Grammar American & British

Friday, December 11, 2020

دراسات تاريخية - نشوء واختفاء حضارات - الدولة العثمانية( 6 )

6- ) دراسات تاريخية 

لماذا تنهض شعوب وتتخلف أخرى ؟

نشوء واختفاء الحضارات . 

الدولة العثمانية 

العثمانيون

كانت دولة خوارزم فى بلاد ماوراء النهر أول دولة سقكت فى أيدى المغول سنة 617 هجرية / 1220 ميلادية ) واندفع المغول الى غربى آسيا وكانت هناك ممالك ضعيفة جرفها السيل المغولى وكان فيمن فر " سلمان " جد عثمان مؤسس الدولة العثمانية فنزح بعشيرته من خراسان التى كانوا قد هاجروا اليها منذ أمد بعيد من اواسط آسيا واتجه الى الغرب وانتهى به المطاف فى أرمينية على ضفاف الفرات سنة 621 هجرية / 1224 ميلادية  ، بعد سنوات قليلة بلغه خبر موت جنكيز خان فرغب فى العودة بقومه الى خراسان وسار بحذاء الفرات متجها الى بلاد الشام لكنه لقى حتفه أثناء عبور النهر سنة 628 هجرية / 1231 ميلادية ) فانقسم أتباع سليمان الى جماعتين الأولى الأكثر عددا اتجهت الى خراسان أم الأخرى بقيادة أرطغرل بن سليمات فقد عزمت على أن تستوطن آسيا الصغرى ( تركيا ) ، وعندما وصل أرطغرل الى حدود سلطنة سلاجقة الروم وقع بصره على جيشين يتحاربان دون أن يكون له سابقة بمعرفتهما فدفعته الشهامة الى الوقوف مع أضعفهما حتى تم له النصر ،وتبين لأرطغرل بعد ذلك أنه ساند جيش علاء الدين سلطان سلاجقة الروم ضد المغول فابتهج لأنه انتصر لقوم تربطه بهم روابط الدم ن واعترافا من علاء الدين بالخدمة التى أداها له أرطغرل  منحه اقليم فى غرب آسيا الصغرى على مقربة من حدود الدولة البيزنطية .

قيام الدولة العثمانية

 بعدوفاة أرطغرل سنة 680 هجرية / 1281 ميلادية ) خلفه ابنه عثمان الذى يعتبر المؤسس الحقيقى للدولة العثمانية ، اذ استغل فرصة ضعف دولة سلاجقة الروم ووفاة سلطانها سنة 707 هجرية / 1307 ميلادية ) وأخذ يتوسع بسرعة على حساب الامارات التركية والدولة البيزنطية واتخذ ينى شهر ( المدينة الجديدة ) عاصمة له ، وكان ذلك فى بداية الدولة العثمانية ، وبعد وفاة عثمانخلفه على عرش السلطنة ابنه أورخان ( 726 هجرية / 1326 ميلادية ) واستولى على نيقوميديا وعلى مدينة نيقية التى تلى القسطنطينية فى الأهمية وبذلك سيطر أورخان على كل الشمال الغربى من آسيا الصغرى ولم يعد يفصله عن أوروبا غير بحر مرمرة الأمر الذى أثار الفزع فى أوروبا وخاصة البابوية ،وعبر العثمانيون بقيادة أورخان البحر الى الشاطىء الأوروبى واستولوا على غاليبولى سنة 755 هجرية / 1354 ميلادية ) ومضت جيوش الدولة العثمانية حتى بلغت مشارف عاصمة النمسا فى أواسط أوروبا فكانت الدولة العثمانية أول دولة اسلامية تصل بقواتها الى هناك وتقوم بنشر الاسلام بها ، ومنذ أن اعتلى محمد الثانى عرش الدولة العثمانية فى 18 فبراير سنة 1451 م قرراخضاع مدينة القسطنطينية عاصمة الامبراطورية البيزنطية واستطاع تدمير كل القرى المجاورة ففقدت السيطرة والاتصال يالمناطق المجاورة فى 6 ابريل سنة 1453 م واقترب العثمانيون من أسوار القسطنطينية وحاصروها وشارك فى الدفاع عنها مسيحيو أوروبا من روسياوأسبانيا وجنوة وسقطت القسطنطينية فى يد محمد الثانى فى 20 جمادى الأولى 857 هجرية / 29 مايوة1453 ميلادية ) وبذلك انتهت الدولة البيزنطية وعرف محمد الثانى باسم محمد الفاتح .

التوسع نحو الشرق

لما تولى السلطان سليم الأول(918 - 926 هجرية / 1512 - 1520 ميلادية ) عرش الدولة العثمانية توقف الزحف الغربى والتوسع فى أوروبا على حساب القوى الاسلامية المجاورة ، وقد بلغت الدولة العثمانية الى مرحلة التشبع بفتوحاتها الغربية نهاية القرن الخمس عشر الميلادى ،ويقال أن الأحداث التى دارت داخل الشرق الاسلامى أو حوله فى أوائل القرن السادس عشر هى الى جذبت الدولةالعثمانية الى الخروج الى الشرق الاسلامى السنى لحماية آسيا الصغرى بصفة خاصة والعالم الاسلامى السنى بصفة عامة ، والمقصود بذلك هو الزحف البرتغالى على حدود الشرق العربى ومنافذه البحرية وخروج العثمانيين كان هدفه حماية الشرق الأدنى الاسلامى من الخطرالبرتغالى ، فى هذا الوقت كان العثمانيون يمتلكون أفضل مدفعية فى العالم ، فقد استخدمت جيوش السلطان سليم الأول أحدث المدافع النحاسية المركبة على عجلات يجر الواحد منها زوج من الثيران ،وقد بدأ بمحاربة الدولة الصفوية الشيعية بفارس ، واستطاع بقواته الضخمة ومدافعه أن يقضى على الشاة أسماعيل الصفوى فى موقعة جالديران ( تشالديران ) بين تبريز وبحيرة أرمية فى 2 رجب 920 هجرية /23 أغسطس 1514 ميلادية ) ويدخل تبريز عاصمة فارس الشيعية فى 5 سبتمبر من نفس العام ، واكتسح ديار بكر والرها ونصيبين والموصل وغيرها ،وفى هذه الأثناء كانت دوة اممايك اجراكسةتمر بمرحلةضعف شديد ، فقد انهمك المماليك الحلبان فى العبث والفساد وأخذوا ينهبون الدكاكين فى القاهرة , وتعرضوا للناس بالضرر والأذى ،ولميسلم السلطان الغورى من مضايقاتهم بل أخذوا يطالبونه بنفقاتهم حتى ضاق به الأمر وبكى حتى أغمى عليه وهويقول : " ما بقى لى حاجةبسلطنة فأرسلونى أى مكان تختارونه ،وكانت الخزانة المملوكية خاوية ، وفرضت حكومة المماليك على الأهالى ضائب ثقيلة لتمويل نفقات الحرب ،والزمت حتى على القرى الصغيرة أن تمد الحملة بفرسين ، وكلمدينة تسلم أربعة خيول ، لميكن الفلاحين بمقدورهمتحمل ذلك فهربوا تاركين محاصيلهم وهجروا قراهم للحملة التى كان على السلطان الغورى أن يجهزها لمواجهة العثمانيين ،وحشدجيوشه فى الريدانية ،خرجقنصوه الغورى على رأس جيش كثيف وأناب طومان باى ووصل فلسطين واتجه لحلب ووصلها 10 جمادى 922 هجرية / يوليو 1516 ميلادية ) وألحق الأذى بأهلها وأخرججنده الناس من بيوتهم وسبواحريمهم وأولادهم وآذوهم الأذى البليغ وكان ذلك سببا لقيام أهل حلب مع السلطان العثمانى على الجراكسة لشدةماحصل بهممن الضرر ، وفى 20 رجب 922 هجرية / 19 أغسطس 1516 ميلادية تحرك قنصوه الغورى على رأس جيشه لملاقاة سليمالأول ، وجرت معركةسهلدابق ،وأشاع قنصوة الغورى أنجيش العدو يضم فى صفوفه مسيحيين وأرمن وشعوبا بغيضه بهدف اثارة الكراهية ضد العثمانيين بين صفوف جنده والشاميين المرافقين له واعطاء تأثير أن الحرب بينه وبين سليم الأول مقدسة يخوضها المسلمون ضد المسيحيين ، استطاع فرسان المماليك أن يحرزوا نصرا على جيوش العثمانيين فى أول الأمرحتى هم السلطان سليم الأول فى الهرب وطلب الأمان ،ولكن مدفعية الجيش العثمانى أوقعت بجيش المماليك فأختل نظامه وامتلأ الميدان بالجثث وفر الجيش وأصيب الغورى بالشلل وهوى من فرسه ميتا وداسته الخيل ،ولاشك أن انتصار العثمانيين يرجع الى استخدام المدفعية الحديثة ،وبعدمرجدابق كان المماليك قد وصلوا الى درجة من الانحلال والفوضى ،وكانت المواجهة فى الريدانية شمالى القاهرة بين المطرية والجبل الأحمر وهزم طومان باى وحلت الهزيمة يالمماليك فى 30 يناير 1517 م ،واختفى عند صديقه شيخالعربان فى البحيرة ويدعى حسن بن مرعى فآمنه وأقسم على المصحف هو وأخوته الا يبوحوا بسره ، وللأسف فان الشيخ خانه وسلمه للعثمانيين ونسى معروفه وتسديده دينه عنه أيام السلطان الغورى وأعدم طومان باى شنقا على باب زويلة( بوابة المتولى ) ،وغادرسليم الأول القاهرة فى 9مايو 1517 الى تركيا وأخذ معه الكثيرمن كنوز مصر وألف وثمانمائة من أمهر الصناع والعمال والحرفيين المصريين .

نتائج الفتح العثمانى للشرق الأدنى

ترتب على الفتح العثمانى للشرق الأدنى الاسلامى نتائج هامة ، منها أنه خلق فى الشرق الأدنى وحدة سياسية بعد تفككه بسقوط الخلافة العباسية فى بغداد (  سنة 656 هجرية / 1258 ميلادية ) وقد أكسنت هذه الوحدة نوعامن الاستقرار النسبى لمناطق الشرق الأدنى كانت فى أمس الحاجة اليه ، كما أن الفتح

العثمانى قد أنقذ العالم السنى فى آسيا الصغرى والشام ومصر والعراق الى حدما من السيطرة الشيعية

وحصرها داخل ايران وحدها بالاضافة الى أن الفتح العثمانى استطاع أن يوقف توغل الخطر البرتغالى فى البحار العربية وبالتالى أنقذ العالم العربى من ذلك الخطر .

لم يكن ضم العالم العربى الى النفوذ العثمانى احتلال أو استعمار تحت ستار الدين بل ربطت الوشيجة الدينية المسلمين من رعايا الدولة العثمانية بالسلطان العثمانى برباط متين على أساس أن السلطان العثمانى كان الرئيس الأعلى لأكبر دولة اسلامية فى العالم ،كما أن العاطفة الدينية الاسلامية كانت أكثر تأصلا فى نفوس رعايا الدولة من العاطفة الوطنية ،وعلى أحسن الفروض كانت العاطفتان الدينية والوطنية متشابكتين بحيث كان يصعب الفصل بينهما ،ولاشك أن الولايات العربية كانت تنظر الى الدولة العثمانية على أنها الدرع الواقى الذى يحمىحريتها فى الحفاظ على تقاليدها المحلية الموروثة وفى مزاولة شعائرها الدينية وفى أن تحيا حياة أفضل فيما لو احتلتها دولة أوروبية مسيحية .

وعلى الرغم من أن العثمانيين حكموا مصر منخارجها أى أنهم لم يتخذوها مقرا لحكم دولتهم الواسعة فى آسيا وأفريقيا وأوروبا شأن مصر فى ذلك شأن أقطار العالم العربىفالحقيقة أن يبعية مصر للعثمانيين اختلفت كلية عن أية يبعية شهدتها قبل الفتح العربى الاسلامى لها فى القرن السابع الميلادى ، فمصر لمتشعر أنها محتلة أو خاضعة لدولة أجنبية لأن الاسلام ذلك الرباط الروحى المتين كان يجمع بينها وبين الدولة العثمانية فضلا على أن السلطان العثمانى كان خليفة المسلمين وخادم الحرمين الشريفين كما كان الأمر على عصر الخلفاء الراشدين فى المدينة المنورة والخلفة الأموى بدمشق والخلفة العباسى ببغداد .


دراسات تاريخية نشوء واختفاء حضارات الخلافة الاسلامية ( 6 )

 6- ) دراسات تاريخية 

لماذا تنهض شعوب وتتخلف أخرى ؟

نشوء واختفاء الحضارات .  

570 - 632 ميلادية حياة النبى محمد صلى الله عليه وسلم ونشره دين الاسلام .

فى القرنين السابع والثامن فتح المسلمون بلاد الشام ومصر وشمال أفريقيا وأسبانيا أو الأندلس فى القرن التاسع .

فى القرن التاسع غزا الأتراك السلاجقة بلاد فارس ثم الامبراطورية الرومانية البيزنطية ، وغزا الأتراك الغزنويون أفغانستان وشمال الهند .

1099 استولت الحملة الصليبية الأولى على القدس وفلسطين .

1227 بدأ المغول احتلال دولة الخلافة الاسلامية .

1260 استولى الأتراك العثمانيون على الامبراطورية البيزنطية .

1453 احتل الأتراك القسطنطينية .

1520 - 1566 حكم سليمان السلطان التركى العثمانى .

أسس المسلمون من القرن السابع دولة الخلافة التى أمتدت من الهند الى البحر المتوسط وقام علماؤهم باكتشافات مهمة واخترعوا تقنيات جديدة .

التاريخ الاسلامى

بدأ التاريخ الاسلامى سنة 622 ميلادية فى شبه الجزيرة العربية عندما نشر النبى محمد صلى الله عليه وسلم الاسلام وانطلق العرب لفتح العالم ونشر الدعوة ، وفى سنة 750 ميلادية كانت الخلافة الاسلامية تمتد من البحرالمتوسط الى جبال الهملايا .

من القرن التاسع حتى القرن السادس عشر تابع الأتراك الفتوحات الاسلامية فالمسلمون يشعرون أنهم يؤلفون جماعة فريدة كلهم يتكلمون ويقرأون بالعربية لغة القرآن .

منذ سنة 630 ميلادية فرض الاسلام نفسه كعقيدة الآله الواحد الله سبحانه وتعالى وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله ، والقرآن الكريم يحدد قواعد الديانة الاسلامية وكذلك السنة النبوية .

بعد وفاة النبى محمد صلى الله عليه وسلم سنة 632 ميلادية حكم الخلفاء الراشدون وهم رؤساء دينيون وعسكريون وسياسيون ، وانطلق العرب الى الفتوحات ليهدوا الناس الى الاسلام وفتحوا بلاد الشام ومصر وبلاد فارس وشمال أفريقيا ووصلوا الى بلاد الأندلس أو أسبانيا ، وفى سنة 732 أوقفوا فى بواتيه فى فرنسا ، ودخل الاسلام الى شمالى الهند فى القرن الثامن ثم انتشر بفضل التجار العرب على طول طرقات القوافل ، من القرن الثامن الى القرن الخامس عشر وامتدت السلطنة الاسلامية مندلهى الى وادى الجانج وديكان فى الهند  وفى القرن الثامن نشأت فى قرطبة دولة مستقلة وكانت هناك دويلات لم تعد تخضع للخليفة فى مصر وشمال أفريقيا وبلاد فارس ، وانقسمت الدولة الاسلامية شيئا فشيئا حتى قامت الدولة العثمانية ، انتهت الخلافة العباسية على يد المغول الذين استولوا على بغداد وقتلوا آخر خليفة سنة 1258 على يد جنكيز خان ، ثمجاءت دولة الأتراك العثمانيين الذين احتلوا امبراطورية بيزنطة من سنة 1260 حتى استولوا على القسطنطينية سنة 1453 ميلادية .

التجارة والعلوم .

تأصلت الحضارة الاسلامية فى المدن الكبرى فى مصر وبلاد الشام وبلاد فارس ، وسمحت الفتوحات للتجار العرب بنشر نشطاتهم التجارية ، وكان الحرفيون فى المدن يصنعون الجلد والمعدن والقماش والاحجار الكريمة والعاج ، وكانت المنتجات تنقل على ظهور الجمال فى قوافل ، واشتهرت الحضارة العربية بالتقدم العلمى والاكتشافات الهامة والاختراعات التقنية فى مجالات علم الفلك والملاحة والطب وقد اعتمدتها شعوب كثيرة ، ودرس علماء الفلك السماء وبرهن العالم البيرونى ( 973 - 1050 ) أن الأرض مستديرة .

طور العرب البوصلة ودفة المراكب والة قياس الأجرام السماوية ، وازدهرت الرياضيات مع اختراع الصفر استعمال الجبر والارقام التى تسمى عربية نقلها المسلمون الى الأوربيين ، وأخيرا الأطباء مثل أبن سينا

 ( 980 - 1037 ) درسوا علم التشريح وأجروا عمليات جراحية تحت البنج وصنعوا انطلاقا من النباتات الشراب والأدوية .

الحضارة هل هى عربية أم اسلامية ؟

انتشر الاسلام وضم دولة خلافة تمتد من الأندلس حتى حدود الصين ، تسمى دولة الخلافة الاسلامية ،وكانت فى عصر الخلفاء الراشدين ثم العصر الأموى ثم العصر العباسى ،والقضاء علىدولةالخلافة العباسية على يد التتار ، ثم انتشرت الولايات بعد دولة الخلافة ، كل والى يحكم أقليم ، والعصر العباس كان ينقسم الى عصرين متميزين : العصر العباسى الأول واستمر مائة عام ( 132 - 232 هجرية / 749 - 847 ميلادية ) ،وتميزت فيه الدولة العباسية بالقوة ،وكانت حكومة بغداد حكومة مركزية نوالخليفة يحكمدولته حكمامطلقا ، والعصر العباسى الثانى ( 232 - 656 هجرية / 847 - 1258 ميلادية ) ومن أهم مميزاته أن المركزيةلم يعد لها وجود ، بمعنى أن الخليفة العباسى لم يعد صاحب السلطة المطلقة فى دولته ، بل انقسمت الدولة الى دول مستقلة تخضع للخليفة العباسى خضوعا أسميا ، وفى العصر العباسى الثانى استفحل نفوذ الأتراك فى الدولة العباسية واستبدوا بالسلطة دون الخلفاء العباسيين ، وصاروا لايولون الا الخلفاء الضعفاء حتى يكونوا العوبة فى أيديهم لاحول لهم ولا قوة ، وعلى سبيل المثال قد حكم مصر أحمد بن طولون ( 254 هجرية / 868 ميلادية ) من المماليك الأتراك الذين نشأوا فى البط العباسى ،والعنصر التركى سيطر على مقاليد الدولة الاسلامية منذ القرن الثالث الهجرى ، وأسس الدولة الطولونية ، وكان نفوذ الخليفة العباسى اسمى يذكر أسمه فى الخطبة ونقشه على السكة ، ويرسل اليه الخراج طواعية تعبيرا عن الانتماء للاسم الذى يجسده الخليفة ، وكدليل ارتباط تقوم عليه وحدة المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها ، كانت جميع الدول المستقلة فى العالم الاسلامى تحرص عليه ، وكان يحكم مصر المماليك  اخشيد ، وكان للمماليك فضل على مصر والعالم الاسلامى فهم الذين جعلوامن مصر قوة مرهوبة الجانب

فى وقت كادت جموع الغزاة الصليبيين والمغول الوثنيين أن تطبق عليها من الغرب والشرق وقف المماليك سدا منيعا أمام قوات الحملة الصليبية السابعة فى المنصورة سنة 1250 م ، ثم استدار المماليكالبحرية ليواجهوا المغول الذين ضربوا الأقاليم الاسلامية ، وكانت تحركاتهم مصحوبة بالمجازر ، كانوا يقتلون النساء والرجال والاطفال ويشقوا بطون الحوامل ،وخرج هولاكو منمنغوليا وبدأ غزو الأقاليم الاسلامية سنة 651 هجرية / 1258 ميلادية ) ، ومات تسعون ألف من أهل بغداد ، وأشعل المغول النار فى المدينة ومكتبتها ، فأتت على كثير من تراث الحضارة الاسلامية وانتهت الخلافة العباسية وأصبح العالم الاسلامى بدونخليفة ، واستولى المغول على بلاد الشام حتى وصلوا الى غزة ،وهدد هولاكو سيف الدين قطز ،ودارت معركة عين جالوت فى فلسطين بين بيسان ونابلس ، كانت فى رمضان ستة 658 هجرية / سبتمبر 1260 ميلادية ) وقتل كتبغا قائد جيش المغول ،وفر المغول الى ماوراء نهر الفرات ، وهى أول هزيمة لحقت بهم ، ولكن بيبرس قتل سيف الدين قطز لخلفه وعده له بولاية حلب ، وكان قد أبلى بلاءا حسنا فى قتال المغول ، وحارب الظاهر بيبرس الصليبيين فى بلاد الشام وقضى عليهم تماما ، واستمر الصراع مع الصليبيين قرابة قرنين من الزمان . 

دراسات تاريخية - نشوء واختفاء حضارات الحضارة الرومانية ( 5 )

 5- ) دراسات تاريخية 

لماذا تنهض شعوب وتتخلف أخرى ؟

نشوء واختفاء الحضارات .  

روما الرومان 

753 ق . م تأسيس روما الجمهورية .

509 - 27 ق . م الامبراطورية الرومانية .

264 - 146 ق . م الحروب البو نية بين روما وقرطاجة .

107 - 48 ق . م التنافس بين القادة فى روما والحرب الأهلية .

44 ق . م قيصر يصبح قنصلا ثم ديكتاتور مدى الحياة ، قتله بروتوس  .

27 ق . م باية الامبراطورية الرومانية ، ويصبح أوكتاف امبراطور تحت اسم " اوغيست " .

54 - 68 ميلادية حكم نيرون .

79 - 81 ميلادية حكم تيتوس .

98 - 117 ميلادية حكم تراجان .

161 - 180ميلادية حكم مارك اوريل .

211 - 217 ميلاديةحكم كركلا .

306 - 337 ميلادية حكم قسطنطين .

330 ميلادية القسطنطينية عاصمة الامبراطورية .

395 ميلادية تقسيم الامبراطورية الى رومانية شرقية وغربية .

476 ميلادية نهاية الامبراطورية الرومانية الغربية .

Tibre فى القرن الثامن ق . م كانت روما مدينة صغيرة على ضفة نهر التيبر

756 ق . م تأسست مدينة روما ، وآخر امبراطور رومانى أبعد عن السلطة سنة 476 ميلادية ، وفى خلال ألف ومائتى سنة كانت روما أولا مدينة يحكمها ملك ثم جمهورية ، وأخيرا أصبحت عاصمة لامبراطورية سيطرت على البحر المتوسط من أوربا الى آسيا .

احتلها فى القرن التالى الأتروسكيون وهم شعب مجاور فتطورت المدينة وتنظمت ، وكان يحكمها ملك ، وفى سنة 509 ق . م طرد سكان روما الأتروسيكيين وأسسوا جمهورية .

سيطرت روما على ايطاليا كلها فى القرن الثالث قبل الميلاد , وانطلقوا لفتح حوض البحر المتوسط ، فدب الخلاف بين روما وقرطاجة المدينة القوية ، ودخلت المدينتان فى ثلاث حروب طويلة سميت الحروب البونية ، استمرت اكثر من مائة عام ، وأكثر المراحل شهرة كانت سنة 218 قبل الميلاد عندما اجتاز هنيبال بجيش وفيلة أسبانيا وقطع جبال الألب ، وهاجم رومامن الشمال وحقق انتصارات باهرة ، وانتهت الحروب سنة 146 قبل الميلاد بانتصار روما وهدم قرطاجة ، وأصبحت أراضيها المقاطعة الرومانية الأفريقية .

بعد احتلال فرطاجة تابعت روما فتوحاتها فاحتلت أسبانيا ما بين القرنين الثانى والأول قبل الميلاد ، وبعض الممالك الهلينية ومقدونيا واليونان ثم مملكة البونتوس وهى تركيا الحلية التى كان يحكمها خلفاء الاسكندر وأصبح الرومان فى آسيا والبحر المتوسط  ، وجلبت الفتوح لروما كميلت ضخمة من الذهب والقمح والعبيد ، فتغير المجتمع وتضاءل الفرق بين الأغنياء والفقراء ، ولم تعد التقاليد القديمة تحترم كثيرا ، وراح بعض القادة يسعون للحصول على السلطة فنشبت حروب أهلية هددت الجمهورية ، وانتصر قيصر فاتح بلاد غاليا الشهير وتمكن من السلطة سنة 48 قبل الميلاد ، وسمى ديكتاتورا مدى الحياة فى سنة 44 قبل الميلاد ، قتله جمهوريون كان يقودهم بروتوس أحد أبنائه المتبنين .

الامبراطورية الرومانية

بعد مقتل قيصر نشبت معركة للسيطرة على الحكم سنة 30 قبل الميلاد، انتصر أوكتاف أحد أبناء قيصر المتبنين فى معركة أكتيوم على كليوباترا ملكة مصر وأصبحت مصر مقاطعة رومانية وأسس أول أمبراطورية رومانية .

فى سنة 27 قبل الميلاد اتخذ أوكتاف اسم " اوغست " الذى يعنى " لائق بالآلهة " ، وأصبح أول امبراطور رومانى كان يتمتع بجميع السلطات ، وكان بعد موته يعتبر اله وتبنى له المعابد ، تعاقبت أربع سلالات على الامبراطورية من 27 ق . م الى 235 ميلادية : جوليو كلوديون ( منهم نيرون ) ، الفلافيون

( منهم تيتوس ) ، والانطونيون ( منهم تراجان ومارك أربيل ) ، والسويسريون ( منهم كركلا ) .

فى القرون الأولىمن الامبراطورية طوال مئتى سنة عرفت روما فترة من السلام والغنى غير العادى ، كان الرومان يعتزون بممتلكتهم الشاسعة الممتدة من أوربا الى آسيا ، وكانت الشعوب فى المقاطعات تتبع طريقة حياة وقوانين الرومان وهندسة روما أصبحت نموذجا للمدن التى يبنونها ، وكان لها تحصينات بطول أكثر من 9 آلاف كيلومتر ليحموا الحدود من الشعوب الغريبة التى كانوا يسمونها البرابرة .

سقوط الامبراطورية .

منذ القرن الثالث جاءت شعوب الجرمانيون ( القوط والفاندال والبورغونديون ) الهاربون من شعب الهون فى آسيا الوسطى يفتشون عن أرض يستقرون فيها ، وبنى الامبراطور أورليان سنة 275 ميلادية سورا عرف بجدار أورليان ، وفى سنة 406 ميلادية اجتاز البرابرة نهر الرون ، أفشلت الغزوات التجارة بين المقاطعات وروما .

عندما ظهرت المسيحية انتشرت فى جميع أنحاء الامبراطورية ، واعتنق كثير من المواطنين الرومان المسيحية التى أصبحت الديانة الرسمية للدولة ، وأصبح من التعذر حكم الامبراطورية فقسمت سنة 395 ميلادية الى امبراطوريتين : غربية وعاصمتها روما ، وشرقية وعاصمتها القسطنطينية ( بيزنطة القديمة ) ، وفى سنة 476 ميلادية أجبر قائد بربرى آخر امبراطور فى الغرب أن يعتزل الحكم ، وبقيت الامبراطورية البيزنطية فى القسطنطينية .

الامبراطورية البيزنطية  أو الرومانية الشرقية

395 ميلادية التقسيم النهائى للامبراطورية الرومانية .

527 - 565 ميلادية حكم جوستنيان .

بين القرنين السادس والسابع الميلادى تغلغل السلافيون فى الامبراطورية وجاء الفتح الاسلامى لبلاد الشام ومصر .

القرن الثامن القضاء على عبادة الصور الدينية وأزمة الايقونات .

1054 ميلادية الانفصال بين كنيسة القسطنطينية وكنيسة روما .

القرن الحادى عشر الميلادى النورمانديون يستقرون فى صقلية وجنوب ايطاليا ، واستقر الأتراك فى آسيا الوسطى .

1204 الحملة الصليبية الرابعة تستولى على القسطنطينية .

1261 ميلادية استعادة الامبراطور البيزنطى ميشيل الثامن للقسطنطينية .

1453 ميلادية استيلاء محمد الفاتح على القسطنطينية وانتهاء الامبراطورية الرومانية البيزنطية .

الامبراطورية الرومانية والمسيحية .

منذ القرن الرابع الميلادى أصبحت المسيحية ديانة الامبراطورية الرومانية ، وكان الامبراطور البيزنطى سيد العالم المسيحى ، وأكد أن سلطاته من الله الذى اختاره ، وكانوا يجثون أمامه وكل ما يتعلق به مقدس ، وكان الفنانون يحيطون رأسه بهالة من النور ، كما لوكان كائنا الهيا .

كان حكم الامبراطور جوستنيان الأكثر تأثيرا فى الحضارة البيزنطية ، فقد أعاد السلطة الامبراطوريةالى القسم الغربى من الامبراطورية الرومانية القديمة ،واهتم بالعدالة فكلف اخصائيين بجمع القوانين ، وقد ترجم من اللاتينية الى اليونانية لغة من يتكلمون فى الامبراطورية البيزنطية ، وبنى كنيسة "سان فيتال " فى رافين بايطاليا , وكنيسة "القديسة صوفيا " فى القسطنطينية ، وكان رئيس الكنيسة البيزنطية الرجل المهم الثانى فى الامبراطورية ، و فى القرن الثامن  نشب خلاف سمى " أزمة الايقونات " ، فقد فكر أن المسيحيين يعلقون أهمية كبرى على الايقونات أو الصور الدينية التى تمثل القديسين وأراد أن يتلفها فلقبوه هو وأتباعه بمحاربى الايقونات أو محطموا الصور، وفى سنة 1054 نشب خلاف آخر ومواجهة بين بطريرك القسطنطينية ، والبابا رئيس الكنيسة الرومانية تسبب فى انفصال الكنيستين ، وكانت القسطنطينية أجمل مدينة فى العالم ومركز التجارة العالمى فى آسيا وأفريقيا وأوربا ، وفى سنة ألف ميلادية كان عدد سكانها يقرب من المليون وقد أثروا جميعا بفضل الضرائب التى تدفعها مقاطعات الأمبراطورية .

التهديدات للامبراطورية

منذ القرن السادس تعرضت الامبراطورية البيزنطية لغارات كثيرة من المهاجمين من الجنوب ، هاجمها البلغاريون والسلافيون من جهة الدانوب ومن الشرق فتح الميلمون بلاد الشام ومصر أغنى مقاطعات الامبراطورية ، وفى القرن الحادى عشر استقر الأتراك السلجوقيون فى آسيا الوسطى والنورمانديون فى صقلية وجنوب ايطاليا .

فى سنة 1204 كانت الحملة الصليبية الرابعة التى استولت على القدس والقسطنطينية ، وفى سنة 1261 استعاد الامبراطور البيزنطى ميشال الثامن المدينة .

أضعفت غزوات الصرب والأتراك العثمانيين الامبراطورية التى انحصرت فى مدينة القسطنطينية .

وفى سنة 1453احتلت جيوش السلطان محمد الثانى العثمانى مدينة القسطنطينية ولقب بمحمد الفاتح ، وسقطت الامبراطورية البيزنطية ، وأطلق الأتراك على القسطنطينية اسطنبول .




دراسات تاريخية- نشوء واختفاء حضارات - الحضارة الفارسية ( 4 )

4-  ) دراسات تاريخية

 لماذا تنهض شعوب وتتخلف أخرى ؟

نشوء واختفاء الحضارات . 

الامبراطورية الفارسية 

الإمبراطورية الفارسية أو فارس (بالفارسية:شاهنشاهي إيران) هو الإسم التاريخي للمنطقة التي قامت عليها الإمبراطوريات والدول الفارسية كانت فارس القديمة بلادا تضم أجزاء مما يعرف الآن باسم ايران وافغانستان. تقع الإمبراطورية الفارسية تقع الإمبراطورية الفارسية شرق وشمال شبه الجزيرة العربية. تأسست الإمبراطورية الفارسية عام 559 ق.م. بواسطة قورش. وتعتبر الإمبراطورية الفارسية التي تعرف بدولة الفرس أو الدولة الكسورية ، من أعظم وأكبر الدول التي سادت المنطقة قبل العصر الإسلامي ، حتى إنها فاقت الإمبراطورية البيزنطية في الشهرة والقوة ،

حضارة جيروفت (3000–ق 5 ق.م.)

سلالات عيلام (2700–539 ق.م.)

مملكة ماني (10th–ق 7. ق.م.)

الامبراطورية الميدية (728–550 ق.م.)

الامبراطورية الاخمينية (648–330 ق.م.)

الامبراطورية السلوقية (330–150 ق.م.)

الامبراطورية البارثية (250 ق.م.– 226 م)

الامبراطورية الساسانية (226–650)

عصر الخلافة الإسلامية (637–651)

وكانت بلاد فارس موطنا لحضارة عظيمة ، فقد أسهم الفرس اسهامات مهمة فى نظم الحكم والقانون ، وكان الفرس القدماء يتحدثون اللغة الفارسية القديمة ، وهى لغة ذات صلة باللغة السنسكريتية فى الهند ، وكانوا يستخدمون الآرامية كلغة مكتوبة ،وكانوا يؤمنون بآلهة الطبيعة كالشمس مثلا ، أما فنونهم وعمارتهم فمزاج من ابداع اليونانيين والمصريين والبابليين وغيرهم ،وان كان الفرس القدماء قد جعلوا من كل ذلك نمطا فنيا و معماريا واحدا ارتبط بهم .

وكان الفرس فى تاريخهم الباكر بدأوا الوصول الى فارس فى حوالى القرن العاشر قبل الميلاد ، وهزموا العيلاميين الذين كانوا يعيشون هناك ، وبقيادة قورش العظيم اطاحوا بالميديين فى حوالى سنة 550 ق . م وأسسوا الامبراطورية الاخمينية ، وفى سنة 331 ق . م هزم الاسكندر الأكبر الامبراطورية الفارسية وأسقطها .

وبعد موت الاسكندر بأكثر من عشر سنين أسس القائد سلوق الأسرة السلوقية ( أسرة السلوقيين ) الحاكمة ، التى ادخلت الأفكار اليونانية فى الثقافة الفارسية ، وفى سنة 155 ق . م وصل الفرثيون ( أو البرثيون ) للسلطة ، الاأن أردشير الفارسى أطاح بهم فى سنة 224 ميلادية ،واستطاع أن يعيد الحكم للفرس وأسس الأسرة الحاكمة الساسانية ،وبعد ظهور الاسلام غزا العرب المسلمون بلاد فارس فى أواخر النصف الأول من القرن السابع للميلاد ، لكن الفاتحين لم يحطموا حضارة فارس ، وانما احتفظوا بكثير من نظمها ومظاهر تقافتها .    

سايروس الثاني

يعدّ سايروس الثاني( 600 - 530 قبل الميلاد ) -والمعروف أيضًا باسم قورش أو كورش العظيم- مؤسس الإمبراطورية الأخمينية وهي أول إمبراطورية فارسية وأكبر إمبراطورية شهدها التاريخ، واحتضنت الإمبراطورية تحت حكمها جميع الدول المتحضرة السابقة في الشرق الأدني القديم، وقد توسعت الإمبراطورية بشكل كبير حتى معظم غرب ووسط آسيا، من البحر الأبيض المتوسط ومضيق هيلسبونت -الدردنيل حاليًا- في الغرب إلى نهر السند في الشرق، ويُشار إلى أن قورش العظيم كان له عدد من الألقاب يُذكَر منها، الملك العظيم وملك أنشان وملك بابل وملك أركان العالم الأربعة، وخلال المقال سيتم التعرف على الحضارة الفارسية وذلك بدءًا من الإمبراطورية الأخمينية، والتي تسمى أيضًا بالإمبراطورية الفارسية

الإمبراطورية الأخمينية

كانت الإمبراطورية الأخمينية من 550 إلى 330 قبل الميلاد تقريبًا إمبراطورية إيرانية قديمة مقرها في غرب آسيا أسسها سايروس العظيم، وامتدّت مساحتها العظمى من البلقان وأوروبا الشرقية في الغرب إلى وادي السند في الشرق حيث امتدت على مساحة 5.5 مليون كيلو متر مربع تقريبًا، وقد جمعت مختلف الشعوب من أصول وعقائد مختلفة، كما وتميَّزت بنموذجها الناجح في الإدارة المركزية والبيروقراطية لبناء البنية التحتية مثل أنظمة الطرق والنظام البريدي واستخدام لغتها الرسمية في جميع أقاليمها وتطوير الخدمات المدنية وجيش ضخم من المحترفين، وقد ألهمت نجاحات الإمبراطورية الأخمينية في إدارة شؤونها الإمبراطوريات اللاحقة للسير على خطى الحضارة الفارسية، وبالعودة بعجلة التاريخ قليلًا فبحلول القرن السابع قبل الميلاد فقد استقر الفرس في الجزء الجنوب الغربي من الهضبة الإيرانية في منطقة فارس والتي أصبحت معقلهم. ومن هذه المنطقة تقدم سايروس العظيم لهزيمة الميديين -شعب إيراني قديم تحدث اللغة الميدية- والليديين -مملكة ليديا- والإمبراطورية البابلية الحديثة مؤسسًا الإمبراطورية الأخمينية على أنقاض تلك الدول والشعوب، وقد غزا الإسكندر الأكبر معظم الإمبراطورية الأخمينية 330 قبل الميلاد تقريبًا وهو تاريخ نهاية الحضارة الفارسية في تلك الحقبة، وعند وفاة الإسكندر الأكبر سقطت معظم أراضي الإمبراطورية السابقة -الأخمينية- تحت حكم المملكة البطلمية والإمبراطورية السلوقية بينما حصلت المناطق الثانوية على الإستقلال في ذلك الوقت، وقد استعادت النخبة الإيرانية في الهضبة الوسطى السلطة في القرن الثاني قبل الميلاد وذلك في عهد الإمبراطورية البارثية -أو كما تسمى أيضًا الفرثية- مستكملةً كتابة تاريخ الحضارة الفارسية.

الإمبراطورية البارثية

كانت الإمبراطورية البارثية 247 – 224 قبل الميلاد والمعروفة أيضًا بالإمبراطورية الأرسيدية قوة سياسية وثقافية إيرانية كبيرة في إيران القديمة، ويأتي اسم الأرسيدية من مؤسّسها زعيم قبيلة بارني أرسيسز الأول من بارثيا، وقد تم تأسيسها في منتصف القرن الثالث قبل الميلاد عندما قام أرسيسز الأول بثورة ضد الإمبراطورية السلوقية، وفي عهد ميثريدس الاول توسعت الإمبراطورية إلى حدٍ كبير وذلك من خلال الاستيلاء على بلاد الرافدين من السلوقيين، وفي قمة قوتها امتدت الإمبراطورية من الراوفد الشمالية للفرات، بحيث أصبحت الإمبراطورية تقع على الطريق التجاري بين الإمبراطورية الرومانية في حوض البحر الأبيض المتوسط وسلالة الهان في الصين لتصبح مركزًا للتجارة، وبكشل عام اعتمد البارثيون في الحضارة الفارسية على الفن والعمارة والمعتقدات الدينية. كما كانت الإمبراطورية غير متجانسة ثقافيًّا فقد شملت ثقافة فارسة وهلنستية وثقافات إقليمية أخرى، وخلال النصف الأول من حياتها تبنت محمكة الإمبراطورية البارثية عناصر من الثقافة اليونانية إلا أنها وفي أواخر عهدها شهدت إحياءً تدريجيًا للتقاليد الإيرانية، وكان حكام الإمبراطورية يحملون لقب ملك الملوك وذلك ادعاءً منهم بأنهم ورثة الإمبراطورية الأخمينية، وقد أثبتت الحروب الأهلية المتكررة بين البارثيين المتنافسين على العرش بأنها أكثر خطورة على استقرار الإمبراطورية من العزو الأجنبي، وقد سقطت الإمبراطورية البارثية عندما ثار أردشير الأول حاكم إصطخر على الإمبراطورية البارثية وقتل آخر حكامها أرتابانوس الرابع وذلك 224 قبل الميلاد، ليؤسس أردشير الإمبراطورية الساسانية التي حكمت إيران ومعظم الشرق الأدنى حتى الفتوحات الإسلامية في القرن السابع الميلادي. الإمبراطورية الساسانية تُشير الإمبراطورية الفارسية إلى سلسلة من فترات الحكم التي تركزت في بلاد فارس -إيران- وذلك ابتدءًا بعهد الإمبراطورية الأخمينية في القرن السادس قبل الميلاد وانتهاءً بعهد سلالة قاجار الحاكمة في القرن العشرين، وكانت سلالة الحكم على النحو الآتي، الأخمينيين والبارثيين والساسانيين والصفويين والأفشاريديين والزنديين وأخيرًا قاجاريين، والساسانيين -سُمّوا بهذا الاسم نسبةً لجد ملكهم الأول أردشير- سلالة إيرانية قديمة حكمت الإمبراطورية من 224 قبل الميلاد -651م قبل الميلاد وذلك بعد سقوط الإمبراطورية البارثية واعتلائهم السلطة من خلال أردشير الأول وسقطت على يد العرب خلال 637م - 651م. وتحت حكم أردشير الأول للحضارة الفارسية وبعد الإطاحة بالبارثيين وكانت الإمبراطورية التي أنشأها متغيرة المساحة باستمرار وذلك استجابةً للظروف التي تفرضها دول الجوار، وقد تم إحياء القومية الإيرانية في ظل الحكم الساساني، كما وأصبحت الزرادشتية دين الدولة وعانى أتباع الديانات الاخرى في مختلف الأوقات من اضطهاد رسمي، وكانت الحكومة في هذه الفترة من الحضارة الفارسية حكومة مركزية، كما وشهد الفن نهضةً عامة وخاصةً فن العمارة التي غالبًا ما تميزت بالفخامة مثل قصر قسطيون وقصر سروستان، ومن الفنون التي ربما كانت الأكثر تميزًا ولفتًا للأنظار الآثار القديمة للمنحوتات الصخرية المنقوشة على المنحدرات الصخرية الجيرية مثل بيشابور ونقش رستم ونقش رجب، وعندما تطورت حرفة المصنوعات المعدنية والنقش على الأحجار الكريمة بشكل كبير قامت الدولة بالتشجيع على تعلم هذه الحرفة، وتمّ ترجمة الأعمال من الشرق والغرب إلى اللغة البهلوية وهي لغة الساسانيين. وفي عَهد يزدجرد الثالث وهو آخر إمبراطور للحضارة الفارسية في عهد الساسانيين والذي كان يفتقر للموارد والسمعة لمواجهة القوات الإسلامية، قام النبلاء بتحويل ولائهم من الساسانيين إلى الحكام المسلمين الجدد والذين كانوا يقدمون قدرًا أكبر من الاستقرار، وأصبحت المناطق التي كان يحكمها الساسانيون في السابق تحت الحكم الإسلامي، وقد قامت الإمبراطورية الساسانية بتزويد المسلمين بنموذج كامل عن حكم الإمبراطورية والذي أخذوا منه أكثر من أي مصدر آخر، وبعد فترة طويلة من سقوط الإمبراطورية الساسانية استمر التأثير الفارسي -فارس أو بلاد فارس هو الاسم المستخدم في اللغة الغربية لإيران منذ العصور القديمة وحتى القرن العشرين، ومنذ زمن الساسانيين أطلق عليها الساسانيون اسم إيران- في المناطق البعيدة التي كانت خاضعة تحت سيطرتهم مثل أرمينيا وأذربيجان. الحضارة الفارسية كانت الحضارة الفارسية مركزًا عالمًا للثقافة والدين والعلوم والفن والتكنولوجيا لأكثر من 200 عام قبل أن تسقط على يد الإسكندر الأكبر، فقد بدأت الحضارة الفارسية كمجموعة من القبائل شبه البدوية التي قامت بتربية الأغنام والماعز والماشية في الهضبة الإيرانية، وقد أسسها سايروس العظيم لتكون أول إمبراطورية فارسية وأعظم إمبراطورية في التاريخ، حيث اتحدت تحت حكومة واحدة ثلاثة مواقع مهمة للحضارة الإنسانية المبكرة في العالم القديم وهي بلاد الرافدين ووادي النيل المصري ووادي السند الهندي، وتم تخليد سايروس بما يعرف بأسطوانة سايروس وهي اسطوانة طينية منقوشة، وقد كان الفرس أول من أنشأ شبكة طرق منتظمة بين القارات الثلاث أفريقيا وآسيا وأوروبا كما قاموا بتطوير أول خدمة بريد في العالم. من الناحية الثقافية قدم قدماء الفرس في الإمبراطورية الأخمينية أشكال عديدة من الفن مثل الأعمال المعدنية والمنحوتات الصخرية والمنسوجات والهندسة المعمارية، ويوجد في المتحف البريطاني حوالي 180 قطعة من الذهب والفضة والمعروفة باسم كنز جيحون، وهي عبارة عن عملات معدنية وعربة ذهبية صغيرة وأساور مزخرفة والعديد من الأنواع التي تعود للحضارة الفارسية، وقد أصبح الدين الإسلامي فقط هو الدين السائد في بلاد فارس بعد الفتوحات التي قام بها المسلمون بعد أن كانوا على الديانة الزرادشتية، وتشيد الكتب المقدسة العبرية بسايروس العظيم لتحريره يهود بابل من الأسر والسماح لهم بالعودة إلى القدس، وقد مرّت الحضارة الفارسية بفترة تسمى بالسلام الفارسي عندما قام الحكام باتباع منهج سايروس العظيم في الشؤون الاجتماعية والدينية.

 

ولقد مرت هذه الدولة بعدة أطوار قبل البعثة وبعدها ، ونقف في هذا المقال على ذكر ما كانت عليه الدولة الفارسية من انحطاط وخلل كبير في الأنظمة السياسية والدينية والاجتماعية التي سادت قبل الإسلام شبه الجزيرة العربية .

الحالة السياسية والاقتصادية

كانت الدولة الساسانية تحكم بلاد إيران في القرن السابع الميلادي ويكوِّن الفرس مادة الإمبراطورية, ولكنها أخضعت الترك في بلاد ما وراء النهر , والعرب في العراق , وكانت حدودها الغربية غير مستقرة حسب قوتها , فأحياناً تغلب على أطراف بلاد الشام كما حدث سنة 614م عندما اجتاحت بلاد الشام واستولت على بيت المقدس , ثم استولت على مصر سنة 616م. ولم يستسلم هرقل امبراطور الروم بل أعاد تنظيم بلاده وإعداد جيوشه وهزم الفرس في آسيا الصغرى سنة622م , ثم استعاد منهم سوريا و مصر سنة 625م , ثم هزمهم هزيمة ساحقة سنة 627م قرب أطلال نينوى , مما أدى إلى ثورة العاصمة ضد كسرى الثاني , وعقد خليفته شيرويه الصلح مع هرقل , على أن أحوال الدولة الفارسية لم تستقر بعد ذلك , إذ تكاثرت الثورات والانقلابات الداخلية , حتى تعاقب على عرش فارس في تسع السنوات التالية أربعة عشر حاكماً , مما مزّق أوصال دولة الفرس , وجعلها مسرحاً للفتن الداخلية , حتى أجهز عليها العرب المسلمون في حركة الفتح. هذا عن الأحداث السياسية والعسكرية التي مرت على بلاد فارس .

نظام الحكم

كان نظام الحكم كسروياً مطلقاً , يقف على رأسه الملك , ولقبه كسرى , وصلاحياته مطلقة, وأحياناً يوصف بصفات الألوهية , فكسرى أبرويز وصف نفسه بالرجل الخالد بين الآلهة , والإله العظيم جداً بين الرجال ، مما يدل على الغرور والتعاظم , في حين وصفه المؤرخون بالملك الحقود المرائي الجشع الرعديد. وبينوا اهتمامه الكبير بجمع أكوام الذهب و الفضة والجواهر التي ملأت خزائنه عن طريق المظالم التي استغل بها بؤس رعيته. وكان يلجأ الى المنجمين والكهان والسحرة لاستشارتهم في اتخاذ قراراته المهمة.

الحياة الاقتصادية

احتكر الأقوياء الثروة ومصادرها , وانهمكوا في مباهج الحياة وملذاتها , وزادوا من ثرائهم بالربا الفاحش والمكوس والضرائب الثقيلة التي فرضوها على الضعفاء من الفلاحين والعامة , فزادوها فقراً وتعاسة , وحرّموا على العامة أن يشتغل الواحد منهم بغير الصناعة التي مارسها أبوه, وكان العامة من سكان المدن يدفعون الجزية كالفلاحين, ويشتغلون بالتجارة والحرف, وهم أحسن حالاً من الفلاحين الذين كانوا تابعين للأرض , ومجبرين على السخرة, ويجرّون إلى الحروب بغير أجر ولا إرادة. وكانت الجباة للضرائب لا يتحرزون من الخيانة واغتصاب الأموال في تقدير الضرائب وجبايتها , وكانت الضرائب تفرض بصورة اعتباطية وخاصة وقت الحروب.

الحالة الدينية والفكرية

لم يعرف الفرس السماوية التي سبقت ظهور الإسلام إلا بنطاق محدود جداً , وكان أكثرهم على المجوسية, فمنذ القرن الثالث الميلادي صارت الزرادشتية ديناً للدولة, وقد تدهورت أخلاق رجال الدين الزرادشتي فوصفوا بالارتداد والحرص والاشتغال بحطام الدنيا, وحاول كسرى الثاني تجديد الزرادشتية وإحياء معابد النيران ونشر تفسير جديد لكتابها الآفستا وكانت عقوبة من يخرج عليها الإعدام. وتقوم العقيدة الزرادشتية على الثنوية , أي وجود إلهين في الكون هما إله النور اهورا مزدا وإله الظلام (أهد يمن) وهما يتنازعان السيطرة على الكون , ويقف البشر الأخيار مع إله الخير , والأشرار مع إله الظلام ، وتقدس الزرادشتية النار , وقد أقيمت معابد النيران في أرجاء الدولة , ويعرف رجال الدين الزرادشتيون بالموابذة وكل منهم يرأس مجموعة يسمون الهرابذة وهم الذين يخدمون نار المعبد في كل قرية.

الحالة الاجتماعية والأخلاقية

كانت الحياة الاجتماعية في إيران تقوم على عمادين: النسب والملكية ، فكان يفصل النبلاء عن الشعب حدود محكمة , وكان لكل فرد مرتبته ومكانه المحدد في الجماعة , وكان من قواعد السياسة الساسانية المحكمة ألا يطمع أحد في مرتبة أعلى من المرتبة التي يخولها له مولده وتقوم الأسرة على أساس تعدد الزوجات , وشاع بينهم الزواج بين المحارم , وكان وضع المرأة يشبه وضع الرقيق حيث بامكان الزوج أن يتنازل عنها لزوج آخر دون رضاها , كما شاعت عادة التبني للأولاد .

Thursday, December 10, 2020

دراسات تاريخية نشوء واختفاء حضارات - الحضارة اليونانية ( 3)

3-  )دراسات تاريخية 

لماذا تنهض شعوب وتتخلف أخرى ؟

نشوء واختفاء الحضارات . 

الحضارة اليونانية نحو 2000 ق . م 






سيطرت الحضارة اليونانية على حوض البحر المتوسط وآسيا الصغرى حتى العصر الأول قبل الميلاد ، أصبحت نموذجا سياسيا وثقافيا وفنيا ، كان له فيما بعد تاثير كبير على الرومان .

كانت بلاد اليونان فى العهود القديمة مقسمة الى عدةدويلات مستقلة ، كانت كل دولة مؤلفة من مدينة وما حولها من اراضى ، قام فيليب ملك مقدونيا باحتلال هذه الدويلات وخصوصا أثينا واسبارطة ، وذلك فى القرن الرابع ق . م ، أما فى القرن الثانى ق . م فأصبحت بلاد اليونان ولاية رومانية .

2000 - 1450 ق . م انتشار الحضارة الكريتية .

1800 ق . م وصول الاخاينين الى اليونان .

1600 - 1200 ق . م مملكة ميسان .

1200 - 900 ق . م فترة العصور المظلمة والاضمحلال .

850 ق . م  ظهور المدن اليونانية الأولى الدويلات .

490 - 479 ق . م  الحروب الميدية بين الفرس واليونانيين .

443 - 429 ق . م بريكليس قاض أول فى أثينا .

 431 - 404 ق . م حرب البيلوبونيز .

انتصار اسبارطة ونهاية سيادة أثينا على المدن اليونانية .

338 ق . م فيليب الثانى ملك مقدونيا يتغلب على المدن اليونانية .

336 ق . م الاسكندر يخلف والده فيليب ويصبح ملك مقدونيا .

333 ق . م الاسكندر يبدأ فتح الشرق .

323 موت الاسكندر الأكبر .

قسمت امبراطوريته الى عدة ممالك .

146 - 30 ق . م الممالك الهلينية تصبح مقاطعات رومانية ونهاية الفترة الهلينية .

انتشرت الحضارة اليونانية الأولى فى جزيرة كريت مابين 2000 - 1450 ق . م ، وفى سنة 1800 ق. م استقر الأخائيون القادمون من أوربا الوسطى فى بلاد اليونان ،وكانت هناك ممالك أهمها ميسان فى البلوبونيز فى الفترة من 1200 - 900 ق. م ، وتاريخ اليونان غامض ، وسكن شعب الدوريان فى البلوبونيز وهى فترة العصور المظلمة .

فى القرن التاسع ق . م حلت الدويلات ، وكانت هناك دولتان تتنازعان السيطرة هما أثينا واسبارطة ، منذ القرن السادس ق . م كان المواطنون فى أثينا يشتركون فى حكومة الدولة وهذا ما يسمونه الديمقراطية ،   وهى السلطة . والغرباء والنساء والعبيد لم يكن لهم حقkratos وهى الشعب / demos وهى من كلمتين

سياسى .

أسبارطة عدوة أثينا كان يحكمها ملكان وهيئة استشارية ، وكان الحكم فيها حكم "أوليغارسية " أى حكم      وتكون السلطة لأقلية من المواطنين .oligosarcheina / أمر أو  حكم archein  / القلة oligos و

وسكان اسبارطة هم جنود فى خدمة الدولة وحياتهم مخصصة للتدريب العسكرى والحرب .

الحروب الميدية

نحو 500 ق . م هاجم الفرس الذين يسميهم اليونانيون "ميدس" والذين أتوا من آسيا الصغرى المدن اليونلنية ، واستمرت الحرب الميدية الى أواسط القرن الخامس 490 - 479 ق . م .

انتصر اليونانيون تحت قيادة الأثينيين سنة 490 ق . م فى ماراتون ، وسنة 480 فى سلامين ، واستفاد الأثينيون من انتصارهم وأعادوا تجميع المدن اليونانية تحت سيطرتهم ، وألفوا اتحاد ديلوس وأسسوا امبراطورية حقيقية ، وكان العصر الخامس ق . م عصر عظمة أثينا .

وأصبحت أثينا مركزا ثقافيا هاما حيث يلتقى الكتاب والفنانون والفلاسفة مثل سوفوكليس ( 496 - 406 ق . م ) ، واوربيد س ( 480 - 406 ق . م ) ، وسقراط ( 470 - 399 ق . م ) .

امبراطورية الاسكندر ونهاية المدن الممالك أو الدويلات

اغتنم فيليب الثانى ملك مقدونيا فرصة المعارك بين المدن فشرع باحتلال اليونان فى القرن الرابع ق . م وأكمل عمله ابنه الاسكندرالأكبر ، الذى بسط امبراطوريته حتى الشرق .

استغل الملك فيليب الثانى ( 382 - 336 ق . م ) التنافس وانتصر على الأثنيين فى معركة شيرونه سنة 338 ق . م ، وجمع المدن اليونانية فى اتحاد كورثنة وصار القائد العسكرى .

الاسكندر الأكبر

بعد موت فيليب سنة 336 ق . م خلفه الاسكندر ابنه ، وكان فى العشرين من عمره ، أسس احدى أكبر امبراطوريات العالم القديم فى أقل من خمس عشرة سنة ، قطع الاسكندر آسيا وتجاوز حدود المدن المعروفة ، وكان يبنى المدن على طول المسافات التى قطعها ، وسماها كلها تقريبا "اسكندريه " .

مات فجأة قبل أن يتمكنمن تحقيق حلمه ، وهو القيام بدورة حول الجزيرة العربية فى البحر .

وقد حارب الفرس اولا فى آسيا الصغرى وانتصر على ملكهم داريوس الثالث فى معركة ايسوس سنة 333 ق . م ، ثم احتل بعد ذلك فينقيا لبنان الحالى ومصر حيث بنى مدينة الاسكندرية ، أكمل طريقه نحو الشرق وتغلب على جيش داريوس الثالث سنة 331 ق . م فى معركة أربيل فى بلاد ما بين النهرين ، وأصبح سيد بلاد الفرس سنة 330 - 327 ق .م استمر فى تقدمه فى آسياحتى أفغانستان الحالية وضفاف الهندوس وباكستان الحالية على الرغم من تعب جيوشه ، مات سنة 323 ق. م فى بابل فى بلاد ما بين النهرين .

وكان يرافق الاسكندر الأكبر فى غزواته علماء وجغرافيون ، كان يهتم بالحضارات التى يجدها ، حاول المزج بين الثقافات اليونانية والشرقية وهكذاتكونت الحضارة الهيلينية من اسم هيلين الذى أعطاه اياه  .Hellenes اليونانيون

الحضارة الهيلينية .

ترك الاسكندر بعد موته امبراطورية ضخمة ، لم تكن قد انتظمت بعد ، وخلافته كانت صعبة ، بعد خمسين عاما من المعارك تقاسم قواده الامبراطورية ، " انطيغونس " حكم مقدونيا ( سلالة الانطغونسيين ) ،

" سلوقس " حكم آسيا الصغرى ( سلالة السلوقيين ) ، و "بطليموس " ( سلالة البطالسة ) حكم مصر ، فى هذه الممالك الهلينية كان الملوك يتمتعون بالقوة ، ويعتبرون كآلهة ، امتزجت الممارسات والعبادات الشرقية بالثقافة اليونانية ، صارت اللغة اليونانية هى اللغة الرسمية ، وانتهت الفترة الهلينية باحتلال الرومان الممالك الهلينية فى القرنين الثانى والأول قبل الميلاد ، لكن الفن والمعتقدات والعادات فى هذه الحضارة استمرت حاضرة فى الامبراطورية الرومانية .


150-] English Literature

150-] English Literature Letitia Elizabeth Landon     List of works In addition to the works listed below, Landon was responsible for nume...