معجزات القرآن والسنة
10 - ) النجوم
أمنة السماء
روى مسلم عن أبى هريرة عن أبى بردة
أن رسول الله ﷺ قال " النجوم أمنة السماء ، فاذا ذهبت النجوم أتى السماء ما
توعد ، وأنا أمنة لأصحابى ، فاذا ذهبت أتى أصحابى ما يوعدون ، وأصحابى أمنة لأمتى
، فاذا ذهب أصحابى أتى أمتى ما يوعدون ".
والمقصود بالوعد عنا الفتنة والحروب
كما يقول النووى رحمه الله فى شرح مسلم ، الاعجاز هنا أن يذكر الرسول ﷺ
الموحى اليه من ربه حقيقة علمية لم
يكتشفها العلم الا بالأجهزة المعقدة والنظريات العلمية ، وهى أن النجوم أمنة
السماء ، أى تحفظها من الزوال ، فى تشبه أوتاد الخيمة ولها جاذبية كبيرة تمسك
السماء ، ويقول الله عن السماء أنها " بغير عمد ترونها " أى أن هناك قوة
موجودة ولكنها ليست مثل الأعمدة التى نراها نحن ، فلا أحد يستطيع أن ينفى وجود
الجاذبية ، ويدل على ذلك ما ذكره القرآن فكل الأجرام السماوية لها جاذبية ونحن
نشعر فى ذلك فى جاذبية الأرض والقمر والشمس لأنها قريبة منا أما النجوم التىتبعد
عنا آلاف السنين الضوئية ندرسها بالأجهزة العلمية المعقدة ونفسرها بالنظريات ،
وتلاشى النجوم من السماء دليل على قيام الساعة " يوم تبدل السماء غير السماء
والأرض غير الأرض " ويقول " كما بدأنا أول خلق نعيده انا كنا فاعلين
" ، فزوال النجوم زوال للسماء .
ويمضى رسول الله ﷺ ليقول " أنا
أمنة لأصحابى فاذا ذهبت أتى أصحابى ما يوعدون " فقد كان الرسول ﷺ هو المرجعية
التى هى أمنة ، فكان الرسول ﷺ حوله أصحابه يسالونه عن كل شىء وهو النجم الهادى
والقدوة لهم الذى يؤمن لهم العقيدة الصحيحة ، ثم تبعه بعد وفاته ﷺ عهد الخلفاء
الراشدين من الصحابة وقال عنهم " أصحابى كالنجوم بأيهم أقتديتم أهتديتم
" فهم أمنة الأمة من بعده ، وبعد الرسول ﷺ حدثت مجموعة من الفتن والحروب ،
وقد قال " فاذا ذهبت أتى أصحابى ما يوعدون " ، وكما ذكر النووى رحمه
الله فى شرح مسلم أن المقصود بالوعد هو الفتن والحروب ، وقد حدثت الفتن :ففى عهد
سيدنا أبى بكر الصديق رضى الله عنه كانت حروب الردة ضد المرتدين عن الاسلام حتى
قضى عليهم وثبت أركان الدولة الاسلامية ،
و قتل سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، وقتل سيدنا عثمان رضى الله عنه
،و حدثت الفتنة الكبرى بين سيدنا على رضى الله عنه ومعاوية بعد مقتل سيدنا عثمان
رضى الله عنه الخليفة الزاهد على يد عبد الله بن سبأ ، وموقعة الجمل والانقسام بين
سيدنا على رضى الله عنه ومعاوية ، والخوارج والشيعة وموقعة صفين ، ومقتل سيدنا على
رضى الله عنه ، ومقتل سيدنا الحسين رضى الله عنه ، كلها فتن حدثت بعد أن ذهب النبى
ﷺ فقد أتى أصحابه ما يوعدون كما قال الصادق المصدوق ﷺ ، والصحابة هم أمنة الأمة
الاسلامية وكان عهدهم عهد الفتوح الاسلامية وانتشار الاسلام ، واستمر جيل الصحابة
بعد الرسول ﷺ وكانت الدعوة على أشدها حتى أن الاسلام امتد فى عهدهم الى معظم العالم
القديم وكانوا أمنة للأمة الاسلامية ، وبعد عهد الصحابة كثرت الفتن والحروب بين
الحكام والحروب التى تعرض لها المسلمون ويتعرضون ، ولكن لا ننسى أن الله قد وعد
بحفظ هذا الدين وهذا القرآن فقد قال " انا نزلنا الذكر وانا له لحافظون
" ، ولكن الاعجاز فى أحاديث الرسول ﷺ ما فيها من آيات كونية وكذلك من نبوءات
حدثت وتحدث الى قيام الساعة ، وكل ذلك يؤكد منزلة الرسول ﷺ الموحى اليه من ربه .
No comments:
Post a Comment