13- ) شخصيات من القرلآن الكريم
مؤمن آل ياسين
من الرجل المقصود في الآية :
وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى ؟
قال الله عز و جل : { وَجَاء
مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا
الْمُرْسَلِينَ } ، ( سورة يس : 20 ) .
الرجل الذي جاء من أقصى
المدينة هو حبيب النجار مؤمن آل يس .
روى إبن عباس عن النبي ( صلى
الله عليه و آله ) أنه قال : " الصديقون ثلاثة : حبيب النجار مؤمن آل يس
، قال: { يا قوم اتبعوا المرسلين } ، و حزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال
: { أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله } ، و علي بن أبي طالب و هو أفضلهم
،
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
حبيب نجار أو حبيب النجار أو
مؤمن آل ياسين هو رجل صالح كان يسكن قرية في بلاد الشام قيل أنها انطاكيا، وقد جاء
ذكره دون تسمية في القرآن: (وَجَاءَ مِنْ
أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ
) 20
حبيب النجار في القران
وصف الله حال القرية التي كان
يسكنها حبيب النجار:
(وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ
جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ -13.إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ
فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ
-14. قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ
مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ -15. قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ
إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ -16. وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ
-17. قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ
وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ -18. قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ
أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ19.
قصة مؤمن آل ياسين
أخبر الله في آيات سورة يس أنه
أرسل إلى أهل قرية اثنين من الرسل يدعوانهم إلى عبادة الله تعالى وحده وترك عبادة
الأصنام التي لا تضر ولا تنفع، فبادروهما أهل القرية بالتكذيب، فعززهما الله
وقواهما برسول ثالث، وعندما قال المكذبون من أهل القرية ما قالوا من التكذيب، قالت
لهم رسلهم إنا رسل الله إليكم ولو كنا كذبة عليه لانتقم منا أشد الانتقام ولكنه
سيعزنا وينصرنا عليكم وستعلمون لمن تكون عاقبة الدار، ولكن أهل القرية تمادوا في
طغيانهم وراحوا يتطيرون بهؤلاء المرسلين ويقولون كما قال قتادة إن أصابنا شر فإنما
هو من أجلكم وإنكم إذا لم تنتهوا فسوف نرجمكم بالحجارة وسيصيبكم منا عقوبة شديدة،
فقالت لهم رسلهم إن طائركم معكم مردود عليكم وأنتم ما قابلتمونا بهذا الكلام
وتوعدتمونا وتهددتمونا إلا من أجل أنا ذكرناكم وأمرناكم بتوحيد الله وإخلاص
العبادة له بل أنتم قوم مسرفون لتطيركم وكفركم وفسادكم .
وقد قيض الله لهؤلاء الرسل من
يدافع عنهم فجاءهم رجل من أقصى المدينة يسعى لينصرهم من قومه، قيل إن اسمه حبيب
النجار، وكان رجلًا سقيمًا قد أسرع فيه الجذام وكان كثير الصدقة يتصدق بنصف كسبه
مستقيم الفطرة، وقيل كان منزله عند أقصى باب من أبواب المدينة وكان يعكف على عبادة
الأصنام سبعين سنة يدعوهم لعلهم يرحمونه ويكشفون ضره، فلما أبصر الرسل دعوه إلى
عبادة الله فقال هل من آية؟ قالوا: نعم ربنا على ما يشاء قدير وهذه لا تنفع شيئا
ولا تضر، فآمن ودعوا ربهم فكشف الله ما به كأن لم يكن به بأس، فحينئذ أقبل على
التكسب فإذا أمسى تصدق بكسبه فأطعم عياله نصفا وتصدق بنصف.
فلما همّ قومه بقتل الرسل
جاءهم فوعظهم أحسن ما تكون الموعظة وذكرهم بحق الله من العبادة والتعظيم فقتلوه
فما خرجت روحه إلا إلى الجنة فدخلها: وفيه قول الله له: {قِيلَ ادْخُلِ
الجَنَّةَ}، فلما شاهدها قال: {يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي
رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ المُكْرَمِينَ} قال الإمام القرطبي: والظاهر من الآية أنه
لما قتل قيل له ادخل الجنة، وقال قتادة بن دعامة: أدخله الله الجنة وهو فيها حي
يرزق أراد قوله تعالى :{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ
أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}.
حديث الصديقون ثلاثة
ورد حديث بلفظ الصديقون ثلاثة
حبيب النجار مؤمن آل يس الذي قال ياقوم اتبعوا المرسلين وحزقيل مؤمن آل فرعون الذي
قال أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وعلي بن أبي طالب وهو أفضلهم، قال الألباني في
كتاب السلسلة الضعيفة الحديث رقم 355 أنه حديث موضوع.
المراجع
مفكرة الإسلام قصة مؤمن آل ياسين نسخة محفوظة 26 يوليو 2017 على موقع واي
باك مشين.
إسلام ويب حبيب النجار مؤمن آل ياسين نسخة محفوظة 03 يوليو 2017 على موقع
واي باك مشين.
موقع الدولة الإسلامية أحاديث (المناقب والمثالب تعبير الرؤيا) من كتب
الشيخ الألباني نسخة محفوظة 13 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.
﴿ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى
الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ﴾ سورة
يس: 20
التفسير الميسر
وجاء من مكان بعيد في المدينة
رجل مسرع (وذلك حين علم أن أهل القرية هَمُّوا بقتل الرسل أو تعذيبهم)، قال: يا
قوم اتبعوا المرسلين إليكم من الله، اتبعوا الذين لا يطلبون منكم أموالا على إبلاغ
الرسالة، وهم مهتدون فيما يدعونكم إليه من عبادة الله وحده. وفي هذا بيان فضل مَن
سعى إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
المختصر في التفسير : شرح
المعنى باختصار
وجاء من مكان بعيد من القرية
رجل مسرع خوفًا على قومه من تكذيب الرسل وتهديدهم بالقتل والإيذاء، قال: يا قوم،
اتبعوا ما جاء به هؤلاء المرسلون.
تفسير الجلالين : معنى و تأويل
الآية 20
«وجاء من أقصا المدينة رجل» هو حبيب النجار كان قد آمن
بالرسل ومنزله بأقصى البلد «يسعى» يشتد عدوا لما سمع بتكذيب القوم الرسلَ «قال يا
قوم اتبعوا المرسلين».
تفسير السعدي : وجاء من أقصى
المدينة رجل يسعى قال ياقوم
( وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى
الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى ) حرصا على نصح قومه حين سمع ما دعت إليه الرسل وآمن
به، وعلم ما رد به قومه عليهم فقال [لهم]: { يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ
} فأمرهم باتباعهم ونصحهم على ذلك، وشهد لهم بالرسالة.
تفسير البغوي : مضمون الآية 20
من سورة يس
قوله عز وجل : ( وجاء من أقصى
المدينة رجل يسعى ) وهو حبيب النجار ، وقال السدي : كان قصارا ، وقال وهب : كان
رجلا يعمل الحرير ، وكان سقيما قد أسرع فيه الجذام ، وكان منزله عند أقصى باب من
أبواب المدينة ، وكان مؤمنا ذا صدقة يجمع كسبه إذا أمسى فيقسمه نصفين فيطعم نصفا
لعياله ويتصدق بنصف ، فلما بلغه أن قومه قصدوا قتل الرسل جاءهم ( قال ياقوم اتبعوا
المرسلين )
التفسير الوسيط : ويستفاد من
هذه الآية
وقوله- سبحانه -: وَجاءَ مِنْ
أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى ...
معطوف على كلام محذوف يفهم من
سياق القصة، والتقدير:وانتشر خبر الرسل بين أصحاب القرية، وعلم الناس بتهديد بعضهم
لهم وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ أى من أبعد مواضعها رَجُلٌ يَسْعى أى: رجل
ذو فطرة سليمة، يسرع الخطا لينصح قومه، وينهاهم عن إيذاء الرسل ويأمرهم باتباعهم.
قالوا: وهذا الرجل كان اسمه
حبيب النجار، لأنه كان يشتغل بالنجارة.
وقد أكثر بعض المفسرين هنا من
ذكر صناعته وحاله قبل مجيئه، ونحن نرى أنه لا حاجة إلى ذلك، لأنه لم يرد نص صحيح
يعتمد عليه فيما ذكروه عنه.
ويكفيه فخرا هذا الثناء من
الله-تبارك وتعالى- عليه بصرف النظر عن اسمه أو صنعته أو حاله، لأن المقصود من هذه
القصة وأمثالها في القرآن الكريم هو الاعتبار والافتداء بأهل الخير.
وعبر هنا بالمدينة بعد التعبير
عنها في أول القصة بالقرية للإشارة إلى سعتها، وإلى أن خبر هؤلاء الرسل قد انتشر
فيها من أولها إلى آخرها.
والتعبير بقوله: يَسْعى: يدل
على صفاء نفسه، وسلامة قلبه، وعلو همته، ومضاء عزيمته، حيث أسرع بالحضور إلى الرسل
وإلى قومه، ليعلن أمام الجميع كلمة الحق، ولم يرتض أن يقبع في بيته- كما يفعل
الكثيرون- بل هرول نحو قومه، ليقوم بواجبه في الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.
وقوله-تبارك وتعالى-: قالَ يا
قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ بيان لما بدأ ينصح قومه به بعد وصوله إليهم.
أى: قالَ لقومه على سبيل
الإرشاد والنصح يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ الذين جاءوا لهدايتكم إلى
الصراط المستقيم، ولإنقاذكم من الضلال المبين الذي انغمستم فيه.
وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى
قال ياقوم: تفسير ابن كثير
قال ابن إسحاق - فيما بلغه عن
ابن عباس وكعب الأحبار ووهب بن منبه - : إن أهل القرية هموا بقتل رسلهم فجاءهم رجل
من أقصى المدينة يسعى ، أي: لينصرهم من قومه - قالوا : وهوحبيب ، وكان يعمل الجرير
- وهو الحبال - وكان رجلا سقيما قد أسرع فيه الجذام ، وكان كثير الصدقة ، يتصدق
بنصف كسبه ، مستقيم النظرة .
وقال ابن إسحاق عن رجل سماه ،
عن الحكم ، عن مقسم - أو : عن مجاهد - عن ابن عباس قال : [ كان ] اسم صاحب يس
حبيبا ، وكان الجذام قد أسرع فيه .
وقال الثوري ، عن عاصم الأحول
، عن أبي مجلز : كان اسمه حبيب بن مرى .
وقال شبيب بن بشر ، عن عكرمة ،
عن ابن عباس [ أيضا ] قال : اسم صاحب يس حبيب النجار ، فقتله قومه .
وقال السدي : كان قصارا . وقال
عمر بن الحكم : كان إسكافا . وقال قتادة : كان يتعبد في غار هناك .
{ قال ياقوم اتبعوا المرسلين }
: يحض قومه على اتباع الرسل الذين أتوهم
تفسير القرطبي : معنى الآية 20
من سورة يس
قوله تعالى : وجاء من أقصى
المدينة رجل يسعى هو حبيب بن مري وكان نجارا .
وقيل : إسكافا .
وقيل : قصارا .
وقال ابن عباس ومجاهد ومقاتل :
هو حبيب بن إسرائيل النجار وكان ينحت الأصنام ، وهو ممن آمن بالنبي - صلى الله
عليه وسلم - وبينهما ستمائة سنة ، كما آمن به تبع الأكبر وورقة بن نوفل وغيرهما .
ولم يؤمن بنبي أحد إلا بعد
ظهوره .
قال وهب : وكان حبيب مجذوما ،
ومنزله عند أقصى باب من أبواب المدينة ، وكان يعكف على عبادة الأصنام سبعين سنة
يدعوهم ، لعلهم يرحمونه ويكشفون ضره فما استجابوا له ، فلما أبصر الرسل دعوه إلى
عبادة الله ، فقال : هل من آية ؟ قالوا : نعم ، ندعو ربنا القادر فيفرج عنك ما بك .
فقال : إن هذا لعجب! أدعو هذه
الآلهة سبعين سنة تفرج عني فلم تستطع ، فكيف يفرجه ربكم في غداة واحدة ؟ قالوا :
نعم ، ربنا على ما يشاء قدير ، وهذه لا تنفع شيئا ولا تضر .
فآمن ودعوا ربهم فكشف الله ما
به ، كأن لم يكن به بأس ، فحينئذ أقبل على التكسب ، فإذا أمسى تصدق بكسبه ، فأطعم
عياله نصفا وتصدق بنصف ، فلما هم قومه بقتل الرسل جاءهم .
ف " قال يا قوم اتبعوا
المرسلين " الآية .
وقال قتادة : كان يعبد الله في
غار ، فلما سمع بخبر المرسلين جاء يسعى ، فقال للمرسلين : أتطلبون على ما جئتم به
أجرا ؟ قالوا : لا ، ما أجرنا إلا على الله .
قال أبو العالية : فاعتقد
صدقهم وآمن بهم وأقبل على قومه ف قال ياقوم اتبعوا المرسلين .
ابن عاشور : وَجَاءَ مِنْ
أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ
وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى
الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) عطف
على قصة التحاور الجاري بين أصحاب القرية والرسل الثلاثة لبيان البون بين حال
المعاندين من أهل القرية وحاللِ الرجل المؤمن منهم الذي وعظهم بموعظة بالغة وهو من
نفر قليل من أهل القرية .
فلك أن تجعل جملة { وجاء من
أقصا المدينة } عطفاً على جملة { جاءها المرسلون } [ يس : 13 ] ولك أن تجعلها
عطفاً على جملة { فقالوا إنا إليكم مرسلون } [ يس : 14 ] .
والمراد بالمدينة هنا نفس
القرية المذكورة في قوله : { أصحاب القرية } [ يس : 13 ] عُبر عنها هنا بالمدينة
تفنناً ، فيكون { أقصا } صفة لمحذوف هو المضاف في المعنى إلى المدينة . والتقدير :
من بَعيد المدينة ، أي طرف المدينة ، وفائدة ذكر أنه جاء من أقصى المدينة الإِشارة
إلى أن الإِيمان بالله ظهر في أهل ربض المدينة قبل ظهوره في قلب المدينة لأن قلب
المدينة هو مسكن حكامها وأحبار اليهود وهم أبعد عن الإِنصاف والنظر في صحة ما
يدعوهم إليه الرسل ، وعامة سكانها تبع لعظمائها لتعلقهم بهم وخشيتهم بأسهم بخلاف
سكان أطراف المدينة فهم أقرب إلى الاستقلال بالنظر وقلة اكتراثثٍ بالآخرين لأن
سكان الأطراف غالبهم عملة أنفسهم لقربهم من البدو .
وبهذا يظهر وجه تقديم { من
أقصا المدينة } على { رجل } للاهتمام بالثناء على أهل أقصى المدينة . وأنه قد يوجد
الخير في الأطراف ما لا يوجد في الوسط ، وأن الإِيمان يسبق إليه الضعفاء لأنهم لا
يصدهم عن الحق ما فيه أهل السيادة من ترف وعظمة إذ المعتاد أنهم يسكنون وسط
المدينة ، قال أبو تمام : كانت هي الوسطَ المحميّ فاتصلت بها الحوادث حتى أصبحت
طرَفا ... وأما قوله تعالى في سورة القصص ( 20 ) { وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى
} فجاء النظم على الترتيب الأصلي إذ لا داعي إلى التقديم إذ كان ذلك الرجل ناصحاً
ولم يكن داعياً للإِيمان .
وعلى هذا فهذا الرجل غير مذكور
في سفر أعمال الرسل وهو مما امتاز القرآن بالإعلام به . وعن ابن عباس وأصحابه وجد
أن اسمه حبيب بن مرة قيل : كان نجاراً وقيل غير ذلك فلما أشرف الرسل على المدينة
رآهم ورأى معجزة لهم أو كرامة فآمن . وقيل : كان مُؤمناً من قبل ، ولا يبعد أن
يكون هذا الرجل الذي وصفه المفسرون بالنِجّار أنه هو ( سمعان ) الذي يدعى (
بالنيجر ) المذكور في الإِصحاح الحادي عشر من سفر أعمال الرسل وأن وصف النجار محرف
عن ( نيجر ) فقد جاء في الأسماء التي جرت في كلام المفسرين عن ابن عباس اسم شمعون
الصفا أو سمعان . وليس هذا الاسم موجوداً في كتاب أعمال الرسل .
ووصفُ الرجل بالسعي يفيد أنه
جاء مسرعاً وأنه بلغه همُّ أهل المدينة برجم الرسل أو تعذيبهم ، فأراد أن ينصحهم
خشيةً عليهم وعلى الرسل ، وهذا ثناء على هذا الرجل يفيد أنه ممن يُقتدَى به في
الإِسراع إلى تغيير المنكر .
وجملة قال يا قوم } بدل اشتمال
من جملة «جاء رجل» لأن مجيئه لما كان لهذا الغرض كان مما اشتمل عليه المجيء
المذكور .
وافتتاح خطابه إياهم بندائهم
بوصف القومية له قُصد منه أن في كلامه الإِيماء إلى أن ما سيخاطبهم به هو محْض
نصيحة لأنه يحِب لقومه ما يحِب لنفسه .
والاتباع : الامتثال ، استعير
له الاتّباع تشبيهاً للآخِذِ برأي غيره بالمتبععِ له في سيره .
والتعريف في { المرسلين }
للعهد .
إعراب القرآن : وَجَاءَ مِنْ
أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ
«وَجاءَ» الواو عاطفة وماض مبني على الفتح «مِنْ أَقْصَا»
متعلقان بالفعل قبلهما «الْمَدِينَةِ» مضاف إليه «رَجُلٌ» فاعل جاء والجملة معطوفة
«يَسْعى » مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر والجملة صفة لرجل «قالَ»
الجملة مستأنفة «يا» أداة نداء «قَوْمِ» منادى مضاف لياء المتكلم المحذوفة للتخفيف
وحركت بالكسر لمناسبة الياء المحذوفة والمنادى في محل نصب «اتَّبِعُوا
الْمُرْسَلِينَ» أمر وفاعله ومفعوله.
No comments:
Post a Comment