1 - ) علامات الساعة
مقدمة
ان المتأمل لأحاديث الرسول ﷺ التى تتحدث عن الدلائل بقرب الساعة يلاحظ دقة الوصف لما سيحدث وكأن ذلك ليس بنبؤة ولكن كحديث من عايش الحدث ووصفه بكل دقة ، دقة من هو فى قلب الحدث وجزء منه وليس كمراقب له أو مشاهد ، وهذا يؤكد صدق الرسالة وقرب الرسول ﷺ من ربه الذى كشف عنه الحجب وأوحى اليه ما أوحى " وما ينكق عن الهوى ان هو الا وحى يوحى " .
فهذا هو الرسول الكريم ﷺ وهذا كلامه
الذى تلقاه من ربه – أجراه الله على لسانه فتركه لنا فى أحاديثه التى تعلمنا ما
جهلنا ، وكل حديث يحتاج الى وقفة تأمل وامعان بصر وبصيرة تقرأ ما وراء الكلام
ومعانيه ، ولو ـاملنا تاريخ البشرية فلن نجد من هو أعظم منه فى شؤون الدين والدنيا
، وعلينا فى عصرنا أن نهتم بأحاديث السنة ونعيد القاء الضوء عليها فى أمور كثيرة
وموضوعات عديدة ، وقد حاولت فى لمحات سريعة أن أستجلى الأحاديث الخاصة بموضوعات قد
تكون محل تساؤل من الكثيرين وتوضيج الأمور بسهولة ويسر ، من بين هذه الموضوعات
موضوع علامات الساعة وقد شدنى اليه فسعيت لمعرفته من مصادر صحيحة تستند لأحاديث
صحيحة وآيات القرآن الكريم ولكن كل ذلك اجتهاد لفهم الحقيقة التى نص عليها هذا
الحديث أو ذلك .
علامات
الساعة الصغرى
ان الساعة آتية لا ريب فيها ( وان
الساعة لآتية فاصفح الصفح الجميل ) ، ان الساعة أمرها حاصل لاشك فيه وأنها لقريبة
جدا ، وقد حدثت آية فى أيام رسول الله ﷺ عندما انشق القمر وهى معجزة تحدى بها
الكفار ، قال الله تعالى
( اقتربت الساعة وانشق القمر ) وهى
ايذانا بقرب يوم القيامة وفى معتقد أغلبية الناس أنه زمن طويل ، فمن يوم حدوث
الآية تلك الى وقتنا الحاضر ولم تأت الساعة ، فمن باب أولى أن الزمن مازال بعيدا .
وينبهنا الله عز وجل ( أتى أمر الله
فلا تستعجلوه ) وقد تبين لنا أن مقاييسنا فى القرب والبعد ليست طبعا مثل مقاييس
الله ( فأنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا ) ، وقال ( اقترب للناس حسابهم وهم فى غفلة
معرضون ) ، وجاء فى صحيح البخارى ومسلم عن النبى ﷺ قال ( انما أجلكم فيما مضى
قبلكم من الأمم من صلاة العصر الى مغرب الشمس ) ، ولو تخيلنا أن اليوم 24 ساعة وأن
معظم اليوم قد مر والباقى هو فقط تلك الفترة البسيطة بين العصر والمغرب ! ، وفى
صحيح البخارى ومسلم قال ﷺ " بعثت أنا والساعة كهاتين ويشير بأصبعيه السبابة
والوسطى " ، ولكن الساعة طبعا لا يعلم أمرها ولا موعدها الا الله عز وجل (
يسألونك عن الساعة أيان مرساها * فيما أنت من ذكراها * الى ربك منهاها ) وقال (
يسألونك عن الساعة قل انما علمها عند ربى لا يجليها لوقتها الا هو ) فالساعة لا
تأتى الا بغتة كما هو واضح من الآية ، وقد أشار العلماء أنه لا يجوز الاجتهاد فى
معرفة يوم القيامة لأنه فى علم الغيب ، وهناك علامات صغرى تحقق منها الكثير
وسنوردها هنا .
1- ) بعتة النبى ﷺ فقد قال
" بعثت أنا والساعة كهاتين ويشير الى السبابة والوسطى " رواه البخارى .
2- ) موته ﷺ فقد قال "
أعدد ستا بين يدى الساعة وذكر منها موتى " رواه البخارى .
3- ) فنح بيت المقدس قال ﷺ " أعدد ستا بين يدى الساعة وذكر منها
فتح بيت المقدس " رواه البخارى وقد حدث فى عهد عمر بن الخطاب رضى الله عنه .
4- ) طاعون عمواس وهى بلدة فى فلسطين قال النبى ﷺ لأعدد ستا بين
يدى الساعة وذكر منها ثم موتان يأخذ فيكم كقصاص الغنم " رواه البخارى ، قال
ابن حجر أن هذه الآية ظهرت فى طاعون عمواس فى خلافة عمر بن الخطاب رضى الله عنه
وكان ذلك بعد فتح بيت المقدس وبلغ عدد من مات فيها 25 ألف مسلم .
5- ) استفاضة المال
زالاستغناء عن الصدقة قال ﷺ " لا
تقوم الساعة حتى يكثر فيكم المال ، فيفيض حتى يهم رب المال من يقبله منه صدقة ،
ويدعى الرجل فيقول " لا أرب لى فيه " رواه البخارى ، وهذا تحقق كثير منه
فى عهد الصحابة رضى الله عنهم بسبب ما وقع من الفتوح ، ثم فاض المال فى عهد عمر بن
عبد العزيز رضى الله عنه ، فكان الرجل يعرض المال للصدقة فلا يجد من يقبله ،
وسيكثر المال فى آخر الزمان فى زمن المهدى وعيسى عليهما السلام .
6- ) ظهور الفتن قال الرسول ﷺ " أن بين يدى الساعة فتنا كقطع الليل
المظلم ، يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسى كافرا ، ويمسى مؤمنا ويصبح كافرا "
رواه أحمد وأبو داود وصححه الألبانى فى صحيح الجامع .
وقد حدث كثير
من الفتن فى عهد الصحابة وأعظم الفتن جاءت من الشرق كما قال النبى ﷺ وهو مستقبل
الشرق " ألا أن الفتنة ها هنا ، ألا أن الفتنة ها هنا من حيث يطلع قرن
الشيطان " رواه البخارى ، ومن الفتن التى حدثت مقتل سيدنا عثمان رضى الله عنه
، وموقعة الجمل وصفين وظهور الخوارج وموقعة الحرة ، وفتنة القول بخلق القرآن .
No comments:
Post a Comment