24 - ) علامات الساعة - العلامات الكبرى
الدُخان
الدخان من العلامات الكبرى ليوم
القيامة، إذ يملأ الأرض من المشرق إلى المغرب، ويمكث مدة أربعين يوماً، ودليل ذلك
قول الله -تعالى-: (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ
مُّبِينٍ).[٦٢][٦٣]
الخسوفات الثلاثة
أخبر رسول الله -صلّى الله عليه
وسلّم- عن وقوع ثلاثة خسوفات كعلامةً من علامات الساعة، إذ قال: (خَسْفٌ
بالمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بالمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ في جَزِيرَةِ العَرَبِ).[٥٩][٦٤]
الريح التي تقبض أرواح المؤمنين
جاء في صحيح مسلم عن عبدالرحمن بن
شماسة المهري قال: كنت عند مسلم بن مخلد، وعنده عبدالله بن عمرو بن العاص، فقال
عبدالله: "لا تقوم الساعة الا على شرار الخلق هم شر من أهل الجاهلية، لا
يدعون الله بشيء إلا رده عليهم، فبينما هم على ذلك" -المجتمعون هؤلاء-
"يتكلمون أقبل عقبة بن عامر، فقال له مسلم: يا عقبة اسمع ما يقول عبدالله،
فقال عقبة: هو أعلم، وأما أنا فسمعت رسول الله ﷺ يقول: لا تزال عصابة من أمتي
يقاتلون على أمر الله قاهرين لعدوهم، لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم
على ذلك، فقال عبدالله: أجل، ثم يبعث الله ريحاً كريح المسك، مسها مس الحرير، فلا
تترك نفساً فيها مثقال حبة من الإيمان إلا قبضته، ثم يبقى شرار الناس عليهم تقوم
الساعة هذا رواه مسلم في صحيحه [1924].
وفى رواية أخرى لمسلم: "قال
رسول الله ﷺ: أن الله يبعث ريحاً من اليمن
ألين من الحرير، فلا تدع أحداً في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا قبضته [رواه مسلم:
117].
بعد الوسم والختم، وانتهت الأعمال،
ستأتي ريح من اليمن، وتقبض المؤمنين، كمس الحرير، لا تترك نفساً فيها مثقال حبة من
الإيمان إلا تقبضها.
من الجيل الذي سيبقي بعد ذلك؟
كفار، أشرار. هؤلاء عليهم تقوم
الساعة.
متى هذه الريح ستكون؟
بعد خروج الدابة، وبعد طلوع الشمس من
مغربها.
وقد جاء في حديث آخر في رواية لمسلم
في هذه الريح أن رسول الله ﷺ: ذكر الدجال يخرج الدجال في أمتى، فيمكث أربعين لا
أدري أربعين يوماً، أو أربعين شهراً، أو أربعين عاماً، فيبعث الله عيسى بن مريم
كأنه عروة بن مسعود، فيطلبه فيهلكه، ثم يمكث الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة،
ثم يرسل الله ريحا باردة قال في الحديث: فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال
ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته، حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلته عليه حتى
تقبضه.
قال: فيبقى شرار الناس في خفة الطير،
وأحلام السباع، لا يعرفون معروفاً كلها طبائع عدوانية، عقول مثل عقول الطير ما
فيها خفيفة ولا ينكرون منكراً، فيتمثل لهم الشيطان فيقول: ألا تستجيبون؟ فيقولون:
فما تأمرنا؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان، وهم في ذلك دار رزقهم، حسن عيشهم، ثم ينفخ في
الصور [رواه مسلم: 2940].
خروج النار التي تحشر الناس
النار التي تخرج الناس إلى محشرهم تعد النار من آخر العلامات الكبرى التي
تنبئ عن قيام القيامة ويكون بعدها النفخ في الصور، وهي نار عظيمة تخرج من اليمن
تُخرج الناس إلى محشرهم في الشام، ويدل عليها قول النبي: (إنَّ السَّاعَةَ لا
تَكُونُ حتَّى تَكُونَ عَشْرُ آيَاتٍ..... وَنَارٌ تَخْرُجُ مِن قُعْرَةِ عَدَنٍ
تَرْحَلُ النَّاسَ)[٦٥][٦٦]
النار ناران
1- ) نار خرجت وانتهت وهى التى أضاءت
أعناق الابل ببصرى وهى من العلامات الصغرى ، روى الشيخان عن أبى هريرة رضى الله
عنه قال قال رسول اللله ﷺ " لا تقوم
الساعة حتى تخرج نار من ارض الحجاز تضىء أعناق الابل " .
2 - ) نار لم تخرج بعد وهى آخر
الأشراط فى الحياة الدنيا وأول أشراط الآخرة ، روى الشيخان عن أبى هريرة رضى الله
عنه أن رسول الله ﷺ قال " يحشر الناس على ثلاث طرائق ، راغبين ، وراهبين ،
واثنان على بعير ، وثلاثة على بعير ، وأربعة على بعير ، وعشرة على بعير ، ويحشر
بقيتهم النار ، تقبل معهم حيث قالوا وتبيت حيث باتوا وتصبح معهم حيث أصبحوا ،
وتمسى معهم حيث أمسوا " .
وبعد قضية خروج الدابة، وهذه الريح
التي تقبض أرواح المؤمنين سنتحدث أخيراً في أشراط الساعة الكبرى.
النار التي تحشر الناس: روى مسلم في
صحيحه عن حذيفة بن أسيد الغفاري، قال: اطلع النبي ﷺ علينا ونحن نتذاكر، فقال: ما
تذاكرون؟ قالوا: نذكر الساعة، قال: أنها لا تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات، وفي آخر
الحديث: وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم [رواه مسلم: 2901].
فهذه النار هي آخر علامة من علامات
الساعة الكبرى، ولا يبقى بعدها إلا النفخ في الصور.
خروج النار هذا لا يعلمها إلا
الأنبياء، ولذلك لما سأل اليهودي عبدالله بن سلام رسول الله ﷺ أجاب عنها أنه لا
يعلمها إلا نبي، وذلك كما جاء في حديث البخاري عن أنس بن مالك
أن عبدالله بن سلام قبل
أن يسلم بلغه مقدم النبي ﷺ المدينة، وأتاه يسأله عن أشياء، فقال: إني سائلك عن
ثلاث لا يعلمهن إلا نبي، ما أول أشراط الساعة؟ وما أول طعام يأكله أهل الجنة؟ وما
بال الولد ينزع إلى أبيه أو إلى أمه؟
قال: أخبرني به جبريل آنفاً، قال ابن
سلام: ذلك عدو اليهود من الملائكة، قال: أما أول أشراط الساعة: فنار تحشرهم من
المشرق إلى المغرب، وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت، وأما الولد
فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد، وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل نزعت
الولد، قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله" ...الحديث [رواه
البخاري: 3938].
والشاهد منه قوله: أما أول أشراط
الساعة فنار تحشرهم من المشرق إلى المغرب.
قال: بعضهم إن النار هذه: الفتن
والحروب، وأنها تخرج من جهة المشرق، وأن هذا وقع أيام التتر، ولكن ما هو الأصل في
ألفاظ الكتاب والسنة أنها تحمل على ظاهرها، وعلى حقيقتها، والنار نار هذا هو
الأصل، ولا داعي للتأويل.
تواردت الأحاديث على إثبات هذه
العلامة، وجاء أنها أول أشراط الساعة، فكيف الجمع بينه وبين حديث حذيفة أنها آخر
الأشراط؟
حاول بعضهم أن يقول: أنهما ناران،
وأن أحداهما تخرج من المشرق، والأخرى تخرج من اليمن، لكن الصحيح أنهما نار واحدة،
لكن الرواية التي قالت: آخر الأشراط باعتبار ما ذكر معها من الآيات، يعنى: قبلها
الدجال، والدابة، ويأجوج مأجوج، وطلوع الشمس، وإلى آخره.
والحديث الذي فيه أول الأشراط: أول
الآيات التي لا شيء بعدها من أمور الدنيا، أولية باعتبار قيام الساعة إنها الآن
على وشك أن تقوم.
من أين تخرج النار؟
هذه النار من أين ستخرج؟
عندنا رواية أنها تخرج من المشرق،
ورواية أنها تخرج من اليمن، هناك حديث: لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز
تضيء لها أعناق الإبل ببصرى [رواه البخاري: 7118، ومسلم: 2902]، هذه النار غير
النار التي نتحدث عنها.
هذه النار خرجت في القرن السابع
الهجري، وكانت من أشراط الساعة الصغرى، وخرجت بمكان معين، وهو الحجاز، ورأوا أعناق
الإبل ببصرى على ضوئها، وكتبت في كتب التاريخ، وذكرت كما ذكرها أبو شامة، وغيرهم
من أئمة الإسلام.
لكن الآن لا نتحدث عن نار الحجاز
التي خرجت قرب المدينة، وإنما نتحدث عن نار تحشر الناس، ففي رواية: أنها تخرج من
قعر عدن[رواه أبو داود: 4313، وصححه الألباني صحيح الجامع الصغير: 1635]، فلا
إشكال قعر عدن في اليمن، لكن كيف نفعل في الرواية التي تقول: أنها تخرج من المشرق
؟ [رواه أحمد: 12076، وصححه الألباني السلسلة
الصحيحة: 3493].
الحافظ بن حجر رحمه الله قال:
"وظهر لي وجه في الجمع أن كونها تخرج من قعر عدن لا ينافي حشرها للناس من
المشرق إلى المغرب، وذلك أن ابتداء خروجها من قعر عدن، فإذا خرجت انتشرت في الأرض
كلها، والمراد بقوله: تحشر الناس من المشرق إلى المغربأرادة تعميم الحشر لا خصوص
المشرق والمغرب، أو أنها بعد الانتشار أول ما تحشر أهل المشرق" [فتح الباري:
11/378].
يعنى: هي تخرج من قعر عدن أول ما
تخرج النار من قعر عدن، ثم تذهب إلى المشرق، فتحشر أهل المشرق إلى الشام، ثم تذهب
إلى المغرب، فتحشرهم كذلك تعم الأرض، تأتى بكل الناس الذين في الأرض تأتى بهم إلى
الشام، رغما عنهم سيساقون بالنار إلى هذه البقعة التي ستقوم عليهم فيها الساعة،
ويموتون جميعا، آخر جيل من البشرية.
وعن عبدالله بن عمر عن أبيه قال: قال
رسول الله ﷺ ستخرج نار من حضرموت، أو من نحو بحر حضرموت قبل يوم القيامة تحشر
الناس [رواه الترمذي: 2217، وصححه الألباني في صحيح الجامع: 3609].
وفي رواية لمسلم: ونار تخرج من قعرة
عدن ترحل الناس [رواه مسلم: 2901].
وثبت في الصحيحين عن أبي هريرة عن
الرسول ﷺ قال: يحشر الناس على ثلاث طرائق: راغبين، راهبين، واثنان على بعير،
وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير، وعشرة على بعير، ويحشر بقيتهم النار، تقيل معهم
حيث قالوا -يعنى: قيلولة- وتبيت معهم حيث باتوا، وتصبح معهم حيث أصبحوا، وتمسي
معهم حيث أمسوا [رواه البخاري: 6522، ومسلم: 2861].
السؤال: هل الحشر هذا الراغبين،
والراهبين، واثنان على بعير، وثلاث على بعير، وعشرة يعتقبون بعيراً.
ليس معناه أن كل العشرة فوق البعير
الواحد، لا يتحمل، لكن المقصود أنه يركب بعضهم، والآخرون يمشون، ثم ينزل الذين
ركبوا ويركب الآخرون، ثم ينزل الذين ركبوا ويركب الآخرون، وهكذا يعتقبون.
يعنى: يتوالون علي البعير، مشوار
طويل يحتاجون إلى الدواب، والنار معهم إذا نزلوا، النار معهم إذا مشوا، النار
وراءهم إذا باتوا، النار معهم، وهكذا حتى توصلهم الى مكان أرض المحشر.
بعض العلماء فهموا أن هذا الحديث يوم
القيامة، يعنى: المقصود أن الحشر بعد الخروج من القبور، لكن البعض الآخر فهموا أن
هذا قبل قيام الساعة، أن هذا حشر النار وليس الحشر من القبور.
لأن الحشر حشران: حشر قبل قيام
الساعة، وهو حشر كل الناس من المعمورة من الأرض إلى هذا المكان المعين الذي سينفخ
في الصور والناس متجمعين فيه، ويموتون، والحشر الذي سيكون بعد نفخة البعث عندما
يخرج الناس من قبورهم إلى أرض المحشر، يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ
الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ [إبراهيم: 48].
وقد ورد في رواية أن الحشر يكون في
القيامة، لكن هذا ليس هذا هو الراجح، والراجح أن الحشر المذكور في حديث البعير
وثلاث طرائق أنه سيكون في آخر عمر الدنيا، حين تخرج النار من قعر عدن تحشر الناس
من الأرض؛ هذه النار مكان خروجها من اليمن من قعر عدن، لكن ستنتشر في جميع الأرض
في كل القارات في كل المعمورة، وأي أحد موجود في أي مكان في العالم ستأتي به النار
إلى الشام، وهذا الذي قال به الخطابي، والقرطبي، والقاضي عياض، والنووي، والطيبي،
وابن كثير، وابن حجر، وغيرهم من أهل العلم. [فتح الباري: 11/379].
الحشر الذي نتحدث عنه هو حشر في آخر
الدنيا قبيل القيامة، وقبيل النفخ في الصور، تحشر بقيتهم النار تبيت معهم تقيل
تصبح تمسي، وآخر ذلك نار تخرج من قعر عدن ترحل الناس، وفي رواية: تطرد الناس إلى
محشرهم [رواه مسلم: 2901].
وجاء في حديث عبدالله بن عمر رضي
الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: ستخرج نار من حضرموت، أو من نحو بحر حضرموت قبل
يوم القيامة تحشر الناس قالوا: يا رسول الله! فما تأمرنا؟ قال: عليكم بالشام [رواه
أحمد: 5146، والترمذي: 2249، وقال: حديث حسن صحيح، وصححه الألباني السلسلة
الصحيحة: 2768].
وأيضاً جاء في حديث عبدالله بن عمرو
قال: سمعت رسول الله ﷺ: ستكون هجرة بعد هجرة، ينحاز الناس إلى مهاجر إبراهيم، أين
المكان الذي هاجر إليه إبراهيم الخليل؟ إلى الشام. من أين هاجر؟ من العراق.
فالشام هي مهاجر إبراهيم الخليل،
والمدينة النبوية هي مهاجر النبي محمد ﷺ، فإبراهيم هاجر في ذات الله، ومحمد ﷺ
والمهاجرون هاجروا في ذات الله، كان انتقال إبراهيم الخليل إلى بقعة يستطيع أن
يعبد فيها ربه بعد أذى النمرود وقومه الطغاة، والناس سيحشرون في آخر الزمان إلى
مهاجر إبراهيم، يعنى: الشام.
قال: ستكون هجرة بعد هجرة، ينحاز
الناس إلى مهاجر إبراهيم، لا يبقى في الأرض إلا شرار أهلها، تلفظهم أرضوهم، تقذرهم
نفس الله، تحشرهم النار مع القردة والخنازير
[رواه الحاكم: 8497، وصححه الألباني صحيح الترغيب: 3091].
هذا آخر جيل من البشرية ما فيه خير
أبداً، لا يعرفون لفظ الجلالة أصلا، لا تقوم الساعة وفي الأرض من يقول: الله الله
[رواه مسلم: 148].
تلفظهم تقذفهم وترميهم أرضوهم التي
هم فيها، والنار تحشرهم. ونفس الله تكرههم وتمقتهم، يعنى: ذات الله، والنار تبيت
معهم إذا باتوا، وتقيل معهم إذا قالوا، والحديث قال عنه ابن حجر: إسناده لا بأس
به. [فتح الباري: 11/380]. وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح [المسند:6871].
هذا ما يؤكد أن الحشر حشر الدنيا؛
لأن نار الآخرة لن تبيت معهم حيث باتوا، وتقيل معهم حيث قالوا، لكن هؤلاء الذين
يحشرون من أقطار الأرض إلى الشام النار لهم بالمرصاد، النار ورائهم حتى يأتوا
مرغمين إلى تلك المنطقة.
وجاء في الحديث أيضاً: أن الشارف
الواحد، يعنى: البعير يشترى بالحديقة المعجبة، بستان كبير يدفع ثمنا لشراء بعير.
لماذا؟
لأن التوجه لا بد إلى الشام، فيصير
الواحد مستعد أن يبيع بستاناً عظيماً ومزرعة كبيرة من أجل بعير واحد؛ لقلة الدواب،
وكثرة الطلب، الناس كلهم تريد إبل دواب تركب عليها، لأن النار تحشرهم، فمستعد
الواحد يدفع بستانه ثمنا لبعير يوصله إلى هذا المكان.
قال: الشارف الواحد بالحديقة
المعجبة، ويهون العقار وهو من أنفس الأموال، الآن المستثمرين إذا فزعوا راحوا
للعقار، فالعقار من أنفس أموال الناس.
لكن النار التي تحشرهم تلهيهم عن
الدنيا والعقارات، يبحث الواحد عن وسيلة مواصلات يصل بها إلى الشام، اتجاه إجباري،
اتجاه موحد إلى الشام، فأي مزرعة، وأي أرض، أي بيت، وأي عقار.
ولذلك يكون العقار هينا عند أهله لقلة
الدواب، وعزة الظهر، الظهر يعنى: المركوب، عزيز قليل، وهناك أناس سيحشرون طاعمين
كاسيين راكبين، وقسم يمشون، وآخرون يعتقبون نوبات علي البعير الواحد: اثنان علي
بعير، وثلاث علي بعير، وعشرة علي بعير.
وقال في الحديث: وتحشر بقيتهم
النار[رواه مسلم: 2861]، التي تخرج من قعر عدن، وتحيط بالناس من ورائهم تسوقهم من
كل جانب إلى أرض المحشر، ومن تخلف أكلته النار.
جاء في الحديث أن من تخلف عنها
أكلته؛ لذلك مضطرين إلى الذهاب إلى ذلك المكان، ولو كان في الآخرة فلا دواب في
المحشر، وأكل وشرب، وآخر من يحشر في العالم راعيان من مزينة، من قبيلة مزينة
يرعيان الغنم، ينعقان بغنمهما، فيجدانها وحشا توحشت حتى إذا بلغت ثنية الوداع خرا على وجوههما
[رواه البخاري: 1874، ومسلم: 1389].
هذه نهاية الناس على كوكب الأرض،
وأنهم سيحشرون إلى ذلك المكان، تأكل النار من تأكل، والبقيه سيصلون هناك، ثم ينفخ
في الصور نفخة الصعق، ونفخة الموت فيموت الناس جميعاً، ويكون هذا الحشر من جميع
أقطار الأرض؛ ليلقى الناس آخر جيل في البشرية مصيرهم في ذلك المكان؛ لذلك قال:
الشام أرض المحشر والمنشر [البزار:3965 ، وصححه الألباني تخريج أحاديث فضائل الشام
ودمشق:13 ].
وبهذا نكون قد أنهينا ذكر أشراط
الساعة الكبرى بعد ما مررنا علي أشراط الساعة الصغرى.
وربما
يبقي لدينا درس في الفوائد الدعوية والتربوية التي تؤخذ من أشراط الساعة، ولكن هذا
سيكون إن شاء الله في وقت آخر لعله لا يكون بعيداً، لكن هذه نهاية دروس هذه
السلسلة، -سلسلة أشراط الساعة- وفيها فوائد بليغة، وعبر عظيمة، ودروس كبيرة، وهي
من الغيب الذي يجب علينا أن نؤمن به.
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا
الإيمان والإخلاص والتقوى، وأن يجعلنا من المستمسكين بالعروة الوثقى، وأن يجعل
خروجنا من هذه الدنيا على شهادة التوحيد، وعلى ما يحب ويرضى، إنه هو السميع، وهو
أهل المغفرة، وأهل التقوى. وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه اجمعين.
No comments:
Post a Comment