Grammar American & British

Saturday, February 18, 2023

9 - ) شخصيات من القرآن الكريم - ادريس عليه السلام

9- ) شخصيات من القرآن الكريم 

 إدريس

قصة "إدريس" عليه السلام في القرآن الكريم والسنة.. هل رفع وهو حي؟

أثير الجدل حول قصة سيدنا إدريس عليه السلام مؤخرًا بعدما ذكر مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، الدكتور علي جمعة، في برنامج "مصر أرض الأنبياء" أنه علم المصريين علومًا كثيرة وقد يكون هو من بنى الأهرامات.. فما هي قصة سيدنا إدريس عليه السلام كما وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية؟ ومن أول من قال ببنائه الأهرامات؟

قال تعالى: "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا، وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا" هكذا أخبرنا القرآن الكريم قصة سيدنا إدريس عليه السلام في سورة مريم في الآيات 56 – 57، ويروي ابن كثير في "البداية والنهاية" أن الله سبحانه وتعالى قد أثنى عليه، ووصفه بالنبوة، والصديقية، وهو في عمود نسب رسول الله ﷺ، على ما ذكره غير واحد من علماء النسب، وكان أول بني آدم أعطي النبوة، بعد آدم وشيث عليهما السلام، ونقل ابن كثير عن ابن إسحاق قوله أن نبي الله أدريس كان أول من خط بالقلم، وقد أدرك من حياة آدم، ثلاثمائة سنة وثماني سنين، فقال ابن كثير: "وقد قال طائفة من الناس: إنه المشار إليه في حديث معاوية بن الحكم السلمي، لما سأل رسول الله ﷺ، عن الخط بالرمل فقال: "إنه كان نبي يخط به، فمن وافق خطه فذاك)".وأشار ابن كثير إلى أن علماء التفسير والأحكام كذبوا على إدريس في أمور كثيرة، وليس إدريس وحده بل كان هذا دأبهم مع غيره من الأنبياء والعلماء وغيرهم، فيقول: يزعم كثير من علماء التفسير، والأحكام، أنه أول من تكلم في ذلك، ويسمونه هرمس الهرامسة، ويكذبون عليه أشياء كثيرة، كما كذبوا على غيره من الأنبياء، والعلماء، والحكماء، والأولياء.

وليس هناك أي نصوص أخرى في القرآن تشير إلى قصة سيدنا إدريس عليه السلام باستثناء بعض الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث ذكر ابن كثير في تفسيره للآيات السابقة : قد تقدم في الصحيح : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به في ليلة الإسراء وهو في السماء الرابعة، إذا فما نعرفه عن سيدنا أدريس عليه السلام بوجه اليقين أنه كان نبيًا من الأنبياء وقد أثنى الله عليه ووصفه بالصديقية والنبوة، وأما عن لقاء النبي به في السماء السابعة، فيرويه ابن حجر في كتابه "فتح الباري" في شرح صحيح البخاري قائلًا: وكون إدريس رفع وهو حي لم يثبت من طريق مرفوعة قوية، وقد روى الطبري أن كعبا قال لابن عباس في قوله تعالى: ورفعناه مكانا عليا. أن إدريس سأل صديقا له من الملائكة فحمله بين جناحيه، ثم صعد به، فلما كان في السماء الرابعة تلقاه ملك الموت، فقال له: أريد أن تعلمني كم بقي من أجل إدريس؟ قال: وأين إدريس؟ قال: هو معي، فقال: إن هذا لشيء عجيب أمرت بأن أقبض روحه في السماء الرابعة، فقلت: كيف ذلك وهو في الأرض؟ فقبض روحه فذلك قوله تعالى: ورفعناه مكانا عليا. وهذا من الاسرائيليات. والله أعلم بصحة ذلك.

أما كون إدريس عليه السلام علم المصرين الطب وغيره من العلوم، فقد ذكرها ابن تغري بردي منذ قرابة الـ 600 عام، في كتابه "النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة"، فقال: "إنه قد استدل من فهمه لحركة الكواكب على قرب الطوفان، فبنى الأهرامات وأودعها العلوم التي خشي من ضياعها".

فمن هو ابن تغري بردي الذي ذكر أن إدريس عليه السلام هو من بنى الأهرامات، رغم اختلاف علماء الآثار والمصريات مع تلك المرويات وإثبات عدم صحتها استنادا لتحليلات علمية.

ابن تغري بردي هو إمام وفقيه ومؤرخ مصري، ولد بمدينة القاهرة وتاريخ ميلاده مختلف فيه، فقيل ولد سنة 812 هـ/ 1409م، وقيل سنة 813 هـ/ 1410م، وهو تلميذ تقي الدين المقريزي المؤرخ المصري الشهير، وعاصر ابن تغري بردي كبار المؤرخين مثل ابن حجر العسقلاني والسيوطي وشمس الدين السخاوي وغيرهما، ويعد كتاب "النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة" من أشهر مؤلفاته.

من هو ادريس عليه السلام ؟

بدأت حياة البشر بنبي الله آدم عليه السلام، الذي عاش في الجنة مع أمّنا حواء ،ثم حصلت المعصية فأكلا من الشجرة بوسوسة إبليس، فكانت العقوبة إنزال الله لهما إلى الأرض، وعاشا فيها وبدأ منهما البشر ينتشرون، ثم كان الحسد سبب أول جريمة فقتل قابيل أخاه هابيل.

وانقسمت البشرية بين آدم عليه السلام ومن معه من ذرّيته في الجبال، وبين قابيل الذي سكن السهول، ثم انتشرت في ذرّيته الفواحش والمفاسد.

نسب النبي ادريس عليه السلام

بعد وفاة آدم عليه السلام قاد ذريته نبي الله “شيث”، وأنزل الله عليه الكثير من الصحف والتعاليم، ثم خلفه من بعده حفيده الخامس نبي الله “إدريس عليه السلام”، وكان الناس يعمّرون -أعمارهم طويلة- فادريس عاش مع آدم عليه السلام والتقى به.

نبوة ادريس عليه السلام

ادريس ثالث الأنبياء بعد آدم وشيث عليهم السلام، كان يدعو الناس على شريعة “شيث” ويضيف عليها بأمر الله، فلما انتشر فساد ذّرية قابيل واعتدائهم على المؤمنين شرّع الجهاد، فكان أوّل من قاتل في سبيل الله، وأول من سبى في سبيل الله، فقد جهّز جيشًا من الخيل والرجال وقاتل المفسدين فهزمهم وسبى منهم.

وكان له مكانة عالية عند الله عزّ وجل، قال تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا * وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا}، وفي الحديث الصحيح أنّ النبي ﷺ التقى بإدريس في السماء الرابعة في ليلة الإسراء والمعراج، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه:«ثُمَّ صَعِدَ بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الرَّابِعَةَ فَاسْتَفْتَحَ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: أَوَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَفُتِحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ إِلَى إِدْرِيسَ، قَالَ: هَذَا إِدْرِيسُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ».

وصف ادريس عليه السلام

يقول ابن كثير في وصفه: (كان تامّ القامة، حسن الوجه، كثّ اللحية، عريض المنكبين، ضخم العظام قليل اللحم، برّاق العينين أكحلهما، متأنّيًا في كلامه، كثير الصمت، ساكن الأعضاء -هادئ-، إذا مشى أكثر نظره إلى الأرض، كثير الفكرة، به عبسة وإذا اغتاظ احتدّ، يحرّك سبابته إذا تكلّم).

ميزات ادريس عليه السلام

1-اول نبي كتب بالقلم.

2-عالم الهندسة.

3-أول خياط في التاريخ.

اول نبي كتب بالقلم

إدريس عليه السلام أول من علّم الناس الكتابة، ورد في صحيح ابن حبان قول النبي ﷺ عن إدريس عليه السلام: «أول من خط بالقلم».

عالم الهندسة

قال المناوي في فيض القدير في تفسير قول النبي ﷺ عن إدريس أول من خط بالقلم: أي كتب ونظر في علم النجوم والحساب.

ولكن ينبغي أن يعلم أنّ علم النجوم على نوعين: فمنه المشروع ومنه الممنوع.

قال شمس الحق أبادي في عون المعبود: قال الخطابي: علم النجوم المنهي عنه هو ما يدل عليه أهل التنجيم من علم الكوائن والحوادث التي لم تقع، كمجيء الأمطار، وتغير الأسعار، وأما ما يعلم به أوقات الصلاة وجهة القبلة ،فغير داخل فيما نهي عنه.

فقد يكون هذا العلم الذي تعلمه إدريس عليه السلام من هذا النوع المشروع، وقد يكون من النوع الآخر الممنوع ولكنه قد كان جائزًا في شرعه منهي عنه في شرعنا.

أول خياط في التاريخ

نقل ابن حجر في الفتح عن ابن إسحاق أن: أول من خاط الثياب هو إدريس عليه السلام، وفي فيض القدير للمناوي أنّ أول من خاط الثياب ولبسها ـ وكانوا يلبسون الجلود ـ إدريس.

موت النبي ادريس عليه السلام

جاء في رواية -لم تثبت في حديث صحيح- ابن جرير عن هلال بن يسار قال: سأل ابن عباس كعبًا وأنا حاضر فقال له: ما قول الله لإدريس {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا}؟ فقال كعب:

أما “إدريس” فإنّ الله أوحى إليه: أني أرفع لك كل يوم مثل جميع عمل بني آدم – لعله من أهل زمانه -، فأحبّ أنْ يزداد عملًا، فأتاه خليل له من الملائكة، فقال له: إنّ الله أوحى إليّ كذا وكذا، فكلم ملك الموت حتى أزداد عملا، فحمله بين جناحيه ثم صعد به إلى السماء.

فلما كان في السماء الرابعة تلقاه ملك الموت منحدرا، فكلم ملك الموت في الذي كلمه فيه “إدريس”، فقال: وأين “إدريس؟ قال: هو ذا على ظهري، فقال ملك الموت: يا للعجب! بعثت وقيل لي:اقبض روح “إدريس” في السماء الرابعة، فجعلت أقول: كيف أقبض روحه في السماء الرابعة وهو في الأرض؟! فقبض روحه هناك، فذلك قول الله عز وجل {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا}.

مواضع ذكر النبي ادريس في القرآن الكريم

سورة مريم: {(56) وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا (57) وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا}.

سورة الأنبياء: {(85) وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ}.

هل التقى ادريس بآدم

نعم كان الناس يعمّرون -أعمارهم طويلة- فادريس عاش مع آدم عليه السلام والتقى به.

هل كان نبي؟ وإلام كان يدعو وماذا قدم للبشرية؟

ادريس ثالث الأنبياء بعد آدم وشيث عليهم السلام، كان يدعو الناس على شريعة "شيث" ويضيف عليها بأمر الله، فلما انتشر فساد ذّرية قابيل واعتدائهم على المؤمنين شرّع الجهاد، فكان أوّل من قاتل في سبيل الله، وأول من سبى في سبيل الله، فقد جهّز جيشًا من الخيل والرجال وقاتل المفسدين فهزمهم وسبى منهم.

ميزات ادريس عليه السلام؟

1-اول نبي كتب بالقلم.

2-عالم الهندسة.

3-أول خياط في التاريخ.

ين قبضت روح النبي إدريس

أتاه خليل له من الملائكة، فقال له: إنّ الله أوحى إليّ كذا وكذا، فكلم ملك الموت حتى أزداد عملا، فحمله بين جناحيه ثم صعد به إلى السماء.

فلما كان في السماء الرابعة تلقاه ملك الموت منحدرا، فكلم ملك الموت في الذي كلمه فيه "إدريس"، فقال: وأين "إدريس؟ قال: هو ذا على ظهري، فقال ملك الموت: يا للعجب! بعثت وقيل لي: اقبض روح "إدريس" في السماء الرابعة، فجعلت أقول: كيف أقبض روحه في السماء الرابعة وهو في الأرض؟! فقبض روحه هناك، فذلك قول الله عز وجل {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا}.

من هو ابو ادريس عليه السلام؟

ابو ادريس عليه السلام بحسب التوراة هو "أخنوخ" بن يارد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم كما في سفر التكوين. وقيل هو إدريس بن يارد بن مهلائيل وينتهي نسبه إلى شيث بن آدم واسمه عند العبرانيين (خنوخ) وفي الترجمة العربية (أخنوخ) وهو من أجداد نوح.

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

إدريس

أخْنُوخ

الولادة  الألفية الرابعة قبل الميلاد

بابل أو مِصر

الوفاة   رفع إلى السماء الرابعة وقُبِضت روحه هناك.

في اليهودية، المسيحية، الإسلام، الصابئة

النسب  إدريس بن يارد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم.

إِدْرِيس نبي من أنبياء الله. وَهو أَوَّلَ بَنِي آدَمَ أُعْطِيَ النُّبُوَّةَ بَعْدَ آدَمَ وَشِيثَ بحسب التقاليد الدينيّة.

نسبه

في التوراة هو «أخنوخ» بن يارد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم كما في سفر التكوين.

وقيل هو إدريس بن يارد بن مهلائيل وينتهي نسبه إلى شيث بن آدم واسمه عند العبرانيين (خنوخ) وفي الترجمة العربية (أخنوخ) وهو من أجداد نوح.

ذكر ابن الجوزي نسبه الكامل: إدريس عَلَيْهِ السَّلام واسمه خنوخ بْن يرد بْن مهلائيل بْن قينان بْن أنوش بْن شيث بْن آدَم. قَالَ الزُّبَيْر بْن بكار: وَهُوَ إدريس بْن اليارد بْن مهلائيل بْن قينان بْن الطاهر بْن هبه، وَهُوَ شيث بْن آدَم، وإنما قيل لَهُ إدريس لأنه أول من درس الوحي المكتوب.

إدريس في الإسلام

ذكره القرآن باسمه في سورة مريم، الآيتين 56 و57 حيث قال تعالى: وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا -56. وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا -57.

«إدريس» هو أحد الأنبياء الذين أخبر الله عنهم في القرآن حيث ذكر صراحة أنه نبي. وهو ممن يجب الإيمان بهم تفصيلاً أي يجب اعتقاد نبوته على سبيل القطع والجزم لأن القرآن قد ذكره بإسم وحدّث عن شخصيته فوصفه بالنبوة والصديقية. وهو أول بني آدم أُعطي النبوة بعد آدم وشيث، وذكر ابن إسحاق أنه أول من خطَّ بالقلم وقد أدرك من حياة آدم ثلاثمئة سنة وثماني سنين. وقد قال طائفة من الناس أنه المُشار إليه في حديث معاوية بن الحكم السلمي لما سأل الرسول محمد عن الخط بالرمل فقال: «قد كان نبيٌّ مِن الأنبياءِ يخُطُّ فمَن وافَق خطَّه فذاك».

تحدث النبي محمد عن لقاءه «إدريس» في السماء الرابعة أثناء المعراج في رحلة الإسراء والمعراج.

هل إدريس هو إلياس

ذهب بعض العلماء من الصحابة ومن بعدهم إلى أنهما -أي إلياس وإدريس- اسمان لنبي واحد، وأن إلياس هو إدريس وإدريس هو إلياس، يقول ابن كثير في قصص الأنبياء:

   إدريس قال البخاري ويذكر عن ابن مسعود وابن عباس أن إلياس هو إدريس واستأنسوا. في ذلك بما جاء في حديث الزهري عن أنس في الإسراء أنه لما مر به أي بإدريس قال له مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح ولم يقل، كما قال آدم وإبراهيم مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح قالوا فلو كان في عمود نسبه لقال له كما قالا له.    

وهذا ما ذهب إليه الضحاك بن مزاحم وحكاه قتادة بن دعامة ومحمد بن إسحاق.

وكان عبد الله بن مسعود يقرأ سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ -130. فيقول: ﴿سَلامٌ عَلى إدْرَاسِينَ﴾، وكان يقول: إلياس هو إدريس، ويقرأ: «وَإِنَّ إدْرِيسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ»، ثم يقرأ على ذلك: «سَلامٌ عَلَى إدْرَاسِينَ»، كما قرأ الآخرون: (سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ) بقطع الآل من ياسين.

وقد رجح ابن كثير أنهما مختلفان وأن إلياس ليس هو إدريس، فقال: والصحيح أنه غيره كما تقدم.

ولادته وعمره

وقد اختلف العلماء في مولده ونشأته، قال بعضهم إنه ولد في فلسطين وقال بعضهم إن «إدريس» ولد ببابل، وقال آخرون إنه ولد بمصر وقيل غير ذلك. وقد أخذ في أول عمره بعلم شيث بن آدم، وقد أدرك من حياة آدم 308 سنوات لأن آدم عمر طويلا زهاء ألف سنة. ولما كبر آتاه الله النبوة فنهى المفسدين من بني آدم عن مخالفتهم شريعة آدم وشيث فأطاعه نفر قليل، وخالفه جمع غفير، فنوى الرحيل عنهم وأمر من أطاعه منهم بذلك فثقل عليهم الرحيل عن أوطانهم فقالوا له، وأين نجد إذا رحلنا مثل بابل؟ فقال: الله رزقنا هاهنا وهو رازقنا غيره، فخرج وخرجوا حتى وصلوا إلى أرض مصر فرأوا النيل فوقف على النيل وسبح الله، وأقام إدريس ومن معه يدعو الناس إلى الله وإلى مكارم الأخلاق.

وقد كانت مدة إقامة «إدريس» في الأرض ما يقارب ال800 سنة ثم رفعه الله إليه كما ذكر القرآن وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا -57.

أعماله

وكانت له مواعظ وآداب فقد دعا إلى دين الله، وإلى عبادة الخالق جل وعلا، وتخليص النفوس من العذاب في الآخرة، بالعمل الصالح في الدنيا وحض على الزهد في هذه الدنيا الفانية الزائلة، وأمرهم بالصلاة والصيام والزكاة وغلظ عليهم في الطهارة من الجنابة، وحرم المسكر من كل شيء من المشروبات وشدد فيه أعظم تشديد وقيل إنه كان في زمانه 72 لسانا يتكلم الناس بها وقد علمه الله منطقهم جميعا ليعلم كل فرقة منهم بلسانهم. وهو أول من علم السياسة المدنية، ورسم لقومه قواعد تمدين المدن، فبنت كل فرقة من الأمم مدنا في أرضها وأنشئت في زمانه 188 مدينة. ويعتقد بأنه أول من خط بالقلم ودون الصحف التي أنزلت عليه من الله وأنه أول من خاط الثياب البيض ولبسها وكان قبلها يلبسون الجلد.

وفاته

عند أهل السنة والجماعة:

وقد أختلف في موته، فعن ابن وهب، عن جرير بن حازم، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن هلال بن يساف قال: سأل ابن عباس كعبا وأنا حاضر فقال له: ما قول الله لإدريس وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا -57.  فقال كعب: أما «إدريس» فإن الله أوحى إليه: أني أرفع لك كل يوم مثل جميع عمل بني آدم - لعله من أهل زمانه - فأحب أن يزداد عملا، فأتاه خليل له من الملائكة، فقال له: إن الله أوحى إلي كذا وكذا فكلم ملك الموت حتى أزداد عملا، فحمله بين جناحيه ثم صعد به إلى السماء، فلما كان في السماء الرابعة تلقاه ملك الموت منحدرا، فكلم ملك الموت في الذي كلمه فيه «إدريس»، فقال: وأين "إدريس؟ قال: هو ذا على ظهري، فقال ملك الموت: يا للعجب! بعثت وقيل لي اقبض روح «إدريس» في السماء الرابعة، فجعلت أقول: كيف أقبض روحه في السماء الرابعة وهو في الأرض؟! فقبض روحه هناك. فذلك قول الله عز وجل وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا -57. ورواه ابن أبي حاتم عند تفسيرها. وعنده فقال لذلك الملك سل لي ملك الموت كم بقي من عمري؟ فسأله وهو معه: كم بقي من عمره؟ فقال: لا أدري حتى انظر، فنظر فقال إنك لتسألني عن رجل ما بقي من عمره إلا طرفة عين، فنظر الملك إلى تحت جناحه إلى «إدريس» فإذا هو قد قبض وهو لا يشعر. وهذا من الإسرائيليات، وفي بعضه نكارة.

وقول ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا -57. قال: «إدريس» رفع ولم يمت كما رفع عيسى. إن أراد أنه لم يمت إلى الآن ففي هذا نظر، وإن أراد أنه رفع حيا إلى السماء ثم قبض هناك. فلا ينافي ما تقدم عن كعب الأحبار.

وقال العوفي عن ابن عباس في قوله: وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا -57. رفع إلى السماء السادسة فمات بها، وهكذا قال الضحاك. والحديث المتفق عليه من أنه في السماء الرابعة أصح، وهو قول مجاهد وغير واحد. وقال الحسن البصري في قوله تعالى وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا -57. قال: إلى الجنة، وقال قائلون رفع في حياة أبيه يرد بن مهلاييل. وقد زعم بعضهم أن «إدريس» لم يكن قبل نوح بل في زمان بني إسرائيل.

قال البخاري: ويذكر عن ابن مسعود وابن عباس أن إلياس هو «إدريس»، واستأنسوا في ذلك بما جاء في حديث الزهري عن أنس في الإسراء: أنه لما مر به قال له مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح، ولم يقل كما قال آدم وإبراهيم: مرحبا النبي الصالح والابن الصالح، قالوا: فلو كان في عمود نسبه لقال له كما قالا له.

وهذا لا يدل ولابد، قد لا يكون الراوي حفظه جيدا، أو لعله قاله على سبيل الهضم والتواضع، ولم ينتصب له في مقام الأبوة كما انتصب لآدم أبي البشر، وإبراهيم الذي هو خليل الرحمن، وأكبر أولي العزم بعد محمد صلوات الله عليهم اجمعين.

عند الإمامية

روى القمي: وقوله: (واذكر في الكتاب إدريس انه كان صديقا نبيا ورفعناه مكانا عليا) فإنه حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عمن حدثه عن أبي عبد الله قال: ان الله تبارك وتعالى غضب على ملك من الملائكة فقطع جناحه وألقاه في جزيرة من جزائر البحر فبقي ما شاء الله في ذلك البحر فلما بعث الله إدريس عليه السلام جاز ذلك الملك إليه فقال: يا نبي الله ادع الله ان يرضى عنى ويرد علي جناحي، قال نعم فدعا إدريس فرد الله عليه جناحه ورضي عنه قال الملك لإدريس ألك إلي حاجة قال: نعم أحب أن ترفعني إلى السماء حتى أنظر إلى ملك الموت فإنه لا عيش لي مع ذكره، فأخذه الملك على جناحه حتى انتهى به إلى السماء الرابعة فإذا ملك الموت يحرك رأسه تعجبا فسلم إدريس على ملك الموت وقال له: مالك تحرك رأسك؟ قال: إن رب العزة أمرني ان اقبض روحك بين السماء الرابعة والخامسة فقلت: يا رب وكيف هذا وغلظ السماء الرابعة مسيرة خمسمائة عام ومن السماء الرابعة إلى السماء الثالثة مسيرة خمسمائة عام ومن السماء الثالثة إلى الثانية خمسمائة عام وكل سماء وما بينهما كذلك فكيف يكون هذا ثم قبض روحه بين السماء الرابعة والخامسة وهو قوله (ورفعناه مكانا عليا) قال: وسمي إدريس لكثرة دراسته الكتب..]

نقل تفسير نور الثقلين: في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن مفضل بن صالح عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أخبرني جبرئيل ان ملكا من الملائكة كانت له عند الله منزلة عظيمة فتعتب عليه فأهبطه من السماء إلى الأرض، فأتى إدريس عليه السلام فقال له: ان لك من الله منزلة فاشفع لي عند ربك، فصلى ثلاث ليال لا يفتر وصام أيامها لا يفطر، ثم طلب إلى الله عز وجل في السحر في الملك، فقال الملك: انك قد أعطيت سؤلك وقد أطلق الله لي جناحي وانا أحب ان أكافيك فاطلب إلى حاجة، فقال تريني ملك الموت لعلى آنس به فإنه ليس يهنيني مع ذكره شئ. فبسط جناحه ثم قال: اركب فصعد به يطلب ملك الموت في السماء الدنيا، فقيل له: اصعد فاستقبله بين السماء الرابعة والخامسة، فقال الملك: يا ملك الموت مالي أراك قاطبا؟ قال: العجب انى تحت ظل العرش حيث أمرت ان أقبض روح آدمي بين السماء الرابعة والخامسة؟ فسمع إدريس عليه السلام فامتعض فخر من جناح الملك فقبض روحه مكانه وقال الله عز وجل: ورفعناه مكانا عليا.

من أقواله وحكمه

وقد اشتهر بالحكمة فمن حكمه قوله:

«خير الدنيا حسرة، وشرها ندم».

«السعيد من نظر إلى نفسه وشفاعته عند ربه أعماله الصالحة».

«الصبر مع الإيمان يورث الظفر».

إدريس في ديانة الصابئة المندائيون

يعتقد أنه دنانوخ الوارد ذكره في كتاب الصابئة المقدس وأنه نفسه أخنوخ الوارد ذكره في الكتاب المقدس.

والصابئة كلمة أصلها من الفعل الآرامي المندائي مصبتا، أي صبغ أو اغتسل، وتدل على التطهر والنقاء، الاسم هذا هو اسم أقدم ديانة سماوية توحيدية وهي ديانة الله الأولى التي أنزلت على نبيه ورسوله آدم. لهم كتابهم المنزل الذي يسمى جنزا ربا أي الكنز العظيم، ويعتبر النبي «دنانوخ ادريس» رابع انبياء الصابئة، حيث لهذه الديانة الموحدة سبعة أنبياء هم: آدم، شيتل بن آدم أو شيث، آنوش، نوح، سام بن نوح، «دنانوخ ادريس» وآخرهم يحيى بن زكريا عليهم السلام. حيث يسمى بهذه الديانة الموحدة بـ«دنانوخت» أو «دنانوخ»، ولمكانة «النبي ادريس» وابنه مكانة مميزة بهذه الديانة السماوية حيث ترد نصوص كثيرة حول حياته بكتاب جنزاربا الكنز العظيم صحف الأنبياء وفي الكتب والمخطوطات الأخرى.

المراجع

 محمد علي الصابوني (1980)، النُّبُوّة وَالأنْبِيَاءُ: دَراسَة تَفصِيليّة لحَياةِ الرسُلِ الكِرَام وَدَعوَتِهِم، وَأثَرهِم في تَغيير مَفاهِيم البَشَرِ، بأسلوبٍ يجمَعُ بَينَ الدِقَّةِ وَالسّهُولة، وَالجدَّةِ وَالتَحِقيق (ط. 2)، دمشق: مكتبة الغزالي، ص. 224، OCLC 4771068054، ويكي بيانات Q116291218

 سفر التكوين

 ابن الجوزي. المنتظم في تاريخ الملوك والأمم ج١، ص٢٣٣، باب ذكر إدريس عَلَيْهِ السَّلام. في الحاشية ذكر المصادر التي نقل منها الحديث وهي: تاريخ الطبري 1/ 172، ومروج الذهب 1/ 42، وعرائس المجالس 49، والكسائي 81، وتاريخ اليعقوبي 1/ 11، ونهاية الأرب 13/ 38، والبداية والنهاية 1/ 99، ومرآة الزمان 1/ 226، والكامل في التاريخ 1/ 51. {{استشهاد بكتاب}}: line feed character في |عنوان= في مكان 124 (مساعدة)

 القرآن الكريم، سورة مريم، الآيتين 56 و57.

 ابن إسحاق

 البداية والنهاية

 الحديث النبوي

 تفسير الطبري، الآية 130 من سورة الصافات نسخة محفوظة 22 أكتوبر 2019 على موقع واي باك مشين.

 فتوي إسلام ويب - هل إلياس وإدريس نبي واحد نسخة محفوظة 26 فبراير 2019 على موقع واي باك مشين.

 خضر، محمد أحمد (1999). الخليل إبراهيم وذريته. دار الاعتصام. ص. 30. مؤرشف من الأصل في 2021-08-10. اطلع عليه بتاريخ 2021-08-10.

 القرآن الكريم، سورة مريم، الآية 57.

 ابن حجر العسقلاني (842 هـ). فتح الباري شرح صحيح البخاري.

 تفسير ابن أبي حاتم

 البداية والنهاية، ابن كثير.

 تفسير القمي لابراهيم القمي ج٢ ص٥١، ونقل عن تفسير القمي: مستدرك سفينة البحار للشاهرودي ج٥ ص١٦١ باب السماوات وكيفياتها وعددها، وبحار الأنوار للمجلسي ج١١ ص٢٧٧ باب ٩ من قصص إدريس، الحديث ٣ من الباب وتفسير نور الثقلين للحويزي ج٣ ص٣٤٩ ح١١١، ومكيال المكارم لمحمد تقي الأصفهاني ج١ ص١٥٥ باب شباهته بإدريس، وتفسير الميزان للطباطبائي ج١٤ ص٦٩ باب قص 

Monday, January 30, 2023

8 - ) شخصيات من القرآن الكريم - الياس عليه السلام

8 - ) شخصيات من القرآن الكريم

 إلياس عليه السلام 

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

إلياس بن ياسين

الولادة  غير معروف

بعلبك

الوفاة   غير معروف

بعلبك

النسب  إلياس بن ياسين بن فنحاص بن أليعازر بن هارون

إِلْيَاس هو من أنبياء بني إسرائيل المذكورين في القرآن، ويُعتقد أنه هو نفسه إيليا المذكور في العهد القديم.

أُرسل إلياس إلى أهل بعلبك غربي دمشق، فدعاهم إلى عبادة الله وأن يتركوا عبادة صنم كانوا يسمونه «بعلا». وقيل كانت امرأة اسمها بعل والأول أصح. فكذبوه وقال ابن عباس: «إلياس هو عم اليسع». أما ابن كثير فيقول: إن إلياس وإلياسين اسمان لرجل واحد فالعرب تلحق النون في أسماءَ كثيرة وتبدلها من غيرها.

يُقال أنَّ النبي إلياس توفي ودفن في بعلبك. يُوجد مقامٌ ودير للنبي إلياس في البقاع.

في القرآن

ورد ذكره في القرآن، والسنة النبوية. حيثُ ورد ذكره في القرآن 3 مراتٍ؛ مرةً في سورة الأنعام، ومرتين في سورة الصافات (على اعتبار أنَّ إلياسين هو نفسه إلياس؛ وذلك لأنَّ العرب تُلحق النون في أسماء كثيرة وتبدلها من غيرها). حيثُ ورد ذكره في سورة الصافات في قول الله عز وجل: َإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ -123 إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ -124. أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ -125. اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ -126. فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ -127 إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ -128. وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ -129. سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ -130. إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ -131 إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ -132. (سورة الصافات، الآيات 123-132.

كما ورد ذكره في سورة الأنعام، حيثُ ذُكر أنه من ذُرية النبي إبراهيم، وذلك في قول الله عز وجل:  وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ -84. وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ -85. (سورة الأنعام، الآيات 84-85.

هذه الآيات هي كل ما يذكره القرآن الكريم من قصة إلياس. لذلك اختلف المؤرخون في نسبه وفي القوم الذين أُرسل إليهم. فقال الطبري: «أنه إلياس بن ياسين بن فنحاص بن أليعازر بن هارون». وقيل: إلياس بن العازر بن أليعازر بن هارون بن عمران، كما قيل: إلياس بن ياسين بن فنجاص بن عنزار ابن النبي هارون. وقيل: إلياس بن يس بن فنحاص بن عيزار بن هارون بن عمران. يعتقدُ المسلمون برسالة ونبوة إلياس، وذكر العديد من العلماء أنَّ إلياس هو نفسه إيليا. حيثُ ذكر المجلسي )لا يبعد اتحاد إلياس وإليا لتشابه الاسمين والقصص المشتملة عليهما(

إدريس وإلياس

ذهب بعض العلماء من الصحابة ومن بعدهم إلى أنهما -أي إلياس وإدريس- اسمان لنبي واحد، وأن إلياس هو إدريس وإدريس هو إلياس، قال

يقول ابن كثير الدمشقي في قصص الأنبياء:

   إلياس قال البخاري ويذكر عن ابن مسعود وابن عباس أن إلياس هو إدريس واستأنسوا في ذلك بما جاء في حديث الزهري عن أنس في الإسراء أنه لما مر به عليه السلام أي بإدريس قاله له مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح ولم يقل، كما قال آدم وإبراهيم مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح قالوا فلو كان في عمود نسبه لقال له كما قالا له.إلياس ، وهذا ما ذهب إليه الضحاك بن مزاحم وحكاه قتادة بن دعامة ومحمد بن إسحاق.

وكان عبد الله بن مسعود يقرأ سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ -130. فيقول: ﴿سَلامٌ عَلى إدْرَاسِينَ﴾، وكان يقول: إلياس هو إدريس، ويقرأ: «وَإِنَّ إدْرِيسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ»، ثم يقرأ على ذلك: «سَلامٌ عَلَى إدْرَاسِينَ»، كما قرأ الآخرون: (سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ) بقطع الآل من ياسين.

وقد رجح ابن كثير الدمشقي أنهما مختلفان وأن إلياس ليس هو إدريس، فقال: والصحيح أنه غيره كما تقدم.

في كتب التراث الإسلامي والإسرائيليات

جاء في تاريخ الطبري عن ابن إسحاق ما ملخصه:

إن إلياس لما دعا بني إسرائيل إلى نبذ عبادة الأصنام، والاستمساك بعبادة الله وحده رفضوه ولم يستجيبوا له، فدعا ربه فقال: «اللهم إن بني إسرائيل قد أبوا إلا الكفر بك والعبادة لغيرك، فغيّر ما بهم من نعمتك». فأوحى الله إليه أنَّا جعلنا أمر أرزاقهم بيدك فأنت الذي تأمر في ذلك، فقال إلياس: «اللهم فأمسك عليهم المطر». فحُبس عنهم ثلاثَ سنين، حتى هلكت الماشية والشجر، وجهد الناس جهدًا كثيرًا، ولمَّا دعا عليهم اختفى عن أعينهم وكان يأتيه رزقه حيث كان فكان بنو إسرائيل كلما وجدوا ربح الخبز في دار قالوا هنا إلياس فيطلبونه، وينال أهل المنزل منهم شر وقد أوي ذات مرة إلى بيت امرأة من بني إسرائيل لها ابن يُقال له اليسع بن خطوب به ضر فآوته وأخفت أمره. فدعا ربه لابنها فعافاه من الضر الذي كان به واتبع إلياس وآمن به وصدقه ولزمه فكان يذهب معه حيثما ذهب وكان إلياس قد أسن وكبر، وكان اليسع غُلامًا شابًا ثم إن إلياس قال لبني إسرائيل إذا تركتم عبادة الأصنام دعوت الله أن يُفرج عنكم فأخرجوا أصنامهم ومحدثاتهم فدعا الله لهم ففرج عنهم وأغاثهم، فحييت بلادهم ولكنهم لم يرجعوا عما كانوا عليه ولم يستقيموا فلما رأى إلياس منهم دعا ربه أن يقبضه إليه فقبضه ورفعه.

ويذكر ابن كثير أن رسالته كانت لأهل بعلبك غربي دمشق وأنه كان لهم صنم يعبدونه يُسمى «بعلا» وقد ذكره القرآن على لسان إلياس حين قال لقومه: إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ 124. أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ -125

ويذكر بعض المؤرخين أنه عقب انتهاء مُلْك سُليمان بن داود عليه السلام وذلك في سنة 933 قبل الميلاد انقسمت مملكة بني إسرائيل إلى قسمين:

الأول: يخضع لِمُلْك سُلالة سُليمان وأول ملوكهم رحبعام بن سُليمان.

والثاني: يخضع لأحد أسباط أفرايم بن جوزيف واسم ملكهم جربعام.

وقد تشتت دولة بني إسرائيل بعد سُليمان عليه السلام بسبب اختلاف ملوكهم وعظمائهم على السُلطة، وبسبب الكفر والضلال الذي انتشر بين صفوفهم وقد سمح أحد ملوكهم وهو أخاب لزوجته بنشر عبادة قومها في بني إسرائيل، وكان قومها عبادًا للأوثان فشاعت العبادة الوثنية، وعبدوا الصنم الذي ذكره القرآن الكريم واسمه «بعلا» فأُرسل إليهم إلياس عليه السلام.

وأرجح الآراء أن إلياس هو النبي المُسمى إيليا في العهد القديم، وقيل إن تهجئة «إيليا» هي خطأ إملائي، والصحيح «إلِيَّا».

المراجع

 "إلياس عليه الصلاة والسلام". مؤرشف من الأصل في 2019-05-14. اطلع عليه بتاريخ 2020-05-02.

 "المختار في كشف الأسرار و هتك الأستار". Al Manhal. 1 يناير 2014. مؤرشف من الأصل في 2020-05-02. اطلع عليه بتاريخ 2020-05-02.

 ابن كثير الدمشقي، ابن كثير

 القرآن، سورة الصافات، آية 123-132

 "الله جل جلاله إله واحد". Dar Al Kotob Al Ilmiyah دار الكتب العلمية. 1 يناير 2004. مؤرشف من الأصل في 2020-05-02. اطلع عليه بتاريخ 2020-05-02.

 القرآن، سورة الأنعام، الآيات 84-85

 "نبي الله إلياس عليه السلام - إسلام ويب - مركز الفتوى". www.islamweb.net. مؤرشف من الأصل في 2020-05-02. اطلع عليه بتاريخ 2020-05-02.

 "الحسين الكريم في القرآن العظيم الجزء الثاني: دائرة المعارف الحسينية". Hussaini Centre for Research, London. 6 يناير 2016. مؤرشف من الأصل في 2020-05-02. اطلع عليه بتاريخ 2020-05-02.

 التفسير الكبير - للرازي - ص 140 - تفسير اية 130 سور الصافات

 تفسير القرطبي - ص104 - تفسير اية 130 سورة الصافات

 تفسير الطبري، الآية 130 من سورة الصافات نسخة محفوظة 22 أكتوبر 2019 على موقع واي باك مشين.

 فتوي إسلام ويب - هل إلياس وإدريس نبي واحد نسخة محفوظة 26 فبراير 2019 على موقع واي باك مشين.

 القرآن، سورة الصافات، الآيات 124-125.

 قصص الأنبياء.

 "ألكتاب المقدس - قاموس". www.injeel.com. مؤرشف من الأصل في 2010-10-07. اطلع عليه بتاريخ 2020-05-02.

 أنستاس الكرملي، المساعد، ج2، ص122

إلياس

 نبي من أنبياء بني إسرائيل، وهو إلياس بن ياسين، من ولد هارون أخي موسى عليهم السلام. ويعرف في كتب الإسرائيليين باسم (إيليا). وقد روى الطبري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: إلياس هو إدريس.

وقد ذُكر النبي إلياس عليه السلام في القرآن الكريم في موضعين:

الأول: ذُكر ضمن حديث القرآن الكريم عن جملة من الأنبياء، وذلك قوله سبحانه: {وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين} الأنعام:85.

الثاني: ذُكرت فيه قصته، وذلك قوله تعالى: {وإن إلياس لمن المرسلين * إذ قال لقومه ألا تتقون * أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين * الله ربكم ورب آبائكم الأولين * فكذبوه فإنهم لمحضرون * إلا عباد الله المخلصين * وتركنا عليه في الآخرين * سلام على إل ياسين * إنا كذلك نجزي المحسنين * إنه من عبادنا المؤمنين} الصافات:123-132.

حاصل القصة

وحاصل قصة هذا النبي عليه السلام أن الله سبحانه بعثه في بني إسرائيل بعد النبي حزقيل عليه السلام، وكانوا قد عبدوا صنماً يقال له: (بعل)، فدعاهم إلى الله، ونهاهم عن عبادة ما سواه. وكان قد آمن به ملكهم، ثم ارتد، واستمروا على ضلالتهم، ولم يؤمن به منهم أحد. فدعا الله عليهم. فحبس عنهم المطر ثلاث سنين، ثم سألوه أن يكشف ذلك عنهم، ووعدوه الإيمان به، إن هم أصابهم المطر. فدعا الله لهم، فجاءهم الغيث، فاستمروا على أخبث ما كانوا عليه من الكفر، فسأل الله أن يقبضه إليه. وكان قد نشأ على يديه (اليسع بن أخطوب) عليه السلام، فأمر إلياس أن يذهب إلى مكان كذا وكذا، فأي شيء جاءه فليركبه، ولا يهبه، فجاءته فرس من نار، فركب، وألبسه الله النور، وكساه الريش، وكان يطير مع الملائكة ملكاً إنسيًّا، سماويًّا أرضيًّا.

هذه قصة النبي إلياس عليه السلام، رواها ابن كثير عن وهب بن منبه مختصرة، ورواها الطبري بسياق أطول. وقد عقب ابن كثير عليها بقوله: هكذا حكاه وهب عن أهل الكتاب، والله أعلم بصحته.

والذي ينبغي الاهتمام به في هذا الصدد، أنه سبحانه بعث نبيه إلياس إلى بني إسرائيل في فترة من الزمن، وكانوا يعبدون صنماً يقال له: {بعلا} - روي عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: {بعلا} يعني: رباً - فأنكر عليهم عبادة هذا الصنم، ودعاهم إلى عبادة الله وحده خالق كل شيء، وأخبرهم أنه ربهم ورب آبائهم الأولين، بيد أنهم لم يستجيبوا له فيما دعاهم إليه، ولم ينقادوا له فيما طلب منهم، فتوعدهم الله بعذاب يوم القيامة، ولم يذكر سبحانه لهم عقوبة دنيوية. وقد أخبر سبحانه أن الذين أخلصهم ومنَّ عليهم باتباع نبيهم مبعدون عن العذاب، وأن لهم من الله جزيل الثواب. وفي ختام القصة ذكر سبحانه إلياس عليه السلام بذكرٍ حسن على ما قام به من دعوة بني إسرائيل، وأخبر بأن له تحية من الله، ومن عباده عليه، وأثنى عليه كما أثنى على إخوانه النبيين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

هذا ما يفيده نص القرآن الكريم بخصوص قصة هذا النبي عليه السلام، وما وراء ذلك من أخبار، فللنظر فيه مجال.

ما يستفاد من هذه القصة

قصة النبي إلياس عليه كباقي قصص القرآن الكريم، لم يذكرها سبحانه بقصد الإخبار والقصِّ  التاريخي، وإنما ذكرها  بقصد الاعتبار والاتعاظ، والتحذير مما وقع على الأمم والأقوام السابقين، الذين خالفوا شرع الله، وأعرضوا عن الهدى الذي جاءتهم به الرسل والأنبياء. وعلى الجملة، يستفاد من قصة إلياس عليه السلام العبر التالية:

أولاً: سيقت قصة النبي إلياس في سورة الصافات ضمن عدد من قصص الأنبياء، بغرض تسلية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مما كان يلاقيه من قومه، وحملت إنذاراً وتهديداً لكفار قريش، أن عاقبتهم إذا استمروا على كفرهم وإعراضهم العذابُ، وذلك وفق ما جرت عليه سنة الله في مواعدة المعرضين عن ذكره. فالقصة سيقت مساق التحذير والوعيد.

ثانياً: تُذَكِّرُ هذه القصة الناس بأن من أصول الدين أنه لا رب لهم إلا الله، وهذا أول أصول الدين، فالله سبحانه رب آبائهم، فإن آباءهم لم يعبدوا غير الله من عهد آدم عليه السلام، حيث كانوا على دين الفطرة، ولم يطرأ الكفر والشرك عليهم إلا فيما بعد.

ثالثاً: في قصة إلياس عليه السلام إخبار بأن الرسول عليه أداء الرسالة فحسب، ولا يلزم من ذلك أن يشاهد عقاب المكذبين لدعوته، ولا هلاكهم. وفي هذا رد على المشركين الذين قالوا: {متى هذا الوعد إن كنتم صادقين} (يونس:48)، فإن هذا السؤال ظلم منهم، حيث طلبوه من النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه ليس له من الأمر شيء، وإنما عليه البلاغ والبيان للناس، وأما حسابهم وإنزال العذاب عليهم فمن الله تعالى، ينزله عليهم إذا جاء الأجل الذي أجله ، والوقت الذي قدره، والموافق لحكمته الإلهية. فإذا جاء ذلك الوقت لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون. وقد قال تعالى في هذا المعنى مخاطباً رسوله صلى الله عليه وسلم: {فإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا يرجعون} غافر:77.

والمتحصل من هذه القصة القرآنية، الدعوة إلى التمسك بعبادة الله الواحد الأحد، ونبذ ما سواه من المعبودين، سواء أكانوا حجراً أم بشراً. وإنذار المشركين بالله أن العذاب آتيهم لا محال، إن لم يأتهم عاجلاً، فهو بالتأكيد آتيهم أجلاً. {والله يقول الحق وهو يهدي السبيل} (الأحزاب:4).

إلياس عليه السلام

 إلياس هو نبي من أنبياء بني إسرائيل، يطلق عليه العرب أسماءً عدّة منها: الياسين أو ياسين وآل ياسين، وقيل إنَّ إلياس -عليه السلام- كان على شكل موسى -عليه السلام-، وكان قوي مثلما كان موسى -عليه السلام- أيضًا، وقيل إنّه كان محبوبًا لدى بني إسرائيل،[١]ورد بأنَّ نبي الله -إلياس -عليه السلام- قد رفعه الله -تعالى-، وقد جاء من بعده النبي إليسع -عليه السلام-.[٢] بعثة إلياس عليه السلام أرسل الله -تعالى- نبيه إلياس إلى بني إسرائيل في وقت كانوا قد أُغرقوا فيه بالمادية، وقد سيطر عليهم حبّها، فجاء نبي الله إلياس بمعجزات حسيّة عديدة؛ بهدف تحقيق التوازن ما بين ما يميل إليه الطبع الإسرائيليّ، وما يقتضيه أمر الرسالة من تحقيق إيمان بني إسرائيل وتوحيدهم، وقيل إنَّ إلياس قد حفظ التوراة.[١] وبعد أن أظهر ما لديه من معجزات وقابلوه بالرفض؛ صاح فيهم ذات مرة صيحةً شديدةً جدًّا، كرهوه لأجلها وحقدوا عليه، وهمّوا بالتخطيط لقتله، وفرّ منهم النبي إلياس -عليه السلام-؛ وقاموا باللحاق به، فانشقّ له جبل بقي به حتى بلغ الأربعين من عمره، وبعثه الله -تعالى- حينها لدعوة الملوك الجبابرة، وقيل إنَّ دعوة إلياس -عليه السلام- قد امتد أثرها إلى سبعين مدينة.[١] المعجزات التي أجراها إلياس عليه السلام أجرى الله -تعالى- على يد إلياس -عليه السلام- عددًا من المعجزات ومنها ما يأتي:[٣] إحياء عددًا من الموتى. إطفاء النار بأمر منه. أمره -عليه السلام- للنار بأن لا تحرق امرأة الملك التي رماها الملك في النار بسبب إيمانها. حبس المطر عن قومه بعد أن هددهم بذلك في حال أصرّوا على عنادهم وكفرهم. إنزال الغيث، بعد أن آمن بعض قومه بدعواه ووحدوا الله -تعالى-. الآيات القرآنية التي ورد فيها اسم إلياس عليه السلام ذكر الله -تعالى- نبيه إلياس في القرآن الكريم مرتين، وهما فيما يأتي: قال -تعالى- في سورة الصافات: (وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ* إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ* أَتَدْعُونَ بَعْلا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ* اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ* فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ* إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ* وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ* سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ* إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ).[٤][٥] قال -تعالى-: (وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ).[٦][٧] معلومات عن قصة إلياس عليه السلام هنالك عدد من المعلومات عن قصة إلياس -عليه السلام- بناءً على ما ورد منها في القرآن الكريم، وبيانها ما يأتي:[٨] الإله الذي اتخذه قوم إلياس -عليه السلام- كان يدعى بعلًا. دعوة إلياس -عليه السلام- كانت لقومه الذين كانوا أحد أسباط بني إسرائيل الذين رحلوا إلى من بيت المقدس وانتقلوا إلى بعلبك، وانحرفوا عن الحق. دعوة إلياس -عليه السلام- لقومه باستخدام أساليب الحكمة واللين والرشد، بالإضافة إلى استخدامه -عليه السلام- لأسلوب الحوار والإقناع العقلي. إيمان بعض القوم بدعوة إلياس وبقاء الأكثرية على كفرهم.

قصة نبي الله إلياس عليه السلام

من أنبياء بني إسرائيل، وذلك من خلال كتاب "البداية والنهاية" عن قصص الأنبياء، لمؤلفه الإمام الحافظ أبي الفدا إسماعيل ابن كثير القرشي، المتوفى عام 774 هجريا.

نسب سيدنا إلياس

قال علماء النسب، إن اليأس هو ابن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن النبي هارون عليه السلام.

ويقول محمد بن سعد كاتب الواقدي: "أنبأنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي، عن أبيه قال: أول نبي بعث إدريس، ثم نوح، ثم إبراهيم، ثم إسماعيل وإسحاق، ثم يعقوب، ثم يوسف، ثم لوط، ثم هود، ثم صالح، ثم شعيب، ثم موسى وهارون ابنا عمران، ثم إلياس بن العازر بن هارون بن عمران بن قاهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، هكذا قال وفي هذا الترتيب نظر".

رسالة النبي إلياس عليه السلام

لم يذكر الكثير عن النبي إلياس عليه السلام، غير الروايات التوراتية المشكوك في صحتها.

أما في القرآن الكريم، ذكر الله تعالى النبي إلياس عليه السلام في موضع النبوة وذلك بعد ذكره قصة النبيين موسى وهارون في سورة الصافات: {وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ، إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ، أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ، اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ، فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ، إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ، وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ، سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ، إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ، إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ} [الصافات: 123-132]

ويقول المؤرخون إن دعوة النبي إلياس كانت إلى أهل بعلبك غربي دمشق بسوريا، فدعاهم إلى عبادة الله عز وجل، وأن يتركوا عبادة صنم، كانوا يسمونه "بعلا"، وقيل كان امرأة اسمها "بعل"، والأول أصح.

ولهذا قال لهم إلياس: {أَلَا تَتَّقُونَ، أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ، اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ}، فكذبوه وخالفوه، وأرادوا قتله، ويقال إنه هرب منهم واختفى عنهم.

ويقول أبو الإمام الدمشقي يعقوب الأذرعي، عن يزيد بن عبدالصمد، عن هشام بن عمار عن كعب الأحبار، أنه قال إن إلياس اختفى من ملك قومه في غار، لعشر سنين، حتى أهلك الله الملك، وولى غيره، فذهب إليه إلياس فعرض عليه الإسلام فأسلم، وأسلم من قومه خلق عظيم غير 10 آلاف منهم، فأمر بهم فقتلوا عن آخرهم.

فيما يقول ابن أبي الدنيا، عن أبو محمد القاسم بن هاشم، عن عمر بن سعيد الدمشقي، عن سعيد بن عبدالعزيز، عن بعض مشيخة دمشق، إن إلياس عليه السلام أقام هاربًا من قومه في كهف جبل، 20 ليلة، أو 40 ليلة، تأتيه الغربان برزقه.

يعتقد أن الكهف الذي اختبأ فيه النبي إلياس يقع الآن في داخل جبل يسمى جبل إيليا أي إلياس في محافظة عجلون بالأردن، وهو مكان مقدس لليهود والنصارى.

إلياس في التوراة

يذكر المؤرخ اليهودي وهب بن منبه، وغيره إنه لما إلياس دعا ربه عز وجل أن يقبضه إليه لما كذبوه وآذوه، جاءته دابة لون النار، فركبها وجعل الله له ريشًا، وألبسه النور، وقطع عنه لذة المطعم والمشرب، وصار ملكا بشريًا، سماويًا أرضيًا، ثم أوصى من بعده إلى النبي اليسع عليه السلام، لكن في هذا نظر، وهو من الإسرائيليات التي لا تصدق ولا تكذب، بل الظاهر أن صحتها بعيدة، والله أعلم. 

209-] English Literature

209-] English Literature Charles Dickens  Posted By lifeisart in Dickens, Charles || 23 Replies What do you think about Dickens realism? ...