16- ) علامات الساعة - العلامات الصغرى
49 - ) نفى المدينة لشرارها وخرابها
فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله ﷺ " تتركون المدينة على
خير ما كانت لا يغشاها الا العوافى يريد عوافى السباع والطير " رواه البخارى
علامات الساعة
الصغرى "نفي المدينة لشرارها ثم خرابها آخر الزمان"
لقد حثّ النبي عليه الصلاة والسلام
على سكنى المدينة، ورغّب في ذلك، وأخبر أنه لا يخرج أحدٌ منها رغبةً عنها إلا أخلف
الله فيها من هو خيرٌ منه. وأخبر أن من علامات الساعة نفي المدينة لخبثها، وهم
شرار الناس، كما ينفي الكير خبث الحديد.
وروى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي
الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال:” يأتي على الناس زمانٌ يدعو الرجل
ابن عمه وقريبه هلمّ إلى الرخاء، هلمّ إلى الرخاء، والمدينة خيرٌ لهم لو كانوا
يعملون، والذي نفسي بيده، لا يخرج منهم أحدٌ رغبةً عنها؛ إلا أخلف الله فيها خيراً
منه، ألا إن المدينة كالكير يُخرج الخبيث، لا تقوم الساعة حتى تنفي المدينة شرارها
كما يُنفي الكير خبث الحديد”. صحيح مسلم.وروى الإمام مالكٌ عن أبي هريرة رضي الله
عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال:”لتتركنّ المدينة على أحسن ما كانت حتى
يدخل الكلب أو الذئب، فيغذى على بعض سواري المسجد، أو على المنبر، فقالوا يا رسول
الله، فلمن تكون الثمار ذلك الزمان، قال: للعوافي، الطير والسباع”.
قال ابن كثير: والمقصود أن المدينة
تكون باقيةً عامرةً أيام الدّجال، ثم تكون كذلك في زمان عيسى بن مريم رسول الله
صلّى الله عليه وسلم، حتى تكون وفاته بها ودفنهُ بها، ثم تخرب بعد ذلك”. ثم ذكر
حديث جابر رضي الله عنه، قال أخبرني عمر بن الخطاب، قال: سمعتُ رسول الله صلّى
الله عليه وسلم يقول:” ليسيرنّ الراكبُ بجنبات المدينة، ثم ليقولنّ: لقد كان في
هذا حاضرٌ من المسلمين كثيرٌ”. رواه الإمام أحمد.
قد حمل القاضي
عياض نفي المدينة لخبثها على زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنه لم يكن يصبر على
الهجرة والمقام في المدينة إلا من كان ثابت الإيمان ، وأما المنافقون وجهلة الأعراب؛ فلا يصبرون على
شدة المدينة، ولأوائها ، ولا يحتسبون من الأجر
في ذلك.
وحمله النووي
على زمن الدجال ، واستبعد مااختاره القاضي
عياض ، وذكر انه يحتمل أن يكون ذلك في أزمان
متفرقة، وذكر الحافظ ابن حجر أنه يحتمل أن يكون المراد كلا من الزمنين
:•• زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، بدليل
قصة الأعرابي كما في "البخاري"
عن جابر رضي الله
عنه قال : جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه
وسلم فبايعه على الإسلام ؛ فجاء من الغد محموماً
، فقال أقِلْنِي ،فأبي ؛ ثلاث مرار . فقال :" المدينه كالكير
، تنفي خبثها ، وينصح طيبها ".
••والزمن الثاني : زمن الدجال
كما في حديث أنس
بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الدجال ، ثم قال :
" ثم ترجف المدينة بأهلها ثلاث رَجَفَات . فيُخْرِجُ الله إليه كل
كافر ومنافق "رواه البخاري.
••
وأما بين ذلك
من الأزمان فلا.
فإن كثيراً من
فضلاء الصحابة قد خرجوا بعد النبي صلى الله عليه و سلم من المدينة كمعاذ بن جبل وأبي عبيدة و ابن مسعود وطائفة، ثم خرج على وطلحه
والزبير وغيرهم ، وهم من أطيب الخلق . فدل على أن المراد بالحديث تخصيص ناس دون ناس
. ووقت دون وقت
، بدليل قوله تعالى
: " ومن أهل المدينة مردوا على النفاق
" التوبه آيه101.
والمنافق خبيث
بلا شك .
••
وأما خروج الناس
بالكلية من المدينه فإن ذلك في آخر الزمان ، قرب قيام الساعة ، ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول : " تتركون المدينة على خير ما كانت ، لا يغشاها إلا العوافي - يريد عوافي السباع والطير - وآخر
من يُحْشَرُ راعيان من مُزَينة ، يريدان المدينة، ينعقان بغنمهما ،فيجدانها وحشاً ، حتى إذا بلغا ثنيَّة الوداع ؛ خَرَّا على وجوههما " رواه البخاري. وهذا الأمر سيحدث بعد أن تاخذ الريح الطيبة
كل نفس مؤمنة على وجه الأرض، فلا يبقى إلا شرار الناس ،فتخرب المدينة ، ولا يبقى فيها من المؤمنين أحد ، فتغشاها السباع والعوافي
.
روى الإمام مالك
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
:
" لتترُكُنَّ المدينة على أحسن ما كانت ، حتى يدخل الكلب أو الذئب ، فيغذي علي بعض سواري المسجد ،أو على المنبر " فقالوا يا رسول الله ! فلمن تكون الثمار ذلك الزمان ؟ قال
: " للعوافي الطير والسباع".
اي خاليه من الناس
او من الوحوش قد سكنتها والله اعلم.
قال ابن كثير
: " والمقصود أن المدينة تكون باقية عامرة أيام الدجَّال ، ثم تكون كذلك في زمان
عيسى ابن مريم عليه الصلاة و السلام ، حتى تكون وفاته بها ، ثم تخرب
بعد ذلك" .
أي بعد أن تقبض
الريح الطيبة أرواح المسلمين ، - والتي هي من أشراط الساعة الصغري أيضا- فلا يبقي علي
وجه الأرض مسلم يقول الله الله . ثم ذكر حديث جابر رضي الله عنه ؛ قال
: أخبرني عمر بن الخطاب ؛ قال
: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول : " ليسيرن الراكب بجنبات المدينة ، ثم ليقولَنَّ : لقد كان في هذا حاضرٌ من المسلمين كثير" رواه الإمام أحمد .
وقال الحافظ ابن
حجر :" روى عمر بن شبَّة بإسناد صحيح عن عوف بن مالك ؛ قال : دخل
رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ، ثم
نظر إلينا ، فقال : " أما والله ليدعنها أهلها مذلله أربعين عاما للعوافي ، أتدرون ما العوافي؟ الطير والسباع " ثم قال ابن حجر : " وهذا لم يقع قطعا
" .
فدل هذا على أن
خروج الناس من المدينه بالكلية يكون في آخر الزمان ، بعد خروج الدجال ، ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام ، ويحتمل أن
يكون ذلك عند خروج النار التي تحشر الناس ، وهي آخر أشراط الساعة، وأول العلامات الدالة
على قيام الساعة ، فليس بعدها إلا الساعة ويؤيد ذلك كون آخر من يحشر يكون منها
؛كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه : " وآخر من يُحْشَر
راعيان من مزينة ، يريدان المدينة ، ينعقان بغنمهما فيجدانها وحشاً " ؛ أي : خالية من الناس ،
أو أن الوحوش قد سكنتها ، والله أعلم
No comments:
Post a Comment