اصطفاء فى البعث والحساب يوم القيامة .
1-) ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من يبعث يوم القيامة فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ، وأول من ينشق عنه القبر ، وأول شافع ، وأول مشفع ( أى من تقبل شفاعته يوم القيامة ) رواه مسلم ، وفى حديث آخر عن أنس رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال :" أنا أول الناس خروجا اذا بعثوا ، وأنا خطيبهم اذا وفدوا ، وأنا مبشرهم اذا أيسوا ، لواء الحمد يومئذ بيدى ، وأنا أكرم ولد بنى آدم على ربى ولا فخر " رواه الترمذى ( يريد انفراده بالحمد يوم القيامة ) ، وفى حديث " حدثنا قتيبة بن سعيد واسحاق بن اباهيم قال قتيبة حدثنا جرير عن المختار بن فلفل عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أنا أول الناس يشفع فى الجنة وأنا أكثر الأنبياء يبعا " صحيح مسلم ، وفى حديث آخر " حدثنا أبى شيبة وأبو كريب واللفظ لأبى كريب قالا : حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة قال :" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لكل نبى دعوة مستجابة فتعجل كل نبى دعوته وانى اختبأت دعوتى شفاعة لأمتى يوم القيامة ، فهى نائلة ان شاء الله من مات من أمتى لا يشرك بالله شيئا " صحيح مسلم ، وفى حديث آخر " حدثنى يونس بن عبد الأعلى الصدفى ( بفتح الصاد والدال ) أخبرنا ابن وهب قال أخبرنى عمرو بن الحارث أن بكر بن سوادة حدثه عن عبد الرحمن بن جبير عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبى صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل فى ابراهيم " رب انهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعنى فانه منى ومن عصانى فانك غفور رحيم " ابراهيم 14 ، وقال عيسى عليه السلام " ان تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فانك أنت العزيز الحكيم " المائدة 118 ، فرفع يديه وقال اللهم أمتى وبكى ، فقال الله عز وجل : يا جبريل اذهب الى محمد وربك أعلم فسله ما يبكيك فأتاه جبريل عليه السلام فسأله فاخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال وهو أعلم فقال الله يا جبريل اذهب الى محمد فقل انا سنرضيك فى أمتك ولا نسوءك " صحيح مسلم ، والشفاعة من المنح الربانية التى أعطاها الله لرسوله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة وفى صحيح مسلم كذلك حديث مطول عن الشفاعة ( 299 )" حدثا أبو بكر بن أبى شيبة ومحمد بن عبد الله بن نميرواتفقا فى سياق الحديث الا ما يزيد أحدهما من الحرف بعد الحرف قالا : حدثنا محمد بن بشر حدثنا أبو حيان عن أبى زرعة ( بضم الزاى ) عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : " أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بلحم فرفع اليه الذراع وكانت تعجبه فنهس منها نهسة فقال : " أنا سيد الناس يوم القيامة وهل تدرون بم ذاك ؟ ، يجمع الله يوم القيامة الأولين والآخرين فى صعيد واحد فيسمعهم الداعى وينفذهم البصر وتدنوا الشمس فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون وما لا يحتملون فيقول بعض الناس لبعض ألا ترون ما أنتم فيه ألا ترون ما قد بلغكم ألا تنظرون من يشفع لكم الى ربكم فيقول بعض الناس لبعض أئتوا آدم فيأتون آدم فيقولون يا آدم أنت أبو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك اشفع لنا الى ربك ألا ترى الى ما نحن فيه الا ترى الى ما قد بلغنا ، فيقول آدم : ان ربى غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، وانه نهانى عن الشجرة فعصيته ، نفسى نفسى ! اذهبوا الى غيرى ! اذهبوا الى نوح فيأتون نوحا فيقولون يا نوح أنت أول الرسل الى الأرض وسماك الله عبدا شكورا اشفع لنا الى ربك ألا ترى ما نحن فيه ، ألا ترى ما قد بلغنا فيقول لهم : ان ربى وقد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ، وانه قد كانت لى دعوة دعوت بها على قومى ، نفسى نفسى اذهبوا الى ابراهيم صلى الله عليه وسلم ، فيأتون ابراهيم فيقولون : أنت نبى الله وخليله من أهل الأرض أ اشفع لنا الى ربك ألا ترى الى ما نحن فيه ! ألا ترى ما قد بلغنا ! فيقول لهم ابراهيم : ان ربى قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله ، وذكر كذباته نفسى نفسى اذهبوا الى غيرى ، اهبوا الى موسى فيأتون موسى صلى الله عليه وسلم فيقولون : يا موسى أنت رسول الله فضلك الله برسالاته وبتكليمه على الناس اشفع لنا الى ربك ألا ترى ما نحن فيه ، ألا ترى ما قد بلغنا فيقول لهم موسى صلى الله عليه وسلم : ان ربى قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وانى قتلت نفسا لم أومر بقتلها نفسى نفسى ، أذهبوا الى عيسى صلى الله عليه وسلم فيأتون عيسى فيقولون يا عيسى أنت رسول الله وكلمت الناس فى المهد ، وكلمة منه ألقاها الى مريم وروح منه فاشفع لنا الى ربك ألا ترى ما نحن فيه ألا ترى ما قد بلغنا فيقول لهم عيسى صلى الله عليه وسلم ان ربى قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ولم يذكر لهم ذنبا نفسى نفسى اذهبوا الى غيرى اذهبوا الى محمد صلى الله عليه وسلم فيأتونى فيقولون يا محمد أنت رسول الله وخاتم الأنبياء وغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر اشفع لنا الى ربك ألا ترى ما نحن فيه ألا ترى ما قد بلغنا فانطلق فآتى تحت العرش فأقع ساجدا لربى ثم يفتح الله على ويلهمنى من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه لأحد قبلى ثم قال يا محمد ارفع رأسك سل تعطه اشفع تشفع فأرفع رأسى فأقول يارب أمتى أمتى فيقال : يا محمد أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب والذى نفس محمد بيده ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر أو كما بين مكة وبصرى " ، وفى حديث آخر ( 300 فى صحيح مسلم ) يقول وحدثنى زهير بن جرير عن عمارة بن القعقاع عن أبى زرعة عن أبى هريرة رضى الله عنه قال :" وضعت بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم قصعة من ثريد ولحم فتناول الذراع وكانت أحب الشاة اليه فقال : أنا سيد الناس يوم اقيامة ، فلما رأى أصحابه لا يسألونه قال : ألا تقولون كيفة ، قالوا : كيفة يا رسول الله ، قال : يقوم الناس لرب العالمين وساق الحديث بمعنى حديث أبى حيان عن أبى زرعة وزاد فى قصة ابراهيم فقال وذكر قوله فى الكواكب هذا ربى وقوله لآلهتهم بل فعاه كبيرهم هذا وقوله انى سقيم ، قال والذى نفس محمد بيده ان ما بين المصراعين من مصاريع الجنة الى عضادتى الباب لكما بين مكة وهجر أو هجر ومكة قال لاأدرى أى ذلك قال " .
2-) أوتى الرسول صلى الله عليه وسلم حوضا من الجنة من يشرب منه شربة لايظمأ
بعدها أبدا ، فقد ورد فى حديث عن نافع بن عمر الجحمى عن أبن أبى مليكة قال عبد
الله أبن العاص قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حوض مسبره شهر وزواياه سواء (
مهناه طوله كعرضه ) ، وماؤه أبيض من الورق ( الفضة ) ، وريحه أطيب من المسك ،
وكيزانه كنجوم السماء ، فمن شرب منه فلا يظمأ بعده أبدا ، قال : وقالت أسماء بنت
أبى بكر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : انى على الحوض حتى أنظر من يرد على
منكم ، وسيؤخذ أناس دونى فأقول : يا رب منى ومن أمتى فيقال : أما شهرت ما فعلوا
بعدك ؟ والله ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم ! قال : وكان أبن أبى مليكة يقول :
اللهم انا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا أو أن نفتن عن ديننا " رواه الشيخان
واللفظ لمسلم ( قيل هؤلاء صنفان أحدهما
عصاة مرتدون عن الاستقامة لا عن الاسلام وهؤلاء مبدلون للاعمال الصالحة السيئة ،
والثانى مرندون الى الكفر حقيقة ، ناكصون على أعقابهم ) .
3- أوتى رسول الله صلى الله عليه وسلم جنة الفردوس وهى أعلى مرتبة فى الجنة وطلب من أتباعه أن يسئلوا الله أن يعطيهم الفردوس وقد أرشدهم الى لك فى حديثه " اذا سألتم الله فاسألوه الفردوس ، فانها أوسط الجنة ، وأعلى الجنة ، وفوقه عرش الرحمن ، ومنه يفجر أنهار الجنة ، ويقول الله " وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين " آل عمران 133 ، كما أعطى الرسول صلى الله عليه وسلم الكوثر" انا أعطيناك الكوثر * فصلى لربك وانحر * ان شانئك هو الأبتر " ، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم :" الكوثر نهر فى الجنة حافتاه من الذهب ، والماء يجرى على اللؤلؤ ، وماؤه أشد بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل " ، وفى حديث عن أبى هريرة رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" قال الله تعالى أعددت لعبادى الصالحين ما لاعين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، فاقرؤوا ان شئتم " فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاءا بما كانوا يعملون " السجدة 17 ، متفق عليه ، وفى حديث آخر عن أبى سعيد وأبى هريرة رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" اذا دخل أهل الجنة – الجنة ينادى مناد : ان لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا ، وان لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا ، وأن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا ، وان لكم أن تنعموا فلا تيأسوا أبدا " رواه مسلم ، وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ان أدنى مقعد أحدكم من الجنة أن يقول له : تمن فيتمنى ويتمنى فيقول له : هل تمنيت ؟ فيقول : نعم فيقول له : فان لك ما تمنبت ومثله معه " رواه مسلم .
ان ذلك كله نزر يسير من فيض عظيم لاصطفاء الله لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم وهو نبى الرحمة وخاتم النبيين ، صلاة الله وسلامه عليه فى الملأ الأعلى فى كل وقت وفى كل حين ، واجعل اللهم هذا شهادة عندك عند مماتنا وفى قبورنا ويو بعثنا اللهم آمين .
No comments:
Post a Comment