10- ) علامات الساعة - العلامات الصغرى
43 - ) كلام السباع
والجمادات الانس وهذه العلامة قد ظهرت فى عهد النبى ﷺ ففى الحديث الصحيح عن
أبى هريرة رضى الله عنه قال " جاء ذئب الى راعى الغنم فأخذ شاة فطلبه الراعى
حتى انتزعها منه ، قال وصعد الذئب على تل قاص ، جلس على استه واستنفر ، أدخل ذنبه
بين فخذيه فقال عمدت الى رزق رزقنيه الله عز وجل وانتزعه منى ، فقال الرجل : تا
الله أن رأيت كاليوم ذئبا يتكلم ! ، وقال أبو هريرة فى قصة الراعى الذى تكلم معه
الذئب ثم جاء الى رسول الله ﷺ فأخبره بذلك فصدقه النبى ﷺ ثم قال " انها امارة
من امارات بين يدى الساعة ، قد أوشك الرجل أن يخرج فلا يرجع حتى تحدثه نعلاه وسوطه
ما أحدث أهله من بعده " رواه أحمد
" والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم
السباع الإنس وحتى تكلم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله وتخبره فخذه بما أحدث أهله من
بعده.يخرج فلا يرجع حتى تحدثه نعلاه وسوطه ما أحدث أهله بعده " رواه أحمد
الحديث حديث صحيح رواه الترمذي والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه
وابن أبي شيبة في المصنف، وقد أقسم فيه النبي صلى الله عليه وسلم تأكيدا للخبر-
وهو الصادق وإن لم يقسم- أن الساعة لن تقوم حتى تقع هذه الأمور الثلاث.
الأول: أن تكلم السباع أي سباع الوحش كالأسد أو سباع الطير كالبازي – ولا
منع من الجمع – تكلم الناس كما يكلمون بعضهم بعضا.
الثاني: أن تكلم عذبة السوط صاحبها، وعذبة السوط طرفه التي في رأسه، فتكلم
صاحبها بكلام يفهمه.
الثالث: أن فخذ الإنسان نفسه يكلمه فيخبره بما فعل أهله في غيبته.
وهذه من خوارق العادات حيث إن هذه الأمور لا تتكلم في الأصل ولكن عند
اقتراب الساعة تتغير بعض نواميس الكون إيذانا بقرب انتهائه فينطق الله تعالى الذي
أنطق كل شيء هذه الأشياء ولله الأمر من قبل ومن بعد.
هذا الذي يدل عليه ظاهر الحديث وما ذلك على الله بعزيز ولا داعي لتكلف
تأويلات أخرى ربما تكون بعيدة.
شرح حديث: «لا تقوم الساعة حتى يكلم الرجل فخذه ...»
جاء هذا الحديث بإسناد جيد رواه الترمذي وغيره: أنه لا تقوم الساعة حتى
يكلم الرجل فخذه بما صنعه أهله، وحتى تكلم الرجل عذبة سوطه بما صنعه أهله.
وعذبة السوط: طرف السوط.
والمعنى: أنه يكون في آخر الزمان شيء يجعل في السوط أو في العصا أو نحو
ذلك، يترتب عليه حفظ كلام الأهل، وذلك كالمسجلات التي وقعت الآن هي من هذا الباب،
فقد تجعل في السوط قد تجعل في العصا، وقد تجعل في شبه ساعته في البيت صغيرة، وقد
يجعلها الإنسان في عضده؛ فيحفظ كل شيء.
المقدم: أو في الأقلام.
الشيخ: كل هذا واقع، فإذا جعل المسجل في محل في البيت عند أهله وحول أهله؛
سجل عليهم كل ما يقولون.
وأما الفخذ فقد أخبر به النبي ﷺ وسيقع؛ لم نسمع به الآن ولكنه في آخر
الزمان يقع ما أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام.
إذًا هذا من المعجزات النبوية لسيدنا محمد ﷺ لأنه أخبر بها قبل أن تقع فوقعت
كما أخبر، وهذا مما يدل على أن الله أوحى إليه من السماء وأخبره؛ لأنه لا يعلم
الغيب، وإنما يخبر بما خبره الله به، كما قال الله سبحانه: وَالنَّجْمِ إِذَا
هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ
هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النجم:1-4]، فقوله: مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ يعني: محمد
عليه الصلاة والسلام، وَمَا غَوَى: أي: ليس بضال وهو الجاهل، وليس بغاو وهو الذي
يعمل بخلاف العلم، بل هو رشيد مؤمن بصير عالم بما أوحى الله إليه عليه الصلاة
والسلام، وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى: ليس ممن ينطق عن هواه وشهوته بغير علم ولا
هدى، بل إنما ينطق عن علم وعن وحي من الله أوحاه
الله إليه عليه الصلاة والسلام
يقول النبي ﷺ: لا تقوم الساعة حتى يكلم الرجل فخذه بما صنعه أهله، وحتى
تكلم الرجل عذبة سوطه بما صنعه أهله، السوط، السوط: يطلق على العصا ويطلق على ما
يفتل من شيء من سيور أو غيرها يقال له: سوط؛ لأنه يساط به الأشياء، وتساق به
الأشياء.
هل يمكن للسباع أن تتكلم؟ هذا مستحيل بالنسبة لمن عاشوا قبلنا... لكنها
اليوم قد بدأت الكلام وهذه القطط قد بدأ بعضها يفصح... وغداً تلحقها السباع... لكن
هذا من علامات قرب الساعة هكذا أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وغداً تقع
الساعة كما وقعت اليوم بعض علاماتها وكذلك ما كان أحد يصدق أن الجماد سيتكلم لكنه
الآن ينطق وبعد أن نطق الجماد، وكان من البعيد جداً أن يتمكن الجماد من التعرف على
أحوال المنزل ونقل أخباره إلى الزوج بعد مغادرته بيته حتى تمكن الباحثون من صنع
جهاز للتنصت ينقل الأخبار من أي مكان إلى حامل هذا الجهاز وذلك بواسطة توجيهه على
موجة معينة وغداً يطور هذا الجهاز فيحمل في النعل في شكل عذبة سوطة التي تتحدث كما
قد شاهدنا المذياع (الراديو) قد صنع في شكل نظارة ولكن هذا أيضاً من علامات قرب
الساعة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة
حتى تكلم السباع الإنسان وحتى تكلم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله وتخبره بما أحدث
أهله من بعده " (رواه أحمد في مسنده من حديث أبي سعيد الخدري ورواه الترمذي
وقال حسن صحيح غريب والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم وأبو نعيم في الحلية وغيرهم )
وهذا هو حديث السباع ونطق الجماد وهذا من علامات قرب الساعة.
هذا الحديث صحّحه الترمذي وغيره وهو يتضمن الإخبار عن أمور خارقة للعادة،
والله تعالى على كل شيء قدير فهو القادر على كل شيء، قال الله تعالى: ﴿ لِمَ
شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ
﴾2 ففي هذا الحديث يقسم النبي عليه الصلاة والسلام بقسمه الذي كثيرا ما يقسم به
والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى يكلم السباعُ الإنسَ، السباع الحيوانات
المفترسة كالأسد والذئب والنمر وما أشبهها، حتى يكلم السباع الإنس، وظاهر الحديث
أن السباع تكلم الإنس باللسان المفهوم الذي يفهمه الإنس، يُنطق الله السباع فتخاطب
الإنسان، ولا يلزم أن يكون هذا أمرًا عاما في السباع، وأنها تتحول كالإنسان كلها
تتكلم، المهم أن يحدث هذا الشيء فقط جنسه.
وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم الخبر عن مثل هذا فيما
مضى كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال « بينما رجل على بقرة فالتفت إليه
وقالت: لم أخلق لهذا إنما خلقت للحرث »3 ما خلقت للركوب، صحيح البقرة لم تخلق
للركوب إنما للحرث، لكن أنا لا يعنيني أنه لا يجوز ركوبها إذا كانت تطيق، فقالت
الصحابة سبحان الله، سبحان الله دهشوا من هذا، فقال عليه الصلاة والسلام: « إني
أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر »4 وقال الراوي: إنه لم يكن في المجلس أبو بكر وعمر.
وأخبر أيضا وذكر أيضا أن راعيا كان يرعى غنما فعدى الذئب فأخذ شاة، فطرده
الراعي فقال فتكلم السبع وقال: من لها يوم السبع يوم لا راعي لها غيري، أو كما جاء
في الحديث، فالمقصود أن هذا الجنس إنطاق السباع وخطاب الإنسان قد كان جنسه فيما
مضى، ويكون جنسه فيما يأتي، والله تعالى على كل شيء قدير.
وقال في هذا الحديث: « وحتى يكلم الرجل عذبة سوطه »5 عذبة طرف السوط أو
السير الذي في طرف السوط، « وشراك نعله »6 شراك النعل وهو السير الذي يكون من فوق
القدم، وحتى يكلم الرجل عذبة سوطه، الظاهر في الحديث أن الله ينطق السوط وينطق
شراك النعل فيكلم صاحبه « يكلم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله ويحدث الرجلَ فخذُه بما
كان من أهله »5
أمور علينا أن نؤمن بها على مراد الرسول صلى الله عليه وسلم، الله أعلم كيف
يكون هذا وكيف يتم؟ ويمكن أنه بعد ظهور هذه المخترعات الهائلة الغريبة في
المواصلات كما في المسجلات الدقيقة، المسجلات الدقيقة التي يسجل فيها الكلام
الكثير، يبدو للإنسان أن هذا الواقع ربما كان تأويلا لمثل هذا الحديث لكن من غير
جزم، يعني لا نقطع بأن المقصود من هذا الحديث هو ما وقع الآن من نطق هذه الجمادات
بطريقة بعملية التسجيل، قد تكون والله أعلم عُبر عن هذا بأن هذه الجمادات يمكن أن
يكون فيها ما ينطق ويكلم الإنسان، والآن هذا الجوال في أيديكم الآن، الجوال في
أيدي الناس جماد كأنه قطعة حديدية أو خشب أو نحو في يده وهو يتكلم باعتبار أنه
يعني وسيلة لإيصال الكلام، لأنه هو نفسه يتكلم، هل ما يتحقق فيه معنى التكلم، لكن
فيها في نوع يعني يصلح لأن يتجوز فيه الجوال يكلم، ولهذا الناس الآن أصبح الواحد
إذا سمعته يتكلم وهو وحده يعني خلاص لا يستغرب، كنا إذا سمعنا الإنسان يتكلم نفهم
أنهم اثنين، الآن لا هما اثنان لكن أحدهما أمامك قريب، والآخر في مكان ما بعيد كان
أو قريب فسبحان الله العظيم .
No comments:
Post a Comment