Grammar American & British

Wednesday, July 8, 2020

قالوا عن محمد صلعم اصطفاء الله لرسوله محمد صلعم ( 23 )

اصطفاء الله لرسوله محمد صلعم  ( 23 ) 
قالوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ظل الفكر الغربى قرونا طويلة يكيد للاسلام ويشوهه ويشوه رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ، ولا ننسى ما حدث فى محاكم التفتيش فى الأندلس من حرق للمسلمين أحياء ، وحرق للمكتبات والتراث الاسلامى ، واستمر هذا النهج مع الحروب الصليبة ( 489 – 690 هجرية / 1096 – 1291 م ) واستمر نهج الاحتلال الغربى لبلاد المسلمين ، ويستمر فى العصر الحديث ، واذا أردنا الاشارة الى نماذج من هذه الشهادات الغربية على هذه الافتراءات فاننا نستطع على سبيل المثال أن نشير الى شهادة المستشرق الفرنسى الكبير " مكسيم رودنسون " ( 1915 – 2004 ) وهو من أصل يهودى والذى تحدث عن الصورة التى يعاد تقديمها أفلاما ورسوما ومقالات هذه الأيام ! ، لقد تحدث عن هذه الصورة فقال :" لقد حدث أن الكتاب اللاتينيين الذين أخذوا على عاتقهم بين سنة 1100 – 1140 م اشباع حاجة الانسان العامى الى كراهية الاسلام ورسوله .. أخذوا يوجهون اهتمامهم نحو حياة محمد ، دون اعتبار للدقة ، فاطلقوا العنان  " لجهل الخيال المنتصر " .. فى الحروب الصليبية – فكان محمد فى عرفهم ساحرا ، هدم الكنيسة فى افريقيا والشرق عن طريق السحر والخديعة ، وضمن نجاحه بأن اباح الاتصالات الجنسية ! ، وكان محمد – كما صورته الملاحم الشعبية الغربية الصنم الرئيسى الذى يعبده المسلمون !.. وكا معظم الشعراء الجوالة يعتبرونه كبير آلهة البدو ... وكانت تماثيله حسب أقوالهم تصنع من مواد ثمينة ، وذات أحجام هائلة ! " هكذا حكى " مكسيم ردونسون " طرفا من الصورة التى زيفها العقل الصليبى لرسول الاسلام صلى الله عليه وسلم ، والتى صاغها هذا العقل شعرا وملاحم شعبية أشاعها الشعراء الجوالون بين الجماهير والدهماء ، لتستق فى مخزون الثقافة الغربية ، وتشيع فى الكتب الدراسية ، وليستدعيها الرسامون ومنتجو الأفلام فى هذه الأيام ! ، ويحكى المفكر الألمانى " هوبرت مومر " – فى كتابه " صورة الاسلام فى التراث الغربى " " كيف أن الأوربيين ادعوا أت رسول الاسلام كان كاردينالا كاثوليكيا ، تجاهلته الكنيسة فى انتخابات البابا فقام بتأسيس طائفة ملحدة فى الشق انتقاما من الكنيسة ، واعتبرت أوروبا المسيحية – فى القرون الوسطى – محمد المرتد الأكبر عن المسيحية ، الذى يتحمل وزر انقسام البشرية عن الديانة المسيحية ! " ، ويكشف هذا المفكر الألمانى عن أن هذه الصورة الصليبية الزائفة لرسول الاسلام قد شارك فى صنعها كبا الفلاسفة والقديسين والمفكرين الغربيين ! ، فأكبر فلاسفة الكاثوليكية " توما الأكوينى " ( 1225 – 1274 م ) يقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " انه هو الذى أغوى الشعوب من خلال وعوده الشهوانية ، وقام بتحريف جميع الأدلة الواردة فى التوراة والأناجي من خلال الأساطير والخرافات التى كان يتلوها على أصحابه ولم يؤمن برسالة محمد الا المتوحشون من البشر ، الذين كانوا يعيشون فى البادية ! " هكذا زيف أكبر فلاسفة الكاثوليكية صورة نبى الاسلام صلى الله عليه وسلم ، الذى جاء بكتاب مصدق لما بين الكتب السماوية جميعا ! والذى أعلن أنه لايفرق بين أحد من رسل الله ، ويا ليت توما الأكوينى كان حيا اليوم ليرى حفاظ الاسلام والمسلمين على الأسرة والعفة ، فى الوقت الذى أفلست فيه كثير من الابراشيات الغربية بسبب التعويضات التى تدفع للأطفال ضحايا الاعتداءات الجنسية من كبار وصغار رجال الدين ! ، وياليته يرى ما يحدث من اعتراف بزواج الثليين فى البلاد الأوربية وقيا بعض الكنائس بتوثيق هذا العقد !
واذا كان واقعنا المعاصر يشهد تدنيس المصحف الشريف واحراقه من قبل كنائس بروتستانتية غربية ، فان المفكر الأمانى " هوبرت كومر " يكشف لنا عن حقيقة أن هذه الكنائس البروتستانتية انما تغترف من ثقافة الكراهية السوداء التى وضع أساسها زعيم البوتستانتية " مارتن وثر " ( 1483 – 1546 م ) الذى وصف القرآن الكريم بأنه " كتاب بغيض وفظيع وملعون وملىء بالأكايب والخرافات والفظائع ! " ، ثم نصح أتباعه بتزييف صورة القرآن ، فبدلا من فهم آياته ومقاصده ، دعا الى استخدام الصورة المزيفة لترجمة القرآن وتعرف المسيحيين عليه ، وعلى القساوسة أن يخطبوا أمام الشعب عن ظائع محمد ، حتى يزداد المسيحيون عداوة له ، وأيضا ليقوى ايمانهم بالمسيحية ، وتتضاع جسارتهم وبسالتهم فى الحرب ضد الأتراك المسلمين ، وليضحوا بأموالهم وأنفسهم فى هذه الحروب ! " كما قال مارتن لوثر " ، أما المستشرقة الألمانية " سيجريد هونكة " ( 1913 – 1999  م ) فانه تحكى كيف صورت الكنيسة الأوربية بلاد الاسلام عالما من الخرافات والأساطير ، عبدة الشيطان والسحرة المتضرعين الى الشيطان .. بلاد الأضاحى البشرية من أجل صنم هبى ، تسهر على سلامته عصبة من الشياطين أسمه محمد ! " من مقال الدكتور محمد عمارة فى افتتاحية كتاب الأزهر " نبى الاسلام فى مرآة الفكر الغربى " هدية مجلة " الأزهر " عدد ربيع الآول 1434 هجرية / فبراير 2013   وعلى النقيض من ذلك كان هناك المنصفون الذين درسوا الفكر الاسلامى وكان لهم رأيهم الخاص ، وسوف نورد بعضا من هذا الفكر لبعض منهم .
توماس كارليل ( 1795 – 1881 م ) الكاتب الأنجليزى .   تناول فى كتابه " الأبطال " حياة محمدا صلى الله عليه وسلم بالبحث والتحليل قائلا :" من العار أن يصغى أى انسان متمدين من أبناء هذا الجيل الى وهم القائلين أن دين الاسلام كذب وأن محمدا لم يكن على حق ، لقد آن لنا أن نحارب هذه الادعاءات السخيفة المخجلة ، فالرسالة التى دعا اليها هذا النبى ظلت سراجا منيرا أربعة عشر قرنا من الزمان ، لملايين كثيرة من الناس ، فهل من المعقول أن تكون هذه الرسالة التى عاشت عليها هذه الملايين وماتت اكذوبة كاذب أو مخادع ؟ ، ولو أن الكذب والتضليل يروجان عند الخلق هذا الرواج الكبير لأصبحت الحياة سخفا وعبثا ، وكان الأجدر بها ألا توجد ، هل رأيتم رجلا كاذبا يستطيع أن يخلق دينا ويتعهده بالنشر بهذه الصورة ؟ ، ان الرجل الكاذب لايستطيع أن يبنى بيتا من الطوب لجهله بخصائص مواد البناء ، واذا بناه فما ذال الذى يبنيه الا كومة من أخلاط هذه المواد ، فما بالك بالذى يبنى بيتا تبقى دعائمه هذه القرون العديدة وتسكنه هذه الملايين الكثيرة من الناس ؟!  ، وعلى ذلك فمن الخطأ أن نعد محمدا رجلا كاذبا متصنعا متذرعا بالحيل والوسائل لغلية أو مطمع ، وما الرسالة التى أداها الا الصدق والحق ، وما كلمته الا صوت حق صادق صادر من العالم المجهول ، وما هو الا شهاب أضاء العالم أجمع ، ذلك أمر الله وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، وهب جدلا أن لمحمد هفوات ، فانه ليس فى مقدور هذه الهفوات أن تستمر تلك الحقبة الكبرى وهى أنه رجل صادق ونبى مرسل، ثم استرسل توماس كارليل يقول :" أحب محمدا لبراءة طبعه من الرياء والتصنع ، ولقد كان ابن الصحراء مستقل الرأى ، لا يعتمد الا على نفسه ، ولا يدعى ما ليس فيه ، ولم يكن متكبرا ، ولا ذليلا ،فهو قائم فى ثوبه المرقع ، كما أوجده الله ، يخاطب بقوله الحر المبين أكاسرةالعجم وقياصرة الروم ، يرشدهم الى ما يجب عليهم لهذه الحياة ، وللحيا ىلآخرة ، وما كان محمد بعابث قط ، وشاب قوله شائبة لعب ولهو ، فكانت المسائل عنده مسئألة فناء وبقاء ، أما التلاعب بالأقوال والعبث بالحقائق فما كان من عادته قط ، وكان محمد اذا سئل أن يأتى بمعجزة قال حسبكم بالكون معجزة ، انظروا الى هه الأرض ، أليست من عجائب صنع الله ؟! ، أليست آية من آيات عظمته ، أنظروا الى هذه الأرض التى خلقها الله لتمشوا فى مناكبها ولتأكلوا من رزقها ، أنظروا الى هذا السحاب المسير فى الآفاق كيف يتحول الى ماء يروى الأرض ويخرج به النبات والزرع ، ألستم أنت معجزات ؟ ، لقد كنتم صغارا ، وقبل ذلك لم تكونوا أبدا ، ثم لكم جمال وقوة وعقل ، ثم يلأتيكم المشيب ثم تموتون ، لقد كان الكون نفسه فى نظره معجزة ! ، لقد كان يرى كل ما كان يراه كبار المفكرين ، وهو أن هذا الكون المادى انما هو فى الحقيقة لا شىء ، وهو ظل علقة الله فى الفضاء لا غير ، وان دل على شىء فهو يدل على أنه آية من آيات الله  ويزعم المتعصبون أن محمدا لم يكن يريد بدعوته غير الشهرة الشخصية والجاه والسلطان ، كلا وأيم الله ، لقد انطلقت من فؤاد ذلك الرجل الكبير النفس – المملوء رحمة وبرا وحنانا وخيرا ونورا وحكمة ، أفكار غير الطمع الدنيوى وأهداف سامية غير طلب الجاه والسلطان ، لم يكن كغيره يرضى بالأوضاع الكاذبة ، ويسير تبعا للاعتبارات الباطلة ، ولم يقبل أن يتشح بالأكاذيب والأباطيل ، لقد كان منفردا بنفسه العظيمة وبحقائق الكون والكائنات ،لقد كان سر الوجود أمام عينيه بأهواله ومحاسنه ومخاوفه ، لهذا جاء صوت الرجل منبعثا من قلب الطبيعة ذاتها ، لهذا وجدنا الآذان اليه مصغية والقلوب لما يقول واعية ، لقد كان يجول فى خاطره منذ رحلاته وأسفاره آلاف من الأفكار ، ماذا أنا ؟ ، ماهى الحياة ؟ ، ما هو الموت ؟ ماذا أفعل ؟ ، لقد أحس هذا الرجل ابن الصحراء أن هذه هى كبرى المسائل وأهمها ، وكل شىء عديم الوجود بجانبها ، ثم استطرد  توماس كارليل يصو شخصية هذا النبى الكريم صلى الله عليه وسلم الى أن قال :" لقد كان زاهدا متقشفا فى مسكنه ومأكله ومشربه وملبسه وسائر أموره وأحواله ، فكان طعامه عادة الخبز والماء ، وكثيرا ما تتابعت الشهور ولم توقد بداره نار ، فهل بعد ذلك مكرمة ومفخرة ؟ فحبذا محمد من رجل متقشف ، خشن الملبس والمأكل ، مجتهد فى الله ، دائب فى نشر دين الله ، غير طامح الى ما يطمح اليه غيره من رتبة أو دولة أو سلطان ، ولو كان غير ذلك لما استطاع أن يلاقى من العرب الغلاظ احتراما واجلالا واكبارا ، ولما استطاع أن يقودهم ويعاشرهم معظم وقته ، ثلاثا وعشرين حجة ، وهم ملتفون حوله ، يقاتلون بين يديه ويجاهدون حوله ؟ ، لقد كان فى قلوب العرب جفاء وغلظة ، وكان من الصعب قيادتهم وتوجيههم ، لهذا كان من يقدر على ترويضهم وتذليلهم بطلا وأيم الله ، ولولا ما وجدوا فيه من آيات النبل والفضل لما خضعوا لارادته ولما انقادوا لمشيئته ، وفى ظنى أنه لو وضع قيصر بتاجه وصولجانه وسط هؤلاء القوم بدل هذا النبى لما أستطاع قيص أن يجبرهم على طاعته كما استطاع هذا النبى فى ثوبه المرقع ! ، هكذا تكون العظمة ؟! ، وهكذا تكون البطولة ؟! ، وهكذا تكون العبقرية ؟! .
تناول " توماس كارليل " الدين الاسلامى ببعض البحث والتحليل فكتب يقول :" لقد أخرج الله العرب  بالاسلام من الظلمات الى النو وأحيا به أمة هامدة ، وما كانت هذه الأمة الا فئة جوالة فى الصحراء خاملة فقفيرة تجوب الفلاوات ، ومنذ بدء العالم لا يسمع لها صوت ولا تحس منها حركة ، فأرسل الله لهم نبيا بكلمة من عنده ورسالة من فبله ، فاذا بالخمول قد استحال شهرة ، والغموض بنباهة ، والضعف قوة ، واذا بالضوء الخافت قد أضحى نورا وهاجا يملأ الأنحاء ويعم الأرجاء ، وما هو الا قرن حتى امتدت دولة العرب الى الهند والى بلاد الأندلس ، وظلت هذه الدولة تشرق حقبا عديدة ودهوا مديدة بين احق والمروءة والعدل والشهامة والنبل .
وفى موضع آخر كتب يقول :" وفى الاسلام صفة أراها أشرف الصفات وأعظمها وهى المساواة بين الناس ، وهذا يدل على صدق النظر وصواب الرأى ، والاسلام لم يقنع بجعل الصدقة سنة محبوبة ، بل جعلها فرضا على كل مسلم ، وجعلها قاعدة من قواعد الاسلام ، وقدرها بنسبة من الثروة ، تعطى للفقراء والمساكين والمنكوبين ، جميل والله كل هذا !! ، جميل والله أن ينبعث صوت الرحمة والاخاء والانسانية من فؤاد هذا النبى الكريم ابن القفار والصحراء ، ولقد رأى توماس كلرليل فى هاتين الميزتين مظهرين مختلفين من مظاهر اصلاح المجتمعات وتقويمها ، لقد رأى فى الصدقات مظهرا من مظاهر التكافل والتضامن الاجتماعى بين طبقات الشعب الواحد .
وفى معرض الدفاع عن الدين الاسلامى كتب يقول :" وأى دليل يشهد ببراءة الاسلام من الميل الى الملذات من شهر مضان الذى تلجم فيه الشهوات وتزجر فيه النفوس ، ان أمجد الخصال وأشرف المكارم هو أن يكون للمرء من نفسه على نفسه سطان ، وألا يجعل من لذاته أغلالا تقيده ، بل يجعل منها حليا وزخارف متى شاء خلعها ومتى شاء نزعها ، كذلك أمر رمضان ، حيث تلجم فيه الشهوات وتخضع ، ثم استطرد فى دفاعه عن الاسلام يقول :" لقد مضت على هذا الدين مئتان وألف عام وهو الدين القويم والصراط المستقيم لأكثر من سدس سكان العالم ( يكون المسلمين اليوم نحو ربع سكان العالم ) ، ومازال فوق ذلك دينا يؤمن به أهله من حبات أفئدتهم ، ولا احسب أن أمة اعتصمت بدينها اعتصام المسلمين باسلامهم اذ يوقنون به كل اليقين ، ويواجهون به الدهر أبدا ، ان كلمة التوحيد والتكبير لترن آناء الليل وأطراف النهار فى صدور تلك الملايين من البشر ، وان الفقهاء ذوى الغيرة فى الله والتفانى فى حبه يذهبون الى الشعوب الوثنية بالهند والصين والمالاى فيهدمون أضاليلهم ويشيدون مكانها قواعد الاسلام ، ونعم ما يفعلون .
أما عن القرآن فكتب توماس كارليل يقول :" لقد نظر العرب اليه نظرة معجزة لما بين آياته وأذواقهم من ملائمة ، ولعدم وجود ترجمة تذهب بحسنه وابداعه ، لقد أعطاه العرب من النبجيل أكثر مما أعطاه أهل الأديان الأخرى لأديانهم وما برح فى كل زمان ومكان قاعدة التشريع والعمل ، والقانون المتبع فى شئون الحياة ومسائلها ، والوحى المنزل من السماء هدى للناس وسراجا منيرا يضىء لهم سبل العيش ويهديهم صراطا مستقيما ، ومصدر أحكام القضاة ، والدس الواجب على كل مسلم حفظه والاستنارة به فى غياهب الحياة وكذلك ما برح هذا الكتاب يرن صوته فى آذان الألوف من خلق الله وفى قلوبهم فى كل آن ولحظة . 

No comments:

150-] English Literature

150-] English Literature Letitia Elizabeth Landon     List of works In addition to the works listed below, Landon was responsible for nume...