Grammar American & British

Showing posts with label دراسات تاريخية. Show all posts
Showing posts with label دراسات تاريخية. Show all posts

Saturday, May 15, 2021

دراسات تاريخية - بين الشيعة والخوارج : الخوارج ( 11 )

 دراسات تاريخية - 

بين الخوارج والشيعة 

الخوارج  ( 11 ) 

نشأة الخوارج

كان العراق أكبر الأقاليم الاسلامية ميدانا للحروب والفتن فى عهد الدولة الأموية ، فمنذ مقتل سيدنا عثمان رضى الله عنه وهو مشتعل ، واذا كان العراق ميدانا لأكثر الحروب كان أهله أكثر الناس جدالا فكان طبيعيا أن يكون منبعا للكثير من المذاهب الدينية ، فعلى أرضه حدثت الفتنة الكبرى ونتج عنها الخوارج وبعد ذلك بدأت نشأة الخوارج وتطوروا .

لما كانت وقعة صفين بين سيدنا على رضى الله عنه ومعاوية ، وطلب معاوية تحكيم كتاب الله اختلف أصحاب سيدنا على : أيقبلون التكحيم لأنهم يحاربون لاعلاء كلمة الله وقد دعوا اليها أم لا يقبلون لأنها خدعة حربية لجأ اليها معاوية وصحبه لما أحسوا بالهزيمة ؟ ، وبعد جدال وتردد قبل سيدنا على التحكيم ، عند ذلك ظهر قوم من جند سيدنا على أكثرهم من قبيلة تميم نفروا من التحكيم ورؤوا أن التحكيم خطأ لأن حكم الله فى الأمر واضح جلى والتحكيم يتضمن شك كل فريق من المحاربين أيها المحق وليس يصح هذا الشك لأنهم وقتلاهم انما حاربوا وهم مؤمنون أن الحق فى جانبهم ، هذه المعانى المختلجة فى نفوسهم صاغها أحدهم فى الجملة الآتية " لا حكم الا لله " فسرت الجملة كالنار فى الهشيم وأصبحت شعار هذه الطائفة ، طلبوا من سيدنا على رضى الله عنه أن يقر على نفسه بالخطأ بل بالكفر لقبوله التحكيم ويرجع عما أبرم مع معاوية من شروط فاذا فعل عادوا وقاتلوا معه ، لكن سيدنا على رضى الله عنه أبى ، اذ كيف يرجع عن اتفاق أمضاه والدين يأمر بالوفاء بالعهود ، وكانوا يضايقون سيدنا على ، واذا خطب فى المسجد قاطعوه " لا حكم الا لله " .

وبعد صدور الحكم بالخدعة لصالح معاوية ودهاء عمرو بن العاص وحيلته على أبى موسى الأشعرى زادت خيبة الآملين فى أن التحكيم يحقن الدماء ويعيد المسلمين الى الوئآم ، اجتمعت الجماعة المعارضة فى منزل أحدهم وخطب خطيبهم وأمرهم بالخروج من الكوفة لأنها قرية ظالمة ظالم أهلها فخرجوا الى قرية تسمى " حروراء " وسموا بالحرورية وأمروا عليهم رجلا منهم اسمه عبد الله بن وهب الراسبى .

واسم الخوارج جاء من أنهم خرجوا على الامام على رضى الله عنه وصحبه وقد حاربهم الامام على رضى الله عنه فى موقعة " نهروان " وهزمهم وقتل منهم الكثير لكنه لم يبدهم ولم يبد فكرهم وزادت الهزيمة فى كرههم له حتى دبروا مكيدة قتله فقتله عبد الرحمن بن ملجم وكان زوجا لأمرأة قتل كثير من أفراد أسرتها فى نهروان .

وظل الخوارج شوكة فى جنب الدولة الأموية يهددونها ويحاربونها وكانوا فرعين 1- ) فرعا بالعراق وما حولها وأهم مركز لهم كان " البطائح " بالقرب من البصرة واستولوا على كرمان وبلاد فارس وهددوا البصرة وحاربهم المهلب بن أبى صفرة وأشهر رجالهم نافع بن الأزرق وقطرى بن الفجاءة .

2- ) فرع جزيرة العرب استولوا على اليمامة وحضرموت واليمن والطائف ومن أشهر أمرائهم أبو طالوت ونجدة أبن عامر وأبو فديك ، واستمرت الحروب لفترة طويلة مع الدولة الأموية حتى ضعفت قوتهم فى عهد الدولة العباسية .

تعاليم الخوارج

1- ) قالوا بصحة خلافة أبى بكر وعمر رضى الله عنهما لصحة انتخابهما وبصحة خلافة عثمان رضى الله عنه فى سنينه الأولى ، فلما غير وبدل ولم يسر سيرة أبى بكر وعمر وأتى بما أتى من أحاث وجب عزله ، وأقروا بصحة خلافة على رضى الله عنه ولكنهم قالوا أنه أخطأ فى التحكيم وحكموا بكفره لما حكم وطعنوا فى أصحاب الجمل طلحة والزبير وعائشة رضى الله عنهم ، كما حكموا بكفر أبى موسى الأشعرى وعمرو بن العاص ، كل كلامهم كان يدور حول تحليل أعمال الخلفاء وأنصارهم والبحث فيمن يستحق أن يكون خليفة ومن لا يستحق ، ومن يكون مؤمنا ومن لايكون .

2- ) وضعوا نظرية للخلافة وهى أن الخلافة يجب لأن تكون باختيار حر من المسلمين ، واذا أختير لا يصح أن يتنازل أو يحكم ، ويمكن أن يكون الخليفة من قريش وغيرها ولو كان عبدا حبشيا ، واذا تم الاختيار كان رئيسا للمسلمين ، ويجب أن يخضع لما أمر الله به والا وجب عزله ، وقد خالفوا نظرية الشيعة القائلة بانحصار الخلافة فى بيت النبى محمد ﷺ : على رضى الله عنه وآله ، وكذلك مخالفين لمن يقول أن الخلافة فى قريش ، ولذلك خرجوا على خلفاء بنى أمية ثم العباسيين لاعتقادهم أنهم جائرون لا تنطبق عليهم شروط الخلافة .

3- ) فى عهد عبد الملك بن مروان مزجوا السياسة بصبغة دينية وكان أبرزهم الأزارقة أتباع " نافع بن الأزرق "

وقد رأوا أن العمل بأوامر الدين من صلاة وصيام وصدق وعدل جزء من الايمان ومن اعتقد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله ولم يعمل بفروض الدين وارتكب الكبائر فهو كافر .

وقد اشتركوا فى نظريتى الخلافة وأن العمل جزء من الايمان وكان منهم من يرى أنه لا حاجة للأمة الى امام وانما على الناس أن يعملوا بكتاب الله من أنفسهم ولكن رجعوا عن ذلك القول لما أمروا عليهم عبد الله بن وهب الراسبى .

اختلاف الخوارج وأشهر فرقهم

تفرقوا الى فرق بلغت فى العدد نحو العشرين ومن أشهرها الأزارقة وكان نافع بن الأزرق من أكبر فقهائهم وقد كفر جميع المسلمين ما عداهم ، ويمكن الرجوع فى الملل والنحل للشهرستانى ، والمقالات الاسلامية للأشعرى ، والفرق بين الفرق للبغدادى .

وقال " أنه لا يحل لأصحابه المؤمنين أن يجيبوا أحدا من غيرهم الى الصلاة اذا دعاهم اليها ، ولا أن يأكلوا من ذبائحهم ، ولا أن يتزوجوا منهم ، ولا يتوارث الخارجى وغيره ، وهم مثل كفار العرب وعبدة الأوثان لا يقبل منهم الا الاسلام أو السيف ، ودارهم دار حرب ، فيحل قتل أطفالهم ونسائهم ، ولا تحل التقية ( على خلاف الشيعة تماما ) ، واستحل الغدر بمن خالفه ، وكفر الذين يقعدون عن القتال مع قدرتهم عليه ولو كان على مذهبهم " .

- من فرقهم " النجدات " أتباع " نجدة بن عامر " ، ومن تعاليمه " أن الدين أمران : معرفة الله ومعرفة الرسول ﷺ وما عدا ذلك فالناس معذورون بجهلهم الى أن تقوم عليهم الحجة وان أداه اجتهاده الى استحلال حرام أو تحريم حلال فهو معذور ، وعظم جريمة الكذب على الزنا وشرب الخمر ، ودخل مع نافع بن الأزرق فى مناقشات طويلة حول هذه المبادىء ( الجزء الثانى من الكامل للمبرد ، والجزء الأول من أبى الحديد ) .

زمن أشهر فرقهم " الاباضية " نسبة الى عبد الله بن اباض التميمى " ، ولا يزال أتباعه فى المغرب وغيره الى اليوم ، ولم يغالوا مثب الأزارقة على مخالفيهم ، بل قالوا يحل التزوج منهم ، ويتوارث الخارجى وغيره ، لايحل قتال غير الخوارج وسبيهم فى السر غيلة ، ولا يجوز قتالهم الا بعد الدعوة واقامة الحجة واعلان القتال ، وظهر " عبد الله بن اباض " فى النصف الثانى من القرن الأول من الهجرة ، وعاش أتباعه مسالمين للخليفة .

- " الصفرية  " من فرقهم ، أتباع " زياد بن الأصفر " ، ولا يختلفون كثيرا عن الأزارقة ، وتلك هى أشهر فرق الخوارج .

صفات الخوارج

من صفات الخوارج البارزة 1- ) الشدة فى الدين 2- ) الاخلاص للعقيدة 3-) والشجاعة النادرة 4- ) يضاف اليها العربية الخالصة .

ومن ناحية التشدد فى العبادة يصفهم الشهرستانى بأنهم أهل صوم وصلاة ، وقد غالوا حتى عدوا مرتكب الكبيرة وأحيانا الصغيرة كافر ، وخرجوا على أئمتهم للهفوة الصغيرة يرتكبونها ، وتشدد كثير منهم فى النظر الى غيرهم من المسلمين ، فعدوهم كفارا ، بل كانوا يعاملونهم أشد من معاملة الكفار ، واشتدوا فى معاملة مخالفيهم من المسلمين ، حتى كان كثير منهم لا يرحم المرأة ولا الطفل ولا الشيخ ، ولم يرضوا من مخالفيهم الا الاقرار بكفر سيدنا على رضى الله عنه فى التحكيم وسيدنا عثمان رضى الله عنه فيما أحدث ، وطلبوا من عبد الله بن الزبير أن يتبرأ من أبيه ، ولم يكتفوا من سيدنا عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه بعدله وجمال سيرته بل طلبوا منه أن تيبرأ مما تبرأوا منه وأن يلعن أسلافه من بنى أمية .

وقد كان لهم شجاعة نادرة فقد اشتركت نساء الخوارج فى القتال مع رجالهم ، وهناك حكايات كثيرة عن تمسكهم بعقيدتهم والموت فى سبيلها .

 

Thursday, May 6, 2021

دراسات تاريخية- مقتل عثمان رضى الله عنه والفتنة الكبرى ( 10 )

 ( 10 )الفتنة الكبرى ومقتل سيدنا عثمان رضى الله عنه

 شخصية سيدنا عثمان رضى الله عنه
 اذا تحثنا عن الفتنة الكبرى لابد أن نتحدث عن شخصية سيدنا عثمان رضى الله عنه وهو من الصحابة السابقين للا سلام ومن المبشرين بالجنة ، ولقب بذى النورين حيث تزوج ابنتى الرسول ﷺ رقية وأم كلثوم ، وقال له الرسول ﷺ " لو أن لى ثالثة لزوجناك اياها " وهو الخليفة الورع الذى كان يقف على الكبر فيبكى حتى تبتل لحيته ، وهو الذى جهز جيش العسرة واشترى بئر رومية للمسلمين وجعلها وقفا ، وأعتق الرقيق . هو الخليفة الزاهد الذى كان من الأثرياء قبل الاسلام وضحى بماله ، وولى الخلافة وهو أكثر العرب بعيرا ثم هو أثناء الخلافة ليس له شاة ولا بعير الا بعيرين يحتاجهما فى حجه . ولى سيدنا عثمان رضى الله عنه الخلافة وهو شيخ كبير فى السبعين من عمره ، كان يقضى وقته فى قراءة القرآن والاعتكاف . نبوءة الرسول ﷺ ووصيته الى سيدنا عثمان رضى الله عنه روى الترمذى وأبن ماجه وأحمد والحاكم فى الحديث الصحيح عن عائشة رضى الله عنها أن رسول الله ﷺ قال " يا عثمان ان ولاك الله هذا الأمر يوما فأرادك المنافقون أن تخلع قميصك الذى قمصك الله فلا تخلعه ،يا عثمان ان ولاك الله هذا الأمر يوما فأرادك المنافقون أن تخلع قميصك الذى قمصك الله فلا تخلعه ، يا عثمان ان ولاك الله هذا الأمر يوما وأرادك المنافقون أن تخلع قميصك الذى قمصك الله فلا تخلعه " كررها ثلاث مرات ، وفى هذا دلالة واضحة على أن على عثمان رضى الله عنه أن يتمسك بهذا الأمر ، وتركه لهؤلاء المنافقين حينئذ انما هو مخالفة واضحة لنص حديث الرسول ﷺ ، فعثمان رضى الله عنه على يقين أن ما قاله الرسول ﷺ هو الحق وهو ما ينبغى أن يتبع ، هو أمر صريح من رسول الله ﷺ واتباع عثمان رضى الله عنه لهذا الأمر انما هو دليل على صدق ايمانه . يعتبر ذلك من معجزات الرسول ﷺ الكثيرة فكيف عرف أن هذه الفتنة سوف تحدث فى عهد سيدنا عثمان رضى الله عنه الا أنيكون وحيا من الله تعالى أخبره به " ان هو الا وحى يوحى " النجم 4 . 
سيدنا عثمان رضى الله عنه والفتنة وكيفية حدوثها
بويع سيدنا عثمان رضى الله عنه بالخلافة من بين ستة من كبار الصحابة عينهم سيدنا عمر رضى الله عنه للخلافة ، واستمر فى خلافته ستة أعوام نعم فيها المسلمون بالأمن والاستقرار وتوالى الفتوح واتساع رقعة الدولة الاسلامية ، ففى عهده فتحت الخزر ( الترك ) وتوغل المسلمون فى خراسان وقهستان وطخارستان ، وافتتحوا تفليس وقبرص ، وفى عهده أنشىء أول أسطول بحرى للمسلمين ، وتوالت انتصارات المسلمين فى البحر حتى أصبحت الدولة الاسلامية دولة بحرية ، ثم ابتدأت الفتنة واضطرب أمر المسلمين ست سنوات أخرى من خلافته لم تنته الا بمصرعه شهيدا فى بيته على يد نفر من الأشقياء من زعماء الفتنة ، ابتدأت الفتنة بدسائس اليهودى عبد الله بن سبأ الذى تظاهر بالتشيع لسيدنا على بن أبى طالب والانتقاص من سيدنا عثمان رضى الله عنه وأخذ ينشر الأكاذيب عن سياسته وأعماله ، وقد وجد فى دهماء الأمصار الكبرى – الكوفة والبصرة ومصر مرتعا لترويج أكاذيبه ، وقد استجاب للفتنة رؤوس الشر من طالبى الزعامة وحديثى العهد بالاسلام ممن لم يعرفوا قدر عثمان رضى الله عنه ، وهكذا تعاون الدس اليهودى مع الطمع الدنيوى مع طيش الشباب ونسيان آداب الاسلام مع أولى الأمر وكبار الصحابة على ايجاد الفتنة الكبرى التى ابتدأت بقتل الصحابى الجليل وهو فوق الثمانين من عمره ، ثم انتهت الى تفريق كلمة المسلمين وتمزيق وحدتهم وتفريقهم الى شيع وأحزاب ، أثاروا أولا دهماء الناس فى الأمصار على ولاتهم ليضطرب الأمن وتنتشر الفوضى ، ثم أخذوا يكتبون الى أهل كل مصر من الأمصار من الأكاذيب عن سوء أوضاع الآخر ما يجعل الذين يسمعون هذه الأخبار يعتقدون أن الظلم والفوضى والاضطهاد ضارب أطنابه فى ذلك المصر ، ثم يحملون تيعة ذلك كله على أمير المؤمنين ، وبعد أن هيجوا الدهماء تواعدوا بأسم الحج على الحضور الى المدينة مقر الخليفة لمحاصرته ، جاءوا من مصر والكوفة والبصرة كل من طريق غير طريق الآخر حتى أحاظوا بالمدينة فخرج اليهم سيدنا على رضى الله عنه وناقشهم وأبطل حججهم وبين لهم ما يفترون على الخليفة فتظاهروا بالاقتناع ، عاد الى المدينة ، واطمأن أصحابه الى انتهاء الفتنة ولكن سرعان ما فاجأوا المدينة بالليل واحتلوها وانتشروا فى أرجائها يعلنون الثورة على خليفة المسلمين ، وناقشهم عثمان رضى الله عنه فيما يزعمون من أسباب ثورتهم التى لم يكن بينها سبب يدعو الى شق عصا الطاعة .
 مزاعم أهل الفتنة ورد سيدنا عثمان رضى الله عنه عليها
 1- ) أخذوا عليه أنه أتم الصلاة فى منى وقد كان رسول الله ﷺ وصاحباه يقصران فيها ، فأجابهم " أن فى الحج حديثوا العهد بالاسلام فخشيت أن يظنوا أن الصلاة فى منى تكون ركعتين دائما فأتممت لهذين الأمرين ثم سألهم " أليس كذلك ؟ " قالوا : بلى . 2- ) أخذوا عليه أنه استعمل الشباب الأحداث فى الوظائف والولايات ، فأجابهم بأنه لم يستعمل منهم الا مجتمعا محتملا مرضيا ، وهؤلاء هم أهل عملهم وبلادهم فسلوهم عنهم ، ولقد استعمل رسول الله ﷺ أسامة بن زيد وهو شاب على كبار المهاجرين والانصار . 3- ) أخذوا عليه استعماله لبعض أقاربه فأجابهم بأن رسول الله ﷺ قد استعمل بعض أقاربه فرد " وما يضر الحاكم أن يتولى أقرباؤه الحكم اذا كانوا على خير واستقامة وصلاح . 4- ) أخذوا عليه جمع القرآن فى مصحف وقد كان فى مصاحف متعددة فقال لهم " ان القرآن واحد جاء من عند واحد وانما أنا فى ذلك تابع لمن تقدمنى وهو أبو بكر وسألهم " أليس كذلك ؟ " . 5- ) أخذوا عليه أنه أخذ بعض المراعى المملوكة لأصحابها فحماها وأباحها لأبل بيت المال وغنم المسلمين ، فأجابهم بأنه فعل ذلك لمصلحة المسلمين لا لمصلحته هو فليس له ثاغية ولا راغية ولقد ولى الخلافة وهو أكثر العرب بعيرا ثم هو اليوم ليس له شاة ولا بعير الا بعيرين يحتاجهما فى حجه ، ثم سالهم أليس كذلك قالوا بلى . 
 صلى استشهاد عثمان رضي الله عنه وصلى عثمان رضي الله عنه 
 صلى صلاة نافلةٍ ختم فيها سورة طه، ثم جلس بعد ذلك يقرأ في المصحف، في هذا الوقت كان أهل الفتنة يفكرون بشكل حاسم، وسريع فى قتل عثمان رضي الله عنه، خاصة مع علمهم باقتراب الجيوش الإسلامية المناصرة للخليفة رضي الله عنه من المدينة المنورة فدخل رجل يُسمى كنانة بن بشر التجيبي، وكان من رءوس الفتنة بشعلة من نار، وحرق بابَ بيتِ عثمان رضي الله عنه، ودخل ومعه بعض رجال الفتنة، ثم دخل رجل آخر يسمونه الموت الأسود، قيل إنه عبد الله بن سبأ وقيل غيره، فخنق عثمان بن عفان رضي الله عنه خنقًا شديدًا حتى ظن أنه مات، فتركه، وانصرف، ودخل بعد ذلك محمد بن أبي بكر الصديق، وكما ذكرنا أنه كان الوحيد من الصحابة الذي شارك في هذه الفتنة في هذا الوقت، فدخل عليه، وكان يظنه قد مات، فوجده حيًّا فقال له: على أي دين أنت يا نعثل؟ ونعثل هذه سُبّة تُقال للشيخ الأحمق، وللظبي كثير الشعر، فقال عثمان رضي الله عنه وأرضاه: على دين الإسلام، ولست بنعثل، ولكني أمير المؤمنين فقال: غيّرت كتابَ الله فقال عثمان رضي الله عنه: كتاب الله بيني وبينكم فتقدم إليه وأخذ بلحيته وهزّه منها وقال: إنا لا نقبل أن نكون يوم القيامة مما يقول {رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ} [لأحزاب:67] فإلى هذه اللحظة، ومحمد بن أبي بكر الصديق، وبعض أفراد الفتنة يظنون أنهم يفعلون الخير بقتلهم، أو خلعهم لعثمان رضي الله عنه، فهو يحاول القتل أو الخلع للخليفة طاعة لله، ونجاة من النار، وهذا بلا شك من تلبيس إبليس عليهم فقال عثمان رضي الله عنه: يا ابن أخي إنك أمسكت لحية كان أبوك يكرمها فلما قال له عثمان رضي الله عنه ذلك وضحت الحقيقة فجأةً أمام محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وكأن عثمان رضي الله عنه أزال بهذه الكلمات غشاوة كانت تحجب الحق والصواب عن قلب محمد بن أبي بكر، وتذكر تاريخ عثمان رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع أبيه الصديق رضي الله عنه، ومع المسلمين، فاستحيا محمد بن أبي بكر رضي الله عنهما، وخارت يده من على لحية عثمان بن عفان رضي الله عنه، وبكى، ثم وقف، وتركه، وانصرف، فوجد القوم يدخلون على عثمان رضي الله عنه، فأمسك سيفه، وبدأ يدافع عن عثمان رضي الله عنه، ولكنهم غلبوه فلم يستطع أن يمنعهم، ويشهد بذلك السيدة نائلة بنت الفرافصة زوجة عثمان رضي الله عنه ثم دخل على عثمان رضي الله عنه كنانة بن بشر الملعون، وحمل السيف، وضربه به، فاتّقاه عثمان رضي الله عنه بيده فقطع يده، فقال عثمان رضي الله عنه عندما ضُرب هذه الضربه: بسم الله توكلت على الله. فتقطرت الدماء من يده، فقال: إنها أول يد كتبت المفصل ثم قال: سبحان الله العظيم وتقاطر الدم على المصحف، وتثبت جميع الروايات أن هذه الدماء سقطت على كلمة{فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ} [البقرة:137]. بعد ذلك حمل عليه كنانة بن بشر وضربه بعمود على رأسه، فخرّ رضي الله عنه على جنبه، وهمّ كنانة الملعون بالسيف ليضربه في صدره، فانطلقت السيدة نائلة بنت الفرافصة تدافع عن زوجها، ووضعت يدها لتحمى زوجها من السيف فقُطعت بعض أصابعها بجزء من كفها، ووقعت السيدة نائلة رضي الله عنها. وطعن كنانةُ عثمانَ رضي الله عنه في صدره، ثم قام سودان بن حمران بحمل السيف، وطعن عثمان رضي الله عنه في بطنه فمال رضي الله عنه إلى الأرض فقفز على بطنه، واتّكأ على السيف بجسده ليتأكد من اختراق السيف لجسد عثمان رضي الله عنه، ومات رضي الله عنه وأرضاه بعد هذه الضربة ثم قفز عليه عمرو بن الحمق، وطعنه في صدره تسع طعنات، وقال: هذه الثلاثة الأولى لله، وهذه الست لشيء في نفسي استشهد ذو النورين عثمان رضي الله عنه وأرضاه زوج ابنتي الرسول صلى الله عليه وسلم، والمبشَّر بالجنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم في أكثر من موضع، وثالث الخلفاء الراشدين، وقد لَقِيَ بعد استشهاده رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وعده بذلك بعد أن قتل هؤلاء الخوارج المجرمون عثمان رضي الله عنه أخذوا ينهبون ما في بيته ويقولون: إذا كان قد أُحلّ لنا دمه أفلا يحل لنا ماله؟ وأخذوا كل شيء حتى الأكواب، ولم يتركوا شيئًا، ثم همّوا بعد ذلك أن يقطعوا رأس عثمان رضي الله عنه، فصرخت السيدة نائلة، والسيدة أم البنين زوجتاه، وصرخت بناتُه، فقال عبد الرحمن بن عديس، وهو أحد رءوس الفتنة: اتركوه، فتركوه، وبينما هم خارجون، قفز غلامٌ لعثمان رضي الله عنه على سودان بن حمران أحد قتلة عثمان رضي الله عنه، فقتله، فقام رجل من أهل الفتنة يُسمّى قترة، فقتل الغلام، فقام غلامٌ آخر، وقتل قترة، فقام القوم، وقتلوا الغلام الثاني ففي هذا الحدث قُتل عثمان رضي الله عنه، واثنين من غلمانه، وقُتل أيضًا بعض الصحابة، وبعض أبنائهم، وجُرح عبد الله بن الزبير، كما جُرح الحسن والحسين رضي الله عنهم جميعًا ثم توجه هؤلاء الفجرة الخوارج إلى بيت مال المسلمين، وحاولوا أن يأخذوا المال، وهذا يؤكد لنا أنه ما أخرجهم إلا حب الدنيا، فصرخ حراس بيت المال: النجا النجا ولكن غلبهم أهل الفتنة، واستطاعوا الاستيلاء على أموال كثيرة من بيت المال، وصاح حفظة بيت المال: والله إنهم قوم يريدون الدنيا، وما أرادوا الإصلاح كما قالوا أما الجيوش التي كانت على مشارف المدينة مرسلة من ولاة عثمان، فقد رجعت إلى أمرائها بعد معرفتها بمقتل عثمان وتولية عليّ رضي الله عنه . الصحابة بعد مقتل سيدنا عثمان ما هو ردّ فعل الصحابة رضوان الله عليهم تجاه مقتل عثمان رضي الله عنه؟ هذا الأمر من الأهمية بمكان حيث إنه يُذكر بصورة مشوهة في كتب الشيعة، ويشيرون إلى أن الصحابة رضي الله عنهم قد سعدوا بمقتل عثمان رضي الله عنه؛ لأنه كان مخالفًا لما هم عليه، وكانوا يعارضون استمراره في الحكم، ومثل هذه الأكاذيب والأغاليط علم الصحابة رضي الله عنهم بهذا الأمر، وعلموا أمرًا آخر عجيبًا، فالقتلة بعدما فعلوا هذه الجريمة النكراء، فعلوا كما فعل أصحاب موسى عليه السلام لما عبدوا العجل، فقد ندموا على هذا أشد الندم، ويخبر الله عز وجل عن أصحاب موسى في كتابه الكريم قال تعالى: {وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ} [الأعراف:149] فهؤلاء القتلة بعد أن شاهد كثيرٌ منهم الدماء، وشاهدوا عثمان بن عفان رضي الله عنه طريحًا على الأرض شعروا بجرمهم وبسوء ما فعلوا، فندموا على ذلك، ونُقل إلى الصحابة رضي الله عنهم هذا الأمر، فقال الزبير بن العوام رضي الله عنه: إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم ترحّم على عثمان، وبلغه أن الذين قتلوه ندموا فقال: تبًّا لهم ثم تلا قوله تعالى {مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ * فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُون} [يس: 49، 50] ولما بلغ عليًا رضي الله عنه هذا الخبر، وقيل: كان بحضرة علي بن أبي طالب رضي الله عنه حينما بلغه هذا الخبر، الحسن، والحسين، وعبد الله بن الزبير، ومحمد بن طلحة بن عبيد الله، فلطمَ الحسينَ، وضرب الحسنَ، في صدره، وسبَّ عبد الله بن الزبير، ومحمد بن طلحة، وقال لهم: كيف يُقتل، وهو بين أيديكم؟ ثم قال: اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان ثم قالوا له: إنهم قد ندموا على ما فعلوا فقال لهم: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ العَالَمِينَ} [الحشر:16] ولما بلغ سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أمْر قتل عثمان رضي الله عنه استغفر له وترحم عليه، وتلا في حق الذين قتلوه: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ ِالأَخْسَرِينَ ْمَالًا(103)الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعً} [الكهف:103، 104] ثم قال سعد: اللهم اندمهم ثم خذهم، ودعوته رضي الله عنه مستجابه لدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم له أن يكون مستجاب الدعوة، واستجاب الله عز وجل لدعوته، فقد أقسم بعض السلف بالله: إنه ما مات أحد من قتلةِ عثمان إلا مقتولا، وتأخر بعض هؤلاء القتلة إلى زمن الحجاج، وقُتل على يده، ولم يفلت أحد منهم من القتل، وباءوا بشَرَّيْ الدنيا والآخرة .
. خبر مقتل عثمان يصل إلى الشام 
بعد هذه الأحداث أخذت السيدة نائلة بنت الفرافصة رضي الله عنها زوجة عثمان رضي الله عنه، أخذت القميص الذي قُتل فيه عثمان رضي الله عنه وعليه دماؤه، وأصابعها، وكفها التي قُطعت، وهي تدافع عن زوجها؛ وأعطت كل ذلك للنعمان بن بشير رضي الله عنه، وقالت له: خذهم إلى معاوية بن أبي سفيان فهو وليه وحمل النعمان بن بشير رضي الله عنه هذه الأمانات إلى معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه بالشام، فلما وصلت هذه الأشياء إلى معاوية رضي الله عنه علّقها على المنبر في المسجد، وبكى وأقسم أن ينتقم، وأن يثأر له، ووافقه أهل الشام جميعًا على ذلك، وكان فيهم الكثير من الصحابة، كأبي الدرداء، وعبادة بن الصامت، وغيرهم رضي الله عنهم جميعًا، وكان أبو الدرداء قاضي الشام، ومن أعلم أهلها، وأفتى رضي الله عنه بوجوب أخذ الثأر من قتلة عثمان رضي الله عنه، فجلس سبعون ألف رجل يبكون تحت قميص عثمان بن عفان ويقسمون على الأخذ بثأره وكان من بين من وافق على هذا الأمر وأفتى به- بوجوب أخذ الثأر- أبو مسلم الخولاني وهو من كبار التابعين، ويُقال أنه أعلم أهل الشام بعد أبي الدرداء رضي الله عنه. ووصل هذا الخبر إلى السيدة عائشة رضي الله عنها، وأرضاها، وكانت في مكة هي وجميع زوجات النبي صلى الله عليه وسلم للحج، وكُنّ في طريقهن إلى المدينة عائدات من الحج حين بلغهم مقتل عثمان رضي الله عنه، فرجعن إلى مكة مرة أخرى، ولما علمت السيدة عائشة رضي الله عنها بمقتل عثمان رضي الله عنه قالت: تركتموه كالثوب النقي من الدنس، ثم قربتموه، ثم ذبحتموه كما يذبح الكبش؟ فقال لها مسروق وهو من كبار التابعين: هذا عملكِ، أنت كتبت إلى الناس تأمريهم أن يخرجوا إليه فقالت: لا والذي آمن به المؤمنون، وكفر به الكافرون، ما كتبت لهم سوداء في بيضاء حتى جلست مجلسي هذا وصدقت رضي الله عنها وأرضاها فيما قالت قال الأعمش: فكانوا يرون أنه كُتب على لسانها وكما ذكرنا أن رءوس الفتنة كانوا يُزَوّرون الخطابات التي تسيء إلى عثمان رضي الله عنه، وينسبونها إلى الصحابة كذبًا، وافتراءً، حتى يؤججوا نار الفتنة، ويصلوا إلى ما يريدون وبعد أن رجع أمهات المؤمنين إلى مكة انتظرن إلى أن يرين ما تصير إليه الأمور . 
. الصحابة يدفنون عثمان رضي الله عنه
 لما قتل عثمان رضي الله عنه في هذا اليوم (الجمعة 18 من ذي الحجة 35 هـ) قبل صلاة المغرب؛ تقدم مجموعة من الصحابة إلى بيته وصلوا عليه في بيته بين المغرب والعشاء، وهذا على أصح الأقوال، وبعض الروايات تقول أنهم صلوا عليه في اليوم الثاني، وتقول روايات أخرى أنهم صلّوا عليه في اليوم الثالث، وأصحها القول الأول وحمله الصحابة رضوان الله عليهم جميعًا إلى مكان خارج المدينة يُسمى (حش كوكب) وهو غير المكان الذي يَدفن فيه أهل المدينة موتاهم، وقد ذهب به الصحابة رضوان الله عليهم إلى هذا المكان؛ لأنهم كانوا يخشون عليه من أهل الفتنة أن يخرجوه جسده، ويمثّلوا به، أو أن يقطعوا رأسه رضي الله عنه كما حاولوا ذلك بعد قتله ويروى الإمام مالك رضي الله عنه أن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه عندما كان يمرّ على هذا المكان وهو حي ( حش كوكب ) كان يقول: يُدفن هاهنا رجل صالح فغسلوه رضي الله عنه، وكفنوه، وصلوا عليه، وفي بعض الروايات أنهم لم يغسلوه، وصلى عليه أحد الصحابة، إما أبو هريرة، وإما المسوّر بن مخرمة وقيل غيرهما وبعد أن دُفن رضي الله عنه، حمل الصحابةُ رضي الله عنهم الرقيقين اللذين قُتلا في بيته رضي الله عنه، ودفنوهما بجواره رضي الله عنهم جميعًا وحتى نعلم ما كان في قلوب هؤلاء الفجرة من حقد دفين على الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه يروى عن محمد بن سيرين قال: كنت أطوف بالكعبة، وإذا رجل يقول: اللهم اغفر لي، وما أظن أن تغفر لي فقلت: يا عبد الله، ما سمعت أحدا يقول ما تقول قال: كنت أعطيت لله عهدا إن قدرت أن ألطم وجه عثمان إلا لطمته، فلما قتل وضع على سريره في البيت والناس يجيئون يصلون عليه، فدخلت كأني أصلي عليه، فوجدت خلوة، فرفعت الثوب عن وجهه، ولحيته، ولطمته، وقد يبست يميني قال ابن سيرين: فرأيتها يابسة كأنها عود . . وصية سيدنا عثمان رضى الله عنه وقد ترك عثمان رضي الله عنه في بيته وصية كان فيها: هذه وصية عثمان: بسم الله الرحمن الرحيم، عثمان بن عفان يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن الجنة حق، وأن النار حق، وأن الله يبعث من في القبور، ليوم لا ريب فيه، إن الله لا يخلف الميعاد، عليها يحيى وعليها يموت، وعليها يبعث إن شاء الله تعالى ..
 مبايعة علي بن أبي طالب في تلك الفترة 
كان على المدينة أميرُ أهل الفتنة الغافقي بن حرب، وقد سارع المتمردون من أهل مصر إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقولون له: نبايعك على الإمارة فسبّهم، ولعنهم، ورفض ذلك، وطردهم، وذهب إلى حائط- بستان- من حيطان المدينة، وذهب المتمردون من أهل الكوفة إلى الزبير بن العوام رضي الله عنه وأرضاه، وطلبوا منه أن يكون أميرًا، ففعل معهم مثل ما فعل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وذهب كذلك أهل البصرة إلى طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه وأرضاه وطلبوا أن يكون أميرًا، فرفض ذلك وردهم، وتحيّـر أهل الفتنة فيمن يتولّى خلافة المسلمين، وحتى هذه اللحظة لم يفكّر المتمردون في تولية أحدهم أميرًا على المسلمين، وإنما جعلوا الغافقي أميرهم أميرًا على المدينة إلى أن يتم اختيار الأمير، وكان يصلّى خلفه المتمردون، وأهل المدينة، واستمر الحال على هذا الأمر خمسة أيام وسارع الصحابةُ رضوان الله عليهم إلى علي بن أبي طالبٍ رضي الله عنه وقالوا له: أنت أحق الناس بهذا الأمر فامدد يدك نبايعك. ورفض علي رضي الله عنه هذا الأمر، وازدادت حيرة أهل الفتنة، فذهبوا إلى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، فرفض هذا الأمر تمامًا، فقالوا له: أنت ممن رضي عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضي عنهم عمر، ولكنه رضي الله عنه رفض فذهبوا إلى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، فرفض أيضًا، فرجعوا مرة أخرى إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقال الصحابة رضوان الله عليهم لعلي رضي الله عنه: إن لم تكن أميرًا، فسوف يجعلون الأمير منهم، يعني أهل الفتنة، فاجتمع على علي رضي الله عنه بعض الصحابة رضوان الله عليهم جميعًا، وبعض أهل الفتنة، وطلبوا منه أن يكون الأمير، وكان أول من بايعه الأشتر النخعي، وكان ممن خرج مع أهل الفتنة من الكوفة، وسبب خروجه مع أهل الفتنة شيئان متعارضان الأول: غلّوه في الدين، وظنه أن ما كان يُدّعى على عثمان رضي الله عنه يستوجب خلعه من الخلافة، وإلا قتله والشيء الثاني: أنه كان يحب الرئاسة والزعامة، وكان له كلمة على أهل الفتنة، وعلى أهل الكوفة، وله قوم، وعشيرة ومع هذا الضغط المتزايد على عليٍّ بن أبي طالب رضي الله عنه قَبِل بالأمر، لكنه اشترط أولًا أن يبايعه بدايةً طلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام رضي الله عنهما؛ لأنه خشِي إن وُلّي الأمر أن ينقلب أهل الكوفة، أو البصرة، ويطلبون طلحة، أو الزبير رضي الله عنهما ليكون أميرًا، ويحدثون فتنة أخرى، فذهبوا إلى طلحة، والزبير رضي الله عنهما فقالا: دمُ عثمان أولًا وبعد جدال ونقاش وأنه لا بدّ من تولية أحد حتى لا تتسع الفتنة أكثر من ذلك فوافقا على البيعة، فذهب طلحة بن عبيد الله، وبايع عليًا رضي الله عنه، وهو ما زال على المنبر وكان في انتظار مبايعتهما، فبايع طلحة رضي الله عنه بيده اليمنى، وكانت شلّاء ويوجد رواية ضعيفة تشير إلى أن رجلًا ممن بالمسجد قام، فقال: والله إن هذا الأمر لا يتم أول يد تبايع يد شلّاء وإن صح هذا القول، فالمعنى فاسد؛ لأن هذه اليد هي من خير الأيدي الموجودة في المدينة المنورة، وقد شُلّت عندما كان يدافع صاحبها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، عندما أطلق مالك بن الربيع سهمًا على الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان لا يطلق سهمًا إلا أصابه، فأسرع طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه ووضع يد ليردّ بها السهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم فشُلّت يده، ودافع رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم دفاعًا شديدًا في هذه الغزوة حتى طُعن أكثر من أربع وعشرين طعنة، وكان الصديق أبو بكر رضي الله عنه كلما تذكر غزوة أحد يقول: والله هذا يوم طلحة هذه اليد التي بايعت عليًا رضي الله عنه وأرضاه، إنما هي يدٌ مباركة ثم جاء الزبير بن العوّام رضي الله عنه وأرضاه، وبايع عليًا رضي الله عنه، وما قيل أن الزبير رضي الله عنه قال: بايعت والسيف على رقبتي كلام باطل وهي رواية موضوعة، وليس لها أساس من الصحة ثم قام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ووقف على المنبر وأعلن قبوله لأن يكون أميرًا للمؤمنين، وذلك في اليوم الخامس لاستشهاد عثمان رضي الله عنه، وخطب رضي الله عنه خطبة عصماء، ذكّر الناس فيها بالآخرة، وبغّضهم في الدنيا، ولعن من سعى في الأرض فسادًا إلى هذا الوقت، وإن كان عليًا رضي الله عنه قد أصبح خليفة للمسلمين، إلا أن الأمر لا زال بيد المتمردين الذين يحملون السلاح، وهم أكثر عددًا، وعدّة من أهل المدينة في هذا الوقت يذهب طلحة والزبير رضي الله عنهما إلى علي رضي الله عنه بوصفه خليفة المسلمين ويقولان له: دم عثمان، فهما رضي الله عنهما يريدان منه رضي الله عنه أن يقتل من قتل عثمان رضي الله عنه فقال لهما: إن هؤلاء لهم مددٌ وعونٌ وأخشى إن فعلنا ذلك بهم الآن أن تنقلب علينا الدنيا كان تفكير علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن ينتظر حتى تهدأ الأمور ويتملك زمامها جيدًا، وبعدها يقتل قتلة عثمان بعد محاكمتهم بشكل عادل ويعزّر من يرى تعزيره، أما الآن، فهؤلاء القتلة لهم من القوة، والمنعة في المدينة، وفي أقوامهم في الكوفة، والبصرة، ومصر ما لو قتلهم لأحدث ذلك فتنة عظيمة، وانقلب كثير من الناس بقبَلِيَّتهم، وعصبيتهم على الدولة الإسلامية فلما سمع طلحة والزبير رضي الله عنهما ذلك من علي رضي الله عنه، قالا له: ائذن لنا بالعمرة، فأذن لهما، فتركا المدينة، وتوجها إلى مكة ومكثا فيها وقتًا بدأ الإمام علي رضي الله عنه في دراسة أحوال الدولة الإسلامية وكيفية درأ آثار الفتنة التي حدثت، وكان الأمر بيد المتمردين بشكل واضح، وكان لهم كلمة مسموعة حتى أن عليًا رضي الله عنه اضطُر- مع كراهته لهم جميعًا- أن يولّى بعضهم على بعض المهام في الدولة، كالأشتر النخعي، وذلك نظرًا لكلمتهم المسموعة، وسيطرتهم على الأمور كان على الكوفة وقت تولّي علي بن أبي طالب رضي الله عنه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه، وعلى البصرة عبد الله بن عامر رضي الله عنه، وكان على مصر عبد الله بن سعد بن أبي سرح رضي الله عنه، ولكن في هذا الوقت كان قد تغلب عليها محمد بن أبي حذيفة، وكان أحد معاوني عبد الله بن سبأ، وكان يعمل من الباطن دون أن يظهر، وكان على الشام معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، وعلى اليمن يعلى بن أمية التميمي. رأى علي بن أبي طالب رضي الله عنه بدايةً تغيير هؤلاء الأمراء درءًا للفتنة التى زعم أهلها المطاعن على هؤلاء الأمراء، ورأى رضي الله عنه أن يولّى من يصلح للسيطرة على الأمور في هذا التوقيت .. موقف معاوية من مقتل عثمان بن عفان معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه -كما ذكرنا- وصله خبر قتل عثمان رضي الله عنه، ووصله القميص، وأصابع وكف السيدة نائلة، وقالت له السيدة نائلة رضي الله عنها في الرسالة التي بعثت بها إليه: إنك ولي عثمان وهو بالفعل وليه؛ لأنه من بني أمية، فلم يبايع معاوية رضي الله عنه عليًا رضي الله عنه، واشترط أن يأخذ بثأر عثمان رضي الله عنه، وأن يقتص من قاتليه، وأن من لم يفعل ذلك، فقد عطّل كتاب الله، ولا تجوز ولايته، فكان هذا اجتهاده رضي الله عنه، ووافقه على هذا الاجتهاد مجموعة من كبار الصحابة، منهم قاضي قضاة الشام أبو الدرداء رضي الله عنه، وعبادة بن الصامت وغيرهما وهذا الأمر، وإن كانوا اجتهادًا، إلا أنهم قد أخطأوا في هذا الاجتهاد، وكان الحق مع علي رضي الله عنه، وكان الصواب أن يبايعوه رضي الله عنه، ثم بعد ذلك يطالبوا بالثأر لعثمان رضي الله عنه بعد أن تهدأ الأمور، ويستطيع المسلمون السيطرة على الموقف، لكن معاوية رضي الله عنه كان على إصرار شديد على أن يأخذ الثأر أولًا قبل البيعة، وإن أخذ علي رضي الله عنه الثأر فلا بأس المهم أن يُقتلوا، وقال رضي الله عنه: إن قتلهم علي بايعناه .. وجاء عبد الله بن عباس رضي الله عنه ناصحًا لعلي رضي الله عنه ألا يغيّر أمراء الأمصار، حتى تهدأ الأمور نظرًا للفتنة القائمة، لكن عليًا رضي الله عنه أصرّ على رأيه بتغيير الولاة، فولّى عليٌّ عبد الله بن عباس على اليمن، وعثمان بن حنيف رضي الله عنه على البصرة، وعمارة بن شهاب رضي الله عنه على الكوفة، وسهل بن حنيف رضي الله عنه على الشام، وقيس بن سعد رضي الله عنه على مصرأما عبد الله بن عباس رضي الله عنه فقد ذهب إلى اليمن، وتولّى الإمارة بها، وذهب عثمان بن حنيف إلى البصرة، وفاجأ أهلها بصعود المنبر وأعلن رضي الله عنه أنه الأمير، فانقسم الناس منهم من وافقه، ومنهم من قال: لا نقبل إمارتك إلا بعد أخذ الثأر لعثمان رضي الله عنه لكن الأغلب كان معه وتمكنت له الأمور، واستطاع السيطرة على البصرة، أما عمارة بن شهاب فقد قابله طلحة بن خويلد على باب الكوفة، ومنعه من دخولها بالقوة، وردّه إلى علي رضي الله عنه، وتفاقم الأمر بالكوفة، ولما أرسل عليٌ رضي الله عنه يستوثق من الأمر جاءته رسالة من أبي موسى الشعري أن جل أهل الكوفة على الطاعة له، أي لعلي رضي الله عنه. أما سهل بن حنيف رضي الله عنه المتوجه إلى الشام، فقد قابلته خيل معاوية رضي الله عنه على أطراف الشام، فقالوا له: من أنت؟فقال: سهل بن حنيف فقالوا له: ولِمَ جئت؟ قال: جئت أميرًا قالوا له: إن كنت قد جئت من طرف عثمان فأهلًا، وإن كنت قد جئت من طرف علي فارجع، وإلا دخلت الشام على دمائنا . . ورجع رضي الله عنه إلى المدينة أما قيس بن سعد المتوجه إلى مصر فقد وصل إليها، وتمكن من الأمور، وقد انقسم أهل مصر إلى ثلاث طوائف، كان الأغلب منهم مبايعًا لقيس بن سعد، والبعض امتنع عن إبداء الرأي، والبعض قالوا: إنهم مع من يطالب بدم عثمان بن عفان رضي الله عنه .. أرسل علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه يحثّه على مبايعته لئلا يكون خارجًا عليه، لكن معاوية رضي الله عنه يرى باجتهاده أن عدم الأخذ بثأر عثمان رضي الله عنه مخالفة لكتاب الله، وأن من خالف كتاب الله لا تجوز مبايعته، ولم يكن في تفكير معاوية رضي الله عنه خلافة، ولا إمارة كما يُشاع في كتب الشيعة، بل وفي كتب بعض أهل السنة الذين ينقلون دون تمحيص أو توثيق ، أرسل علي رضي الله عنه ثلاث رسائل إلى معاوية رضي الله عنه دون أن يرد معاوية، إلا أنه أرسل لعلي رضي الله عنه رسالة فارغة، حتى إذا فتحها أهل الفتنة في الطريق لا يقتلون حاملها، ودخل حامل الرسالة على علي رضي الله عنه مشيرًا بيده أنه رافض للبيعة، فقال لعلي رضي الله عنه: أعندك أمان؟ ، فأمّنه عليّ رضي الله عنه فقال له: إن معاوية يقول لك: إنه لن يبايع إلا بعد أخذ الثأر من قتلة عثمان، تأخذه أنت، وإن لم تستطع أخذناه نحن فرفض ذلك علي رضي الله عنه، وقال: إن معاوية خارجٌ عن الولاية، ومن خرج يُقاتَل بمن أطاع. أي أنه رضي الله عنه رأى أن يستعين بمن أطاعه على من عصاه. فقرر رضي الله عنه أن يجمع الجيوش، ويتوجه بها إلى الشام، وإن لم يبايع معاوية رضي الله عنه يُقاتَل، هذا الاجتهاد هو الصحيح في مثل هذه الموقف بدأ علي رضي الله عنه يستنصر بالمسلمين، فأرسل رسالة إلى أبي موسى الأشعري في الكوفة، وإلى عثمان بن حنيف في البصرة، وإلى قيس بن سعد في مصر، وإلى عبد الله بن عباس في اليمن يستمد منهم المدد لهذا الأمر، وخالفه في ذلك عبد الله بن عباس رضي الله عنه، لكن عليًا رضي الله عنه أصرّ وجاء إليه ابنه الحسن وقال له: يا أبتِ، دع هذا فإن فيه سفك دماء المسلمين، ووقوع الاختلاف بينهم فلم يقبل منه علي رضي الله عنه هذا الأمر، وأصرّ على القتال واستعد رضي الله عنه للخروج إلى الشام استخلف علي رضي الله عنه على المدينة ابن أخيه قثم بن عباس رضي الله عنه، وجهز الجيش للخروج، فكان على الميمنة عبد الله بن عباس رضي الله عنه، ولم يمنعه الخلاف معه في الرأي أن يخرج معه، وعلى الميسرة عمرو بن أبي سلمة، وعلى المقدمة أبو ليلى بن عمرو الجرّاح، وهو ابن أخي أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنهم وأرضاهم جميعًا وبينما علي رضي الله عنه خارج بجيشه من المدينة متوجهًا إلى الشام حدث في مكة أمر لم يكن متوقعًا فغيّر علي رضي الله عنه من خطته بالكلية كان بمكة السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، وزوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين عدا السيدة أم حبيبة، فقد كانت بالمدينة، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، والمغيرة بن شعبة رضي الله عنهم جميعًا، وأيضًا يعلى بن أمية التميمي الذي كان واليًا لعثمان رضي الله عنه على اليمن، ولما حدثت الفتنة جاء إلى مكة، ومعه ستمائة من الإبل، وستمائة ألف درهم من بيت مال اليمن، واجتمع كل هؤلاء الصحابة، وبدءوا في مدارسة الأمر وكان رأيهم جميعًا- وكانوا قد بايعوا عليًا رضي الله عنه- أن هناك أولوية لأخذ الثأر لعثمان رضي الله عنه، وأنه لا يصح أن يؤجل هذا الأمر بأي حال من الأحوال، وقد تزعّم هذا الأمر الصحابيان طلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوّام رضي الله عنهما .. وكان هذا الأمر مقدمةً لموقعة الجمل .

Monday, May 3, 2021

دراسات تاريخية دراسة التاريخ الاسلامى والعربى ( 1 )

 دراسات اسلامية - دراسة التاريخ الاسلامى والعربى ( 1 )

دراسة التاريخ الاسلامى

محاذير عند دراسة التاريخ وبخاصة العربى والاسلامى :

ان الدراسات التاريخية الحديثة عن العالم العربى والاسلامى ظلت حكرا على مجموعة من الكتاب الذين يعادون الأديان بصفة عامة والاسلام بصفة خاصة ، فالدين فى زعمهم اختراع بشرى لا يصلح لكل مكان وزمان وهو كتاب (.ﻫ . ج   ويلز H . G . Wells " ومجموعة من أساتذة الجامعات   " معالم تاريخ الانسانية  و" موجز تاريخ العالم " للمؤلف نفسه و" موسوعة تاريخ العالم " للانجر Langerو" قصة الحضارة" لديورانت  ," Durante" .

أما الكتب التى تعرضت لتاريخ الاسلام وحضارته فانها سارت على المنوال نفسه مثل كتاب " حضارة العرب " للمستشرق جوستاف لوبون وفيه يقول ان الاسلام من اختراع النبى محمد ﷺ وبنفس القول جاء كتاب " الدعوة الى الاسلام " لتوماس أرنولد ، وعلى منوال المستشرقين سار بعض من انتسبوا للاسلام فى كتاباتهم عن التاريخ الاسلامى ومن أبرز هؤلاء :

1- ) طه حسين فى كتبه " الشيخان " و " الفتنة الكبرى " و " مرآة الاسلام " وفيها يكذب أقوال الصحابة ، ويلجأ الى أقوال المنافقين والمرجفين ، والأدهى من ذلك أن طه حسين استغل منصبه كرئيس اللجنة الثقافية بجامعة الدول العربية ونشر كتاب " قصة الحضارة " لديورانت الذى يقول البهنساوى عنه أنه يهدم الدين والتدين 

2- ) أيضا بعض الباحثين الذين تنقصهم أدوات البحث العلمى أو التصور الصحيح للتاريخ الاسلامى مثل " على حسن الخربطلى " الذين يلجأون للروايات المكذوبة ، كما أنهم يفسرون الروايات الصحيحة على هواهم من قبيل زعم الخربطلى أن الجهاد لم يكن لنشر الاسلام بل لابعاد المسلمين عن الدعة والترف .

الدراسة الصحيحة للتاريخ الاسلامى

ان دراسة التاريخ الاسلامى تحتاج الى وجود باحثين عظام يتسمون بالامانة والمقدرة العلمية وبخاصة من جانب المسلمين أنفسهم ، ويعتمدون على مصادرهم الموثوقة فلا يعقل أن نبحث فى تاريخ ألمانيا مثلا ونستقيه من شخص لا يعرف شيئا عنها وحتى لم يقم بزيارتها وثقافته عربية أو بريطانى فسر ما قرأه بهواه واستند اليه ، أما اذا أستند الى دليل تاريخى من مخطوطات ترجع الى العصر أو حفريات تاريخية وخلافه من أدلة تاريخية وبنى عليها تدوينه للتاريخ كما يحدث فى الحفريات الخاصة بالحضارة المصرية القديمة .

لابد أن نعتمد على ما لدينا من كتب صحيحة من مؤرخى الاسلام الذين يعلمون أن الكذب على رسول الله ﷺ والصحابة وعلى الدين من الكبائر التى تدخل النار وليس من مستشرقين أو مشككين فى الدين أو مغرضين ولابد للباحثين المسلمين أن يكشفوا للمسلمين الافتراءات على الاسلام والمفترين عليه بالحجة والبرهان والدليل ولا ننتظر أن نأخذ تاريخنا من غيرنا وليس من مستشرقين منهم من هو منصف ومن هو عدو للأديان ومن هو عدو للاسلام مشكك فيه .

ان واجبنا أن نبحث عن المصادر الاسلامية الصحيحة والحفريات والدلائل على التاريخ الاسلامى ونكف على دراستها ونستخلص منها التاريخ ونبصر المسلمين بدينهم وتاريخهم .

يقول أحد المفكرين وهو بى باى B . Buy  وهو مؤرخ انجليزى " أقرب العلوم الطبيعية الى علم التاريخ هو الجيولوجيا ، فكما أن الجيولوجى يدرس الأرض كما هى ليعرف كيف صارت الى حالتها الحاضرة ، فكذلك المؤرخ عليه دراسة الأحداث الماضية ليفسر بواسطتها ظاهرة الحاضر " .

دراسة التاريخ عند العرب

العرب أمة أمية لا تعرف القراءة والكتابة على خلاف الفراعنة فلم يهتموا بالتدوين ، وكانوا فى الغالب بدو رحل عكس الحضارة الفرعونية التى استقرت على ضفاف النيل وعرفت الكتابة ودونت الكثير على جدران المعابد وترك الفراعنة الكثير من الآثار فى المقابر ورغم ذلك هناك الكثير المفتقد عن الحضارة الفرعونية.

ولكن التاريخ الاسلامى كان له اتجاه آخر فقد بدأ اشتغال العرب بالتاريخ حينما بدأوا فى جمع أخبار سيرة الرسول ﷺ وتدوينها غير أن الملاحظ أن السلطة الدينية المتمثلة فى الفقراء فى بداية الأمر تفرق بين المؤرخ الذى يروى الأحاديث النبوية والمؤرخ الذى يشتغل على الحوادث عموما حيث ترى أن الأول أسمى منزلة من الثانى الذى يقتصر على حوادث العوام .

فى أواخر القرن الثانى الهجرى رسم أهل السيرة والأخبار الأبواب الأساسية للتاريخ عند العرب وهى لا تعدو أمورا أربعة :

1- ) أخبار الماضين 2- ) أحوال العرب قبل الاسلام 3- ) السيرة النبوية 4- ) أخبار الدولة الاسلامية .

ومن أوائل القرن الثالث الهجرى الى أوائل القرن الرابع تغيرت الأحوال ففرض المشتغلون بالتاريخ مكانتهم نظرا لتقوية حركة الترجمة وسهولة التنقل بين أنحاء العالم الاسلامى التى حملت كثيرا من المؤرخين على الرحلة فى طلب الرواية وأخذها عن الشيوخ .

الملاحظ أن المؤرخين قبل القرن الخامس الهجرى وما بعده بقليل لا يرون فى الأحداث سوى أنها مجموعة من الأخبار وظيفة المؤرخ استيعابها ثم كتابتها فى سياقها التاريخى ، ثم أخذت الكتابات تنحو منحا عميقا الى حد ما كما فعل مؤرخ العرب عبد الرحمن بن خلدون المتوفى سنة 808 هجرية الا أن السمة الغالبة فى الكتابات التاريخية هى السرد .

 ومعظم مؤرخى الاسلام هم أئمة ومحدثين وعلى رأسهم أبن كثير والطبرى وأبن الأثير والذهبى ، ومن قرأ التاريخ لاحظ أنهم يذكرون عدة روايات ثم بعد ذلك يعلقون بتضعيف رواية وتقوية أخرى .   

Friday, December 11, 2020

دراسات تاريخية - نشوء واختفاء حضارات - الدولة العثمانية( 6 )

6- ) دراسات تاريخية 

لماذا تنهض شعوب وتتخلف أخرى ؟

نشوء واختفاء الحضارات . 

الدولة العثمانية 

العثمانيون

كانت دولة خوارزم فى بلاد ماوراء النهر أول دولة سقكت فى أيدى المغول سنة 617 هجرية / 1220 ميلادية ) واندفع المغول الى غربى آسيا وكانت هناك ممالك ضعيفة جرفها السيل المغولى وكان فيمن فر " سلمان " جد عثمان مؤسس الدولة العثمانية فنزح بعشيرته من خراسان التى كانوا قد هاجروا اليها منذ أمد بعيد من اواسط آسيا واتجه الى الغرب وانتهى به المطاف فى أرمينية على ضفاف الفرات سنة 621 هجرية / 1224 ميلادية  ، بعد سنوات قليلة بلغه خبر موت جنكيز خان فرغب فى العودة بقومه الى خراسان وسار بحذاء الفرات متجها الى بلاد الشام لكنه لقى حتفه أثناء عبور النهر سنة 628 هجرية / 1231 ميلادية ) فانقسم أتباع سليمان الى جماعتين الأولى الأكثر عددا اتجهت الى خراسان أم الأخرى بقيادة أرطغرل بن سليمات فقد عزمت على أن تستوطن آسيا الصغرى ( تركيا ) ، وعندما وصل أرطغرل الى حدود سلطنة سلاجقة الروم وقع بصره على جيشين يتحاربان دون أن يكون له سابقة بمعرفتهما فدفعته الشهامة الى الوقوف مع أضعفهما حتى تم له النصر ،وتبين لأرطغرل بعد ذلك أنه ساند جيش علاء الدين سلطان سلاجقة الروم ضد المغول فابتهج لأنه انتصر لقوم تربطه بهم روابط الدم ن واعترافا من علاء الدين بالخدمة التى أداها له أرطغرل  منحه اقليم فى غرب آسيا الصغرى على مقربة من حدود الدولة البيزنطية .

قيام الدولة العثمانية

 بعدوفاة أرطغرل سنة 680 هجرية / 1281 ميلادية ) خلفه ابنه عثمان الذى يعتبر المؤسس الحقيقى للدولة العثمانية ، اذ استغل فرصة ضعف دولة سلاجقة الروم ووفاة سلطانها سنة 707 هجرية / 1307 ميلادية ) وأخذ يتوسع بسرعة على حساب الامارات التركية والدولة البيزنطية واتخذ ينى شهر ( المدينة الجديدة ) عاصمة له ، وكان ذلك فى بداية الدولة العثمانية ، وبعد وفاة عثمانخلفه على عرش السلطنة ابنه أورخان ( 726 هجرية / 1326 ميلادية ) واستولى على نيقوميديا وعلى مدينة نيقية التى تلى القسطنطينية فى الأهمية وبذلك سيطر أورخان على كل الشمال الغربى من آسيا الصغرى ولم يعد يفصله عن أوروبا غير بحر مرمرة الأمر الذى أثار الفزع فى أوروبا وخاصة البابوية ،وعبر العثمانيون بقيادة أورخان البحر الى الشاطىء الأوروبى واستولوا على غاليبولى سنة 755 هجرية / 1354 ميلادية ) ومضت جيوش الدولة العثمانية حتى بلغت مشارف عاصمة النمسا فى أواسط أوروبا فكانت الدولة العثمانية أول دولة اسلامية تصل بقواتها الى هناك وتقوم بنشر الاسلام بها ، ومنذ أن اعتلى محمد الثانى عرش الدولة العثمانية فى 18 فبراير سنة 1451 م قرراخضاع مدينة القسطنطينية عاصمة الامبراطورية البيزنطية واستطاع تدمير كل القرى المجاورة ففقدت السيطرة والاتصال يالمناطق المجاورة فى 6 ابريل سنة 1453 م واقترب العثمانيون من أسوار القسطنطينية وحاصروها وشارك فى الدفاع عنها مسيحيو أوروبا من روسياوأسبانيا وجنوة وسقطت القسطنطينية فى يد محمد الثانى فى 20 جمادى الأولى 857 هجرية / 29 مايوة1453 ميلادية ) وبذلك انتهت الدولة البيزنطية وعرف محمد الثانى باسم محمد الفاتح .

التوسع نحو الشرق

لما تولى السلطان سليم الأول(918 - 926 هجرية / 1512 - 1520 ميلادية ) عرش الدولة العثمانية توقف الزحف الغربى والتوسع فى أوروبا على حساب القوى الاسلامية المجاورة ، وقد بلغت الدولة العثمانية الى مرحلة التشبع بفتوحاتها الغربية نهاية القرن الخمس عشر الميلادى ،ويقال أن الأحداث التى دارت داخل الشرق الاسلامى أو حوله فى أوائل القرن السادس عشر هى الى جذبت الدولةالعثمانية الى الخروج الى الشرق الاسلامى السنى لحماية آسيا الصغرى بصفة خاصة والعالم الاسلامى السنى بصفة عامة ، والمقصود بذلك هو الزحف البرتغالى على حدود الشرق العربى ومنافذه البحرية وخروج العثمانيين كان هدفه حماية الشرق الأدنى الاسلامى من الخطرالبرتغالى ، فى هذا الوقت كان العثمانيون يمتلكون أفضل مدفعية فى العالم ، فقد استخدمت جيوش السلطان سليم الأول أحدث المدافع النحاسية المركبة على عجلات يجر الواحد منها زوج من الثيران ،وقد بدأ بمحاربة الدولة الصفوية الشيعية بفارس ، واستطاع بقواته الضخمة ومدافعه أن يقضى على الشاة أسماعيل الصفوى فى موقعة جالديران ( تشالديران ) بين تبريز وبحيرة أرمية فى 2 رجب 920 هجرية /23 أغسطس 1514 ميلادية ) ويدخل تبريز عاصمة فارس الشيعية فى 5 سبتمبر من نفس العام ، واكتسح ديار بكر والرها ونصيبين والموصل وغيرها ،وفى هذه الأثناء كانت دوة اممايك اجراكسةتمر بمرحلةضعف شديد ، فقد انهمك المماليك الحلبان فى العبث والفساد وأخذوا ينهبون الدكاكين فى القاهرة , وتعرضوا للناس بالضرر والأذى ،ولميسلم السلطان الغورى من مضايقاتهم بل أخذوا يطالبونه بنفقاتهم حتى ضاق به الأمر وبكى حتى أغمى عليه وهويقول : " ما بقى لى حاجةبسلطنة فأرسلونى أى مكان تختارونه ،وكانت الخزانة المملوكية خاوية ، وفرضت حكومة المماليك على الأهالى ضائب ثقيلة لتمويل نفقات الحرب ،والزمت حتى على القرى الصغيرة أن تمد الحملة بفرسين ، وكلمدينة تسلم أربعة خيول ، لميكن الفلاحين بمقدورهمتحمل ذلك فهربوا تاركين محاصيلهم وهجروا قراهم للحملة التى كان على السلطان الغورى أن يجهزها لمواجهة العثمانيين ،وحشدجيوشه فى الريدانية ،خرجقنصوه الغورى على رأس جيش كثيف وأناب طومان باى ووصل فلسطين واتجه لحلب ووصلها 10 جمادى 922 هجرية / يوليو 1516 ميلادية ) وألحق الأذى بأهلها وأخرججنده الناس من بيوتهم وسبواحريمهم وأولادهم وآذوهم الأذى البليغ وكان ذلك سببا لقيام أهل حلب مع السلطان العثمانى على الجراكسة لشدةماحصل بهممن الضرر ، وفى 20 رجب 922 هجرية / 19 أغسطس 1516 ميلادية تحرك قنصوه الغورى على رأس جيشه لملاقاة سليمالأول ، وجرت معركةسهلدابق ،وأشاع قنصوة الغورى أنجيش العدو يضم فى صفوفه مسيحيين وأرمن وشعوبا بغيضه بهدف اثارة الكراهية ضد العثمانيين بين صفوف جنده والشاميين المرافقين له واعطاء تأثير أن الحرب بينه وبين سليم الأول مقدسة يخوضها المسلمون ضد المسيحيين ، استطاع فرسان المماليك أن يحرزوا نصرا على جيوش العثمانيين فى أول الأمرحتى هم السلطان سليم الأول فى الهرب وطلب الأمان ،ولكن مدفعية الجيش العثمانى أوقعت بجيش المماليك فأختل نظامه وامتلأ الميدان بالجثث وفر الجيش وأصيب الغورى بالشلل وهوى من فرسه ميتا وداسته الخيل ،ولاشك أن انتصار العثمانيين يرجع الى استخدام المدفعية الحديثة ،وبعدمرجدابق كان المماليك قد وصلوا الى درجة من الانحلال والفوضى ،وكانت المواجهة فى الريدانية شمالى القاهرة بين المطرية والجبل الأحمر وهزم طومان باى وحلت الهزيمة يالمماليك فى 30 يناير 1517 م ،واختفى عند صديقه شيخالعربان فى البحيرة ويدعى حسن بن مرعى فآمنه وأقسم على المصحف هو وأخوته الا يبوحوا بسره ، وللأسف فان الشيخ خانه وسلمه للعثمانيين ونسى معروفه وتسديده دينه عنه أيام السلطان الغورى وأعدم طومان باى شنقا على باب زويلة( بوابة المتولى ) ،وغادرسليم الأول القاهرة فى 9مايو 1517 الى تركيا وأخذ معه الكثيرمن كنوز مصر وألف وثمانمائة من أمهر الصناع والعمال والحرفيين المصريين .

نتائج الفتح العثمانى للشرق الأدنى

ترتب على الفتح العثمانى للشرق الأدنى الاسلامى نتائج هامة ، منها أنه خلق فى الشرق الأدنى وحدة سياسية بعد تفككه بسقوط الخلافة العباسية فى بغداد (  سنة 656 هجرية / 1258 ميلادية ) وقد أكسنت هذه الوحدة نوعامن الاستقرار النسبى لمناطق الشرق الأدنى كانت فى أمس الحاجة اليه ، كما أن الفتح

العثمانى قد أنقذ العالم السنى فى آسيا الصغرى والشام ومصر والعراق الى حدما من السيطرة الشيعية

وحصرها داخل ايران وحدها بالاضافة الى أن الفتح العثمانى استطاع أن يوقف توغل الخطر البرتغالى فى البحار العربية وبالتالى أنقذ العالم العربى من ذلك الخطر .

لم يكن ضم العالم العربى الى النفوذ العثمانى احتلال أو استعمار تحت ستار الدين بل ربطت الوشيجة الدينية المسلمين من رعايا الدولة العثمانية بالسلطان العثمانى برباط متين على أساس أن السلطان العثمانى كان الرئيس الأعلى لأكبر دولة اسلامية فى العالم ،كما أن العاطفة الدينية الاسلامية كانت أكثر تأصلا فى نفوس رعايا الدولة من العاطفة الوطنية ،وعلى أحسن الفروض كانت العاطفتان الدينية والوطنية متشابكتين بحيث كان يصعب الفصل بينهما ،ولاشك أن الولايات العربية كانت تنظر الى الدولة العثمانية على أنها الدرع الواقى الذى يحمىحريتها فى الحفاظ على تقاليدها المحلية الموروثة وفى مزاولة شعائرها الدينية وفى أن تحيا حياة أفضل فيما لو احتلتها دولة أوروبية مسيحية .

وعلى الرغم من أن العثمانيين حكموا مصر منخارجها أى أنهم لم يتخذوها مقرا لحكم دولتهم الواسعة فى آسيا وأفريقيا وأوروبا شأن مصر فى ذلك شأن أقطار العالم العربىفالحقيقة أن يبعية مصر للعثمانيين اختلفت كلية عن أية يبعية شهدتها قبل الفتح العربى الاسلامى لها فى القرن السابع الميلادى ، فمصر لمتشعر أنها محتلة أو خاضعة لدولة أجنبية لأن الاسلام ذلك الرباط الروحى المتين كان يجمع بينها وبين الدولة العثمانية فضلا على أن السلطان العثمانى كان خليفة المسلمين وخادم الحرمين الشريفين كما كان الأمر على عصر الخلفاء الراشدين فى المدينة المنورة والخلفة الأموى بدمشق والخلفة العباسى ببغداد .


دراسات تاريخية نشوء واختفاء حضارات الخلافة الاسلامية ( 6 )

 6- ) دراسات تاريخية 

لماذا تنهض شعوب وتتخلف أخرى ؟

نشوء واختفاء الحضارات .  

570 - 632 ميلادية حياة النبى محمد صلى الله عليه وسلم ونشره دين الاسلام .

فى القرنين السابع والثامن فتح المسلمون بلاد الشام ومصر وشمال أفريقيا وأسبانيا أو الأندلس فى القرن التاسع .

فى القرن التاسع غزا الأتراك السلاجقة بلاد فارس ثم الامبراطورية الرومانية البيزنطية ، وغزا الأتراك الغزنويون أفغانستان وشمال الهند .

1099 استولت الحملة الصليبية الأولى على القدس وفلسطين .

1227 بدأ المغول احتلال دولة الخلافة الاسلامية .

1260 استولى الأتراك العثمانيون على الامبراطورية البيزنطية .

1453 احتل الأتراك القسطنطينية .

1520 - 1566 حكم سليمان السلطان التركى العثمانى .

أسس المسلمون من القرن السابع دولة الخلافة التى أمتدت من الهند الى البحر المتوسط وقام علماؤهم باكتشافات مهمة واخترعوا تقنيات جديدة .

التاريخ الاسلامى

بدأ التاريخ الاسلامى سنة 622 ميلادية فى شبه الجزيرة العربية عندما نشر النبى محمد صلى الله عليه وسلم الاسلام وانطلق العرب لفتح العالم ونشر الدعوة ، وفى سنة 750 ميلادية كانت الخلافة الاسلامية تمتد من البحرالمتوسط الى جبال الهملايا .

من القرن التاسع حتى القرن السادس عشر تابع الأتراك الفتوحات الاسلامية فالمسلمون يشعرون أنهم يؤلفون جماعة فريدة كلهم يتكلمون ويقرأون بالعربية لغة القرآن .

منذ سنة 630 ميلادية فرض الاسلام نفسه كعقيدة الآله الواحد الله سبحانه وتعالى وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله ، والقرآن الكريم يحدد قواعد الديانة الاسلامية وكذلك السنة النبوية .

بعد وفاة النبى محمد صلى الله عليه وسلم سنة 632 ميلادية حكم الخلفاء الراشدون وهم رؤساء دينيون وعسكريون وسياسيون ، وانطلق العرب الى الفتوحات ليهدوا الناس الى الاسلام وفتحوا بلاد الشام ومصر وبلاد فارس وشمال أفريقيا ووصلوا الى بلاد الأندلس أو أسبانيا ، وفى سنة 732 أوقفوا فى بواتيه فى فرنسا ، ودخل الاسلام الى شمالى الهند فى القرن الثامن ثم انتشر بفضل التجار العرب على طول طرقات القوافل ، من القرن الثامن الى القرن الخامس عشر وامتدت السلطنة الاسلامية مندلهى الى وادى الجانج وديكان فى الهند  وفى القرن الثامن نشأت فى قرطبة دولة مستقلة وكانت هناك دويلات لم تعد تخضع للخليفة فى مصر وشمال أفريقيا وبلاد فارس ، وانقسمت الدولة الاسلامية شيئا فشيئا حتى قامت الدولة العثمانية ، انتهت الخلافة العباسية على يد المغول الذين استولوا على بغداد وقتلوا آخر خليفة سنة 1258 على يد جنكيز خان ، ثمجاءت دولة الأتراك العثمانيين الذين احتلوا امبراطورية بيزنطة من سنة 1260 حتى استولوا على القسطنطينية سنة 1453 ميلادية .

التجارة والعلوم .

تأصلت الحضارة الاسلامية فى المدن الكبرى فى مصر وبلاد الشام وبلاد فارس ، وسمحت الفتوحات للتجار العرب بنشر نشطاتهم التجارية ، وكان الحرفيون فى المدن يصنعون الجلد والمعدن والقماش والاحجار الكريمة والعاج ، وكانت المنتجات تنقل على ظهور الجمال فى قوافل ، واشتهرت الحضارة العربية بالتقدم العلمى والاكتشافات الهامة والاختراعات التقنية فى مجالات علم الفلك والملاحة والطب وقد اعتمدتها شعوب كثيرة ، ودرس علماء الفلك السماء وبرهن العالم البيرونى ( 973 - 1050 ) أن الأرض مستديرة .

طور العرب البوصلة ودفة المراكب والة قياس الأجرام السماوية ، وازدهرت الرياضيات مع اختراع الصفر استعمال الجبر والارقام التى تسمى عربية نقلها المسلمون الى الأوربيين ، وأخيرا الأطباء مثل أبن سينا

 ( 980 - 1037 ) درسوا علم التشريح وأجروا عمليات جراحية تحت البنج وصنعوا انطلاقا من النباتات الشراب والأدوية .

الحضارة هل هى عربية أم اسلامية ؟

انتشر الاسلام وضم دولة خلافة تمتد من الأندلس حتى حدود الصين ، تسمى دولة الخلافة الاسلامية ،وكانت فى عصر الخلفاء الراشدين ثم العصر الأموى ثم العصر العباسى ،والقضاء علىدولةالخلافة العباسية على يد التتار ، ثم انتشرت الولايات بعد دولة الخلافة ، كل والى يحكم أقليم ، والعصر العباس كان ينقسم الى عصرين متميزين : العصر العباسى الأول واستمر مائة عام ( 132 - 232 هجرية / 749 - 847 ميلادية ) ،وتميزت فيه الدولة العباسية بالقوة ،وكانت حكومة بغداد حكومة مركزية نوالخليفة يحكمدولته حكمامطلقا ، والعصر العباسى الثانى ( 232 - 656 هجرية / 847 - 1258 ميلادية ) ومن أهم مميزاته أن المركزيةلم يعد لها وجود ، بمعنى أن الخليفة العباسى لم يعد صاحب السلطة المطلقة فى دولته ، بل انقسمت الدولة الى دول مستقلة تخضع للخليفة العباسى خضوعا أسميا ، وفى العصر العباسى الثانى استفحل نفوذ الأتراك فى الدولة العباسية واستبدوا بالسلطة دون الخلفاء العباسيين ، وصاروا لايولون الا الخلفاء الضعفاء حتى يكونوا العوبة فى أيديهم لاحول لهم ولا قوة ، وعلى سبيل المثال قد حكم مصر أحمد بن طولون ( 254 هجرية / 868 ميلادية ) من المماليك الأتراك الذين نشأوا فى البط العباسى ،والعنصر التركى سيطر على مقاليد الدولة الاسلامية منذ القرن الثالث الهجرى ، وأسس الدولة الطولونية ، وكان نفوذ الخليفة العباسى اسمى يذكر أسمه فى الخطبة ونقشه على السكة ، ويرسل اليه الخراج طواعية تعبيرا عن الانتماء للاسم الذى يجسده الخليفة ، وكدليل ارتباط تقوم عليه وحدة المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها ، كانت جميع الدول المستقلة فى العالم الاسلامى تحرص عليه ، وكان يحكم مصر المماليك  اخشيد ، وكان للمماليك فضل على مصر والعالم الاسلامى فهم الذين جعلوامن مصر قوة مرهوبة الجانب

فى وقت كادت جموع الغزاة الصليبيين والمغول الوثنيين أن تطبق عليها من الغرب والشرق وقف المماليك سدا منيعا أمام قوات الحملة الصليبية السابعة فى المنصورة سنة 1250 م ، ثم استدار المماليكالبحرية ليواجهوا المغول الذين ضربوا الأقاليم الاسلامية ، وكانت تحركاتهم مصحوبة بالمجازر ، كانوا يقتلون النساء والرجال والاطفال ويشقوا بطون الحوامل ،وخرج هولاكو منمنغوليا وبدأ غزو الأقاليم الاسلامية سنة 651 هجرية / 1258 ميلادية ) ، ومات تسعون ألف من أهل بغداد ، وأشعل المغول النار فى المدينة ومكتبتها ، فأتت على كثير من تراث الحضارة الاسلامية وانتهت الخلافة العباسية وأصبح العالم الاسلامى بدونخليفة ، واستولى المغول على بلاد الشام حتى وصلوا الى غزة ،وهدد هولاكو سيف الدين قطز ،ودارت معركة عين جالوت فى فلسطين بين بيسان ونابلس ، كانت فى رمضان ستة 658 هجرية / سبتمبر 1260 ميلادية ) وقتل كتبغا قائد جيش المغول ،وفر المغول الى ماوراء نهر الفرات ، وهى أول هزيمة لحقت بهم ، ولكن بيبرس قتل سيف الدين قطز لخلفه وعده له بولاية حلب ، وكان قد أبلى بلاءا حسنا فى قتال المغول ، وحارب الظاهر بيبرس الصليبيين فى بلاد الشام وقضى عليهم تماما ، واستمر الصراع مع الصليبيين قرابة قرنين من الزمان . 

دراسات تاريخية - نشوء واختفاء حضارات الحضارة الرومانية ( 5 )

 5- ) دراسات تاريخية 

لماذا تنهض شعوب وتتخلف أخرى ؟

نشوء واختفاء الحضارات .  

روما الرومان 

753 ق . م تأسيس روما الجمهورية .

509 - 27 ق . م الامبراطورية الرومانية .

264 - 146 ق . م الحروب البو نية بين روما وقرطاجة .

107 - 48 ق . م التنافس بين القادة فى روما والحرب الأهلية .

44 ق . م قيصر يصبح قنصلا ثم ديكتاتور مدى الحياة ، قتله بروتوس  .

27 ق . م باية الامبراطورية الرومانية ، ويصبح أوكتاف امبراطور تحت اسم " اوغيست " .

54 - 68 ميلادية حكم نيرون .

79 - 81 ميلادية حكم تيتوس .

98 - 117 ميلادية حكم تراجان .

161 - 180ميلادية حكم مارك اوريل .

211 - 217 ميلاديةحكم كركلا .

306 - 337 ميلادية حكم قسطنطين .

330 ميلادية القسطنطينية عاصمة الامبراطورية .

395 ميلادية تقسيم الامبراطورية الى رومانية شرقية وغربية .

476 ميلادية نهاية الامبراطورية الرومانية الغربية .

Tibre فى القرن الثامن ق . م كانت روما مدينة صغيرة على ضفة نهر التيبر

756 ق . م تأسست مدينة روما ، وآخر امبراطور رومانى أبعد عن السلطة سنة 476 ميلادية ، وفى خلال ألف ومائتى سنة كانت روما أولا مدينة يحكمها ملك ثم جمهورية ، وأخيرا أصبحت عاصمة لامبراطورية سيطرت على البحر المتوسط من أوربا الى آسيا .

احتلها فى القرن التالى الأتروسكيون وهم شعب مجاور فتطورت المدينة وتنظمت ، وكان يحكمها ملك ، وفى سنة 509 ق . م طرد سكان روما الأتروسيكيين وأسسوا جمهورية .

سيطرت روما على ايطاليا كلها فى القرن الثالث قبل الميلاد , وانطلقوا لفتح حوض البحر المتوسط ، فدب الخلاف بين روما وقرطاجة المدينة القوية ، ودخلت المدينتان فى ثلاث حروب طويلة سميت الحروب البونية ، استمرت اكثر من مائة عام ، وأكثر المراحل شهرة كانت سنة 218 قبل الميلاد عندما اجتاز هنيبال بجيش وفيلة أسبانيا وقطع جبال الألب ، وهاجم رومامن الشمال وحقق انتصارات باهرة ، وانتهت الحروب سنة 146 قبل الميلاد بانتصار روما وهدم قرطاجة ، وأصبحت أراضيها المقاطعة الرومانية الأفريقية .

بعد احتلال فرطاجة تابعت روما فتوحاتها فاحتلت أسبانيا ما بين القرنين الثانى والأول قبل الميلاد ، وبعض الممالك الهلينية ومقدونيا واليونان ثم مملكة البونتوس وهى تركيا الحلية التى كان يحكمها خلفاء الاسكندر وأصبح الرومان فى آسيا والبحر المتوسط  ، وجلبت الفتوح لروما كميلت ضخمة من الذهب والقمح والعبيد ، فتغير المجتمع وتضاءل الفرق بين الأغنياء والفقراء ، ولم تعد التقاليد القديمة تحترم كثيرا ، وراح بعض القادة يسعون للحصول على السلطة فنشبت حروب أهلية هددت الجمهورية ، وانتصر قيصر فاتح بلاد غاليا الشهير وتمكن من السلطة سنة 48 قبل الميلاد ، وسمى ديكتاتورا مدى الحياة فى سنة 44 قبل الميلاد ، قتله جمهوريون كان يقودهم بروتوس أحد أبنائه المتبنين .

الامبراطورية الرومانية

بعد مقتل قيصر نشبت معركة للسيطرة على الحكم سنة 30 قبل الميلاد، انتصر أوكتاف أحد أبناء قيصر المتبنين فى معركة أكتيوم على كليوباترا ملكة مصر وأصبحت مصر مقاطعة رومانية وأسس أول أمبراطورية رومانية .

فى سنة 27 قبل الميلاد اتخذ أوكتاف اسم " اوغست " الذى يعنى " لائق بالآلهة " ، وأصبح أول امبراطور رومانى كان يتمتع بجميع السلطات ، وكان بعد موته يعتبر اله وتبنى له المعابد ، تعاقبت أربع سلالات على الامبراطورية من 27 ق . م الى 235 ميلادية : جوليو كلوديون ( منهم نيرون ) ، الفلافيون

( منهم تيتوس ) ، والانطونيون ( منهم تراجان ومارك أربيل ) ، والسويسريون ( منهم كركلا ) .

فى القرون الأولىمن الامبراطورية طوال مئتى سنة عرفت روما فترة من السلام والغنى غير العادى ، كان الرومان يعتزون بممتلكتهم الشاسعة الممتدة من أوربا الى آسيا ، وكانت الشعوب فى المقاطعات تتبع طريقة حياة وقوانين الرومان وهندسة روما أصبحت نموذجا للمدن التى يبنونها ، وكان لها تحصينات بطول أكثر من 9 آلاف كيلومتر ليحموا الحدود من الشعوب الغريبة التى كانوا يسمونها البرابرة .

سقوط الامبراطورية .

منذ القرن الثالث جاءت شعوب الجرمانيون ( القوط والفاندال والبورغونديون ) الهاربون من شعب الهون فى آسيا الوسطى يفتشون عن أرض يستقرون فيها ، وبنى الامبراطور أورليان سنة 275 ميلادية سورا عرف بجدار أورليان ، وفى سنة 406 ميلادية اجتاز البرابرة نهر الرون ، أفشلت الغزوات التجارة بين المقاطعات وروما .

عندما ظهرت المسيحية انتشرت فى جميع أنحاء الامبراطورية ، واعتنق كثير من المواطنين الرومان المسيحية التى أصبحت الديانة الرسمية للدولة ، وأصبح من التعذر حكم الامبراطورية فقسمت سنة 395 ميلادية الى امبراطوريتين : غربية وعاصمتها روما ، وشرقية وعاصمتها القسطنطينية ( بيزنطة القديمة ) ، وفى سنة 476 ميلادية أجبر قائد بربرى آخر امبراطور فى الغرب أن يعتزل الحكم ، وبقيت الامبراطورية البيزنطية فى القسطنطينية .

الامبراطورية البيزنطية  أو الرومانية الشرقية

395 ميلادية التقسيم النهائى للامبراطورية الرومانية .

527 - 565 ميلادية حكم جوستنيان .

بين القرنين السادس والسابع الميلادى تغلغل السلافيون فى الامبراطورية وجاء الفتح الاسلامى لبلاد الشام ومصر .

القرن الثامن القضاء على عبادة الصور الدينية وأزمة الايقونات .

1054 ميلادية الانفصال بين كنيسة القسطنطينية وكنيسة روما .

القرن الحادى عشر الميلادى النورمانديون يستقرون فى صقلية وجنوب ايطاليا ، واستقر الأتراك فى آسيا الوسطى .

1204 الحملة الصليبية الرابعة تستولى على القسطنطينية .

1261 ميلادية استعادة الامبراطور البيزنطى ميشيل الثامن للقسطنطينية .

1453 ميلادية استيلاء محمد الفاتح على القسطنطينية وانتهاء الامبراطورية الرومانية البيزنطية .

الامبراطورية الرومانية والمسيحية .

منذ القرن الرابع الميلادى أصبحت المسيحية ديانة الامبراطورية الرومانية ، وكان الامبراطور البيزنطى سيد العالم المسيحى ، وأكد أن سلطاته من الله الذى اختاره ، وكانوا يجثون أمامه وكل ما يتعلق به مقدس ، وكان الفنانون يحيطون رأسه بهالة من النور ، كما لوكان كائنا الهيا .

كان حكم الامبراطور جوستنيان الأكثر تأثيرا فى الحضارة البيزنطية ، فقد أعاد السلطة الامبراطوريةالى القسم الغربى من الامبراطورية الرومانية القديمة ،واهتم بالعدالة فكلف اخصائيين بجمع القوانين ، وقد ترجم من اللاتينية الى اليونانية لغة من يتكلمون فى الامبراطورية البيزنطية ، وبنى كنيسة "سان فيتال " فى رافين بايطاليا , وكنيسة "القديسة صوفيا " فى القسطنطينية ، وكان رئيس الكنيسة البيزنطية الرجل المهم الثانى فى الامبراطورية ، و فى القرن الثامن  نشب خلاف سمى " أزمة الايقونات " ، فقد فكر أن المسيحيين يعلقون أهمية كبرى على الايقونات أو الصور الدينية التى تمثل القديسين وأراد أن يتلفها فلقبوه هو وأتباعه بمحاربى الايقونات أو محطموا الصور، وفى سنة 1054 نشب خلاف آخر ومواجهة بين بطريرك القسطنطينية ، والبابا رئيس الكنيسة الرومانية تسبب فى انفصال الكنيستين ، وكانت القسطنطينية أجمل مدينة فى العالم ومركز التجارة العالمى فى آسيا وأفريقيا وأوربا ، وفى سنة ألف ميلادية كان عدد سكانها يقرب من المليون وقد أثروا جميعا بفضل الضرائب التى تدفعها مقاطعات الأمبراطورية .

التهديدات للامبراطورية

منذ القرن السادس تعرضت الامبراطورية البيزنطية لغارات كثيرة من المهاجمين من الجنوب ، هاجمها البلغاريون والسلافيون من جهة الدانوب ومن الشرق فتح الميلمون بلاد الشام ومصر أغنى مقاطعات الامبراطورية ، وفى القرن الحادى عشر استقر الأتراك السلجوقيون فى آسيا الوسطى والنورمانديون فى صقلية وجنوب ايطاليا .

فى سنة 1204 كانت الحملة الصليبية الرابعة التى استولت على القدس والقسطنطينية ، وفى سنة 1261 استعاد الامبراطور البيزنطى ميشال الثامن المدينة .

أضعفت غزوات الصرب والأتراك العثمانيين الامبراطورية التى انحصرت فى مدينة القسطنطينية .

وفى سنة 1453احتلت جيوش السلطان محمد الثانى العثمانى مدينة القسطنطينية ولقب بمحمد الفاتح ، وسقطت الامبراطورية البيزنطية ، وأطلق الأتراك على القسطنطينية اسطنبول .




150-] English Literature

150-] English Literature Letitia Elizabeth Landon     List of works In addition to the works listed below, Landon was responsible for nume...