Grammar American & British

Sunday, August 29, 2021

علامات الساعة - العلامات الكبرى - خروج الدابة ( 23 )

22 - ) علامات الساعة - العلامات الكبرى 

 خروج الدابة

خروج الدّابة من العلامات الكبرى ليوم القيامة، وقد أخبر بها الله -عزّ وجلّ- وأكّدها النبي -عليه الصلاة والسلام-، إذ قال سبحانه: (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ)،[٥٨] فتخاطب الدابة الناس، وبها يتميّز أهل الإيمان عن غيرهم، وتخرج عند فساد الناس وعدم أدائهم لأوامر الله، وقال -صلّى الله عليه وسلّم-: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في غُرْفَةٍ وَنَحْنُ أَسْفَلَ منه، فَاطَّلَعَ إلَيْنَا، فَقالَ: ما تَذْكُرُونَ؟ قُلْنَا: السَّاعَةَ، قالَ: إنَّ السَّاعَةَ لا تَكُونُ حتَّى تَكُونَ عَشْرُ آيَاتٍ: خَسْفٌ بالمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بالمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ في جَزِيرَةِ العَرَبِ وَالدُّخَانُ وَالدَّجَّالُ، وَدَابَّةُ الأرْضِ، وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ، وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِهَا، وَنَارٌ تَخْرُجُ مِن قُعْرَةِ عَدَنٍ تَرْحَلُ النَّاسَ. قالَ شُعْبَةُ: وَحدَّثَني عبدُ العَزِيزِ بنُ رُفَيْعٍ، عن أَبِي الطُّفَيْلِ، عن أَبِي سَرِيحَةَ، مِثْلَ ذلكَ، لا يَذْكُرُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وقالَ أَحَدُهُما في العَاشِرَةِ: نُزُولُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ).[٥٩][٦٠][٦١]

ثبت أن خروج الدابة آية من آيات اللهوحججه على خلقه نصا في كتاب الله المبين، قال تعالى: وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأرض تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآياتنَا لَا يُوقِنُونَ [النمل: 82].

ما معنى: وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا؟

في ارتباط بين خروج الدابة ووقع القول، ما هو وقوع القول هذا؟ فقال بعض المفسرين: العذاب وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْأي: العذاب، قال جماعه أيضاً: إذا وجب عليهم العذاب، وقيل: إذا غضب الله عليهم، وقيل: إذا وجبت الحجة عليهم إذا انهم لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر.

وقيل: المراد ما وعدوا به من مشارطة قيام الساعة، وقد تظاهرت الاحاديث الدالة على خروج هذه الدابة، وأنها من أشراط الساعة، كما جاء عن النبي ﷺ في حديث الأشراط فذكر منها: دابة الأرض.

والعلماء سطروا هذا في كتب العقيدة، وقالوا: نشهد أن الدجال حق، وأن الدابة حق، يعنى: أن خروجه حق، أما دعوته باطلة.

وقد ارتبط ذكر هذه الآية، وظهورها بآية أخرى من آيات الله العظام، وهي طلوع الشمس من مغربها، وجاء الحديث أن أول الآيات خروجاً طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى.

وخروج الدابة على شكل غريب غير مألوف، ومخاطبتها للناس، ووصفها إياهم بالإيمان والكفر شيء خارج عن مجال العادة، وذلك أول الآيات الأرضية، كما أن طلوع الشمس من مغربها على خلاف عادتها المألوفة أول الآيات السماوية،  أول الآيات المؤذنة بتغير العالم العلوي طلوع الشمس من مغربها.

قال الحافظ بن حجر رحمه الله: مدة الدجال إلى أن يقتله عيسي، ثم خروج يأجوج ومأجوج، كل ذلك سابق على طلوع الشمس من المغرب، فالذي يترجح من مجموع الأخبار"، -هذا ما خرج به الحافظ بعد الدراسة، والبحث، وأعمال النظر، وجمع الروايات والتفكير فيها- قال: "الذي يترجح من مجموع الأخبار أن خروج الدجال أول الآيات العظام المؤذنة بتغير الأحوال العامة في معظم الأرض"، -هناك تغيرات ضخمة ستكون في الأرض، فالدجال هو مقدمة التغيرات الكبيرة في الأرض- "وينتهي ذلك بموت عيسى بن مريم، وإن طلوع الشمس من المغرب هو أول الآيات العظام المؤذنة بتغير أحوال العالم العلوي، وينتهي ذلك بقيام الساعة" ثم قال: "وأول الآيات المؤذنة بقيام الساعة النار التي تحشر الناس، كما ورد في حديث أنس في مسائل عبد الله بن سلام"، وفيه: وأما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب [البخاري:3329]" [فتح الباري:11/353].

أول أشراط الساعة أي قيام الساعة، سينفخ في الصور خروج النار لتحشر الناس، هذه معناها ان النفخ في الصور الآن قد صار وشيكا.

وجاء بسند صحيح عن عائشة عند الطبري: إذا خرجت أول الآيات طرحت الأقلام، وطويت الصحف، وخلصت الحفظة، وشهدت الأجساد على الأعمال. [جامع البيان: 11076].

"إذا خرجت أول الآيات طرحت الأقلام": لأن الملائكة تكتب، إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ[الجاثية: 29].

"طرحت الأقلام وطويت الصحف، وخلصت الحفظة، وشهدت الأجساد على الأعمال"، وهذا الحديث وإن كان موقوفاً لكن له حكم الرفع؛ لأن مثل هذا لا يقوله الصحابي من رأيه، هذا شيء غيبي لا بد أن يكون له فيه مستند ومصدر من الوحي، أي: من النبي ﷺ.

قال الحافظ بعد ما سرد الآثار هذه: فهذه آثار يشد بعضها بعضاً متفقه على أن الشمس إذا طلعت من المغرب أغلق باب التوبة، ولم يفتح بعد ذلك، وأن ذلك لا يختص بيوم طلوع الشمس من مغربها، بل يمتد إلى يوم القيامة". [فتح الباري: 11/355]، خلاص ما في أعمال صالحة ما يقبل شيئاً.

على أن بعض المحدثين قالوا: إن الدجال لعل هذه اللفظة مستبدله من الدخان، وليست الدجال، وإنما هي الدخان، وأن النبي ﷺ قال: بادروا بالأعمال ستاً: الدجال، والدخان، ودابة الأرض، وطلوع الشمس من مغربها، وأمر العامة، وخويصة أحدكم  [رواه مسلم: 2947].

هذه أشياء ضخمة كبيرة تشغل الإنسان؛ لأنه يطيش عقله، فعلي حسب ما كان عليه الحال قبل ذلك، فهو في الغالب يستمر عليه، بمعنى انه الآن إذا صارت المسألة إيمان اضطراري لا ينفع النفس شيئاً.

ذكر الدجال في هذا إشكال الله اعلم بجوابه، هذا جواب البيهقي، وكلام بعض المحدثين أن لفظة الدجال هنا محرفة، وإنما هي الدخان، وفي تشابه في طريقة الكتابة.

وقوله: لا ينفع العمل إذا طلعت الشمس، وإذا خرجت الدابة، فهذا معروف وواضح.

إذاً يكون هنا عرفنا مسألة طلوع الشمس من مغربها، وأثرها في ذلك الوقت علي النفوس، وبداية تغير أحوال العالم العلوى، وننتقل بعد ذلك إلى موضوع خروج الدابة.

متى تخرج الدابة؟

في الضحى بعد طلوع الشمس.

ومتى ينتهي وقت الضحى؟

قبيل الظهر.

فقال: وخروج الدابة على الناس ضحى، وأيهما ما كانت قبل صاحبتها، فالأخرى على أثرها قريباً [رواه مسلم: 2941].

قال الحافظ ابن حجر: طلوع الشمس من المغرب هو أول الآيات العظام، والمؤذنة بتغير أحوال العالم العلوي، وينتهي ذلك بقيام الساعة"، التغيرات العلوية تنتهي بقيام الساعة، "ولعل خروج الدابة يقع في ذلك اليوم الذي تطلع فيه الشمس من المغرب". [فتح الباري: 11/353].

فالحافظ ابن حجر، يرجح أو يظن أن خروج الدابة في نفس يوم طلوع الشمس من مغربها، فالطلوع يحدث، ثم خروج الدابة في نفس اليوم.

والحاكم أبو عبدالله النيسابوري صاحب المستدرك قال: "الذي يظهر أن طلوع الشمس يسبق خروج الدابة، ثم تخرج الدابة في ذلك اليوم، أو الذي يقرب منه.

قال الحافظ: "والحكمة في ذلك أنه عند طلوع الشمس من المغرب يغلق باب التوبة، فتخرج الدابة تميز المؤمن من الكافر تكميلاً للمقصود من إغلاق باب التوبة". [فتح الباري: 11/353].

وإذا كان خروج الدابة قرين هذه الآية العظيمة، وهي خروج الشمس وطلوعها الشمس من مغربها، فإنها في الخروج كفرسي رهان متقاربتان جدا.

فهي كآية الشمس إذا خرجت لا ينفع نفساً أن تستأنف إيماناً أو عملاً لم تكن كسبته من قبل.

صفات الدابة

هذه الدابة التي ستخرج.

هل لها صفات؟

جاء فيها روايات لكنها ضعيفة، أن ما بين قرنيها فرسخ للراكب. [تفسير ابن أبي حاتم:15521]، وأنها مثل الحربة العظيمة [تفسير ابن أبي حاتم: 15520].

وأنها دابة ذات زغب وريش، ولها أربع قوائم لكن سند هذه الرواية عن ابن عباس ضعيف.

فما ورد من الآيات في وصفها أن لها ريش، وزغب، وحافر، ولحية، وأن رأسها رأس الثور، وعينها عين الخنزير، وأذنها كأذن الفيل، وعنقها عنق النعامة، وصدرها صدر الأسد، ولونها لون النمر، وخاصرتها خاصرة الهرة، وزينبها زينب الكبش، وقوائمها قوائم بعير، ما بين كل مفصلين اثنى عشر ذراعا.

وأنه يخرج معها عصى موسى وخاتم سليمان. [تفسير ابن أبي حاتم: 15519]، لم يثبت لكن لاشك أنها دابة عظيمة؛ لأنها تبهر الناس، وهذه ليست يعني حيواناً مخلوقاً صغيراً لا، وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأرض تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآياتنَا لَا يُوقِنُونَ[النمل: 82].

فهي مخلوق مذهل يتكلم، دابة، حيوان، الله أعلم بشكله وصورته وخلقه؛ لأن بعض العلماء قالوا: أنها ناقة صالح تخرج مرة أخرى، تخرج آخر الزمان، لكن لا دليل علىذلك، نريد دليلاً صحيحاً.

قالوا بعضهم: أنها من فصيلة ناقة صالح، والذين قالوا بذلك جاءوا بحديث فيه أن الناس لم يروعهم إلا وهو ترغو ما بين الركن والمقام الدابة، تخرج بين الركن والمقام. [مسند أبي داود الطيالسي: 1165].

والرغاة: من أصوات الابل، لكن هذه الرواية أيضا في سندها رجل متروك، فلا نستطيع الاعتماد عليها.

بعضهم قالوا: أن الدابة هذه هي الجساسة التي وردت في حديث الدجال، وهذا أيضاً ما جاء به حديث صحيح.

بعضهم قال: أنه الثعبان الذي كان تحت الكعبة يحمي كنز الكعبة.

تأويلات المدرسة العصرانية العقلانية

وبعضهم قال: أن الدابة إنسان يتكلم، ويناظر أهل الكفر ليسكتهم، وهذا قول يليق بالذين يقدمون العقول على النصوص، والذين يريدون تمييع الأمور.

هناك اتجاه عند بعض السخفاء المنحرفين يأتون إلى الآيات العظام، إلى آيات الله العجيبة، ويقولون: هذا الكتاب يمكن أن يقرأه كافر، فلا بد نحاول نخليها قريبة من عقول الكفار، فيأتوا مثلاً إلى: تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ [الفيل: 4]، الطير التي رمت أبرهة وجيشه، يقولون: هذه جراثيم مرض الجدري.

يقولون: إن الكفار إذا قرأوها، وقرأوا تفسير الآيات، وطير ترمي الحجارة، ما يصدق، فيحاولون تمحية بعض الأمور، فيأتي مثلاً على الدابة هذه، دابة عظيمة تخرج وتختم علي الناس وتكلم، فيقولون: لكن هذه يمكن إذا قرأها الكفار لا تدخل عقولهم، دعونا نفسرها بأنها إنسان يتكلم، ويحاجج الناس، ويسكت الكافر والمبتدع، ويقيم عليه الحجة.

هذا منهجهم منهج ضلالي منحرف، ضاعت الآيات، إذا كان اليوم كل شيء عادي.

ولذلك يقولون: إن الدجال أمريكا، عندهم كله من هذا النمط، يعنى: أي: من الآيات الحق هذه يريدون التهوين منه، ويقولون: على شأن نقرب العقول، يعنى: هناك ناس عقولهم لا تتحمل، ذنبه عليه، سيذوق وبال أمره، لكن نحن نؤمن

أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ [النمل: 82]، هل الانسان يطلق عليه دآبة؟ الذين قالوا أن الدابة إنسان، وأنه يناقش الناس، هل الإنسان يطلق عليه دآبة في الشرع، أو في العقل، أو في العرف؟ هل الانسان يطلق عليه دابة؟

والأعجب من ذلك الاثنى عشرية أهل الرفض الذين يقولون: علي بن أبي طالب يخرج، ويقنع الناس إذا كانوا يوقرون عليا، فكيف يسمحون لأنفسهم أن يفسروا الدابة بعلي، يعنى: على هو الدابة، ما هذا التوقير والاحترام؟ وهذا موجود في كتبهم.

هي دابة حقيقة هي دابة تخرج من الأرض، تنشق الأرض تخرج هذه الدابة، وأنها دابة تتكلم بفصاحة بكلام حقيقي، وسبق في أشراط الساعة أن تكلم السباع الإنسان سيحدث، والجماد سيتكلم، وعذبة سوطه طرف السوط يتكلم، وفخذ الإنسان سيتكلم، في آخر الزمان هذه كلها ستتكلم، فما العجب أن هذه الدابة العجيبة ستتكلم؟

لكن انظر إلى التحريف الباطل إلى هذا التحريف العقلاني -هم يسمونه عقلاني- وهو ضد العقل في الحقيقة، فيأتي واحد مثل محمد فريد وجدى في دائرة معارف القرن العشرين من أصحاب العقول المنحرفة هؤلاء، يقول: أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ يعنى: الجراثيم، وتكلمهم.

قال: تكلمهم من الكلم، وهو الجرح، يعنى: تجرحهم من الكلم، وليس من الكلام، وتفتك بالإنسان، وجسمه، وصحته، وتجرح، وتقتل.

فأي آية في الموضوع؟ فالجراثيم من زمان موجودة، وتفتك بالناس، ثم الجراثيم لا ترى، وهذه الدابة ترى ويراها الناس، ثم الحديث أنها تسم الناس على وجوهم كافر، وتطبع عليه طبع واضح كافر مؤمن، كافر مؤمن، وهكذا، فهل الجراثيم تطبع على الناس؟.

هذا شغل المدرسة العصرانية العقلانية المتعفنة، الذين يريدون تحريف النصوص، كل همهم أن الكفار لا يضحكوا علينا، وأن يكون الدين مقبول عند الجميع، وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ [البقرة:120]، لن يكون مقبولاً عند الجميع، هناك أعداء للدين مهما عملت هل يؤمنوا؟

ولذلك علق الشيخ العلامة المحدث المصري رحمه الله علي هذه الباطنية المعاصرة، قال: "والآية صريحة بالقول العربي أنها دابة، ومعنى الدابة في لغة العرب معروف واضح، لا يحتاج إلى تأويل، ووردت أحاديث كثيرة في الصحاح وغيرها بخروج هذه الدابة الآية، وأنها تخرج آخر الزمان، ووردت أثار أخر في صفتها لم تنسب إلى رسول الله ﷺ" إلى أن يقول: "ولكن بعض أهل عصرنا من المنتسبين للإسلام الذين فشا فيهم المنكر من القول، والباطل من الرأي الذين لا يريدون أن يؤمنوا بالغيب، ولا يريدون الا أن يقفوا عند حدود المادة التي رسمها لهم معلموهم وقدوتهم، ملحدوا أوربا الوثنيون الإباحيون المتحللون من خلق ودين". [مسند أحمد بتحقيق أحمد محمد شاكر: 15/82].

لماذا سافروا الغرب؟ فتنوا بالغرب، قالوا: لا نؤمن إلا بالمحسوسات، الدابة شيء غريب الجراثيم، الدجال شيء غريب كذا الاستعمار.

هذه نصوص شرعية بكلام عربي مبين، والقرآن يفهم علي ظاهره، ما فيه تأويلات من هذا النوع الأعوج.

والحقيقة كان لمدرسة جمال الدين الأفغاني المنحرفة، وكثير من آراء تلميذه محمد عبده الباطلة أثر على الكُتاب الذين تأثروا بهذه المدرسة المنحرفة.

أيضاً الأقوال التي جاءت أنها تخرج في موقع قرب مكة، وبعضهم قال: تخرج من صخرة بأجياد، وبعضهم قال: تخرج من جبل الصفا، ينصدع وتخرج، وبعضهم قال: من بعض البوادي، ومن بعض القرى، ومن أشرف المساجد، ولكن ما عندنا دليل صحيح نقول به.

إذن نمسك ما عندنا شيء ثبت في مكان خروجها، ما عندنا شيء ثبت في شكلها نمسك، لكن عندنا أشياء أنها دآبة حقيقة، أنها آية عظيمة، أنها تتكلم، وتختم على الناس.

فماذا تقول لو تكلمت؟ قال الله تعالى: وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأرض تُكَلِّمُهُمْماذا تتكلم ماذا تقول؟ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآياتنَا لَا يُوقِنُونَ[النمل: 82].

أذن تكلمهم، وتتحدث معهم، ماذا تقول لهم: أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآياتنَا لَا يُوقِنُونَ، هذا ما تفعله.

أين تختم الدابة على كل واحد؟

قد ورد في هذا حديث شريف مكان الختم، فروى الإمام أحمد عن أبي أمامة يرفعه إلى النبي ﷺ قال: تخرج الدابة فتسم الناس على خراطميهم [رواه أحمد: 22362، وصححه الألباني السلسلة الصحيحة: 322].

ما معنى: على خراطيمهم ؟ جمع خرطوم، وهو الأنف في اللغة.

ما معنى تسم؟ من الوسم الكى يستعملونه في تمييز الدواب، طبعه علي جلد الدابة بالكي محمى بالنار حتى يضع العلامة الختم.

قال: تسم الناس على خراطيمهم، الوسم هو الأثر في الوجه، والوشم هو الأثر في البدن، والخرطوم هو الأنف، سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ [القلم: 16].

فتؤثر في أنفه سمة يعرف بها، قال ﷺ: تخرج الدابة، فتسم الناس على خراطيمهم، ثم يغمرون فيكم حتى يشترى الرجل البعير، فيقول ممن اشتريته، فيقول: اشتريته من أحد المخطمين [رواه أحمد: 22362، وصححه الألباني السلسلة الصحيحة: 322].

وفي رواية: يقول: ممن اشتريته، فيقول: من الرجل المخطم  [صحيح الجامع الصغير: 2927] من أحد المخطمين.

هناك ناس سيأتون بعدهم، والواحد يشتري بعيرا، فيسأل من الذي باعك البعير، فيقول: اشتريته من رجل مخطم من الذي ختمت عليهم الدابة.

فيه أجيال تخرج، وسيقول واحد ممن جاءوا: اشتريت بعيراً من الرجل المخطم، وستقول الدابة للناس بكلام فصيح واضح، وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأرض تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآياتنَا لَا يُوقِنُونَ [النمل: 82]، وهذا فيه تحقير للكفار، وتنديم لهم، وخزي لهم عندما تقول لهم الدابة هذا الكلام.

No comments:

214- ] English Literature

214- ] English Literature D. H. Lawrence Summary D.H. Lawrence (1885-1930)  is best known for his infamous novel 'Lady Chatterley'...