نبذة تاريخية .
لابد لنا أن نرجع الى كتب
التاريخ وماتقوله عن "فرعون" ، فى " معجم الحضارة المصرية
القديمة" لجورج بوزنر وآخرين / ترجمة أمين سلامة – اصدار الهيئة المصرية
العامة للكتاب – الصفحات من 254 وحتى 258 ورد الآتى
" لم يستعمل هذا اللقب
الا فى الألف الأولى قبل الميلاد كلقب للملك ، وكلمة فرعون مشتقة من اللفظ المصرى
"برعا" أى "البيت العظيم"التى بعد استعمالها للقصر أستعملت
لصاحبه ( كما أستعمل الباب العالى للدلالة على السلطان العثمانى ) ، غير أن لقب
"فرعون" لم يستعمل فى أى وقت من التاريخ كلقب حقيقى رسمى لملك .
لم تكن هيئة فرعون أقل فخامة
اذ تجعله شاراته فى مصاف الآلهة ، فكان يضع كالآلهة ذنب حيوان متصلا بحزامه ويتدلى
من وسطه ، ويضع لحية مستعارة كانت هى نفسها آلها ، ويحمل صولجانا مزينا برأس حيوان
الآله ست ، وكانت رعيته الوفية تنشد التراتيل لتاجه المشبع بقوة خارقة ، وفى وسط
جبهته أفعى مقدسة تقذف اللهب المدمر للمتمردين" .
لما كان فرعون ذا بنية بطل فقد
سيطر على الحشود ، ما من فرد كان يستطيع مقاومة قوته ، أو يصد ضرباته ، أو يفر من
مطاردته ، يقف وحده فى ساحة القتال فينكل بالألوف من أعدائه ، والخوف الذى يبثه
يلقى الرعب فى قلوب البرابرة فى بلادهم ، كان فرعون الأبن الحقيقى للاله الأعلى ،
ويجب على من يتقدم من فرعون أن يطرح نفسه على الأرض "فيشم الأرض ويزحف
عليها" ويتضرع الى ذلك الآله الكامل ، يمتدح جماله ، يبقى فرعون بعيدا عن
غيره فى العالم الآخر شأنه فى هذا العالم شأنه على الأرض ، فينفرد بدار فخمة فى العالم
الآخر ، ويكون معادلوه السماويون أقرب اليه دائما من رعاياه ، ولما كان ابن الآله
ووارثه بل هو آله نفسه كان وحده القادر على الاتصال بالأرباب ، فكان ينهض بالطقوس
اللازمة لتمجيد أسلافه العظام ، كان من أبنائهم ، وان كان الكهنة وحدهم هم
القائمون بالخدمة فى المعابد كممثلين له ، لقد بنى المعابد وأنفق عليها من ثروته
وفى مقابل ذلك تساعده الآلهة فى كل مناسبة ، فمنحته الآلهة السيطرة على العالم ،
التى تبعا للمعتقدات السائدة كانت من حقه ، فكل ملك مهما كان خادم له ، وكل عدو له
متمرد محكوم عليه بالهلاك ، كانت الحياة والموت ملكا للملك يعطى الصحة لمن يشاء ،
أطاعته العناصر .
يمكن تعداد قوى فرعون غير
المحدودة ومواهبه التى فوق مواهب البشرباسهاب أكثر ، ولن من الجلى أنه كان الها
حقا ، لقد نسيت رعيته أنه على أية حال بشر .
من السهل أن نسترسل فى ذكر
الأمثلة على أن الملك كان فى عينى نفسه وفى عيون رعيته مخلوقا بشريا خارقا للعادة.
وفى موسوعة
شبابنا"لاروس" – تاريخ العالم – تعريب / د فريد أنطونيوس – عويدات للنشر
والطباعة – بيروت لبنان – الطبعة الأولى 2001 صفحة 13 ، تقول الموسوعة عن الفرعون
مؤيدة للكلام السابق " تشتق كلمة فرعون من " برعا"من اللغة المصرية
التى تعنى أولا "البيت الكبير"أو القصر وأدواته قبل أن تعنى الملك ،
المصريون يعتبرون الفرعون انسانا يمثل الآلهة ،وهكذا يتقاسم مع آلهة الديانة
المصرية المتعددة ملكية الأرض وما فيها من ثروات ، يتمتع بكل السلطات فهو الرئيس
الدينى ، وله القرار كذلك فى السلم والحرب ، عندما كان الفرعون يحتل بعض الأراضى
كان المصريون يعتبرون ذلك امتدادا لحدود العالم الذى خلقته الآلهة ، بعد موته يحنط
جثمانه وجثامين عبيده ، ثم يطيب ويلف بشرائط من الكتان ويوضع فى تابوت لأن
المصريون كانوا يفكرون أن التحويل الى مومياء يسمح للفرعون ان ينضم الى عالم
الآلهة .
كان الفلاحون المصريون يعتمدون
على فيضان نهر النيل ، بعد الفيضان يزرعون ويحصدون ، وبانتظار الفيضان كانوا
يساهمون فى البناء لأجل الفرعون .
فى موسوعة الطفل – المجلد 8 –
وزارة الثقافة – مصر – الهيئة العامة للكتاب – صفحة 151 .
تقول الموسوعة " فرعون
لقب أطلق على ملوك مصر القديمة فى العصور المتأخرة اعتبارا من الأسرة الثامنة عشر ( 1554 – 1304 ق م )وصاعدا .
وأول ملك حمل هذا القب هو
"اخناتون" ، لكن لقب "فرعون" لم يكن أحد أهم الألقاب التى
كانت تطلق على الملك ، فكلمة "فرعون" تحريف لعبارة بير –عو أو عا أى
"القصر العالى " ، فى اشارة واضحة الى القصر الملكى الذى كان قصر الملك
.
وكان المصريون القدماء ينظرون
الى فرعون بصفته الها وابن آله ، وكانوا يعتقدون أن الفرعون هو التجسيد البشرى
لآله السماء حورس ، وابن الآله الشمس رع ، وكان الفرعون يملك من الناحية النظرية
كل أراضى مصر ويحكم الشعب ، ولكن الجماعات ذات النفوذ وبينها الكهنة والنبلاء كانت
تحد فى بعض الأحيان من سلطة الفرعون من الناحية الفعلية ، الا أن قواعد السلوك
القويم التى اعتقد المصريون أن الآلهة سنتها لهم كانت تحكم كافة الأعمال التى يقدم
عليها .
فى الموسوعة الحرة "ويكيبيديا" – شبكة المعلومات تتحدث عن
"فرعون" تقول " يعتقد علماء المصريات أن لقب "برعو" فى
اللغة النوبية القديمة تعنى "المنزل الكبير" أو البيت الكبير ، أو ما
يعنى "الباب العالى" ، وذلك نسبة الى تركيب "بر-عا" الذى ظهر
فى عهد الأسرة الثامنة عشر والأسرة التاسعة عشر ، وبالرغم من هذا فلا نجد دليلا فى
خرطوش واحد من الخراطيش الملكية التى تحمل اسماء الملوك يشير الى هذا اللقب
"بر-عا" ، وعممت التوراة اللقب على من يحكم مصر من الملوك الثلاثة الذين
كانوا يحكمون مصر وقتها ، والذين عاصروا أنبياء الله ابراهيم ويوسف وموسى عليهم
السلام ، وأشارت التوراة فى سفرى التكوين والخروج لملوك مصر بلقب
"فرعون" ، ولم يظهر اللقب الا فى عهد الأسرة الثامنة عشر ومن ثم يصعب أن
يتلقب ملك مصر بهذا اللقب فى عهد ابراهيم أى لم يسبق ظهور "بر-عا" بما
يزيد عن أربعة أو خمسة قرون ، غير أن لفظ فرعون له مصدر آخر غير التوراة وهو
القرآن الكريم ، حيث يظهر اللقب كاسم علم أكثر منه لقبا فى آيات القرآن ، ويظهر
ذلك جليا من آيات القرآن التى ورد فيها الأسم بعد أداة نداء ، حيث ذكر فى سورة
الأعراف الآية 104 " وقال موسى يا فرعون انى رسول من رب العالمين "
الأعراف 104 ، ومن هنا يترجح القول بأن كلمة "فرعون" هى أسم علم أكثر
منه لقبا قبل تعميمه على ملوك مصر القديمة ، فأصبح لقبا لكل ملك حكم مصر .
يقول الدكتور زاهى حواس فى
جريدة "الأخبار" المصرية فى العدد 43468 الصادر بتاريخ 10/12/2005
" وهنا يجب أن نفسر معنى كلمة فرعون لأننا نستخدمها فى بعض الأحيان دون معرفة
معناها ، بل نحاول أن نشير الى أن كلمة فرعون تعنى الطاغية أو الظالم ، وذلك من
خلال قراءة الكتب السماوية ، خاصة القرآن الكريم فى قصة موسى عليه السلام ،
والفرعون ا لذى طغى ، وقد جعلنا هذا نعتقد أن كل الفراعنة طغاة ، وجعل البعض ينظر
الى الآثار كأنها أصنام لأنها من صنع الطغاة ، وهنا يجب أن نشير الى أن اسم فرعون
ينسب الى الأسم المصرى القديم "بر-عا" بما يعنى" المنزل
العظيم" وهذا الأسم عرف فقط وأرتبط بالفرعون منذ عصر الدولة الحديثة أى منذ
حوالى 1550 ق م ، وقد حرف الاسم بالعبرية الى "فرعو" ثم بالعربية الى
فرعون ، وبالتالى فان الأسم يعنى الملك الذى يعيش فى القصر العظيم ، وقد عرف حكام
مصر قبل الدولة الحديثة باسم"ملك" ، وبعد الدولة الحديثة بأسم
"فرعون" ، وتظهر عظمة القرآن الكريم فى قصة سيدنا يوسف عليه السلام حيث
لم تذكر القصة كلمة"فرعون" لأن الحادثة وقعت قبل الدولة الحديثة ، أما
قصة سيدنا موسى فقد حدثت عندما كان الملك يطلق عليه أسم فرعون .
ورد ذكر اسم "فرعون" فى القرآن الكريم صراحة 17 مرة فى 27 سورة – 9 مرات فى الأعراف ، 8 مرات فى غافر ، 8 مرات فى القصص ، 8 مرات فى يونس ، 5 مرات فى طه ، 5 مرات فى الشعراء ، 3 مرات فى هود ، مرتين فى الدخان ، الأسراء ، التحريم ، المزمل ، البقرة ، الزخرف ، ومرة واحدة فى ثلاث عشر سورة هى البروج والقمر والمؤمنون والنمل والذاريات وابراهيم وآل عمران والحاقة والنازعات والعنكبوت والفجر وص و ق .
No comments:
Post a Comment