Grammar American & British

Wednesday, July 8, 2020

مرض الرسول صلعم - اصطفاء الله لرسوله محمد صلعم ( 22 )

اصطفاء الله رسوله محمد صلعم ( 22 )

                 بدء مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ورحلته مع المرض . 

 انصف رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفره بعد فراغه من حجه الى منزله بالمدينة فى بقية ذى الحجة فأقام بها ما بقى من ذى الحجة والمحرم والصفر ثم ابتدىء شكواه فى ليال بقين من صفر أو فى أول شهر ربيع لأول ، وكان قد أعد بعثة الشام فى شهر محرم سنة 11 هجرية وأمر عليها أسامة بن زيد بن حارثة لتقوم بحملة على تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين ، وفى سيرة ابن هشام " حدثنا ابن سعد قال :" حدثنى عمى يعقوب بن ابراهيم قال :" أخبرنا سيف قال :" حدثنا هشام بن عروة عن أبيه قال :" اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه الذى توفاه الله به فى عقب المحرم " ، وقال الواقدى :" بدىء رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه لليلتين بقيتا من صفر " ، وقال " حدثت عن هشام بن محمد عن أبى مخنف قال :" حدثنا الصقعب بن زهير عن فقهاء أهل الحجاز أن رسول الله صلى اله عليه وسلم وجع وجعه الذى قبض فيه فى آخر صفر فى أيام بقين منه ، وهو ى بيت زينب بنت جحش "  وقال ابن هشا م :" حدثنى محمد بن عمر بن الصباح الهمدانى قال :" حدثنا يحيى بن عبد الرحمن قال :" حدثنا مسلم بن جعفر البجلى قال :" سمعت عبد الملك بن الأصبهانى عن خلاد الأسدى قال :" قال عبد الله بن مسعود نعى الينا نبينا وحبيبنا نفسه قبل موته بشهر ، فلما دنا الفراق جمعنا فى بيت أمنا عائشة فنظر الينا وشدد ، فدمعت عينه وقال :" مرحبا بكم ! رحمكم الله ! آواكم الله ! حفظكم الله ! رفعكم الله ! نفعكم الله ! وفقكم الله ! نصركم الله ! سلمكم الله ! رحمكم الله ! قبلكم الله ! أوصيكم بتقوى الله ، وأوصى الله بكم ، وأستخلفه عليكم ، وأؤديكم اليه ، انى لكم نذير وبشير ، لا تعلوا على الله فى عباده وبلاده ، فانه قال لى ولكم " تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا فى الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين " القصص 83 ، وقال " أليس فى جهنم مثوى للمتكبرين " الزمر 60 ، فقلنا :" متى أجلك ؟" ، قال :" قد دنا الفراق والمنقلب الى الله ، والى سدرةالمنتهى " ، قلنا :" فمن يغسلك يا نبى الله ؟ قال :" أهلى الأدنى فالأدنى " ، قلنا :" ففيم نكفنك يا نبى الله ؟ " ، قال :" فى ثيابى هذه ان شئتم ، أو فى بياض مصر ، أو حلة يمانية " ، قلنا :" فمن يصلى عليك يا نبى الله ؟ " ، قال :" مهلا غفر الله لكم ، وجزاكم عن نبيكم خيرا ! " ، فبكينا وبكى النبى صلى الله عليه وسلم وقال :" اذا غسلتمونى وكفنتمونى فضعونى على سريرى فى بيتى هذا ، على شفير قبرى ، ثم اخرجوا عنى ساعة فان أول من يصلى على جليسى وخليلى جبريل ، ثم ميكائيل ، ثم اسرفيل ، ثم ملك الموت مع جنود كثير من الملائكة بأجمعها ، ثم ادخلوا على فوجا فوجا ، فصلوا على وسلموا تسليما ، ولا تؤذونى بتزكية ولا برنة ولا صيحة ، وليبدأ بالصلاة على رجال أهل بيتى ، ثم نساؤهم ، ثم أنتم بعد ، أقرئوا أنفسكم منى السلام ، فانى أشهدكم أنى قد سلمت على من بايعنى على دينى من اليوم الى يوم القيامة " ، قلنا :" فمن يدخلك فى قبرك يا نبى الله ؟ " ، قال :" أهلى مع ملائكة كثيرين يرونكم من حيث لا ترونهم " ، فى هذا الحديث يعلم الرسو ل صلى الله عليه وسلم الصحابة أدب التعامل مع الميت ، ومع زيارته  ، والتوصية بالسلام عليه لأنه يبلغه السلام الى يوم القيامة ، وبخاصة عند زيارته فى قبره ، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص عن أبى مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" بعثنى رسول لله صلى الله عليه وسلم من جوف الليل فقال لى :" يا أبا مويهبة انى قد أمرت أن أستغفر لأهل البقيع " ، فانطلق معى ، فانطلقت معه ، فلما وقف بين أظهرهم قال :" السلام عليكم أهل المقابر ليهن لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح النا فيه !  أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم ، يتبع آخرها أولها ، الآخرة شر من الأولى " ، ثم أقبل على فقال :" يا أبا مويهبة انى قد أوتيت مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة ، خيرت بين ذلك وبين لقاء ربى والجنة ، فاخترت لقاء ربى والجنة " ، قال :" قلت بأبى أنت وأمى ! فخذ مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ، ثم الجنة " ، فقال :" لا والله يا أبا مويهبة ، لقد اخترت لقاءربى والجنة " ، ثم استغفر لأهل البقيع ، ثم انصرف فبدىء رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجعه الذى قبض فيهوعن عائشة رضى الله عنها قالت :" رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من البقيع فوجدنى وأنا أجد صداعا فى رأسى وأنا أقول :" وارأساه ! "قال :" بل أنا والله يا عائشة وارأساه ! " ، ثم قال :" ما ضرك لو مت قبلى فقمت عليك وكفنتك ، وصليت عليك ، ودفنتك ! " ، قلت :" والله لكأنى بك لو فعلت لك رجعت الى بتى فأعست ببعض نسائك " ، قالت :" فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتتام به وجعه وهو يدور على نسائه حتى استعز به ( بضم السين أى اشتد به وجعه وغلبه على نفسه ) وهو فى بيت ميمونة ، فدعا نساءه فاستأذنهن أن يمرض فى بيتى فأذن له ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بين رجلين من أهله أحدهما الفضل بن العباس ورجل آخر تخط قدماه الأرض عاصبا رأسه حتى دخل بيى " ، قال عبيد الله :" فحدثت هذا الحديث عنها عبد الله بن عباس فقال :" هل تدرى من الرجل ؟ " ، قلت :" لا " ، قال :" على بن أبى طالب " ، ثم غمر ( بضم العين وكسر الميم  أى أصابته غمرة المرض وهى شدته ) رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتد به الوجع فقال :" أهريقوا على من سبع قرب من آبار شتى ، حتى أخرج الى الناس فأعهد اليهم " ، قالت :" فأقعدناه فى مخضب ) اناء يغتسل فيه ) لحفصة بنت عمر ثم صبينا عليه الماء حتى طفق بقول :" حسبكم ، حسبكم ! " ، وعن ابن عباس عن أخيه الفضل بن عباس قال :" جاءنى رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجت اليه فوجدته موعوكا قد عصب  رأسه فقال :" خذ بيدى يا فضل " ، فأخذت بيده حتى جلس على المنبر ثم قال :" ناد فى الناس " ،  فاجتمعوا اليه فقال :" أما بعد أيها الناس فانى أحمد اليكم الله الذى لا آله الا هو ، وانه قد دنا منى حقوق  من بين أظهركم ، فمن كنت جلت له ظهرا فهذا ظهرى فليستقدمنه ، ومن كنت شتمت له عرضا فهذا عرضى فليستقدمنه ، ألا وان الشحناء ليست من طبعى ولا من شأنى ، ألا وان أحبكم الى من أخذ منى حقا ان كان له ، أو حللنى فلقيت الله وأنا أطيب النفس ، وقد أرى أن هذا غير مغن عنى حتى أقوم فيكم مرارا " ، قال الفضل :" ثم نزل فصلى الظهر ثم رجع فجلس على المنبر " ، وحث ابن حميد فقال  : " حدثنا سلمة عن ابن اسحاق عن الزهرى عن أيوب بن بشير ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عاصبا رأسه حتى جلس على المنبر ، ثم كان أول ما تكلم به أن صلى على أصحاب أحد واستغفر لهم ، وأكثر الصلاة عليهم ، ثم قال :" ان عبدا من عباد الله خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده ، فاختار ما عند اله " ، قال :"" ففهمها أبو بكر الصديق وعلم أن نفسه يريد فبكى وقال :" بل نفديك بأنفسنا وأبنائنا " ، فقال :" على رسلك يا أبا بكر ! أنظروا هذه الأبواب الشوارع اللافظة ( الافظة فى المسجد النافذة اليه ) فى المسجد فسدوها الا ما كان من بيت أبى بكر ، فانى لا أعلم أحدا كان أفضل عندى فى الصحبة يدا منه " ، وحدث ابن حميد فقال :" حدثنا سلمة عن محمد بن اسحاق عن عبد الرحمن بن عبد الله عن بعض آل أبى سعيد بن المعلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يومئذ فى كلامه هذا :" فانى لو كنت متخذا من العباد خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ، ولكن صحبة واخاء ايمان حتى يجمع الله بيننا عنده " ، وعن أبى سعيد الخدرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس يوما على المنبر فقال :" ان عبدا خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عند الله ، فاختار ما عند الله " ، فبكى أبو بك ثم قال :" فديناك بآبائنا وأمهاتنا يا رسول الله ! ، قال : فتعجبنا له ، وقال الناس :" انظروا الى هذا الشيخ يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد يخير ويقول :" فديناك بآبائنا وأمهاتنا ! ، قال :" فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير ، وكان أبو بكر أعلمنا به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ان أمن الناس على فى صحبته وماله أبو بكر ، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خيلا ، ولكن أخوة الاسلام ، لا تبق خوخة فى المسجد الا خوخة أبى بكر " .

وعن ابن عباس قال :" يوم الخميس وما يوم الخميس ! " ، قال :" اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه فقال :" أئتونى أكتب كتابا لا تضلوا بعدى أبدا فتنازعوا ! ولا ينبغى عند نبى أن يتنازع – فقالوا :" ما شأنه ؟ أهجر ! ( أى اختلف كلامه بسبب المرض ) استفهموه ! ، فذهبوا يعيدون عليه فقال :" دعونى فما أنا فيه خير مما تدعون اليه " ، وأوصى بثلاث قال :" أخرجوا المشكين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو مما كنت أجيزهم " ، وسكت عن الثالثة عمدا – وقال :" فنسيتها " ، وعن ابن عباس أن على بن أبى طالب خرج من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فى وجعه الذى توفى فيه فقال الناس :" يا أبا الحسن كيف أصبح رسول الله ؟ " ، قال :" أصبح بحمد الله بارئا " ، فأخذ بيده بن عاس بن عبد المطلب فقال :ط ألا ترى أنك بعد ثلاث عبد العصا ! ، وأنى أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم سيتوفى فى وجعه هذا ، وانى لأعرف وجوه بنى عبد المطلب عند الموت ، فاذهب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسله فيمن يكون هذا الأمر ؟ فان كان فينا علمنا ذلك ، وان كان فى غيرنا أمر به فأوصى بنا"  ، قال على :" والله لئن سألناها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعناها لا يعطيناها الناس أبدا ، والله لا أسألها رسول الله أبدا " ، وعن ابنعباس قال :" خرج يومئذ على بن أبى طالب على الناس من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذكر نحوه ، غير أنه قال فى حديثه :" أحلف بالله لقد عرفت الموت فى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كنت أعرفه فى وجوه بنى عبد المطلب  ، فانطلق بنا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فان كان هذا الأمر فينا علمنا ، وان كان فى غيرنا أمرنا فأوصى بنا الناس ، وزاد فيه أيضا " فتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اشتد الضحى من لك اليوم "  ، وحدث أبو كريب فقال :" حدثنا بن بكير قال حدثنا يونس ب عمرو عن أبيه عن الأرقم بن شرحبيل قال :" سألت ابن عباس :" أوصى رسول الله ؟ قال :" لا " ، قلت :" فكيف كان ذلك ؟ " ، قال :" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ابعثوا الى على فادعوه " ، فقالتعائشة :" لو بعثت الى أبى بكر ! " ، وقالت حفصة :" لو بعث الى عمر ! " فاجتمعوا عنده جميعا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" انصرفوا! فان تك لى حاجة أبعث اليكم فانصرفوا " ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" آن الصلاة ؟" ، قيل :" نعم " ، قال :" فأمروا أبا بكر ليصلى بالناس " فقالت عائشة :" انه رجل رقيق فمر عمر " ، فقال :" مروا عمر " ، فقال عمر :" ما كنت لأتقدم وأبو بكر شاهد " ، فتقدم أبو بكر ووجد رسول الله صلى الله عليه وسلم خفة فخرج ، فلما سمع أبو بكر حركته تأخر فجذب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه فأقامه مكانه وقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ من حيث انتهى أبو بكر " ، وعن عائشة قالت :ط لما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم المرض الذى مات يه أذن بالصلاة فقال :" مروا أبا بكر أن يصلى بالناس فقلت :" ان أبا بكر رجل رقيق ، وانه متى يقوم مقامك لا يطيق ! ، فقال :ط مروا أبا بكر يصلى يالناس " ، فقلت مثل ذلك فغضب وقال :" انكن صواحب يوسف .... مروا أبا بكر يصلى بالناس " فخرج يهادى بين رجلين وقدماه تخطان فى الأرض ، فلما دنا من أبى بكر تأخر أبو بكر فأشار اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قم فى مقامك ، فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى الى جنب أبى بكر جالسا ، قالت :" فكان أبو بكر يصلى بصلاة النبى صلى الله عليه وسلم ، وكان الناس يصلون بصلاة أبى بكر " اللفظ لحديث عيسى بن عثمان ، قال الواقدى :" سألت ابن أبى سبرة كم صلى أبو بكر بالناس ؟ ، قال :" سبع عشرة صلاة " ، قلت :ط من أخبرك ؟ " ، قال :" أيوب بن عبد الرحمن بن أبى صعصعة  عن رجل من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم  ، وقال الواقدى :" وحدثنا ابن أبى سبرة عن عبد المجيد بن سهيل عن عكرمة قال :" صلى بهم أبو بكر ثلاث أيام " ، وعن عائشة قالت :ط رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يموت وعنده قدح فيه ماء يدخل يده فى القدح ثم يمسح وجهه بالماء ثم يقول :" اللهم أعنى على سكرة الموت !

قال أنس بن مالك :" لما كان يوم الأثنين اليوم الذى قبض فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج الى الناس وهم يصلون الصبح فرفع الستر ، وفتح الباب فخرج  رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قام بباب عائشة فكاد المسلمون أن يفتنوا فى صلاتهم برسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأوه فرحا به وتفرجوا فأشار بيده ان اثبتوا على صلاتكم وتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فرحا لما رأى من هيئتهم فى صلاتهم ، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن هيئة منه تلك الساعة ، ثم رجع وانصرف الناس وهم يظنون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أفاق من وجعه فرجع أبو بكر الى أهله بالسنح " ، وحث ابن حميد فقال :" حدثنا سلمة عن ابن اسحاق عن أبى كر بن عبد الله بن أبى مليكة قال :" لما كان يوم الأثنين خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عاصبا رأسه الى الصبح وأبو بكر يصلى بالناس فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم تفرج الناس فعرف أبو بكر أن الناس لم بفعلوا ذلك الا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنكص عن مصلاه فدفع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى ظهره وقال :" صل بالناس " ، وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم الى جنبه فصلى قاعدا عن يمين أبى بكر فلما فرغ من الصلاة أقبل على الناس وكلمهم رافعا صوته حتى خرج صوته من باب المسجد يقول :" يا أيها الناس سعرت النار وأقبلت الفتن كقطع الليل المظلم ! وانى والله لا تمسكون على شيئا ، انى لم أحل لكم الا ما أحل لكم القرآن ، ولم أحرم عليكم الا ما حرم عليكم القرآن " ، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من كلامه قال له أبو بكر :" يا نبى الله انى أراك قد أصبحت بنعمة الله وفضله كما نحب ، واليوم يوم ابنة خارجة فآتيها ، ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج أبو بكر الى أهله بالسنح " ، وعن عائشة رضى الله عنها قالت :" رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى ذلك اليوم حين دخل من المسجد فاضطجع فى حجرى فدخل على رجل من آل بكر فى يده سواك أخضر قالت فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم الى يده نظرا فعرفت أنه يريده فأخذته فمضغته حتى ألنته ثم أعطيته اياه قالت :" فاستن به كأشد ما رأيته يستن بسواك فبله ثم وضعه ووجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يثقل فى حجرى ، قالت :" فذهبت أنظر فى وجهه فاذا نظره قد شخص وهو يقول :" بل الرفيق الأعلى من الجنة ! " ، قالت :" قلت خيرت فاخترت والذى بعثك بالحق ! " ، قالت :" وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم " ، وعن يحيى بن عباد بن الزبير عن أبيه عباد قال :" سمعت عائشة تقول :" مات رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سحرى ونحرى وفى دورى ، ولم أظلم فيه أحدا ، فمن سفهى وحاثة سنى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض وهو فى حجرى ثم وضعت رأسه على وسادة وقمت ألتدم مع النساء وأضرب وجهى " ، وعن عائشة رضى الله عنها قالت :" كان على رسول الله صلى الله عليه وسلم خميصة سوداء ( ثوب خز أو صوف معلم ) حين اشتد به وجعه " ، قالت :" فهو يضعها على وجهه ومرة يكشفها عنه ويقول :" قاتل الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ! " ، وعن عائشة ضى الله عنها قالت :" كان آخر عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :" لا يترك بجزيرة العرب دينان " ، وهكذا كما نرى ظل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اللحظة الأخيرة من حياته يعلم أمته ويرشدهم ، وذلك يبرز عظمة القائد الذى يضع أمته معه حتى على فراش المرض ، وقال أبو بكر الصديق ضى الله عنه :" انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" ما قبض نبى الا يدفن حيث قبض " ، فرفه فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى توفى عليه فحفر تحته ، ودخل الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلون عليه أرسالا ( جماعة بعد جماعة ) حتى اذا فرغ الرجال أدخل النساء ، حتى اذا فرغ النساء أدخل الصبيان ، ثم أدخل العبيد ولم يؤم الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد ، ثم دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم وسط الليل ليلة الأربعاء وكان قد توفى يوم الأثنين 12 ربيع الأول سنة عش من الهجرة ، وقال الواقدى :" توفى يوم الأثنين لأثنتى عشرة ليلة خلت من شهر بيع الأول 11 هجرية ، ودفن من الغد نصف النهار ، وأقبل أبو بكر حتى نزل على باب المسجد حين بلغه الخبر ودخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فى بيت عائشة ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم مسجى فى ناحية البيت عليه برد حبرة ( ضرب من ثياب اليمن ) فأقبل حتى كشف عن وجهه ثم أقبل عليه فقبله ، ثم رد الثوب على وجهه ، وخرج على الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :" أيها الناس انه من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات ، ومن كان يعبد الله فان الله حى لا يموت " ، ثم تلا آية " وما محمد الا سول قد خلت من قبله الرسل افئن مات أو قيل انتقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزى الله الشاكرين " آل عمران 144 ، وكتن عمر بن الخطاب له رأى آخر فكما قال أبو هريرة :" لما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم قام عمر بن الخطاب فقال :" ان رجالا من المنافقين يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفى وان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مات ، ولكنه ذهب ال ربه كما ذهب موسى بن عمران عليه لسلام ، فغاب عن قومه أربعين ليلة ، ثم رجع بعد أن قيل قد مات ، والله ليرجعن رسول الله صلى الله عليه وسلم فليقطعن أيدى رجال وأرجلهم يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات " .


No comments:

150-] English Literature

150-] English Literature Letitia Elizabeth Landon     List of works In addition to the works listed below, Landon was responsible for nume...