Grammar American & British

Saturday, February 25, 2023

14 - ) شخصيات من القرآن الكريم - امرأتى لوط ونوح عليهما السلام

14- ) شخصيات من القرآن الكريم

امرآتى لوط ونوح عليهما السلام 

امرأة نوح وامرأة لوط.. خانتا زوجيهما نبيي الله

امرأة نوح وامرأة لوط.. كانتا تحت عبدين من عباد الله فخانتاهما، وهذان العبدان هما نبيا الله نوح ولوط، وكان اختيار هاتين الشخصيتين الكافرتين لحكمة إلهية معجزة أن تكون هذه الشخصية زوج نبي كريم اصطفاه الله واختاره بالوحي والرسالة يبلغ بها الناس عن ربهم ما يصلح دينهم ودنياهم، لتكون الحكمة أبلغ، فلا يدفع عن أهل الفسق والفجور إيمان قريب أو زوج، أو صلاح ولد أو ولي، كما لا يضر نبي أو صالح أن يكون وليه وقريبه فاسقا معاديا لدين الله. ورد ذكر المرأتين في القرآن الكريم تعريضاً بكفار مكة، الذين استهزؤوا وقالوا إن محمدا يشفع لنا، ومثلاً لهم ليتداركوا أنفسهم فلا يكون لهم نفس المصير، حتى يتبين للناس أنه لا تنفع شفاعة نوح لامرأته ولوط لامرأته، لأنهما كانتا منافقتين خائنتين معاديتين لدين الله وأنبيائه، ومع شدة قربهما، فقد قاما بالخروج عليهما بالكفر والعصيان مع تمكنهما من الطاعة والإيمان. كان نوح ولوط ينصحان زوجيهما مراراً، ليلاً ونهاراً، في السر والعلانية، في الرضا أو الغضب، من دون نفع أو إجابة، فالأنبياء عليهم الصلاة والسلام يكونون أحرص الناس على الإيمان، فالنبي هو الداعية الأول والقدوة المثلى، فكان حرصه على زوجه أولى وكان عليهما مصاحبة وملازمة زوجيهما. ما يدل على كفرهما أنهما بذلا المال والنفس في الكيد لدين الله ومحاربة أوليائه، قال تعالى: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ)، «سورة التحريم: الآية 10»، قال الرازي: خيانتهما، أي نفاقهما وإخفائهما الكفر وتظاهرهما على الرسولين، فامرأة نوح قالت لقومه إنه مجنون، وامرأة لوط كانت تدل على ضيوفه إذا حلوا به ليعتدي عليهم قومه. قال الطبري: مثّل الله مثلاً للذين كفروا من الناس وسائر الخلق امرأة نوح وامرأة لوط، ولم يغن نوح ولوط عن امرأتيهما من الله شيئاً ولم ينفعهما إن كان أزواجهما أنبياء، وفي كتاب «فتح الرحمن»، إنهما لم تكونا كافرتين ككثير من الأمم، وإنما هما مضرب الأمثال في الكفر. كانت امرأة نوح كافرة بالله ورسوله، فأمر الله تعالى ألا يأخذها نوح معه في سفينته، لما أوحى الله إليه أن يحمل معه من كل زوجين اثنين وأهله، ومن آمن معه على قلة عددهم، قال تعالى: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ)، «سورة هود: الآية 40»، ذكر ابن كثير، هم أهل بيته وقرابته إلا من سبق عليه القول منهم ممن لم يؤمن بالله فكان منهم ابنه، وامرأته. ولم تكن امرأة لوط أفضل مصيرا، قال تعالى: (قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ)، «سورة العنكبوت: الآية 32»، لما أخبرت الملائكة لوطاً عليه السلام بنجاته هو وأهله المؤمنين استثنوا امرأته الكافرة لأنها ستكون مع القوم المعذبين قالوا للوط: «ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم»، وقالوا: (... إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ)، «سورة العنكبوت: الآية 33». قال الشوكاني في «فتح القدير»: امرأته من الباقين في القرية التي سينزل بها العذاب فتعذب من جملتهم ولا تنجو مع من نجا. اختارت امرأة لوط الكفر بالله ولم تتأثر بإيمان ونبوة زوجها ولم تدخل في دينه، وآثرت أن تكون على دين قومها الكافرين، وتخلفت مع القوم الهالكين ولم تسر مع أهل لوط المؤمنين الناجين.

أما امرأة لوط فكانت أيضاً تحت عبد صالح، قيلَ إنَّ اسمها فى بعض التقاليد اليهودية "آدو أو إديث"، وقد وردت فى القرآن الكريم فى سورة التحريم، مع امرأة النبى نوح كما ذكرنا سالفنا، والنبى لوط بن هاران بن تارخ ابن أخ سيِّدنا إبراهيم، عليه السلام، يُعتَقد أنَّه عاشَ 175 سنة، وسُمِّي بلوط لأنَّ حبَّه "لاطَ" أى تعلق بقلبِ نبى الله إبراهيم، الذى كان يحبه كثيرا، وقد خرجَ من أرضِ بابلَ مع عمِّه إبراهيم مؤمنًا به تابعًا له في دينه وهاجر معهُ إلى الشام ثم اختاره الله نبيا على أهل سدوم بالأردن ليبلغ رسالته بهداية قوم يفعلون الفاحشة، حيث يأتون الرجال دون النساء، وهو فعل لم يأته أحد من قبل، ويقطعون الطريق على أى عابر، وقد حاول نبى الله أن يثنيهم عن طريق الضلال دون جدوى، ومن جانبهم حاولوا الإيقاع بلوط فلم يجدوا طريقة إلا اختراق بيته وتحديدا تجنيد زوجته.

وتقول القصص إن عجوزا من أهل القرية قررت أن تقوم بهذا الدور فأخذت بعض العملات الذهبية والفضية وذهبت إلى بيت لوط متعللة بعدم معرفة أهل البيت، وسألت زوجته عما كانت متزوجة أم لا، فأجابت بأنها زوجة لوط ولديها ابنتان هما "أريثا، زغرتا"، فقالت لها العجوز : "أنت صغيرة وجميلة فلماذا تعيشين فى هذا البيت الفقير وأهل القرية من الأثرياء يعيشون فى رغد من الحياة وعرضت عليها النقود وتركتها تفكر وبالفعل بدأت تدل القوم على الضيوف الذين يترددون على لوط عليه السلام للسماع إلى رسالته، وكان النبى لوط يحميهم منهم إلى أن كانت ابنتاه ذات يوم تتزودان بالماء ورأتا رجالا غرباء فى أبهى صورة سألوا عن مكان للمبيت فأشارت عليهم إحداهما بالبقاء فى مكانهم حتى تأتيهم بخبر، وذهبت لوالدها تقص عليه ما حدث وتخبره أنها تخشى عليهم من بطش القوم بهم إذا رأوهم أن يفعلوا بهم الفاحشة كعادتهم مع الغرباء، فطلب منها اصطحابهم إلى البيت وعندما شاهدتهم زوجته أسرعت بإخبار القوم بقدوم شباب حسان لم تَر فى جمالهم قط ضيوف لوط فحضروا مسرعين وظلوا يطرقوا الباب بعنف شديد ما أخاف النبى لوط، لكن سيدنا جِبْرِيل أحد ضيوف لوط تجلى فى صورته الحقيقية ليطمئن لوط ويقال إنه ضرب بجناحيه المندفعين فأعماهم ففروا متوعدين لوط وضيوفه وهم الملائكة ميكائيل وإسرافيل، وهنا طلب الضيوف من لوط أن يخرج بأهل بيته ليلا ولا يلتفت أحد منهم خلفه، يقول المولى عز وجل: {قَالُوا يَالُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ} وبالفعل هلك قوم لوط أجمعين.

 

No comments:

214- ] English Literature

214- ] English Literature D. H. Lawrence Summary D.H. Lawrence (1885-1930)  is best known for his infamous novel 'Lady Chatterley'...