Grammar American & British

Friday, November 11, 2022

12- ) حكم كلمة " قل " فى القرآن الكريم

 12- ) خكم كلمة " قل " فى القرآن الكريم 

فى سورة سبأ

1 . " وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَا تَأۡتِينَا ٱلسَّاعَةُۖ قُلۡ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأۡتِيَنَّكُمۡ عَٰلِمِ ٱلۡغَيۡبِۖ لَا يَعۡزُبُ عَنۡهُ مِثۡقَالُ ذَرَّةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَآ أَصۡغَرُ مِن ذَٰلِكَ وَلَآ أَكۡبَرُ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مُّبِينٖ ٣

"وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَا تَأۡتِينَا ٱلسَّاعَةُ" يخبر الله تعالى عن الذين كفروا قولهم وانكارهم لأمر الساعة ،"قُلۡ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأۡتِيَنَّكُمۡ" أمر الله تعالى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم أن يقسم بربه العظيم على وقوع المعاد وهذه احدى الآيات الثلاث التى لا رابع لهن مما أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقسم بربه العظيم على وقوع المعاد فاحداهن فى سورة يونس عليه السلام فى قوله تعالى " ويستنبئونك أحق هو قل اى وربى انه لحق وما أنتم بمعجزين " والثانية فى سورة التغابن فى قوله " زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربى لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير " وهذه الآية فى سورة سبأ الثالثة ، "عَٰلِمِ ٱلۡغَيۡبِۖ لَا يَعۡزُبُ عَنۡهُ مِثۡقَالُ ذَرَّةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَآ أَصۡغَرُ مِن ذَٰلِكَ وَلَآ أَكۡبَرُ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مُّبِين" قال مجاهد وقتادة لا يعزب عنه لا يغيب عنه أى الجميع مندرج تحت علمه فلا يخفى عليه شىءمثل الذرة فى محيط السموات والأرض ولا أصغر من الذرة ولا أكبر منها وهذا من باب الاعجاز العلمى الذى كشف تركيب الذرة وما تحويه وتفتيت الذرة كل ذلك عند الله فى كتاب واضح بين .

2 . " قُلِ ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ لَا يَمۡلِكُونَ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا لَهُمۡ فِيهِمَا مِن شِرۡكٖ وَمَا لَهُۥ مِنۡهُم مِّن ظَهِيرٖ ٢٢

بين الله تبارك وتعالى أنه الاله الواحد الفرد الصمد الذى لا نظير له ولا شريك له بل هو المستقل بالأمر وحده من غير مشارك ولا منازع ولا معارض " قُلِ ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ " يقول تعالى لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم أن يقول للمشركين وغيرهم أن يدعوا من أشركوا لله من أوثان وأصنام وأن يبرزوهم وهم لا يملكون حولا ولا قوة ولا نفع أنفسهم ولا دفع الضر عنها ، " لَا يَمۡلِكُونَ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ  وَمَا لَهُمۡ فِيهِمَا مِن شِرۡك" لا يملكون شيئا ولو يسيرا مثقال الذرة فى السموات والأرض استقلالا ولا على سبيل الشركة ، "وَمَا لَهُۥ مِنۡهُم مِّن ظَهِير" وليس لله من هذه الأنداد من ظهير يستظهر به فى الأمور بل الخلق كلهم فقراء اليه عبيد لديه وقال قتادة فى قوله عز وجل " وما له منهم من ظهير " وليس لله من عون يعينه بشىء .

3 . " قُلۡ مَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ قُلِ ٱللَّهُۖ وَإِنَّآ أَوۡ إِيَّاكُمۡ لَعَلَىٰ هُدًى أَوۡ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ ٢٤ قُل لَّا تُسَۡٔلُونَ عَمَّآ أَجۡرَمۡنَا وَلَا نُسَۡٔلُ عَمَّا تَعۡمَلُونَ ٢٥ قُلۡ يَجۡمَعُ بَيۡنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفۡتَحُ بَيۡنَنَا بِٱلۡحَقِّ وَهُوَ ٱلۡفَتَّاحُ ٱلۡعَلِيمُ ٢٦ قُلۡ أَرُونِيَ ٱلَّذِينَ أَلۡحَقۡتُم بِهِۦ شُرَكَآءَۖ كَلَّاۚ بَلۡ هُوَ ٱللَّهُ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ ٢٧

" قُلۡ مَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ قُلِ ٱللَّهُ" يخبر الله تعالى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم أنه يقول سبحانه وتعالى مقررا تفرده بالخلق والرزق وانفراده بالالهية أيضا فكما كانوا يعترفون بأنهم لا يرزقهم من السماء والأرض أى بما ينزل من المطر وينبت الزرع الا الله فكذلك فليعلموا أنه لا اله غيره ، " وَإِنَّآ أَوۡ إِيَّاكُمۡ لَعَلَىٰ هُدًى أَوۡ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِين" أى أحد الفريقين منا على هدى محق والأخر مبطل فى الضلال الواضح واحد منا مصيب ولا يمكن أن تكونوا أنتم ونحن على هدى أو على الضلال بل واحد منا مصيب ونحن قد قدمنا البرهان على التوحيد فدل على بطلان ما أنت عليه من الشرك بالله تعالى وقال قتادة قد قال ذلك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم للمشركين والله ما نحن واياكم على أمر واحد ان أحد الفريقين لمهتد وقال عكرمة معناها انا نحن لعلى هدى وانكم لفى ضلال مبين ، "  قُل لَّا تُسَۡٔلُونَ عَمَّآ أَجۡرَمۡنَا وَلَا نُسَۡٔلُ عَمَّا تَعۡمَلُونَ " وكذلك يقول المؤمنون للكافرين وهم يتبرءون منهم لستم منا ولا نحن منكم بل ندعوكم الى الله تعالى وتوحيده وافراده بالعبادة له فان أجبتم فأنتم منا ونحن منكم وان كذبتم فنحن برآء منكم وأنتم برآء منا كما قال تعالى " قل يا أيها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون * ولا أنتم عابدون ما أعبد * ولا أنا عابد ما عبدتم * ولا أنتم عابدون ما أعبد * لكم دينكم ولى دين " وما قال تعالى" فان كذبوك فقل لى عملى ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا برىء مما تعملون " ،" قُلۡ يَجۡمَعُ بَيۡنَنَا رَبُّنَا " يوم القيامة يجمع الله بين الخلائق فى صعيد واحد بين المؤمنين والمشركين ،" ثُمَّ يَفۡتَحُ بَيۡنَنَا بِٱلۡحَقِّ " أى يحكم بيننا بالعدل فيجزى كل عامل بعمله ان خيرا فخير وان شرا فشر ، وستعلمون يومئذ لمن العزة والنصر والسعادة الآبدية ، " وَهُوَ ٱلۡفَتَّاحُ ٱلۡعَلِيمُ " والله هو الحاكم العادل العالم بحقائق الأمور ، "  قُلۡ أَرُونِيَ ٱلَّذِينَ أَلۡحَقۡتُم بِهِۦ شُرَكَآءَ" ويقول لرسوله الكريم أن يخبر أن الله تعالى يتحدى المشركين فيقول لهم أرونى هذه الآلهة التى جعلتموها لله أندادا وصيرتموها له عدلا وكفئا ، " كَلَّاۚ " يرد الله عليهم بالزجر والرفض لما يزعمون فهو ليس له نظير ولا نديد ولا شريك ولا عديل ، "  بَلۡ هُوَ ٱللَّهُ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ " هو وحده الله الواحد الأحد الذى لا شريك له وهو ذو العزة الذى قهر بها كل شىء وغلبت كل شىء الحكيم فى أفعاله وأقواله وشرعه وقدره تبارك تعالى وتقدس عما يقولون علوا كبيرا .

4 . " وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ٢٩ قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوۡمٖ لَّا تَسۡتَٔۡخِرُونَ عَنۡهُ سَاعَةٗ وَلَا تَسۡتَقۡدِمُونَ ٣٠

" وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ " يتحدث الله تعالى عن تكذيب الكفار بالساعة واستعجالهم لها والوعد هو الساعة يطلبون وقوعها لتدليل على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ،"  قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوۡمٖ لَّا تَسۡتَٔۡخِرُونَ عَنۡهُ سَاعَةٗ وَلَا تَسۡتَقۡدِمُونَ " يبلغ الله تعالى رسوله الكريم أن الله يرد على الكافرين المكذبين المستبعدين لوقوع يوم القيامة أن لهم ميعاد مؤجل معدود لا يزاد ولا ينقص فاذا جاء فلا يؤخر ساعة ولا يقدم كما قال تعالى " ان أجل الله اذا جاء لا يؤخر " وكما قال عزوجل " وما نؤخره الا لاجل معدود * يوم يأت لا تكلم نفس الا باذنه فمنهم شقى وسعيد " .

5 . " وَقَالُواْ نَحۡنُ أَكۡثَرُ أَمۡوَٰلٗا وَأَوۡلَٰدٗا وَمَا نَحۡنُ بِمُعَذَّبِينَ ٣٥ قُلۡ إِنَّ رَبِّي يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقۡدِرُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ ٣٦ وَمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُم بِٱلَّتِي تُقَرِّبُكُمۡ عِندَنَا زُلۡفَىٰٓ إِلَّا مَنۡ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ جَزَآءُ ٱلضِّعۡفِ بِمَا عَمِلُواْ وَهُمۡ فِي ٱلۡغُرُفَٰتِ ءَامِنُونَ ٣٧ وَٱلَّذِينَ يَسۡعَوۡنَ فِيٓ ءَايَٰتِنَا مُعَٰجِزِينَ أُوْلَٰٓئِكَ فِي ٱلۡعَذَابِ مُحۡضَرُونَ ٣٨ قُلۡ إِنَّ رَبِّي يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦ وَيَقۡدِرُ لَهُۥۚ وَمَآ أَنفَقۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَهُوَ يُخۡلِفُهُۥۖ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلرَّٰزِقِينَ ٣٩

" وَقَالُواْ نَحۡنُ أَكۡثَرُ أَمۡوَٰلٗا وَأَوۡلَٰدٗا وَمَا نَحۡنُ بِمُعَذَّبِينَ " افتخر الكبراء والسادة المترفون المكذبون بكثرة الأموال والأولاد واعتقدوا أن ذلك دليل على محبة الله تعالى لهم واعتنائه بهموأنه ما كان ليعطيهم هذا فى الدنيا ثم يعذبهم فى الآخرة كما قال تعالى " أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم فى الخيرات بل لا يشعرون " ، " قُلۡ إِنَّ رَبِّي يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقۡدِرُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ " يرد الله على الكفار بقوله أنه يعطى المال لمن يحب ومن لا يحب فيفقر من يشاء ويغنى من يشاء وله الحمة التامة البالغة والحجة القاطعة الدامغة ولكن أكثر الناس لا يعلمون ذلك ،"وَمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُم بِٱلَّتِي تُقَرِّبُكُمۡ عِندَنَا زُلۡفَىٰٓ " ليست أموالكم ولا أولادكم هى التى تقربكم منا وليست دليلا على محبتنا لكم ولا اعتنائنا بكم وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ان الله تعالى لا ينظر الى صوركم وأموالكم ولكن انما ينظر الى قلوبكم وأعمالكم " ، " إِلَّا مَنۡ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا " يقول الله تعالى انما يقربكم عندنا زلفى الايمان والعمل الصالح ،" فَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ جَزَآءُ ٱلضِّعۡفِ بِمَا عَمِلُواْ " من آمن وعمل صالحا أولئك تضاعف لهم الحسنات الحسنة بعشر أمثالها الى سبعمائة ضعف ، "  وَهُمۡ فِي ٱلۡغُرُفَٰتِ ءَامِنُونَ " وأولئك هم فى منازل الجنة العالية آمنون من كل بأس وخوف وأذى ومن كل شر يحذر منه وعن على رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" ان فى الجنة لغرفا ترى ظهورها من بطونها وبطونها منظهورها " فقال أعرابى لمن هى ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" لمن طيب الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام " ، " وَٱلَّذِينَ يَسۡعَوۡنَ فِيٓ ءَايَٰتِنَا مُعَٰجِزِينَ " يتوعد الله الذين يسعون فى الصد عن سبيله واتباع رسله والتصديق بآياته ،" أُوْلَٰٓئِكَ فِي ٱلۡعَذَابِ مُحۡضَرُونَ " هؤلاء جميعهم مجزيون بأعمالهم فيها بحسبهم كل له نصيب من العذاب ، " قُلۡ إِنَّ رَبِّي يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦ وَيَقۡدِرُ لَهُ" يخبر الله تعالى رسوله أن يبلغ عنه أن الله بحسب ما له من حكمة يبسط على هذا من المال الكثير ويضيق على هذا ويقتر على هذا رزقه جدا وله فى ذلك من الحكمة ما لا يدركها غيره كما قال تعالى " انظركيف فضلنا بعضهم على بعض والآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا " وكما هم متفاوتون فى الدنيا هذا فقير مدقع وهذا غنى موسع عليه فكذلك هم فى الآخرة هذا فى الغرفات فى أعلى الدرجات وهذا فى الغمرات فى أسفل الدركات وأطيب الناس فى الدنيا كما قال صلى الله عليه وسلم " قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه " ، "   وَمَآ أَنفَقۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَهُوَ يُخۡلِفُهُۥۖ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلرَّٰزِقِينَ " يقول الله تعالى مهما أنفقتم من شىء فيما أمركم به وأباحه لكم فهو يخلفه عليكم فى الدنيا بالبدل فى الآخرة بالجزاء والثواب كما ثبت فى الحديث الصحيح " يقول الله تعالى أنفق أنفق عليك " وكذلك فى الحديث أن ملكين يصبحان كل يوم يقول أحدهما اللهم أعط ممسكا تلفا ويقول الآخر : اللهم أعط منفقا خلفا وعن حذيفة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ألا بعد زمانكم هذا زمان عضوض يعض الموسر على ما فى يده حذار الانفاق " ثم تلا الآية .

6 . " قُلۡ إِنَّمَآ أَعِظُكُم بِوَٰحِدَةٍۖ أَن تَقُومُواْ لِلَّهِ مَثۡنَىٰ وَفُرَٰدَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُواْۚ مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍۚ إِنۡ هُوَ إِلَّا نَذِيرٞ لَّكُم بَيۡنَ يَدَيۡ عَذَابٖ شَدِيدٖ ٤٦

" قُلۡ إِنَّمَآ أَعِظُكُم بِوَٰحِدَةٍ" يقول الله تبارك وتعالى قل يا محمد لهؤلاء الكافرين الزاعمين أنك مجنون انما آمركم بواحدة ، " أَن تَقُومُواْ لِلَّهِ مَثۡنَىٰ وَفُرَٰدَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُواْۚ مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ" هذه الواحدة هى أن تقوموا قياما خالصا لله عز وجل من غير هوى ولا عصبية فيسأل بعضكم بعضا هل بمحمد صلى الله عليه وسلم من جنون فينصح بعضكم بعضا وينظر الرجل لنفسه فى أمر محمد صلى الله عليه وسلم ويسأل غيره من الناس عن شأنه ان أشكل عليه ويتفكر فى ذلك ، " إِنۡ هُوَ إِلَّا نَذِيرٞ لَّكُم بَيۡنَ يَدَيۡ عَذَابٖ شَدِيد " يقول الله عن رسوله صلى الله عليه وسلم أنه أرسله ليكون نذير من عذابه الشديد يوم القيامة وعن أبى امامة رضى الله عنه قال : ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول " أعطيت ثلاثا لم يعطهن أحد قبلى ولا فخر : أحلت لى الغنائم ولم تحل لمن قبلى كانوا قبلى يجمعون غنائمهم فيحرقونها ، وبعثت الى كل أحمر وأسود وكان كل نبى يبعث الى قومه خاصة ، وجعلت لى الأرض مسجدا وطهورا أتيمم بالصعيد وأصلى فيها حيث أدركتنى الصلاة قال الله تعالى " أن تقوموا لله مثنى وفرادى " وأعنت بالرعب مسيرة شهر بين يدى " وعن ابن عباس أنه قال : صعد النبى صلى الله عليه وسلم الصفا ذات يوم فقال " ياصباحاه" فاجتمعت اليه قريش فقالوا مالك ؟ فقال : أرأيتم لو أخبرتكم أن العدو يصبحكم أو يمسيكم أما كنتم تصدقونى " قالوا : بلى ! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " فانى نذير لكم بين يدى عذاب شديد " فقال أبو لهب تبا لك ألهذا جمعتنا " فأنزل الله " تبت يدا أبى لهب وتب " .

7 . " قلۡ مَا سَأَلۡتُكُم مِّنۡ أَجۡرٖ فَهُوَ لَكُمۡۖ إِنۡ أَجۡرِيَ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٞ ٤٧ قُلۡ إِنَّ رَبِّي يَقۡذِفُ بِٱلۡحَقِّ عَلَّٰمُ ٱلۡغُيُوبِ ٤٨ قُلۡ جَآءَ ٱلۡحَقُّ وَمَا يُبۡدِئُ ٱلۡبَٰطِلُ وَمَا يُعِيدُ ٤٩ قُلۡ إِن ضَلَلۡتُ فَإِنَّمَآ أَضِلُّ عَلَىٰ نَفۡسِيۖ وَإِنِ ٱهۡتَدَيۡتُ فَبِمَا يُوحِيٓ إِلَيَّ رَبِّيٓۚ إِنَّهُۥ سَمِيعٞ قَرِيبٞ ٥٠

" قُلۡ مَا سَأَلۡتُكُم مِّنۡ أَجۡرٖ فَهُوَ لَكُمۡۖ" يقول الله تعالى آمرا رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول للمشركين لا أريد منكم جعلا ولا عطاءا على أداء رساة الله عز وجل اليكم ونصحى اياكم وأمركم بعبادة الله ، " إِنۡ أَجۡرِيَ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِ" انما أطلب ثواب ذلك من عند الله ، " وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيد" والله هو الشاهد العالم بجميع الأمور بما أنا عليه من اخبارى عنه بارساله اياى اليكم وما أنتم عليه ، " قُلۡ إِنَّ رَبِّي يَقۡذِفُ بِٱلۡحَقِّ عَلَّٰمُ ٱلۡغُيُوبِ " الله هو الذى يرسل الحق من عنده وهوعلام الغيوب فلا تخفى عليه خافية فى السموات والأرض ، "  قُلۡ جَآءَ ٱلۡحَقُّ وَمَا يُبۡدِئُ ٱلۡبَٰطِلُ وَمَا يُعِيدُ " جاء الحق من الله والشرع العظيم وذهب الباطل وزهق واضمحل كقوله تعالى " بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق " ولهذا لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد الحرام يوم الفتح ووجد تلك الأصنام منصوبة حول الكعبة جعل يطعن الصنم منها بسة قوسه ويقرأ " وقل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا - قل جاء الحق وما يبدىء الباطل وما يعيد " ،" ، قُلۡ إِن ضَلَلۡتُ فَإِنَّمَآ أَضِلُّ عَلَىٰ نَفۡسِيۖ وَإِنِ ٱهۡتَدَيۡتُ فَبِمَا يُوحِيٓ إِلَيَّ رَبِّيٓۚ" الخير كله من عند الله وفيما أنزله من الوحى والحق المبين فيه الهدى والبيان والرشاد ومن ضل فانما يضل من تلقاء نفسه ، " إِنَّهُۥ سَمِيعٞ قَرِيب " والله سميع لأقوال عباده قريب مجيب دعوة الداعى اذا دعاه وقد روى النسائى هنا حديث أبى موسى الذى فى الصحيحين " انكم لا تدعون أصم ولا غائبا انما تدعون سميعا قريبا مجيبا " .

فى سورة فاطر

1 . "قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ شُرَكَآءَكُمُ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ لَهُمۡ شِرۡكٞ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ أَمۡ ءَاتَيۡنَٰهُمۡ كِتَٰبٗا فَهُمۡ عَلَىٰ بَيِّنَتٖ مِّنۡهُۚ بَلۡ إِن يَعِدُ ٱلظَّٰلِمُونَ بَعۡضُهُم بَعۡضًا إِلَّا غُرُورًا ٤٠

" قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ شُرَكَآءَكُمُ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ " يقول الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول للمشركين هل فكرتم وتدبرتم فيمن عبدتم من دون الله من الأصنام والأنداد ، " أَرُونِي مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ لَهُمۡ شِرۡكٞ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ " يقول الله موبخا لهم هل هؤلاء خلقوا شيئا فى السموات والأرض وهل لهم شىء فى السماء والرد أنه ليس لهم شىء من ذلك وما يملكون من قطمير ، " أَمۡ ءَاتَيۡنَٰهُمۡ كِتَٰبٗا فَهُمۡ عَلَىٰ بَيِّنَتٖ مِّنۡهُ" يوبخ الله المشركين على ما هم عليه من الشرك فيقول هل أنزلنا عليهم كتابا بما يقولونه من الشرك والكفر والرد أن الأمرليس كذلك ،" بَلۡ إِن يَعِدُ ٱلظَّٰلِمُونَ بَعۡضُهُم بَعۡضًا إِلَّا غُرُورًا "يقول الله تعالى ردا على ما وجه للمشركين من أسئلة انما اتبعوا فيما هم فيه من الشرك أهواءهم وآراءهم وأمانيهم التى تمنوها لأنفسهم وهى غرور وباطل وزور .

فى سورة يسن

1 . " أوَ لَمۡ يَرَ ٱلۡإِنسَٰنُ أَنَّا خَلَقۡنَٰهُ مِن نُّطۡفَةٖ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٞ مُّبِينٞ ٧٧ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلٗا وَنَسِيَ خَلۡقَهُۥۖ قَالَ مَن يُحۡيِ ٱلۡعِظَٰمَ وَهِيَ رَمِيمٞ ٧٨ قُلۡ يُحۡيِيهَا ٱلَّذِيٓ أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٖۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلۡقٍ عَلِيمٌ ٧٩

قال مجاهد وقتادة وعكرمة وغيرهم أن أبى بن خلف جاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم  وفى يده عظم رميم وهو يفته ويذروه فى  الهواء وهو يقول يا محمد أتزعم أن الله يبعث هذا ؟ قال صلى الله عليه وسلم " نعم يميتك الله تعالى ثم يبعثك ثم يحشرك الى النار " ونزلت هذه الايات من آخر يس " أَوَ لَمۡ يَرَ ٱلۡإِنسَٰنُ أَنَّا خَلَقۡنَٰهُ مِن نُّطۡفَةٖ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٞ مُّبِين" وعن ابن عباس قال : ان العاص بن وائل أخذ عظما من البطحاء ففته ثم قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أيحيى الله هذا بعد ما أرى ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " نعم يميتك الله ثم يحييك ثم يدخلك جهنم " قال نزلت الآيات من آخر يس ، وعلى كل تقدير سواء كانت هذه الآيات قد نزلت فى أبى بن خلف أو العاص بن وائل أو فيهما فهى عامة فىكل من أنكر البعث ،" أَوَ لَمۡ يَرَ ٱلۡإِنسَٰنُ" هذا الخطاب موجه للجنس يعم كل منكر للبعث  ، " أَنَّا خَلَقۡنَٰهُ مِن نُّطۡفَةٖ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٞ مُّبِين" يقول الله تعالى أو لم يستدل من أنكر البعث بالبدء على الاعادة فان الله ابتدأ خلق الانسان من سلالة من ماء مهين فخلقه من شىء حقير ضعيف مهين كما قال عز وجل " ألم نخلقكم من ماء مهين فجعلناه فى قرار مكين الى قدر معلوم " وقال تعالى " انا خلقنا الانسان من نطفة أمشاج " خلق الله من نطفة من أخلاط فيها من صفات وراثية من الأب والأم فالذى خلقه من هذه النطفة الضعيفة أليس بقادر على اعادته بعد موته وعن بشر بن جحاش قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بصق يوما فى كفه فوضع عليها أصبعه ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " قال الله تعالى يابن آدم أنى تعجزنى وقد خلقتك من مثل هذه حتى اذا سويتك وعدلتك مشيت بين برديك وللأرض منك وئيد فجمعت ومنعت حتى اذا بلغت التراقى قلت أتصدق وأنى أوان الصدقة ؟ " ولهذا قال تعالى " وَضَرَبَ لَنَا مَثَلٗا وَنَسِيَ خَلۡقَهُۥۖ قَالَ مَن يُحۡيِ ٱلۡعِظَٰمَ وَهِيَ رَمِيم" استبعد اعادة الله تعالى ذى القدرة العظيمة التى خلقت السموات والأرض للأجساد والعظام الرميمة ونسى نفسه وأن الله تعالى خلقه من العدم الى الوجود فعلم من نفسه ماهو أعظم مما استبعده وأنكره وجحده ورد الله عزوجل عليه بقوله " قُلۡ يُحۡيِيهَا ٱلَّذِيٓ أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٖۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلۡقٍ عَلِيمٌ " أى اخبر هذا الجاهل الكافر المنكر للبعث أن الله الذى خلقها أول مرة من العدم أيسر عليه وهو أقدر على اعادتها الى البعث والحياة وهو الذى يعلم العظام فى سائر أقطار الأرض وأرجائها أين ذهبت وأين تفرقت وتمزقت وعن حذيفة رضى الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " ان رجلا حضره الموت فلما يئس من الحياة أوصى أهله اذا أنا مت فاجمعوا لى حطبا كثيرا جزلا ثم أوقدوا فيه نارا حتى اذا أكلت لحمى وخلصت الى عظمى فامتحشت فخذوها فدقوها فذروها فى اليم ففعلوا فجمعه الله تعالى ثم قال له : لم فعلت ذلك؟ قال من خشيتك فغفر الله عز وجل له " وقد أخرج الحديث بألفظ كثيرة منها أنه أمر بنيه أن يحرقوه ثم يسحقوه ثم يذروا نصفه فى البر ونصفه فى البحر فى يوم رائح أىكثير الهواء ففعلوا ذلك ، فأمر الله تعالى البحر فجمع ما فيه وأمر البر فجمع ما فيه ثم قال له كن فاذا هو رجل قائم فقال له ما حملك على ما صنعت ؟ قال : مخافتك وأنت أعلم فما تلاقاه أن غفر له ".

فى سورة الصافات

1 . " وَقَالُوٓاْ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا سِحۡرٞ مُّبِينٌ ١٥ أَءِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابٗا وَعِظَٰمًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ ١٦ أَوَ ءَابَآؤُنَا ٱلۡأَوَّلُونَ ١٧ قُلۡ نَعَمۡ وَأَنتُمۡ دَٰخِرُونَ ١٨ فَإِنَّمَا هِيَ زَجۡرَةٞ وَٰحِدَةٞ فَإِذَا هُمۡ يَنظُرُونَ ١٩

" وَقَالُوٓاْ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا سِحۡرٞ مُّبِينٌ " يقول الكفار للرسول صلى الله عليه وسلم ان ذا الذى جئت به ما هو الا سحر واضح بين ، " أَءِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابٗا وَعِظَٰمًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ*  أَوَ ءَابَآؤُنَا ٱلۡأَوَّلُونَ " يستبعدون أنم يوف يبعثون بعد موتهم هم وأجدادهم الذين سبقوهم فهم يستبعدون ذلك ويكذبون به ، " قُلۡ نَعَمۡ وَأَنتُمۡ دَٰخِرُونَ " يقول الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم أن يؤكدذ ويقول قل لهم يا محمد نعم تبعثون يوم القيامة بعدما تصيرون ترابا وعظاما وأنتم داخرون أى حقيرون تحت القدرة العظيمة كما قال تعالى " وكل أتوه داخرين " وكما قال تعالى " ان الذين يستكبرون عن عبادتى سيدخلون جهنم داخرين "  ثم قال جلت عظمته " فَإِنَّمَا هِيَ زَجۡرَةٞ وَٰحِدَةٞ فَإِذَا هُمۡ يَنظُرُونَ " أى فانما هو أمر واحد من الله عز وجل يدعوهم دعوة واحدة أن يخرجوا من الأرض فاذا هم قيام بين يديه ينظرون الى أهوال يوم القيامة .

11- ) حكم كلمة " قل " فى القرآن الكريم

 11-) حكم كلمة " قل " فى القرآن الكريم 

فى سورة العنكبوت

1 .  "أَوَ لَمۡ يَرَوۡاْ كَيۡفَ يُبۡدِئُ ٱللَّهُ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥٓۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ ١٩ قُلۡ سِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُواْ كَيۡفَ بَدَأَ ٱلۡخَلۡقَۚ ثُمَّ ٱللَّهُ يُنشِئُ ٱلنَّشۡأَةَ ٱلۡأٓخِرَةَۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ٢٠

  " أَوَ لَمۡ يَرَوۡاْ كَيۡفَ يُبۡدِئُ ٱللَّهُ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥٓۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِير" يقول الله تعالى مخبرا عن الخليل عليه السلام أنه أرشد قومه الى اثبات المعاد الذى ينكرونه بما يشاهدونه فى أنفسهم من خلق الله اياهم بعد أن لم يكونواشيئا مذكورا ثم وجدوا وصاروا اناسا سامعين مبصرين فالذى بدأ هذا الخلق قادر على اعادته فانه سهل عليه يسير لديه ، " قُلۡ سِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُواْ كَيۡفَ بَدَأَ ٱلۡخَلۡقَۚ ثُمَّ ٱللَّهُ يُنشِئُ ٱلنَّشۡأَةَ ٱلۡأٓخِرَةَۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِير" أرشد ابراهيم عليه السلام  قومه الى الاعتبار بما فى الآفاق من الآيات المشاهدة من خلق الله الأشياء : السموات وما فيها والأرض وما فيها كل ذلك دال على حدوث الخلق واستمراره وتكراره فهذا دليل على وجود الصانع الفاعل المختار الذى يقول للشىء كن فيكون كقوله تعالى " وهو الذى يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه " والنشأة الآخرة هى يوم البعث يوم القيامة كقوله تعالى " سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق " وكقوله " أم خلقوا من غير شىء أم هم الخالقون أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون " .

2 ." وَقَالُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ ءَايَٰتٞ مِّن رَّبِّهِۦۚ قُلۡ إِنَّمَا ٱلۡأٓيَٰتُ عِندَ ٱللَّهِ وَإِنَّمَآ أَنَا۠ نَذِيرٞ مُّبِينٌ ٥٠ أَوَ لَمۡ يَكۡفِهِمۡ أَنَّآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ يُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَرَحۡمَةٗ وَذِكۡرَىٰ لِقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ ٥١ قُلۡ كَفَىٰ بِٱللَّهِ بَيۡنِي وَبَيۡنَكُمۡ شَهِيدٗاۖ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۗ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلۡبَٰطِلِ وَكَفَرُواْ بِٱللَّهِ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ ٥٢

" وَقَالُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ ءَايَٰتٞ مِّن رَّبِّهِۦ" يقول الله تعالى مخبرا عن المشركين فى تعنتهم وطلبهم آيات ترشدهم الى أن محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله كما أتى صالح بناقته ، " قُلۡ إِنَّمَا ٱلۡأٓيَٰتُ عِندَ ٱللَّهِ" انما أمر ذلك الى الله فانه لو علم أنكم تهتدون لأجابكم الى سؤالكم لأن هذا سهل عليه يسير لديه ، ولكنه يعلم انما قصدتم التعنت فلا يجيبكم الى ذلك كما قال تعالى " وما منعنا أن نرسل بالآيات الا أن كذب بها الأولون * وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها " ، " وَإِنَّمَآ أَنَا۠ نَذِيرٞ مُّبِينٌ " يقول الله تعالى أخبرهم يا محمد وقل لهم انما بعثت نذيرا لكم واضح بين النذارة فعلى أن أبلغكم رسالة الله تعالى كما قال تعالى " ليس عليك هداهم ولكن الله يهدى من يشاء " ،" أَوَ لَمۡ يَكۡفِهِمۡ أَنَّآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ يُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ " قال الله تعالى مبينا كثرة جهل المشركين وسخافة عقلهم حيث طلبوا آيات تدل على صدق محمد صلى الله عليه وسلم فيما جاءهم فرد الله عليهم أنه جاءهم بالكتاب العزيز الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه الذى هو أعظم من كل معجزة اذ عجزت الفصحاء والبلغاء عن معارضته بل عن معارضة عشر سور من مثله بل عن معارضة سورة منه فقال أو لم يكفهم آية أنا أنزلنا عليك هذا الكتاب العظيم الذى فيه خبر ما قبلهم ونبأ ما بعدهم وحكم ما بينهم وأنت رجل أمى لا تقرأ ولا تكتب ولم تخالط أحدا من أهل الكتاب فجئتهم بأخبار ما فى الصحف الأولى ببيان الصواب مما اختلفوا فيه وبالحق الواضح الجلى وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما من الأنبياء من نبى الا قد أعطى من الآيات ما مثله آمن عليه البشر ، وانما كان الذى أوتيته وحيا أوحاه الله الى فأرجوا أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة " ،" إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَرَحۡمَةٗ وَذِكۡرَىٰ لِقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ " وقال تعالى ان فى هذا القرآن لرحمة أى بيانا للحق وازاحة للباطل وذكرى بما فيه من حلول النقمات ونزول العقاب بالمكذبين والعاصين لقوم يؤمنون ، " قُلۡ كَفَىٰ بِٱللَّهِ بَيۡنِي وَبَيۡنَكُمۡ شَهِيدٗا" الله هو الشاهد على وعليكم وأعلم بكل شىء وهو أعلم بما تفيضون فيه من التكذيب ويعلم ما أقول لكم من اخبارى عنه بأنه أرسلنى فلو كنت كاذبا لأنتقم منى كما قال تعالى " ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين " وانما أنا صادق فيما أخبرتكم به ولهذا أيدنى بالمعجزات الواضحات والدلائل القاطعات ، " يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۗ" الله يعلم كل شىء فى السموات والأرض لا تخفى عليه خافية وهذا تعقيب على ما سبق من أن الله هو الشهيد وهو كذلك العليم فشهادته على صدقى بعلمه الذى لا يأتيه الباطل بين يديه ولا من خلفه ولا يخفى عليه خافية فشهادته هى الحق ، "وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلۡبَٰطِلِ وَكَفَرُواْ بِٱللَّهِ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ " يعقب الله سبحانه على قضية الايمان والكفر وجزاء من يكفر بآياته فالذين اتبعوا الباطل وصدقوه وكذبوا بما ارسل الله به رسله من الهدى والآيات سيجزيهم يوم القيامة على ما فعلوا ويقابلهم على ما صنعوا فى تكذيبهم بالحق واتباعهم الباطل كذبوا برسل الله مع قيام الأدلة على صدقهم وآمنوا بالطواغيت والأوثان بلا دليل فسيجزيهم على ذلك انه حكيم عليم .

3 . "وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَحۡيَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ مِنۢ بَعۡدِ مَوۡتِهَا لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۚ قُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ ٦٣

" وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَحۡيَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ مِنۢ بَعۡدِ مَوۡتِهَا لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۚ " لئن سألت هؤلاء الكفار عن تنزيل المطر من السماء فيخرج به الزرع من الأرض القفراء فتدب فيها الحياة وتعيش المخلوقات من الناس والأنعام يعترفون بأن هذا من فعل الله وحده ، " قُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ " يقول الله لرسوله صلى الله عليه وسلم ويأمره بأن يقول الحمد لله هو الذى يتستوجب الحمد على رزقه وتعالى وتنزه فى خلقه وهو المستقل بخلق الأشياء المنفرد بتدبيرها ، فاذا كان الأمر كذلك فلم يعبد غيره ؟ ولم يتوكل على غيره ؟ فكما أنه الواحد فى ملكه فليكن الواحد فى عبادته ، وكثيرا ما يقرر تعالى مقام الالهية بالاعتراف بتوحيد الربوبية ، وقد كان المشركون يعترفون بذلك كما كانوا يقولون فى تلبيتهم لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك ، فاكثر هؤلاء ليس لهم عقول تتدبر وتفكر .

فى سورة الروم

1 . " قُلۡ سِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلُۚ كَانَ أَكۡثَرُهُم مُّشۡرِكِينَ ٤٢

" قُلۡ سِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلُۚ كَانَ أَكۡثَرُهُم مُّشۡرِكِينَ " يأمر الله تعالىرسوله صلى الله عليه وسلم ا، يبلغ ويقول  بالتدبر فيما حدث لمن كذب الرسل وكفر بنعم الله وأفسد من قبل وما حل به من تدمير واهلاك جراء شركه بالله ومعظم من على الأرض من الكفار والمشركين وهذا واقع حتى فى زماننا فالكفار هم أغلب سكان الأرض أما الموحدون وعباد الله المخلصين فهم قليل القليل والعباد كان أكثرهم مشركين وهم الآن كذلك .

فى سورة لقمان

1 . " وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۚ قُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ ٢٥

" وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ" يقول الله تعالى مخبرا عن هؤلاء المشركين به أنهم يعرفون أن الله خالق السموات وحده لا شريك له مقرين بذلك  ومع هذا يعبدون معه شركاء يعترفون أنها خلق له وملك له ، " قُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِۚ  " يأمر الله رسول صلى الله عليه وسلم أن يتوجه الى الله بالحمد وحده اذ قامت الحجة على هؤلاء المشركين باعترافهم فهو المستحق للثناء وحده لا شريك له ، "بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ " ومع ذلك أكثر هؤلاء المشركين لايعلمون الحقائق أو يخفونها ويستكبرون وهم معاندين مكابرين ومعرضين .

فى سورة السجدة

1 . "وَقَالُوٓاْ أَءِذَا ضَلَلۡنَا فِي ٱلۡأَرۡضِ أَءِنَّا لَفِي خَلۡقٖ جَدِيدِۢۚ بَلۡ هُم بِلِقَآءِ رَبِّهِمۡ كَٰفِرُونَ ١٠ ۞قُلۡ يَتَوَفَّىٰكُم مَّلَكُ ٱلۡمَوۡتِ ٱلَّذِي وُكِّلَ بِكُمۡ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ تُرۡجَعُونَ ١١

" وَقَالُوٓاْ أَءِذَا ضَلَلۡنَا فِي ٱلۡأَرۡضِ أَءِنَّا لَفِي خَلۡقٖ جَدِيدِۢ" يقول الله تعالى عن المشركين فى استبعادهم المعاد فيقولون أاذا تمزقت أجسامنا وتفرقت فى أجزاء الأرض أئنا لنعود بعد تلك الحال فهم يستبعدون ذلك ، " بَلۡ هُم بِلِقَآءِ رَبِّهِمۡ كَٰفِرُونَ " وهم يستبعدون البعث بعد الموت ولقاء الله والعودة اليه يوم القيامة هم يستبعدون ذلك وهذا بعيد بالنسبة الى قدراتهم العاجزة  بالنسبة الى قدرة الله الذى بدأهم وخلقهم من العدم الذى انما أمره اذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ، " قُلۡ يَتَوَفَّىٰكُم مَّلَكُ ٱلۡمَوۡتِ ٱلَّذِي وُكِّلَ بِكُمۡ " يرد الله عليهم بقوله أن ملك الموت الموكل من الله والذى يقبض الأرواح عند الموت هو الذى يقبض أرواحكم ولا تستطيعون رد الموت عنكم والظاهر من الآية أن ملك الموت ملك معين من الملائكة وقد سمى فى بعض الآثار بعزرائيل وهو المشهور وقال قتادة وغيره أن له أعوان وهكذاورد فى الحديث أن أعوانه ينتزعون الأرواح من سائر الجسد حتى اذا بلغت الحلقوم تناولها ملك الموت وعن جعفر بن محمد قال سمعت أبىيقول : نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم الى ملك الموت عند رأس رجل من الأنصار فقال له النبى صلى الله عليه وسلم " يا ملك الموت أرفق بصاحبى فانه مؤمن " فقال ملك الموت يا محمد طب نفسا وقر عينا فانى بكل مؤمن رفيق ، واعلم أن ما فى الأرض بيت مدر ولا شعر فى بر ولا بحر الا وأنا أتصفحهم فى كل يوم خمس مرات حتى أنى أعرف بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم ،والله يا محمد لو أنى أردت أن أقبض روح بعوضة ما قدرت على ذلك حتى يكون الله هو الآمر بقبضها ، قال جعفر بلغنى أنه انما يتصفحهم عند مواقيت الصلاة فاذا حضرهم عند الموت فان كان ممن يحافظ على الصلاة دنا منه الملك ودفع عنه الشيطان ولقنه الملك لا اله الا الله محمد رسول الله فى تلك الحال العظيمة " ، "  ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ تُرۡجَعُونَ " يخبر الله تعالى أنهم يرجعون اليه ويبعثون يوم معادهم وقيامهم من قبورهم لجزائهم . 

2 . " وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡفَتۡحُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ٢٨ قُلۡ يَوۡمَ ٱلۡفَتۡحِ لَا يَنفَعُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِيمَٰنُهُمۡ وَلَا هُمۡ يُنظَرُونَ ٢٩ فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ وَٱنتَظِرۡ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ ٣٠

"  وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡفَتۡحُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ " يقول الله تعالى مخبرا عن استعجال الكفار وقوع العذاب وبأس الله بهم وحلول غضبه ونقمته استبعادا وتكذيبا وعنادا متى ينصر الله عليهم محمد صلى الله عليه وسلم كما يزعم أن له وقتا يدال فيه عليهم وينتقم الله فيه منهم فمتى يكون هذا ما يروه هو وأصحابه الا مختفين خائفين ذليلين ، "  قُلۡ يَوۡمَ ٱلۡفَتۡحِ " يرد الله عليهم ويبلغ رسوله صلى الله عليه وسلم أنه اذا حل بهم بأس الله وسخطه وغضبه فى الدنيا والآخرة ، "  لَا يَنفَعُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِيمَٰنُهُمۡ وَلَا هُمۡ يُنظَرُونَ " هنا لاينفع الكافرين بعد أن يتحقق وعد الله فيهم ووقوع أمره بهم أن يرجعوا عما هم فيه ويؤمنوا ولا هم يمهلون حتى يعودوا الى الحق  أو يبتعد عنهم بأس الله ، " فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ وَٱنتَظِرۡ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ " يبلغ الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يعرض عن هؤلاء المشركين ويبلغ ما أرسل اليه من ربه وأن ينتظر فسوف ينجز الله وعده بنصره له وهو منتظر وهم كذلك منتظرون وسيرى عاقبة صبره عليهم وعلى أداء رسالة الله فى نصرته وتأييده وسيجد هؤلاء نحب ما ينتظرونه فيه وفى أصحابه من وبيل عقاب الله لهم وحلول عذابه بهم .

فى سورة الأحزاب

1 . "وَلَوۡ دُخِلَتۡ عَلَيۡهِم مِّنۡ أَقۡطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُواْ ٱلۡفِتۡنَةَ لَأٓتَوۡهَا وَمَا تَلَبَّثُواْ بِهَآ إِلَّا يَسِيرٗا ١٤ وَلَقَدۡ كَانُواْ عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ مِن قَبۡلُ لَا يُوَلُّونَ ٱلۡأَدۡبَٰرَۚ وَكَانَ عَهۡدُ ٱللَّهِ مَسُۡٔولٗا ١٥ قُل لَّن يَنفَعَكُمُ ٱلۡفِرَارُ إِن فَرَرۡتُم مِّنَ ٱلۡمَوۡتِ أَوِ ٱلۡقَتۡلِ وَإِذٗا لَّا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلٗا ١٦ قُلۡ مَن ذَا ٱلَّذِي يَعۡصِمُكُم مِّنَ ٱللَّهِ إِنۡ أَرَادَ بِكُمۡ سُوٓءًا أَوۡ أَرَادَ بِكُمۡ رَحۡمَةٗۚ وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا ١٧

" وَلَوۡ دُخِلَتۡ عَلَيۡهِم مِّنۡ أَقۡطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُواْ ٱلۡفِتۡنَةَ لَأٓتَوۡهَا وَمَا تَلَبَّثُواْ بِهَآ إِلَّا يَسِيرٗا " يخبر الله تعالى عن هؤلاء الذين يقولن ان بيوتنا ليس دونها ما يحجبها من العدو فهم يخشون عليها ليست كما يزعمون فانهم لو دخل عليهم الأعداء من كل جانب من جوانب المدينة وقطر من أقطارها ثم سئلوا الفتنة وهى الدخول فى الكفر لكفروا سريعا ، " وَلَقَدۡ كَانُواْ عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ مِن قَبۡلُ لَا يُوَلُّونَ ٱلۡأَدۡبَٰرَۚ " وهم لا يحافظون على الايمان ولا يستمسكون به مع أدنى خوف وفزع ويذكرهم الله بما كانوا عاهدوا الله من قبل هذا الخوف ألا يولوا الأدبار ولا يفرون من الزحف ، " وَكَانَ عَهۡدُ ٱللَّهِ مَسُۡٔولٗا "  والله تعالى سيسألهم عن ذلك العهد لابد من ذلك العهد والالتزام به وتنفيذه فالمسؤولية عنه أمام الله ، " قُل لَّن يَنفَعَكُمُ ٱلۡفِرَارُ إِن فَرَرۡتُم مِّنَ ٱلۡمَوۡتِ أَوِ ٱلۡقَتۡلِ وَإِذٗا لَّا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلٗا "يقول الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم قل لهم وبلغهم أن فرارهم هذا لا يؤخر آجالهم ولا يطول أعمارهم بل ربما كان ذلك سببا فى تعجيل أخذهم غرة ولهذا قال تعالى وَإِذٗا لَّا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلٗا" أى بعد هربكم وفراركم لن تدوم لكم الحياة فالحياة متعتها قليلة كما قال تعالى " قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى " ، " قُلۡ مَن ذَا ٱلَّذِي يَعۡصِمُكُم مِّنَ ٱللَّهِ " يرد الله عليهم ويقول لرسوله الكريم أن يبلغهم أنه لا عاصم من قدر الله ولا راد لقضائه ولا أحد يستطيع أن يمنعهم من الله ومن قدره المقدر ، "  إِنۡ أَرَادَ بِكُمۡ سُوٓءًا أَوۡ أَرَادَ بِكُمۡ رَحۡمَة" ليس لهم ولا لغيرهم من الله مجير ولا مغيث اذا وقع بهم سوء ولا أحد يستطيع أن يمنع عنهم رحمة الله ونعمته وخيره ان أراد لهم ذلك ، "  وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا " ليس لهم ولا لغيرهم من الله مجير ولا مغيث .

2 . " ياَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لِّأَزۡوَٰجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدۡنَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيۡنَ أُمَتِّعۡكُنَّ وَأُسَرِّحۡكُنَّ سَرَاحٗا جَمِيلٗا ٢٨ وَإِن كُنتُنَّ تُرِدۡنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَٱلدَّارَ ٱلۡأٓخِرَةَ فَإِنَّ ٱللَّهَ أَعَدَّ لِلۡمُحۡسِنَٰتِ مِنكُنَّ أَجۡرًا عَظِيمٗا ٢٩

" يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لِّأَزۡوَٰجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدۡنَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيۡنَ أُمَتِّعۡكُنَّ وَأُسَرِّحۡكُنَّ سَرَاحٗا جَمِيلٗا" هذا أمر من الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم بأن يخبر نساءه بين أن يفارقهن بعد أني يعطيهن حقوقهن  فيذهبن الى غيره ممن يحصل لهن عنده الحياة الدنيا وزينتها وبين الصبر على ما عنده من ضيق الحال ولهن عند الله تعالى فى ذلك الثواب الجزيل فاخترن رضى الله عنهن اله ورسوله والدار الآخرة فجمع الله لهن بعد ذلك بينخير الدنيا وسعادة الآخرة وعن أبى سلمة بن عبد الرحمن أن عائشة رضى الله عنها زوج النبى صلى الله عليه وسلم أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءها حين أمره الله تعالى أن يخير أزواجه قالت فبدأ بى فقال " انى ذاكر لك أمرا فلا عليك أن لا تستعجلى حتى تستأمرى أبويك - وقد علم أن أبوى لم يكونا يأمرانى بفراقه فقلت له ففى أى هذا أستأمر أبوى فانى أريد الله ورسوله والدار الآخرة ثم فعل أزواج النبى صلى الله عليه وسلم ما فعلت   ،" وَإِن كُنتُنَّ تُرِدۡنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَٱلدَّارَ ٱلۡأٓخِرَةَ فَإِنَّ ٱللَّهَ أَعَدَّ لِلۡمُحۡسِنَٰتِ مِنكُنَّ أَجۡرًا عَظِيمٗا " والله يعد من تريد الله ورسوله بالأجر العظيم فى الدنيا والآخرة وقد حدث ذلك وكان تحت النبى صلى الله عليه وسلم تسع نسوة خمس من قريش وهن عائشة وحفصة وأم حبيبة وسودة وأم سلمة رضى الله عنهن وكان تحته من غير قريش صفية بنت حيى النضرية وميمونة بنت الحاث الهلالية وزينب بنت جحش الأسدية وجويرية بنت الحارث المصطلقية رضى الله عليهن وكلهن اخترن البقاء معه والدار الآخرة .  

3 . " يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لِّأَزۡوَٰجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ يُدۡنِينَ عَلَيۡهِنَّ مِن جَلَٰبِيبِهِنَّۚ ذَٰلِكَ أَدۡنَىٰٓ أَن يُعۡرَفۡنَ فَلَا يُؤۡذَيۡنَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا ٥٩

" يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لِّأَزۡوَٰجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ يُدۡنِينَ عَلَيۡهِنَّ مِن جَلَٰبِيبِهِنَّۚ " يقول الله تعالى آمرا رسوله صلى الله عليه وسلم أن يأمر النساء المؤمنات المسلمات - خاصة أزواجه وبناته لشرفهن - بأن يدنين عليهن من جلابيبهن ليتميزن عن سمات نساء الجاهلية وسمات الاماء ، والجلباب هو الرداء فوق الخمار وقال الجوهرى الجلباب الملحفة ، وقال ابن عباس أمر الله نساء المؤمنين اذا خرجن من بيوتهن فى حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عينا واحدة ، وقال محمد بن سيرين سألت عبيدة السلمانى عن ذلك فغطى وجهه وأبرز عينه اليسرى وقال عكرمة تغطى ثغرة نحرها بجلبابها تدنيه عليها ، "ذَٰلِكَ أَدۡنَىٰٓ أَن يُعۡرَفۡنَ فَلَا  يُؤۡذَيۡنَ" اذا فعلن ذلك عرفن انهن حرائر لسن باماء ولا عواهر وقال السدى كان ناس من فساق أهل المدينة يخرجن بالليل حين يختلط الظلام طرق المدينة فيعرضون للنساء وكانت مساكن أهل المدينة ضيقة فاذا كان الليل خرج النساء الى الطرق يقضين حاجتهن فكان أولئك الفساق يبتغون ذلك منهن ، فاذا رأوا المرأة عليها جلباب قالوا هذه حرة فكفوا عنها ، واذا رأوا المرأة ليس عليها جلباب قالوا هذه أمة فوثبوا عليها , وقال مجاهد يتجلبن فيعلم أنهن حرائر فلا يتعرض لهن فاسق بأذى ولا ريبة ،"وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا " كان الله غفورا ورحيما بكم لما سلف فى أيام الجاهلية حيث لم يكن عندهن علم بذلك .

4 . " يَسَۡٔلُكَ ٱلنَّاسُ عَنِ ٱلسَّاعَةِۖ قُلۡ إِنَّمَا عِلۡمُهَا عِندَ ٱللَّهِۚ وَمَا يُدۡرِيكَ لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا ٦٣

" يَسَۡٔلُكَ ٱلنَّاسُ عَنِ ٱلسَّاعَةِ"يقول تعالى مخبرا لرسول صلى الله عليه وسلم أنه لا علم له بالساعة وان سأله الناس عن ذلك ،" إِنَّمَا عِلۡمُهَا عِندَ ٱللَّهِ أرشد الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يرد علم الساعة الى الله عز وجل كما قال فى سورة الأعراف وهى مكية وهذه مدنية فاستمر الحال فى رد علمها الى الله الذى يقيمها ، " وَمَا يُدۡرِيكَ لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا " لكن الله تعالى أخبر رسوله صلى الله عليه وسلم أن الساعة قريبة كما قال تعالى " اقتربت الساعة وانشق القمر " وكما قال تعالى " أتى أمر الله فلا تستعجلوه " .

10 -) حكم كلمة " قل " فى القرآن الكريم

 10- ) حكم كلمة " قل " فى القرآن الكريم 

فى سورة الشعراء

1 . " فَلَا تَدۡعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ فَتَكُونَ مِنَ ٱلۡمُعَذَّبِينَ ٢١٣ وَأَنذِرۡ عَشِيرَتَكَ ٱلۡأَقۡرَبِينَ ٢١٤ وَٱخۡفِضۡ جَنَاحَكَ لِمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٢١٥ فَإِنۡ عَصَوۡكَ فَقُلۡ إِنِّي بَرِيٓءٞ مِّمَّا تَعۡمَلُونَ ٢١٦ وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱلۡعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ ٢١٧ ٱلَّذِي يَرَىٰكَ حِينَ تَقُومُ ٢١٨ وَتَقَلُّبَكَ فِي ٱلسَّٰجِدِينَ ٢١٩ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ ٢٢٠

" فَلَا تَدۡعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ فَتَكُونَ مِنَ ٱلۡمُعَذَّبِينَ " يقول الله تعالى آمرا بعبادته وحده لا شريك له ومخبرا بأن من أشرك به عذبه ، "  وَأَنذِرۡ عَشِيرَتَكَ ٱلۡأَقۡرَبِينَ " يقول الله ععالى آمرا لرسوله صلى الله عليه وسلم أن ينذر عشيرته الأقربين أى الأدنين اليه وأنه لا يخلص أحدا منهم الا ايمانه بربه عز وجل ، " وَٱخۡفِضۡ جَنَاحَكَ لِمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ " أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يلين جانبه لمن اتبعه من عباد الله المؤمنين ، " فَإِنۡ عَصَوۡكَ فَقُلۡ إِنِّي بَرِيٓءٞ مِّمَّا تَعۡمَلُونَ " ومن عصاه من خلق الله كائنا من كان فليتبرا منه وهذه النذارة الخاصة لا تنافى العامة بل هى فرد من أجزائها كما قال تعالى " لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون " وقال تعالى " لتنذر أم القرى ومن حولها " وفى صحيح مسلم " والذىنفسى بيده لا يسمع بى أحد من هذه الأمة يهودى ولا نصرانى ثم لا يؤمن بى الا دخل النار " وعن أبى هريرة قال : لما نزلت هذه الآية " وأنذر عشيرتك الأقربين " دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا فعم وخص فقال " يامعشر قريش أنقذوا أنفسكم من النار ، يا معشر بنى كعب أنقذوا أنفسكم من النار ، يا معشر بنى هاشم أنقذوا أنفسكم من النار ، يا معشر بنى عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار ، يا فاطمة بنت محمد أنقذى نفسك من النار ، فانى والله لا أملك لكم من الله شيئا الا أن لكم رحما سأبلها ببلالها " ، " وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱلۡعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ " يأمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يتوكل عليه فى جميع أموره فانه مؤيده وحافظه وناصره ومظفره ومعلى كلمته فهو العزيز الذى لا عز الا به وهو الرحيم بعباده  ، " ٱلَّذِي يَرَىٰكَ حِينَ تَقُومُ " الذى هو معتن بك كما قال تعالى " فاصبر لحكم ربك فانك بأعيننا " وقال أبن عباس " الذى يراك حين تقوم " يعنى الى الصلاة وقال عكرمة يرى قيامه وركوعه وسجوده وقال قتادة الذى يراك قائما وجالسا وعلى حالتك ، " وَتَقَلُّبَكَ فِي ٱلسَّٰجِدِينَ" قال قتادة يراك فى الصلاة وحدك ويراك فى الجمع ،"إِنَّهُۥ  هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ " الله هو السميع لأقوال عباده العليم بحركاتهم وسكناتهم كما قال تعالى " وما تكون فى شأن ما تتلوا منه من قرآن ولا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه " .

فى سورة النمل

1 . " قُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ وَسَلَٰمٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ ٱلَّذِينَ ٱصۡطَفَىٰٓۗ ءَآللَّهُ خَيۡرٌ أَمَّا يُشۡرِكُونَ ٥٩

" قُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ وَسَلَٰمٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ ٱلَّذِينَ ٱصۡطَفَىٰٓ " يقول الله تعالى آمرا رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول الحمد لله أى على نعمه التى لا تعد ولا تحصى على عباده وعلى ما اتصف به من الصفات العلى والأسماء الحسنى وأن يسلم على عباد الله الذين اصطفاهم واختارهم وهم رسله وأنبياؤه الكرام عليهم السلام وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغيره أن المراد بعباده الذين اصطفى هم الأنبياء وهذا كقوله "سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين " وقال الثورى والسدى هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم اصطفاهم الله لنبيه رضى الله عنهم  ، والقصد أن الله تعالى أمر رسوله صلى الله عليه وسلم ومن اتبعه بعد ذكره لهم ما فعل بأوليائه من النجاة والنصر والتأييد وما أحل بأعدائه من الخزى والنكال والقهر أن يحمدوه على جميع أفعاله وأن يسلموا على عباده المصطفين الأخيار ، "ءَآللَّهُ خَيۡرٌ أَمَّا يُشۡرِكُونَ " استفهام انكار على المشركين فى عبادتهم مع الله آلهة أخرى هل هذه الأصنام التى تشركونها فى عبادة الله التى لا تضر ولا تنفع خير من عبادة الله .

2 . " أَمَّن يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ وَمَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِۗ أَءِلَٰهٞ مَّعَ ٱللَّهِۚ قُلۡ هَاتُواْ بُرۡهَٰنَكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ٦٤

" أَمَّن يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُه" يستمر الاستفهام التقريرى الذى يقر بقدرة الله سبحانه وتعالى فهو الذى بقدرته وسلطانه يبدأ الخلق ثم يعيده كما قال تعالى " ان بطش ربك لشديد * انه هو يبدىء ويعيد " وكقوله " وهو الذى يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه " ، " وَمَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ " والله وحده هو الذى ينزل الرزق من السماء بما ينزل من مطر مبارك فيسلكه ينابيع فى الأرض  وينبت من بركات الأرض ورزقها من زروع وثماروغير ذلك من الرزق من أنعام وما فى باطن الأرض وبحارها ،" أَءِلَٰهٞ مَّعَ ٱللَّهِ " يستمر الاستفهام التقريرى الذى رده ليس هناك أحد غير الله سبحانه وتعالى هو الذى يفعل كل ذلك ويقدر عليه ، " قُلۡ هَاتُواْ بُرۡهَٰنَكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ "يوحى الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم أن يرد عليهم ويقول لهم  اذا كنتم صادقين فيما تشركون مع الله من أصنام وأوثان لا تضر ولا تنفع أأتوا بما لديكم من حجج وبراهين تدل على ما تدعونه ولكن لاحجة لهم ولا برهان وهذا كقوله تعالى " ومن يدع مع الله الها آخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون " .

3 . " قُل لَّا يَعۡلَمُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ ٱلۡغَيۡبَ إِلَّا ٱللَّهُۚ وَمَا يَشۡعُرُونَ أَيَّانَ يُبۡعَثُونَ ٦٥ بَلِ ٱدَّٰرَكَ عِلۡمُهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِۚ بَلۡ هُمۡ فِي شَكّٖ مِّنۡهَاۖ بَلۡ هُم مِّنۡهَا عَمُونَ ٦٦

" قُل لَّا يَعۡلَمُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ ٱلۡغَيۡبَ إِلَّا ٱللَّهُۚ " يقول الله تعالى آمرا رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول معلما لجميع الخلق أنه لا يعلم أحد من أهل السموات والأرض الغيب الا الله عز وجل وهذا استثناء منقطع أى لا يعلم أحد ذلك الا الله وحده فانه المتفرد بذلك وحده لا شريك له كما قال تعالى " وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها الا هو " ، " وَمَا يَشۡعُرُونَ أَيَّانَ يُبۡعَثُونَ " وما يشعر الخلائق الساكنون فى السموات والأرض بوقت الساعة كما قال تعالى " ثقلت فى السموات والأرض لا تأتيكم الا بغتة " أى ثقل علمها على أهل السموات والأرض ، "  بَلِ ٱدَّٰرَكَ عِلۡمُهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَة " قال أبن عباس يقول الله تعالى غاب علمهم بالآخرة فلا يدركون ميعادها أو أن علمهم انتهى وعجز عن معرفة وقتها أو تساوى فى العجز علم المسؤل والسائل كما ثبت فى الصحيح لمسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجبريل وقد سأله عن وقت الساعة " ما المسؤل عنها بأعلم من السائل " أى تساوى فى العجز فى درك ذلك علم المسؤل والسائل  ، " بَلۡ هُمۡ فِي شَكّٖ مِّنۡهَا " الأكثر من ذلك أن هؤلاء المشركون شاكون فى وجود الساعة ووقوعها ، " بَلۡ هُم مِّنۡهَا عَمُونَ "بل هم فى عماية وجهل كبير فى أمر الساعة وشأنها . 

4 . " وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَءِذَا كُنَّا تُرَٰبٗا وَءَابَآؤُنَآ أَئِنَّا لَمُخۡرَجُونَ ٦٧ لَقَدۡ وُعِدۡنَا هَٰذَا نَحۡنُ وَءَابَآؤُنَا مِن قَبۡلُ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّآ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ ٦٨ قُلۡ سِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُجۡرِمِينَ٦٩

" وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَءِذَا كُنَّا تُرَٰبٗا وَءَابَآؤُنَآ أَئِنَّا لَمُخۡرَجُونَ " يقول الله تعالى مخبرا عن منكرى البعث من المشركين أنهم استبعدوا اعادة الأجساد بعد صيرورتها عظاما ورفاتا وترابا ، "  لَقَدۡ وُعِدۡنَا هَٰذَا نَحۡنُ وَءَابَآؤُنَا مِن قَبۡلُ " يقول الكافرون ما زلنا نسمع بهذا نحن وآباؤنا ولا نرى له حقيقة ولا وقوعا ، " إِنۡ هَٰذَآ إِلَّآ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ "هذا أخذه قوم عمن قبلهم من كتبهم يتلقاه بعض عن بعض وليس له حقيقة ، "  قُلۡ سِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُجۡرِمِينَ " يخبر الله تعالى رسوله محمد صلى الله وسلم أن يقول لهؤلاء المشركين المكذبين بالرسل أن يسيروا فى الأرض وينظروا ماذا حدث للمكبين بالرسل زبما جاءوهم به من أمر المعاد وغيره وكيف حلت بهم نقمة الله وعذابه ونكاله زنجى الله من بينهم رسله الكرام ومن اتبعهم من المؤمنين فدل ذلك على صدق ما جاءت به الرسل وصحته ، " وَلَا تَحۡزَنۡ عَلَيۡهِم " يقول الله تعالى مسليا لنبيه صلى الله عليه وسلم أن لا يحزن هلى هؤلاء المكذبين بما جاء به ولا ياسف عليهم وتذهب نفسه عليهم حسرات .

5 . وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ٧١ قُلۡ عَسَىٰٓ أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم بَعۡضُ ٱلَّذِي تَسۡتَعۡجِلُونَ ٧٢

" وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ "يقول الله تعالى مخبرا عن المشركين فى سؤالهم عن يوم القيامة واستبعادهم وقوع ذلك ، " قُلۡ عَسَىٰٓ أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم بَعۡضُ ٱلَّذِي تَسۡتَعۡجِلُونَ " ردف اكم معناها عجل لكم كما قال مجاهد فى رواية عنه " عسى أن يكون ردف لكم " عجل لكم  يقول الله تعالى مخبرا رسوله محمد صلى الله عليه وسلم أن يقول للمشركين كما قال ابن عباس من المحتمل والممكن أن يكون قرب أو أن يقرب لكم بعض الذى تستعجلون وهذا كقوله تعالى "ويقولون متى هو قل عسى أن يكون  قريبا " وقال تعالى " ويستعجلونك بالعذاب وان جهنم لمحيطة بالكافرين ".

6 . " إِنَّمَآ أُمِرۡتُ أَنۡ أَعۡبُدَ رَبَّ هَٰذِهِ ٱلۡبَلۡدَةِ ٱلَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُۥ كُلُّ شَيۡءٖۖ وَأُمِرۡتُ أَنۡ أَكُونَ مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ ٩١ وَأَنۡ أَتۡلُوَاْ ٱلۡقُرۡءَانَۖ فَمَنِ ٱهۡتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهۡتَدِي لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُنذِرِينَ ٩٢ وَقُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ فَتَعۡرِفُونَهَاۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ٩٣

يقول الله تعالى مخبرا عن رسوله صلى الله عليه وسلم " إِنَّمَآ أُمِرۡتُ أَنۡ أَعۡبُدَ رَبَّ هَٰذِهِ ٱلۡبَلۡدَةِ ٱلَّذِي حَرَّمَهَا" أمر الله رسول صلى الله عليه وسلم أن يعبده وهو رب كل شىء وسيده ورب العالمين ورب البلدة وهى مكة وذلك تعظيم لها ولمكانتها فاختصها الله وجعلها بلدا حراما شرعا و قدرا بتحريمه كما ثبت فى الصحيحين عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة " ان هذا البلد حرمه الله يوم خلق السموات والأرض فهو حرام بحرمة الله الى يوم القيامة ، لا يعضد شوكه ولا ينفر صيده ولا يلتقط لقطته الا من عرفها ولا يختلى خلاها " ، "وَلَهُۥ كُلُّ شَيۡء" من باب عطف العام على الخاص أى هو رب هذه البلدة ورب كل شىء ومليكه لا اله الا هو ، " وَأُمِرۡتُ أَنۡ أَكُونَ مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ " يستمر أمر الله وتوجيهه لرسوله صلى الله عليه وسلم أنه من الموحدين المخلصين المنقادين لأمره المطيعين له ، " وَأَنۡ أَتۡلُوَاْ ٱلۡقُرۡءَانَ" وأمرت أن أبلغ هذا القرآن للناس ولى أسوة بالرسل الذين أنذروا قومهم وقاموا بما عليهم من أداء الرسالة اليهم وخلصوا من عهدتهم وحساب أممهم على الله تعالى كقوله تعالى " ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم " وكقوله " نتلو عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق " أى أنا مبلغ ومنذر ، "  فَمَنِ ٱهۡتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهۡتَدِي لِنَفۡسِهِ " والهدى من الله " ليس عليك هداهم " ولكن الله يهدى من يشاء ومن اهتدى فلنفسه فهو مخير ما بين الخير والشر والايمان والضلال والله عليه الحساب ، " وَمَن ضَلَّ فَقُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُنذِرِينَ " ومن ابتعد عن الحق فحسابه على الله وانما أنت منذر ومذكر ولست عليهم بمسيطر وهذا كقوله " فانما عليك البلاغ وعلينا الحساب " وكقوله " انما أنت نذير والله على كل شىء وكيل "  وَقُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ " يدعو الله رسوله محمد صلى الله عليه وسلم الى حمده هو الذى لا يعذب أحدا الا بعد قيام الحجة عليه والانذار اليه ، " سَيُرِيكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ فَتَعۡرِفُونَهَا " هذا ابلاغ من الله سبحانه وتعالى للبشر فآياته فى الكون كثيرة ومع تقدم العلم نكتشف الكثير من آيات الله فى الخلق والكون وهذا لأن القرآن سابق عصره ، " وهذا كقوله " سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق " ، " وَمَا رَبُّكَ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ" الله شهيد على كل شىء ولا يغفل عنه شىء وعن أبى سعيد قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا أيها الناس لا يغترن أحدكم بالله فان الله لو كان غافلا شيئا لأغفل البعوضة والخردلة والذرة " .

فى سورة القصص

1 . " فَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلۡحَقُّ مِنۡ عِندِنَا قَالُواْ لَوۡلَآ أُوتِيَ مِثۡلَ مَآ أُوتِيَ مُوسَىٰٓۚ أَوَ لَمۡ يَكۡفُرُواْ بِمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ مِن قَبۡلُۖ قَالُواْ سِحۡرَانِ تَظَٰهَرَا وَقَالُوٓاْ إِنَّا بِكُلّٖ كَٰفِرُونَ ٤٨ قُلۡ فَأۡتُواْ بِكِتَٰبٖ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ هُوَ أَهۡدَىٰ مِنۡهُمَآ أَتَّبِعۡهُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ٤٩ فَإِن لَّمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَكَ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهۡوَآءَهُمۡۚ وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّنِ ٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ بِغَيۡرِ هُدٗى مِّنَ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ ٥٠

 " فَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلۡحَقُّ مِنۡ عِندِنَا قَالُواْ لَوۡلَآ أُوتِيَ مِثۡلَ مَآ أُوتِيَ مُوسَىٰٓ " يقول الله تعالى مخبرا عن القوم الذين لوعذبهم قبل قيام الحجة عليهم لاحتجوا بأنهم لم يأتهم رسول أنهم لما جاءهم الحق من عنده على لسان محمد صلى الله عليه وسلم قالوا على وجه التعنت والعناد والكفر والجهل والالحاد أنه لم يؤتى من الآيات الكثيرة مثل ما أوتى موسى من الآيات الكثيرة مثل العصا واليد والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم وتنقيص الزروع والثمار مما يضيق على أعداء الله وكفلق البحر وتظليل الغمام وانزال المن والسلوى الى غير ذلك من الآيات الباهرة والحجج القاهرة التى أجراها الله تعالى على يدىموسى عليه السلام حجة وبرهانا له على فرعون وملئه وبنى اسرائيل ومع هذاوكله لم ينجع فى فرعون وملئه بل كفروا بموسى وأخيه هارون كما قالوا لهما " أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياء فى الأرض وما نحن لكما بمؤمنين " ، " أَوَ لَمۡ يَكۡفُرُواْ بِمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ مِن قَبۡلُۖ قَالُواْ سِحۡرَانِ تَظَٰهَرَا وَقَالُوٓاْ إِنَّا بِكُلّٖ كَٰفِرُونَ " يوبخ الله هؤلاء الكفار الذين يتحدثون عن الآيات بأن الله أرسل موسى عليه السلام بالآيات أو لم يكفروا بها وقالوا ساحران تعاونا وتناصرا وصدق كل منهما الآخر  وكفروا بهما  وقال السدى يعنى صدق كل واحد منهما الآخر ،  ، قال مجاهد : امرت اليهود قريشا أن يقولوا لمحمد صلى الله عليه وسلم ذلك فرد الله عليهم بقوله فى هذه الآية  وقال ابن عباس المشركون يعنون التوراة والقرآن لأنه قال من بعده " قُلۡ فَأۡتُواْ بِكِتَٰبٖ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ هُوَ أَهۡدَىٰ مِنۡهُمَآ أَتَّبِعۡهُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ " وكثيرا ما يقرن الله بين التوراة والقرآن كما قال تعالى " قل من أنزل الكتاب الذى جاء به موسى نورا وهدى للناس - الى أن قال - وهذا كتاب أنزلناه مبارك " وقال فى آخر السورة " ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذى أحسن " وقال الجن " انا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه " وقد علم بالضرورة لذوى الألباب أن الله تعالى لم ينزل كتابا من السماء فيما أنزل من الكتب المتعددة على أنبيائه أكمل ولا أشمل ولا أفصح ولا أعظم ولا أشرف من الكتاب الذى أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وهو القرآن وبعده فى الشرف والعظمة الكتاب الذى أنزله على موسى عليه السلام وهو الكتاب الذى قال فيه " انا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء " والانجيل انما أنزل متمما للتوراة ومحلا لبعض ما حرم على بنى اسرائيل ولهذا قال تعالى " قُلۡ فَأۡتُواْ بِكِتَٰبٖ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ هُوَ أَهۡدَىٰ مِنۡهُمَآ أَتَّبِعۡهُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ " أى فيما تدافعون به عن الحق وتعارضون به من الباطل ، " فَإِن لَّمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَكَ " فان لم يجيبوك عما قلت لهم ولم يتبعوا الحق ، " فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهۡوَآءَهُمۡ " وان لم يفعلوا ذلك ولن يفعلوه فاعلم أنهم انما يتبعون أهواءهم باطلا بلا دليل ولا حجة ، "  وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّنِ ٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ بِغَيۡرِ هُدٗى مِّنَ ٱللَّه " يذم الله  من يتبع هواه بدون دليل ولا حجة مأخوذة من كتاب الله بأنه لا يوجد من أضل منه ، " إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ " والله لا يهدى من هو مصر على الكفر ظالم لنفسه بل هو يتخبط فى الكفر والضلال .

2 . " قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيۡكُمُ ٱلَّيۡلَ سَرۡمَدًا إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ مَنۡ إِلَٰهٌ غَيۡرُ ٱللَّهِ يَأۡتِيكُم بِضِيَآءٍۚ أَفَلَا تَسۡمَعُونَ ٧١ قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيۡكُمُ ٱلنَّهَارَ سَرۡمَدًا إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ مَنۡ إِلَٰهٌ غَيۡرُ ٱللَّهِ يَأۡتِيكُم بِلَيۡلٖ تَسۡكُنُونَ فِيهِۚ أَفَلَا تُبۡصِرُونَ ٧٢وَمِن رَّحۡمَتِهِۦ جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ لِتَسۡكُنُواْ فِيهِ وَلِتَبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِهِۦ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ ٧٣

 " قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيۡكُمُ ٱلَّيۡلَ سَرۡمَدًا إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ مَنۡ إِلَٰهٌ غَيۡرُ ٱللَّهِ يَأۡتِيكُم بِضِيَآءٍۚ أَفَلَا تَسۡمَعُونَ " يقول الله تعالى ممتنا على عباده بما سخر لهم من الليل والنهار فهم لا قوام لهم بدونهما وبين الله تعالى أنه لو جعل الليل عليهم دائما سرمدا الى يوم القيامة لأضر ذلك بهم ولسئمته النفوس وانحصرت منه فهو وحده الذى جاء بالضياء الذى يضىء ظلمة الليل ليبصر به الخلائق وتستأنس  وخص الله الليل بالسمع لأنه فى الظلام تتعطل حاسة الرؤيا وتعمل حاسة السمع ، "  قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيۡكُمُ ٱلنَّهَارَ سَرۡمَدًا إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ مَنۡ إِلَٰهٌ غَيۡرُ ٱللَّهِ يَأۡتِيكُم بِلَيۡلٖ تَسۡكُنُونَ فِيهِۚ أَفَلَا تُبۡصِرُونَ " وكذلك اذا جعل الله النهار مستمرا سرمدا دائما الى يوم القيامة لأضر ذلك بعباده ولتعبت الأبدان وكلت من كثرة الحركات والأشغال فلا أحد غيره يأتى بالليل لستريح الأبدان وتسكن من حركاتها وأشغالها وخص البصر فى قوله أفلا تبصرون لأنه الحاسة الأولى فى النهار التى يعتمد عليها البشر فى حركاتهم برؤية الأشياء والتحرك فمن حرم من نعمة البصر تكون حياته ليل دائم وتكون باقى حواسه محدودة الحركة لأنه لا يرى فيتصرف كمن هو أعمى فقد حاسة البصر ولديه كل الحواس ، "  َمِن رَّحۡمَتِهِۦ جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ لِتَسۡكُنُواْ فِيهِ وَلِتَبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِهِۦ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ " من رحمة الله أن جعل هناك توازن بين الليل والنهار بين السكون والحركة فالنهار أنسم بالحركة والليل بالسكون لتستمر الحياة والانسان فى حياته فى حاجة الى كل منهما وهذه النعمة تستوجب الشكر لله بأنواع العبادات بالليل والنهار .

3 . " إِنَّ ٱلَّذِي فَرَضَ عَلَيۡكَ ٱلۡقُرۡءَانَ لَرَآدُّكَ إِلَىٰ مَعَادٖۚ قُل رَّبِّيٓ أَعۡلَمُ مَن جَآءَ بِٱلۡهُدَىٰ وَمَنۡ هُوَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ ٨٥

" إِنَّ ٱلَّذِي فَرَضَ عَلَيۡكَ ٱلۡقُرۡءَانَ لَرَآدُّكَ إِلَىٰ مَعَاد" اختلف فى تفسير هذه الآية بسبب تفسير كلمة " معاد"  فقيل يوم القيامة ويكون التفسير أن الله تعالى يأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ببلاغ الرسالة وتلاوة القرآن على الناس ومخبرا له بأنه سيرده الىمعاد وهو يوم القيامة فيسأله عما استرعاه من أعباء النبوة كقوله " فلنسألن الذين أرسل اليهم ولنسألن المرسلين " وقال تعالى " يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم " وقال السدى عن ابن عباس لرادك الى الجنة ثم سائلك عن القرآن وقال مجاهد يحييك يوم القيامة وقال الحسن البصرى ان له لمعادا فيبعثه الله يوم القيامة ثم يدخله الجنة وعن عكرمة عن ابن عباس "لرادك الى معاد " قال مكة أى لرادك الى مكة كما أخرجك منها وعن الضحاك قال لما خرج النبى صلى الله عليه وسلم من مكة فبلغ الحجفة اشتاق الى مكة فأنزل الله عليه الآية وهذا الكلام يقتضى أن تكون السورة مدنية وان كان مجموع السورة مكيا ،ووجه الجمع بين هذه الأقوال أن ابن عباس فسر ذلك تارة برجوع الرسول صلى الله عليه وسلم الى مكة وهو الفتح الذى هو عند ابن عباس أمارة على اقتراب أجل النبى صلى الله عليه وسلم كما فسر ابن عباس " اذا جاء نصر الله والفتح " أنه أجل الرسول صلى الله عليه وسلم نعى اليه وكان ذلك بحضرة عمر بن الخطاب ووافقه عمر على ذلك ، وفسر ابن عباس تارة أخرى بالموت وتارة بيوم القيامة الذى هو بعد الموت وتارة بالجنة التى هى جزاؤه ومصيره على أداء رسالة الله وابلاغها الى الثقلين الانس والجن ولأنه أكمل خلق الله وأفصح خلق الله وأشرف خلق الله على الاطلاق ، "  قُل رَّبِّيٓ أَعۡلَمُ مَن جَآءَ بِٱلۡهُدَىٰ وَمَنۡ هُوَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِين" يعقب الله تعالى على ذلك أنه قال لرسوله أن يبلغ أنه هو الذى أعلم من هو مهتد ومن هو فى ضلال واضح ممن خالفه وكذبه من قومه المشركين ومن تبعهم على كفرهم قل ربى أعلم بالمهتدى منكم ومنى وستعلمون لمن تكون له عاقبة الدار والنصرة فى الدنيا والآخرة  .

150-] English Literature

150-] English Literature Letitia Elizabeth Landon     List of works In addition to the works listed below, Landon was responsible for nume...