Grammar American & British

Saturday, October 22, 2022

3 -)حكم كلمة "قل" فى القرآن

3 - ) حكم كلمة "قل" فى القرآن

فى سورة النساء

1 . " ألم تر الى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال اذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا الى أجل قريب قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا * أينما تكونوا يدركم الموت ولو كنتم فى بروج مشيدة وان تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وان تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا " 77 - 78

عن ابن عباس أن عبد الرحمن بن عوف وأصحابا له أتوا النبى صلى الله عليه وسلم بمكة فقالوا يانبى الله كنا فى عزة ونحن مشركون فلما آمنا صرنا أذلة قال " انى أمرت بالعفو فلا تقاتلوا القوم " فلما حوله الله الى المدينة أمره بالقتال فكفوا فأنزل الله الآية وقال السدى لم يكن عليهم الا الصلاة والزكاة ، فسألوا الله أن يفرض عليهم القتال فلما فرض عليهم القتال " اذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتب علينا القتال لولا أخرتنا الى أجل قريب " والأجل القريب هو الموت أى بعد أن فرض الله القتال كان هناك فريق جبن من القتال خوفا من الناس فكان خوفهم من الناس كخوف الله أو أشد من خوف الله ويرد الله عليهم فيبلغ أمره لرسوله صلى الله عليه وسلم ان يقول لهم ويبلغهم " قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فليلا " أمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن الدنيا زائلة ومتاعها قليل ومن يخاف الله ويتقه ويؤمن به فان الآخرة خير من الدنيا فيوفيهم الله جزاءهم وهو العادل ولن يظلمهم حتى الفتيل وهو ما بداخل التمرة وهذه تسلية لهم عن الدنيا وترغيب فى الآخرة وتحريض على الجهاد ، ويرد الله عليهم أنتم صائرون الى الموت لا محالة ولا ينجو منه أحد منكم كما قال تعالى " كل من عليها فان" وقال تعالى " كل نفس ذائقة الموت " وقال تعالى " وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد " والمقصود أن كل أحد صائر الى الموت لا محالة ولا ينجيه من ذلك شىء سواء جاهد أو لم يجاهد فان له أجلا محتوما ، ومقاما مقسوما ولو كنتم فى حصون حصينة منيعة عالية رفيعة وقيل هى بروج فى السماء والصحيح أنها المنيعة أى لا يغنى حذر وتحصن من الموت ويحدث سبحانه وتعالى عن الناس ان يصبهم خصب ورزق من ثمار وزروع وأولاد ونحو ذلك ينسبوه الى الله وان يصبهم قحط وجدب ونقص فى الثمار والزروع أو موت أولاد أو نتاج أو غير ذلك وكما يقول أبو العالية والسدى يقولون أن هذه من قبلك وبسبب اتباعنا لك واقتدائنا بدينك وهذا ما قاله المنافقون الذين دخلوا فى الاسلام ظاهرا وهم كارهون له فى نفس الأمر وهذا اذا أصابهم شر انما يسندونه الى اتباعهم للنبى صلى الله عليه وسلم وقال السدى وان تصبهم حسنة  قال الحسنة الخصب تنتج مواشيهم وخيولهم ويحسن حالهم وتلد نساؤهم الغلمان " قالوا هذه من عند الله "  "وان تصبهم السيئة " والسيئة الجدب والضرر فى أموالهم تشاءموا بمحمد صلى الله عليه وسلم وقالوا هذه من عندك يقولون بتركنا ديننا واتباعنا محمدا أصابنا هذا البلاء فأنزل الله عز وجل " قل كل من عند الله " أى الجميع بقضاء الله وقدره وهو نافذ فى البر والفاجر والمؤمن والكافر وقال ابن عباس قل كل من عند الله أى الحسنة والسيئة ثم قال تعالى منكرا على هؤلاء القائلين هذه المقال الصادرة عن شك وريب وقلة فهم وعلم وكثرة جهل وظلم .

2 . " يسستفتونك قل الله يفتيكم فى الكلالة ان امرؤا هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها ان لم يكن لها ولد فان كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك وان كانوا اخوة رجالا ونساء فللذكر مثل حظ الأنثيين يبين الله لكم أن تضلوا والله بكل شىء عليم " 176

الآية فى ختام سورة النساء وتتحدث عن أمر من أمور الميراث فى حالة فقهية جديدة وهى الافتاء من الله فى أمر وهو الكلالة وفسرها العلماء بمن يموت وليس له ولد ولا والد ومن الناس من يقول الكلالة من لا ولد له كما دلة عليه هذه الآية ، وقد أشكل حكم الكلالة على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه كما ثبت عنه فى الصحيحين أنه قال : ثلاث وددت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عهد الينا فيهن عهدا ننتهى اليه - الجد والكلالة وباب من أبواب الربا ، يتحدث الله عن هذا الأمر  وهو طلب الفتيا من الرسول صلى الله عليه وسلم ويعلمه الله ويخبره أن يقول للمسلمين الفتيا  وهو ان هلك شخص ليس له ولد ولا والد ويدل على ذلك قوله " وله أخت فلها نصف ما ترك " ولو كان معها أب لم ترث شيئا لأنه يحجبها بالاجماع فدل على أنه لا والد له بنص القرآن ولا ولد لأن الأخت لا يفرض لها النصف مع الوالد بل ليس لها ميراث بالكلية ، وعن ابن عباس وابن الزبير كانا يقولان فى الميت ترك بنتا وأختا أنه لا شىء للأخت لقوله " ان امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك " قال فاذا ترك بنتا فقد ترك ولدا فلا شىء للأخت وخالفهما الجمهور فى ذلك فقالوا فى هذه المسألة للبنت النصف بالفرض وللأخت النصف الآخر بالتعصيب بدليل غير هذه الآية ، " وهو يرثها ان لم يكن لها ولد "أى والأخ يرث جميع مالها اذا ماتت كلالة وليس لها ولد ولا والد لأنه لو كان لها والد لم يرث الأخ شيئا ، " فان كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك " أى فان كان لمن يموت كلالة أختان فرض لهما الثلثان وكذا ما زاد على الأختين فى حكمهما ومن هنا أخذ الجماعة حكم البنتين كما استفيد حكم الأخوات من البنات فى قوله "فان كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك " ، " وان كانوا اخوة رجالا ونساء فللذكر مثل حظ الأنثيين" هذا حكم العصبات من البنين وبنى البنين والاخوة اذا اجتمع ذكورهم واناثهم أعطى الذكر مثل حظ الأنثيين وقوله " يبين الله لكم" أى يفرض لكم فرائضه ويحد لكم حدوده ويوضح لكم شرائعه وقوله "أن تضلوا" أى لئلا تضلوا عن الحق بعد البيان ، " والله بكل شىء عليم" أى هو عالم بعواقب الأمور ومصالحها وما فيها من الخير لعباده وما يستحقه كل واحد من القربات بحسب قربه من المتوفى .

وردت "قل" فى سورة النساء فى موضعين للرد على من كانوا يطالبون ان يفرض القتال ففرضه الله ولكن بعد فرضه أعرضوا فنزل الوحى من الله أن يقول لهم أن الله قد كتب الآجال والأعمار ، وفى الموضع الآخر هو تعليم الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم الفتيا فى أمر الكلالة .

فى سورة المائدة

1 . "يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلموهن مما علمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه واتقوا الله ان الله سريع الحساب " 4

تكررت "يسألونك" فى آيات القرآن والسؤال هو مفتاح العلم وكان السؤال فى أمور متعددة لمعرفة رد الرسول صلى الله عليه وسلم فيعلمه الله ويوحى اليه أن يقول ويبلغ وهذه الآية تتبع نفس النهج ، بعد أن ذكر الله المحرمات تناولت الآيات ما أحل الله ليخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم من حوله فأحل الله الطيبات وهو لفظ جامع وقال مقاتل : الطيبات ما أحل لهم من كل شىء أن يصيدوه وهو الحلال من الرزق ،

"وما علمتم من الجوارح مكلبين" عن ابن عباس هى الكلاب المعلمة والبازى وكل طير يعلم للصيد والجوارح يعنى الكلاب الضوارى والفهود والصقور وأشباهها وقال الحسن : الباز والصقر من الجوارح والمحكى عن الجمهور أن الصيد بالطيور كالصيد بالكلاب لأنها تكلب الصيد بمخالبها كما تكلبه الكلاب فلا فرق ، وسميت هذه الحيوانات التى يصطاد بهن جوارح من الجرح وهو الكسب كما تقول العرب فلان جرح أهله خيرا أى كسبهم خيرا ، ويقولون فلان لا جارح له أى لا كاسب له كما قال تعالى " ويعلم ما جرحتم بالنهار" أى ما كسبتم من خير وشر وقال النبى صلى الله ليه وسلم " اذا أرسل الرجل كلبه فأمسك عليه فليأكل ما لم يأكل " ، " مكلبين" أى ما علمتم من الجوارح فى حال كونهن مكلبات للصيد وذلك أن تقتنصه بمخالبها أو أظفارها فيستدل بذلك أن الجارح اذا قتل الصيد بصدمته ولا بمخالبه وظفره أنه لا يحل،"تعلموهن مما علمكم الله " يعلمه اذا أرسله استرسل واذا أشلاه استشلى واذا أخذ الصيد أمسكه على صاحبه حتى يجىء اليه ولا يمسكه لنفسه ولهذا قال تعالى " فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه" فمتى كان الجارح معلما وأمسك على صاحبه وكان قد ذكر اسم الله عليه وقت ارساله حل الصيد وان قتله بالاجماع ، وقد وردت السنة بمثل ما دلت عليه هذه الآية الكريمة كما ثبت فى الصحيحين عن عدى بن حام قال قلت يارسول الله انى أرسل الكلاب المعلمة وأذكر اسم الله فقال " اذا أرسلت كلبك المعلم وذكرت اسم الله فكل ما أمسك عليك " قلت وان قتلن ؟ قال " وان قتلن ما لم يشركها كلب ليس منها فانك انما سميت على كلبك ولم تسم على غيره فأصيب" قلت له فانى أرمى بالمعراض الصيد ؟ فقال "اذا رميت بالمعراض فخزق فكله ، وان أصابه برض فانه وقيذ فلا تأكله " والصحيح من مذهب الشافعى أنه اذا أكل الكلب من الصيد يحرم مطلقا ولم يستفصلوا وحكى عن طائفة من السلف أنهم قالوا لا يحرم مطلقا  ، وتدعو الآية الى تقوى الله فى تنفيذ أحكامه فهو الذى يحاسب على الأقوال والأفعال وهو يمهل ولا يهمل فحسابه سريع .

2 . " لقد كفر الذين قالوا ان الله هم المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئا ان اراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن فى الأرض جميعا ولله ملك السموات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شىء قدير " 17

يقول تعالى مخبرا وحاكيا بكفر النصارى فى ادعائهم فى المسيح ابن مريم وهو عبد من عباد الله وخلق من خلقه أنه هو الله ، فيوحى الى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم ويخبرهم عن قدرة الله تعالى على الأشياء وكونها تحت قهره وسلطانه " قل فمن يملك من الله شيئا ان أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن فى الأرض جميعا" لو أراد الله أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه وجميع من فى الأرض فمن ذا الذى كان يمنعه منه أو من ذا الذى يقدر لى صرفه على ذلك ثم قال " ولله ملك السموات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شىء قدير " أى جميع الموجودات ملكه وخلقه وهو القادر على ما يشاء لا يسئل عما يفعل بقدرته وسلطانه وعدله وعظمته .

3 . " وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ملك السموات والأرض وما بينهما واليه المصير " 18

يوحى الله سبحانه الى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم أن يقول ويرد على زعم اليهود والنصارى وافترائهم ورد الله تعالى عليهم أنهم أبناء الله وأحباؤه وهم المقربون اليه وهم يقولون   نحن منتسبون الى أنبياء الله وهم بنوه وله بهم عناية وهو يحبنا ونقلوا عن كتابهم أن الله تعالى قال لعبده اسرائيل أنت ابنى بكرى فحملوا هذا على غير تاويله وحرفوه وأوحى الى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم ويرد عليهم " قل فلم يعذبكم بذنوبكم " أى لو كنتم كما تدعون أبناؤه وأحباؤه فلم أعددت لكم نار جهنم على كفركم وكذبكم وافترائكم ؟ ، " بل أنتم بشر ممن خلق " ويستطرد الرد من الله تعالى أن لكم أسوة أمثالكم من بنى آدم وهو سبحانه الحاكم فى جميع عباده ، " يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء " هو وحده الذى بيده المغفرة ويقبل التوبة ممن يشاء من عباده برحمته وحكمته ويعذب من يستحق العذاب من عباده فهو فعال لما يريد لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب ، " ولله ملك السموات والأرض وما بينهما " أى جميع ما فى السموات والأرض ملكه وتحت قهره وسلطانه ، " واليه المصير" فهو اليه المرجع والمآب فيحكم فى عباده ما يشاء وهو العادل الذى لا يجور ، وعن ابن عباس قال وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم نعمان ابن آضا وبحرى بن عمرو وشاس بن عدى فكلموه وكلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعاهم الى الله وحذرهم نقمته فقالوا ما تخوفنا يا محمد نحن والله أبناء الله وأحباؤه كقول النصارى فأنزل الله فيهم الآية .

4 . "قل يا أهل الكتاب هل تنقمون منا الا أن آمنا بالله وما أنزل الينا وما أنزل من قبل وأن أكثركم فاسقون * قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل " 59 - 60

يقول تعالى قل يا محمد لهؤلاء الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من أهل الكتاب " هل تنقمون منا الا أن آمنا بالله وما أنزل الينا وما أنزل من قبل " أى هل لكم علينا مطعن أو عيب الا أننا آمنا بالله وما أنزله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من رسالة وما أنزله الله على النبيين من قبل لا نفرق بين أحد منهم ؟ وهذا ليس بعيب ولا مذمة فيكون الاستثناء منقطعا كما فى قوله تعالى " وما نقموا منهم الا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد " ، " وان أكثركم فاسقون " معطوف على ما قبله أى وآمنا بأن أكثركم فاسقون أى خارجون عن الطريق المستقيم ، وتستطرد الآيات " قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله " يخبر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يخبرهم ويقول لهم هل أخبركم بشر جزاء عند الله يوم القيامة مما تظنونه بنا ؟ وأنتم الذين هم متصفون بهذه الصفات المفسرة بقوله " من لعنه الله " أى أبعده من رحمته  "وغضب عليه " أى غضب عليه غضبا لا يرضى بعده أبدا  ، "وجعل منهم القردة والخنازير" ومن غضب الله وسخطه عليهم أن جعل منهم القردة والخنازير بمخالفتهم أمر الله كما ورد فى سورة البقرة وعن ابن مسعود قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القردة والخنازير أهى مسخ الله فقال " ان الله لم يهلك قوما أو قال لم يمسخ قوما فيجعل لهم نسلا ولا عقبا وان القردة والخنازير كانت قبل ذلك " وفى قول آخر عن ابن مسعود قال سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القردة والخنازير أهى من نسل اليهود فقال "لا" ان الله لم يلعن قوما قط فيمسخهم فكان لهم نسل ولكن هذا خلق كان فلما غضب الله على اليهود فمسخهم جعلهم مثلهم " ، " وعبد الطاغوت " اذا كانت بالنصب تكون وجعل الله منهم من عبد الطاغوت واذا كانت بالاضافة يكون المعنى وجعل منهم خدم الطاغوت أى خدامه وعبيده وعبد الطاغوت جمع الجمع عبد وعبيد وعبد مثل ثمار وثمر ويكون المعنى اى يا أهل الكتاب الطاعنين فى ديننا الذى هو توحيد الله وافراده بالعبادات دون ما سواه كيف يصدر منكم ذلك وأنتم قد وجد منكم ما ذكر ولهذا قال " أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل " من يتصفون بذلك هم أكثر الناس مكانة فى الشر وهم أبعدهم عن الطريق السوى المستقيم .

5 . " قل يا أهل الكتاب لستم على شىء وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل اليك من ربك طغينا وكفرا فلا تأس على القوم الكافرين " 68

يقول تعالى مخبرا لرسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول لأهل الكتاب  " يا أهل الكتاب لستم على شىء حتى تقيموا التوراة والانجيل وما أنزل اليكم من ربكم " أى لستم على شىء من الدين حتى تقيموا التوراة والانجيل أى حتى تؤمنوا بجميع ما بأيديكم من الكتب المنزلة من الله على الأنبياء وتعملوا بما فيها ومما فيها الايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم والأمر باتباعه والايمان بمبعثه والاقتداء بشريعته ولهذا قال كما قال مجاهد " وما أنزل اليكم من ربكم " يعنى القرآن العظيم وقوله " وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل اليك من ربك طغيانا وكفرا " ويعقب الله تعالى بقوله أنهم يزايدون فى تكذيبهم وعنادهم ومعارضتهم للرسول صلى الله عليه وسلم  لأبعد الحدود ، "فلا تأس على القوم الكافرين " أى فلا تحزن عليهم ولا يهيبنك ذلك منهم .

6 . " قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا والله هو السميع العليم * قل يا أهل الكتاب لا تغلوا فى دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل "

76 - 77

يقول الله تعالى منكرا على من عبد غيره من الأصنام والأنداد والأوثان التى لا تملك نفعا ولا ضرا وأنها لا تستحق شيئا من الالهية فقال لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم قل لهؤلاء العابدين غير الله من سائر فرق بنى آدم ودخل فى ذلك النصارى وغيرهم أتعبدون من غير الله من لا يقدر على دفع ضر عنكم ولا ايصال نفع اليكم " والله هو السميع العليم " أآ السميع لأقوال عباده العليم بكل شىء فلم عدلتم عنه الى عبادة جماد لا يسمع ولا يبصر ولا يعلم شيئا ولا يملك ضرا ولا نفعا لغيره ولا لنفسه ثم قال لرسوله أن يقول لأهل الكتاب ويرد عليهم فى تغاليهم فى الضلال " قل يا أهل الكتاب لا تغلوا فى دينكم غير الحق " أى لا تجاوزوا الحد فى اتباع الحق ولا تطردوا من أمرتم بتعظيمه فتبالغوا فيه حتى تخرجوه عن حيز النبوة الى مقام الالهية كما صنعتم فى المسيح وهو نبى من الأنبياء فجعلتموه الها من دون الله وما ذلك الا لاقتدائكم بكبرائكم وشيوخكم شيوخ الضلال الذين هم سلفكم ممن ضل قديما " وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل " أى وخرجوا عن طريق الاستقامة والاعتدال الى طريق الغواية والضلال .

7 . "قل لا يستوى الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا أولى الألباب لعلكم تفلحون "100

يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم أن يبلغ من حوله ويعظهم أنه لا يمكن أن يستوى الخبيث والطيب ويعنى "كثرة الخبيث" أن القليل الحلال النافع خير من الكثير الحرام كما جاء فى الحديث " ما قل وكفى خير مما كثر وألهى " وعن أبى أمامة أن ثعلبة بن حاطب الأنصارى قال يا رسول الله ادع الله أن يرزقنى مالا فقال النبى صلى الله عليه وسلم " قليل تؤدى شكره خير من كثير لا تطيقه " ، " فاتقوا الله يا أولى الألباب " أولوا الألباب هم ذوى العقول الصحيحة المستقيمة تجنبوا الحرام ودعوه واقنعوا بالحلال واكتفوا به لعلكم تفلحون أى فى الدنيا والآخرة .

وردت "قل" فى سورة المائدة لتعليم رسوله صلى الله عليه وسلم أن يرد على أهل الكتاب ، ويرد على التساؤل بشأن الصيد باستخدام الجوارح ، وكذلك بالنصح بالاكتفاء بالرزق الحلال الطيب ولو كان قليلا والبعد عن الرزق الكثير لو كان خبيثا .

2 - )حكم كلمة "قل" فى القرآن

2 -)  حكم كلمة "قل" فى القرآن 


فى سورة آل عمران

1 . " قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم وبئس المهاد " 12

يقول الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم ليعطيه البشارة بالنصر بأمره ليخبر الكفار ويبشرهم بالهزيمة فى الدنيا وبنصر الله عليهم ويبشرهم بالخسران فى الآخرة بأن جهنم سيحشرون فيها جميعا وستكون المقر الدائم لهم فهى بئس المقر والمقام  ، فالله معز دينه وناصر رسوله ومظهر كلمته ، وهذه الآية تتحدث عن غزوة بدر وكذلك الآيات اللاحقة لها وعن قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أصاب من أهل بدر ما أصاب ورجع الى المدينة جمع اليهود فى سوق بنى قينقاع وقال " يا معشر يهود أسلموا قبل أن يصيبكم الله مما أصاب قريشا " فقالوا " يا محمد لا يغرنك من نفسك أن قتلت نفرا من قريش كانوا أغمارا لا يعرفون القتال انك والله لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس وانك لم تلق مثلنا فأنزل الله فى ذلك من قولهم هذه الآية الى قوله " لعبرة لأولى الأبصار " .

2 . " زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الدنيا والله عنده حسن المآب * قل أؤنبئكم بخير من ذلك للذين اتقوا عند ربهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد" - 14 - 15

تتحدث الآيات عن متاع الدنيا المحبب لكل الناس من النساء والأولاد والذهب والفضة وهنا لم يذكر المال وسبق القرآن عصره فان الدول تقيم عملاتها بما لديها من ذهب ومعادن نفيسة تحافظ على قيمة العملة الورقية والمعدنية فهى ليست لها قيمة حقيقية والخيل وكل وسيلة للركوب من متغيرات العصر فى عصرنا الطائرات والسيارات والسفن الفخمة التى تعتبر بيوت وقصور ومدن فيها كل الرفاهية وكذلك بما يكون من أنعام أى الثرو الحيوانية والزراعة والنبات وهى أسس الحياة والمعيشة كل ذلك هو متاع الدنيا الزائل ، فأخبر الله رسوله أن يقول للناس ويعطيعم النبأ اليقين الذى هو خير من ذلك كله وهو ما أعده الله فى الآخرة من جنات تحتها الأنهار خالدين فيها ويتمتعون بالأزواج المطهرة من الحور العين فى الجنة فهم مطهرون لا يصيبهن الحيض والأذى والنفاس وغير ذلك مما يعترى نساء الدنيا ويحل عليهم رضوان الله فلا يسخط عليهم أبدا وهو أكبر مما أعطاهم من النعيم المقيم وهو بصير بالعباد يعطى كلا بحسب ما يستحقه من العطاء ،

فى هذه الآية يبشر الله عباده المؤمنين بما يحل بهم من خير فى الآخرة وهذا قول من الله لرسوله وأمر منه لعظم هذا الأمر فكل أمر مهم يسبقه الله بالقول والتأكيد على أهمية هذا الأمر وهو أمر ما يسعدهم فى الحياة الأزلية ليخبر به المؤمنين من حوله ومن بعده .

3 . " ان الدين عند الله الاسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فان الله سريع الحساب * فان حاجوك فقل أسلمت وجهى لله ومن اتبعن وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فان أسلموا فقد اهتدوا وان تولوا فانما عليك البلاغ والله بصير بالعباد " 19 - 20

يتحدث الله ويؤكد بلفظ "ان" الدين الحق الذى يقبله هو الاسلام وهو دين الرسل جميعا وأنه لا دين يقبله عنده من أحد سوى الاسلام وهو اتباع الرسل فيما بعثهم الله به فى كل حين حتى ختموا بمحمد صلى الله عليه وسلم الذى سد جميع الطرق اليه الا من جهة محمد صلى الله عليه وسلم فمن لقى الله بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم بدين على غير شريعته فليس بمتقبل كما قال تعالى " ان الدين عند الله الاسلام" ، وأن اهل الكتاب أى الذين أوتوا الكتاب الأول انما اختلفوا بعد ما قامت الحجة بارسال الرسل اليهم وانزال الكتب عليهم فبغى بعضهم على بعض فاختلفوا فى الحق لتحاسدهم وتباغضهم وتدابرهم فحمل بعضهم بغض البعض الآخر على مخالفته فى جميع أقواله وأفعاله وان كانت حقا ويعقب الله أن من جحد ما أنزل الله فى كتابه فانه سيجازيه على ذلك ويحاسبه على تكذيبه ويعاقبه على مخالفة كتابه ، بعد أن أبرز الله قضية التوحيد التى لا تقبل النقاش أخبر وأمر رسوله ان من يجادله فى ذلك أن يقول أخلصت عبادتى لله وحده لا شريك له ولا ند له ولا ولد ولا صاحبة فمن اتبعن على دينى يقول كمقالتى ثم قال تعالى آمرا لعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم أن يدعو الى طريقته ودينه والدخول فى شرعه وما بعثه الله به الكتابيين من المليين والأميين من المشركين فان اتبعوه فقد اهتدوا وان بعدوا عنه وتولوا فليس عليه الا البلاغ فاما الحساب فهو على الله فهو عليم بعباده وعليه حسابهم واليه مرجعهم ومآبهم وهو الذى يهدى من يشاء ويضل من يشاء وله الحكمة البالغة والحجة الد امغة فهو عليم بمن يستحق الهداية ممن يستحق الضلالة .

وفى هذه القضية الهامة وهى قضية الايمان يخبر الله ويأمر رسوله أن يبلغ العباد بان الاسلام هو دين الله ومن يعارضه بالباطل يبعد عنه فهو مبلغ ونذير من الله لأن الله يعلم بهذه القضية الأزلية ولأهميتها بلغها لرسوله بكلمة قل عندما يحاجه أحد أى أن من يقول ذلك هو الله وأنه ينقل هذا الكلام عنه لأهميته .

4 . " قل اللهم مالك الملك تؤنى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شىء قدير " 26

يقول تبارك وتعالى لأهمية الأمر قل يا محمد معظما لربك وشاكرا له ومفوضا اليه ومتوكلا عليه أنت المعطى وأنت المان وأنت ما شئت كان وما لم تشأ لم يكن ، وفى هذه الآية تنبيه وارشاد الى شكر نعمة الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم وهذه الأمة لأن الله تعالى حول النبوة من بنى اسرائيل الى النبى العربى القرشى الأمى المكى خاتم الأنبياء على الاطلاق ورسول الله الى جميع الثقلين الانس والجن ، الذى جمع الله فيه محاسن من كان قبله وخصه بخصائص لم يعطها نبيا من الأنبياء ولا رسول من الرسل فى العلم بالله وشريعته واطلاعه على الغيوب الماضية والاتية وكشفه له عن حقائق آخرة ونشر أمته فى الآفاق فى مشارق الأرض ومغاربها واظهار دينه وشرعه على سائر الأديان والشرائع فصلوات الله عليه دائما الى يوم الدين ما تعاقب الليل والنهار ولهذا قال تعالى " قل اللهم مالك الملك " أى أن المتصرف فى خلقك الفعال لما تريد .

لأهمية هذه القضية قضية الملك والنبوة التى نقلها الله الى العرب واختار بها محمد صلى الله عليه وسلم يقول لرسوله ان يبلغ الناس ويقول لهم القول الفصل الهام فى هذه القضية وأنه وحده هو المتصرف فيها .

5  . " قل ان تخفوا ما فى صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما فى السموات وما فى الأرض والله على كل شىء قدير " 29

يخبر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول بأمر منه لعباده أنه يعلم السرائر والضمائر والظواهر وأنه لا يخفى عليه منهم خافية بل علمه محيط بهم فى سائر الأحوال والأزمان والأيام واللحظات وجميع الأوقات وجميع ما فى السموات والأرض لا يغيب عنه مثقال ذرة ولا أصغر من ذلك فى جميع أقطار الأرض والبحار والجبال وقدرته نافذة فى جميع ذلك ، وهذا تنبيه منه لعباده على خوفه وخشيته لئلا يرتكبوا ما نهى عنه وما يبغضه منهم فانه عالم بجميع أمورهم .

القضية هنا مهمة وهى تقوى الله وخشيته فى السر والعلن فهو لا يخفى عليه خافية ولأهمية هذا الأمر أبلغ رسوله صلى الله عليه وسلم أن يبلغهم أمره وقوله .

6 . " قل ان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم * قل أطيعوا الله والرسول فان تولوا فان الله لا يحب الكافرين " 31 - 32

يتحدث الله تعالى الى رسوله الكريم موجها له أمره أن يقول ويبلغ كل من ابدى محبة الله وليس متبعا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، فمن يحبب الله يتبعه ويتبع هديه فى أقواله وأفعاله كما ثبت فى الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " ، فالله تعالى اشترط لكسب حبه اتباع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ومن فعل ذلك فاز بمغفرة الله فهو الذى يتولى العباد بالعفو والصفح عن ذنوبهم برحمته فهو يقبل التوبة برحمة منه ، وهناك أمر آخر من الله تعالى الى رسوله صلى الله عليه وسلم ليقوله ويخبره لكل الناس والعباد فهو رسول للعالمين الانس والجن وهو الطاعة لله وللرسول فاتباع أوامرهما من كتاب وسنة وترك نواهيهما فى الكتاب والسنة الذى لو كان الأنبياء بل المرسلون بل أولا العزم منهم فى زمانه ما وسعهم الا اتباعه والدخول فى طاعته واتباع شريعته ، ومن بعد عن ذلك وتولى عنه واتبع الكفر فان الله لا يحب من اتصف بالكفر ودل ذلك أن مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم فى الطريقة كفر .

لأهمية هذه القضيق قضية الايمان بالله ومحبة الله ورسوله وان محبة الله لا تتحق الا بمحبة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم واتباع هديه المنزل من الله سبحانه وتعالى من كتاب وسنة ومن فعل غير ذلك فقد كفر وخرج من محبة الله ، وهذا تلخيص لقضية الايمان والكفر ولهذا تكرر أمر "قل" . 

7 . " قل آمنا بالله وما أنزل علينا ومآ أنزل على ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والأسباط ومآ أوتى موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون * ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو فى الآخرة من الخاسرين " 84 - 85

فى الآيتين أمر من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم بالقول والتبليغ عنه لأهمية الأمر الذى يلخص أن قضية الايمان واحدة وأن دين الأنبياء واحد وهو الاسلام الذى من اتبع غيره فلن يقبله الله منه وسوف يكون يوم القيامة من الخاسرين فجزاءه جهنم وبئس المصير فالمؤمنون من هذه الأمة يؤمنون بكل نبى أرسل وبكل كتاب أنزل لا يكفرون بشىء من ذلك بل هم يصدقون بما أنزل من عند الله وبكل نبى بعثه الله ومن سلك طريقا سوى ما شرعه الله فلن يقبل منه ومأواه جهنم كما قال النبى فى الحديث الصحيح " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " .

8 . " كل الطعام كان حلا لبنى اسرائيل الا ما حرم اسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها ان كنتم صادقين * فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك فأوائك هم الظالمون * قل صدق الله فاتبعوا ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين "93 - 95

تتحدث الآية عن أن كل الطعام أباحه الله وأحله لبنى اسرائيل فان الله قد نص فى كتابهم التوراة أن نوحا عليه السلام لما خرج من السفينة أباح الله له جميع دواب الأرض يأكل منها ، ثم بعد ذلك حرم اسرائيل وهو يعقوب عليه السلام على نفسه لحوم الابل وألبانها فاتبعه بنوه فى ذلك استنانا به واقتداء بطريقه فقد مرض مرضا شديدا وطال سقمه فنذر لله نذرا لئن شفاه الله من سقمه ليحرمن أحب الطعام والشراب اليه وكان أحب الطعام اليه لحم الابل وأحب الشراب اليه ألبانها حرم أحب الأشياء اليه وتركها لله وكان هذا سائغا فى شريعتهم ، حرم ذلك من قبل أن تنزل التوراة وهى قد نزلت بعده على موسى عليه السلام وأحلت لهم التوراة ما حرم عليهم وكذلك ما شرعه الله للمسيح عليه السلام فى احلاله لبعض ما حرم فى التوراة فما بالهم لم يتبعوه بل كذبوه وخافوه وكذلك ما بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم من الدين القويم والصراط المستقيم وملة أبيه ابراهيم ، فما بالهم لا يؤمنون وتحداهم الله بأن أوحى لرسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم ويبلغهم عنه أن يتلوا ما جاء فى التوراة فانها ناطقة بما قال الله تعالى فمن كذب على الله وادعى أنه شرع لهم السبت والتمسك بالتوراة دائما ، وانه لم يبعث نبيا آخر يدعو الى الله تعالى بالبراهين والحجج بعد الذى بيناه من وقوع النسخ فهم قد بعدوا وتجاوزوا عن الحق ويأمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بالقول والتبليغ "قل صدق الله " أى قل يا محمد صدق الله فيما أخبر به وفيما شرعه فى القرآن ويدعوهم الله الى اتباع ملة ابراهيم النى شرعها الله فى القرآن على لسان محمد صلى الله عليه وسلم فانه الحق الذى لا شك فيه ولا مرية وهى الطريقة التى لم يأت نبى بأكمل منها ولا أبين ولا أوضح ولا أتم كما قال تعال " قل اننى هدانى ربى الى صراط مستقيم * دينا قيما ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين " وقال تعالى " ثم أوحينا اليك أن اتبع ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين "

فى الآيات توجيه لرسوله الكريم أن يقول ويبلغ بنى اسرائيل أن يتخرجوا ويقولوا بما جاءت به التوراة من نسخ عقائدى يترتب عيه كذلك نسخ ما كانوا يعتقدونوه ويتبعوا ما جاء به خاتم النبيين من الدين الحنيف وهو الاسلام البعيد عن الزيغ عن الحق وعن الشرك بالله .

9 . " قل ياأهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعملون * قل ياأهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن تبغونها عوجا وأنتم الشهداء وما الله بغافل عما تعملون " 98 - 99

يبلغ الله رسوله بأمره أن يقول لأهل الكتاب ويبلغهم فى تعنيف منه سبحانه وتعالى للكفرة من أهل الكتاب على عنادهم للحق وكفرهم بآيات الله وصدهم عن سبيل الله من أراده من أهل الايمان بجهدهم وطاقتهم مع علمهم بأن ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم حق من الله وبما عندهم من العلم عن الأنبياء الأقدمين والسادة المرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، وما بشروا به ونوهوا به من ذكر النبى الأمى الهاشمى العربى المكى سيد ولد آدم وخاتم الأنبياء ورسول رب الأرض والسماء وقد توعدهم الله على ذلك وأخبرهم بأنه شهيد على صنيعهم ذلك بما خالفوا ما بأيديهم عن الأنبياء ومعاملتهم الرسول المبشر به بالتكذيب والجحود والعناد فأخبر تعالى أنه ليس بغافل عما يعملون أى وسيجزيهم على ذلك "يوم لا ينفع مال ولا بنون "

10 - " أو لمآ أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم ان الله على كل شىء

قدير " 165

تتحدث الآية عما أصاب المسلمين يوم أحد من قتل السبعين منهم وهم يوم بدر قد أصابوا من المشركين مثل ذلك فانهم قتلوا من المشركين سبعين قتيلا ، وأسروا سبعين أسيرا وتحدث عن ذلك بالمصيبة التى وقعت بسبب ترك الرماة لأماكنهم وعدم طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم للجرى وراء الغنيمة بعد أن أوقعوا بالأعداء فى أول المعركة فالتف عليهم الأعداء وأوقعوا فيهم الخسائر ، وهم يتساءلون من أين جرى علينا هذا فيرد الله عليهم ويقول لرسوله صلى الله علبه وسلم ليقول لهم ويبلغهم أن هذا الذى وقع هو من عند أنفسكم والله بيده كل الأمور ولكن ذلك عبرة لكم وعظة فقد نصركم من قبل فى بدروكنتم قلة  وعن عمر بن الخطاب قال : لما كان يوم أحد من العام المقبل عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء ، فقتل منهم سبعون وفر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه ، وسال الدم على وجهه فأنزل الله سبحانه وتعالى هذه الآية .

11 . " الذين قالوا لاخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرأوا عن أنفسكم الموت ان كنتم صادقين " 168

نزلت هذه الآية فى عبد الله بن أبى سلول وأصحابه الذين رجعوا معه فى أثناء الطريق فاتبعهم رجال من المؤمنين يحرضونهم على الاتيان والقتال والمساعدة والقرآن ينقل ما قاله عبد الله بن أبى سلول وأصحابه عن ما حدث يوم غزوة أحد أن المسلمين لو سمعوا من مشورتنا عليهم فى القعود وعدم الخروج ما قتلوا مع من قتل ويرد الله عليهم أنه ان كان القعود يسلم به الشخص من القتل والموت فينبغى أنكم لا تموتون والموت لابد آت اليكم ولو كنتم فى بروج مشيدة ، فادفعوا عن أنفسكم الموت ان كنتم صادقين ، ويبلغ الله تعالى أن يقول ويبلغ المسلمين أن الله قد كتب الآجال وقدر الأعمار ولن يغنى حذر من قدر وليس الأمر بطاعة البشر والامتناع عن القتال فى سبيل الله فلا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق فى أمر من الأمور الشرعية وان كان الظاهر هو المنفعة .

12 . "الذين قالوا ان الله عهد الينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار قل قد جآءكم رسل من قبلى بالبينات وبالذى قلتم فلم قتلتموهم ان كنتم صادقين " 183

فى هذه الآية يرد الله على ادعاءات اليهود فهم يقولون ويزعمون أن الله عهد اليهم فى كتبهم أن لا يؤمنوا لرسول حتى يكون من معجزاته أنه من تصدق بصدقة من أمته فتقبلت منه أن تنزل نار من السماء تأكلها النار فيرد الله عليهم على لسان رسوله بقوله له أن يقول لهم ويبلغهم أنه قد جاءتهم رسل من قبله بالحجج والبراهين وبنار تأكل القرابين المتقبلة فلم قابلتموهم بالتكذيب والمخالفة والمعاندة وقتلتموهم ان كنتم تتبعون الحق وتنقادوا للرسل .

وردت "قل" فى سورة آل عمران لاقرار قضايا ايمانية جوهرية ، وللرد على الكفار والمنافقين واليهود وأهل الكتاب فى زعمهم فى وحى من الله وتعليم لرسوله صلى الله عليه وسلم فى أن يرد عليهم جميعا .


1 - ) حكم كلمة " قل" فى القرآن الكريم

1 - ) حكم كلمة " قل" فى القرآن الكريم  

حكم كلمة "قل" فى القرآن

وردت كلمة "قل" فى مواضع كثيرة فى سور القرآن الكريم , وهو فعل أمر من الله سبحانه وتعالى تردد فى

القرآن وآياته , والأمر من الله كان لرسوله صلى الله عليه وسلم ، والأمر للرسول صلى الله عليه وسلم أمر للمسلمين فى عهده ومن بعده ، وأمر الله جاء به الوحى ، وفى كل موضع كلمة "قل" لها حكم بالاضافة للحكم العام  أن ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم هو أمر من الله يأتى به الوحى ، وكلمة "قل " جاءت فى معظم آيات القرآن كما سنستعرض ذلك فى سور القرآن ، وكلمة "قل " هى كلمة الربط بين وحى السماء الذى استمر طوال دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم وهدى الارض الذى جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان أول أمر من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم هو " اقرأ باسم ربك الذى خلق " وهو أمر عظيم من الله أن ما سيأتى من وحى الله ومفتاح العلم هو القراءة ولم يتكرر هذا الأمر ولكن الأمر الذى تكرر هو " قل " والواسطة هو جبريل عليه السلام واسطة السماء لوحى السماء الى الأرض رسول السماء المرسل بالأمر من ربه الى رسول الله للثقلين الانس والجن يتلقى من ربه القول ويبلغه ،  وان هذا القول الذى هو من الله لرسوله وهو فعل الأمر له والصلة من الله استمر طوال الدعوة الاسلامية ، وهذا أكبر دليل وبرهان على أن هذا القرآن هو من عند الله وبوحى من الله منزل من عنده ، وجاء هذا الفعل عندما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عن أمور أما فقهية أو تشريعية ، أو عندما كان يدخل فى مناظرات مع المشركين واليهود فيوحى اليه الله ويعلمه للرد عليهم ، كل هذا يثبت ويدلل ان هذا القرآن هو من عند الله وأنه وحى يوحى واستمر طوال حياة الرسول صلى الله عليه وسلم , وسوف نستعرض فى سور القرآن حكم ورودها فى كل سورة .

فى سورة البقرة

 وردت كلمة "قل" فى هذه الآيات ، وفيها وحى من الله لرسوله ليرد على مزاعم اليهود علما لرسوله ومرشدا له كما فى هذه الآيات .

1 . واذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما ورآءه وهو الحق مصدقا لما معهم قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل ان كنتم مؤمنين "91

يقول تعالى اذا قيل لليهود وأمثالهم من أهل الكتاب آمنوا بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم وصدقوه واتبعوه يقولون يكفينا الايمان بما أنزل علينا من التوراة والانجيل ولا نقر الا  بذلك ولا نؤمن بما دون ذلك وهم يعلمون أن ما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم هو الحق من عند الله ويقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم أن يرد عليهم ويقول لهم ان كنتم صادقين فى دعواكم الايمان بما انزل اليكم فلم قتلتم بغيا وعنادا الأنبياءالذين جاؤكم بتصديق التوراة التى بأيديكم والحكم بها وعدم نسخها وأنتم تعلمون صدقهم ؟

2 . " قل ان كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت ان كنتم صادقين " 94

يقول ابن عباس أن الله تعالى يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم ويوحى الله سبحانه وتعالى أن يرد على اليهود فيما يدعونه أنهم أحباء الله وأنهم هم الموعودون بالجنة دون غيرهم يوم القيامة يتحداهم الله أن يتمنوا الموت فيموتوا ، وهذه الآية مرتبطة بغيرها من الآيات فى سورة الجمعة "قل ياأيها الذين هادوا ان زمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت ان كنتم صادقين * ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين " ، وهم قد زعموا أنه لن يدخل الجنة الا من كان هودا أو نصارى ، وهذه الآية مما احتج الله سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم على اليهود وفضح بها أحبارهم وعلماءهم وذلك أن الله تعالى أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يدعوهم الى قضية عادلة فيما كان بينه وبينهم من الخلاف فقال لفريق اليهود ان كنتم محقين فتمنوا الموت فان ذلك غير ضاركم ان كنتم محقين فيما تدعونه من الايمان وقرب المنزلة من الله لكم لكى يعطيكم أمنيتكم من الموت اذا تمنيتم فانما تصيرون الى الراحة من تعب الدنيا ونصبها وكدر عيشها والفوز بجوار الله فى جناته ان كان الأمر كما تزعمون من أن الدار الآخرة خالصة لكم دوننا .

3 . "قل من كان عدوا لجبريل فانه نزله على قلبك باذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين" 97

قال الامام أبو جعفر بن جرير الطبرى أجمع أهل العلم بالتأويل جميعا أن هذه الآية نزلت جوابا لليهود من بنى اسرائيل اذ زعموا أن جبريل عدو لهم وأن ميكائيل ولى لهم ، ثم اختلفوا فى السبب الذى من أجله قالوا ذلك فقال بعضهم انما كان سبب قيلهم ذلك من أجل مناظرة جرت بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فى أمر نبوته ومن ضمن ما سألوه " فحدثنا من وليك من الملائكة فعندها نجامعك أو نفارقك قال "فان وليى جبريل ولم يبعث الله نبيا الا هو وليه " قالوا فعندها نفارقك ولو كان وليك سواه من الملائكة تابعناك وصدقناك " قال " فما يمنعكم أن تصدقوه ؟ " قالوا " انه عدونا فأنزل الله عز وجل الآية ليرد الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم وفيها أمره قل أى تحدث بامر ربك وتوجيهه ورد عليهم فهو الذى يعلمك بعلمه ، وفى قول آخر " ليس من نبى الا وله ملك يأتيه بالخبر فأخبرنا من صاحبك ؟ " قال "جبريل عليه السلام " قالوا " جبريل ذاك الذى ينزل بالحرب والقتال والعذاب عدونا ، لو قلت ميكائيل الذى ينزل بالرحمة والقطر والنبات لكان فأنزل الله تعالى الآية ردا عليهم . 

4. " يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فان الله به عليم " 215

فى هذه الآية وحى من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم فى موضوع النفقة نفقة التطوع ، وقال السدى نسختها الزكاة ومعنى الآية : يسألونك كيف تنفقون ؟ قال ابن عباس ومجاهد فبين لهم تعالى ذلك فقال لهم أن يصرفوا فى هذه الوجوه بالترتيب كما جاء فى الحديث " أمك وأباك وأختك وأخاك ثم أدناك أدناك " ، تلا ميمون بن مهران هذه الآية ثم قال : هذه مواض النفقة تكون للوالدين والأقارب واليتامى والمساكين وابن السبيل وهو المسافر الذى لا يجد نفقة سفره أو تقطعت به السبل فى السفر فلا يجد ما ينفق .

5 . " يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام واخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل  --------" 217

تعليم من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم بالوحى من عنده ليرد على زعم المشركين  ، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم بعث رهطا وبعث عليهم عبد الله بن جحش وكتب له كتابا وأمره أن لا يقرأ الكتاب حتى يبلغ بطن نخلة وقال " لا تكرهن أحدا على المسير معك من أصحابك  ففتح الكتاب وقال : سمعا وطاعة لله ولرسوله فخبرهم الخبر وقرا عليه الكتاب فرجع سعد بن أبى وقاص وعتبة أضلا راحلة لهما فتخلفا يطلبانها وسار ابن جحش الى بطن نخلة فاذا هو بالحكم بن كيسان وعثمان بن عبد الله بن المغيرة وانفلت وقتل عمروبن الحضرمى وهو مقبل من الطائف وقتله واقد بن عبد الله فى المواجهة مع المشركين فكانت أول غنيمة غنمها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رجعوا الى المدينة بأسيرين وما أصابوا من المال أراد أهل مكة أن يفادوا الأسيرين وقالوا ان محمدا يزعم أنه يتبع طاعة الله وهو أول من استحل الشهر الحرام وقتل صاحبنا فى رجب فقال المسلمون انما قتلناه فى جمادى وقتل فى أول ليلة من رجب وآخر ليلة من جمادى وأغمد المسلمون سيوفهم حين دخل شهر رجب وأنزل الله يعير أهل مكة " يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال كبير " أى لايحل وما صنعتم أنتم يا معشر المشركين أكبر من القتل فى الشهر الحرام حين كفرتم بالله وصددتم عن محمد صلى الله عليه وسلم وأصحاه واخراج أهل المسجد الحرام منه حين أخرجوا محمدا صلى الله عليه وسلم وأصحابه أكبر من القتل عند الله .

6 . "يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس واثمهما أكبر من نفعهما ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون ." 219      

يوحى الله لرسوله صلى الله عليه وسلم بالبيان الشافى فى الخمر ليبلغ المؤمنين من حوله ويعلمهم بذلك عن عمر رضى الله عنه قال : لما نزل تحريم الخمر قال : اللهم بين لنا فى الخمر بيانا شافيا فنزلت هذه الآية التى فى البقرة فدعى عمر فقرأت عليه فقال : اللهم بين لنا فى الخمر بيانا ضافيا فنزلت الآية التى فى النساء " يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى " فكان منادى رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا أقام الصلاة نادى : أن لا يقربن الصلاة سكران فدعى عمر فقرئت عليه فقال : اللهم بين لنا فى الخمر بيانا شافيا فنزلت الآية الى فى المائدة " انما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون " فدعى عمر فقرئت عليه فلما بلغ " فهل أنتم منتهون " قال عمر : انتهينا انتهينا .

7 . " ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء فى المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فاذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين " 222

فى هذه الآية تعليم من الله سبحانه وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم للرد فيما يخص حكم المحيض ليرد على الذين سألوه عنه فعن ثابت عن أنس أن اليهود كان اذا حاضت المرأة منهم لم يواكلوها ولم يجامعوها فى البيوت فسأل أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم النبى صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل حكمه فقال رسول الله صلى الله ليه وسلم " اصنعوا كل شىء الا النكاح " ، ونهى عن قربانهن بالجماع ما دام الحيض موجودا ومفهومه حله اذا انقطع .

كلمة "قل" كما وردت فى سورة البقرة جاءت بوحى الله تعالى لتعليم رسوله صلى الله عليه وسلم ليرد على ادعاءات اليهود ، وليرد على المشركين فيما زعموا من انتهاك المسلمين للشهر الحرام ، وجاءت لتعليم المسلمين حكم النفقة قبل فرض الزكاة ، وجاءت كذلك لتعليم رسوله صلى الله عليه وسلم الحكم  فى المحيض ، فهذا وحى الله يعلم رسوله ليعلم المسلمين من حوله ومن بعده بأمره الربانى وحكمه وقوله فالقول قول الله والأمر أمر الله والوحى وحى الله .


Wednesday, October 12, 2022

21- ] Basic Grammar For Beginners , Punctuation

21 - ] Basic Grammar For Beginners 

27 - Punctuation

1 - ] Capital letters are used at the beginning of :

1 . The first word in a sentence .

In many parts of the world people grow rice .

2 . The first word of a direct speech .

 Sam cried , “Come quickly .”

3 . Names of persons , cities , towns , countries , rivers , seas , mountains , oceans .

Ahmad - John - Sara - Cairo - Egypt - USA - The Nile - The Red Sea - The Alps - The Atlantic - Pacific

4 . Adjectives describing nationality .

English - American - French - Italian - Chinese - Swedish - Kuwaiti

5 . The names of days of the week , months and festivals .

 Monday - Friday - August - Ramadan - Christmas

6 . Short forms of titles .

Mr. = Dr.

2 - ] A comma ( , ) is used .

1 . to separate items .

Yesterday I bought a shirt , a pair of shoes , a pair of socks , and a suit .

2 . To separate clauses or phrases from the rest of the sentence .

If you study hard , you’ll succeed .

3 . To mark off direct speech .

 She said , “I have seen this film before .”

4 . In letters after salutations .

 Dear Sam , Dear Natalia ,

3 . A full stop   ( . ) is used .

1 . At the end of every statement .

She went shopping yesterday .

2 . After abbreviations .

Mr. Solomon - Dr. Henry

4 . A question mark ( ? )  is used :

At the end of questions .

Where did you go yesterday ?

Can I borrow your book ?

5 . The quotation marks ( “  “ )  are used .

1 . to enclose direct speech .

He said , “I don’t understand this lesson .”

2 . to enclose titles of books , plays , newspapers and magazines .

“Oliver Twist”  - “Hamlet” - “Al-Ahram”  - “The Times”

6 . The apostrophe ( ‘ ) is used .

1 . to show possession .

children’s hats - Ali’s car

2 . to show the omission of a letter , letters .

didn’t - I’ll - I won’t - I’ve - It’s

7 . An exclamation mark or point ( ! ) is used :

1 . to end an exclamatory sentence .

What an amazing cook you are !

2 . Interjections [ An interjection is a word or words that show feeling . If the interjection stands alone , it is followed by an exclamation point or mark . If it begins a sentence , it is set off by a comma .

Hooray ! They won the game . Oh , I knew they would !

Oh , no ! I can’t believe it .

Amazing ! The fans love the game .

Goodness ! Both teams play hard .

Wow ! What a game that was !

8 . a semicolon ( ; )  is used :

1 . to link clauses only if the clauses are closely related in meaning .

Uncle Ray likes sweet potatoes ; Aunt Janie prefers peas and carrots .

Uncle Ray likes the mountains ; Aunt Janie prefers the beach .

2 . between items in a series when the items contain commas .

Mr. Schultz , my science teacher ; Ms. O’Hara , my English teacher ; Mrs. Harry , my math teacher ; and Mr. Kim , my social studies teacher , attended the seventh-grade picnic.

3 . Use a semicolon rather than a comma before a coordinating conjunction to join independent clauses that contain commas .

I wrote to Ann , Ramon , and Mai ; and Jean notified Charles , Tom , and Sue .

9 . a colon ( : )  is used

1 . before a list of items , especially after expressions such as the following or as follows .

The primary colors are as follows : red , blue , and yellow .

You will need these items for map work : a ruler , colored pencils , and tracing paper .

Jack’s pocket contained the following items : a key , a note from a friend , a button , and two quarters .

2 . Conventional situations

A. the hour and the minute

8:30 A.M     - 10:00 P.M.

B . after the salutation of a business letter .

Dear Sir of Madam : - To Whom It May Concern :  - Dear Dr. Christian: - Dear Mrs. Foster :

3 . between chapter and verse in Quran or Biblical references and between all titles and subtitles .

1 Chronicles 22 : 6-19

AlBaqara 2 : 7- 20

“Oral Storytelling : Making the Winter Shorter”

Exercise

Correctly use the punctuation marks you have learnt :

1 . are you coming to the party

2 . is there any way I can help you

3 . give me six eggs a packet of tea half a kilo of coffee a box of matches and a bottle of milk

4 . because all cant speak French or English he never enjoys traveling abroad

5 . atif went to his father and said I want some money his father said why do you want money for atif answered I want money to by a book his father asked which book atif answered English today

6 . the king was very sad the nightingale sang onc a year for five years then the king became ill he lay in his bed with his eyes closed the doctors went away and said the king is dead

7 . sam said I like reading English books

rashid said I want a sandwich

8 . where is tom asked the teacher he is absent said Nasser but he s coming to school on monday

9 . dr charles lives in new york

10 . don’t make noise the teacher told the children

11 . I wont be back until six oclock

12 . mother gave omar and I some sandwiches

13 . where do you always park your car

14 . have you ever seen an elephant 

150-] English Literature

150-] English Literature Letitia Elizabeth Landon     List of works In addition to the works listed below, Landon was responsible for nume...