Grammar American & British

Sunday, May 16, 2021

دراسات تاريخية - البهائية فرقة ضالة ( 13 )

 دراسات تاريخية 


البهائية فرقة ضالة ( 13 ) 

البهائية نشأت فى ايران سنة 1844 م – 1260 هجرية ودعمها الاستعمار البريطانى وكانت من ورائها اليهودية ولازالت ، هذه الفرقة تقوى فى ديار المسلمين ولها وجود قوى فى العراق وفى كثير من البلدان ، والآن لها وجود فى فلسطين المحتلة .ترتبط البهائية تاريخياً بوقت إعلان الدعوة البابية في مدينة شيراز، إيران سنة 1844 م واول آمن بها الملا حسين بشروئي كانت البابية قد تأسست على يد علي بن محمد رضا الشيرازي الذي أعلن أنه الباب “لمن يظهره الله” وأنه هو المهدي المنتظر و  أمن 17 رجلاً، و امرأة واحدة تعرف بالطاهرة أو قرة العين ومنح هؤلاء الثمانية عشر شخصا لقب حروف الحي ومن الذين أيدوا دعوة الباب وكان لهم تأثير بالغ في تطورها شاب من النبلاء يدعى ميرزا حسين علي النوري  الملقب ببهاء الله وهو مؤسس الديانة البهائية  نفت الدولة العثمانية بهاء الله في سنة 1868م إلى مدينة عكا في فلسطين ليسجن في قلعتها و حذر السلطان  سكان المدينة من خطورة التعامل مع البهائية و اتهمهم بالزندقة والإلحاد.

أسسها على محمد رضا الشيرازى وأعلن عن نفسه أنه ( الباب ) ، ولما مات قام بالأمر من بعده الميرزا حسين على الملقب بالبهاء وسمى أتباعه بالبهائيين نسبة له ، وله كتاب أسمه الأقدس وتوفى البهاء فى سنة 1892 م ، وهناك شخصيات لها أثر فى معتقدهم من أهمها امرأة تسمى " قرة العين " انفصلت عن زوجها بحثا عن المتعة وفرت عنه وعقدت مؤتمرا سنة 1269 هجرية أعلنت فيه أن شريعة البهاء نسخت الاسلام ، ومن أعلامهم رجل يسمى " على " وهو الملقب عندهم بالأزل ونازع أخاه فى خلافة الباب ثم انشق عنه وله كتاب مقدس عندهم يسمى " الألواح " .

بعد محاولة الإعتداء على الشاة قضى  بهاء الله 4 شهور سجينًا في طهران، ينتظر دوره للإعدام ولكن ثبتت براءته، وأطلق سراحه، وتم إبعاده، وصودرت أمواله وبعدها  توجه بهاء الله للعراق و قرر الاعتزال في جبال السّليمانيّة متعبّدًا في خلوة دامت عامين، لم  يعرف مكانه وعندما عُرف إنهالت عليه التّوسّلات للعودة لجمع الشمل، بعد وفاة بهاء الله خلفه ابنه عبد البهاء الذى نظم و طور الديانة البهائية وبعدها اوصى بالولاية لحفيده شوقى ربانى.

2100 عرق وأقلية قبلية، و يزيد عدد البهائيّين في العالم عن خمسة ملايين، وينتشرون في شتّى بقاع العالم وينتمون إلى أجناس وأعراق وشعوب وقبائل وجنسيات متعدّدة و و يؤمن البهائيّون بأنّ إبراهيم وموسى وزرادشت وبوذا وكرشنا والمسيح ومحمد هم جميعًا رسل مبعوثون من إله واحد.

الكتاب الأقدس” ام الكتاب هو كتاب الدين البهائي المقدس  ويقولون  نزّل باللّغة العربية من قلم  بهاء الله بوحى من الله فى الالواح المقدسة، يحتوى الكتاب الأقدس على 190 نص تسمى آيات تجدها على الرابط شتمل على الحدود والأحكام والنّصائح الأخلاقيّة

http://www.alaqdas.org/Kitab-i-Aqdas_01.htm

ايضاً هنالك كتابات بهاء الدين والواح عبد البهاء ورسائل شوقى افندى تسمى عندهم بالآثار المقدسة بالإضافة الى شرح الكتاب الأقدس ،

الصلاة فى الديانة البهائية 9 صلوات نزلت الى 3 صلوات هى الصلاة الكبرى والوسطى والصغرى وصلاة الميت وصيغتها على الرابط 

http://www.alaqdas.org/supplementary_texts.htm#sup2

اتفق أغلب علماء المسلمين على ان  البهائية ليست فرقة أو مذهبا من الإسلام. وقررت المحكمة الشرعية العليا في مصر سنة 1925م أن الدين البهائي دين مستقل عن الدين الإسلامي و ينظر المسلمين  للبهائيين على أنهم كفار خارجون عن الملة وذلك لأنهم يعتقدون بأن مؤسس البهائية هو رسول موحى له جاء بعد رسالة الإسلام لأن المسلمون يؤمنون كما يؤمن العديد من أتباع الشرائع الأخرى كالمسيحيين واليهود، بأن رسالتهم هي آخر الرسالات السماوية تستند الاراء  ضد البهائيين على بيان مجمع البحوث الإسلامّية بالأزهر بتاريخ 21/1/1986 م نص http://www.islamtoday.net/bohooth/artshow-32-4539.htm

تعرض البهائيون إلى أنواع شتى من الاضطهاد منذ البداية وفي السنوات الستة الأولى قتل أكثر من 20000 من أتباع الباب في إيران و تم القاء القبض عليهم وتعذيبهم حسب أوامر الحكومة ورجال الدين  بعد معارك وحصارات دامت لمدة أشهر في بعض الأحيان كما قام رجال الدّين المسلمين الذين لم تتوافق الدعوه الجديدة مع معتقداتهم،  بتحريض عامّة الشّعب على استخدام العنف ضدّهم وحدث، وفى حادثة قام شابّان من أتباع الباب بإطلاق رصاص على موكب الشّاه خلال سير موكبه مما ادى  إلى مقتل الآلاف من أتباع الدين في كلّ  إيران .

حكم على أكثر من 200 بهائي بالإعدام منذ بداية الثورة الإسلامية في ايران عام 1979م وسجن الكثير منهم في معتقلاتها  وعذبوا كما تم الاستيلاءعلى العديد من المقابر البهائية وأماكن العبادة والأماكن المقدسة وتدميرها ولم يعد بإمكان البهائيين الاحتفاظ بمراكزهم ووظائفهم الحكومية و لم يسمح للبهائيين بدخول الجامعات  و لا يعترف بشرعية زواجهم أو وثائق التسجيل والولادة، كما تعرضوا للتحقيق والاضطهاد بإيعاز من السلطات الدينية في بعض الدول العربية .

وتشير تقديرات أخرى إلى أن عددهم لا يزيد عن بضعة آلاف ينتشرون في العديد من محافظات مصر، ويعيش الكثير منهم دون أوراق رسمية ، حيث يطلب منهم أن يختارون بين أي من الديانات الثلاث المعترف بها في مصر، وهي المسيحية والإسلام واليهودية ، ونتيجة لتمسك اتباع البهائية بمذهبهم ، فهم يرفضون أن يتم تسجيلهم في تلك الأوراق الثبوتية بديانة غير ما يعتقدون .

وقد تعايش البهائيون في مصر منذ منتصف القرن التاسع عشر ، وحتى بداية الستينيات من القرن الماضي ، حينما صدر قرار جمهوري سنة 1960 يحمل رقم 263 يقضي بإغلاق كافة المحافل والمراكز البهائية ، عقب دعوى جنائية اتهم فيها بعض الأفراد بنشر الدعوى البهائية في مصر.

ويؤكد الدكتور نبيل مصطفي وهو بهائي مصري مقيم في لندن: "نحن نؤمن بالبهائية كدين مستقل، له كل مكونات الدين المستقل التي هي الرسالة والرسول والكتب، ونحن طبعا نستند أيضا إلى الكتب السماوية السابقة، ومن ضمن الأشياء التي أثبتت استقلالية البهائية كدين قرار المحكمة الشرعية في ببا بمصر عام 1923".

وشرح ذلك بقوله: على الأقل يسري هذا الحكم على العالم الاسلامي، لأن أي محكمة شرعية لابد أن تكون لأحكامها الصبغة الشرعية، أما بالنسبة للعالم الاسلامي فلا مشكلة للبهائية من هذا النوع.

ولا يبدي الدكتور نبيل مصطفى أي تحفظ حول الرقم الذي أورده مركز الكلمة لحقوق الانسان حول عدد البهائيين في مصر، والذي قدره رئيس المركز ممدوح نخلة بـ750 ألف شخص، قائلا "إنه رقم معقول، ولكن المشكلة أننا لا نستطيع تقدير الرقم الصحيح لأننا لا نستطيع أن نثبت الديانة البهائية في سجلاتنا الرسمية، وبالتالي يصعب جدا أي إحصاء في تلك الظروف المحيطة، وهذه من الاشياء المهمة التي نطالب بها".

وأشار إلى أن "مصلحة الأحوال المدنية بوزارة الداخلية لا تسجل سوى ثلاث ديانات فقط هي الاسلام والمسيحية واليهودية، وفي السابق كان بعض البهائيين في بطاقات الهوية الشخصية يضعون خطا أو يتركون المكان فارغا أمام خانة الديانة لأننا لا نريد أن نكذب وندعي دينا غير ديننا، فنحن لا نقبل أن نضع بيانات غير صحيحة".

 تسجيل ديانتهم كان مقبولا في الماضي

ويوضح أنه "حدثت موجة اضطهاد عارمة في اوائل الثمانينيات ضد البهائيين، كانت مركزة في مصر، ولها أصداء في الدول العربية الأخرى، وبما ان الفنان حسين بيكار كان هو الشخصية المتصدرة للبهائيين في مصر، بات المستهدف الأكبر، وقد كانت ديانته البهائية مسجلة في خانة الديانة ببطاقته الشخصية، فهو بهائي من زمن طويل، وقد كان تسجيل الديانة البهائية في الأوراق الرسمية في الماضي مثل شهادات الميلاد والبطاقات الشخصية وقسائم الزواج يتم بمنتهى البساطة في مصر. أنا مثلا شهادة ميلادي مكتوب فيها أنني بهائي، وقد استمر ذلك لغاية أوائل السبعينيات، ثم اختلف الوضع وبدأ يتشدد في الفترة الأخيرة، خاصة أن البهائيين عندما اضطروا أن يغيروا بطاقات لسبب أو آخر لم يسمح لهم بكتابة ديانتهم خصوصا بعد استبدالها ببطاقات الرقم القومي".

وأضاف: "لا نريد ان تكون في سجلاتنا بيانات غير صحيحة، وكل ما نأمله ان يتركوا هذه الخانة بالنسبة لنا فارغة ولا نطمح لأكثر من ذلك حتى لا نحرج أية جهة حكومية أو غير حكومية".

ويشير إلى القرار الجمهوري 263 الذي صدر عام 1960 بالغاء المحافل والادارات البهائية.. "كان مفهوما في البداية بأنه قرار اداري لا يؤثر على النواحي الأخرى أو الحقوق المدنية، ومع الوقت أخذت تترتب عليه اعتبارات لا أعرف ما اذا كانت مبنية على قوانين أو لوائح ادارية في داخل الادارات الحكومية. وبناء عليه ازدادت الضغوط والاصرار على عدم تسجيل كلمة "البهائية" وألا تذكر سوى الديانات الثلاث (المعترف بها) ، وهذا الذي حصل تدريجيا على مر سنين وليس مرة واحدة".

حظيرة بهائية كبيرة في العباسية

وأضاف " قبل هذا القرار الجمهوري كان هناك عدد من المحافل وحظائر القدس، فهناك نوعان من أماكن العبادة للبهائيين، أولها المعابد الكبيرة مثل الموجودة في الهند وشيكاغو وسيدني وبنما وكمبالا باوغندا، وهذه مفتوحة لجميع الديانات ولأي شخص يريد أن يتعبد بطريقته وليس بالطريقة البهائية فقط".

و أوضح أن "حظائر القدس شبه مراكز ادارية تعقد فيها اجتماعات لمجموعة البهائيين المحيطين بها، فمثلا كانت عندنا في مصر بحي العباسية حظيرة قدس بنيت لذلك الهدف، لها رونقها ومكانتها". مشيرا إلى أنه ليس عند البهائيين ما يشابه الجوامع او الكنائيس بالمعنى المعروف لهذه الأماكن الدينية.

ويشير إلى أنه قبل فتوى الأزهر بخصوص البهائية عام 2003 كانت هناك فتاوى أزهرية وأخرى لهيئة كبار العلماء، وكان يرد عليها المحفل المركزي البهائي الذي كان موجودا لعموم مصر في ذلك الوقت، إلى جانب المحافل المحلية في القاهرة والاسكندرية وبورسعيد والاسماعيلية وطنطا وأماكن اخرى كثيرة.

ويستطرد بأنه لا توجد للبهائية زعامة روحية في أي مكان، وكل أعمال البهائيين فردية بالاضافة إلى الادارات المنتخبة.. "فمثلا قد أكون انا هذا العام عضوا منتخبا في المحفل البهائي في لندن، وفي العام التالي لا أكون، دون أن يعني أنه ليس لي رأي أو كلمة، ذلك أنه متاح لي ذلك في الاجتماعات التسعة عشرية".

زواج البهائيين مشكلة شائكة

وعن الزواج يؤكد أنها مشكلة شائكة جدا.. "فعندنا الزواج يشترط رضا الطرفين وموافقة الوالدين من الجانبين إذا كانا على قيد الحياة، وهذا هو الركن الأول، والثاني أننا نريد أن نظهر كأسرة محترمة مقدسة للحياة الزوجية متمتعة بكل العناصر المعروفة والشرعية، وعدم الاعتراف بديانتنا له تداعيات كثيرة على الاولاد خاصة في شهادات الميلاد وفي المدارس".

وقال إن البهائية لا تضع أي قيود على الزواج من الديانات الأخرى. "لكن المفروض إذا وجدنا في مكان يسمح بأن نذكر ديانتنا أن نفعل ذلك، أي أن الشرط الوحيد أن لا يدعي الشخص البهائي ديانة أخرى، وهذا لا يعني أنني اذا تزوجت غير بهائية أن تسجل هي أيضا أنها بهائية، فهي حرة في الديانة التي تسجلها لنفسها، ولكن في أغلب الأحيان يكون الزواج مدنيا كما في أمريكا وأوروبا حيث يتم بدون ذكر أي دين، وبعد ذلك إذا أراد الزوجان أن يتم زفافهما بالمراسم الدينية فهما حران ولهما هذا".

وما إذا كانت فتوى الأزهر التي تحرم ضمنا زواج المسلمة من بهائي تجعله في ظل عدم الاعتراف بديانته يدعي أنه مسلم، أجاب الدكتور نبيل مصطفى بأن "الأمانة والاخلاص يحتمان عليه أن يذكر عند التقدم للطرف الآخر أن يذكر ديانته، فالزواج البهائي يقوم على أسمى العلاقات الزوجية وليس مقصودا منه الجسد أو العيشة المشتركة". ويشير الدكتور نبيل مصطفى إلى "أن الابن البهائي لا يرث البهائية عن أبيه، وان علينا الانتظار إلى بلوغه 21 عاما ليكون له كافة الحقوق والواجبات".

وأضاف "أن يختار الابن البهائية دينا له أو لا يختارها فله كل الحرية في ذلك. قبل هذا طبعا نحن ننشأ في بيوت بهائية، ومن الطبع أن يكون هناك تأثير للأب والأم، وللابن أن يأخذ هذا التأثير او لا يتأثر به في أي وقت".

وقال اننا لا نتلو فقط الآيات البهائية بل القرآنية والانجيلية.. وكل الكتب نقرأها ونحن صغار، وبعد ذلك يختار الشخص ما يروق له، فعندنا عائلات كثيرة مثلا ابناؤهم ليسوا بهائيين، وعندنا بهائيون ليسوا من عائلات بهائية". وأوضح أن "مشكلة البهائيين في مصر نشأت من الناحية الادارية من حيث الحقوق المدنية، فلو حلت هذه المشكلة فان الاعتبارات الأخرى الخاصة بموقف المؤسسة الدينية الاسلامية سيكون من السهل التعامل معها".

الحياة اليومية للبهائيين في مصر

وحول طريقة تنظيم البهائيين لأنفسهم في مصر وعلاقاتهم في ظل عدم الاعتراف الرسمي بهم يقول: "على مر السنين العائلات البهائية معروفة وتتزاور، ولحسن الحظ تسمح لنا السلطات بأن نجتمع في القراءات والأدعية وغير ذلك من النواحي الروحية، وهم يعرفون جيدا أننا نفعل ذلك في الأحياء التي يقطنها بهائيون، لكننا بالطبع نراعي الاحتياط اللائق حتى لا نحرج السلطات مهما كانت الظروف قاسية تجاهنا.

وأضاف "مع الوقت يصبح معروفا لنا بأن هذا ابن فلان وتلك بنت فلان وهكذا يعرف البهائيون بعضهم، أي أن الأمور تسير ولكن ليس باللياقة التي ننشهدها".

وينفي الدكتور نبيل مصطفى وجود طابع السرية عند البهائية قائلا: "ليست موجودة بالمرة، والعكس هو الصحيح من حيث توفر العلانية التامة، فنحن منفتحون أمام أي أحد يريد أن يحضر جلساتنا الدينية والاجتماعية وغيرها. وعندنا مراكز مفتوحة في العالم كله ترحب بأي شخص يريد الجلوس معنا أو قراءة الكتب الخاصة بنا، وكذلك مواقع كثيرة جدا على الانترنت منها مواقع رسمية وأخرى غير رسمية، فهل هناك علانية في الدنيا أكثر من هذا. لا سرية عندنا ولا مانع من أن نتكلم عن البهائية في أي مكان من العالم، إلا إذا كانت قوانين البلد لا تسمح بالتحدث فلابد من احترام هذه القوانين حتى لو كانت في غير صالحنا".

ويشير إلى "أن فتوى الأزهر التي صدرت عام 2003 بتكفير الطائفة البهائية ليست هي الوحيدة، فهناك فتاوى كثيرة صدرت بهذا الخصوص أبسطها التكفير وكان من بينها الردة، وهذه الفتاوى من الأشياء المألوفة، فأي دين جديد يتعرض لمقاومة شديدة من الدين السابق، فهو جزء من منعطف التاريخ".

ويرى الدكتور نبيل مصطفى أن "عدد البهائيين في العالم يزداد باضطراد، فقد كان عددهم وفق آخر احصائية يقدر بحوالي 7 ملايين شخص، هناك تجمعات أكبر في بعض البلاد، وذلك يتوقف على تقبل الناس للأفكار البهائية".

ويوضح أن المحفل (البهائي) هو عبارة عن هيئة ادارية منتخبة من الأشخاص المعترف بهم كبهائيين والذين تزيد أعمارهم عن 21 عاما، سواء كانوا رجالا أو نساء. والانتخاب يتم على اساس صفات ومقدرة الشخص على الخدمة في هذه الهيئات وليس على أساس حملات انتخابية وتحزبات.

ويقول "في كل مكان محلي يوجد فيه تسعة بهائيين أعمارهم أكبر من 21 عاما، لهم الحق في انتخاب المحفل أو أن ينتخبوا فيه، ومجموعة البهائيين تتوخى في الشخص الروحانيات والمعرفة والمقدرة على الخدمة والادارة وهكذا".

إما على النطاق القومي أو نطاق الدولة فيوجد المحفل المركزي، وهذا ينتخب عن طريق البهائيين الذين تزيد أعمارهم عن 21 عاما والموجودين في كل أنحاء الدولة بدون حملات انتخابية أو ترشيحات، ويتم الانتخاب بسرية وشفافية، تحت اشراف هيئة تنتخب في نفس اليوم، وهناك أيضا الهيئة العالمية للبهائية.

ويؤكد أن "مهمة المحافل هي إدارة ورعاية شئون البهائيين في مناطقها، وتنتخب سنويا لأنه لا توجد عندنا محافل دائمة. وهناك الاجتماعات التسعة عشرية، ونسميها "الضيافة التسعة عشرية، وسميت كذلك لأنها تتم كل 19 يوما، وعندنا التقويم البهائي مكون من 19 شهرا وكل شهر مكون من 19 يوما".

ويوضح أن "الضيافة التسعة عشرية تشمل ثلاثة أجزاء، وهي القراءات في النواحي الروحانية، ثم مناقشة الأمور الادارية، وتلاوة قرارات المحافل والتشاور في أمور البهائيين في منطقتهم، وأخيرا الضيافة المادية وتكون حتى على الماء حسب حكم (بهاء الله). ويمكن ان يعقد هذا الاجتماع أي شخص بهائي في بيته، وقد يعقد في المركز وهكذا، وهذا النظام قائم في أي مكان في العالم، إلا في البلاد غير المسموح بها ذلك، فنحن نحترم قوانينها ولا نقيم محافل فيها".

وقال إن "الادارة البهائية تحتاج إلى مصاريف، وهذه تتم عن طريق التبرعات من البهائيين وتصرف أيضا على المشروعات الخيرية وغيرها، وهذه التبرعات تلقائية وسرية بحتة".

طقوس العبادات عند البهائيين

وأضاف: "عندنا مشاريع عالمية مثل المعابد وهذه يتم التبرع لها من البهائيين في جميع أنحاء العالم حسب مقدرتهم". مشيرا إلى أن الطقوس العبادية مثل الصلاة مختلفة عن شكلها في الديانات الأخرى، كذلك الصوم، فنحن حاليا في شهر الصوم (19يوما) من يوم 2 مارس الى يوم 20 مارس ويبدأ من شروق الشمس للغروب ويعفى منه حالات معينة مثل الحمل والولادة والهرم (كبير السن).

ويقول إن "الصلاة على ثلاثة أنواع، وكل شخص يختار الصلاة التي تناسب نوعية حياته أو حسب ظروفه وفيها ركعات وسجود، فهناك الصلاة المطولة التي تستغرق حوالي ربع ساعة مرة واحدة وفيها آيات معينة يتم تلاوتها وفي أي وقت من الأوقات. والصلاة المتوسطة التي تستغرق أكثر من ثلاث دقائق ثلاث مرات في اليوم، صباحا وظهرا وليلا، وهناك صلاة صغري تناسب الشخص ذا البرنامج اليومي المشحون، وهي عبارة عن آيتين اثنتين فقط يقولها الشخص مرة واحدة يوميا في الظهر".

وقال إن "البهائيين ممنوعين تماما من المشروبات الكحولية أو أي شئ مذهب للعقل مثل المخدرات، أما بالنسبة للأطعمة فكلها حلال". وأوضح أنه "لا يفرض على المرأة لباسا معينا وانما على الجميع رجال ونساء أن يرتدوا اللباس الذي يواكب المجتمع مع الحفاظ على اللياقة الذوقية والأخلاقية، فالمرأة تلبس ما تريد ولكن لا تكون متبرجة".

وعن حج البهائيين أشار إلى "ثلاث أماكن هامة أولها ايران فهناك مولد بهاء الله في طهران، وبعد نفيه من ايران الى العراق، اقام مدة في بغداد وكتابه المهم ودعوته الرسمية خرجا من حدائق الرضوان في بغداد، ثم حيفا في فلسطين لأنه دفن فيها، ولكن حجهم حاليا غير متاح إلا لحيفا لمن تسمح لهم ظروفهم في الدولة التي يقيمون فيها.

معتقدات البهائية

يعتقدون أن الباب هو الذى خلق كل شىء بكلمته وهو المبدأ الذى ظهرت عنه جميع الأشياء ، ويقولون أنه حل واتحد وذاب جسمه فى جميع المخلوقات ويقولون " ان من مات على صلاح بمعاييرهم ومقاييسهم فان روحه تنتقل الى شىء مشرف ، ومن مات على فساد فان روحه تنتقل الى الخنازير والكلاب وما شابه وهذا يسمى بتناسخ الأرواح .

والبهائية يقدسون رقم 19 ، والمعجزة 19 فى القرآن التى أوردتها بعض الكتب وراءها البهائية وعندهم السنة تسعة عشر شهرا ، والشهر تسعة عشر يوما ، ويقولون بنبوة بوذا وكونفوشيوشس وزرادشت وأمثالهم من حكماء الصين والهند والفرس ، ويوافقون اليهود بقولهم أن المسيح قد صلب وينكرون معجزة الأنبياء جميعا ، وينكرون حقيقة الملائكة وحقيقة الجن ، وينكرون الجنة والنار ، ويرون أن النعيم والعذاب انما بتناسخ الأرواح فحسب ، ويعتقدون أن القيامة تكون فقط بظهور البهاء ، وقبلتهم البيت الذى ولد فيه الباب بشيراز فى ايران ، ويحرمون على المرأة الحجاب ويحللون لها المتعة ، وعندهم أن المرأة مشاع لكل الناس فلا يوجد للمرأة حرمة عندهم .

وعندهم كتب يعارضون فيها القرآن الكريم وينكرون أن يكون الرسول محمد ﷺ خاتم النبيين ويرون استمرار الوحى وأنه لم ينقطع ، ويوجدون بكثرة فى ايران ولهم فى سوريا والعراق ولبنان وفلسطين والأردن وجود ولهم مدارس ، ويعتقد البهائيون أن دينهم هو دين مستقل وله كتبه المقدسة الخاصة به وله شرائعه وقوانينه ومبادئهخ وكذلك له مؤسسة ( بهاء الله ) الذى يؤمن أتباعه أنه المظهر الالهى لهذا العصر ، واستقلالية الدين البهائى وضحت بدايتها منذ سنة 1848 م عندما اجتمع ما ينيف عن 80 شخصا من البابيين الأائل فى ناحية بدشت فى شمال شرق ايران لكى يتباحثوا فى طبيعة عقيدتهم ، وتبين لهم أن لدينهم شرائع جديدة خاصة به وكتاب جديد وكان أكثرهم قبل ذلك يرون أنفسهم أتباع حركة اصلاحية أتت لتجديد الاسلام الا أنهم بعد مؤتمر بدشت أصبحوا ينظرون الى أنفسهم كأتباع دين جديد .

قرار مجمع الفقه الإسلامي الدولي في البهائية؟

ديسمبر 13, 2009 2

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين

قرار رقم: 34 (9/4) [1]

بشأن

البهائيِّة

إن مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنعقد في دورة مؤتمره الرابع بجدة في المملكة العربية السعودية من 18-23 جمادى الآخرة 1408 الموافق 6 – 11 شباط ( فبراير ) 1988م،

انطلاقاً من قرار مؤتمر القمة الإسلامي الخامس المنعقد بدولة الكويت من 26 – 29 جمادى الأولى 1407هـ، الموافق 26 – 29 كانون الثاني (يناير) 1987م، والقاضي بإصدار مجمع الفقه الإسلامي الدولي رأيه في المذاهب الهدامة التي تتعارض مع تعاليم القرآن الكريم والسنة المطهرة ،

واعتباراً لما تشكله البهائية من أخطار على الساحة الإسلامية، وما تلقاه من دعم من قبل الجهات المعادية للإسلام،

وبعد التدبر العميق في معتقدات هذه الفئة والتأكد من أن البهاء، مؤسس هذه الفرقة، يدعي الرسالة، ويزعم أن مؤلفاته وحي منزل، ويدعو الناس أجمعين إلى الإيمان برسالته، وينكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو خاتم المرسلين، ويقول إن الكتب المنزلة عليه ناسخة للقرآن الكريم، كما يقول بتناسخ الأرواح.

وفي ضوء ما عمد إليه البهاء، في كثير من فروع الفقه بالتغيير والإسقاط، ومن ذلك تغييره لعدد الصلوات المكتوبة وأوقاتها، إذ جعلها تسعاً تؤدي على ثلاث كرات، في البكورة مرة، وفي الآصال مرة، وفي الزوال مرة، وغير التيمم، فجعله يتمثل في أن يقول البهائي: (بسم الله الأطهر الأطهر)، وجعل الصيام تسعة عشر يوماً، تنتهي في عيد النيروز، في الواحد والعشرين من آذار (مارس) في كل عام، وحوّل القبلة إلى بيت البهاء في عكا بفلسطين المحتلة، وحرم الجهاد وأسقط الحدود، وسوى بين الرجل والمرأة في الميراث، وأحل الربا.

وبعد الاطلاع على البحوث المقدمة في موضوع “مجالات الوحدة الإسلامية” المتضمنة التحذير من الحركات الهدامة التي تفرق الأمة، وتهز وحدتها، وتجعلها شيعاً وأحزاباً وتؤدي إلى الردة والبعد عن الإسلام،

قرر ما يلي:

اعتبر أن ما ادعاه البهاء من الرسالة، ونزول الوحي عليه، ونسخ الكتب التي أنزلت عليه للقرآن الكريم، وإدخاله تغييرات على فروع شرعية ثابتة بالتواتر، هو إنكار لما هو معلوم من الدين بالضرورة، ومنكر ذلك تنطبق عليه أحكام الكفار بإجماع المسلمين.

ويوصي بما يلي:

وجوب تصدي الهيئات الإسلامية، في كافة أنحاء العالم، بما لديها من إمكانات، لمخاطر هذه النزعة الملحدة التي تستهدف النيل من الإسلام، عقيدة وشريعة ومنهاج حياة ..

 

 

Saturday, May 15, 2021

دراسات تاريخية - بين الخوارج والشيعة : الشيعة ( 12 )

 دراسات تاريخية

بين الخوارج والشيعة

الشيعة ( 12 )

لمحة تاريخية

أصبحت فارس ولاية اسلامية ووقع كثير من الفرس فى أيدى العرب أسرى واسترق بعضهم ووزع على العرب ودخل كثير من الفرس فى الاسلام ، وتعلم كثير منهم العربية حتى كان منهم فى الجيل الثانى من يتكلم العربية كأحد أبنائها ، ولكنهم برغم ذلك كله لم يصبحوا فى جملتهم كالعرب فى عقيدتهم ، ولا كالعرب فى عقليتهم ، بل اعتنقوا الاسلام فصبغوه بصفة الفارسية ، ولم يتجردوا من كل عقائد الدين القديم وتقاليده ففهموا الاسلام بالقدر الذى يسمح به دين قديم اعتنقه قوما أجيالا ونشأ فيه ناشئهم وشب عليه ، كذلك تعلم الكثير منهم العربية ولكن لم يترك خياله الفارسى ولم ينسى ما كان لقومه من شعر ومثل وحكمة ، كان من أثر ذلك طبيعيا أن تدخل تعاليم جديدة فى الاسلام ونزعات دينية جديدة ، ظهر أثرها فيما بعد وأظهرها فى الاسلام التشيع والتصوف .

كان للفرس مذاهب دينية وقد ذابت فى المملكة الاسلامية بعد الفتح وكثير منهم أسلموا ولم يتجردوا من كل عاقائدهم بعد الفتح التى توارثوها أجيالا وبمرور الزمن صبغوا آراءهم القديمة بصبغة اسلامية ، فنظرة الشيعة فى على رضى الله عنه وأبنائه هى نظرة آبائهم الأولين من الملوك الساسانيين .

كانت البذرة الأولى للشيعة الجماعة الذين رأوا بعد وفاة النبى ﷺ أن أهل بيته أولى الناس أن يخلفوه وأولى أهل البيت العباس عم النبى ﷺ وعلى ابن عمه ، وعلى أولى من العباس .وظهرت فكرة الدعوة لعلى بسيطة مثل الأفكار الأخرى بعد وفاة الرسول ﷺ وبحث من يخلفه حيث لم يكن هناك نص على الخليفة فترك الأمر لاعمال الرأى ولم يرد من طريق صحيح أن عليا رضى الله عنه ذكر نصا من آية أو حديث يفيد أن رسول الله ﷺ عينه للخلافة ولو كان لديه نص وذكره لبليعه الانصار والمهاجرون ، وما بين أيدينا من تاريخ يدل أن عليا رضى الله عنه بايع أبا بكر رضى الله عنه كما بايع عمر وعثمان رضى الله عنهما ، ويروى البخارى عن أبن عباس أن عليا رضى الله عنه خرج من عند النبى ﷺ فى وجعه الذى توفى فيه فقال الناس : يا أبا الحسن ! كيف أصبح رسول الله ﷺ ؟ فقال : أصبح بحمد الله بارئا ، وأخذ بيده للعباس رضى الله عنه وقال : أنت والله بعد ثلاث عبد العصا ، وأنى والله أرى رسول الله ﷺ سيتوفى من وجعه هذا ، انى لأعرف وجوه بنى عبد المطلب عند الموت فاذهب بنا اليه نسأله فيمن هذا الأمر ، فان كان فينا علمناه ، وان كان فى غيرنا كلمناه فأوصى بنا " فقال على رضى الله عنه : أما والله لئن سألناه فمنعناها لا يعطيناها الناس ، وانى والله لا أسألها " .

وكان جمع من الصحابة يرى أن عليا أفضل من أبى بكر وعمر وغيرهما رضى الله عنهما ، وذكروا أن ممن كان يرى هذا الرأى عمارا وأبا ذر وسلمان الفارسى وجابر بن عبد الله والعباس وبنيه وأبى بن كعب وحذيفة وغيرهم ، فالموضوع هو مسألة رأى وخلاف على أمر .

ولكن بعدهذا العصر تكورت الفكرة وكانت ستارا ، والحق أن التشيع كان مأوى يلجأ اليه كل من أراد هدم الاسلام لعداوة أو حقد ومن كان يريد ادخال تعاليم آبائهم من يهودية ونصرانية وزرادشتية وهندوكية ومن كان يريد استقلال بلاده والخروج على مملكته ، كل هؤلاء كانوا يتخذون حب أهل البيت ستارا يضعون وراءه كل ما شاءت أهواؤهم ، فاليهودية ظهرت فى التشيع بالقول بالرجعة وقال الشيعة " ان النار محرمة على الشيعى الا قليلا كما قال اليهود " لن تمسنا النار الا أياما معدودة " البقرة 80 ، والنصرانية ظهرت فى التشيع فى قول بعضهم : ان نسبة الامام الى الله كنسبة المسيح اليه ، وقالوا : أن اللاهوت اتحد بالناسوت فى الامام وان النبوة والرسالة لا تنقكع أبدا ، فمن اتحد به اللاهوت فهو نبى ، وتحت التشيع ظهر القول بتناسخ الأرواح وتجسيم الله والحلول ونحو ذلك من الأقوال التى كانت معروفة عند البراهمة والفلاسفة والمجوس من قبا للاسلام ، وتستر بعض الفرس بالتشيع وحاربوا الدولة الأموية وما نفوسهم الا الكره للعرب ودولتهم والسعى لاستقلالهم يقول المقريزى : واعلم أن السبب فى خروج أكثر الطوائف عن ديانة الاسلام أن للفرس كانت سعة الملك وعلو اليد على جميع الأمم وجلالة الخطر فى أنفسها بحيث أنهم كانوا يسمون أنفسهم الأحرار والأسياد ، وكانوا يعدون سائر الناس عبيدا لهم فلما أمتحنوا بزوال الدولة عنهم على أيدى العرب وكان العرب عند الفرس أقل الأمم خطرا تعاظمهم الأمر وتضاعفت لديهم المصيبة وراموا كيد الاسلام بالمحاربة فى أوقات شتى وفى كل ذلك يظهر الله الحق فرأوا أن كيده على الحيلة أنجع ، فأظهر قوم منهم الاسلام واستمالوا أهل التشيع باظهار محبة أهل البيت واستبشاع ظلم على رضى الله عنه ثم سلكوا بهم مسالك شتى حتى أخرجوهم عن طريق الهدى " ( خطط المقريزى ) .

وقد ذهب ولهوسن Wellhausin  الى أن العقيدة الشيعية نبعت من اليهودية أكثر مما نبعت من الفارسية مستدلا بأن مؤسسها هو عبد الله بن سبأ ، وهو يهودى من صنعاء أظهر الاسلام فى عهد سيدنا عثمان رضى الله عنه وكان زعيم الحركة التى قتلت سيدنا عثمان رضى الله عنه ، وقد حاول أن يفسد على المسلمين دينهم وبث فى البلاد عقائد كثيرة ضارة ، وكان قد طاف فى بلاد كثيرة فى الحجاز والبصرة والكوفة والشام ومصر وكان لقبه " أبن السوداء "

ويميل الأستاذ دوزى Dozy   الى أن أساسها فارسى ، فالعرب تدين بالحرية والفرس يدينون بالملك وبالوراثة فى البيت المالك ولا يعرفون معنى لانتخاب الخليفة وقد مات محمد ﷺ ولم يترك ولدا ، فأولى الناس بعده ابن عمه على بن أبى طالب فمن أخذ الخلافة منه كأبى بكر وعمر وعثمان والأمويين فقد اغتصبها من مستحقها وقد اعتاد الفرس أن ينظروا الى الملك نظرة فيها معنى الهى فنظروا هذا النظر نفسه الى على وذريته وقالوا ، ان طاعة الامام واجب وأن طاعته اطاعة لله ( ولا ننسى هنا عقيدة الحق الالهى التى كانت منتشرة فى العصور الوسطى فى أوربا وهى أن احاكم خليفة الله فى الأرض ويجب طاعته ) وباختصار التشيع لسيدنا على بدأ قبل دخول الفرس الاسلام ولكن بمعنى بسيط لا يحمل فلسفة أو نوايا خبيثة أو خلفيات تاريخية ، وكان يرى أن عليا رضى الله عنه أولى من غيره بخلافة الرسول ﷺ من وجهتين وهما كفاءته الشخصية وقرابته للنبى ﷺ والعرب من قديم تفخر بالرياسة وبيت الرياسة .

ولكن هذا التشيع أخذ صبغة جديدة بدخول العناصر الأخرى فى الاسلام من يهودية ونصرانية ومجوسية وأن كل قوم من هؤلاء كانوا يصبغون التشيع بصبغة دينهم ، فاليهود تصبغ الشيعة باليهودية والنصارى بالنصرانية وهكذا ، وان كان أكبر عنصر دخل فى الاسلام هو العنصر الفارسى فكان أكبر الأثر فى التشيع انما هو الفرس .

أفكار الشيعة :

1- ) الوصية

فى نظر الشيعة أن الامامة ليست من المصالح التى تفوض الى نظر الأمة ويتعين القائم بتعيينهم بل هى ركن الدين وقاعدة الاسلام ولا يجوز لنبى اغفالها ولا تفويضها الى الأمة بل يجب عليه تعيين الامام لهم ويكون معصوما من الكبائر والصغائر وان عليا رضى الله عنه هو الذى عينه صلوات الله وسلامه عليه بنصوص ينقلونها ويؤولونها على مقتضى مذهبهم لا يعرفها جهابذة السنة ولا نقلة الشريعة بل أكثرها موضوع أو مطعون فى طريقه أو بعيد عن تأويلاتهم الفاسدة "  ( مقدمة بن خلدون )

ومن همنا نشأت فكرة الوصية ولقب على بالوصى يريدون أن النبى ﷺ أوصى لعلى بالخلافة من بعده فكان وصى رسول الله ﷺ فعلى ليس الامام بطريق الانتخاب بل بطريق النص من رسول الله ﷺ وعلى أوصى لمن بعده وهكذا كل امام وصى من قبله وانتشرت كلمة الوصى بين الشيعة واستعملوها .

2- ) العصمة

يقول الشيعة بعصمة الأئمة – على ومن بعده فلا يجوز الخطأ عليهم ولا يصدر منهم الا ما كان صوابا ومنها رفع مقام على عن غيره من الصحابة حتى أبى بكر وعمر ، يقول أبن أبى الحديد فى " شرح أبن أبى الحديد على نهج البلاغة " ( يقول أصحابنا ان عليا أفضل الخلق فى الآخرة وأعلامهم منزلة فى الجنة ، وأفضل الخلق فى الدنيا ، وأكثرهم خصائص ومزايا ومناقب ، وكل من عاداه أو حاربه أو أبغضه فانه عدو الله سبحانه وتعالى وخالدا فى النار مع الكفار والمنافقين الا أن يكون ممن ثبتت توبته ومات على توليه وحبه ، فأما الأفاضل من المهاجرين والانصار الذين ولو الامامة قبله ، فلو أنه أنكر امامتهم وغضب عليهم ، فضلا على أن يشهر عليهم السيف أو يدعو الى نفسه لقلنا انهم من الهالكين كما لو غضب عليه رسول الله ﷺ وآله لأنه قد ثبت أن رسول الله ﷺ قال له ( لعلى ) : حربك حربى ، وسلمك سلمى وأنه قال : اللهم والى من والاه ، وعادى من عاداه وقال له : لا يحبك الا مؤمن ، ولا يبغضك الا منافق ، ولكنا رأيناه رضى امامتهم وبايعهم وصلى خلفهم فلم يكن لنا أن نتعدى فعله ولا نتجاوز ما اشتهر عنه ، ألا ترى أنه لما برىء من معاوية برئنا منه ؟ ، ولما لعنه لعناه ؟ ، ولما حكم بضلال أهل الشام ومن كان فيهم من بقايا الصحابة كعمرو بن العاص وعبد الله ابنه وغيرهما حكمنا أيضا بضلالهم ، والحاصل أنا لم نجعل بينه وبين النبى ﷺ الا رتبة النبوة وأعطيناه كل ما عدا ذلك من الفضل المشترك بينه وبينه ، ولم نطعن فى أكابر الصحابة الذين لم يصح عندنا أنه طعن فيهم ، وعاملناهم بما عاملهم هو عليه السلام " .

ودعاهم القول بأفضلية على وعصمته الى استعراض ما حدث من الصحابة فى بيعة أبى بكر وعمر وعثمان رضوان الله عليهم فكان من الشيعة المغالى والمقتصد ، فمنهم من اقتصر على القول بأن أبا بكر وعمر وعثمان رضى الله عنهم ومن شايعهم أخطأ ، وانهم رضوا أن يكونوا خلفاء مع علمهم بفضل على رضى الله عنه وأنه خير منهم  ، ومنهم من تغالى فكفرهم وكفر من شايعهم لأنهم وقد أوصى النبى لعلى جحدوا الوصية ومنعوا الخلافة مستحقها ، وانحدروا من ذلك الى شرح حوادث التاريخ على وفق مذهبهم وتأويل الوقائع تأويلا غريبا ولم يكتف غلاة الشيعة بهذا القدر فى على ، ولم يقنعوا بأنه أفضل الخلق بعد النبى ﷺ وأنه معصوم بل ألهوه فمنهم من قال " حل فى على جزء الهى واتحد بجسده فيه وبه كان يعلم الغيب اذ أخبر عن الملاحم وصح الخبر وبه كان يحارب الكفار وله النصرة والظفر وبه قلع باب خيبر وعن هذا قال " والله ما فعلت باب خيبر بقوة جسدانية ولا بحركة غذائية ولكن قلعته بقوة ملكوتية ، قالوا : يظهر على فى بعض الأزمان والرعد صوته والبرق تبسمه " ( الشهرستانى " الملل والنحل " ) .

وأول من دعا الى تأليه على هو عبد الله بن سبأ اليهودى وهو الذى كان من أكبر من ألب الأمصار على عثمان كما وضع تعاليم لهدم الاسلام وألف جمعية سرية لبث تعاليمه واتخذ الاسلام ستارا يستر به نياته ، نزل البصرة بعد أن أسلم ونشر فيها دعوته فطرده واليها  ثم أتى الكوفة فأخرج منها ثم جاء مصر فالتف حوله ناس من أهلها وأشهر تعاليمه الوصاية والرجعة واستغل الوصاية كأساس تأليب أهل مصر على عثمان بدعوى أن عثمان أخذ الخلافة من على بغير حق وأيد رأيه بما نسب الى سيدنا عثمان من مسالب .

3- ) الرجعة

من تعاليم عبد الله بن سبأ وقد بدأ القول بأن محمدا ﷺ يرجع فكان مما قاله " العجب ممن يصدق أن عيسى يرجع ويكذب أن محمدا يرجع ثم تحول دون سبب الى القول بأن عليا يرجع ، وقال أبن حزم فى الملل والنحل " ان ابن سبا قال لما قتل على " لو أتيتمونا بدماغه ألف مرة ما صدقنا موته ولا يموت حتى يملأ الارض عدلا كما ملئت جورا " وفكرة الرجعة هذه أخذها أبن سبأ من اليهودية فعندهم أن النبى "الياس " صعد الى السماء وسيعود فيعيد الدين والقانون ، ووجدت الفكرة فى النصرانية أيضا فى عصورها الأولى وتطورت هذه الفكرة عند الشيعة الى العيدة باختفاء الأئمة وأن الامام المختفى سيعود فيملأ الأرض عدلا ومنها نبعت فكرة المهدى المنتظر .

والعجب الاعتقاد بألوهية على مع أن أحدا لم يقل بألوهية محمد ﷺ ، وعلى نفسه يصرح بالاسلام وتبعيته لمحمد ﷺ والعلة فى نظرنا أن شيعة على رأوا له من المعجزات والعلم بالمغيبات الشىء الكثير وقالوا أنه يعلم كل شىء سيكون ، وأكثر شيعة على كانوا فى العراق وكانوا من عناصر متنوعة ، والعراق من قديم منبع الديانات المختلفة والمذاهب الغريبة وقد سادت فيهم من قبل تعاليم مانى ومزدك زأبن ديصان ومنهم نصارى ويهود سمعوا المذاهب المختلفة فى حلول الله فى بعض الناس ، كل هذه الأمور جعلت منهم من يؤله عليا ، فأما العرب فكانوا أبعد الناس عن المقالات والمذاهب الدينية ، حياتهم بسيطة ، وعقليتهم التى على الفطرة تأبى عليهم أن يلصقوا بمحمد ﷺ ألوهية ، والقول بألوهية على ينحصر فى فرقة قليلة من الغلاة وليست مقالة الشيعة جميعهم ولا أكثرهم .

 4- ) نظرية الامام

أساس نظرية الشيعة هو "الامام " فعلى هو الامام بعد محمد ﷺ ثم يتسلسل الأئمة بترتيب من عند الله ، والاعتراف بالامام والطاعة له جزء من الايمان وهو أكبر معلم ، فالامام الأول قدورث علوم النبى ﷺ وهو ليس شخصا عاديا بل هو فوق الناس لأنه معصوم من الخطأ ، وهناك نوعان من العلم : علم الظاهر ، وعلم الباطن ، وقد علم النبى ﷺ هذين النوعين لعلى ، فكان يعلم باطن القرآن وظاهره وأطلعه على أسرار الكون وخفايا المغيبات ، وكل امام ورث هذه الثروة العلمية لمن بعده ، وكل امام يعلم الناس فى وقته ما يستطيعون فهمه من الأسرار ، ولذلك كان الامام أكبر معلم ، ولا يؤمنون بالعلم ولا بالحديث الا اذا روى عن هؤلاء الأئمة .

5- )الامامية

تقول على العموم عودة امام منتظر ، والشيعةاختلفوا باختلاف طوائفهم فيمن هو الامام المنتظر ، ففرقة ينتظرون جعفر الصادق وأخرى تنتظر محمد بن عبد الله بن الحسين بن على بن أبى طالب ، وثالثة تنتظر محمد أبن الحنفية وتزعم أنه حى لم يمت وأنه بجبل رضوى الى أن يأذن الله له بالخروج وهو محفوظ بين أسد ونمر .

6- ) التقية

اتفق الخوارج والشيعة على العداء لبنى أمية بوصفهم ظالمون مغتصبون فاشتركوا فى مناهضتهم ولكن الخوارج كانوا واضحين ظاهرين غلبت عليهم الطبيعة البدوة فى الصراحة ، أما الشيعة فكانوا يحاربون جهرا اذا أمكن الجهر فاذا لم يستطيعوا فسرا وقال أكثرهم بالتقية ويراد بالتقية المدداراة كأن يحافظ الشخص على نفسه أو عرضه أو ماله بالتظاهر بعقيدة أو عمل لا يعتقد بصحته فمن كان على دين أو مذهب ثم لم يستطيع أن يظهر دينه أو مذهبه فيتظاهر بغيره فذلك تقية وعند قوم منها مداراة الكفار والظلمة والتبسم فى وجوههم ونحو ذلك وأكثر الشيعة يقول بها ، ومنهم من قال يجب اظهار الكفر لأدنى مخافة أو طمع وحملوا بيعة على لأبى بكر وعمر وعثمان على التقية ، وكان من الشيعة يكتمون تشيعهم تقية ويعملون سرا وأما أكثر الخوارج فقالوا : ان التقية لا تجوز ولا قيمة للنفس والعرض والمال بجانب الدين بل منهم من كان يرى أنه لا يصح قطع الصلاة اذا جاء سارق ليسرعه متاعه وهو يصلى ، أما حكم السنة فهو ان من خاف على نفسه أو ماله لعقيدته وجب أن يهاجر من بلده فان لم يستطع أظهر التقية بقدر الضرورة ووجب عليه أن يسعى للخروج بدينه .

وبسبب التقية كان الشيعة أشد على بنى أمية فبثوا العيون والأرصاد على الشيعة واضطهدوهم اضطهادا شنيعا وسجن كل من عرف بالتشيع أو نهب ماله أو هدم داره واشتد بهم الأمر فى أيام عبد الله بن زياد قاتل الحسين وأتى من بعده الحجاج فقتلهم حتى أن الرجل يقال له زنديق أو كافر أحب اليه من أن يقال شيعى والعباسيون كانوا أبلغ فى التنكيل بهم لأنهم أعرف بخفاياهم كما كانوا يعملون معهم فى عهد بنى أمية .

هذه الاضطهادات كان من نتائجها احكام الشيعة للسرية ونظامها فهم أقدر الفرق الاسلامية على العمل فى الخفاء وكتمان عملهم حتى يتمكنوا من عدوهم وهذه السرية استلزمت الخداع والالتجاء الى الرموز والتأويل ونحو ذلك وكان من أثرهذا الاضطهاد أيضا اصطباغ حياتهم وأدبهم بالحزن العميق والنوح والبكاء وذكرى المصائب والآلام ولا يفوتنا ذكر ما يحدث فى عاشوراء من خروج موكب الغلاة من الشيعة يلبسون الثياب السود وينوحون ويضربون أنفسهم بالسلاسل حتى يسيل من أجسامهم الدم .

فرق الشيعة

أهم فرق الشيعة الزيدية والامامية ( أنظر الملل والنحل للشهرستانى ، ومقدمة أبن خلدون ) .

1- ) الزيدية

هم اتباع زيد بن حسن بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب ومذهبهم أعدل مذاهب الشيعة وأقربها الى أهل السنة ولعل هذا راجع الى أن زيدا امام الزيدية تتلمذ لواصل بن عطاء رأس المعتزلة وأخذ كثير من تعاليمه فزيد يرى جواز امامة المفضول مع وجود الأفضل فقال : كان على بن أبى طالب أفضل من أبى بكر وعمر ولكن مع هذا امامة أبى بكر وعمر صحيحة ونظرهم الى الامام كذلك نظر معتدل ، فليست هناك امامة بالنص ولم ينزل وحى يعين الأئمة بل كل فاطمى عالم زاهد شجاع سخى قادر على القتال فى سبيل الحق يخرج للمطالبة يصح أن يكون اماما فهو يشترط فى الامام الخروج على الامراء والسلاطين يطالب بالخلافة ولهذا كانت الامامة فى نظرهم عملية لا سلبية كما هى عند الامامية تنتهى بالامام المختفى وهم لا يؤمنون بالخرافات التى ألصقت بالامام فجعلت له جزءا الهيا .

وقد خرج زيد على هشام بن عبد الملك الخليفة الأموى فقتل وصلب سنة 121 هجرية ، وخرج بعده ابنه يحيى قثتل كذلك سنة 125 هجرية ولايزال الزيدية فى اليمن الى الآن .

الامامية

سموا كذلك لأن أهم عقائدهم أسست حول الامام وقد قالوا بأن محمدا ﷺ نص على خلافة على وقد اغتصبها أبو بكر وعمر رضى الله عنهما وتبرأوا منهما وقدحوا فى أمانتهما وجعلوا الاعتراف  بالامام جزءا من الايمان ، والامامية فرق متعددة لا تتفق على أشخاص الأئمة ، ومن أشهر فرقهم ( أنظر الجزء الأول من خطط المقريزى ) الاثنا عشرية ، سموا كذلك لأنهم يسلسلون أئمتهم الى اثنى عشر اماما وعقيدتهم هى العقيدة الرسمية لدولة ايران الى اليوم .

3- ) الاسماعيلية

سموا كذلك لأنهم يقفون بأئمتهم عند اسماعيل بن جعفر الصادق ةقد لعبوا دورا طويلا فى تاريخ الاسلام ولأخذوا مذهب الافلاطونية الحديثة وطبقوه على مذهبهم الشيعى تطبيقا غريبا واستخدموا ما نقله اخوان الصفا فى رسائلهم من هذا المذهب الافلاطونى الذى ظهر فى العصور الأولى للمسيح فى الاسكندرية وكان له أثر كبير فى فلاسفة المسلمين وعلماء الكلام وخاصة المعتزلة والصوفية ويطلق الشهرستانى على أفلوطين " الشيخ اليونانى " ، فقد حاول أفلوطين التوفيق بين تعاليم افلاطون وأرسطو ، ولما انتصرت النصرانية أغلق جوستنيان مدارس الفلسفة فى أثينا واضطهد الفلاسفة ففروا الى فارس – سبعة فلاسفة وكانوا من فلاسفة الافلاطونية الحديثة وعادوا بعد ذلك منهم من تنصر وأخرج كتبا فى الافلاطونية الحديثة مصبوغة بالصبغة النصرانية ككتاب " ديونيسوس " فى منتصف القرن السادس للمسيح وادعى مؤلفه أن ديونيسوس من تلاميذ بولس الحوارى وشرح أسرار الربوبية ودرجات عالم الملكوت والكنيسة السماوية على المذهب الافلاطونى ثم دخل هذا المذهب فى الاسلام عن طريق فريق من المعتزلة والحكماء والصوفية ومنهم أخذت جماعة الصفا ومن غيرهم أفكارها .

ذلك التفصيل المختصر يوضح مدى تورط مذاهب الشيعة فى الفلسفات وكذلك الصوفية وهذا ليس موضوعنا ولكن يحتاج الى تناول آخر .

ويقول بعض المؤرخين أنهم وضعوا لهم تعاليم درجوها تسع درجات ، يبتدىء باثارة الشكوك فى الاسلام كسؤالهم ما معنى رمى الجمار ؟ وما العدو بين الصفا والمروة ؟ وتنتهى بهدم الاسلام والتحلل من قيوده وأولوا كل ما فيه فقالوا : أن الوحى ليس الا صفاء النفس وأن الشعائر الدينية ليست الا للعامة ، أما الخاصة فلا يلزمهم العمل بها وأن الأنبياء سواس العامة ، أما الخاصة فأنبياؤهم الفلاسفة وليس هناك معنى للتمسك بحرفية القرآن فهو رموز لأشياء يعرفها العارفون انما يجب أن يفهم القرآن على طريقة التأويل والمجاز وللقرآن ظاهر وباطن ويجب أن نخترق الحجب المادية حتى نصل الى أطهر ما يمكن من الروحانية ومن ثم أيضا سموا " الباطنية " .

وأهم تعاليمهم وكيف أخذت من الافلاطونية الحديثة يحتاج الى بحث آخر وكان من آثار دعايتهم الدولة الفاطمية فى المغرب ومصر ولايزال لهم بقايا الى اليوم فى الشام والهند وايران ورئيسهم الآن " أغاخان " الزعيم المشهور وتمركزهم كطائفة اسماعيلية فى الهند

والامامية كلها تقول بعودة امام منتظر كما سبق توضيحه .

خاتمة

ظل الاسلام نقيا طاهرا بنص الحديث " أفضل القرون قرنى ثم الذى يليه ، ثم تكون فتن كقطع الليل المظلم " .

ولكن فى أوائل القرن الثانى للهجرة ظهر أثر من دخل فى الاسلام من اليهود والنصارى والمجوس والدهرية فكثير من هؤلاء أسلموا ورءوسهم مملوءة بأديانهم القديمة ، لم يزد عليهم الا النطق بالشهادتين ، فسرعان ما أثروا فى الاسلام المسائل التى كانت تثار فى أديانهم وكانت هذه الأديان اذا جاز أن تسمى بذلك قد تسلحت من قبل بالفلسفة اليونانية والمنطق اليونانى ونظمت طريق بحثها وتعمقت فى ذلك كثيرا فهاجموا الاسلام وهو الدين الذى يمتاز ببساطة عقيدته وأثاروا حوله الشكوك وليس هؤلاء الذين أسلموا هم الذين فعلوا ذلك فقط بل كانت البلاد الاسلامية مملوءة بذوى الأديان المختلفة الذين ظلوا على دينهم وكان منهم كثيرون فى بلاد الدولة الأموية يشغلون مناصب خطيرة هؤلاء وهؤلاء أثاروا مسائل كثيرة مثل مسألة القدر والجبر والاختيار على النمظ الفلسفى وكانت معروفة فى دينهم وفى الفلسفات الأخرى وأثاروا مسألة صفات الله وخلق القرآن ولها نظير فى النصرانية وأثار الزردشتيون كثيرا من المسائل كل ذلك دعا لظهور الفلسفة فكان هناك على سبيل المثال المعتزلة الذين تسلحوا بسلاح عدوهم فجادلوهم جدالا علميا وردوا هجمات القائلين بالجبر والمنكرين لله وما أثار اليهود والنصارى والمجوس والدهرية من شكوك ونشطوا لهذا العمل نشاطا بديعا وأبرزهم واصل بن عطاء وكان هناك مدرسة معتزلى البصرة ومدرسة معتزلى بغداد وقد استفادوا من الفلسفة اليونانية وصبغها صبغة اسلامية واستعانوا بها على نظرياتهم وجدلهم وهذا محل بحث آخر واستمرت الحركات تلك فى العصر العباسى بصورة أكثر تنظيما .

وفى العصر الحديث تظهر مسائل مثارة لها أهداف فى أنفس مثيريها تخفى الخبيث والشر والكيد وبخاصة من جانب من أسموا بالمستشرقين فيجب على المسلمين أن يكونوا واعين فاهمين لدينهم حريصين عليه فلا يدخلوا فى مهاترات ولكن يأخذوا العلم ممن هم مشهود لهم بالاخلاص للدين وحبه وسلامة العقيدة وحب البحث ابتغاء مرضات الله .

دراسات تاريخية - بين الشيعة والخوارج : الخوارج ( 11 )

 دراسات تاريخية - 

بين الخوارج والشيعة 

الخوارج  ( 11 ) 

نشأة الخوارج

كان العراق أكبر الأقاليم الاسلامية ميدانا للحروب والفتن فى عهد الدولة الأموية ، فمنذ مقتل سيدنا عثمان رضى الله عنه وهو مشتعل ، واذا كان العراق ميدانا لأكثر الحروب كان أهله أكثر الناس جدالا فكان طبيعيا أن يكون منبعا للكثير من المذاهب الدينية ، فعلى أرضه حدثت الفتنة الكبرى ونتج عنها الخوارج وبعد ذلك بدأت نشأة الخوارج وتطوروا .

لما كانت وقعة صفين بين سيدنا على رضى الله عنه ومعاوية ، وطلب معاوية تحكيم كتاب الله اختلف أصحاب سيدنا على : أيقبلون التكحيم لأنهم يحاربون لاعلاء كلمة الله وقد دعوا اليها أم لا يقبلون لأنها خدعة حربية لجأ اليها معاوية وصحبه لما أحسوا بالهزيمة ؟ ، وبعد جدال وتردد قبل سيدنا على التحكيم ، عند ذلك ظهر قوم من جند سيدنا على أكثرهم من قبيلة تميم نفروا من التحكيم ورؤوا أن التحكيم خطأ لأن حكم الله فى الأمر واضح جلى والتحكيم يتضمن شك كل فريق من المحاربين أيها المحق وليس يصح هذا الشك لأنهم وقتلاهم انما حاربوا وهم مؤمنون أن الحق فى جانبهم ، هذه المعانى المختلجة فى نفوسهم صاغها أحدهم فى الجملة الآتية " لا حكم الا لله " فسرت الجملة كالنار فى الهشيم وأصبحت شعار هذه الطائفة ، طلبوا من سيدنا على رضى الله عنه أن يقر على نفسه بالخطأ بل بالكفر لقبوله التحكيم ويرجع عما أبرم مع معاوية من شروط فاذا فعل عادوا وقاتلوا معه ، لكن سيدنا على رضى الله عنه أبى ، اذ كيف يرجع عن اتفاق أمضاه والدين يأمر بالوفاء بالعهود ، وكانوا يضايقون سيدنا على ، واذا خطب فى المسجد قاطعوه " لا حكم الا لله " .

وبعد صدور الحكم بالخدعة لصالح معاوية ودهاء عمرو بن العاص وحيلته على أبى موسى الأشعرى زادت خيبة الآملين فى أن التحكيم يحقن الدماء ويعيد المسلمين الى الوئآم ، اجتمعت الجماعة المعارضة فى منزل أحدهم وخطب خطيبهم وأمرهم بالخروج من الكوفة لأنها قرية ظالمة ظالم أهلها فخرجوا الى قرية تسمى " حروراء " وسموا بالحرورية وأمروا عليهم رجلا منهم اسمه عبد الله بن وهب الراسبى .

واسم الخوارج جاء من أنهم خرجوا على الامام على رضى الله عنه وصحبه وقد حاربهم الامام على رضى الله عنه فى موقعة " نهروان " وهزمهم وقتل منهم الكثير لكنه لم يبدهم ولم يبد فكرهم وزادت الهزيمة فى كرههم له حتى دبروا مكيدة قتله فقتله عبد الرحمن بن ملجم وكان زوجا لأمرأة قتل كثير من أفراد أسرتها فى نهروان .

وظل الخوارج شوكة فى جنب الدولة الأموية يهددونها ويحاربونها وكانوا فرعين 1- ) فرعا بالعراق وما حولها وأهم مركز لهم كان " البطائح " بالقرب من البصرة واستولوا على كرمان وبلاد فارس وهددوا البصرة وحاربهم المهلب بن أبى صفرة وأشهر رجالهم نافع بن الأزرق وقطرى بن الفجاءة .

2- ) فرع جزيرة العرب استولوا على اليمامة وحضرموت واليمن والطائف ومن أشهر أمرائهم أبو طالوت ونجدة أبن عامر وأبو فديك ، واستمرت الحروب لفترة طويلة مع الدولة الأموية حتى ضعفت قوتهم فى عهد الدولة العباسية .

تعاليم الخوارج

1- ) قالوا بصحة خلافة أبى بكر وعمر رضى الله عنهما لصحة انتخابهما وبصحة خلافة عثمان رضى الله عنه فى سنينه الأولى ، فلما غير وبدل ولم يسر سيرة أبى بكر وعمر وأتى بما أتى من أحاث وجب عزله ، وأقروا بصحة خلافة على رضى الله عنه ولكنهم قالوا أنه أخطأ فى التحكيم وحكموا بكفره لما حكم وطعنوا فى أصحاب الجمل طلحة والزبير وعائشة رضى الله عنهم ، كما حكموا بكفر أبى موسى الأشعرى وعمرو بن العاص ، كل كلامهم كان يدور حول تحليل أعمال الخلفاء وأنصارهم والبحث فيمن يستحق أن يكون خليفة ومن لا يستحق ، ومن يكون مؤمنا ومن لايكون .

2- ) وضعوا نظرية للخلافة وهى أن الخلافة يجب لأن تكون باختيار حر من المسلمين ، واذا أختير لا يصح أن يتنازل أو يحكم ، ويمكن أن يكون الخليفة من قريش وغيرها ولو كان عبدا حبشيا ، واذا تم الاختيار كان رئيسا للمسلمين ، ويجب أن يخضع لما أمر الله به والا وجب عزله ، وقد خالفوا نظرية الشيعة القائلة بانحصار الخلافة فى بيت النبى محمد ﷺ : على رضى الله عنه وآله ، وكذلك مخالفين لمن يقول أن الخلافة فى قريش ، ولذلك خرجوا على خلفاء بنى أمية ثم العباسيين لاعتقادهم أنهم جائرون لا تنطبق عليهم شروط الخلافة .

3- ) فى عهد عبد الملك بن مروان مزجوا السياسة بصبغة دينية وكان أبرزهم الأزارقة أتباع " نافع بن الأزرق "

وقد رأوا أن العمل بأوامر الدين من صلاة وصيام وصدق وعدل جزء من الايمان ومن اعتقد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله ولم يعمل بفروض الدين وارتكب الكبائر فهو كافر .

وقد اشتركوا فى نظريتى الخلافة وأن العمل جزء من الايمان وكان منهم من يرى أنه لا حاجة للأمة الى امام وانما على الناس أن يعملوا بكتاب الله من أنفسهم ولكن رجعوا عن ذلك القول لما أمروا عليهم عبد الله بن وهب الراسبى .

اختلاف الخوارج وأشهر فرقهم

تفرقوا الى فرق بلغت فى العدد نحو العشرين ومن أشهرها الأزارقة وكان نافع بن الأزرق من أكبر فقهائهم وقد كفر جميع المسلمين ما عداهم ، ويمكن الرجوع فى الملل والنحل للشهرستانى ، والمقالات الاسلامية للأشعرى ، والفرق بين الفرق للبغدادى .

وقال " أنه لا يحل لأصحابه المؤمنين أن يجيبوا أحدا من غيرهم الى الصلاة اذا دعاهم اليها ، ولا أن يأكلوا من ذبائحهم ، ولا أن يتزوجوا منهم ، ولا يتوارث الخارجى وغيره ، وهم مثل كفار العرب وعبدة الأوثان لا يقبل منهم الا الاسلام أو السيف ، ودارهم دار حرب ، فيحل قتل أطفالهم ونسائهم ، ولا تحل التقية ( على خلاف الشيعة تماما ) ، واستحل الغدر بمن خالفه ، وكفر الذين يقعدون عن القتال مع قدرتهم عليه ولو كان على مذهبهم " .

- من فرقهم " النجدات " أتباع " نجدة بن عامر " ، ومن تعاليمه " أن الدين أمران : معرفة الله ومعرفة الرسول ﷺ وما عدا ذلك فالناس معذورون بجهلهم الى أن تقوم عليهم الحجة وان أداه اجتهاده الى استحلال حرام أو تحريم حلال فهو معذور ، وعظم جريمة الكذب على الزنا وشرب الخمر ، ودخل مع نافع بن الأزرق فى مناقشات طويلة حول هذه المبادىء ( الجزء الثانى من الكامل للمبرد ، والجزء الأول من أبى الحديد ) .

زمن أشهر فرقهم " الاباضية " نسبة الى عبد الله بن اباض التميمى " ، ولا يزال أتباعه فى المغرب وغيره الى اليوم ، ولم يغالوا مثب الأزارقة على مخالفيهم ، بل قالوا يحل التزوج منهم ، ويتوارث الخارجى وغيره ، لايحل قتال غير الخوارج وسبيهم فى السر غيلة ، ولا يجوز قتالهم الا بعد الدعوة واقامة الحجة واعلان القتال ، وظهر " عبد الله بن اباض " فى النصف الثانى من القرن الأول من الهجرة ، وعاش أتباعه مسالمين للخليفة .

- " الصفرية  " من فرقهم ، أتباع " زياد بن الأصفر " ، ولا يختلفون كثيرا عن الأزارقة ، وتلك هى أشهر فرق الخوارج .

صفات الخوارج

من صفات الخوارج البارزة 1- ) الشدة فى الدين 2- ) الاخلاص للعقيدة 3-) والشجاعة النادرة 4- ) يضاف اليها العربية الخالصة .

ومن ناحية التشدد فى العبادة يصفهم الشهرستانى بأنهم أهل صوم وصلاة ، وقد غالوا حتى عدوا مرتكب الكبيرة وأحيانا الصغيرة كافر ، وخرجوا على أئمتهم للهفوة الصغيرة يرتكبونها ، وتشدد كثير منهم فى النظر الى غيرهم من المسلمين ، فعدوهم كفارا ، بل كانوا يعاملونهم أشد من معاملة الكفار ، واشتدوا فى معاملة مخالفيهم من المسلمين ، حتى كان كثير منهم لا يرحم المرأة ولا الطفل ولا الشيخ ، ولم يرضوا من مخالفيهم الا الاقرار بكفر سيدنا على رضى الله عنه فى التحكيم وسيدنا عثمان رضى الله عنه فيما أحدث ، وطلبوا من عبد الله بن الزبير أن يتبرأ من أبيه ، ولم يكتفوا من سيدنا عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه بعدله وجمال سيرته بل طلبوا منه أن تيبرأ مما تبرأوا منه وأن يلعن أسلافه من بنى أمية .

وقد كان لهم شجاعة نادرة فقد اشتركت نساء الخوارج فى القتال مع رجالهم ، وهناك حكايات كثيرة عن تمسكهم بعقيدتهم والموت فى سبيلها .

 

209-] English Literature

209-] English Literature Charles Dickens  Posted By lifeisart in Dickens, Charles || 23 Replies What do you think about Dickens realism? ...