أربعون عاما من حياة النبى صلى الله عليه وسلم قبل بعثته كلها صفاء ونقاء وتجلت فيها الصفات الحميدة وظهرت فيها العناية الربانية فى اعداد سيد البرية ، توفى الوالد قبل الولادة ودفن فى أرض يثرب حتى جاء ميلاد ممد صلى الله عليه وسلم فيولد بشعب بنى هاشم فى صبيحة يوم الأثنين التاسع من شهر بيع الأول لأول عام من حادثة الفيل ، وقيل الثانى عشر من شهر ربيع على الأرجح ، وهو الذى نحتفل فيه بميلاده كل عام من حادثة الفيل ، وقبل هجرته بثلاث وخمسين سنة ، ويوافق ذلك العشرين أو الثانى والعشرين من ابريل 571 م حسبما ذكره بعض المحققين ، ولد بين أحضان أمه وأم أيمن وثويبة مولاة أبى لهب ، وانتقل مع أمه حليمة السعدية لترضعه فى مضارب بنى سعد بن بكر على عادة العرب ، ونشأ فيها صغيرا ولعب مع أقرانه الصغار ورعى الغنم حتى بلغ أربع سنين ، وبينما هو يلعب مع الغلمان اذ به يصرع ويضجع من رجلين عليهما ثياب بيض لينطلق المنادى الى أمه بنداء الرعب والخوف " لقد قتل محمد ! " ، فكان ذلك القتل هو شق الصدر ، فقد أضجعه الرجلان ثم أخرجا منه علقة سوداء وألقياها فانتهت حظوظ الشيطان منه ، ثم غسلا قلبه فى طست من ذهب بماء زمزم ، ثم أعادا قلبه الى مكانه ، فجاء الصغير الى القوم وهو متقع اللون ، يقول أنس رضى الله عنه :" وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط فى صدره " ، فلما رأت حليمة ذلك خافت على لصغير من أن يصبه شىء فاتخذت قرارا برده الى أمه فرجع الى أحضان أمه ترعاه وتحنو عليه حتى بلغ ست سنين ، فعزمت على السفر الى يثرب ومكثت شهرا ، وفى رحلة الرجوع بين يثرب ومكة توفيت ودفنت فى مكان يقال له الأنواء ، وروى بريدة رضى الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم مر يوما على قبر فانتهى اليه وجلس ، وجلس الناس حوله ، فجعل يحرك رأسه كامخاطب ثم بكى بكاءا لم يبكه من قبل ، فاستقبله عمر فقال :" يا رسول الله ما يبكيك ؟ " ، فقال :" هذا قبر آمنة بنت وهب " ، وبعد وفاة الأم انتقل الى جده عبد المطلب الذى كان يعطف عليه وجعله مقدما على أولاده وبنيه ، ويروى أن لعبد المطلب فراشا لايجلس عليه غيره اجلالا له واحتراما ، فكان ممد الصغير هو الوحيد المصرح له بالجلوس ، فيأتى الأولاد والأبناء ليبعدوه فيقول الجد :" دعوه والله ان لهذا شأنا ! " ، وتمر الأيام حتى يبلغ ثمان سنين ويموت جده لينتقل الى عمه أبا طالب ، فنهض باليتيم على أكمل وجه ، وضمه الى بنيه وقدمه عليهم واختصه بمزيد احترام وتقدير ، وتمر الأيام .... ويأتى على قريش سنون عجف : أجدبت الأرض ، وكاد يهلك بها القوم ، فبات الناس فى شظف من العيش ، فما كان من قريش الا أن طلبوا من سيدهم أبا طالب أن يستسقى لهم ، فخرج أبو طالب يستسقى والسماء ما فيها من قزعة ! ، ومعه الغلام اليتيم الصغير وهو يتذكر كلمات عبد المطلب ( والله ان لهذا شأنا ) ، فألصق ظهره بالكعبة واستسقى فأقبل السحاب من كل جانب وانفجرت السماء بماء منهمر فقال أبو طالب : وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * بمال اليتامى عصمة للأرامل .
وبلغ النبى صلى الله عليه وسلم اثنتى عشرة
سنة ورافق ركائب قريش نحو الشام فاصطبه عمه ، فلما وصلوا الى بصرى نزل القوم
للراحة ، فخرج اليهم بحيرى الراهب ، ولم تكن من عادته الخروج اليهم ، فتخللهم حتى
جاء الى الفتى الصغير وأخذ بيده وقال :" هذا سيد العالمين ! هذا رسول رب
العالمين ! هذا يبعثه الله رحمة للعالمين ! " ، فقال أبو طالب وأشياخ قريش :
" وما علمك بذلك ؟ " ، فقال :" انكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق
حجر ولا شجر الا خر ساجدا ، ولا يسجد الا لنبى ، وانى أعرفه بخاتم النبوة أسفل من
غضروف كتفه مثل التفاحة ، وانا نجده فى كتبنا " ، ثم سأل أبا طالب ألا يذهب
به الى الشام خوفا عليه من الروم واليهود ، فرده أبو طالب بغلمان معه الى مكة ،
وتمر الأيام وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يرعى الغنم الذى رعاها فى بنى سعد ثم
فى مكة على قراريط لأهلها ، ويتحدث النبى الكريم صلى الله عليه وسلم عن نفسه فى
تلك الفترة فيقول :" ما هممت بشىء مما كان أهل الجاهلية يهمون به من النساء ،
الا ليلتين ، كلتاهما عصمنى الله تعالى منهما ، قلت ليلة لبعض فتيان من مكة – ونحن
فى رعاية غنم أهلنا – فقلت لصاحبى :" أبصر لى غنمى حتى أدخل مكة ، فأسمر فيها
كما يسمر الفتيان فقال :" بلى ! " ، فدخلت حتى اذا جئت أول دار من دور
مكة سمعت عزفا بالغرابيل والمزامير ، فقلت :" ما هذا ؟ " ، فقيل :"
تزوج فلان فلانة " ، فجلست أنظر ، وضرب الله على أذنى ، فو الله ما أيقظنى
الا مس الشمس ، فرجعت الى صاحبى فقال :" ما فعلت ؟" ، فقلت :" ما
فعلت شيئا " ، ثم أخبرته بالذى رأيت ، ثم قلت له ليلة أخرى :" أبصر لى
غنمى حتى أسمر بمكة ففعل "، فدخلت فلما جئت مكة سمعت مثل الذى سمعت تلك
الليلة ، فسألت فقيل فلان نكح فلانة ، فجلست أنظر ، وضرب الله على أذنى ، فوالله
ما أيقظنى الا مس الشمس ، فرجعت الى صاحبى فقال :" ما فعلت ؟" ، قلت:"
لا شىء " ، ثم أخبرته بالخبر ، فو الله ما هممت ولا عدت بعدها لشىء ، حتى
أكرمنى الله بنبوته "
انها الرعاية الربانية تقف للحيلولة بينه
وبين النوازع ، ولذلك جاء فى الأثر " أدبنى ربى فأحسن تأديبى " ، وتمر
الأيام ليبلغ النبى صلى الله عليه وسلم عشرن عاما ليشهد حربا وقعت فى شهر محرم –
هى حرب الفجار ، وقعت تلك الحرب سوق عكاظ بين قريش ومعهم كنانة وبين قيس عيلان ،
وكان النبى صلى الله عليه ةسلم يجهز النبل للرمى ، وكثر القتل فى الطرفين ، حتى
تدخل عقلاء القوم لهدم ما وقع من عداوة وشر فحدث " حلف الفضول " ، حيث
تداعت قبائل من قريش فى ذى القعدة فى دار عبد الله بن جدعان التيمى فتعاهدوا
وتعاقدوا على ألا يجدوا بمكة مظلوما من أهلها وغيرهم من سائر الناس الا قاموا معه
، وشهد هذا الحلف النبى صلى الله عليه وسلم وقال عنه بعد أن أكرمه الله بالنبوة
:" لقد شهدت فى دار عبد الله بن جدعان حلفا ما أحب أن لى به حمر النعم ، ولو
أدعى به فى الاسلام لأجبت " ، ولا عجب فى ذلك فهو نبى الرحمة والعدالة ،
وتمضى الأيام حتى يبلغ النبى صلى الله عليه وسلم الخامسة والعشرين من عمره ليخرج
الى بلاد الشام للتجارة فى مال خديجة بنت خويلد بعد أن سمعت بأخبلر الصادق الأمين
صلى الله عليه وسلم ، وجعلت معه غلام لها يقال له ميسرة ، وبعد أن رجع رأت خديجة
فى ما لها من الأمانة والبركة ما لم تره من قبل ، وحدثها ميسرة بما رآه من حال
الصادق الأمين ، وكان سادة قريش قد تقدموا للزواج منها ولكنها أبت ، وبعد أن رأت
ما رأت من محمد صلى الله عليه وسلم عزمت على نية أفصحتها لصديقتها نفيسة بنت منبه
، وهى رغبتها فى الزواج منه قذكرت ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم فرضى بذلك ، لا أن
والد خديجة حاول عبثا الوقوف أمام هذا الزواج الميمون ، الا أن حبلة خديجة كانت
حكما قاضيا فى الموضوع ، ويتزوج الشريف الشريفة وتمر الأيام والأعوام ويرزق منها
البنين ، ويجرف مكة سيل عرم وتتصدع جدران الكعبة حتى أوشكت على الأنهيار ، فتتفق
قريش على اعادة بنائها بشرط " الا يدخل فى بنائها الا طسبا " ، فلا يدخل
فيها مهر بغى ، ولا بيع ربا ، ولا مظلمة لأحد من الناس " ، ويشارك النبى صلى
الله عليه وسلم صاحب الخمس وثلا ثين علما فى البناء ، حتى يحدث الخلاف على شرف وضع
الحجر الأسود أربع ليال أو خمس حتى كادت تقع حرب ضروس ، الا أن أبا أمية بن
المغيرة المخزومى عرض عليهم أن يحكموا فيما شجر بينهم أول داخل عليهم من باب
المسجد ، فكان ممد صلى الله عليه وسلم الذى اقترح أن يوضع الحجر فى رداء ويمسك
الجميع بأطراف ذلك الرداء ويرفعوه حتى اذا أوصلوه الى موضعه أخذه بيده فوضعه فى
مكانه ، وتمر الأيام وكان صلى الله عليه وسلم لا يحضر عيدا لوثن ولا يشهد احتفالا
عند صنم ولا يحلف للآت ، ولا يتقرب بعزى ، ولا يشرب خمرا ، ولا يأكل مذبوحا على
نصب ، فأبغض ذلك كله ، يقول مولاه زيد بن حارثة رضى الله عنه :" ... فو الذى
أكرمه وأنزل عليه الكتاب ما أستلم صنما حتى أكرمه الله بالذى أكرمه وأنزل عليه ،
فكان صلى الله عليه وسلم موحدا على ملة ابراهيم الخليل عليه السلام ، لقد جمع
الصادق الأمين من الأوصاف والشمائل ما جعلت محبته لاتقف عند البشر بل تتعداه الى
الحجر والشجر يقول صلى الله عليه وسلم بعد أن أكرمه الله بالرسالة :" انى لا
أعرف حجرا بمكة كان يسلم على قبل أن أبعث !! ، وتمر الأيام حتى بدأ طورا جديدا من
حياته فكان يرى الرؤية ثم لا يلبث حتى يراها واقعا مشهودا أمامه ، فكان ذلك باية
بشرى النبوة والرسالة والاصطفاء لتكون البداية الحقيقية فى الغار ، غار حراء حيث
كلن يتعبد ونزل عليه الوحى ، وهكذا نرى من رعاية الله لرسوله الكريم من خلال
الوقائع السابقة قبل بعثه ، فعندما ولد الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتيم الأب
وماتت الأم وهو طفل صغير ، فكان يتيم الأب فتكفل الله برعا يته وتربيته وأجريت له عملية شرح الصدر عندما كان
صغيرا حتى يخرج منه كل أثر للشيطان ، فكان بعيدا عن شباب العرب لاينغمس فى لهوهم ،
وحتى فى المرة التى كان ينوى فيها حضور عرس ضرب الله على أذنيه فنام حتى لايمسه أى
شىء ، ولو كان صغيرا فى هذه البيئة الجاهلية التى كانت الخمر فيها سائدة وكانت
هناك القينات والمعازف التى تلهى القلب ، فكان للعرب مجالس اللهو ، ، فحتى مستصغر الشرر
حفظ الله رسوله منه حتى يظل نقيا لايمس أذنيه أو فمه أو قلبه أو صدره النذر اليسير
من ما به شبهة أو كان محرما ، فنشأ فى عبادة الله ، ويمكن أن نقارن بين نشأته
ونشأة سيدنا يوسف مثلا ، فسيدنا يوسف نشأ فى الصحراء ثم انتقل ليعيش فى قصر عزيز
مصر والت كانت تعتبر أفضل دول العالم حضارة ، وتعرض لأمرأة العزيز وفتنتها ، ولكن
الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعرضه الله حتى لهذه الفتنة وهو فى كفالة جده عبد
المطلب ثم عمه أبى طالب ، يقول القرآن الكريم " انك بأعيننا ووحينا " ،
فكان بطبعه واجتباء ربه له يعيش بعيدا عن لهو الشباب ، وكان يتعبد فى غار حراء
الذى كان يشرف على بيت الله الحرام ، فيذكر الله فى خلوة حتى نزل عليه الوحى فى هذه
الخلوة ، وكان من العرب من لايزال على دين ابراهيم ومن اتبع اليهودية أو النصرانية
، ولكن اليهود أو النصارى لم يعيشوا فى مكة ، أما من كان فى مكة فهم العرب
الوثنيون أو من بقى على دين سيدنا ابراهيم الحنيفية السمحة مثل ورقة ابن نوفل ،
وقد اختار الله له اسمه فلم يسبقه الى هذا السم أحد من العرب وهو محمد من الحمد ،
فهو محمد من الله على وزن ممجد صيغة مفعل " حمد / مجد " من حمد بفتح
الحاء وكسر الميم ، أى أثنى بخير على الشخص ، وحمد الشىء رضى عنه وارتاح عليه ،
ويقال أحمد الرجل وغيره صار محمودا ، وفعل ما يحمد عليه ، ويقال أحمد فلانا رضى
فعله أو مذهبه ، والأسم من " حمد " فلانا أثنى عليه مرة بعد مرة ، وتحمد
فلان الناس واليهم بصنيعه أراهم أنه يستحق الحمد عليه ، وأستحمد الى الناس باحسانه
اليهم أستوجب عليهم حمدهم له ، والحمد هو الثناء الجميل ، والحمدة وصف للمبالغة
وهو الذى يكثر حمد الأشياء ويقول فيها أكثر مما فيها ، والمحمد ما يحمد المرء به
أو عليه وجمعها محامد .
ونستنتج من كل ذلك أن هذا الفعل ومشتقاته
كلها تندرج تحت الحمد أى الثناء والمدح سواء الذى يقع على الشخص أو الذى يصدر من
الشخص ، وكل مشتقات الفعل واستخداماته حتى بتغيير حرف الجر أو الفاعل أو المفعول
أو أسم الفاعل أو أسم المفعول كلها حسنة فمحمد يقع عليه الثناء من ربه الذى أطلق
عليه الأسم ، ومحمد أسم مفعول من حمد فهو محمد اذا كان كثير الخصال التى يحمد
عليها ولذلك كان أبلغ من محمود فان محمودا من الثلاثى المجرد زمحمد من المضاعف
للمبالغة فهو الذى يحمد أكثر مما يحمد غيره من البشر ولهذا والله أعلم سمى به فى
التوراة لكثرة الخصال المحمودة التى وصف الله بها هو ودينه وأمته فى التوراة حتى
تمنى موسى عليه السلام أن يكون منهم ، وأما أحمد فهو أسم على زنة أفعل للتفضيل
مشتق أيضا من الحمد ، وقد اختلف الناس فيه هل هو بمعنى فاعل أو مفعول فقالت طائفة
بمعنى الفاعل أى حمده لله أكثر من حمد غيره له فمعناه أحمد الحامدين لربه ورجحوا
هذا القول بأن قياس أفعل التفضيل أن يصاغ من فعل الفاعل لا من الفعل الواقع على
المفعول ، ومدح الله لرسوله ورد فى القرآن فله سورة باسمه " سورة محمد "
ومدحه الله فى خلقه " وانك لعلى خلق عظيم " ، ويقول " ورفعنا لك
ذكرك " ، ويقول " انا أعطيناك الكوثر " ، وصيغ المدح والخطاب
والتكريم للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فى القرآن كثير ويحتاج الى بحث آخر .
وكان ممدوحا ومحمدا من العرب ، فعرف
بالصادق الأمين ، وهما أهم صفتان لمن أراده الله أن يحمل الرسالة ، الصدق والأمانة
– صدق التبليغ والأمانة عليه بحيث لا يمسه التحريف " وما ينطق عن الهوى ان هو
الا وحى يوحى " ، فبلغ قرآن ربه الذى أنزل عليه كما أنزل وحافظ عليه مع
صحابته فسجل على كل ما تيسر من مواد من جانب كتاب الوحى ، فالامانة فى تبليغ
الرسالة نقية بيضاء لايشوبها تحريف على يد الصادق الأمين ، ولاننسى قصة وضع حجر
الكعبة التى احتكم فيها العرب اليه ، ولا ننسى الأمانات التى كانوا يتركونها عنده
حتى مع خلافهم معه ، والتى أضطر بسببها أن يترك الامام على فى مكة ليسلمها الى
أصحابها رغم حرج الموقف وحالة العداء التى كانوا عليه ضده والتى وصلت الى محاولة
القتل وكان ذلك ممكن أن يثير الهواجس ، وكانت رعاية الله وتربيته له ، فهو نشأ
أميا لايعرف القراءة والكتابة ، فلم يقرأ شيئا من الآخرين أو عنهم وانما كان
تعليمه بالتلقى من الله ، وكان الالهام له من الله فى قوله وفعله ، فهو الذى يوحى
اليه ، وهو الذى يسيره بقدره ، ومن يتناول أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وما
بها من معجزات وشروحات سوف يلمس ذلك ، فهو الرسول المتلقى للوحى ، وهو المبلغ ،
وهو الرسول المعلم الذى يعلم دين الله ويشرحه وهذا مجال آخر .
No comments:
Post a Comment