Grammar American & British

Sunday, August 29, 2021

علامات الساعة - العلامات الكبرى - خروج يأجوج ومأجوج ( 19 )

 19 - )علامات الساعة - العلامات الكيرى 

خروج يأجوج ومأجوج

وردت قصة يأجوج ومأجوج في سورة الكهف؛ وهما قبيلتان كبيرتان من ذرية آدم -عليه السلام-، أقام ذو القرنين عليهم سداً بسبب إفسادهم في الأرض، وذكرت السورة أنّهم لن يخرجوا إلّا في آخر الزمان ليكون خروجهم علامةً على قرب القيامة، قال -تعالى-: (فَإِذا جاءَ وَعدُ رَبّي جَعَلَهُ دَكّاءَ وَكانَ وَعدُ رَبّي حَقًّا * وَتَرَكنا بَعضَهُم يَومَئِذٍ يَموجُ في بَعضٍ وَنُفِخَ فِي الصّورِ فَجَمَعناهُم جَمعًا)،[٥١] ويكون خروجهم بعد نزول عيسى -عليه السلام- وقتله للدجال، ويأذن الله لهم بخرق السدّ؛ فيخرقونه ويخرجون بين الناس، وينتشرون في الأرض، ويشربون مياهها، ويتحصّن الناس منهم، فلا يبقى في الأرض غيرهم، ثم يرمون بِأسهمٍ إلى السماء، فيعيدها الله لهم مليئة بالدماء ليفتنهم، ويبنما هم كذلك يسلّط الله عليهم دوداً في أعناقهم، فيهلكون بسببه،[٥٢][٥٣] ويدل على ذلك ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال: (تُفتَحُ يأجوجُ ومأجوجُ، فيَخرجونَ كما قالَ اللَّهُ تعالى: (وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ)، فيعُمُّونَ الأرضَ، وينحازُ منهمُ المسلمونَ حتَّى تصيرَ بقيَّةُ المسلِمينَ في مدائنِهِم وحصونِهِم، ويضمُّونَ إليهم مواشيَهُم حتَّى أنَّهم ليَمرُّونَ بالنَّهرِ فيَشربونَهُ حتَّى ما يذَرونَ فيهِ شيئًا، فيمرُّ آخرُهُم علَى أثرِهِم، فيقولُ قائلُهُم: لقد كانَ بِهَذا المَكانِ مرَّةً ماءٌ، ويَظهرونَ علَى الأرضِ فيقولُ قائلُهُم: هؤلاءِ أهْلُ الأرضِ قد فرَغنا منهُم ولنُنازِلَنَّ أهْلَ السَّماءِ حتَّى إنَّ أحدَهُم ليَهُزُّ حربتَهُ إلى السَّماءِ فترجِعُ مخضَّبةً بالدَّمِ، فيقولونَ قد قتَلنا أهْلَ السَّماءِ، فبينَما هم كذلِكَ إذ بعَثَ اللَّهُ دوابَّ كنغَفِ الجرادِ فتأخُذُ بأعناقِهِم فيَموتونَ موتَ الجرادِ).[٥٤]

ما معنى عبارة ( يأجوج ومأجوج ) ؟

سأل أحد الباحثين أحد أساتذة جامعة تنكوا فى شانغهاى واسمه Hu Xian Tian   عن قصة يأجوج ومأجوج وكانت المفاجأة حيث قال الاستاذ الصينى " ان كلمة ( يا ) تعنى باللغة الصينية ( قارة ) وأن ( جوج ) تعنى ( آسيا ) وتكتب هكذا Ya Jou  وتنطق باللغة الصينية تماما كما تنطق عند قراءتها فى القرآن الكريم مع تسكين الألف قى ( يا ) وتعطيش الحرف ج فى الكلمة Jou  وعندما سأله عن كلمة ( مأجوج ) قال أنها تعنى ( شعب الخيل ) حيث أن ( ما ) تعنى حصان أو خيل باللغة الصينية و  Jou تعنى قارة أو شعب ، وكانت المفاجأة أن عهبارة ( يأجوج ومأجوج ) بكاملها هى عبارة باللغة الصينية كما هى مستخدمة فى الوقت الحاضر وذلك على الرغم من مرور أكثر من 3300 سنة ، وهذا يدل على أن الصينيين كانوا يتكلمون نفس لغتهم الحالية وفى ذلك دلالة أيضا على أصالة هذه اللغة ، وقد سأل الباحث أكثر من مصدر وكانت ارجابة والتفسير نفسها بل وصل الأمر بالباحث أن أخذ دروسا فى اللغة الصينية مكثفة ليتمكن من الالمام ولو بشكل بسيط بما يقرأ أو يسمع من الصينيين ، والعبارة جاءت موافقة ومطابقة للهجة المنذراتية أى لهجة شمال الصين وهذه الجزئية لها أهمية كبرى فى اثبات المكان الذى التقى فيه ذو القرنين مع الصينيين ومن ثم تحديد موقع ( بين السدين ) وموقع الردم صور فى شمال ووسط الصين فى مقاطعة خنان Henan  وحول مدينة جنج جو Zhengzhou .

يأجوج ومأجوج هم من البشر من ذرية آدم وذلك لما روى الشيخان عن أبى سعيد الخدرى واللفظ للبخارى قال النبى " يقول الله عز وجل يوم القيامة " يا آدم فيقول : لبيك ربنا وسعديك ، فينادى بصوت : أن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا الى النار قال : يا رب وما بعث النار ؟ قال : من كل ألف --- أراه تسعمائة وتسع وتسعين فحينئذ تضع الحامل خملها ، ويشيب الوليد ، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ، فشق ذلك على الناس حتى تغيرت وجوههم فقال النبى " من يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسع وتسعين ومنكم واحد ، ثم أنتم كالشعرة السوداء فى جنب الثور الأبيض ، أو كالشعرة البيضاء فى جنب الثور الأسود ، وانى لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة "

كيف يخرجون على الناس ؟

روى أحمد وأبو داود والحاكم وابن حيان عن أبى هريرة أن رسول الله قال " ان يأجوج ومأجوج يحفرون كل يوم حتى اذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذى عليهم : ارجعوا قستحفروه غدا فغيعيده الله أشد ما كان حتى اذا بلغت مدتهم وأراد الله أن يبعثهم على الناس حفروا حتى اذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذى عليهم : ارجعوا فستحفرونه غدا ان شاء الله تعالى واستثنوا ، فيعودون اليه وهو كهيئته حين تركوه فيحفرونه ويخرجون على الناس فينشفون الماء ويتحصن الناس منهم فى حصونهم فيرمون بسهامهم الى السماء فترجع عليها الدم الذى أجفظ فيقولون : قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء فيبعث الله نغفا فى أقفائهم فيقتلهم بها " .

كيف يقتلهم الله عز وجل

يرسل عليهم النغف فيأخذ أعناقهم  فيموتون موت الجراد يركب بعضهم بعضا .

مقتلهم عند بيت المقدس

فى حديث انواس بن سمعان وفيه ----- ثم يسيرون حتى ينتهوا الى جبل الخمر وهو جبل بيت المقدس " .   

علامات الساعة - العلامات الكبرى ظهور المهدى ( 18 )

18 - )  علامات الساعة - العلامات الكبرى

علامات الساعة الكبرى

علامات الساعة الكبرى العلامات الكبرى للساعة هي الأحداث التي تقع على غير المتوقع وعلى غير العادة، ويكون زمن وقوعها قريباً من زمن يوم القيامة، وردت الأحاديث ذكر أن ثلاثاً إذا خرجن لا ينفع نفساً إيمانها، وذكر منها الدجال، فقال: ثلاث إذا خرجن لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا [الأنعام: 158]: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض [رواه مسلم: 158].

طلوع الشمس من مغربها ودابة الأرض هذه فهمناها، والدابة ستطلع بعد طلوع الشمس من مغربها مباشرة تختم على الناس مؤمن كافر، تختم على الناس بحسب حالهم، والختم هذا هو ختم النهاية.

لكن الإشكال في الدجال هل إذا خرج الدجال لا ينفع نفسه إيمانها أيضاً؟ وهناك خروج عيسى، وعيسى سيكون في عهده إيمان وإسلام، ولا يقبل من الكفار إلا الإسلام؟

فقال البيهقي: وكذا في قصة الدجال لا ينفع إيمان من آمن بعيسى عند مشاهدة الدجال، وينفعه بعد انقراضه. [فتح الباري لابن حجر: 11/354] فهذا من الإجابات.

وقد قال النبي ﷺ: بادروا بالأعمال الآن اعملوا قبل أن تأتى هذه الأشياء فلا ينفع العمل، أو لا تستطيعون العمل أو تغلبون على العمل، فلا تطيقونه أو تذهلون تندهشون تصابون بالحيرة البالغة، فلا يكون عندكم قدرة على العمل، بادروا بالأعمال ستاً: طلوع الشمس من مغربها، أو الدخان، أو الدجال، أو الدابة، أو خاصة أحدكم  -يعني الموت-  أو أمر العامة[رواه مسلم: 2947]، يعنى: قيام الساعة.

بادرواسابقوا قبل أن تقع الفتن، قبل أن تذهل العقول وتحار وتضطرب، ولا تقوى على العمل، ففي هذا الحث على المبادرة إلى الأعمال الصالحة قبل تعذرها، وقبل الذهول والاشتغال عنها، وقبل حلول الشيء المحير الذي تطير له الألباب، وتطيش العقول، فإن هذه التوبة لا تنفع في ذلك الحال.

وفيما يأتي بيانها:[٣٥]

ترتيب علامات الساعة الكُبرى

 مسألة اجتهاديّة ذكر رسول الله -عليه الصلاة والسلام- في عدّة أحاديث علامات الساعة الكُبرى، إلّا أنّ ذِكره لها كان لا يقتضي الترتيب في وقوعها؛ وذلك لمجيء العطف فيها بالواو، وهو الأمر الذي لا يشير إلى الترتيب فيها، ولأنّ ترتيب العلامات يختلف من حديثٍ إلى آخر،[٣] فقد كانت مسألة ترتيب علامات الساعة الكُبرى قابلة لاجتهاد العلماء، إلّا أنّهم اتّفقوا ابتداءً على أنّ خروج النار هي آخر العلامات،[٤] أمّا أُولى العلامات وما يليها، فقد كان موضع خلاف بينهم؛ فمنهم من قسّم العلامات إلى علامات أرضيّة أوّلها ظهور الدجّال، وأخرى سماويّة أوّلها طلوع الشمس من مغربها، كالحافظ ابن حجر، ومنهم من قسّم العلامات إلى علامات دالّة على قُرب الساعة أوّلها ظهور الدجال، وأخرى دالّة على وقوع الساعة أوّلها الدخان، كالإمام الطيبي.[٥]

ظهور المهدي

اختلف العلماء في اعتبار ظهور المهدي من العلامات الصغرى أم من العلامات الكبرى والسبب في اختلاف الآراء أن الروايات التي تضمنت أحداث الساعة لم تنص بوضوح على التصنيف مما تسبب بعدم الدقة في تصنيفها، يُعَدّ تصنيف ظهور المهديّ أمراً مختلفاً فيه بين العلماء؛ إذ إنّ منهم من اعتبره من العلامات الكُبرى، ومنهم من قال إنّه من العلامات الصغرى؛ وذلك نتيجة لأنّ الروايات لم يرد فيها نصٌّ واضح على تصنيفه ، لم ترد أحاديث للمهدى فى صحيح البخارى وصحيح مسلم مفصلة ، بل جاءت مجملة كما فى الحديث من الصحيحين أنه روى عن أبى هريرة فى الصحيحين قال رسول الله " كيف أنتم اذا نزل ابن مريم فيكم وامامكم منكم " ، والأحاديث التى أمكن الوقوف عليها فى المهدى منها خمسون حديثا فى الصحيح والحسن

والضعيف ، وقد وردت أحاديث كثيرة فى المهدى تخضع للجرح والتعديل يقوم علماء الحديث بدراستها للتأكد من صحتها ، وتم تصحيح بعض الأحاديث وتضعيف الكثير منها ، وحيث ينتشر في آخر الزمان الفساد، والظلم، وتَكثُر المُنكَرات، فيأذن الله بخروج رجل صالح يجتمع له المؤمنون، فيكون قائداً حاكماً يُصلِح اللهُ على يديه أحوالَ الأمّة، ويكون اسمه محمد بن عبدالله، ويُعرَف عند أهل السنّة بالمَهديّ، وهو يخرج من قِبَل المشرق، وتحديداً من مكّة المُكرَّمة، فيُبايعه الناس عند الكعبة على السمع، والطاعة، والاتِّباع، فيحكم المسلمين بضع سنين يَنعمون فيها بالعدل والخيرات، ويعظُم أمر الأمة. وقد ذكر رسول الله -عليه الصلاة والسلام- المهديّ في العديد من الأحاديث، منها ما رواه الألباني عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن رسول الله أنّه قال: (يخرجُ في آخرِ أُمَّتي المهديُّ، يَسقِيه اللهُ الغَيْثَ، وتُخرِجُ الأرضُ نباتَها، ويُعطِي المالَ صِحاحًا، وتكثُرُ الماشيةُ، وتَعظُمُ الأُمَّةُ، يعيشُ سبعًا، أو ثمانيًا)، وقد تحدّث رسول الله أيضاً عن صفاته الخَلقيّة بقوله: (المَهْديُّ منِّي، أجلى الجبهةِ، أقنى الأنفِ، يملأُ الأرضَ قسطًا وعدلًا) ، وروى عن أبى سعيد الخدرى فى سند أبى داود قال رسول الله " المهدى منى ، أجلى الجبهة ، أقنى الأنف ، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، يملك سبع سنين " قال الألبانى حديث حسن وقال المنذرى استشهد به البخارى ووثقه عفان بن مسلم وأحسن عليه الثناء يحيى بن سعيد القطان وضعفه يحيى بن معين والنسائى ، وروى

عن عبد الله فى سنن ابن ماجه قال بينما نحن عند رسول الله اذ أقبل فتية من بنى هاشم فلما رآهم النبى اغرورقت عيناه وتغير لونه ، قال : فقلتما نزال نرى فى وجهك شيئا تكرهه فقال أنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا وأن أهل بيتى سيلقون بعدى بلاءا وتشريدا وتطريدا حتى يأتى قوم من قبل المشرق معهم رايات سود فيسألون الخير فلا يعطونه فيقاتلون فينصرون فيعطوا ما سألوا فلا يقبلونه حتى يدفعوها الى رجل من أهل بيتى فيملؤها قسطا كما ملؤها جورا فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبوا على الثلج " 

ويقوم المهدي بنشر العدل بين الناس، والحكم بالدين وشرائعه، وإقامة شعائره وسننه، وإبطال كلّ بدعةٍ أُحدثت في الدين، وظهور المهدي من الأمور الثابتة لدى أهل السنة والجماعة بالنصوص النبوية الصحيحة، ومنها قول الرسول عليه الصلاة والسلام: (لا تنقضي الأيامُ ولا يذهبُ الدهرُ حتى يملكَ العربَ رجلٌ من أهلِ بيتي اسمُهُ يُواطئُ اسمي)، فالحديث يدلّ على أنّ المهدي يوافق النبي في اسمه واسم النبي -عليه السلام-، أي أنّ اسم المهدي محمد بن عبد الله، كما وردت العديد من الأحاديث التي تدلّ على أنّه من آل بيت النبي، قال -عليه الصلاة والسلام-: وجاء كذلك عن أبى داود من قول النبى  (المهديُّ من عِتْرَتِي من ولَدِ فاطمةَ)،

وجاء كذلك عند أحمد قول النبى " المهدى منا أهل البيت يصلحه الله فى ليلة " وروى عن على بن أبى طالب رضى الله عنه فى سنن أبى داود وصححه الألبانى قال رسول الله " لو لم يبقى من الدهر الا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتى يملؤها عدلا كما ملئت جورا " ، وجاء عند مسلم تنبيه على المهدى من قول النبى " لا تزال طائفة من أمتى يقاتلون على الحق ظاهرين الى يوم القيامة فينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم : تعال صل لنا ، فيقول : لا ، بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة " ، المهدى من آل بسيت رسول الله ولا يمكن لأحد أن يعلم أو يتكهن بوقت ولادته ، ولا مكانه ولا ظهوره على جهة التحديد والتعيين ومن ادعى شيئا من ذلك فهو كاذب دجال ودلائل خروجه من علامات الساعة الكبرى ولم يقع منها شىء الى الآن ولا أحد يستطيع أن يحدد متى تقع ربما بعد عشرات السنين أو مئات السنين أو ما يشاء الله سبحانه وتعالى فهو وحده الذى يعلم الغيب " لا يجليها لوقتها الا هو " الأعراف 187 وقال سبحانه " لا تأتيكم الا بغتة "

يظهر المهدى فيخرج الناس اليه من فجاج الأرض وأقاصيها يقصدونه فى مكة حتى اذا ذاع خبره وانتشر توجه اليه جيش ليقاتله ويقضى عليه وعلى من معه فيخسف بهذا الجيش بصحراء فى الأرض يخسف بأولهم وآخرهم وقالت أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها : يا رسول الله كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم ؟ قال رسول الله " يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم " ، يخحرج فى آخر الزمان بعد ظهور علامات الساعة الصغرى مثل فساد الناس وكثرة الفتن وظهور الجهل والتعامل بالربا وشرب الخمر وانتشار الزنا ، يهاجر من المدينة الى مكة خوفا على نفسه من القتل ويتلقى البيعة عند البيت الحرام بين المقام والركن .

Thursday, August 26, 2021

علامات الساعة - العلامات الصغرى ( 17 )

17 - ) علامات الساعة - العلامات الصغرى

 



      

 50 - ) قتال اليهود 
فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله ﷺ " لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى بختبىء اليهود من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر : يا مسلم يا عبد الله هذا يهودى خلفى فتعال فاقتله ، الا الغرقد فانه من شجر اليهود " متفق عليه

فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود. متفق عليه.

وقد غضب الله على اليهود بسبب رفضهم الحق وهم يعلمون به، فهم أهل كتاب وعلم، ولكنهم كذبوا الرسول صلى الله عليه وسلم وهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، وحرفوا التوراة وبدلوها. الحديث صحيح رواه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين وغيرهما، ولفظه: يقاتل المسلمون اليهود فينصرون عليهم حتى يقول الشجر والحجر: يا مسلم! يا عبد الله! هذا يهودي تعال فاقتله أو قريب من هذا اللفظ.

فالمقصود أنه ثابت عن رسول الله ﷺ، وأن المسلمين يقاتلون اليهود وأنهم ينصرون عليهم حتى إن الحجر والشجر يقول للمسلم: يا عبد الله! تعال هذا يهودي تعال فاقتله.

أما كون ذلك في وقتنا هذا محل نظر فإن الذي يقاتلهم المسلمون والمقاتلون الآن ليسوا على المستوى الكامل من جهة الإسلام، فيهم المسلم وفيهم غير المسلم، وليس هناك تطبيق فيما بلغنا من المسلمين هناك للشريعة المطهرة كما ينبغي، بل هناك العاصي وهناك الكافر وهناك المسلم المستقيم، فالقتال الذي أخبر به النبي ﷺ يكون من المسلمين الملتزمين المستقيمين فلهذا ينصرهم الله على اليهود بسبب استقامتهم على دين الإسلام ونصرهم لدين الله، فيحتمل أن يكون هذا بعد وقت تتحسن فيه أحوال المسلمين ويجتمعون على الحق والهدى فينصرون عليهم، ويحتمل أن هذا في وقت عيسى كما هو معلوم، فإنه في وقت عيسى يقتل اليهود وينصر الله عيسى والمسلمين عليهم، ويقتل الدجال هذا لا شك في وقت عيسى، لكن يحتمل أن يقع قبل عيسى، وأن المسلمين تتحسن أحوالهم وتستقيم أمورهم على شريعة الله، ويقودهم أمير صالح أو إمام صالح يقودهم إلى الحق والهدى ويستقيمون على شريعة الله ثم يتوجهون لقتال اليهود فينصرون عليهم، هذا كله محل احتمال.

أما في وقت عيسى فلا شك أنه يقتلهم وأنه ينصر عليهم عليه الصلاة والسلام مع المسلمين عند قتله للدجال.

فقتال المسلمين لليهود يكون بعد الملحمة الكبرى مع النصارى؛ ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة، من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا، قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا، والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم، فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا، ويقتل ثلثهم، أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث، لا يفتنون أبدا، فيفتتحون قسطنطينية، فبينما هم يقتسمون الغنائم، قد علقوا سيوفهم بالزيتون، إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهليكم، فيخرجون، وذلك باطل، فإذا جاءوا الشأم خرج، فبينما هم يعدون للقتال، يسوون الصفوف، إذ أقيمت الصلاة، فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم، فأمهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لانذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده، فيريهم دمه في حربته".

ففي هذا الحديث أن قتال الروم قبل خروج الدجال، فإذا هزمهم المسلمون خرج الدجال، والدجال يتبعه اليهود؛ ففي صحيح مسلم عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يتبع الدجال من يهود أصبهان، سبعون ألفا عليهم الطيالسة".

وفي سنن ابن ماجه، عن أبي أمامة الباهلي مرفوعاً، وفيه: "ووراءه الدجال معه سبعون ألف يهودي، كلهم ذو سيف محلى وساج، فإذا نظر إليه الدجال ذاب، كما يذوب الملح في الماء، وينطلق هاربا، ويقول عيسى عليه السلام: إن لي فيك ضربة، لن تسبقني بها، فيدركه عند باب اللد الشرقي، فيقتله، فيهزم الله اليهود، فلا يبقى شيء مما خلق الله يتوارى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء، لا حجر، ولا شجر، ولا حائط، ولا دابة، إلا الغرقدة؛ فإنها من شجرهم، لا تنطق، إلا قال: يا عبد الله المسلم هذا يهودي، فتعال اقتله". ضعفه الألباني.

وقد جاء في بعض الروايات ما يدل على أن قتال اليهود المذكور في هذا الحديث سيكون في آخر الزمان حين يخرج الدجال وينزل المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ، فيقتله .

روى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يَنْزِلُ الدَّجَّالُ فِي هَذِهِ السَّبَخَةِ بِمَرِّ قَنَاةَ [واد في المدينة] ، فَيَكُونُ أَكْثَرَ مَنْ يَخْرُجُ إِلَيْهِ النِّسَاءُ ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَرْجِعُ إِلَى حَمِيمِهِ وَإِلَى أُمِّهِ وَابْنَتِهِ وَأُخْتِهِ وَعَمَّتِهِ ، فَيُوثِقُهَا رِبَاطًا مَخَافَةَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَيْهِ ، ثُمَّ يُسَلِّطُ اللهُ الْمُسْلِمِينَ عَلَيْهِ ، فَيَقْتُلُونَهُ وَيَقْتُلُونَ شِيعَتَهُ ، حَتَّى إِنَّ الْيَهُودِيَّ لَيَخْتَبِئُ تَحْتَ الشَّجَرَةِ أَوِ الْحَجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرَةُ لِلْمُسْلِمِ : هَذَا يَهُودِيٌّ تَحْتِي فَاقْتُلْهُ ) رواه الإمام أحمد في " المسند " (9/255) ، ولكن في إسناده ضعف بسبب عنعنة محمد بن إسحاق ، وله شواهد أخرى تنظر في تحقيق المسند من طبعة مؤسسة الرسالة .

وقد أورد هذه الشواهد الحافظ ابن حجر رحمه الله في " فتح الباري " (6/610) ، وحسَّن منها حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه ، ثم قال : " فالمراد بقتال اليهود : وقوع ذلك إذا خرج الدجال ونزل عيسى " 

وقال ابن الملقن : " المراد بقوله (تقاتلون اليهود) إذا نزل عيسى ، فإن المسلمين معه ، واليهود مع الدجال" انتهى من "التوضيح لشرح الجامع الصحيح" (17/663).

وهو ما جزم به جمع من شراح الحديث ، بل أخرج الإمام الترمذي (2236) حديث عبد الله بن عمر السابق في باب " علامة الدجال ".

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" اليهود إنما ينتظرون المسيح الدجال ، فإنه الذي يتبعه اليهود ، ويخرج معه سبعون ألف مطيلس من يهود أصبهان ، ويقتلهم المسلمون معه ، حتى يقول الشجر والحجر : يا مسلم ! هذا يهودي ورائي تعال فاقتله " انتهى من " الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح " (2/ 30) .

ويقول الشيخ ابن باز رحمه الله :" فإن عيسى عليه الصلاة والسلام يغزوه ، ومعه المسلمون ، فيقتله بباب اللد ، باب هناك في فلسطين ، قرب القدس ، يقتله بحربته كما جاء في الحديث الصحيح ، والمسلمون معه يقتلون اليهود قتلة عظيمة ، جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المسلمين يقاتلون اليهود ، فيقتلونهم ، ويسلطون عليهم ، ينادي الشجر والحجر : يا مسلم ، يا عبد الله ، هذا يهودي تعال فاقتله ، فيقتل عيسى الدجال وينتهي أمره " .

 من " فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر " (4/ 290) .

وإذا خرج الدجال تبعه عشرات الآلاف من اليهود واجتمعوا معه يريدون قتال المسلمين ، فينزل المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ويجتمع معه المسلمون لقتال الدجال وأتباعه ، فيدعو عيسى ابن مريم اليهود للإسلام ، ولا يقبل منهم في ذلك الوقت إلا الإسلام ، فيسلم منهم من يسلم ، ويبقى منهم من يبقى على يهوديته ، فتكون المعركة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم .

وبهذا يتبين أن المعركة من جانب المسلمين معركة عادلة مشروعة يحبها الله تعالى بلا شك ، ومما يدل على ذلك :

- أنها ضد الدجال ومؤيديه الذين اجتمعوا لقتال المسلمين : (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) التوبة/32.

- ولأنها معركة يخوضها المسلمون تحت قيادة عيسى بن مريم عليه السلام أحد الرسل الكرام .

- أن الله تعالى يكرم المسلمين في هذه المعركة بهذه الكرامة وهي نطق الحجر والشجر ومناداته على المسلم حتى يقتل اليهودي الذي يختبئ وراءه .

فكل ذلك يدل على أنها معركة عادلة يحبها الله ، كما هو الشأن في المعارك الإسلامية كلها التي يكون المقصد منها إعلاء كلمة الله في الأرض ، : (مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) رواه مسلم (1915). ، وقد ورد فى سورة الاسراء الحديث عن ذلك فى قوله تعالى :

وَقَضَيۡنَآ إِلَىٰ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ فِي ٱلۡكِتَٰبِ لَتُفۡسِدُنَّ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَرَّتَيۡنِ وَلَتَعۡلُنَّ عُلُوّٗا كَبِيرٗا ٤ فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ أُولَىٰهُمَا بَعَثۡنَا عَلَيۡكُمۡ عِبَادٗا لَّنَآ أُوْلِي بَأۡسٖ شَدِيدٖ فَجَاسُواْ خِلَٰلَ ٱلدِّيَارِۚ وَكَانَ وَعۡدٗا مَّفۡعُولٗا ٥ ثُمَّ رَدَدۡنَا لَكُمُ ٱلۡكَرَّةَ عَلَيۡهِمۡ وَأَمۡدَدۡنَٰكُم بِأَمۡوَٰلٖ وَبَنِينَ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ أَكۡثَرَ نَفِيرًا ٦ إِنۡ أَحۡسَنتُمۡ أَحۡسَنتُمۡ لِأَنفُسِكُمۡۖ وَإِنۡ أَسَأۡتُمۡ فَلَهَاۚ فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ ٱلۡأٓخِرَةِ لِيَسُ‍ُٔواْ وُجُوهَكُمۡ وَلِيَدۡخُلُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوۡاْ تَتۡبِيرًا ٧ عَسَىٰ رَبُّكُمۡ أَن يَرۡحَمَكُمۡۚ وَإِنۡ عُدتُّمۡ عُدۡنَاۚ وَجَعَلۡنَا جَهَنَّمَ لِلۡكَٰفِرِينَ حَصِيرًا ٨

" وَقَضَيۡنَآ إِلَىٰ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ فِي ٱلۡكِتَٰبِ " يخبر الله أنه تقدم الى بنى اسرائيل وكتب عنده او أخبرهم فى الكتاب الذى أنزله عليهم وهو التوراة وهذا كقوله " وقضينا اليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين " أى تقدمنا اليه وأخبرناه وأعلمناه " لَتُفۡسِدُنَّ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَرَّتَيۡنِ " أخبرهم الله أنهم سيفسدون فى الأرض مرتين ، " وَلَتَعۡلُنَّ عُلُوّٗا كَبِيرٗا " وأخبر الله تعالى أنهم سيعلون علوا كبيرا أى سيرتفع شأنهم سيكون لهم الملك مرتين ويتجبرون ويطغون ويفجرون على الناس ، " فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ أُولَىٰهُمَا "اذا جاء ميعاد أولى الافسادتين ، " بَعَثۡنَا عَلَيۡكُمۡ عِبَادٗا لَّنَآ أُوْلِي بَأۡسٖ شَدِيد" سلطنا عليكم جندا من خلقنا أولى قوة وعدة وسلطنة شديدة ، " فَجَاسُواْ خِلَٰلَ ٱلدِّيَارِۚ " فتملكوا بلادكم وسلكوا خلال بيوتكم أى بينها ووسطها فدمروها وانصرفوا ذاهبين لا يخافون أحدا ، " وَكَانَ وَعۡدٗا مَّفۡعُولٗا " وهذا له ميعاد وقدر من الله محتم الوقوع ، وقد اختلف المفسرون من السلف والخلف الى عصرنا الحالى فى هؤلاء المسلطين عليهم من هم وكذلك فى المرتين عن ابن عباس قال أنه جالوت وجنوده سلط عليهم أولا ثم أديلوا عليه بعد ذلك وقتل داود جالوت ولهذا قال "  ثُمَّ رَدَدۡنَا لَكُمُ ٱلۡكَرَّةَ عَلَيۡهِمۡ وَأَمۡدَدۡنَٰكُم بِأَمۡوَٰلٖ وَبَنِينَ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ أَكۡثَرَ نَفِيرًا"وعن سعيد بن جبير أنه ملك الموصل سنجاريب وجنوده وعنه أيضا وعن غيره أنه بختنصر ملك بابل وقال أبن أبى حاتم أنه سار الى بيت المقدس فقتل بها خلقا كثيرا من بنى اسرائيل وسبى منهم الكثير وأخذه الى بابل وقد وردت فى هذا آثار كثيرة اسرائيلية منها ما هو موضوع من وضع بعض زنادقتهم ومنها ما قد يحتمل أن يكون صحيحا ونحن فى غنية عنها ، وفيما قص الله علينا فى كتابه وكذلك ما ورد من أحاديث فى السنة غنية عما سواهما ولم يحوجنا الله ولا رسوله اليهم ، وقد أخبر الله عنهم أنهم لما طغوا وبغوا سلط الله عليهم عدوهم فاستباح بيضتهم وملك خلال بيوتهم فدمرها وأذلهم وقهرهم جزاءا وفاقا فانهم كانوا قد تمردوا وقتلوا خلقا من الأنبياء والعلماء حتى أنه لم يبق من يحفظ التوراة وأخذ منهم خلقا كثيرا أسرى ،"  إِنۡ أَحۡسَنتُمۡ أَحۡسَنتُمۡ لِأَنفُسِكُمۡۖ وَإِنۡ أَسَأۡتُمۡ فَلَهَا " يعقب الله ذلك بقوله ان فعلكم الحسنات فهذا لأنفسكم تنالون جزاءه وان ارتكبتم السيئات فعلى أنفسكم ستحاسبون بها كقوله " عن عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها " ، " فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ ٱلۡأٓخِرَةِ " اذا جاء موعد الكرة الأخرى أى اذا أفسدتم الكرة الثانية ، وقال مفسرون فى عصرنا أن وجود اليهود فى فلسطين فى عصرنا الحالى واحتلالهم أرضها هو المرة الثانية وكلمة  " الآخرة " تعنى قرب يوم القيامة ويؤيد ذلك ما ورد من علامات يوم القيامة مما لم يتطرق اليه أبن كثير ومن أراد أن يطلع على ذلك فهذا بحث منفصل لوحده وتؤيده الأحاديث النبوية وما وقع حاليا بالفعل من قيام دولة لليهود فى فلسطين تسمى اسرائيل ، " لِيَسُ‍ُٔواْ وُجُوهَكُمۡ وَلِيَدۡخُلُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّة " فى المرة الثانية فسوف تقهروا على يد عباد الله ويدخلون المسجد كما دخلوه فى المرة الأولى قيل ذلك عن المسلمين حينما دخلوا بيت المقدس على يد الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه فاتحين وطردوا منها الروم وذلك لوجود لفظ " المسجد " ولم يكن المسجد الا فى الاسلام وهو المسجد الأقصى كما ورد فى بداية السورة " سبحان الذى أسرى بعبده من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى "  وهذا من معجزات القرآن فكلمة مسجد لم تذكر ولم يخص بها الا الاسلام والمسلمين ، " وَلِيُتَبِّرُواْ " قال أبن كثير يدمروا ويخربوا وممكن هذا يحدث لأن الحروب فى عصرنا الحالى مدمرة من استخدام  لأسلحة فتاكة من قنابل وصواريخ مدمرة تدمر كل شىء ، " مَا عَلَوۡاْ تَتۡبِيرًا " قال أبن كثير ما ظهروا عليه وكررت كلمة تتبيرا وهى تعنى التدمير والتخريب مرتين للتأكيد أن هذا سيحدث ، " عَسَىٰ رَبُّكُمۡ أَن يَرۡحَمَكُمۡۚ " رحمة ربكم تحل بكم اذا رجعتم الى ما أنتم فيه من استعلاء وظلم وتجبر ، " وَإِنۡ عُدتُّمۡ عُدۡنَاۚ " يتوعد الله من يفعل معصية ويتجبر فى الأرض  ولم يتوب ويرجع عن المعاصى أن يحيق به العذاب ويسلط عليه من يهلكه ولم يرحمه ومن أفعالكم سلط عليكم ، " وَجَعَلۡنَا جَهَنَّمَ لِلۡكَٰفِرِينَ حَصِيرًا " بعد أن يحيق به العذاب فى الدنيا على يد أعدائه ستكون جهنم له مستقرا ومحصرا وسجنا لا محيد له عنه جزاء كفره وعدم اتباعه منهج الله فى العدل وقال مجاهد يحصرون فيها أى فى جهنم وقال قتادة قد عاد بنو اسرائيل فسلط الله عليهم الحى محمدا صلى الله عليه وسلم وأصحابه يأخذون منهم الجزية عن يد وهم صاغرون وقد كان هذا فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ومن جاء بعده من الخلفاء وهو أقرب الأقوال لما حدث ولما سوف يحدث لأن أبن كثير لم يربط التفسير فيما ورد من أحاديث علامات الساعة وكذلك ما يحدث فى عصرنا  من تجبر اليهود والصهيونية العالمية وما تفعله من قهر وقمع وقتل فى العالم وفى فلسطين وما ترتكبه من ربا وشبكات عصابات منظمة فى كل الأنشطة المحرمة وسيكون عقاب الله شديدا فى الدنيا وفى الآخرة .

تعليق : التفاسير التى سبقت عصرنا الحديث لم تفسر هذا الجزء من سورة الاسراء واجتهدت كثيرا اختلفت فى تفسيره لأن القرآن معجز يسبق عصره ويتنبأ بما لا يستطيعه البشر فلم يدر فى خلد المفسرين قديما أن يكون لليهود دولة وهم شتات فى العالم وكانوا أيام دولة الخلافة تقريبا ليس لهم ذكر وكانوا قد طردوا وأجلوا عن المدينة تماما فلم يعد لهم قوة بعد غدرهم ونقضهم العهود مع الرسول صلى الله عليه وسلم ومن ضمن ما يعكس ذلك ما قاله أبن قتادة قد عاد بنو اسرائيل فسلط الله عليهم الحى محمدا صلى الله عليه وسلم وأصحابه يأخذون منهم الجزية عن يد وهم صاغرون فقد كانوا لا شأن لهم كما تنبأ القرآن بهزيمة الفرس على يد الروم فى سورة الروم " غلبت الروم فى أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون فى بضع سنين" فى هذا العصر توقع الجميع هزيمة الروم على يد الفرس وقد كان للفرس القوة والسيادة ولم يتوقع نهوض الروم وانتصارهم مرة أخرى فى سنوات قليلة وتحققت نبوءة لقرآن مما يؤكذ صدق الوحى من عند الله تعالى ونحن نجتهد فقط بامكاناتنا وتوقعاتنا البشرية التى لا يمكن أن يمتد بصرها لما سيحدث فى الغيب وفى المستقبل الذى علمه عند الله وحده " ان هو الا وحى يوحى " .


علامات الساعة - العلامات الصغرى ( 16 )

 16- ) علامات الساعة - العلامات الصغرى 

49 - ) نفى المدينة لشرارها وخرابها 

فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله ﷺ " تتركون المدينة على خير ما كانت لا يغشاها الا العوافى يريد عوافى السباع والطير " رواه البخارى

   علامات الساعة الصغرى "نفي المدينة لشرارها ثم خرابها آخر الزمان"

لقد حثّ النبي عليه الصلاة والسلام على سكنى المدينة، ورغّب في ذلك، وأخبر أنه لا يخرج أحدٌ منها رغبةً عنها إلا أخلف الله فيها من هو خيرٌ منه. وأخبر أن من علامات الساعة نفي المدينة لخبثها، وهم شرار الناس، كما ينفي الكير خبث الحديد.

وروى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال:” يأتي على الناس زمانٌ يدعو الرجل ابن عمه وقريبه هلمّ إلى الرخاء، هلمّ إلى الرخاء، والمدينة خيرٌ لهم لو كانوا يعملون، والذي نفسي بيده، لا يخرج منهم أحدٌ رغبةً عنها؛ إلا أخلف الله فيها خيراً منه، ألا إن المدينة كالكير يُخرج الخبيث، لا تقوم الساعة حتى تنفي المدينة شرارها كما يُنفي الكير خبث الحديد”. صحيح مسلم.وروى الإمام مالكٌ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال:”لتتركنّ المدينة على أحسن ما كانت حتى يدخل الكلب أو الذئب، فيغذى على بعض سواري المسجد، أو على المنبر، فقالوا يا رسول الله، فلمن تكون الثمار ذلك الزمان، قال: للعوافي، الطير والسباع”.

قال ابن كثير: والمقصود أن المدينة تكون باقيةً عامرةً أيام الدّجال، ثم تكون كذلك في زمان عيسى بن مريم رسول الله صلّى الله عليه وسلم، حتى تكون وفاته بها ودفنهُ بها، ثم تخرب بعد ذلك”. ثم ذكر حديث جابر رضي الله عنه، قال أخبرني عمر بن الخطاب، قال: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول:” ليسيرنّ الراكبُ بجنبات المدينة، ثم ليقولنّ: لقد كان في هذا حاضرٌ من المسلمين كثيرٌ”. رواه الإمام أحمد.

قد حمل القاضي عياض نفي المدينة لخبثها على زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنه لم يكن يصبر على الهجرة والمقام في المدينة إلا من كان ثابت الإيمان  ، وأما المنافقون وجهلة الأعراب؛ فلا يصبرون على شدة المدينة،  ولأوائها ، ولا يحتسبون من الأجر في ذلك.

وحمله النووي على زمن الدجال  ، واستبعد مااختاره القاضي عياض ، وذكر انه يحتمل أن يكون ذلك في أزمان متفرقة، وذكر الحافظ ابن حجر أنه يحتمل أن يكون المراد كلا من الزمنين :••  زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، بدليل قصة الأعرابي كما في "البخاريعن جابر رضي الله عنه قال :  جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبايعه على الإسلام  ؛ فجاء من الغد محموماً ، فقال أقِلْنِي ،فأبي ؛  ثلاث مرار .  فقال :" المدينه كالكير ، تنفي خبثها ، وينصح طيبها ".

••والزمن الثاني :  زمن الدجال

كما في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم  أنه ذكر الدجال ،  ثم قال :

 " ثم ترجف المدينة  بأهلها ثلاث رَجَفَات . فيُخْرِجُ الله إليه كل كافر ومنافق "رواه البخاري.

•• وأما بين ذلك من الأزمان فلا.

فإن كثيراً من فضلاء الصحابة قد خرجوا بعد النبي صلى الله عليه و سلم من المدينة كمعاذ بن جبل وأبي عبيدة و ابن مسعود وطائفة، ثم خرج على وطلحه والزبير وغيرهم ، وهم من أطيب الخلق . فدل على أن المراد بالحديث تخصيص ناس دون ناس . ووقت دون وقت ،  بدليل قوله تعالى : "  ومن أهل المدينة مردوا على النفاق "  التوبه آيه101.  والمنافق خبيث بلا شك .

•• وأما خروج الناس بالكلية من المدينه فإن ذلك في آخر الزمان ، قرب قيام الساعة  ، ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :  " تتركون المدينة على خير ما كانت ،  لا يغشاها إلا العوافي - يريد عوافي السباع والطير  -  وآخر من يُحْشَرُ راعيان من مُزَينة ، يريدان المدينة،   ينعقان بغنمهما  ،فيجدانها وحشاً ، حتى إذا بلغا ثنيَّة الوداع  ؛ خَرَّا على وجوههما "      رواه البخاري.  وهذا الأمر سيحدث بعد أن تاخذ الريح الطيبة كل نفس مؤمنة على وجه الأرض، فلا يبقى إلا شرار الناس  ،فتخرب المدينة  ، ولا يبقى فيها من المؤمنين أحد  ، فتغشاها السباع والعوافي .

روى الإمام مالك عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

" لتترُكُنَّ المدينة على أحسن ما كانت  ، حتى يدخل الكلب أو الذئب  ،   فيغذي  علي بعض سواري المسجد  ،أو على المنبرفقالوا  يا رسول الله !  فلمن تكون الثمار ذلك الزمان ؟ قال : "  للعوافي الطير والسباع". اي خاليه من الناس او من الوحوش قد سكنتها والله اعلم.

قال ابن كثير : " والمقصود أن المدينة تكون باقية عامرة أيام الدجَّال ، ثم تكون كذلك في زمان عيسى ابن مريم عليه الصلاة و السلام  ،  حتى تكون وفاته بها  ،  ثم تخرب بعد ذلك" .

أي بعد أن تقبض الريح الطيبة أرواح المسلمين ، - والتي هي من أشراط الساعة الصغري أيضا- فلا يبقي علي وجه الأرض مسلم يقول الله الله . ثم ذكر حديث جابر رضي الله عنه ؛ قال :  أخبرني عمر بن الخطاب ؛  قال  :  سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ليسيرن الراكب بجنبات المدينة  ، ثم ليقولَنَّ :  لقد كان في هذا حاضرٌ من المسلمين كثير رواه  الإمام أحمد  .

وقال الحافظ ابن حجر :" روى عمر بن شبَّة بإسناد صحيح  عن عوف بن مالك ؛  قال :  دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد  ، ثم نظر إلينا  ، فقال : "  أما والله ليدعنها  أهلها مذلله أربعين عاما للعوافي ، أتدرون ما العوافي؟  الطير والسباعثم قال ابن حجر  : " وهذا لم يقع قطعا " .

فدل هذا على أن خروج الناس من المدينه بالكلية يكون في آخر الزمان  ، بعد خروج الدجال  ، ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام ، ويحتمل أن يكون ذلك عند خروج النار التي تحشر الناس ، وهي آخر أشراط الساعة، وأول العلامات الدالة على قيام الساعة  ، فليس بعدها إلا الساعة ويؤيد ذلك كون آخر من يحشر  يكون منها  ؛كما في  حديث أبي هريرة رضي الله عنه  : " وآخر من يُحْشَر راعيان من مزينة ،  يريدان المدينة  ، ينعقان بغنمهما  فيجدانها وحشاً " ؛ أي : خالية من الناس ، أو أن الوحوش قد سكنتها ، والله أعلم  


209-] English Literature

209-] English Literature Charles Dickens  Posted By lifeisart in Dickens, Charles || 23 Replies What do you think about Dickens realism? ...