Grammar American & British

Monday, August 2, 2021

زيجات الرسول صلى الله عليه وسلم _ موقف الرسول صلعم بعد التحديد والحكمة من زيجاته ( 12 )

( 12 ) زيجات الرسول صلى الله عليه وسلم  



موقف الرسول ﷺ بعد نزول آية التحديد والحكمة من زيجاته 

ان الاسلام جاء لاصلاح المجتمع الجاهلى ولاصلاح حال البشرية قاطبة ، وكانت هناك أمور ج\يدة على النفوس وبخاصة فى مسائل التحريم ، فمثلا عند تحريم الخمر كان هناك تحريم على مراحل لأن الخمر كانت متمكنة من النفوس فحرمت الخمر فى البداية أثناء الصلاة فقط " لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى " ، ثم حرمت مطلقا ، وبالنسبة للمجتمع الجاهلى بل العالم القديم بأثره كان الزواج المبكر بمجرد سن البلوغ وكان هناك التعدد فى الزوجات دون تحديد رغبة من الاستكثار من الذرية ومن البنين خاصة ليكونوا للقبيلة عزا ومنعة بين القبائل ، وكان هناك السبايا والسرارى والمحظيات بل انتشر الزنا وامتلأ المجتمع الجاهلى بشرائح من الزانيات والبغايا اللاتى كان لهن بيوت يستقبلن فيها الزناة ويضعن عليها " رايات " ليعرفها طلاب المتعة ، فى وسط هذا التطرف فى الانحلال لابد أن تتمكن العقيدة من النفوس أولا ثم يبدأ التشريع الاجتماعى وبعد أن تمكنت العقيدة من النفوس تدخل الشرع الآلهى فنزلت آية التحديد بأربع زوجات فى سورة النساء " فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع وان خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت ايمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا " وقد سرت آية التحديد على الرسول ﷺ فأمره الله بقوله " لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن أزواج ولو أعجبك حسنهن الا ما ملكت يمينك وكان الله على كل شىء رقيبا " الأحزاب 52 وفى آية أخرى " يا أيها النبى انا أحللنا لك أزواجك اللاتى آتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتى هاجرن معك وامرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبى ان أراد النبى أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين قد علمنا ما فرضنا عليهم فى أزواجهم وما ملكت أيمانهم لكيلا يكون عليك حرج وكان الله غفورا رحيما " الأحزاب 50

تدخل الرسول ﷺ فخير زوجاته حسب الآية الكريمة فى أن يسرحهن بالمعروف أو أن يستمررن معه " يا أيها النبى قل لأزواجك ان كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا * وان كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فان الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما * يا نساء النبى من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا * ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما * يا نساء النبى لستن كأحد من النساء ان اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذى فى قلبه مرض وقلن قولا معروفا * وقرن فى بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا * واذكرن ما يتلى فى بيوتكن من آيات الله والحكمة ان الله كان لطيفا خبيرا " الأحزاب 28 – 34

الآيات السابقة حددت العلاقة بين الرسول ﷺ وزوجاته فتركت لهن الحرية فى الاستمرار معه فى مدرسته والفوز بالجزاء والثواب من عند الله تعالى فى الجنة وكذلك حذرمن يأت منهن بعمل يخرج عن طاعة الله وليس الفاحشة هنا هى أرتكاب الكبائر فأى عمل منهن محسوب عليهن فهن لسن كأحد من النساء " يا نساء النبى لستن كأحد من النساء " والله قد ضاعف العذاب والعقاب لمن تخضع حتى بمجرد القول الذى يجعل الغير أسوياء من البشر يقولون الأقاويل على رسول الله ﷺ وعلى الاسلام ككل وليس حديث الافك منا ببعيد وأمرن أن يقرن فى بيوتهن ، فالمرأة ليست مكلفة بالعمل والسعى فى طلب الرزق فزوجها من يكفلها ولأمرن بعدم التبرج وهو ابداء الزينة للناس وقد سبقت هذه الأمور أمر العبادة من اقامة الصلاو وايتاء الزكاة وطاعة الله ورسوله باتباع كتاب الله وسنة رسوله ﷺ وهذا ليس بغريب فالمرأة بالتزامها تسد كل الفتن والطرق المؤدية الى الزنى من قول ومظهر وهذا يسبق العبادة المطلوبة منها وهذا يوضح دقة الفرآن واعجازه عندما يوجه الكلام لنساء النبى ﷺ ويقصد به كذلك سائر نساء المسلمين من حولهم فى كافة العصور ونساء النبى ﷺ بزواجهن منه دخلن فى مدرسة التربية النبوية التى سوف تعلم باقى النساء وباقى المجتمع كله وقد تعدد النسوة فى هذه المدرسة ليكثر العلم والتشريع فلو كانت واحدة لكان التشريع محدودا ولكن تعددت الحالات .

ما أنزله الله من أوامر ونواهى كفيل بازالة الرجس عن نساء النبى ﷺ أى الفعل القبيح المجرم فالله بهذه الأوامر يطهرهن وهن من بيت النبى ﷺ " انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " وأمرن بتلاوة آيات الله ، وهذه الآيات تحدد علاقة أمهات المؤمنين بالله ورسوله وبالناس من حولهن وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن نكاح زوجات النبى ﷺ لأنهن أمهات المؤمنين ولا يحل للشخص أن ينكح أمه ان ذالكم كان عند الله عظيما ففى الآية الكريمة التى وردت فى سورة الأحزاب " وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده ابدا ان ذلكم كان عند الله عظيما " الأحزاب 53 ، فهذه الاية حددت علاقة المجتمع الاسلامى بزوجات الرسول ﷺ وقد كرمت الآية الرسول ﷺ حيث أن زوجاته لا يحللن لأحد من بعده مثل نساء الجنة كما ورد فى سورة الرحمن عن نساء أهل الجنة " حور مقصورات فى الخيام لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان " ، وهذا اعلاء لشأنهن حيث تمتعن بأحد سمات أهل الجنة فى الدنيا ونساء الرسول ﷺ تشرفن به فلا يمكن أن يدانى هذا أى تشريف آخر فكان آخر عهد لهن فى الحياة به وكل واحدة فازت بلقب أم المؤمنين من الله سبحانه وتعالى وبلقب زوجة الرسول ﷺ كما ورد فى آيات القرآن ومن نظر الى الرسول ﷺ عرف أن زواجه بهذا العدد من النساء فى أواخر عمره بعد أن قضى ما يقارب ثلاثين عاما من ريعان شبابه وأجود أيامه مقتصرا على زوجة واحدة تكبره بخمسة عشر عاما ، ان هذا الزواج لم يكن لأجل أنه وجد بغتة فى نفسه قوة عارمة من الشبق بل كانت هناك أغراض أخرى أجل وأعظم من ذلك وما يحققه الزواج عامة ويمكن أن نذكر النقاط الآتية فى الحكمة من زواج الرسول ﷺ :

1- ) توثيق الصلات مع الأصحاب فاتجاه الرسول ﷺ الى مصاهرة أبى بكر وعمر رضى الله عنهما بزواجه بعائشة وحفصة رضى الله عنهما وكذلك تزويجه ابنته فاطمة رضى الله عنها لعلى ابن أبى طالب رضى الله عته وتزويجه ابنتيه رقية وأم كلثوم رضى الله عنهما الى عثمان رضى الله عنه يشير الى أنه يبغى من وراء ذلك توثيق الصلاة بالرجال الأربعة وكل واحد منهن يعتبر من الدعائم الكبرى فى مساندة الدعوة الاسلامية وله منزلته وموقفه مما يحتاج الى بيان طويل وقد كانت الدعوة فى مهدها وتحتاج الى الدعم والتأييد وهؤلاء الأربعة عرف عنهم بلاءهم وفداءهم للاسلام فى الأزمات التى مر بها وكان من تقاليد العرب الاحترام للمصاهرة فقد كان الصهر عندهم بابا من أبواب التفقرب بين البطون المختلفة وكانوا يرون مناوأة ومحاربة الأصهار سبة وعارا على أنفسهم فأراد الرسول ﷺ بزواج عدة من أمهات المؤمنين أن يكسر عداء القبائل للاسلام ويطفىء حدة بغضائها فعلى سبيل المثال كانت أم سلمة من بنى مخزوم حى أبى جهل وخالد بن الوليد فلما تزوجها رسول الله ﷺ لم يقف خلد من المسلمين نفس موقفه الشديد بأحد بل أسلم بعد مدة غير طويلة طائعا راغبا وكذلك أبى سفيان لم يواجه رسول الله ﷺ بأى محاربة بعد زواجه بابنته أم حبيبة وكذلك لم نجد من قبيلتى بنى المصطلق وبنى النضير أى استفزاز وعداء بعد زواجه بجويرية وصفية بل كانت جويرية أعظم النساء بركة على قومها فقد أطلق أصحاب الرسول ﷺ  الكثير من أسرى قومها حين تزوجها رسول الله ﷺ وقالوا : أصهار رسول الله ﷺ ، ولا يخفى ما لهذا المن من الأثر البالغ فى النفوس .

2- ) تبليغ الشرائع والتعليمات الخاصة بالنساء ومن خلال المعايشة لأن البيئة العربية وكذلك تعاليم الاسلام تمنع الاختلاط وكان هناك أمور فقهية تخص المرأة وهناك حرج أن يبينها الرسول ﷺ فكان يتكفل بذلك أزواجه وبخاصة السيدة عائشة رضى الله عنها مثل الحيض والطهارة والغسل وخلاف ذلك ، ووجود النساء من الأعمار المختلفة والمواهب والانتماءات الذين دخلن مدرسة النبوة وتعلمن منها وتربوا فيها واطلعوا على الشرائع والاحكام وتثقفن بثقافة الاسلام ثم قمن بتربية من حولهن وكان منهن رواة للحديث وبخاصة السيدة عائشة رضى الله عنها وقد قال الرسول ﷺ عنها " خذوا نصف دينكم من الحميراء " يقصد السيدة عائشة رضى الله عنها وروت الكثير من الاحاديث لما تمتعت به من ذكاء وقوة الذاكرة والمعايشة خير وسيلة للتعلم كما نعلم ، ففى العصر الحديث يكون التعليم التطبيقى والعملى أى ممارسة وكذلك معايشة العلم وجعله مشاهد واضحة وهناك معايشة مثلا للمجتمعات لدراسة سلوكها وتقاليدها وأحوالها وكذلك معايشة البيئة كما هو الحال فى دراسة النباتات والطيور والحيوانات ولا ننسى أيضا التعلم بالتلقى مباشرة من المعلم وتوجيهاته وهو التعلم بالتلقى ، بل أن أحد أفضل وسائل التعليم للطلاب هو من خلال التوضيح واللمارسة وبخاصة فى أمور الدين فكلها سلوكية فمن اللممكن اقيام بالوضوء لشرح الوضوء والصلاة والحج وكل ذلك من خلال التجربة الحية والممارسة وكذلك يمكن الرجوع الى المعلم فى كافة المسائل العارضة والاسترشاد بعلمه فما بالنا بمجتمع المرأة الذى هو نصف المجتمع ومسؤول عن تربية النصف الآخر وبخاصة فى المراحل الأولى فلا يمكن تجاهل هذا المجتمع فى دين هو منهج الحياة وليس مجرد طقوس أو شعائر أو عبادات بل هو منهاج حياة وسلوك وقد كان لأمهات المؤمنين فضل كبير فى نقل أحوال الرسول ﷺ المنزلية خصوصا من طالت حياتهن معه مثل السيدة عائشة رضى الله عنها فانها روت الكثير عن أقوال وأفعال الرسول ﷺ ولنا أن نتخيل عدم وجود هذا الكم الهائل من الأحاديث التى روتها .

ولكى نعلم شدة المحافظة التى كان عليها الرسول ﷺ نطالع الحديث الذى أخرجه أحمد فى مسنده عن أميمة بنت رقيقة قالت " أتيت النبى ﷺ فى نساء نبايعه فأخذ علينا ما فى القرآن : ألا نشرك بالله شيئا – الآية ، قال : فيما استطعتن وأطعتن " قلن " الله ورسوله أرحم بنا من أنفسنا " قلن : يارسول الله ألا تصافحنا ؟ قال " انى لا أصافح النساء " انما قولى لامرأة واحدة كقولى لمائة امرأة " .

من هذا الحديث نستنتج حرص الرسول ﷺ على وجود المرأة ودورها فى المجتمع فعند دخوله المدينة جمع النساء من الأنصار فى بيت ثم بعث لهن عمر بن الخطاب ومددن أيديهن من داخل البيت ومد سيدنا عمر رضى الله عنه يده من خارج البيت وقال لهن ما أمره الرسول ﷺ " ، كل ما يهمنا فى هذه الاحاديث أن نتعرف على البيئة العربية ومجتمعها الذى يمنع الاختلاط كما هو حادث فى عصرنا وخاصة فى المجتمعات الغربية الذى تعدى فيه الأمر كل الحدود من الاباحية فكل مجتمع له خصوصياته وبخاصة المجتمع الاسلامى فالرسول ﷺ أرسل سيدنا عمر رضى الله عنه لابلاغ وصاياه الى نساء المدينة للمبايعة على دين الاسلام وسيدنا عمر رضى الله عنه لم يختلط بهن أو يصافحهن كما هو الحال مع الرجال بل كانت البيعة من وراء جدار وكذلك الأمر بالنسبة للرسول ﷺ ، فعندما أتت النساء اليه لمبايعته لم يمد يديه للمصافحة وقال " أنى لا اصافح النساء " وقال " انما قولى لامرأة واحدة كقولى لمائة امرأة " . نلمس من ذلك كذلك حاجة الرسول ﷺ الى من تبلغ عنه وتعلم النساء أمور دينهن دون حرج ، كل ذلك قبل أن يتزوج السيدة عائشة رضى الله عنها فقد قيل أنه تزوجها فى السنة الآولى أو الثانية من الهجرة ، وبعد زواجه بها أدت هذا الدور وقامت به خير قيام وقد وضح ذلك من خلال الأحاديث الكثيرة التى روتها ونحن نعلم دور الاحاديث النبوية فى الدين فالسنة والقرآن شيئا واحدا وكل لا يتجزأ وكان الرسول ﷺ فى جاجة الى داعيات يبلغن عنه الاسلام مثل حاجته الى الرجال ، والوصول الى مجتمع الرجال سهل يسير فأصحابه كانوا من حوله يحفظون أحاديثه ولكن يصعب أن يكن النساء حوله الأمر الذى لا يتحقق الا بالزواج فالله قد اختار السيدة عائشة رضى الله عنها لتكون الداعية المبلغة للدعوة الاسلامية من خلال معايشة الرسول ﷺ ومن خلال ما تمتعت به من ذكاء وقوة ذاكرة وكلها صفات لا تتوافر فى معظم البشر ولا يمكن أن نتصور غياب الدور الذى قامت به السيدة عائشة فى تعليم الاسلام وحفظ الاحاديث وروايتها ، ان ذلك الدور هام وضرورى وكان لابد أن يتحقق حتى يكتمل الدين بنصفى المجتمع والله يقول " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام دينا فكيف يكتمل الدين دون الالتفات الى المرأة وتعليمها؟

3- ) كان هناك زواج لكسر تقاليد وعادات المجتمع الجاهلى المتأصلة منها مسألة كبيرة خطيرة كانت منتشرة وهى التبنى فقد كان للمتبنى عند العرب فى الجاهلية جميع الحرمات والحقوق التى كانت للابن الحقيقى من النسب وكان ينسب المتبنى الى من يتبناه ويحمل اسمه فقد كان يطلق على زيد " زيد بن محمد " ومن ضمن ما كان للمتبنى أن الأب لا يتزوج امرأة من تبناه بعد وفاته أو طلاقه لزوجته فجاء الاسلام وحرم قضية التبنى وقدر الله أن يكون هدم تلك القاعدة على يد الرسول ﷺ وبذاته الشريفة فقد كانت ابنة عمته زينب بنت جحش تحت زيد بن حارثة وتعذر بقاء الحياة الزوجية بينهما على الوجه المطلوب وزيد هذا كان الرسول ﷺ قد تبناه فجاء الاسلام وأبطل التنبى الذى من آثاره أن الأب لا يتزوج امرأة من تبناه بعد وفاته أو طلاقه لزوجته فاختار الله تعالى لهذه المهمة صاحب الرسالة ﷺ وأمره بالزواج من زينب بنت جحش بعد طلاقها الطبيعى من زيد وليس كما يدعون أنه أعجب بها فأمره أن يطلقها .


No comments:

150-] English Literature

150-] English Literature Letitia Elizabeth Landon     List of works In addition to the works listed below, Landon was responsible for nume...