Grammar American & British

Saturday, February 25, 2023

15- ) شخصيات من القرآن الكريم - امرأة نوح

15- ) شخصيات من القرآن الكريم 

امرأة نوح

ذكر الله قصَّه سيدنا نوح فى القرآن الكريم وأنَّه أرسله لينهى الناس عن عبادة الأصنام وانحرافهم عن التوحيد، لكن امرأته التى كانت من الأغنياء وأصحاب النفوذ فى قومها، والتى تزوجها قبل أن يختاره الله تعالى لرسالته، ظلت على نهج قبيلتها، وعندما حمل نوح عليه السلام أمانة الرسالة وأصبح نبياً ظلت على نهج قبيلتها تراقب زوجها ثم تنقل كل شىء إلى قومها.

واختلف المؤرخون والمفسرون فى أن نبى الله نوح كانت له زوجتان، إحداهما مؤمنة موحدة مطيعة لزوجها وهى أم أولاده سام وحام ويافث، حملها معه فى السفينة ونجت من الغرق والهلاك، والأخرى وهى "والغة" كانت كافرة بشريعة نوح عليه السلام ونبوته، تعاديه وتتهمه بالجنون وتنقل أخباره وتغتابه فى غيابه، وتخبر الكفار بمن يؤمن برسالته، وقيل أيضاً أنها كانت زوجته الوحيدة وأم أولاده جميعا وقد أوصلها إعراضها عن الحق حداً جعلها تشيع عن زوجها نوح عليه السلام أنه مجنون، وذكر القرطبى فى تفسيره أنها قالت له ذات مرة: "يا نوح أما ينصرك ربك؟ فقال لها: نعم، قالت: فمتى؟ قال: إذا فار التنور، فخرجت تقول لقومها: يا قوم والله إنه لمجنون، يزعم أنه لا ينصره ربه إلا أن يفور هذا التنور. استهزاء هذه الكافرة برسالته كان جزاؤها الغرق وابنها يام مع الكافرين أمثالها.

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

امرأة نوح

معلومات شخصية

الميلاد  غير معروف

بلاد الرافدين

الوفاة   غير معروف

بلاد الرافدين

سبب الوفاة      غرق

أسماء أخرى    نعمة، واغلة، ووالهة

الزوج  نوح عليه السلام 

عدد الأولاد      سام، حام، يام، ويافث

الأب     لامك

الأم      زيلة

إخوة وأخوات  

توبال قايين،  ويابال،  ويوبال 

عائلة   أبوها: لامك بن متوشلخ

أمها: زيلة

إخوتها: توبال قابين، يابال (غير شقيق)، يوبال (غير شقيق(

تعديل مصدري - تعديل طالع توثيق القالب

امرأة نوح لم يثبت اسمها، ولكن قيل ان اسمها والهة وقيل واغلة وقيل نعمة. في القرآن يشار إليها على أنها امرأة نوح. حسب الدين الإسلامي فإنها كافرة وماتت غرقا في الطوفان مع ابنها كنعان لأنه هو الأخر كان كافرًا ولأنهما رفضا ركوب السفينة.

نسبها

هي واغلة أو نعمة بنت لامك بن متوشائيل بن مهويائيل بن عيراد بن خنوخ بن قابيل بن آدم أبي البشر.

امرأة نوح في الإسلام

لقد ضرب الله بها مثلاً مع امرأة لوط في سورة التحريم حيث قال تعالى)ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (سورة التحريم، الآيات 10.

فخانتاهما الخيانة الزوجية مستحيلة هذه بإجماع العلماء، هذه خيانة دعوة، أي زوجها نبي كريم، معه دعوة من خالق السماوات والأرض، الزوجة لم تؤمن بهذه الدعوة:

نبذة

كانت خيانتها في الدين، وليس في الفاحشة، حيث كانت تسخر مع قومها الساخرين من نوح عليه السلام. قال تعالى )وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (سورة الصافات، الآيات 76.

كلمة { مِنَ ٱلْكَرْبِ ٱلْعَظِيمِ } [الصافات: 76] المراد: الغرق، والكرب هو: المكروه الذي لا تستطيع دفعه عن نفسك، ولا يدفعه عنك مَنْ حولك حين تستغيثُ بهم، فإنْ كان لك فيه حيلة للنجاة فلا يُسمَّى كَرْباً، ووَصْف الكرب هنا بأنه عظيم، لأنه جاء بحيث لا يملك أحدٌ دَفْعه، فالماء ينهمر من السماء، وتتفجَّر به الأرض، ويغطي قِمَمَ الجبال، فأين المفرُّ إذن؟

- وقوله) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ ( (سورة الصافات، الآيات 72). يعني: الكافرين. وكلمة (الأخِرِين) إهمالٌ لهم، واحتقارٌ لشأنهم.

امرأة نوح.. كيف خانت نبي الله؟

قصة امرأة نوح من القصص التي ذكرت في القرآن، لأخذ العبرة والاتعاظ من أحوال أقوام سبقونا، وورد في هذه القصص ذكر العديد من الشخصيات، بعضهم وردت أسماؤهم صراحة وبعضهم جاء ذكرهم إشارة ورمزًا، ومن هؤلاء الشخصيات امرأة نوح.

امرأة نوح:

كانت امرأة سيدنا نوحٍ -عليه الصلاة والسلام- مثالًا على انحراف الإنسان الذي يرى الخير والحق، ثم يأبى أن يؤمن ويستجيب، فهذا الإنسان يكفر بما أنعم الله عليه من عوامل الهداية، وبواعث الاستقامة، فإذا هو سادر في غيه، مخذول في سعيه، كما أنها كانت مثالًا تطبيقيًّا على أن معيَّة الصالحين لا تُغني عن العمل الشخصي والسعي الذاتي لفعل الخيرات ونيل رضا الله -سبحانه وتعالى-.

قصة امرأة نوح:

كانت امرأة نوح خائنةً له في دينه ودعوته لربه -جل وعلا-، ولم تكن خائنة له في زواجها منه، ترتكب الفاحشة -معاذ الله-، فهذا لا يكون من زوجات الأنبياء، ولكنها كانت غير مؤمنة برسالة زوجها سيدنا نوح -عليه السلام-، الذي ظل يدعو قومه بصبر عجيب نحو 950 عامًا، وسخروا منه ولاقى منهم عنتًا وتكبُّرًا، فصبر وتحمل، حتى أتاه الفرج من الله -سبحانه وتعالى-.

ما قصة امرأة نوح:

ذكر الله -سبحانه وتعالى- خيانتها لسيدنا نوح -عليه السلام-، في إطار ضرب مثال على الكافرين الذين ينبغي أن نجتنب مسلكهم، والمؤمنين الذين ينبغي أن نقتفي أثرهم، فقرنها بامرأة سيدنا لوط -عليه السلام-، والتي كانت تخونه في دينه ودعوته أيضًا؛ قال -تعالى-: ﴿ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ﴾ [التحريم: 10].

فكانت زوجة سيدنا نوح كافرة، وقيل إنها كانت تقول عنه للناس إنه مجنون، فبين الله -سبحانه وتعالى- أنها ستدخل النار جزاءً وفاقًا على جُرْمِهَا وكُفْرها بالله، كما بين أن زوجها النبي الصالح لن ينفعها بشيء، ولن يُغني عنها من الله شيئًا، فكل إنسان مسؤول عن فعله، وعاقبة أمره رهن بما قدَّم من عمل صالح أو طالح.

آية امرأة نوح:

يقال إن كفار مكة استهزءوا وقالوا: إن محمدًا -صلى الله عليه وآله وسلم- يشفع لنا، فبين الله تعالى أن شفاعته لا تنفع كفار مكة وإن كانوا أقرباء، كما لا تنفع شفاعة نوح لامرأته وشفاعة لوط لامرأته، مع قربهما لهما لكفرهما، ولقد قال الله -تعالى-: ﴿وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا ۞ اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا﴾ [الإسراء: 13-14]، وقال -سبحانه- أيضًا: ﴿كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ﴾ [الطور: 21].

قصة امرأة نوح عليه السلام

تعد قصة امرأة نوح واحدة من أشهر القصص في الإسلام لما بها من عبر كثيرة، وتدور أحداث تلك القصة كما يلي: إن نبي الله نوح كان هو أول الأنبياء الذي بعثهم الله سبحانه وتعالى ليدعوا إلى عبادة الله وحده. كان سيدنا نوح متزوج من بنت سلطان قبل أن يبعث الله له رسالة التوحيد، وكانت زوجته من أسرة لها نفوذ قوي في تلك الفترة. أرسل الله رجل صالح إلى عباده، وهو نبي الله نوح عليه السلام، حتى يدعوهم لترك الأصنام والأوثان وعبادة الله سبحانه وتعالى. ولكن على الرغم من الجهود الذي بذلها نبي الله نوح، إلا أن قومه لم يستجيبوا لدعوته. كما أن نبي الله نوح دعا زوجته وأهل بيته إلى عبادة الله إلا أن زوجته لم تؤمن برسالته، واستمرت في الشرك بالله هي وأبنائها. وقفت زوجة سيدنا نوح أمامه وكانت مع قومها، فقد كان الأذى يأتي لنبي الله نوح من قومه وأيضًا أهل بيته. وخانت امرأة نوح عليه السلام زوجها وبعدت عن طريق الحق تمامًا واختارت الدنيا، واتبعت الباطل والشرك بالله. كما كانت زوجة سيدنا نوح تراقبه باستمرار، حتى تخبر قومها بكل ما يقوم به وتنشر جميع أسراره بينهم.

ماذا فعلت امراة نوح عليه السلام؟

امرأة نوح لم يثبت اسمها، ولكن قيل ان اسمها والهة وقيل واغلة وقيل نعمة. في القرآن يشار إليها على أنها امرأة نوح. حسب الدين الإسلامي فإنها كافرة وماتت غرقا في الطوفان مع ابنها كنعان لأنه هو الأخر كان كافرًا ولأنهما رفضا ركوب السفينة.

كيف كانت خيانة امرأة نوح عليه السلام؟

وقيل: إن خيانتهما أن امرأة نوح كانت تخبر الكفار بأسرار نوح عليه الصلاة والسلام وتصفه بأنه مجنون وخيانة امرأة لوط أنها كانت تدل قومها على أضياف لوط، ليفعلوا بهم الفاحشة فهما خائنتان للأمانة التي بينهما وبين زوجيهما من ناحية حفظ السر، وعدم الدلالة على ما عندهما من الأسرار ومن الأضياف .

هل خانت امرأة نوح زوجها؟

وكانت امرأة نوح مثَلا للذين كفروا، وهي على رغم كونها زوجة لصِيقة بزوجها نوح، لم تفتح قلبها لدعوته، وبقيت على ضلالات قومها، وتعلقها بأصنامهم المتعددة، وكانت بذلك قد خانت زوجها ودعوته، واستحقَّت بذلك عقوبتين الأولى في الدنيا إذ غرقت مع المغرقين والثانية في الآخرة، فكانت من أهل النار

استمرار دعوة سيدنا نوح لقومه

استكمالًا لعرض قصة امرأة نوح عليه السلام دعونا نتعرف على ما مر به سيدنا نوح من أحداث فيما يلي: بالرغم من تكذيب قوم سيدنا نوح وأهله له إلا أنه لم يستسلم أو ييأس. واستمر في الدعوة إلى عبادة الله بشتى الطرق لسنوات عديدة. مع كل المجهود الذي كان يبذلها سيدنا نوح إلا أن قومه استمروا في تكذيبه ولم يستجيبوا له. حيث وصل الأمر إلى أنهم كانوا يضعون أيديهم على عيونهمـ وأذانهم إن رأوا نبي الله نوح. لم يستسلم نبي الله نوح وقال “رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا*فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا”. حينها أمره الله سبحانه وتعالى ببناء سفينة ضخمة وكبيرة، حتى يحمل بها كل من آمن بالله. وأن يأخذ من كل نوع خلقه الله ذكر وأنثى.

  

14 - ) شخصيات من القرآن الكريم - امرأتى لوط ونوح عليهما السلام

14- ) شخصيات من القرآن الكريم

امرآتى لوط ونوح عليهما السلام 

امرأة نوح وامرأة لوط.. خانتا زوجيهما نبيي الله

امرأة نوح وامرأة لوط.. كانتا تحت عبدين من عباد الله فخانتاهما، وهذان العبدان هما نبيا الله نوح ولوط، وكان اختيار هاتين الشخصيتين الكافرتين لحكمة إلهية معجزة أن تكون هذه الشخصية زوج نبي كريم اصطفاه الله واختاره بالوحي والرسالة يبلغ بها الناس عن ربهم ما يصلح دينهم ودنياهم، لتكون الحكمة أبلغ، فلا يدفع عن أهل الفسق والفجور إيمان قريب أو زوج، أو صلاح ولد أو ولي، كما لا يضر نبي أو صالح أن يكون وليه وقريبه فاسقا معاديا لدين الله. ورد ذكر المرأتين في القرآن الكريم تعريضاً بكفار مكة، الذين استهزؤوا وقالوا إن محمدا يشفع لنا، ومثلاً لهم ليتداركوا أنفسهم فلا يكون لهم نفس المصير، حتى يتبين للناس أنه لا تنفع شفاعة نوح لامرأته ولوط لامرأته، لأنهما كانتا منافقتين خائنتين معاديتين لدين الله وأنبيائه، ومع شدة قربهما، فقد قاما بالخروج عليهما بالكفر والعصيان مع تمكنهما من الطاعة والإيمان. كان نوح ولوط ينصحان زوجيهما مراراً، ليلاً ونهاراً، في السر والعلانية، في الرضا أو الغضب، من دون نفع أو إجابة، فالأنبياء عليهم الصلاة والسلام يكونون أحرص الناس على الإيمان، فالنبي هو الداعية الأول والقدوة المثلى، فكان حرصه على زوجه أولى وكان عليهما مصاحبة وملازمة زوجيهما. ما يدل على كفرهما أنهما بذلا المال والنفس في الكيد لدين الله ومحاربة أوليائه، قال تعالى: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ)، «سورة التحريم: الآية 10»، قال الرازي: خيانتهما، أي نفاقهما وإخفائهما الكفر وتظاهرهما على الرسولين، فامرأة نوح قالت لقومه إنه مجنون، وامرأة لوط كانت تدل على ضيوفه إذا حلوا به ليعتدي عليهم قومه. قال الطبري: مثّل الله مثلاً للذين كفروا من الناس وسائر الخلق امرأة نوح وامرأة لوط، ولم يغن نوح ولوط عن امرأتيهما من الله شيئاً ولم ينفعهما إن كان أزواجهما أنبياء، وفي كتاب «فتح الرحمن»، إنهما لم تكونا كافرتين ككثير من الأمم، وإنما هما مضرب الأمثال في الكفر. كانت امرأة نوح كافرة بالله ورسوله، فأمر الله تعالى ألا يأخذها نوح معه في سفينته، لما أوحى الله إليه أن يحمل معه من كل زوجين اثنين وأهله، ومن آمن معه على قلة عددهم، قال تعالى: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ)، «سورة هود: الآية 40»، ذكر ابن كثير، هم أهل بيته وقرابته إلا من سبق عليه القول منهم ممن لم يؤمن بالله فكان منهم ابنه، وامرأته. ولم تكن امرأة لوط أفضل مصيرا، قال تعالى: (قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ)، «سورة العنكبوت: الآية 32»، لما أخبرت الملائكة لوطاً عليه السلام بنجاته هو وأهله المؤمنين استثنوا امرأته الكافرة لأنها ستكون مع القوم المعذبين قالوا للوط: «ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم»، وقالوا: (... إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ)، «سورة العنكبوت: الآية 33». قال الشوكاني في «فتح القدير»: امرأته من الباقين في القرية التي سينزل بها العذاب فتعذب من جملتهم ولا تنجو مع من نجا. اختارت امرأة لوط الكفر بالله ولم تتأثر بإيمان ونبوة زوجها ولم تدخل في دينه، وآثرت أن تكون على دين قومها الكافرين، وتخلفت مع القوم الهالكين ولم تسر مع أهل لوط المؤمنين الناجين.

أما امرأة لوط فكانت أيضاً تحت عبد صالح، قيلَ إنَّ اسمها فى بعض التقاليد اليهودية "آدو أو إديث"، وقد وردت فى القرآن الكريم فى سورة التحريم، مع امرأة النبى نوح كما ذكرنا سالفنا، والنبى لوط بن هاران بن تارخ ابن أخ سيِّدنا إبراهيم، عليه السلام، يُعتَقد أنَّه عاشَ 175 سنة، وسُمِّي بلوط لأنَّ حبَّه "لاطَ" أى تعلق بقلبِ نبى الله إبراهيم، الذى كان يحبه كثيرا، وقد خرجَ من أرضِ بابلَ مع عمِّه إبراهيم مؤمنًا به تابعًا له في دينه وهاجر معهُ إلى الشام ثم اختاره الله نبيا على أهل سدوم بالأردن ليبلغ رسالته بهداية قوم يفعلون الفاحشة، حيث يأتون الرجال دون النساء، وهو فعل لم يأته أحد من قبل، ويقطعون الطريق على أى عابر، وقد حاول نبى الله أن يثنيهم عن طريق الضلال دون جدوى، ومن جانبهم حاولوا الإيقاع بلوط فلم يجدوا طريقة إلا اختراق بيته وتحديدا تجنيد زوجته.

وتقول القصص إن عجوزا من أهل القرية قررت أن تقوم بهذا الدور فأخذت بعض العملات الذهبية والفضية وذهبت إلى بيت لوط متعللة بعدم معرفة أهل البيت، وسألت زوجته عما كانت متزوجة أم لا، فأجابت بأنها زوجة لوط ولديها ابنتان هما "أريثا، زغرتا"، فقالت لها العجوز : "أنت صغيرة وجميلة فلماذا تعيشين فى هذا البيت الفقير وأهل القرية من الأثرياء يعيشون فى رغد من الحياة وعرضت عليها النقود وتركتها تفكر وبالفعل بدأت تدل القوم على الضيوف الذين يترددون على لوط عليه السلام للسماع إلى رسالته، وكان النبى لوط يحميهم منهم إلى أن كانت ابنتاه ذات يوم تتزودان بالماء ورأتا رجالا غرباء فى أبهى صورة سألوا عن مكان للمبيت فأشارت عليهم إحداهما بالبقاء فى مكانهم حتى تأتيهم بخبر، وذهبت لوالدها تقص عليه ما حدث وتخبره أنها تخشى عليهم من بطش القوم بهم إذا رأوهم أن يفعلوا بهم الفاحشة كعادتهم مع الغرباء، فطلب منها اصطحابهم إلى البيت وعندما شاهدتهم زوجته أسرعت بإخبار القوم بقدوم شباب حسان لم تَر فى جمالهم قط ضيوف لوط فحضروا مسرعين وظلوا يطرقوا الباب بعنف شديد ما أخاف النبى لوط، لكن سيدنا جِبْرِيل أحد ضيوف لوط تجلى فى صورته الحقيقية ليطمئن لوط ويقال إنه ضرب بجناحيه المندفعين فأعماهم ففروا متوعدين لوط وضيوفه وهم الملائكة ميكائيل وإسرافيل، وهنا طلب الضيوف من لوط أن يخرج بأهل بيته ليلا ولا يلتفت أحد منهم خلفه، يقول المولى عز وجل: {قَالُوا يَالُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ} وبالفعل هلك قوم لوط أجمعين.

 

13- ) شخصيات من القرآن الكريم - مؤمن آل ياسين

13- ) شخصيات من القرلآن الكريم


مؤمن آل ياسين

من الرجل المقصود في الآية : وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى ؟

قال الله عز و جل : { وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ } ، ( سورة يس : 20 ) .

الرجل الذي جاء من أقصى المدينة هو حبيب النجار مؤمن آل يس .

روى إبن عباس عن النبي ( صلى الله عليه و آله ) أنه قال : " الصديقون ثلاثة‏‏ :‏‏ حبيب النجار مؤمن آل يس ، قال‏‏:‏‏ ‏‏{ ‏‏يا قوم اتبعوا المرسلين‏‏ }‏‏ ، و حزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال ‏‏:‏‏ ‏‏{ ‏‏أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله‏‏ }‏‏ ، و علي بن أبي طالب و هو أفضلهم ‏‏،

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

حبيب نجار أو حبيب النجار أو مؤمن آل ياسين هو رجل صالح كان يسكن قرية في بلاد الشام قيل أنها انطاكيا، وقد جاء ذكره دون تسمية في القرآن:  (وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ) 20

حبيب النجار في القران

وصف الله حال القرية التي كان يسكنها حبيب النجار:

(وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ -13.إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ -14. قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ -15. قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ -16. وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ -17. قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ -18. قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ19.

قصة مؤمن آل ياسين

أخبر الله في آيات سورة يس أنه أرسل إلى أهل قرية اثنين من الرسل يدعوانهم إلى عبادة الله تعالى وحده وترك عبادة الأصنام التي لا تضر ولا تنفع، فبادروهما أهل القرية بالتكذيب، فعززهما الله وقواهما برسول ثالث، وعندما قال المكذبون من أهل القرية ما قالوا من التكذيب، قالت لهم رسلهم إنا رسل الله إليكم ولو كنا كذبة عليه لانتقم منا أشد الانتقام ولكنه سيعزنا وينصرنا عليكم وستعلمون لمن تكون عاقبة الدار، ولكن أهل القرية تمادوا في طغيانهم وراحوا يتطيرون بهؤلاء المرسلين ويقولون كما قال قتادة إن أصابنا شر فإنما هو من أجلكم وإنكم إذا لم تنتهوا فسوف نرجمكم بالحجارة وسيصيبكم منا عقوبة شديدة، فقالت لهم رسلهم إن طائركم معكم مردود عليكم وأنتم ما قابلتمونا بهذا الكلام وتوعدتمونا وتهددتمونا إلا من أجل أنا ذكرناكم وأمرناكم بتوحيد الله وإخلاص العبادة له بل أنتم قوم مسرفون لتطيركم وكفركم وفسادكم .

وقد قيض الله لهؤلاء الرسل من يدافع عنهم فجاءهم رجل من أقصى المدينة يسعى لينصرهم من قومه، قيل إن اسمه حبيب النجار، وكان رجلًا سقيمًا قد أسرع فيه الجذام وكان كثير الصدقة يتصدق بنصف كسبه مستقيم الفطرة، وقيل كان منزله عند أقصى باب من أبواب المدينة وكان يعكف على عبادة الأصنام سبعين سنة يدعوهم لعلهم يرحمونه ويكشفون ضره، فلما أبصر الرسل دعوه إلى عبادة الله فقال هل من آية؟ قالوا: نعم ربنا على ما يشاء قدير وهذه لا تنفع شيئا ولا تضر، فآمن ودعوا ربهم فكشف الله ما به كأن لم يكن به بأس، فحينئذ أقبل على التكسب فإذا أمسى تصدق بكسبه فأطعم عياله نصفا وتصدق بنصف.

فلما همّ قومه بقتل الرسل جاءهم فوعظهم أحسن ما تكون الموعظة وذكرهم بحق الله من العبادة والتعظيم فقتلوه فما خرجت روحه إلا إلى الجنة فدخلها: وفيه قول الله له: {قِيلَ ادْخُلِ الجَنَّةَ}، فلما شاهدها قال: {يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ المُكْرَمِينَ} قال الإمام القرطبي: والظاهر من الآية أنه لما قتل قيل له ادخل الجنة، وقال قتادة بن دعامة: أدخله الله الجنة وهو فيها حي يرزق أراد قوله تعالى :{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}.

حديث الصديقون ثلاثة

ورد حديث بلفظ الصديقون ثلاثة حبيب النجار مؤمن آل يس الذي قال ياقوم اتبعوا المرسلين وحزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وعلي بن أبي طالب وهو أفضلهم، قال الألباني في كتاب السلسلة الضعيفة الحديث رقم 355 أنه حديث موضوع.

المراجع

 مفكرة الإسلام قصة مؤمن آل ياسين نسخة محفوظة 26 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.

 إسلام ويب حبيب النجار مؤمن آل ياسين نسخة محفوظة 03 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.

 موقع الدولة الإسلامية أحاديث (المناقب والمثالب تعبير الرؤيا) من كتب الشيخ الألباني نسخة محفوظة 13 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.

﴿ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ﴾ سورة يس: 20

التفسير الميسر

وجاء من مكان بعيد في المدينة رجل مسرع (وذلك حين علم أن أهل القرية هَمُّوا بقتل الرسل أو تعذيبهم)، قال: يا قوم اتبعوا المرسلين إليكم من الله، اتبعوا الذين لا يطلبون منكم أموالا على إبلاغ الرسالة، وهم مهتدون فيما يدعونكم إليه من عبادة الله وحده. وفي هذا بيان فضل مَن سعى إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

المختصر في التفسير : شرح المعنى باختصار

وجاء من مكان بعيد من القرية رجل مسرع خوفًا على قومه من تكذيب الرسل وتهديدهم بالقتل والإيذاء، قال: يا قوم، اتبعوا ما جاء به هؤلاء المرسلون.

تفسير الجلالين : معنى و تأويل الآية 20

«وجاء من أقصا المدينة رجل» هو حبيب النجار كان قد آمن بالرسل ومنزله بأقصى البلد «يسعى» يشتد عدوا لما سمع بتكذيب القوم الرسلَ «قال يا قوم اتبعوا المرسلين».

تفسير السعدي : وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال ياقوم

( وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى ) حرصا على نصح قومه حين سمع ما دعت إليه الرسل وآمن به، وعلم ما رد به قومه عليهم فقال [لهم]: { يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ } فأمرهم باتباعهم ونصحهم على ذلك، وشهد لهم بالرسالة.

تفسير البغوي : مضمون الآية 20 من سورة يس

قوله عز وجل : ( وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى ) وهو حبيب النجار ، وقال السدي : كان قصارا ، وقال وهب : كان رجلا يعمل الحرير ، وكان سقيما قد أسرع فيه الجذام ، وكان منزله عند أقصى باب من أبواب المدينة ، وكان مؤمنا ذا صدقة يجمع كسبه إذا أمسى فيقسمه نصفين فيطعم نصفا لعياله ويتصدق بنصف ، فلما بلغه أن قومه قصدوا قتل الرسل جاءهم ( قال ياقوم اتبعوا المرسلين )

التفسير الوسيط : ويستفاد من هذه الآية

وقوله- سبحانه -: وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى ...

معطوف على كلام محذوف يفهم من سياق القصة، والتقدير:وانتشر خبر الرسل بين أصحاب القرية، وعلم الناس بتهديد بعضهم لهم وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ أى من أبعد مواضعها رَجُلٌ يَسْعى أى: رجل ذو فطرة سليمة، يسرع الخطا لينصح قومه، وينهاهم عن إيذاء الرسل ويأمرهم باتباعهم.

قالوا: وهذا الرجل كان اسمه حبيب النجار، لأنه كان يشتغل بالنجارة.

وقد أكثر بعض المفسرين هنا من ذكر صناعته وحاله قبل مجيئه، ونحن نرى أنه لا حاجة إلى ذلك، لأنه لم يرد نص صحيح يعتمد عليه فيما ذكروه عنه.

ويكفيه فخرا هذا الثناء من الله-تبارك وتعالى- عليه بصرف النظر عن اسمه أو صنعته أو حاله، لأن المقصود من هذه القصة وأمثالها في القرآن الكريم هو الاعتبار والافتداء بأهل الخير.

وعبر هنا بالمدينة بعد التعبير عنها في أول القصة بالقرية للإشارة إلى سعتها، وإلى أن خبر هؤلاء الرسل قد انتشر فيها من أولها إلى آخرها.

والتعبير بقوله: يَسْعى: يدل على صفاء نفسه، وسلامة قلبه، وعلو همته، ومضاء عزيمته، حيث أسرع بالحضور إلى الرسل وإلى قومه، ليعلن أمام الجميع كلمة الحق، ولم يرتض أن يقبع في بيته- كما يفعل الكثيرون- بل هرول نحو قومه، ليقوم بواجبه في الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.

وقوله-تبارك وتعالى-: قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ بيان لما بدأ ينصح قومه به بعد وصوله إليهم.

أى: قالَ لقومه على سبيل الإرشاد والنصح يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ الذين جاءوا لهدايتكم إلى الصراط المستقيم، ولإنقاذكم من الضلال المبين الذي انغمستم فيه.

وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال ياقوم: تفسير ابن كثير

قال ابن إسحاق - فيما بلغه عن ابن عباس وكعب الأحبار ووهب بن منبه - : إن أهل القرية هموا بقتل رسلهم فجاءهم رجل من أقصى المدينة يسعى ، أي: لينصرهم من قومه - قالوا : وهوحبيب ، وكان يعمل الجرير - وهو الحبال - وكان رجلا سقيما قد أسرع فيه الجذام ، وكان كثير الصدقة ، يتصدق بنصف كسبه ، مستقيم النظرة .

وقال ابن إسحاق عن رجل سماه ، عن الحكم ، عن مقسم - أو : عن مجاهد - عن ابن عباس قال : [ كان ] اسم صاحب يس حبيبا ، وكان الجذام قد أسرع فيه .

وقال الثوري ، عن عاصم الأحول ، عن أبي مجلز : كان اسمه حبيب بن مرى .

وقال شبيب بن بشر ، عن عكرمة ، عن ابن عباس [ أيضا ] قال : اسم صاحب يس حبيب النجار ، فقتله قومه .

وقال السدي : كان قصارا . وقال عمر بن الحكم : كان إسكافا . وقال قتادة : كان يتعبد في غار هناك .

{ قال ياقوم اتبعوا المرسلين } : يحض قومه على اتباع الرسل الذين أتوهم

تفسير القرطبي : معنى الآية 20 من سورة يس

قوله تعالى : وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى هو حبيب بن مري وكان نجارا .

وقيل : إسكافا .

وقيل : قصارا .

وقال ابن عباس ومجاهد ومقاتل : هو حبيب بن إسرائيل النجار وكان ينحت الأصنام ، وهو ممن آمن بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وبينهما ستمائة سنة ، كما آمن به تبع الأكبر وورقة بن نوفل وغيرهما .

ولم يؤمن بنبي أحد إلا بعد ظهوره .

قال وهب : وكان حبيب مجذوما ، ومنزله عند أقصى باب من أبواب المدينة ، وكان يعكف على عبادة الأصنام سبعين سنة يدعوهم ، لعلهم يرحمونه ويكشفون ضره فما استجابوا له ، فلما أبصر الرسل دعوه إلى عبادة الله ، فقال : هل من آية ؟ قالوا : نعم ، ندعو ربنا القادر فيفرج عنك ما بك .

فقال : إن هذا لعجب! أدعو هذه الآلهة سبعين سنة تفرج عني فلم تستطع ، فكيف يفرجه ربكم في غداة واحدة ؟ قالوا : نعم ، ربنا على ما يشاء قدير ، وهذه لا تنفع شيئا ولا تضر .

فآمن ودعوا ربهم فكشف الله ما به ، كأن لم يكن به بأس ، فحينئذ أقبل على التكسب ، فإذا أمسى تصدق بكسبه ، فأطعم عياله نصفا وتصدق بنصف ، فلما هم قومه بقتل الرسل جاءهم .

ف " قال يا قوم اتبعوا المرسلين " الآية .

وقال قتادة : كان يعبد الله في غار ، فلما سمع بخبر المرسلين جاء يسعى ، فقال للمرسلين : أتطلبون على ما جئتم به أجرا ؟ قالوا : لا ، ما أجرنا إلا على الله .

قال أبو العالية : فاعتقد صدقهم وآمن بهم وأقبل على قومه ف قال ياقوم اتبعوا المرسلين .

ابن عاشور : وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ

وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) عطف على قصة التحاور الجاري بين أصحاب القرية والرسل الثلاثة لبيان البون بين حال المعاندين من أهل القرية وحاللِ الرجل المؤمن منهم الذي وعظهم بموعظة بالغة وهو من نفر قليل من أهل القرية .

فلك أن تجعل جملة { وجاء من أقصا المدينة } عطفاً على جملة { جاءها المرسلون } [ يس : 13 ] ولك أن تجعلها عطفاً على جملة { فقالوا إنا إليكم مرسلون } [ يس : 14 ] .

والمراد بالمدينة هنا نفس القرية المذكورة في قوله : { أصحاب القرية } [ يس : 13 ] عُبر عنها هنا بالمدينة تفنناً ، فيكون { أقصا } صفة لمحذوف هو المضاف في المعنى إلى المدينة . والتقدير : من بَعيد المدينة ، أي طرف المدينة ، وفائدة ذكر أنه جاء من أقصى المدينة الإِشارة إلى أن الإِيمان بالله ظهر في أهل ربض المدينة قبل ظهوره في قلب المدينة لأن قلب المدينة هو مسكن حكامها وأحبار اليهود وهم أبعد عن الإِنصاف والنظر في صحة ما يدعوهم إليه الرسل ، وعامة سكانها تبع لعظمائها لتعلقهم بهم وخشيتهم بأسهم بخلاف سكان أطراف المدينة فهم أقرب إلى الاستقلال بالنظر وقلة اكتراثثٍ بالآخرين لأن سكان الأطراف غالبهم عملة أنفسهم لقربهم من البدو .

وبهذا يظهر وجه تقديم { من أقصا المدينة } على { رجل } للاهتمام بالثناء على أهل أقصى المدينة . وأنه قد يوجد الخير في الأطراف ما لا يوجد في الوسط ، وأن الإِيمان يسبق إليه الضعفاء لأنهم لا يصدهم عن الحق ما فيه أهل السيادة من ترف وعظمة إذ المعتاد أنهم يسكنون وسط المدينة ، قال أبو تمام : كانت هي الوسطَ المحميّ فاتصلت بها الحوادث حتى أصبحت طرَفا ... وأما قوله تعالى في سورة القصص ( 20 ) { وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى } فجاء النظم على الترتيب الأصلي إذ لا داعي إلى التقديم إذ كان ذلك الرجل ناصحاً ولم يكن داعياً للإِيمان .

وعلى هذا فهذا الرجل غير مذكور في سفر أعمال الرسل وهو مما امتاز القرآن بالإعلام به . وعن ابن عباس وأصحابه وجد أن اسمه حبيب بن مرة قيل : كان نجاراً وقيل غير ذلك فلما أشرف الرسل على المدينة رآهم ورأى معجزة لهم أو كرامة فآمن . وقيل : كان مُؤمناً من قبل ، ولا يبعد أن يكون هذا الرجل الذي وصفه المفسرون بالنِجّار أنه هو ( سمعان ) الذي يدعى ( بالنيجر ) المذكور في الإِصحاح الحادي عشر من سفر أعمال الرسل وأن وصف النجار محرف عن ( نيجر ) فقد جاء في الأسماء التي جرت في كلام المفسرين عن ابن عباس اسم شمعون الصفا أو سمعان . وليس هذا الاسم موجوداً في كتاب أعمال الرسل .

ووصفُ الرجل بالسعي يفيد أنه جاء مسرعاً وأنه بلغه همُّ أهل المدينة برجم الرسل أو تعذيبهم ، فأراد أن ينصحهم خشيةً عليهم وعلى الرسل ، وهذا ثناء على هذا الرجل يفيد أنه ممن يُقتدَى به في الإِسراع إلى تغيير المنكر .

وجملة قال يا قوم } بدل اشتمال من جملة «جاء رجل» لأن مجيئه لما كان لهذا الغرض كان مما اشتمل عليه المجيء المذكور .

وافتتاح خطابه إياهم بندائهم بوصف القومية له قُصد منه أن في كلامه الإِيماء إلى أن ما سيخاطبهم به هو محْض نصيحة لأنه يحِب لقومه ما يحِب لنفسه .

والاتباع : الامتثال ، استعير له الاتّباع تشبيهاً للآخِذِ برأي غيره بالمتبععِ له في سيره .

والتعريف في { المرسلين } للعهد .

إعراب القرآن : وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ

«وَجاءَ» الواو عاطفة وماض مبني على الفتح «مِنْ أَقْصَا» متعلقان بالفعل قبلهما «الْمَدِينَةِ» مضاف إليه «رَجُلٌ» فاعل جاء والجملة معطوفة «يَسْعى » مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر والجملة صفة لرجل «قالَ» الجملة مستأنفة «يا» أداة نداء «قَوْمِ» منادى مضاف لياء المتكلم المحذوفة للتخفيف وحركت بالكسر لمناسبة الياء المحذوفة والمنادى في محل نصب «اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ» أمر وفاعله ومفعوله.

209-] English Literature

209-] English Literature Charles Dickens  Posted By lifeisart in Dickens, Charles || 23 Replies What do you think about Dickens realism? ...