اصطفاء فى الذرية .
أراد
الله سبحانه وتعالى أن تكون ذرية الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة خديجة وأن
يتوفى كل أبنائه من الذكور حتى ابراهيم ابنه من السيدة مارية القبطية مات وحزن
عليه حزنا شديدا ، كل من عاش من أبنائه الاناث وكان فى ذلك حكمة من الله ، فالعرب
كانت تأد البنات ، فكرم الله البنات فى ذلك ، ونعرف قصة جد الرسول صلى الله عليه
وسلم ونذره اذا رزق بعشرة من الذكور أن يذبح أحدهم تقربا لله وقصة الافتداء ، ما
يهمنا من القصة مدى حب العرب للذكور وبخاصة عبد المطلب الجد ، فكانت فلسفة الدين
الاسلامى بث روح جديدة وانصاف المرأة والأنثى " ويجعلون لله البنات سبحانه
ولهم ما يشتهون * واذا بشر أحدهم بالانثى
ظل وجهه مسودا وهو كظيم * يتوارى من القوم
من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه فى التراب ألا ساء ما يحكمون" النحل
57 - 59
والسيدة
فاطمة زوجة الامام على رضى الله عنهما هى التى كان منها ذرية الرسول صلى الله عليه
وسلم متمثلة فى أبناء سيدنا على ابن أبى طالب – الحسن والحسين ، وذلك على خلاف
سيدنا ابراهيم وأبنائه فهم من الذكور – اسماعيل واسحاق ويعقوب ، وسيدنا عيسى عليه
السلام هو معجزة الله خلق روحه فى بطن أمه دون أن تمر بمرحلة الأب ، وهذا أمر
محسوم ، فالله هو الخالق والانسان مجرد وسيلة لكسب الروح الوجود المادى ، فروح
سيدنا عيسى عليه السلام كانت مخلوقة عند الله منذ خلق آدم عليه السلام ، وأكتست
الوجود المادى فى بطن أمه مباشرة ، وهذا أمر غير صعب فأيسر شىء على الله الوجود
المادى ، فسيدنا عيسى عليه السلام هو روح من الله مخلوقة كسائر البشر منذ خلق آدم
ولكنها نفخت دون المرور بمرحاة الأب مرحلة معاشرة الرجال للزوجات ، " ان مثل
عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون " آل عمران 59 ، وفى سورة النساء " يا أهل الكتاب لا
تغلوا فى دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق انما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله
وكلمة منه ألقاها الى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا
خيرا لكم انما الله اله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما فى السموات وما فى الأرض
وكفى بالله وكيلا " النساء 171 وتكفل الله عيسى عليه السلام ونسبه الى أمه ،
فهل النطفة أو الماء المهين هو الذى يخلق بشرا ، ان الذى يخلق هو الله سبحانه
وتعالى ، فالماء المهين يقذف ولا ينشأ عنه ميلاد الا بمشيئة الله سبحانه وتعالى ،
فكم منسيدة عاقر وكم منرجدل عقيم وكم من سيدة ورجل يتعاشرا ولا ينتج من ذلك ذرية ،
فما الفرق أن يخلق سيدنا عيسى من أم وأن تنفخ فيه الروح مباشرة .
قلت
ذلك حتى نعرف أن الله هو الذى يسير الأمور ، قيجعل سيدنا ابراهيم الذى تربى على
الحنفية أبا لسلسلة من الأنبياء على الكبر " الحمد لله الذى وهب لى على الكبر
اسماعيل واسحاق ان ربى لسميع الدعاء " ابراهيم 39 ، وجعل مريم البتول العذراء
أما لنبى ، وجعل محمد عليه الصلاة والسلام رسولا ينشأ يتيما وتكن ذريته من ابنته ،
فحكم الله فى خلقه وفى رعايته وفى بعثه واختياره لرسله كثيرة .
اصطفاء برحلة الاسراء والمعراج ولقاء الله فى السموات العليا .
No comments:
Post a Comment