Grammar American & British

Friday, November 11, 2022

10 -) حكم كلمة " قل " فى القرآن الكريم

 10- ) حكم كلمة " قل " فى القرآن الكريم 

فى سورة الشعراء

1 . " فَلَا تَدۡعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ فَتَكُونَ مِنَ ٱلۡمُعَذَّبِينَ ٢١٣ وَأَنذِرۡ عَشِيرَتَكَ ٱلۡأَقۡرَبِينَ ٢١٤ وَٱخۡفِضۡ جَنَاحَكَ لِمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٢١٥ فَإِنۡ عَصَوۡكَ فَقُلۡ إِنِّي بَرِيٓءٞ مِّمَّا تَعۡمَلُونَ ٢١٦ وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱلۡعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ ٢١٧ ٱلَّذِي يَرَىٰكَ حِينَ تَقُومُ ٢١٨ وَتَقَلُّبَكَ فِي ٱلسَّٰجِدِينَ ٢١٩ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ ٢٢٠

" فَلَا تَدۡعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ فَتَكُونَ مِنَ ٱلۡمُعَذَّبِينَ " يقول الله تعالى آمرا بعبادته وحده لا شريك له ومخبرا بأن من أشرك به عذبه ، "  وَأَنذِرۡ عَشِيرَتَكَ ٱلۡأَقۡرَبِينَ " يقول الله ععالى آمرا لرسوله صلى الله عليه وسلم أن ينذر عشيرته الأقربين أى الأدنين اليه وأنه لا يخلص أحدا منهم الا ايمانه بربه عز وجل ، " وَٱخۡفِضۡ جَنَاحَكَ لِمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ " أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يلين جانبه لمن اتبعه من عباد الله المؤمنين ، " فَإِنۡ عَصَوۡكَ فَقُلۡ إِنِّي بَرِيٓءٞ مِّمَّا تَعۡمَلُونَ " ومن عصاه من خلق الله كائنا من كان فليتبرا منه وهذه النذارة الخاصة لا تنافى العامة بل هى فرد من أجزائها كما قال تعالى " لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون " وقال تعالى " لتنذر أم القرى ومن حولها " وفى صحيح مسلم " والذىنفسى بيده لا يسمع بى أحد من هذه الأمة يهودى ولا نصرانى ثم لا يؤمن بى الا دخل النار " وعن أبى هريرة قال : لما نزلت هذه الآية " وأنذر عشيرتك الأقربين " دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا فعم وخص فقال " يامعشر قريش أنقذوا أنفسكم من النار ، يا معشر بنى كعب أنقذوا أنفسكم من النار ، يا معشر بنى هاشم أنقذوا أنفسكم من النار ، يا معشر بنى عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار ، يا فاطمة بنت محمد أنقذى نفسك من النار ، فانى والله لا أملك لكم من الله شيئا الا أن لكم رحما سأبلها ببلالها " ، " وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱلۡعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ " يأمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يتوكل عليه فى جميع أموره فانه مؤيده وحافظه وناصره ومظفره ومعلى كلمته فهو العزيز الذى لا عز الا به وهو الرحيم بعباده  ، " ٱلَّذِي يَرَىٰكَ حِينَ تَقُومُ " الذى هو معتن بك كما قال تعالى " فاصبر لحكم ربك فانك بأعيننا " وقال أبن عباس " الذى يراك حين تقوم " يعنى الى الصلاة وقال عكرمة يرى قيامه وركوعه وسجوده وقال قتادة الذى يراك قائما وجالسا وعلى حالتك ، " وَتَقَلُّبَكَ فِي ٱلسَّٰجِدِينَ" قال قتادة يراك فى الصلاة وحدك ويراك فى الجمع ،"إِنَّهُۥ  هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ " الله هو السميع لأقوال عباده العليم بحركاتهم وسكناتهم كما قال تعالى " وما تكون فى شأن ما تتلوا منه من قرآن ولا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه " .

فى سورة النمل

1 . " قُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ وَسَلَٰمٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ ٱلَّذِينَ ٱصۡطَفَىٰٓۗ ءَآللَّهُ خَيۡرٌ أَمَّا يُشۡرِكُونَ ٥٩

" قُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ وَسَلَٰمٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ ٱلَّذِينَ ٱصۡطَفَىٰٓ " يقول الله تعالى آمرا رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول الحمد لله أى على نعمه التى لا تعد ولا تحصى على عباده وعلى ما اتصف به من الصفات العلى والأسماء الحسنى وأن يسلم على عباد الله الذين اصطفاهم واختارهم وهم رسله وأنبياؤه الكرام عليهم السلام وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغيره أن المراد بعباده الذين اصطفى هم الأنبياء وهذا كقوله "سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين " وقال الثورى والسدى هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم اصطفاهم الله لنبيه رضى الله عنهم  ، والقصد أن الله تعالى أمر رسوله صلى الله عليه وسلم ومن اتبعه بعد ذكره لهم ما فعل بأوليائه من النجاة والنصر والتأييد وما أحل بأعدائه من الخزى والنكال والقهر أن يحمدوه على جميع أفعاله وأن يسلموا على عباده المصطفين الأخيار ، "ءَآللَّهُ خَيۡرٌ أَمَّا يُشۡرِكُونَ " استفهام انكار على المشركين فى عبادتهم مع الله آلهة أخرى هل هذه الأصنام التى تشركونها فى عبادة الله التى لا تضر ولا تنفع خير من عبادة الله .

2 . " أَمَّن يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ وَمَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِۗ أَءِلَٰهٞ مَّعَ ٱللَّهِۚ قُلۡ هَاتُواْ بُرۡهَٰنَكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ٦٤

" أَمَّن يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُه" يستمر الاستفهام التقريرى الذى يقر بقدرة الله سبحانه وتعالى فهو الذى بقدرته وسلطانه يبدأ الخلق ثم يعيده كما قال تعالى " ان بطش ربك لشديد * انه هو يبدىء ويعيد " وكقوله " وهو الذى يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه " ، " وَمَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ " والله وحده هو الذى ينزل الرزق من السماء بما ينزل من مطر مبارك فيسلكه ينابيع فى الأرض  وينبت من بركات الأرض ورزقها من زروع وثماروغير ذلك من الرزق من أنعام وما فى باطن الأرض وبحارها ،" أَءِلَٰهٞ مَّعَ ٱللَّهِ " يستمر الاستفهام التقريرى الذى رده ليس هناك أحد غير الله سبحانه وتعالى هو الذى يفعل كل ذلك ويقدر عليه ، " قُلۡ هَاتُواْ بُرۡهَٰنَكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ "يوحى الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم أن يرد عليهم ويقول لهم  اذا كنتم صادقين فيما تشركون مع الله من أصنام وأوثان لا تضر ولا تنفع أأتوا بما لديكم من حجج وبراهين تدل على ما تدعونه ولكن لاحجة لهم ولا برهان وهذا كقوله تعالى " ومن يدع مع الله الها آخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون " .

3 . " قُل لَّا يَعۡلَمُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ ٱلۡغَيۡبَ إِلَّا ٱللَّهُۚ وَمَا يَشۡعُرُونَ أَيَّانَ يُبۡعَثُونَ ٦٥ بَلِ ٱدَّٰرَكَ عِلۡمُهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِۚ بَلۡ هُمۡ فِي شَكّٖ مِّنۡهَاۖ بَلۡ هُم مِّنۡهَا عَمُونَ ٦٦

" قُل لَّا يَعۡلَمُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ ٱلۡغَيۡبَ إِلَّا ٱللَّهُۚ " يقول الله تعالى آمرا رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول معلما لجميع الخلق أنه لا يعلم أحد من أهل السموات والأرض الغيب الا الله عز وجل وهذا استثناء منقطع أى لا يعلم أحد ذلك الا الله وحده فانه المتفرد بذلك وحده لا شريك له كما قال تعالى " وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها الا هو " ، " وَمَا يَشۡعُرُونَ أَيَّانَ يُبۡعَثُونَ " وما يشعر الخلائق الساكنون فى السموات والأرض بوقت الساعة كما قال تعالى " ثقلت فى السموات والأرض لا تأتيكم الا بغتة " أى ثقل علمها على أهل السموات والأرض ، "  بَلِ ٱدَّٰرَكَ عِلۡمُهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَة " قال أبن عباس يقول الله تعالى غاب علمهم بالآخرة فلا يدركون ميعادها أو أن علمهم انتهى وعجز عن معرفة وقتها أو تساوى فى العجز علم المسؤل والسائل كما ثبت فى الصحيح لمسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجبريل وقد سأله عن وقت الساعة " ما المسؤل عنها بأعلم من السائل " أى تساوى فى العجز فى درك ذلك علم المسؤل والسائل  ، " بَلۡ هُمۡ فِي شَكّٖ مِّنۡهَا " الأكثر من ذلك أن هؤلاء المشركون شاكون فى وجود الساعة ووقوعها ، " بَلۡ هُم مِّنۡهَا عَمُونَ "بل هم فى عماية وجهل كبير فى أمر الساعة وشأنها . 

4 . " وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَءِذَا كُنَّا تُرَٰبٗا وَءَابَآؤُنَآ أَئِنَّا لَمُخۡرَجُونَ ٦٧ لَقَدۡ وُعِدۡنَا هَٰذَا نَحۡنُ وَءَابَآؤُنَا مِن قَبۡلُ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّآ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ ٦٨ قُلۡ سِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُجۡرِمِينَ٦٩

" وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَءِذَا كُنَّا تُرَٰبٗا وَءَابَآؤُنَآ أَئِنَّا لَمُخۡرَجُونَ " يقول الله تعالى مخبرا عن منكرى البعث من المشركين أنهم استبعدوا اعادة الأجساد بعد صيرورتها عظاما ورفاتا وترابا ، "  لَقَدۡ وُعِدۡنَا هَٰذَا نَحۡنُ وَءَابَآؤُنَا مِن قَبۡلُ " يقول الكافرون ما زلنا نسمع بهذا نحن وآباؤنا ولا نرى له حقيقة ولا وقوعا ، " إِنۡ هَٰذَآ إِلَّآ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ "هذا أخذه قوم عمن قبلهم من كتبهم يتلقاه بعض عن بعض وليس له حقيقة ، "  قُلۡ سِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُجۡرِمِينَ " يخبر الله تعالى رسوله محمد صلى الله وسلم أن يقول لهؤلاء المشركين المكذبين بالرسل أن يسيروا فى الأرض وينظروا ماذا حدث للمكبين بالرسل زبما جاءوهم به من أمر المعاد وغيره وكيف حلت بهم نقمة الله وعذابه ونكاله زنجى الله من بينهم رسله الكرام ومن اتبعهم من المؤمنين فدل ذلك على صدق ما جاءت به الرسل وصحته ، " وَلَا تَحۡزَنۡ عَلَيۡهِم " يقول الله تعالى مسليا لنبيه صلى الله عليه وسلم أن لا يحزن هلى هؤلاء المكذبين بما جاء به ولا ياسف عليهم وتذهب نفسه عليهم حسرات .

5 . وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ٧١ قُلۡ عَسَىٰٓ أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم بَعۡضُ ٱلَّذِي تَسۡتَعۡجِلُونَ ٧٢

" وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ "يقول الله تعالى مخبرا عن المشركين فى سؤالهم عن يوم القيامة واستبعادهم وقوع ذلك ، " قُلۡ عَسَىٰٓ أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم بَعۡضُ ٱلَّذِي تَسۡتَعۡجِلُونَ " ردف اكم معناها عجل لكم كما قال مجاهد فى رواية عنه " عسى أن يكون ردف لكم " عجل لكم  يقول الله تعالى مخبرا رسوله محمد صلى الله عليه وسلم أن يقول للمشركين كما قال ابن عباس من المحتمل والممكن أن يكون قرب أو أن يقرب لكم بعض الذى تستعجلون وهذا كقوله تعالى "ويقولون متى هو قل عسى أن يكون  قريبا " وقال تعالى " ويستعجلونك بالعذاب وان جهنم لمحيطة بالكافرين ".

6 . " إِنَّمَآ أُمِرۡتُ أَنۡ أَعۡبُدَ رَبَّ هَٰذِهِ ٱلۡبَلۡدَةِ ٱلَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُۥ كُلُّ شَيۡءٖۖ وَأُمِرۡتُ أَنۡ أَكُونَ مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ ٩١ وَأَنۡ أَتۡلُوَاْ ٱلۡقُرۡءَانَۖ فَمَنِ ٱهۡتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهۡتَدِي لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُنذِرِينَ ٩٢ وَقُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ فَتَعۡرِفُونَهَاۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ٩٣

يقول الله تعالى مخبرا عن رسوله صلى الله عليه وسلم " إِنَّمَآ أُمِرۡتُ أَنۡ أَعۡبُدَ رَبَّ هَٰذِهِ ٱلۡبَلۡدَةِ ٱلَّذِي حَرَّمَهَا" أمر الله رسول صلى الله عليه وسلم أن يعبده وهو رب كل شىء وسيده ورب العالمين ورب البلدة وهى مكة وذلك تعظيم لها ولمكانتها فاختصها الله وجعلها بلدا حراما شرعا و قدرا بتحريمه كما ثبت فى الصحيحين عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة " ان هذا البلد حرمه الله يوم خلق السموات والأرض فهو حرام بحرمة الله الى يوم القيامة ، لا يعضد شوكه ولا ينفر صيده ولا يلتقط لقطته الا من عرفها ولا يختلى خلاها " ، "وَلَهُۥ كُلُّ شَيۡء" من باب عطف العام على الخاص أى هو رب هذه البلدة ورب كل شىء ومليكه لا اله الا هو ، " وَأُمِرۡتُ أَنۡ أَكُونَ مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ " يستمر أمر الله وتوجيهه لرسوله صلى الله عليه وسلم أنه من الموحدين المخلصين المنقادين لأمره المطيعين له ، " وَأَنۡ أَتۡلُوَاْ ٱلۡقُرۡءَانَ" وأمرت أن أبلغ هذا القرآن للناس ولى أسوة بالرسل الذين أنذروا قومهم وقاموا بما عليهم من أداء الرسالة اليهم وخلصوا من عهدتهم وحساب أممهم على الله تعالى كقوله تعالى " ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم " وكقوله " نتلو عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق " أى أنا مبلغ ومنذر ، "  فَمَنِ ٱهۡتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهۡتَدِي لِنَفۡسِهِ " والهدى من الله " ليس عليك هداهم " ولكن الله يهدى من يشاء ومن اهتدى فلنفسه فهو مخير ما بين الخير والشر والايمان والضلال والله عليه الحساب ، " وَمَن ضَلَّ فَقُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُنذِرِينَ " ومن ابتعد عن الحق فحسابه على الله وانما أنت منذر ومذكر ولست عليهم بمسيطر وهذا كقوله " فانما عليك البلاغ وعلينا الحساب " وكقوله " انما أنت نذير والله على كل شىء وكيل "  وَقُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ " يدعو الله رسوله محمد صلى الله عليه وسلم الى حمده هو الذى لا يعذب أحدا الا بعد قيام الحجة عليه والانذار اليه ، " سَيُرِيكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ فَتَعۡرِفُونَهَا " هذا ابلاغ من الله سبحانه وتعالى للبشر فآياته فى الكون كثيرة ومع تقدم العلم نكتشف الكثير من آيات الله فى الخلق والكون وهذا لأن القرآن سابق عصره ، " وهذا كقوله " سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق " ، " وَمَا رَبُّكَ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ" الله شهيد على كل شىء ولا يغفل عنه شىء وعن أبى سعيد قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا أيها الناس لا يغترن أحدكم بالله فان الله لو كان غافلا شيئا لأغفل البعوضة والخردلة والذرة " .

فى سورة القصص

1 . " فَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلۡحَقُّ مِنۡ عِندِنَا قَالُواْ لَوۡلَآ أُوتِيَ مِثۡلَ مَآ أُوتِيَ مُوسَىٰٓۚ أَوَ لَمۡ يَكۡفُرُواْ بِمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ مِن قَبۡلُۖ قَالُواْ سِحۡرَانِ تَظَٰهَرَا وَقَالُوٓاْ إِنَّا بِكُلّٖ كَٰفِرُونَ ٤٨ قُلۡ فَأۡتُواْ بِكِتَٰبٖ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ هُوَ أَهۡدَىٰ مِنۡهُمَآ أَتَّبِعۡهُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ٤٩ فَإِن لَّمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَكَ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهۡوَآءَهُمۡۚ وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّنِ ٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ بِغَيۡرِ هُدٗى مِّنَ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ ٥٠

 " فَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلۡحَقُّ مِنۡ عِندِنَا قَالُواْ لَوۡلَآ أُوتِيَ مِثۡلَ مَآ أُوتِيَ مُوسَىٰٓ " يقول الله تعالى مخبرا عن القوم الذين لوعذبهم قبل قيام الحجة عليهم لاحتجوا بأنهم لم يأتهم رسول أنهم لما جاءهم الحق من عنده على لسان محمد صلى الله عليه وسلم قالوا على وجه التعنت والعناد والكفر والجهل والالحاد أنه لم يؤتى من الآيات الكثيرة مثل ما أوتى موسى من الآيات الكثيرة مثل العصا واليد والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم وتنقيص الزروع والثمار مما يضيق على أعداء الله وكفلق البحر وتظليل الغمام وانزال المن والسلوى الى غير ذلك من الآيات الباهرة والحجج القاهرة التى أجراها الله تعالى على يدىموسى عليه السلام حجة وبرهانا له على فرعون وملئه وبنى اسرائيل ومع هذاوكله لم ينجع فى فرعون وملئه بل كفروا بموسى وأخيه هارون كما قالوا لهما " أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياء فى الأرض وما نحن لكما بمؤمنين " ، " أَوَ لَمۡ يَكۡفُرُواْ بِمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ مِن قَبۡلُۖ قَالُواْ سِحۡرَانِ تَظَٰهَرَا وَقَالُوٓاْ إِنَّا بِكُلّٖ كَٰفِرُونَ " يوبخ الله هؤلاء الكفار الذين يتحدثون عن الآيات بأن الله أرسل موسى عليه السلام بالآيات أو لم يكفروا بها وقالوا ساحران تعاونا وتناصرا وصدق كل منهما الآخر  وكفروا بهما  وقال السدى يعنى صدق كل واحد منهما الآخر ،  ، قال مجاهد : امرت اليهود قريشا أن يقولوا لمحمد صلى الله عليه وسلم ذلك فرد الله عليهم بقوله فى هذه الآية  وقال ابن عباس المشركون يعنون التوراة والقرآن لأنه قال من بعده " قُلۡ فَأۡتُواْ بِكِتَٰبٖ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ هُوَ أَهۡدَىٰ مِنۡهُمَآ أَتَّبِعۡهُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ " وكثيرا ما يقرن الله بين التوراة والقرآن كما قال تعالى " قل من أنزل الكتاب الذى جاء به موسى نورا وهدى للناس - الى أن قال - وهذا كتاب أنزلناه مبارك " وقال فى آخر السورة " ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذى أحسن " وقال الجن " انا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه " وقد علم بالضرورة لذوى الألباب أن الله تعالى لم ينزل كتابا من السماء فيما أنزل من الكتب المتعددة على أنبيائه أكمل ولا أشمل ولا أفصح ولا أعظم ولا أشرف من الكتاب الذى أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وهو القرآن وبعده فى الشرف والعظمة الكتاب الذى أنزله على موسى عليه السلام وهو الكتاب الذى قال فيه " انا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء " والانجيل انما أنزل متمما للتوراة ومحلا لبعض ما حرم على بنى اسرائيل ولهذا قال تعالى " قُلۡ فَأۡتُواْ بِكِتَٰبٖ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ هُوَ أَهۡدَىٰ مِنۡهُمَآ أَتَّبِعۡهُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ " أى فيما تدافعون به عن الحق وتعارضون به من الباطل ، " فَإِن لَّمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَكَ " فان لم يجيبوك عما قلت لهم ولم يتبعوا الحق ، " فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهۡوَآءَهُمۡ " وان لم يفعلوا ذلك ولن يفعلوه فاعلم أنهم انما يتبعون أهواءهم باطلا بلا دليل ولا حجة ، "  وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّنِ ٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ بِغَيۡرِ هُدٗى مِّنَ ٱللَّه " يذم الله  من يتبع هواه بدون دليل ولا حجة مأخوذة من كتاب الله بأنه لا يوجد من أضل منه ، " إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ " والله لا يهدى من هو مصر على الكفر ظالم لنفسه بل هو يتخبط فى الكفر والضلال .

2 . " قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيۡكُمُ ٱلَّيۡلَ سَرۡمَدًا إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ مَنۡ إِلَٰهٌ غَيۡرُ ٱللَّهِ يَأۡتِيكُم بِضِيَآءٍۚ أَفَلَا تَسۡمَعُونَ ٧١ قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيۡكُمُ ٱلنَّهَارَ سَرۡمَدًا إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ مَنۡ إِلَٰهٌ غَيۡرُ ٱللَّهِ يَأۡتِيكُم بِلَيۡلٖ تَسۡكُنُونَ فِيهِۚ أَفَلَا تُبۡصِرُونَ ٧٢وَمِن رَّحۡمَتِهِۦ جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ لِتَسۡكُنُواْ فِيهِ وَلِتَبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِهِۦ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ ٧٣

 " قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيۡكُمُ ٱلَّيۡلَ سَرۡمَدًا إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ مَنۡ إِلَٰهٌ غَيۡرُ ٱللَّهِ يَأۡتِيكُم بِضِيَآءٍۚ أَفَلَا تَسۡمَعُونَ " يقول الله تعالى ممتنا على عباده بما سخر لهم من الليل والنهار فهم لا قوام لهم بدونهما وبين الله تعالى أنه لو جعل الليل عليهم دائما سرمدا الى يوم القيامة لأضر ذلك بهم ولسئمته النفوس وانحصرت منه فهو وحده الذى جاء بالضياء الذى يضىء ظلمة الليل ليبصر به الخلائق وتستأنس  وخص الله الليل بالسمع لأنه فى الظلام تتعطل حاسة الرؤيا وتعمل حاسة السمع ، "  قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيۡكُمُ ٱلنَّهَارَ سَرۡمَدًا إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ مَنۡ إِلَٰهٌ غَيۡرُ ٱللَّهِ يَأۡتِيكُم بِلَيۡلٖ تَسۡكُنُونَ فِيهِۚ أَفَلَا تُبۡصِرُونَ " وكذلك اذا جعل الله النهار مستمرا سرمدا دائما الى يوم القيامة لأضر ذلك بعباده ولتعبت الأبدان وكلت من كثرة الحركات والأشغال فلا أحد غيره يأتى بالليل لستريح الأبدان وتسكن من حركاتها وأشغالها وخص البصر فى قوله أفلا تبصرون لأنه الحاسة الأولى فى النهار التى يعتمد عليها البشر فى حركاتهم برؤية الأشياء والتحرك فمن حرم من نعمة البصر تكون حياته ليل دائم وتكون باقى حواسه محدودة الحركة لأنه لا يرى فيتصرف كمن هو أعمى فقد حاسة البصر ولديه كل الحواس ، "  َمِن رَّحۡمَتِهِۦ جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ لِتَسۡكُنُواْ فِيهِ وَلِتَبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِهِۦ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ " من رحمة الله أن جعل هناك توازن بين الليل والنهار بين السكون والحركة فالنهار أنسم بالحركة والليل بالسكون لتستمر الحياة والانسان فى حياته فى حاجة الى كل منهما وهذه النعمة تستوجب الشكر لله بأنواع العبادات بالليل والنهار .

3 . " إِنَّ ٱلَّذِي فَرَضَ عَلَيۡكَ ٱلۡقُرۡءَانَ لَرَآدُّكَ إِلَىٰ مَعَادٖۚ قُل رَّبِّيٓ أَعۡلَمُ مَن جَآءَ بِٱلۡهُدَىٰ وَمَنۡ هُوَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ ٨٥

" إِنَّ ٱلَّذِي فَرَضَ عَلَيۡكَ ٱلۡقُرۡءَانَ لَرَآدُّكَ إِلَىٰ مَعَاد" اختلف فى تفسير هذه الآية بسبب تفسير كلمة " معاد"  فقيل يوم القيامة ويكون التفسير أن الله تعالى يأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ببلاغ الرسالة وتلاوة القرآن على الناس ومخبرا له بأنه سيرده الىمعاد وهو يوم القيامة فيسأله عما استرعاه من أعباء النبوة كقوله " فلنسألن الذين أرسل اليهم ولنسألن المرسلين " وقال تعالى " يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم " وقال السدى عن ابن عباس لرادك الى الجنة ثم سائلك عن القرآن وقال مجاهد يحييك يوم القيامة وقال الحسن البصرى ان له لمعادا فيبعثه الله يوم القيامة ثم يدخله الجنة وعن عكرمة عن ابن عباس "لرادك الى معاد " قال مكة أى لرادك الى مكة كما أخرجك منها وعن الضحاك قال لما خرج النبى صلى الله عليه وسلم من مكة فبلغ الحجفة اشتاق الى مكة فأنزل الله عليه الآية وهذا الكلام يقتضى أن تكون السورة مدنية وان كان مجموع السورة مكيا ،ووجه الجمع بين هذه الأقوال أن ابن عباس فسر ذلك تارة برجوع الرسول صلى الله عليه وسلم الى مكة وهو الفتح الذى هو عند ابن عباس أمارة على اقتراب أجل النبى صلى الله عليه وسلم كما فسر ابن عباس " اذا جاء نصر الله والفتح " أنه أجل الرسول صلى الله عليه وسلم نعى اليه وكان ذلك بحضرة عمر بن الخطاب ووافقه عمر على ذلك ، وفسر ابن عباس تارة أخرى بالموت وتارة بيوم القيامة الذى هو بعد الموت وتارة بالجنة التى هى جزاؤه ومصيره على أداء رسالة الله وابلاغها الى الثقلين الانس والجن ولأنه أكمل خلق الله وأفصح خلق الله وأشرف خلق الله على الاطلاق ، "  قُل رَّبِّيٓ أَعۡلَمُ مَن جَآءَ بِٱلۡهُدَىٰ وَمَنۡ هُوَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِين" يعقب الله تعالى على ذلك أنه قال لرسوله أن يبلغ أنه هو الذى أعلم من هو مهتد ومن هو فى ضلال واضح ممن خالفه وكذبه من قومه المشركين ومن تبعهم على كفرهم قل ربى أعلم بالمهتدى منكم ومنى وستعلمون لمن تكون له عاقبة الدار والنصرة فى الدنيا والآخرة  .

No comments:

214- ] English Literature

214- ] English Literature D. H. Lawrence Summary D.H. Lawrence (1885-1930)  is best known for his infamous novel 'Lady Chatterley'...