَخَافُ إِنۡ عَصَيۡتُ رَبِّي عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيم" يقول الله لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم قل يامحمد وأنت رسول الله أنى أخشى ان خالفت ربى وعصيته وما بلغت أوامره وما أرسلنى به العذاب العظيم يوم القيامة فى هذا اليوم العظيم  ، "  قُلِ ٱللَّهَ أَعۡبُدُ مُخۡلِصٗا لَّهُۥ دِينِي " يقول الله تعالى آمرا رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول ويبلغ أنه يخلص العبادة لله وحده لا شريك له ،" فَٱعۡبُدُواْ مَا شِئۡتُم مِّن دُونِهِۦۗ قُلۡ إِنَّ ٱلۡخَٰسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ وَأَهۡلِيهِمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِينُ " أى أيها الكفار المشركون أنا مفصول عنكم لى دينى أما أنتم فاعبدوا ما شئتم من الأصنام والأوثان من دون الله وهذا تهديد وتبر من الكافرين والمشركين فانما الخاسرون كل الخسران هم من يخسرون يوم القيامة يخسرون أنفسهم ويخسرون أهليهم يوم القيامة أى تفارقوا فلا التقاء لهم أبدا وسواء ذهب أهلوهم الى الجنة وقد ذهبوا هم الى النار أو أن الجميع خاسر اسكنوا النار ولكن لا اجتماع لهم ولا سرور وهذا بعينه هو الخسران الواضح الجلى الظاهر  الذى لا خسران بعده ولا خسران يساويه .

3 . " وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۚ قُلۡ أَفَرَءَيۡتُم مَّا تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ إِنۡ أَرَادَنِيَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ هَلۡ هُنَّ كَٰشِفَٰتُ ضُرِّهِۦٓ أَوۡ أَرَادَنِي بِرَحۡمَةٍ هَلۡ هُنَّ مُمۡسِكَٰتُ رَحۡمَتِهِۦۚ قُلۡ حَسۡبِيَ ٱللَّهُۖ عَلَيۡهِ يَتَوَكَّلُ ٱلۡمُتَوَكِّلُونَ ٣٨ قُلۡ يَٰقَوۡمِ ٱعۡمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمۡ إِنِّي عَٰمِلٞۖ فَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ ٣٩ مَن يَأۡتِيهِ عَذَابٞ يُخۡزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيۡهِ عَذَابٞ مُّقِيمٌ ٤٠

" وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۚ " يعنى أن المشركين كانوا يعترفون أن الله عز وجل هو الخالق للأشياء كلها ومع هذا يعبدون معه غيره مما لا يملك لهم ضرا ولا نفعا ولهذا قال تعالى "  قُلۡ أَفَرَءَيۡتُم مَّا تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ إِنۡ أَرَادَنِيَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ هَلۡ هُنَّ كَٰشِفَٰتُ ضُرِّهِۦٓ أَوۡ أَرَادَنِي بِرَحۡمَةٍ هَلۡ هُنَّ مُمۡسِكَٰتُ رَحۡمَتِهِ" يتوجه الله للمشركين يخبرهم أن ما تدعون من دون الله لا يملكون نفعا ولا ضرا ولا تستطيع شيئا من الأمر والله وحده هو القادر على النفع والضر فلا يستطيع أحد أن يدفع ضره ولا يستطيع أحد أن يمسك رحمته وعن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، تعرف الى الله فى الرخاء يعرفك فى الشدة ، اذا سألت فاسأل الله ، واذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن يضروك بشىء لم يكتبه الله عليك لم يضروك ، ولو اجتمعوا على أن ينفعوك بشىء لم يكتبه الله لك لم ينفعوك ، جفت الصحف ورفعت الأقلام واعمل لله بالشكر فى اليقين ، واعلم أن فى الصبر على ما تكره خيرا كثيرا ، وأن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا " ، "  قُلۡ حَسۡبِيَ ٱللَّهُ"يقول الله لرسوله صلى الله عليه وسلم أن يرد على هؤلاء ويقول الله هوحسبى أى الله وحده كافى ، "عَلَيۡهِ يَتَوَكَّلُ ٱلۡمُتَوَكِّلُونَ "  فالاعتماد والاتكال لمن أراد أت يتوكل هو على الله وحده كما قال هود عليه السلام وهو يرد على قومه " ان نقول الا اعتراك بعض آلهتنا بسوء قال انى أشهد الله واشهدوا أنى برىء مما تشركون من دونه فكيدونى جميعا ثم لا تنظرون * انى توكلت على الله ربى وربكم ما من دابة الا هو آخذ بناصيتها ان ربى على صراط مستقيم " وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " من أحب أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله ، ومن أحب أن يكون أغنى الناس فليكن بما فى يد الله عز وجل أوثق منه بما فى يديه ، ومن أحب أن يكون أكرم الناس فليتق الله عز وجل " ، " قُلۡ يَٰقَوۡمِ ٱعۡمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمۡ إِنِّي عَٰمِلٞۖ فَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ " يقول الله تعالى مهددا ومتوعدا للمشركين ومخبرا رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم اعملوا على طريقتكم أى بما تشاءون أن تعملوا وأنا أعمل على طريقتى ومنهجى الذى أرسله الله الى من الحق فسوف تعلمون غب ذلك ووباله،"مَن يَأۡتِيهِ عَذَابٞ يُخۡزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيۡهِ عَذَابٞ مُّقِيمٌ " ستعلمون من سيحل به العذاب المخذى المذل فى الدنيا والآخرة ويحل عليه العذاب الدائم المستمر فى جهنم الذى لا محيد عنه يوم القيامة .

4 . " أَمِ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُفَعَآءَۚ قُلۡ أَوَلَوۡ كَانُواْ لَا يَمۡلِكُونَ شَيۡٔٗا وَلَا يَعۡقِلُونَ ٤٣ قُل لِّلَّهِ ٱلشَّفَٰعَةُ جَمِيعٗاۖ لَّهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ ٤٤

" أَمِ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُفَعَآءَ"  يقول الله تعالى ذاما للمشركين فى اتخاذهم شفعاء من دون الله وهم الأصنام والأنداد التى اتخذوها من تلقاء أنفسهم بلا دليل ولا برهان هداهم على ذلك باستخدام كلمة " أم" وهى تفيد الذم واللوم على الفعل  ،"  قُلۡ أَوَلَوۡ كَانُواْ لَا يَمۡلِكُونَ شَيۡٔٗا وَلَا يَعۡقِلُونَ "وهى لا تملك من ألأمر شيئا بل وليس لها عقل تعقل به ولا سمع تسمع به ولا بصر تبصر به بل هى جمادات أسوأ حالا من الحيوان بكثير ، " قُل لِّلَّهِ ٱلشَّفَٰعَةُ جَمِيعٗا" ثم قال الله تعالى قل يا محمد (صلى الله عليه وسلم) لهؤلاء الزاعمين ان ما اتخذوه شفعاء لهم عند الله تعالى وأخبرهم كذلك أن الشفاعة لا تنفع عند الله الا لمن ارتضاه وأذن له فمرجعها كلها اليه كقوله تعالى" من ذا الذى يشفع عنده الا باذنه"،"لَّهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ" فالله عز وجل هو المتصرف فى جميع السموات والأرض وما فيها   ، " ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ " الكل يرجع الى الله يوم القيامة فيحكم بينكم بعدله ويجزى كلا بعمله .

5 . " قُلِ ٱللَّهُمَّ فَاطِرَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ عَٰلِمَ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ أَنتَ تَحۡكُمُ بَيۡنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُواْ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ ٤٦

يقول الله تبارك وتعالى بعد ما ذكر عن المشركين من المذمة لهم فى حبهم الشرك ونفرتهم عن التوحيد "قُلِ ٱللَّهُمَّ فَاطِرَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ عَٰلِمَ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ " قل يامحمد أو أيها المؤمن وتوجه بالدعوة الى الله وحده لا شريك له أنك أنت الله خالق السموات والأرض وأنت عالم السر والعلانية وحدك ، " أَنتَ تَحۡكُمُ بَيۡنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُواْ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ " أنت يا الله وحدك الذى تحكم عبادك فى دنياهم وستفصل بينهم يوم معادهم ونشورهم وقيامهم من قبورهم فيما اختلفوا فيه من الحق والباطل والكفر والايمان بميزان عدلك وتجازى كل بعمله انخيرا فخير وان شرا فشر وقال أبو سلمة بن عبد الرحمن : سألت عائشة رضى الله عنها بأى شىء كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته اذا قام من الليل ؟ قالت رضى الله عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قام من الليل افتتح صلاته " اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والسهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدنى لما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدى من تشاء الى صراط مستقيم " وعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال " ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " من قال اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة انى أعهد اليك فى هذه الدنيا أنى أشهد أن لا اله الا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك فانك ان تكلنى الى نفسى تقربنى من الشر وتباعدنى من الخير ، وانى لا أثق الا برحمتك فاجعل لى عندك عهدا توفينيه يوم القيامة انك لا تخلف الميعاد الا قال الله عز وجل لملائكته يوم القيامة ان عبدى قد عهد الى عهدا فأوفوه اياه فيدخله الله الجنة " وعن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا نقول : اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت رب كل شىء ، أشهد أن لا اله الا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك والملائكة شهدون ، أعوذ بك من الشيطان وشركه أ وأعوذ بك أن أقترف على نفسى اثما أو أجره الى مسلم " قال أبوعبد الرحمن رضى الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمه عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما أن يقول ذلك حين يريد أن ينام .

6 . " قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ٥٣ وَأَنِيبُوٓاْ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ وَأَسۡلِمُواْ لَهُۥ مِن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلۡعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ٥٤ وَٱتَّبِعُوٓاْ أَحۡسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلۡعَذَابُ بَغۡتَةٗ وَأَنتُمۡ لَا تَشۡعُرُونَ ٥٥ أَن تَقُولَ نَفۡسٞ يَٰحَسۡرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنۢبِ ٱللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ ٱلسَّٰخِرِينَ ٥٦ أَوۡ تَقُولَ لَوۡ أَنَّ ٱللَّهَ هَدَىٰنِي لَكُنتُ مِنَ ٱلۡمُتَّقِينَ ٥٧ أَوۡ تَقُولَ حِينَ تَرَى ٱلۡعَذَابَ لَوۡ أَنَّ لِي كَرَّةٗ فَأَكُونَ مِنَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ ٥٨ بَلَىٰ قَدۡ جَآءَتۡكَ ءَايَٰتِي فَكَذَّبۡتَ بِهَا وَٱسۡتَكۡبَرۡتَ وَكُنتَ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ ٥٩

هذه الآيات الكريمة دعوة لجميع العصاة من الكفرة وغيرهم الى التوبة والانابة " قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ " يخبر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يبلغ عنه القول لعباده الذين عصوه وارتكبوا الكثير من الذنوب والمعاصى واسرفوا فى المعصية ان لا ييأسوا من رحمة الله بهم وأنها لن تشملهم لما فعلوه من المعاصى وأنه لن تقبل منهم توبة فان الله رحمته وسعت كل شىءفالله يقبل التوبة ويغفر جميع الذنوب صغيرها وكبيرها  فالله برحمته وهو الرحيم بعباده يتوب ويغفر لهم فهو الغفار لكل  الذنوب جميعا لمن تاب منها ورجع عنها وان كانت مهما كانت وان كثرت وكانت مثل زبد البحر الا الشرك فان الله لا يغفره لمن لم يتب منه وهناك أحاديث كثيرة كلها دالة على أن المراد أنه يغفر جميع ذلك مع التوبة ولا يقنطن عبد من رحمة الله وان عظمت ذنوبه وكثرت فان باب الرحمة والتوبة واسع كما قال الله تعالى " ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده " وكما قال تعالى " ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما " وعن ابن عباس أن ناسا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا فأكثروا وزنوا فأكثروا فأتوا محمدا صلى الله عليه وسلم فقالوا ان الذى تقول وتدعوا اليه لحسن لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة فنزل " والذين لا يدعون مع الله الها آخر ولا يقتلون النفس التى حرم الله الا بالحق ولا يزنون " ونزل " قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِ" وعن عمرو بن عنبسة رضى الله عنه قال جاء رجل الى النبى صلى الله عليه وسلم شيخ كبير يدعوهم على عصا له فقال : يا رسول الله ان لى غدرات وفجرات فهل يغفر لى ؟ فقال صلى الله عليه وسلم " ألست تشهد أن لا اله الا الله ؟ قال : بلى وأشهد أنك رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم : قد غفر لك غدراتك وفجراتك " وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لو لم تذنبوا لجاء الله تعالى بقوم يذنبون فيغفر لهم "، " وَأَنِيبُوٓاْ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ وَأَسۡلِمُواْ لَهُۥ مِن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلۡعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ " يدعو الله تعالى ويستحث عباده الى المسارعة الى التوبة فيقول ارجعوا الى الله واستسلموا له قبل أن يقع بكم العذاب وبادروا بالتوبة والعمل الصالح قبل حلول النقمة ولن يشفع لكم أحد ولا ينصركم أحد عند وقوع عذاب الله بكم ولا ينقذكم أحد ، "وَٱتَّبِعُوٓاْ أَحۡسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلۡعَذَابُ بَغۡتَةٗ وَأَنتُمۡ لَا تَشۡعُرُونَ " يدعو الله تعالى الى اتباع أحسن ما أنزل وهو القرآن الكريم والسير على هديه قبل وقوع عذاب الله الذى يمكن أن يحل فجأة ومن حيث لا يعلمون ولا يشعرون به وهو قيام الساعة أوحلول الموت الذى يمكن أن يأتى فى أى وقت فان قيامة الشخص هى موته  ، " أَن تَقُولَ نَفۡسٞ يَٰحَسۡرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنۢبِ ٱللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ ٱلسَّٰخِرِينَ " حين يأتى أمر الله ويأتى يوم القيامة يتحسر المجرم المفرط فى التوبة والانابة ويود لو كان من المحسنين المخلصين المطيعين لله عز وجل ويقول انما كان عملى فى الدنيا عمل ساخر مستهزىء غير موقن مصدق ،"  أَوۡ تَقُولَ لَوۡ أَنَّ ٱللَّهَ هَدَىٰنِي لَكُنتُ مِنَ ٱلۡمُتَّقِينَ " تود هذه النفس  لو أعيدت الى الحياة الدنيا لتحسن العمل  وتتمنى هدى الله واتباع تقواه ، " أَوۡ تَقُولَ حِينَ تَرَى ٱلۡعَذَابَ لَوۡ أَنَّ لِي كَرَّةٗ فَأَكُونَ مِنَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ " وتتمنى هذه النفس لو أن لها عودة الى الحياة الدنيا لتحسن العمل وقال ابن عباس أخبر الله سبحانه وتعالى ما العباد قائلون قبل أن يقولوه وعملهم قبل أن يعملوه فأخبر الله تعالى أن لو ردوا لما قدروا على الهدى فقال " ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وانهم لكاذبون " وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كل أهل النار يرى مقعده من الجنة فيقول لو أن الله هدانى فتكون عليه حسرة وكل أهل الجنة يرى مقعده من النار فيقول لولا أن الله هدانى قال فيكون له الشكر " ، " بَلَىٰ قَدۡ جَآءَتۡكَ ءَايَٰتِي فَكَذَّبۡتَ بِهَا وَٱسۡتَكۡبَرۡتَ وَكُنتَ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ " يقول الله تعالى موبخا قدجاءتك أيها العبد النادم على ما كان منه آياتى فى الدار الدنيا وقامت حججى عليك فكذبت بها واستكبرت عن اتباعها وكنت من الكافرين بها الجاحدين لها .

7 . " قُلۡ أَفَغَيۡرَ ٱللَّهِ تَأۡمُرُوٓنِّيٓ أَعۡبُدُ أَيُّهَا ٱلۡجَٰهِلُونَ ٦٤ وَلَقَدۡ أُوحِيَ إِلَيۡكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكَ لَئِنۡ أَشۡرَكۡتَ لَيَحۡبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ ٦٥ بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ وَكُن مِّنَ ٱلشَّٰكِرِينَ ٦٦

" قُلۡ أَفَغَيۡرَ ٱللَّهِ تَأۡمُرُوٓنِّيٓ أَعۡبُدُ أَيُّهَا ٱلۡجَٰهِلُونَ " ذكر فى سبب نزولها ما روى عن ابن عباس لأن المشركين من جهلهم دعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم الى عبادة آلهتهم ويعبدون معه آلهه فيخبر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يرد عليهم ويصفهم بالجهل فى دعواهم له بعبادة غير الله ، " وَلَقَدۡ أُوحِيَ إِلَيۡكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكَ لَئِنۡ أَشۡرَكۡتَ لَيَحۡبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ " ويقول الله تعالى أنه اوحى اليه والى الرسل من قبله لئن اتبع الشرك فان كل عمله يصاب بالفشل وتكون عاقبته أنه من الخاسرين الين يخسرون الدنيا والآخرة وهذا كقوله تعالى " ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون " ،"  بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ وَكُن مِّنَ ٱلشَّٰكِرِينَ " دعوة من الله  رسوله صلى الله عليه وسلم الى اخلاص العبادة له وحده لا شريك له هو ومن اتبعه وصدقه.  

150-] English Literature

150-] English Literature Letitia Elizabeth Landon     List of works In addition to the works listed below, Landon was responsible for nume...