5 - ) شخصيات من القرآن الكريم
لقمان الحكيم
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
المقام الرئيسي أسود نوبي أو حبشي أو مِن سودان مصر
لُقْمَان الحَكِيم كان رجلاً
حكيما، ذُكر في القرآن وأطلق اسمه على سورة لقمان، وقد عاصر داود وعرف بالحكيم،
ولد وعاش في بلاد النوبة ، ووصايا لقمان هي إحدى القصص القرآنية التي تتكلم عن
حكمة لقمان، وتتمثل في الحكمة التي وهبها الله للقمان الحكيم، وتعدّ لدى المسلمين
من أعظم الحكم والمواعظ، إذ كانت حكمته تأتي في مواضعها، وحسب كتب التفسير أن
لقمان كان أهون مملوك على سيده، ولكن الله تعالى منّ عليه بالحكمة فغدا أفضلهم
لديه.
التعريف بلقمان الحكيم
نسبه وعمله
هو لقمان بن ياعور ابن اخت
أيوب، أو ابن خالته، وهو من أسوان بمصر, وقد قال فيه خالد ابن الربيع أنه كان
نجارا، وقيل أنه كان خياطا، وقيل أنه كان راعيا، وقد عاصر داوود, أخذ منه العلم
وقد أعطاه الله الحكمة عندها. وذكر المسعودي أنه ولد على عشر سنين من ملك داود عليه
السلام ولم يزل باقياً في الأرض، مظهراً للحكمة والزهد إلى أيام يونس بن متى عليه
السلام. وليس في القرآن الكريم أية إشارة تمكن من تحديد عصره.
جعله خليفة بالأرض
وقال رسول الله: «إن لقمان كان عبداً كثير التفكر، حسن الظن، كثير الصمت، أحب الله فأحبه الله، فمن عليه بالحكمة». نودي بالخلافة قبل داوود، فقيل له يا لقمان، هل لك أن يجعلك الله خليفة تحكم بين الناس بالحق؟ قال لقمان: إن أجبرني ربي عزَّ وجل قبلت، فإني أعلم أنه إن فعلت ذلك أعانني وعلمني وعصمني، وإن خيرني ربي قبلت العافية ولا أسأل البلاء، فقالت الملائكة: يا لقمان لِمَ؟ قال: لأن الحاكم بأشد المنازل وأكدرها، يغشاه الظلم من كل مكان، فيخذل أو يعان، فإن أصاب فبالحري أن ينجو، وإن أخطأ أخطأ طريق الجنة، ومن يكون في الدنيا ذليلاً خير من أن يكون شريفاً ضائعاً، ومن يختار الدنيا على الآخرة فاتته الدنيا ولا يصير إلى ملك الآخرة. فعجبت الملائكة من حسن منطقه، فنام نومة فغط بالحكمة غطا، فانتبه فتكلم بها.
حكمته
المشهور عن الجمهور أنه كان
حكيما وليا ولم يكن نبي، قال ابن كثير : «كان جمهور السلف على أنه لم يكن نبيّاً،
وإنما يُنقل كونه نبياً عن عكرمة» ، وقد ذكره الله في القرآن فأثنى عليه وحكى من
كلامه فيما وعظ به ولده الذي هو أحب الخلق إليه وهو أشفق الناس عليه فكان من أول
ما وعظ به أن قال: (يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم) فنهاه عنه وحذره منه
وقد قال البخاري: حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد
الله قال: لما نزلت (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) شق ذلك على أصحاب رسول
الله وقالوا: أينا لم يلبس إيمانه بظلم؟! فقال رسول الله: (إنه ليس بذاك ألم تسمع
إلى قول لقمان يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم) رواه مسلم من حديث سليمان
بن مهران الأعمش به.
ثم اعترض تعالى بالوصية
بالوالدين وبيان حقهما على الولد وأكده وأمر بالإحسان إليهما حتى ولو كانا مشركين
ولكن لا يطاعان على الدخول في دينهما إلى أن قال مخبرا عن لقمان فيما وعظ به ولده:
يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي
صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ
اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ -16.( ينهاه عن ظلم الناس ولو بحبة خردل فإن الله يسأل
عنها ويحضرها حوزة الحساب ويضعها في الميزان كما قال تعالى: (إن الله لا يظلم
مثقال ذرة) وقال تعالى: (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن
كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين) وأخبره أن هذا الظلم لو كان في
الحقارة كالخردلة ولو كان في جوف صخرة صماء لا باب لها ولا كوة أو لو كانت ساقطة
في شيء من ظلمات الأرض أو السموات في اتساعهما وامتداد أرجائهما لعلم الله مكانها
إن الله لطيف خبير أي علمه دقيق فلا يخفى عليه الذر مما تراآى للنواظر أو توارى
كما قال تعالى: (وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا
يابس إلا في كتاب مبين) وقال: (وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين)
وقال: (عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك
ولا أكبر إلا في كتاب مبين) وقد زعم السدي في خبره عن الصحابة أن المراد بهذه
الصخرة الصخرة التي تحت الأرضين السبع وهكذا حكى عن عطية العوفي وأبي مالك والثوري
والمنهال بن عمر وغيرهم وفي صحة هذا القول من أصله نظر ثم إن في هذا هو المراد نظر
آخر فإن هذه الآية نكرة غير معرفة فلو كان المراد بها ما قالوه لقال فتكن في
الصخرة وإنما المراد فتكن في صخرة أي صخرة كانت كما قال الإمام أحمد حدثنا حسن بن
موسى حدثنا ابن لهيعة حدثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله
قال: (لو أن أحدكم يعمل في صخرة صماء ليس لها باب ولا كوة لخرج عمله للناس كائنا
ما كان(.
ثم قال: (يا بني أقم الصلاة) أي
أدها بجميع واجباتها من حدودها وأوقاتها وركوعها وسجودها وطمأنينتها وخشوعها وما
شرع فيها واجتنب ما ينهي عنه فيها.
ثم قال: (وامر بالمعروف وانه
عن المنكر) أي بجهدك وطاقتك أي إن استطعت باليد فباليد وإلا فبلسانك فإن لم تستطع
فبقلبك. ثم أمره بالصبر فقال: (واصبر على ما أصابك) وذلك أن الآمر بالمعروف
والناهي عن المنكر في مظنة أن يعادى وينال منه ولكن له العاقبة ولهذا أمره بالصبر
على ذلك ومعلوم أن عاقبة الصبر الفرج وقوله: (إن ذلك من عزم الأمور) التي لا بد
منها ولا محيد عنها وقوله: (ولا تصعر خدك للناس) قال ابن عباس ومجاهد وعكرمة وسعيد
بن جبير والضحاك ويزيد بن الأصم وأبو الجوزاء وغير واحد معناه: لا تتكبر على الناس
وتميل خدك حال كلامك لهم وكلامهم لك على وجه التكبر عليهم والازدراء لهم. قال أهل
اللغة وأصل الصعر داء يأخذه الإبل في أعناقها فتلتوي رؤوسها فشبه به الرجل المتكبر
الذي يميل وجهه إذا كلم الناس أو كلموه على وجه التعظم عليهم قال أبو طالب في شعره:
وكـنــا قـديــمـا لا نقـر
ظلامـة إذا ما ثنوا صعر الخدود نقيمهـا
وقال عمرو بن حيي التغلبي:
وكـنـا إذا الـجـبــار صعر
خـده أقمنــا لـه مـن ميـله فتقـومـا
وقوله: (ولا تَمشِ في الأَرضِ
مَرَحاً إنّ اللّهَ لا يُحِبُ كُلَّ مُختَالٍ فَخُورٍ) ينهاه عن التبختر في المشية
على وجه العظمة والفخر على الناس كما قال تعالى: (ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن
تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا). ثم قال: (واغضض من صوتك) يعني إذا تكلمت لا
تتكلف رفع صوتك فإن أرفع الأصوات وأنكرها صوت الحمير وقد ثبت في الصحيحين الأمر
بالاستعاذة عند سماع صوت الحمير بالليل فإنها رأت شيطانا ولهذا نهى عن رفع الصوت
حيث لا حاجة إليه ولا سيما عند العطاس فيستحب خفض الصوت وتخمير الوجه كما ثبت به
الحديث من صنيع رسول الله فأما رفع الصوت بالأذان وعند الدعاء إلى الفئة للقتال
وعند الإهلاك ونحو ذلك فذلك مشروع.
فهذا مما قصه الله عن لقمان في
القرآن من الحكم والوصايا النافعة الجامعة للخير المانعة من الشر وقد وردت آثار
كثيرة في أخباره ومواعظه وقد كان له كتاب يؤثر عنه يسمى بحكمة لقمان.
وصايا لقمان
وصايا لقمان لابنه وذكره في
القرآن
ذكر القرآن لقمان باسمه صراحة
في سورة باسمه (سورة لقمان) وفيها يوصي ابنه بوصايا خلدها القرآن، قال تعالى:
وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ
فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ
-12. وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ
بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ -13. وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ
بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ
أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ -14. وَإِنْ جَاهَدَاكَ
عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا
وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ
إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
-15. يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ
فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ
إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ -16. يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ
بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ
ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ -17. وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا
تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ
18. وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ
لَصَوْتُ الْحَمِيرِ 19 سورة لقمان، الآيات: 13-19.
اسم ابن لقمان
قال السهيلي: اسم ابنه ثاران،
في قول الطبري والقتبي. وقال الكلبي: مشكم. وقيل أنعم، حكاه النقاش. وذكر القشيري أن
ابنه وامرأته كانا كافرين فما زال يعظهما حتى أسلما. قلت: ودل على هذا قوله: (لا
تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم(
من حكم لقمان المأثورة
يا بني ! ارج الله رجاءً لا
تأمن فيه مكره، وخاف الله مخافة لا تيأس بها رحمته.
يا بني ! أكثر من قول : رب
اغفر لي، فإن لله ساعة لا يُردُّ فيها سائل.
يا بني ! إن العمل لا يستطاع
إلا باليقين، ومن يضعف يقينه يضعف عمله.
يا بني ! إذا جاءك الشيطان من
قبل الشك والريبة فأغلبه باليقين، وإذا جاءك من قبل السآمة فأغلبه بذكر القبر
والقيامة، وإذا جاءك من قبل الرغبة والرهبة فأخبره أن الدنيا مفارقةُ متروكة.
يا بني ! اتخذ تقوى الله
تجارةً، يأتيك الربح من غير بضاعة.
يا بني ! إياك والكذب، فإنه
شهي كلحم العصفور، عما قليل يقلى صاحبه.
يا بني ! لا تأكل شبعاً على
شبع، فإنك إن تلقه للكلب خيرٌ من أن تأكله.
يا بني ! لا تكن حلواً فتبلع،
ولا مراً فتلفظ.
يا بني ! لا تؤخر التوبة فأن
الموت يأتي بغتة.
يا بني ! اتق الله، ولا تُر
الناس أنك تخشى الله ليكرموك بذلك وقلبك فاجر.
يا بني ! ما ندمت على الصمت
قط. وإن كان الكلام من الفضة كان السكوت من الذهب.
يا بني ! اعتزل الشر كيما
يعتزلك، فإن الشر للشر خلق.
يا بني ! ليكن لك علو الهمة في
طلب الجنة والعزم للشهادة في سبيل الله.
يا بني ! اختر المجالس على
عينك، فإذا رأيت المجلس يُذكرُ الله عز وجل فيه فاجلس معهم، فإنك إن تك عالماً
ينفعك علمك وإن تك عييًّا يعلموك، وان يطلع الله عز وجل إليهم برحمة تصبك معهم.
يا بني ! انصب رايتك راية الحق
ورباطك في سبيل الله خير من خير في الدنيا.
يا بني ! انزل نفسك منزلة من
لا حاجة له بك ولا بدَّ لك منه.
يا بني ! إن الحكمة أجلست
المساكين مجالس الملوك.
يا بني ! جالس العلماء وزاحمهم
بركبتك، فإن الله ليحيي القلوب الميتة بنور الحكمة كما يحيي الأرض الميتة بوابل
السماء.
يا بني ! امتنع مما يخرج من
فيك، فإن ما سكتَّ سالم وإنما ينبغي لك من القول ما ينفعك.
يا بني ! إنك منذ نزلت إلى
الدنيا استدبرتها واستقبلت الأخرى. فدارٌ أنت إليها تسير أقرب من دارٍ أنت عنها
تباعد.
يا بني ! إياك والدَّين، فإنه
ذلُّ النهار همّ الليل.
يا بني ! لا يأكل طعامك إلا
الأتقياء، وشاور في أمرك الحكماء.
يا بني ! من كذب ذهب ماء وجهه،
ومن ساء خلقه كثر غمه.
يا بني ! نقل الصخور من
مواضعها أيسر من إفهام من لا يفهم.
يا بني ! إعلم بأن الجهاد ذروة
سنام الإسلام.
وأول ما ظهر من حكمته: أنه كان
مع سيده، فدخل سيده الخلاء فأطال الجلوس، فناداه لقمان: إن طول الجلوس على الحاجة
تنجع منه الكبد، ويورث الباسور، ويصعد الحرارة إلى الرأس، فاقعد هوينا وقم. فخرج
سيده وكتب حكمته على باب الخلاء. وقيل: كان سيده يقامر، وكان على بابه نهر جار،
فلعب يوما بالنرد على أن من قمر صاحبه شرب الماء الذي في النهر كله أو افتدى منه!
فقمر سيد لقمان، فقال له القامر: اشرب ما في النهر وإلا فافتد منه! قال: فسلني
الفداء؟ قال: عينيك افقأهما أو جميع ما تملك؟ قال: أمهلني يومي هذا. قال: لك ذلك.
فأمسى كئيبا حزينا، إذ جاءه لقمان وقد حمل حزمة حطب على ظهره فسلم على سيده ثم وضع
ما معه ورجع إلى سيده، وكان سيده إذا رآه عبث به فيسمع منه الكلمة الحكيمة فيعجب
منه، فلما جلس إليه قال لسيده: ما لي أراك كئيبا حزينا؟ فأعرض عنه فقال له الثانية
مثل ذلك، فأعرض عنه ثم قال له الثالثة مثل ذلك فأعرض عنه، فقال له: أخبرني فلعل لك
عندي فرجا؟ فقص عليه القصة، فقال له لقمان: لا تغتم فإن لك عندي فرجا، قال: وما
هو؟ قال: إذا أتاك الرجل فقال لك اشرب ما في النهر، فقل له أشرب ما بين ضفتي النهر
أو المد؟ فإنه سيقول لك اشرب ما بين الضفتين، فإذا قال لك ذلك فقل له احبس عني
المد حتى أشرب ما بين الضفتين، فإنه لا يستطيع أن يحبس عنك المد، وتكون قد خرجت
مما ضمنت له. فعرف سيده أنه قد صدق فطابت نفسه، فأعتقه.
ومن حكمته كما روى ابن جرير
حدثنا ابن وَكِيع، حدثنا أبي، عن أبي الأشهب، عن خالد الرَّبَعِيّ قال: كان لقمان
عبدًا حبشيا نجارا، فقال له مولاه: اذبح لنا هذه الشاة. فذبحها، فقال: أخْرجْ أطيب
مُضغتين فيها. فأخرج اللسان والقلب، فمكث ما شاء الله ثم قال: اذبح لنا هذه الشاة.
فذبحها، فقال: أخرج أخبث مضغتين فيها. فأخرج اللسان والقلب، فقال له مولاه: أمرتك
أن تخرج أطيب مضغتين فيها فأخرجتهما، وأمرتك أن تخرج أخبث مضغتين فيها فأخرجتهما.
فقال لقمان: إنه ليس من شيء أطيب منهما إذا طابا، ولا أخبث منهما إذا خَبُثا.
قبره
جاء في معجم البلدان:
بطبرية من المزارات في شرق
بحيرتها قبل سليمان بن داود عليهما السلام،
ومشهور أنه في بيت لحم في
المغارة التي فيها مولد عيسى وفي شرق بحيرة طبرية قبر لقمان الحكيم وابنه،
وله باليمن قبر.
وقيل أن قبره بمنطة بلجرشي
بقبيلة غامد في قرية تدعى حزنة.
والله أعلم بالصحيح منها.
ورد موضع مرقد لقمان الحكيم
شمال شرق بغداد في سياق الأماكن التي مرت بها الحملة العسكرية زمن الدولة
العثمانية التي قادها السلطان سليمان القانوني من أجل فتح بغداد وإنتزاعها من الدولة الصفوية، حيث وصل السلطان
بجيشه مرقد (الشيخ سكران) ومرقد (لقمان الحكيم) بالقرب منه، بعد ان رأوا في طريقهم
مرقد (الشيخ مكارم)، ثم وصلوا الإمام الأعظم فنزل السلطان عن فرسه فزار مرقده ثم
ركب وسار بجيوشه إلى بغداد.
المراجع
ابن كثير، تفسير القرآن العظيم،ج4،ص334،333
تاريخ دمشق لابن عساكر ، حديث15273 ، وأروده الكناني في تنزيه الشريعة المرفوعة
عن الأخبار الشنيعة الموضوعة ،ابو الحسن الكناني ، ص 244 ، ت عبدالوهاب وعبدالله
الصديق.
تفسير ابن كثير ، 3 / 443 .
البداية والنهاية، ابن كثير ، 2 / 125
رواه البخاري.
رواه مسلم من حديث سليمان بن مهران الأعمش به.
القرآن الكريم، سورة لقمان، الآية: 16.
البداية والنهاية، ابن كثير.
القرآن الكريم، سورة لقمان، الآيات: 13-19.
الجامع لأحكام القرآن = تفسير القرطبي،دار الكتب المصرية - القاهرة
ابن جرير الطبري.
معجم البلدان.
عباس العزاوي، موسوعة العراق بين إحتلالين، ج4، ص33.
لقمان الحكيم
لقمان بن ياعور أو ما يعرف ايضاً بلقمان الحكيم، وقيل بأنّه ابن أخت أيوب
عليه السلام، وقيل بأنّه ابن خالته، وقد كان لقمان من أهل سودان مصر وتحديداً من
قرية نوبة حبشي الذين تميزوا بامتلاكهم بشرة سمراء وقدمين مشققتين، بالإضافة إلى
شعرٍ مجعد، واختلفت الأخبار الواردة إلينا عن طبيعية عمله، فمنهم من اعتقد أنّه
كان خياطاً، ومنهم من اعتقد بعمله في مهنة النجارة أو الرعي، ويشار إلى أنّه عاش
في الحقبة التي عاش فيها سيدنا داود عليه السلام قبل أن يُصبح نبياً، وفي هذا
المقال سنتحدث عن قصة لقمان الحكيم. معلومات عن قصة لقمان الحكيم أحداث قصة لقمان
الحكيم نال لقمان الكثير من العلم والحكمة على يد سيدنا داود عليه السلام حتى نال
المحبة من الله سبحانه وتعالى الذي وهبه فيضاً كبيراً من العلم والحكمة، مما خوّله
ليكون حكيماً وخليفة لله على الأرض وقد عرف بلقمان الحكيم؛ والسبب في ذلك يعود إلى
شدة حنكته ومهارته في حل المنازعات، حيث إنّه عمل قاضٍ لبني إسرائيل. من القصص
التي تدل على حكمته وفطنته الكبيرتين هو أنّه عندما جاء سيده يوماً بشاة وقال له:
(اذبح هذه الشاة وائتني بأطيب مضغتين فيها) فذبحها وجاء بكلٍ من اللسان وكذلك
القلب، ثمّ في اليوم التالي قال له سيده اذبح هذه الشاة وائتني بأخبث مضغتين فيها،
فآتاه الله كلاً من القلب وكذلك اللسان، فتعجب سيده من ذلك، فما كان من لقمان
الحكيك إلا أن قال: (ليس شيئاً أطيب منهما إذا طابا ولا شيئ أخبث منهما إذا
خَبُثاً)، حينها أمر سيده بتحريره لحكمته وذكائه، وبعد تحررّه قرر الخروج من مصر
والسفر إلى فلسطين، وقد كان ذلك في فترة بعث سيدنا داود عليه السلام، حيث عمل
أجيراً عنده وقد لاحظ النبي داود حكمة هذا الرجل، فما كان منه إلا أن عينه قاضٍ
على بني إسرائيل، ثمّ أصبح فيما بعد قاضٍ للقضاة. وصايا لقمان الحكيم لابنه اشتهر
لقمان بوصاياه العظيمة التي أوصاها لابنه والتي خلدها القرآن الكريم؛ نظراً
لأهميتها وقيمتها الكبيرة، ولعل أحد أهم هذه الوصايا قوله لابنه: (وَإِذْ قَالَ
لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ
الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) [لقمان: 13]، ومن أهم الوصايا أيضاً: الإكثار من قول
رب أغفر لي؛ لأنّه توجد لله ساعة لا يرد فيها الداعي. مجالسة العلماء ومزاحمتهم؛
وذلك لأنّ الله يحي القلوب الميتة من خلال نور الحكمة كما يحيي الله الأرض الميتة
بوابل السماء. غلب الشيطان باليقين خاصةً إذا جاء للإنسان من باب الشك والريبة،
كذلك غلبه بالقبر والقيامة في حال جاء للإنسان من باب السآمة، وإخباره أنّ الدنيا
مفارقة ومتروكة في حال جاء للإنسان من باب الرغبة والرهبة. تحدّثه عن أنّ الدار
الآخرة أقرب للإنسان من الدار الدنيا؛ والسبب في ذلك يعود إلى أنّ الإنسان يسير نحو
الدار الآخرة ويبتعد عن الدار الدنيا. تجنبّب تأخير التوبة لأنّ الموت يأتي بغتة.
تقوى الله سبحانه وتعالى، مع عدم إظهار خشية الله أمام الناس؛ حتى لا يكرموا هذا
الإنسان وقلبه فاجر بالله. تجنب الديْن؛ وذلك لأنّه ذلٌ في النهار وذلٌ في الليل.
تجنب الكذب. تجنب الأكل على شبع؛ فخير للإنسان أن يقذف هذا الطعام للكلب على أن
يأكله. الالتزام بالجهاد لأنّه يعتبر ذروة سنام الإسلام. اتخاذ تقوى الله سبحانه
وتعالي تجارة؛ حتى يحصل الإنسان على الربح دون بضاعة.
لقمان الحكيم
لقمان الحكيم هو رجلٌ عُرف
بصلاحه وتقواه وحكمته الظاهرة، عاش زمن النبي داود -عليه السلام-، وكان قاضياً
حينئذٍ، وقيل في نسبه إنّه لقمان بن عنقاء بن سدون، وقيل لقمان بن ثاران، وقيل غير
ذلك، ورُوي أنّه من بلد السودان، أو أنّه عبدٌ حبشيٌ من سودان مصر، وذكره الله
-تعالى- في القرآن الكريم، وقال البعض عنه إنّه كان نبياً، لكنّ العلماء رجحوا
أنّه كان ولياً لله -تعالى- ولم يكن نبياً مُوحى إليه، ولم يرد مكان ولادته ولا
وفاته، إنّما ذُكر شيءٌ عن حكمته ووصاياه وأوقواله.
[١] صفات لقمان
ورد عن لقمان الحكيم أنّه لم يكن جميل الخِلقة حسن الوجه؛ بل كان أسود اللون، وورد في قولٍ إنّه عظيم الشفتين مشقّق القدمين، وفي روايةٍ مصفح القدمين، لكنّ ذلك لم يضرّه شيئاً، وقال ذاكراً بعض صفاته الشخصية حين سُئل عن استلامه القضاء: "قدر الله، وأداء الأمانة، وصدق الحديث، وترك ما لا يعنيني"، وفي روايةٍ أخرى قال: "غضّي بصري، وكفّي لساني، وعفة مطعمي، وحفظي فرجي، وقيامي بعدتي، ووفائي بعهدي، وكرمي لضيفي، وحفظي جاري، وتركي ما لا يعنيني؛ فذاك الذي صيرني كما ترى".
[٢] جانبٌ من وصايا
لقمان الحكيم
ذكر الله -تعالى- في القرآن الكريم جملةً من الوصايا التي أوصى بها لقمان
الحكيم ابنه، ولجأ لقمان في هذه الوصايا إلى أسلوب الوعظ المتمثّل بالتذكير بالخير
وفضله والنهيّ عن الحرام وشرّه وسوء عاقبته،
[٣] وفيما يأتي ذكر شيءٍ من
تلك الوصايا:
التوجّه لله -تعالى- وحده بالعبادة، والحذر من الشرك به شيئاً. الوصية
بالوالدين حسناً. مراقبة الله -تعالى- في الأقوال والأفعال، والحذر من التساهل في
ارتكاب ما حرّم الله ونهى عنه. إقامة الصلاة. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
لقمان الحكيم من أنت؟..
العلماء اختلفوا حول هويته
وعصره واتفقوا على عدم نبوته.. مؤرخون: عبدا حبشيا عمل حطابا عاش فى مصر ونسبه
يعود للنبى أيوب.. وآخرون: قاضٍ لبنى إسرائيل عاش زمن داود.. وباحث: الفيلسوف
سقراط
(وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ
الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ
وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيد (12) وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ
لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ
لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)، هكذا ذكر الله عبده الحكيم لقمان، صاحب الوصايا والحكم والمواعظ
الحسنة، والذى كرم بتسمية إحدى سور القرآن باسمه، لقمان الحكيم الرجل الحكيم، رغم
سيرته، لكن ربما ثمة اختلافات حول شخصيته وعصره وهويته.
اختلافات وأقاويل كثيرة حول الحكيم لقمان، وهويته، هل هو عربى من النوبة،
أم عبدا تقى حبيشى عاش فى السودان، وهل هو من نسل النبى أيوب أم أحد أقاربه، فيما
يذهب البعض بأنه هو الفيلسوف سقراط، كلها اختلافات ربما فى السطور التالية نحاول
أن نعرف من هو الحكيم لقمان.
هويته.. من هو لقمان الحكيم؟
بحسب موقع موسوعة التفسير
الموضوعى للقرآن الكريم، -أحد الموسوعات الدينية على الإنترنت- هناك قولان فى الحكيم لقمان الأول أنه: لقمان
بن لقمان بن باعوراء بن ناحور بن تارخ، وهو آزر، وقيل: كان ابن أخت أيوب عليه
السلام، وقيل: كان ابن خالته، وهذا ما ذهب إليه جمهور المفسرين، واعتمدوا في ذلك
على ما ورد عن ابن إسحاق حيث قال: "وهو لقمان بن باعوراء ابن ناحور بن تارخ،
وهو آزر أبو إبراهيم، وقال وهب: كان ابن أخت أيوب عليه السلام وقال مقاتل: ذكر أنه
كان ابن خالة أيوب عليه السلام" وكذلك ذكره الإمام البيضاوي والخازن بأنه:
"لقمان بن باعوراء بن ناحور بن تارخ، وهو آزر، وقيل: كان ابن أخت أيوب عليه
السلام، وقيل: كان ابن خالته، وقيل: إنه عاش حتى أدرك داود عليه السلام، وأخذ منه
العلم وكان يفتي قبل مبعثه".
أما القول الثاني أنه: قال الإمام ابن كثير في البداية والنهاية: "هو
لقمان بن عنقاء بن سدون، ويقال: لقمان بن ثاران، حكاه السهيلي عن ابن جرير
والقتيبي، قال السهيلي: وكان نوبيا من أهل أيلة، قلت: وكان رجلا صالحا ذا عبادة
وعبارة، وحكمة عظيمة، ويقال كان قاضيًا في زمن داود عليه السلام"، وقال
الإمام القرطبي: "وقيل: هو لقمان بن عنقاء بن سرون، وكان نوبيًا من أهل أيلة،
ذكره السهيلي".
فيما يقول الدكتور جواد على فى
كتابه "المفصل فى تاريخ العرب": "وجعلوا للقمان نسبًا هو
"لقمان بن عاد"، وصيّروه "لقمان بن ناحور بن تارخ"، وهو
"آزر" أبو "إبراهيم". وقال بعضهم: بل هو ابن أخت
"أيوب"، أو ابن خالته، وجعله آخرون من حمير، فقالوا له: "لقمان
الحميرى"، وصيّره آخرون قاضيًا من قضاة "بنى إسرائيل"، وقد اشتهر
عند المسلمين بالقضاء، ويظهر أن هذا السبب هو الذى جعل الواقدى يقول: إنه كان
قاضيا فى بنى إسرائيل. ولم يفطن الأخباريون إلى هذه الأخبار المتناقضة التى تخالف
رواياتهم فى عاد، وأنها من أمم العرب البائدة، إلا إذا جعلناه من الطائرين على قوم
عاد الداخلين فيهم، فهو غريب بين قوم عاد.
هل كان لقمان هو الفيلسوف
سقراط؟
بينما ذهب الدكتور عبد الرحمن
الصالح إلى أن لقمان هو نفسه الفيلسوف سقراط (399 ق م)، واعتمد فى ذلك على أدلة
منها: شَكلُ سقراط، بإلقاء نظرة على تمثال سقراط والاطلاع على أوصافه يبدو الشبه
الظاهر بين اشتقاق كلمة لقمان (عظيم اللقمة) وبين هذا الرجل، الأصل الاجتماعى
لسقراط والصورة التى رسمها المفسرون لتخيلهم للأصل الاجتماعى للقمان، كذلك اشتهار
لقمان فى التراث العربى بالحكمة واشتهار سقراط بذلك حتى إن أرجح الأقوال فى استخدام
فيلسوف أى محب الحكمة يعود إلى سقراط، فقد قالها تواضعاً حين قيل له أنت حكيم فقال
لا بل محب للحكمة (فيلسوف).
أصله.. لقمان عربى أم أعجمى؟
اختلف المفسرون في اسم لقمان
هل هو اسم عربي أم أعجمي؟ على قولين: أحدهما: أنه اسم أعجمي، منع من الصرف للعجمة
والعلمية، قال الفيروزآبادي: أنه اسم أعجمى ممنوع من الصرف، قيل: عبرانى، وقيل:
سريانى، وثانيهما: أنه اسم عربي، قال الإمام ابن عاشور:"ولقمان: اسم علم مادته
مادة عربية، مشتق من اللقم، والأظهر أن العرب عربوه بلفظ قريب من ألفاظ لغتهم على
عادتهم كما عربوا شاول باسم طالوت وهو ممنوع من الصرف لزيادة الألف والنون لا
للعجمة والأول أولى".
ما هى مهنة لقمان الحكيم؟
بحسب ما ذكره الإمام ابن كثير
فى الجزء الخاص فى كتابه "البداية والنهاية" تحت اسم "قصة
لقمان" هو لقمان بن عنقاء بن سدون، ويقال: لقمان بن ثاران، وقال السهيلي:
وكان نوبيا من أهل أيلة، قلت: وكان رجلا صالحا ذا عبادة، وعبارة وحكمة عظيمة،
ويقال: كان قاضيا في زمن داود عليه السلام.
وقال سفيان الثوري، عن الأشعث،
عن عكرمة، عن ابن عباس قال: كان عبدا حبشيا نجارا، وقال قتادة، عن عبد الله بن
الزبير قلت: لجابر بن عبد الله ما انتهى إليكم في شأن لقمان؟ قال: كان قصيرا أفطس
من النوبة.
وقال يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن المسيب قال: كان لقمان من سودان
مصر، ذو مشافر أعطاه الله الحكمة، ومنعه النبوة، وقال الأوزاعي: حدثني عبد الرحمن
بن حرملة قال: جاء أسود إلى سعيد بن المسيب يسأله فقال له سعيد: لا تحزن من أجل
أنك أسود فإنه كان من أخير الناس ثلاثة من السودان: بلال ومهجع مولى عمر ولقمان
الحكيم، كان أسود نوبيا ذا مشافر.
لقمان.. حكيم تقى أم نبى من
عند الله؟
ووفقا لموقع دار الإفتاء
المصرية، اختلف العلماء حول صنعته، فقيل كان خياطا، وقيل حطابا، وقيل: كان راعيا،
وقيل: كان نجارا كما اختلف فى شكله فقيل: كان أسود مشقق الرجلين ذا مشافر، أى عظيم
الشفتين وكل ذلك كـلام لا دليل عليه يطمئن إليه القلب، والمتفق عليه أن الله آتاه
الحكمة وسجل وصيته فى القرآن إشادة بها وتقريرا لها، وجمهور العلماء على أنه كان
وليا ولم يكن نبيا ، وقال بنبوته عكرمة والشعبى لأنها هى الحكمة التى آتاها الله
إياه، ولكن الصواب كما ذكره القرطبى فى تفسيره لل " ج 14 ص 59 " أنه رجل
حكيم بحكمة الله تعالى.
عصره.. فى العصور عاش لقمان؟
أما فلم تذكر المصادر الصحيحة
زمان لقمان الحكيم الذي عاش فيه، ولكن اختلف المفسرون في زمان لقمان على قولين: أن
لقمان الحكيم كان في زمن داود عليه السلام11، وهذا يؤيد ما ذكره المفسرون، القول
الثاني: أنه كان فيما بين المسيح ومحمد عليهما السلام.
أين عاش لقمان الحكيم؟
فيما كان هناك ثلاث أقوال فى
المكان الذى عاش فيه، الأول فى مصر حيث قال جابر بن عبد الله رضي الله عنه وسعيد
بن المسيب: كان لقمان أسود من سودان مصر، أي: أنه كان من أهل النوبة من سودان مصر،
الثانى إنه كان عبدًا حبشيًا، قاله ابن عباس، وروى الإمام ابن جرير وابن أبي حاتم
عن مجاهد أنه قال: "كان لقمان الحكيم عبدًا حبشيًا، غليظ الشفتين، مصفح
القدمين، قاضيًا على بني إسرائيل"، والثالث إن لقمان الحكيم كان من أهل أيلة،
وهي: مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام، وقيل: هي آخر الحجاز وأول الشام،
وتعرف اليوم باسم "العقبة" وهي ميناء المملكة الأردنية الهاشمية حاليًا.