8 - ) شخصيات من القرآن الكريم
إلياس عليه السلام
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
إلياس بن ياسين
الولادة غير معروف
بعلبك
الوفاة غير معروف
بعلبك
النسب إلياس بن ياسين بن فنحاص بن أليعازر بن هارون
إِلْيَاس هو من أنبياء بني
إسرائيل المذكورين في القرآن، ويُعتقد أنه هو نفسه إيليا المذكور في العهد القديم.
أُرسل إلياس إلى أهل بعلبك
غربي دمشق، فدعاهم إلى عبادة الله وأن يتركوا عبادة صنم كانوا يسمونه «بعلا». وقيل
كانت امرأة اسمها بعل والأول أصح. فكذبوه وقال ابن عباس: «إلياس هو عم اليسع». أما
ابن كثير فيقول: إن إلياس وإلياسين اسمان لرجل واحد فالعرب تلحق النون في أسماءَ
كثيرة وتبدلها من غيرها.
يُقال أنَّ النبي إلياس توفي
ودفن في بعلبك. يُوجد مقامٌ ودير للنبي إلياس في البقاع.
في القرآن
ورد ذكره في القرآن، والسنة
النبوية. حيثُ ورد ذكره في القرآن 3 مراتٍ؛ مرةً في سورة الأنعام، ومرتين في سورة
الصافات (على اعتبار أنَّ إلياسين هو نفسه إلياس؛ وذلك لأنَّ العرب تُلحق النون في
أسماء كثيرة وتبدلها من غيرها). حيثُ ورد ذكره في سورة الصافات في قول الله عز
وجل: َإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ -123 إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا
تَتَّقُونَ -124. أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ -125.
اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ -126. فَكَذَّبُوهُ
فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ -127 إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ -128.
وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ -129. سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ -130.
إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ -131 إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ
-132. (سورة الصافات، الآيات 123-132.
كما ورد ذكره في سورة الأنعام،
حيثُ ذُكر أنه من ذُرية النبي إبراهيم، وذلك في قول الله عز وجل: وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا
هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ
وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ -84.
وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ -85. (سورة
الأنعام، الآيات 84-85.
هذه الآيات هي كل ما يذكره
القرآن الكريم من قصة إلياس. لذلك اختلف المؤرخون في نسبه وفي القوم الذين أُرسل
إليهم. فقال الطبري: «أنه إلياس بن ياسين بن فنحاص بن أليعازر بن هارون». وقيل:
إلياس بن العازر بن أليعازر بن هارون بن عمران، كما قيل: إلياس بن ياسين بن فنجاص
بن عنزار ابن النبي هارون. وقيل: إلياس بن يس بن فنحاص بن عيزار بن هارون بن
عمران. يعتقدُ المسلمون برسالة ونبوة إلياس، وذكر العديد من العلماء أنَّ إلياس هو
نفسه إيليا. حيثُ ذكر المجلسي )لا يبعد اتحاد إلياس وإليا لتشابه الاسمين والقصص
المشتملة عليهما(
إدريس وإلياس
ذهب بعض العلماء من الصحابة
ومن بعدهم إلى أنهما -أي إلياس وإدريس- اسمان لنبي واحد، وأن إلياس هو إدريس
وإدريس هو إلياس، قال
يقول ابن كثير الدمشقي في قصص
الأنبياء:
إلياس قال البخاري ويذكر عن ابن مسعود وابن عباس أن إلياس هو إدريس
واستأنسوا في ذلك بما جاء في حديث الزهري عن أنس في الإسراء أنه لما مر به عليه السلام
أي بإدريس قاله له مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح ولم يقل، كما قال آدم
وإبراهيم مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح قالوا فلو كان في عمود نسبه لقال له
كما قالا له.إلياس ، وهذا ما ذهب إليه الضحاك بن مزاحم وحكاه قتادة بن دعامة ومحمد
بن إسحاق.
وكان عبد الله بن مسعود يقرأ
سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ -130. فيقول: ﴿سَلامٌ عَلى إدْرَاسِينَ﴾، وكان يقول:
إلياس هو إدريس، ويقرأ: «وَإِنَّ إدْرِيسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ»، ثم يقرأ على
ذلك: «سَلامٌ عَلَى إدْرَاسِينَ»، كما قرأ الآخرون: (سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ)
بقطع الآل من ياسين.
وقد رجح ابن كثير الدمشقي
أنهما مختلفان وأن إلياس ليس هو إدريس، فقال: والصحيح أنه غيره كما تقدم.
في كتب التراث الإسلامي
والإسرائيليات
جاء في تاريخ الطبري عن ابن
إسحاق ما ملخصه:
إن إلياس لما دعا بني إسرائيل
إلى نبذ عبادة الأصنام، والاستمساك بعبادة الله وحده رفضوه ولم يستجيبوا له، فدعا
ربه فقال: «اللهم إن بني إسرائيل قد أبوا إلا الكفر بك والعبادة لغيرك، فغيّر ما
بهم من نعمتك». فأوحى الله إليه أنَّا جعلنا أمر أرزاقهم بيدك فأنت الذي تأمر في
ذلك، فقال إلياس: «اللهم فأمسك عليهم المطر». فحُبس عنهم ثلاثَ سنين، حتى هلكت
الماشية والشجر، وجهد الناس جهدًا كثيرًا، ولمَّا دعا عليهم اختفى عن أعينهم وكان
يأتيه رزقه حيث كان فكان بنو إسرائيل كلما وجدوا ربح الخبز في دار قالوا هنا إلياس
فيطلبونه، وينال أهل المنزل منهم شر وقد أوي ذات مرة إلى بيت امرأة من بني إسرائيل
لها ابن يُقال له اليسع بن خطوب به ضر فآوته وأخفت أمره. فدعا ربه لابنها فعافاه
من الضر الذي كان به واتبع إلياس وآمن به وصدقه ولزمه فكان يذهب معه حيثما ذهب
وكان إلياس قد أسن وكبر، وكان اليسع غُلامًا شابًا ثم إن إلياس قال لبني إسرائيل
إذا تركتم عبادة الأصنام دعوت الله أن يُفرج عنكم فأخرجوا أصنامهم ومحدثاتهم فدعا
الله لهم ففرج عنهم وأغاثهم، فحييت بلادهم ولكنهم لم يرجعوا عما كانوا عليه ولم
يستقيموا فلما رأى إلياس منهم دعا ربه أن يقبضه إليه فقبضه ورفعه.
ويذكر ابن كثير أن رسالته كانت
لأهل بعلبك غربي دمشق وأنه كان لهم صنم يعبدونه يُسمى «بعلا» وقد ذكره القرآن على
لسان إلياس حين قال لقومه: إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ 124.
أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ -125
ويذكر بعض المؤرخين أنه عقب
انتهاء مُلْك سُليمان بن داود عليه السلام وذلك في سنة 933 قبل الميلاد انقسمت
مملكة بني إسرائيل إلى قسمين:
الأول: يخضع لِمُلْك سُلالة
سُليمان وأول ملوكهم رحبعام بن سُليمان.
والثاني: يخضع لأحد أسباط
أفرايم بن جوزيف واسم ملكهم جربعام.
وقد تشتت دولة بني إسرائيل بعد
سُليمان عليه السلام بسبب اختلاف ملوكهم وعظمائهم على السُلطة، وبسبب الكفر
والضلال الذي انتشر بين صفوفهم وقد سمح أحد ملوكهم وهو أخاب لزوجته بنشر عبادة
قومها في بني إسرائيل، وكان قومها عبادًا للأوثان فشاعت العبادة الوثنية، وعبدوا
الصنم الذي ذكره القرآن الكريم واسمه «بعلا» فأُرسل إليهم إلياس عليه السلام.
وأرجح الآراء أن إلياس هو
النبي المُسمى إيليا في العهد القديم، وقيل إن تهجئة «إيليا» هي خطأ إملائي،
والصحيح «إلِيَّا».
المراجع
"إلياس عليه الصلاة والسلام". مؤرشف من الأصل في 2019-05-14. اطلع عليه
بتاريخ 2020-05-02.
"المختار في كشف الأسرار و هتك الأستار". Al
Manhal. 1 يناير 2014. مؤرشف من الأصل في
2020-05-02. اطلع عليه بتاريخ 2020-05-02.
ابن كثير الدمشقي، ابن كثير
القرآن، سورة الصافات، آية 123-132
"الله جل جلاله إله واحد". Dar Al Kotob Al
Ilmiyah دار الكتب العلمية. 1 يناير
2004. مؤرشف من الأصل في 2020-05-02. اطلع عليه بتاريخ 2020-05-02.
القرآن، سورة الأنعام، الآيات 84-85
"نبي الله إلياس عليه السلام - إسلام ويب - مركز الفتوى". www.islamweb.net. مؤرشف من الأصل في 2020-05-02. اطلع عليه بتاريخ 2020-05-02.
"الحسين الكريم في القرآن العظيم الجزء الثاني: دائرة المعارف الحسينية". Hussaini Centre for Research, London. 6 يناير 2016. مؤرشف من الأصل في 2020-05-02. اطلع عليه
بتاريخ 2020-05-02.
التفسير الكبير - للرازي - ص 140 - تفسير اية 130 سور الصافات
تفسير القرطبي - ص104 - تفسير اية 130 سورة الصافات
تفسير الطبري، الآية 130 من سورة الصافات نسخة محفوظة 22 أكتوبر 2019 على
موقع واي باك مشين.
فتوي إسلام ويب - هل إلياس وإدريس نبي واحد نسخة محفوظة 26 فبراير 2019 على
موقع واي باك مشين.
القرآن، سورة الصافات، الآيات 124-125.
قصص الأنبياء.
"ألكتاب المقدس - قاموس". www.injeel.com. مؤرشف من الأصل في 2010-10-07. اطلع عليه بتاريخ
2020-05-02.
أنستاس الكرملي، المساعد، ج2، ص122
إلياس
نبي من أنبياء بني إسرائيل، وهو إلياس بن ياسين، من ولد هارون أخي موسى
عليهم السلام. ويعرف في كتب الإسرائيليين باسم (إيليا). وقد روى الطبري عن عبد
الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: إلياس هو إدريس.
وقد ذُكر النبي إلياس عليه
السلام في القرآن الكريم في موضعين:
الأول: ذُكر ضمن حديث القرآن
الكريم عن جملة من الأنبياء، وذلك قوله سبحانه: {وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من
الصالحين} الأنعام:85.
الثاني: ذُكرت فيه قصته، وذلك
قوله تعالى: {وإن إلياس لمن المرسلين * إذ قال لقومه ألا تتقون * أتدعون بعلا
وتذرون أحسن الخالقين * الله ربكم ورب آبائكم الأولين * فكذبوه فإنهم لمحضرون *
إلا عباد الله المخلصين * وتركنا عليه في الآخرين * سلام على إل ياسين * إنا كذلك
نجزي المحسنين * إنه من عبادنا المؤمنين} الصافات:123-132.
حاصل القصة
وحاصل قصة هذا النبي عليه
السلام أن الله سبحانه بعثه في بني إسرائيل بعد النبي حزقيل عليه السلام، وكانوا
قد عبدوا صنماً يقال له: (بعل)، فدعاهم إلى الله، ونهاهم عن عبادة ما سواه. وكان
قد آمن به ملكهم، ثم ارتد، واستمروا على ضلالتهم، ولم يؤمن به منهم أحد. فدعا الله
عليهم. فحبس عنهم المطر ثلاث سنين، ثم سألوه أن يكشف ذلك عنهم، ووعدوه الإيمان به،
إن هم أصابهم المطر. فدعا الله لهم، فجاءهم الغيث، فاستمروا على أخبث ما كانوا
عليه من الكفر، فسأل الله أن يقبضه إليه. وكان قد نشأ على يديه (اليسع بن أخطوب)
عليه السلام، فأمر إلياس أن يذهب إلى مكان كذا وكذا، فأي شيء جاءه فليركبه، ولا
يهبه، فجاءته فرس من نار، فركب، وألبسه الله النور، وكساه الريش، وكان يطير مع
الملائكة ملكاً إنسيًّا، سماويًّا أرضيًّا.
هذه قصة النبي إلياس عليه
السلام، رواها ابن كثير عن وهب بن منبه مختصرة، ورواها الطبري بسياق أطول. وقد عقب
ابن كثير عليها بقوله: هكذا حكاه وهب عن أهل الكتاب، والله أعلم بصحته.
والذي ينبغي الاهتمام به في
هذا الصدد، أنه سبحانه بعث نبيه إلياس إلى بني إسرائيل في فترة من الزمن، وكانوا
يعبدون صنماً يقال له: {بعلا} - روي عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: {بعلا}
يعني: رباً - فأنكر عليهم عبادة هذا الصنم، ودعاهم إلى عبادة الله وحده خالق كل
شيء، وأخبرهم أنه ربهم ورب آبائهم الأولين، بيد أنهم لم يستجيبوا له فيما دعاهم
إليه، ولم ينقادوا له فيما طلب منهم، فتوعدهم الله بعذاب يوم القيامة، ولم يذكر
سبحانه لهم عقوبة دنيوية. وقد أخبر سبحانه أن الذين أخلصهم ومنَّ عليهم باتباع
نبيهم مبعدون عن العذاب، وأن لهم من الله جزيل الثواب. وفي ختام القصة ذكر سبحانه
إلياس عليه السلام بذكرٍ حسن على ما قام به من دعوة بني إسرائيل، وأخبر بأن له
تحية من الله، ومن عباده عليه، وأثنى عليه كما أثنى على إخوانه النبيين صلوات الله
وسلامه عليهم أجمعين.
هذا ما يفيده نص القرآن الكريم
بخصوص قصة هذا النبي عليه السلام، وما وراء ذلك من أخبار، فللنظر فيه مجال.
ما يستفاد من هذه القصة
قصة النبي إلياس عليه كباقي
قصص القرآن الكريم، لم يذكرها سبحانه بقصد الإخبار والقصِّ التاريخي، وإنما ذكرها بقصد الاعتبار والاتعاظ، والتحذير مما وقع على
الأمم والأقوام السابقين، الذين خالفوا شرع الله، وأعرضوا عن الهدى الذي جاءتهم به
الرسل والأنبياء. وعلى الجملة، يستفاد من قصة إلياس عليه السلام العبر التالية:
أولاً: سيقت قصة النبي إلياس
في سورة الصافات ضمن عدد من قصص الأنبياء، بغرض تسلية الرسول محمد صلى الله عليه
وسلم مما كان يلاقيه من قومه، وحملت إنذاراً وتهديداً لكفار قريش، أن عاقبتهم إذا
استمروا على كفرهم وإعراضهم العذابُ، وذلك وفق ما جرت عليه سنة الله في مواعدة
المعرضين عن ذكره. فالقصة سيقت مساق التحذير والوعيد.
ثانياً: تُذَكِّرُ هذه القصة
الناس بأن من أصول الدين أنه لا رب لهم إلا الله، وهذا أول أصول الدين، فالله
سبحانه رب آبائهم، فإن آباءهم لم يعبدوا غير الله من عهد آدم عليه السلام، حيث
كانوا على دين الفطرة، ولم يطرأ الكفر والشرك عليهم إلا فيما بعد.
ثالثاً: في قصة إلياس عليه
السلام إخبار بأن الرسول عليه أداء الرسالة فحسب، ولا يلزم من ذلك أن يشاهد عقاب
المكذبين لدعوته، ولا هلاكهم. وفي هذا رد على المشركين الذين قالوا: {متى هذا
الوعد إن كنتم صادقين} (يونس:48)، فإن هذا السؤال ظلم منهم، حيث طلبوه من النبي صلى
الله عليه وسلم، فإنه ليس له من الأمر شيء، وإنما عليه البلاغ والبيان للناس، وأما
حسابهم وإنزال العذاب عليهم فمن الله تعالى، ينزله عليهم إذا جاء الأجل الذي أجله
، والوقت الذي قدره، والموافق لحكمته الإلهية. فإذا جاء ذلك الوقت لا يستأخرون
ساعة ولا يستقدمون. وقد قال تعالى في هذا المعنى مخاطباً رسوله صلى الله عليه
وسلم: {فإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا يرجعون} غافر:77.
والمتحصل من هذه القصة
القرآنية، الدعوة إلى التمسك بعبادة الله الواحد الأحد، ونبذ ما سواه من
المعبودين، سواء أكانوا حجراً أم بشراً. وإنذار المشركين بالله أن العذاب آتيهم لا
محال، إن لم يأتهم عاجلاً، فهو بالتأكيد آتيهم أجلاً. {والله يقول الحق وهو يهدي
السبيل} (الأحزاب:4).
إلياس عليه السلام
إلياس هو نبي من أنبياء بني إسرائيل، يطلق عليه العرب أسماءً عدّة منها:
الياسين أو ياسين وآل ياسين، وقيل إنَّ إلياس -عليه السلام- كان على شكل موسى
-عليه السلام-، وكان قوي مثلما كان موسى -عليه السلام- أيضًا، وقيل إنّه كان
محبوبًا لدى بني إسرائيل،[١]ورد بأنَّ نبي الله -إلياس -عليه السلام- قد رفعه الله
-تعالى-، وقد جاء من بعده النبي إليسع -عليه السلام-.[٢] بعثة إلياس عليه السلام
أرسل الله -تعالى- نبيه إلياس إلى بني إسرائيل في وقت كانوا قد أُغرقوا فيه
بالمادية، وقد سيطر عليهم حبّها، فجاء نبي الله إلياس بمعجزات حسيّة عديدة؛ بهدف
تحقيق التوازن ما بين ما يميل إليه الطبع الإسرائيليّ، وما يقتضيه أمر الرسالة من
تحقيق إيمان بني إسرائيل وتوحيدهم، وقيل إنَّ إلياس قد حفظ التوراة.[١] وبعد أن
أظهر ما لديه من معجزات وقابلوه بالرفض؛ صاح فيهم ذات مرة صيحةً شديدةً جدًّا،
كرهوه لأجلها وحقدوا عليه، وهمّوا بالتخطيط لقتله، وفرّ منهم النبي إلياس -عليه
السلام-؛ وقاموا باللحاق به، فانشقّ له جبل بقي به حتى بلغ الأربعين من عمره،
وبعثه الله -تعالى- حينها لدعوة الملوك الجبابرة، وقيل إنَّ دعوة إلياس -عليه
السلام- قد امتد أثرها إلى سبعين مدينة.[١] المعجزات التي أجراها إلياس عليه
السلام أجرى الله -تعالى- على يد إلياس -عليه السلام- عددًا من المعجزات ومنها ما
يأتي:[٣] إحياء عددًا من الموتى. إطفاء النار بأمر منه. أمره -عليه السلام- للنار
بأن لا تحرق امرأة الملك التي رماها الملك في النار بسبب إيمانها. حبس المطر عن
قومه بعد أن هددهم بذلك في حال أصرّوا على عنادهم وكفرهم. إنزال الغيث، بعد أن آمن
بعض قومه بدعواه ووحدوا الله -تعالى-. الآيات القرآنية التي ورد فيها اسم إلياس
عليه السلام ذكر الله -تعالى- نبيه إلياس في القرآن الكريم مرتين، وهما فيما يأتي:
قال -تعالى- في سورة الصافات: (وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ* إِذْ
قَالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ* أَتَدْعُونَ بَعْلا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ
الْخَالِقِينَ* اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ* فَكَذَّبُوهُ
فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ* إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ* وَتَرَكْنَا
عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ* سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ* إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي
الْمُحْسِنِينَ* إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ).[٤][٥] قال -تعالى-:
(وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ).[٦][٧]
معلومات عن قصة إلياس عليه السلام هنالك عدد من المعلومات عن قصة إلياس -عليه
السلام- بناءً على ما ورد منها في القرآن الكريم، وبيانها ما يأتي:[٨] الإله الذي
اتخذه قوم إلياس -عليه السلام- كان يدعى بعلًا. دعوة إلياس -عليه السلام- كانت لقومه
الذين كانوا أحد أسباط بني إسرائيل الذين رحلوا إلى من بيت المقدس وانتقلوا إلى
بعلبك، وانحرفوا عن الحق. دعوة إلياس -عليه السلام- لقومه باستخدام أساليب الحكمة
واللين والرشد، بالإضافة إلى استخدامه -عليه السلام- لأسلوب الحوار والإقناع
العقلي. إيمان بعض القوم بدعوة إلياس وبقاء الأكثرية على كفرهم.
قصة نبي الله إلياس عليه
السلام
من أنبياء بني إسرائيل، وذلك
من خلال كتاب "البداية والنهاية" عن قصص الأنبياء، لمؤلفه الإمام الحافظ
أبي الفدا إسماعيل ابن كثير القرشي، المتوفى عام 774 هجريا.
نسب سيدنا إلياس
قال علماء النسب، إن اليأس هو
ابن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن النبي هارون عليه السلام.
ويقول محمد بن سعد كاتب
الواقدي: "أنبأنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي، عن أبيه قال: أول نبي بعث
إدريس، ثم نوح، ثم إبراهيم، ثم إسماعيل وإسحاق، ثم يعقوب، ثم يوسف، ثم لوط، ثم
هود، ثم صالح، ثم شعيب، ثم موسى وهارون ابنا عمران، ثم إلياس بن العازر بن هارون
بن عمران بن قاهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، هكذا قال
وفي هذا الترتيب نظر".
رسالة النبي إلياس عليه السلام
لم يذكر الكثير عن النبي إلياس
عليه السلام، غير الروايات التوراتية المشكوك في صحتها.
أما في القرآن الكريم، ذكر
الله تعالى النبي إلياس عليه السلام في موضع النبوة وذلك بعد ذكره قصة النبيين
موسى وهارون في سورة الصافات: {وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ، إِذْ
قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ، أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ،
اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ، فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ
لَمُحْضَرُونَ، إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ، وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي
الْآخِرِينَ، سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ، إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي
الْمُحْسِنِينَ، إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ} [الصافات: 123-132]
ويقول المؤرخون إن دعوة النبي
إلياس كانت إلى أهل بعلبك غربي دمشق بسوريا، فدعاهم إلى عبادة الله عز وجل، وأن
يتركوا عبادة صنم، كانوا يسمونه "بعلا"، وقيل كان امرأة اسمها
"بعل"، والأول أصح.
ولهذا قال لهم إلياس: {أَلَا
تَتَّقُونَ، أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ، اللَّهَ
رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ}، فكذبوه وخالفوه، وأرادوا قتله،
ويقال إنه هرب منهم واختفى عنهم.
ويقول أبو الإمام الدمشقي
يعقوب الأذرعي، عن يزيد بن عبدالصمد، عن هشام بن عمار عن كعب الأحبار، أنه قال إن
إلياس اختفى من ملك قومه في غار، لعشر سنين، حتى أهلك الله الملك، وولى غيره، فذهب
إليه إلياس فعرض عليه الإسلام فأسلم، وأسلم من قومه خلق عظيم غير 10 آلاف منهم،
فأمر بهم فقتلوا عن آخرهم.
فيما يقول ابن أبي الدنيا، عن
أبو محمد القاسم بن هاشم، عن عمر بن سعيد الدمشقي، عن سعيد بن عبدالعزيز، عن بعض
مشيخة دمشق، إن إلياس عليه السلام أقام هاربًا من قومه في كهف جبل، 20 ليلة، أو 40
ليلة، تأتيه الغربان برزقه.
يعتقد أن الكهف الذي اختبأ فيه
النبي إلياس يقع الآن في داخل جبل يسمى جبل إيليا أي إلياس في محافظة عجلون
بالأردن، وهو مكان مقدس لليهود والنصارى.
• إلياس في التوراة
يذكر المؤرخ اليهودي وهب بن منبه، وغيره إنه لما إلياس دعا ربه عز وجل أن يقبضه إليه لما كذبوه وآذوه، جاءته دابة لون النار، فركبها وجعل الله له ريشًا، وألبسه النور، وقطع عنه لذة المطعم والمشرب، وصار ملكا بشريًا، سماويًا أرضيًا، ثم أوصى من بعده إلى النبي اليسع عليه السلام، لكن في هذا نظر، وهو من الإسرائيليات التي لا تصدق ولا تكذب، بل الظاهر أن صحتها بعيدة، والله أعلم.
No comments:
Post a Comment