صفات الفئات الداعمة للفرعون .
تشترك الفئات الداعمة للفرعون
فى صفاته وفى جريمته كل حسب موقعه ومنزلته وسلطاته من فسادوفسق وعلو واتباع
واشتراك فى الجريمة والجرم وفى التفرقة العنصرية فى التعامل وتمجيد للحاكم وتأييده
وهم الظهير له ،
وسواء أكان الحاكم أو السلطان
عادلا ، او ظالما فهو بحاجة الى معين ، فان كان من أهل الحق فلمن عاونه أجر عظيم ،
وهم بطانة الخير وأهل الفضل ، وأما ان كان جائرا ظالما فلكل من عاونه أ ثم ووزر
، لأنه لولا هذه المعاونة لما استطاع أن
يخضع الناس ويذلهم ، فهم أنصار الباطل وشركاء الأثم .
فرعون لايستطيع أن يفرض نظامه
بمفرده ، وكان له أعوان يساندونه فلولاهم لما تفرعن وطغى وتجبر ، ولابد من جمهور
يتقبل هذا الذل " فاستخف قومه فأطاعوه " ، ولن تخضع الجماهير أو القوم
لهذا الذل الا اذا كانوا فاسقين فيكون فسق الأغلبية سببا فى انتشار ونمو الباطل
وسيطرته ، ولما أجتمع لفرعون فسق الجمهور أو القوم ومشاركة المنتفعين المتزلفين
تفرعن ، وهم يقتسمون معه الجزاء الذى الحقه الله بهم جميعا من عقاب فى الدنيا من
تسع آيات ومن رجز أليم ، وفى الآخرة حيث أوردهم النار خالدين فيها ، وأورثهم عذاب
القبر الى يوم القيامة حسب تفسير المفسرين ، وفى سورة هود " يقدم قومه يوم
القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود * وأتبعوا فى هذه لعنة ويوم القيامة بئس
الفد المرفود " هود 89 – 99 ،وفى سورة غافر " النار يعرضون عليها غدوا
وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب " غافر 46 ، ومن خلال
القرآن الكريم يمكن أن نحدد المشاركين والمساندين لفرعون الذين ساهموا فى ابراز
شخصيته واظهارها وهم :
1- ) هامان .الذى يمثل أقرب الناس اليه ، وفى القرآن الكريم فى سورة غافر " ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين * الى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب " غافر23 - 24 ، وفى آية أخرى " ان فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين "القصص 8 ، فهو ساعد فرعون الأيمن والشخصية الثانية فى هرم السلطة وتعادل رئيس الوزراء فى العصر الحالى ، وكلمة خاطئين تعنى آثمين فى كل شىء فى أفعالهم وأقوالهم ، ويستعين به فرعون فى تنفيذ سياسته وآرائه ، " وقال فرعون ياهامان ابن لى صرحا لعلى أبلغ الأسباب * أسباب السماوات فأطلع الى آله موسى وانى لأظنه كاذبا وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل وما كيد فرعون الا فى تباب " غافر 36 – 37 " وقال فرعون يآيها الملأ ما علمت لكم من آله غيرى فاوقد لى يا هامامان على الطين فاجعل لى صرحا لعلى أطلع الى آله موسى وانى لأظنه من الكاذبين " القصص 38 ، وفى سورة القصص " فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا ان فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين " القصص 8 ، الآية هنا خصت هامان لما له من أهمية بالنسبة لنظام فرعون ، وهو مهندسه الذى يستعين به فى كل أموره عندما يريد شيئا وأمره أن يبنى له الصرح .
2- ) الملأ من قوم فرعون أى المحيطين به " وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من آله غيرى ... " القصص 38 ، وفى سورة الشعراء " قال للملأ من حوله ان هذا لساحر عليم * يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون * قالوا أرجه وأخاه وأبعث فى المدائن حاشرين " الشعراء 34 – 35 ، وفى سورة يونس " ثم بعثنا من بعدهم موسى وهارون الى فرعون وملأيه بآياتنا فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين " يونس 75 ، والملأ هنا مجرمين مثل فرعون تما ما ،وفى سورة يونس " فما آمن لموسى الا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملأهم أن يفتنهم وان فرعون لعال فى الأرض وانه لمن المسرفين " يونس 84 ، والملأ هنا مثل فرعون وهم يشتركون معه فى البطش وهم يفتنون بنى اسرائيل ويوقوعون فى قلوبهم الخوف والرعب ،" وقال موسى ربنا انك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا فى الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا أطمس على أموالهم , وأشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم " يونس 88 ،فملأ فرعون مثل فرعون يغترون بما لديه من أموال يضلون بها ويحاربون بها عباد الله ويسومونهم سوء العذاب بالتحالف مع فرعون ، وفى سورة هود 96 – 97 " ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين * ا لى فرعون وملأيه فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد " ، والملأ يتبعون أمر فرعون ويسيرون بما يملى عليهم الدكتاتور الطاغية كما يحدث الآن ، والملأ هم كبار القوم وأشرافهم ووجهائهم وروؤسائهم الذى يرجع النفوذ والقول اليهم ، وهم من يقف وراء الحاكم مثل كبار رجال الأعمال حاليا وكبار السياسيين والاعلاميين وغيرهم .
No comments:
Post a Comment