معجزات القرآن والسنة ( 4 )
يطرح الرسول ﷺ بكل موضوعية نظرية الطفرات أو النزعات التى تشوب الموروث الجينومى أى مجموع المورثات التى تقنن صفات الانسان وما يترتب عن ذلك من خلل فى التشابه البيولوجى الأفقى ( تشابه نفس الجيل كالأخوة ) والعمودى ( تشابه أفراد نفس النسل كالأجداد ثم الآباء ثم الآبناء ) وهذه الطفرات تظهر بصفة سريعة وسهلة فى أحاديات الخلية غير حقيقيات النواة unicellulaires procaryotes أو البكتيريات .
- وعن عائشة رضى الله عنها " تخيروا لنطفكم فان العرق دساس " .
- " تخيروا لنطفكم وانكحوا الأكفاء ، وأنكحوا اليهم " أخرجه أبن ماجع والحاكم .
- " أنظر فى أى نصاب تضع ولدك فان العرق دساس " أخرجه أبن عدى والقضاعى وابن الجوزى فى العلل المتناهية .
هذه الأحاديث عن الصفات المتنحية فى الموروث الجينومى للانسان وامكانية ظهور صفات وأمراض متنحية منذ القدم وموروثة عن الاجداد بعد أجيال لا يعلم الا الله بها .
وهناك صفتان الأولى حميدة ( مثل لون قزحية العين ) والثانية فسيولوجية مرضية ( مثل فقر الدم المنجلى ) يمكن أن يمتدا فى كل النسل عبر أجيال لا يعلم مداها الا الله سبحانه وتعالى .
وهذه الطفرات تتميز بالعشوائية أى أنها بدون أن تخطيط أو برمجة ، والتلقائية اذ قد تظهر بدون أى سبب أو محفز وان كانت بعض العوامل الكيمياوية والاشعاعية ( أشعة س أو ألفا وبيتا المتخلفة عن القنابل النووية تساعد على ظهورها وهى كذلك نادرة ، اذ قد تظهر واحدة فى كل مستعمرة مكونة من مائة ألف أو مائة مليون من البكتيريات .
وعند النظر الى لفظ " دس " فى اللغة منها " دساس " تعنى ادخال شىء فى تراب أو غيره " أيمسكه على هون أم يدسه فى التراب " قصد اخفاءه مع المحافظة عليه وليس قصد رميه مثل " دس الكنز فى التراب " وهو بالضبط ما يحصل مع اتلحليلة المتنحية ، اذ أنها تظهر مختفية من جيل الى جيل ، ثم وبأمر من حكيم قدير يجمع بين شخصين يحملانها فى موروثمهما الجينومى ، يكتب له الظهور ولو بعد أجيال عديدة ، أما اذا كان أحد الزوجين لا يحمل فى موروثه أية حليلة متنحية لمرض معين فلن يكتب لذلك المرض باذن الله أبدا الظهور فى تلك السلالة ، وهذا هو بالضبط ما يحث عليه الحديث الشريف " تخيروا لنطفكم " والتقاء شخصين كان جديهما يحملان نفس المرض الوراثى المتنحى هو نوعا ما احتمال ضعيف فان هذا الاحتمال يكبر فى حالة جد مريض مشترك بين الزوجين أى فى حالة زواج الأقارب ( زواج أبناء العمومة والخؤولة ) فنسبة ظهور المرض فى الأحفاد تكون 25 % وهى نسبة عالية اذا كانت احتمال لظهور مرض خطير أو تشوه خلقى مثلا ، ولذا يجب اختيار السلالة السليمة للمصاهرة اقتداءا بهدى نبينا الصادق المصدوق " تخيروا لنطفكم " ولا يهم أن تكون السلالة أى زواج الأقارب ما دام الجد والجدة المشترك بخير وعافية ، وقد تطرق الرسول ﷺ الذى لا ينطق عن الهوى لقوانين الوراثة وله السبق.
No comments:
Post a Comment