أوصاف الرسول صلى لله عليه وسلم الخلقية
عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال :ط كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائن ( أى المفرط الطول ) ولا بالقصير ، وليس بالأبيض الأمهق ( أى الذى بياضه خالص كلون الثلج واللبن لا تشوبه حمرة ) ، ولا بالآدم ( أى شديد السمرة ) ، وليس بالجعد القطط ( أى شديد الجعودة وهى تلبد الشعر ) ، ولا بالسبط ( أى الشعر المسترسل ومعنى الجملة أن شعره كان وسط بين الجعد والمسترسل ) ، بعثه الله على رأس أربعين سنة ، فأقام بمكة عشر سنين ، وبالمدينة عشر سنين ، وتوفاه الله على راس ستين سنة وليس فى رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء " رواه الشيخان واللفظ لمسلم فى كتاب الفضائل ( الصحيح عند أهل العلم أنه بعث على رأس ثلاث وأربعين سنة ، وأن عمره صلى الله عليه وسلم بلغ ثلاث وستون سنة ) ، وعن على بن أبى طالب رضى الله عليه وسلم قال :ط بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم الى اليمن ، فانى لأخطب يوما على الناس ، وحبر من أحبار اليهود ( بكسر الحاء أى عالم دين ) واقف ، فى يده سفر ينظر فيه فنادى الى فقال :" صف لنا أبا القاسم ، فقال على رضى الله عنه :" رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالقصير ولا بالطويل البائن ، وليس بالجعد القطط ولا بالسبط ( القطط شديد الجعودة وهى خشونة الشعر وتلبده ، والسبط من الشعر المنبسط المسترسل ) ، هو رجل الشعر ( بفتح الحاء أى شعره كان وسطا بين الجعودة والسبوطة أسود اللون ) أسود ، ضخم الراس ، مشرب لونه حمرة ( بضم الميم وتسكين الشين وفتح الراء المراد لونه كان أبيض يميل الى الحمرة ) ، عظيم الكراديس ( هى رؤوس العظام واحدها كردوس وقيل هى ملتقى كل عظمتيمن ضخمتين كالركبة والمرفقين والمنكبين أراد أنه ضخم الأعضاء ) ، شتن الكفين والقدمين ( أى أنهما يميلان الى الغلظ والقصر وقيل الشتن هو الذى فى أنامله غلظ بلا قصر ويحمد ذلك فى الرجال) ، طويل المسربة ( بتسكين السين وضم الراء هو الشعر الذى يكون فى النحر الى السرة ) ، أهدب الأشفار ( الشفر هو حرف جفن العين الذى نبت عليه الشعر وكان أهدب الأشفار أى طويل شعر الأجفان ) ، مقرون الحاجبين ( القرن بفتح أوله وثانيه التقاء الحاجبين ) ، صلت الجبين ( أى واسعة جبينه ، وقيل الصلت الأملس وقيل البارز والجبين جانب الجبهة وهما جانبان عن يمين الجبهة وشمالها ) ، بعيد ما بين المنكبين ( المنكب مجتمع رأس العضد والكتف ) ، اذا مشى يتكفأ كأنما ينزل من صبب ( الصبب بفتحتيم ، الموضع المنحدر ومعنى يتكفأ يتمايل الى قدام ) ، لم أر قبله مثله ، ولم أر بعده مثله ! ، قال على :" ثم سكت " ، فقال لى الحبر :" وماذا ؟ " ، قال على :" هذا ما يحضرنى " ، قال الحبر :" فى عينيه حمرة ، حسن اللحية ، حسن الفم ، تام الأذنين ، يقبل جميعأ ويدبر جميعا ( أى سريع الخطى ) ، فقال على :" هذه والله صفته " ، قال الحبر :" وشىء آخر" فقال على :" وما هو ؟ " ، قال الحبر :" وفيه جنأ ( ميل فى الظهر وقيل العنق وتفسير الجنأ بالأنكباب والميل وهو المناسب لتفسير على كرم الله وجهه ) ، قال على :" هو الذى قلت لك كأنما ينزل من صبب " ، قال الحبر :ط فانى أجد هذه الصفة فى سفر آبائى ، ونجده يبعث من حرم الله وأمنه وموضع بيته ، ثم يهاجر الى حرم يحرمه هو ويكون له حرمه كحرمة الحرم الذى حرم الله ، ونجد أنصاره الذين هاجر اليهم قوما من ولد عمرو بن عامر ، أهل نخل وأهل أرض قبلهم يهود " ، قال على :" هو هو ، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم " ، فقال الحبر :ط فانى أشهد أنه نبى الله وأنه رسوله صلى الله عليه وسلم الى الناس كافة ، فعلى ذلم أحيا وعليه أموت ، وعليه أبعث ان شاء الله " ، قال :" فكان يأتى عليا فيعلمه القرآن ويخبره بشرائع الاسلام ، ثم خرج على والحبر هنالك ، حتى مات فى خلافة أبى بكر ، وهو مؤمن برسول الله صلى الله عليه وسلم يصدق به " رواه أبن سعد قال :ط أخبرنا محمد بن عمر الأسلمى حدثنى عبد الله بن محمد بن عمر بن على أبى طالب عن أبيه عن جده عن على ( طبقات أبن سعد الكبرى ) ، وعن سماك أنه سمع جابر بن سمرة يقول :" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شمط ( الشمط بفتحتين اختلاط بياض الشعر بسواده ) مقدم رأسه ولحيته ، وكان اذا أدهن لم يتبين ، واذا شعث رأسه تبين ، وكان كثير شعر اللحية " ، فقال رجل :" وجهه مثل السيف ؟ " ، قال :" لا بل كان مثل الشمس والقمر ، وكان مستديرا ، ورأيت الخاتم عند كتفيه مثل بيضة الحمامة يشبه جسده ( كان بين كتفيه صلى الله عليه وسلم قطعة لحم فى مثل بيضة الحمامة تشبه جسده ) ، وقال أبن عباس رضى الله عنه :" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلج ( الفلج بفتحتين تباعد ما بين القدمين وتباعد ما بين الأسنان ) الثنيتين ، اذا تكلم رؤى كالنور يخرج من بين ثناياه " رواه الدرامى والترمذى فى الشمائل ، وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال :" ما رأيت شيئا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كأن الشمس تجرى فى جبهته ! وما رأيت أحدا أسرع مشيا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كأنما الأرض تطوى له ! ، انا لنجهد أنفسنا وانه لغير مكترث ! " رواه الترمذى وأبن سعد ،وعن أنس رضى الله عنه قال :" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون ( أى أبض منيرأ ) ، كأن عرقه اللؤلؤ ، اذا مشى تكفأ ( أى تمايل الى قدام كما تتمايل السفينة فىجريها ) ، ما مسست ديباجة ولا حريرا ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا شممت مسكا ولا عنبرا أطيب من رائحة النبى صلى الله عليه وسلم " رواه الشيخان ، وعن جابر بن سمرة قال :" صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الأولى ثم خرج الى أهله وخرجت معه فاستقبله ولدان فجعل يمسح خدى أحدهم واحدا واحدا " ، قال :" وأما أنا فمسح خدى " ، قال :" فوجدت ليده بردا أو ريحا كأنما أخرجها من جونة ( التى يعد فيها الطيب ) عطار ! " أخرجه مسلم ، وعن أنس عن أم سليم أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يأتيها فيقيل عندها فتبسط له نطعا ( فراش من جلد ) فيقيل عليه وكان كثير العرق فكانت تجمع عرقه فتجعله فى الطيب والقوارير فقال النبى صلى الله عليه وسلم :" يا أم سليم ما هذا ؟ " ، قالت :" عرقك أدوف به طيبى ( معناه أخلطه ) " أخرجه الشيخان واللفظ لمسلم ، وأم سليم رضى الله عنها خالته صلى الله عليه وسلم من الرضاع " ، روى مسلم عن أنس رضى الله عنه قال :" ما شممت شيئا قط مسكا ولا عنبرا أطيب من ريح رسول الله صلى الله علي وسلم .
No comments:
Post a Comment