www.ahl-alquran . com
يقول أ / أحمد صبحى منصور فى
موقع أهل القرآن " ان المنهج القرآنى المعتاد فى القصص هو عدم تحديد الأشخاص
وذلك للتأكيد على جانب العبرة والعظة بأن تتحول الحادثة التاريخية المحددة
بالأسماء والزمان والمكان الى قضية عامة قابلة للآستشهاد بها والاتعاظ بها فى كل
زمان ومكان ، وبذلك يتحول الشخص من "اسم" الى " رمز" ، بل ان
القرآن الكريم حين يذكر اسم الشخص فانه يحوله أيضا الى رمز لفكرة معينة ، ولذلك
تحول "أبو لهب" و"آزر" الى رموز للسقوط والتردى حتى لو كان
ذلك الخاسر من أقرب أقارب النبى ، وبذلك أسقط القرآن دعاوى النسب الشريف التى تعطى
حصانة لأصحابها ، فخاتم النبيين محمد عليه الصلاة والسلام كان عمه "أبو
لهب" كافرا ، وخليل الله ابرهيم عليه السلام كان أبوه"آزر كافرا ، ان
فرعون فى حد ذاته لقب سياسى للملك المصرى ، وليس أسم شخص ، وفرعون موسى عليه
السلام ليس بدعا من أسلافه ، ولذلك أكتفى القرآن الكريم به رمزا لكل حاكم ظالم مدع
الآلوهية ، يسير الى نهاية الشوط فى حرب الله تعالى فيلقى جزاءه ، وفى القرآن ما
يوضح أن فرعون موسى عليه السلام شخص واحد هو الذى أضطهد بنى اسرائيل وهو الذى
طاردهم حتى غرق بجنوده فى البحر ، ففى سورة الأعراف 127 " وقال الملأ من قوم
فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا فى الأرض ويذرك وآلهتك ، قال سنقتل أبناءهم ونستحيى
نساءهم ، وانا فوقهم قاهرون ، قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا ان الأرض لله
يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ، قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد
ما جئتنا ، قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم فى الأرض فينظر كيف تعملون"الأعراف
127 ، أى أن الأضطهاد أستمر متصلا قبل مجىء موسى عليه السلام وبعده ، والعدو الذى
يمارس الأضطهاد شخص واحد وهو الذى سيلقى الهلاك وسيخلفه بنى اسرائيل فى الأرض .
وفى سورة القصص تفصيلات أكثر
يتضح فيها أن فرعون موسى عليه السلام شخص واحد وملك واحد " ان فرعون علا فى
الأرض وجعل أهلها شيعا ، يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيى نساءهم ، انه كان
من المفسدين * ونريد أن نمن على الذين استضعفوا فى الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم
الوارثين * ونمكن لهم فى الأرض ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون *
وأوحينا الى أم موسى أن أرضعيه فاذا خفت عليه فالقيه فى اليم ولا تخافى ولا تحزنى
انا رادوه اليك وجاعلوه من المرسلين * فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا ان
فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين " القصص 4 – 8 .
وفرعون الذى أضطهد بنى أسرائيل
هو نفسه الذى كفل موسى عليه السلام ، وهو نفسه الذى كان موسى سببا فى ضياع ملكه ،
بل أن الملأ هو نفس الملأ ، وهامان هو نفسه هامان فى سنوات الاضطهاد وفى الغرق
أيضا .
وفى سورة الشعراء توضيح نتأكد منه أن الفرعون الذى تربى موسى عليه السلام فى كنفه هو نفس الفرعون الذى جاء موسى عليه السلام فيما بعد نبيا مرسلا يطلب منه الخروج بقومه فقال له فرعون " قال ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين ،*وفعلت فعلتك التى فعلت وأنت من الكافرين " الشعراء 18 – 19 .
No comments:
Post a Comment