الفرعونية فى القران 9
صفات الفئات المقاومة
للفرعون وتخليد ذكرهم .
أتصفت الفئات المقاومة للفرعون بكل الصفات الحسنة من
ثبات على الايمان بالله رغم ما يتعرضون له من أذى وتعذيب وقتل للابناء واستحياء
للنساء ،والفئات المقاومة للفرعون تنقسم
الى فئتين فئة نشطة فى المواجهة المباشرة ضد فرعون وقومه ، وفئة أخرى تكتم ايمانها
خوفا من بطش فرعون ، وهذا تصديقا للحديث النبوى " من رأى منكم منكرا فليغيره
بيده ، فان لم يستطع فبلسانه ، وان لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الايمان "
وهذه الفئات هى :
1-) الفئة الأولى وهى الفئة النشطة التى تعرضت للفرعون
وبطشه وهى التى كانت فىى المواجهة .
1-) سيدنا موسى عليه السلام وأخيه هارون . قال شيخ الاسلام أبن تيميه كما فى مجموع الفتاوى 9 / 12 )
وموسى فى غاية الحق والايمان من جهة أن الله كلمه تكليما
، لم يجعل بينه وبينه واسطة من خلفه فلم يكن للرسل من التكليم ما لموسى ، وموسى هو
موسى بن عمران بن فاهث بن عازر بن لاوى بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم عليه السلام
، قال الله تعالى فى القرآن الكريم " واذكر فى الكتاب موسى انه كان مخلصا
وكان رسولا نبيا * وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا * ووهبنا له من
رحمتنا أخاه هارون نبيا " سورة طه 51 – 53 وموسى وهارون عليهما السلام أنبياء
، فمن صفات موسى عليه السلام أنه مخلصا ورسول ونبى ، وهو كليم الله ، وقد القى
الله عليه محبته منذ مولده بحيث من نظر اليه أحبه وقد تولاه برعايته ففى سورة طه
" ... وألقيت عليك محبة منى ولتصنع على عينى " طه 39 ، وفى نفس السورة
" واصطنعتك لنفسى " طه 41 ، وعندما كبر وترعرع أتاه الله الحكم والعلم
ففى سورة القصص " ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزى
المحسنين " القصص 14 ، وكان يتسم بالقوة والامانة كما وصفته ابنة مدين بعد أن
سقى لها هى وأختها " قالت احداهما يا أبت استأجره ان خير من استأجرت القوى
الأمين " القصص 26 ونحن نعرف ما كان
لموسى عليه السلام من قوة بدنية فعندما تشاجر رجل من شيعته مع رجل من شيعة فرعون
استجار به الذى من شيعته فتدخل ليفض المشاجرة فوكز الذى هو من شيعة فرعون فقضى
عليه وفر الى سيناء وفى سورة القصص " ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها
فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذى هومن شيعته على
الذى من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان انه عدو مضل مبين
" القصص 15 ولكنه تلب الى ربه " قال رب انى ظلمت نفسى فاغفر لى فغفر له
انه هو الغفور الرحيم * قال رب بما انعمت على فلن أكون ظهيرا للمجرمين "
القصص 16 – 17 ،وعندما كلفه الله بالرسالة والتوجه الى فرعون ليطلب منه أن يخرج
بنى اسرائيل معه طلب من الله أن يؤيده بأخاه هارون وفى سورة طه " اذهب الى
فرعون انه طغى * قال رب اشرح لى صدرى * ويسر لى أمرى * واحلل عقدة من لسانى *
يفقهوا قولى * واجعل لى وزيرا من أهلى * هارون أخى * أشدد به أزرى * وأشركه فى
أمرى * كى نسبحك كثيرا * ونذكرك كثيرا * انك كنت بنا بصيرا * قال قد أوتيت سؤلك يا
موسى " طه 24 – 36 ، وكان يطلق على هارون عليه السلام وزير موسى عليه السلام
، وفى سورة طه " اذهب أنت وأخوك بآياتى ولا تنيا فى ذكرى * أذهبا الى فرعون أنه
طغى * فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى " طه 42 – 44 ، وفى سورة
الفرقان " ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا * فقلنا أذهبا
الى القوم الذين كذبوا بأياتنا فدمرناهم تدميرا " الفرقان 35 – 36 ، وفى سورة
الصافات " ولقد مننا على موسى وهارون * ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم *
ونصرناهم فكانوا هم الغالبين * واتيناهما الكتاب المستبين * وهديناهما الصراط
المستقيم * وتركنا عليهما فى الآخرين * سلام على موسى وهارون * انا كذلك نجزى
المحسنين * انهما من عبادنا المؤمنين " الصافات 114 – 122 ، وهذه الآيات من
سورة الصافات تلخص مكانة موسى وهارون عليهما السلام عند الله ، والآيات تكيل
عليهما الثناء فهم على هدى الله وعلى الصراط المستقيم ، وهما من المحسنين ومن عباد
الله المؤمنين ، والله يلقى عليهما السلام وهذه منزلة كبيرة ، وكان سيدنا موسى
عليه السلام يتمتع بالحجة والبرهان ليواجه فرعون حتى تغلب عليه ، وقد اهتدى على
يديه السحرة ، نصره الله ، وكان يتمتع بقوة الشخصية فبنى اسرائيل كانوا قوما عتاة
بهت ، وعندما تركهم مع أخيه هارون وتوجه لميقات ربه ورجع وجد بنى اسرائيل يعبدون
العجل وأضلهم السامرى فأخذ بلحية أخيه يجره اليه فقال له ان القوم استضعفونى ،
نصره الله هو وقومه ، والقرآن يذكر أن موسى عليه السلام دعا الله أن ينتقم من
فرعون ويهلكه ويطمس على أمواله هو وقومه ، ودائما الدعاء سلاح المؤمن فى الأزمات
وهو يجاهد فى سبيل الله " وقال موسى ربنا انك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا
فى الحياة الدنيا ليضلوا عن سبيلك ربنا أطمس على أموالهم وأشدد على قلوبهم فلا
يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم * قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان الذين
لا يعلمون " يونس 88 – 89 ، وقد لحقت الدعوة ليس بفرعون موسى وحده بل بالنظام
الفرعونى بأكمله ، فلم تر مصر بعدها فرعونا عظيما بها كما يؤكد ذلك التاريخ القديم
، ولا تزال تلك الدعوة تلحق كل فرعون يحكم مصر مستبدا فاسدا حتى فى عصرنا الراهن ،
ومن أجل ذلك كان قصص فرعون موسى من أكثر القصص ترديدا فى القرآن الكريم ، لقد كرر
الله تعالى ذلك القصص القرآنى ليكون عبرة وعظة لكل البشر الى قيام الساعة "
لقد كان فى قصصهم عبرة لأولى الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذى بين يديه
وتفصيل كل شىء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون " يوسف 111 ، هو عبرة لأولى الألباب
وأين هم بين حكام العرب الفراعنة الجدد ؟؟ ( موقع نداء الايمان ) ، أمر الله نبيه
موسى عليه السلام بالتصدى للفرعون فقال " اذهب الى فرعون انه طغى " طه
29 ،ليواجه طغيان الفرعونية ، خاف موسى عليه السلام من جبروت فرعون وآل فرعون وقد
هرب منهم بعد أن قتل أحدهم بعد أن استغاث به شخص من ةشيعته وطلب فرعون باحضاره
لقتله " قال رب انى قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون " القصص 33 ، طلب من
الله أن يسانده فى ذلك بأن يجعل له معينا فقال " وأخى هارون هو أفصح منى
لسانا فأرسله معى ردءا يصدقنى انى أخاف ان يكذبون " القصص 34 ، ، وهنا يجب
على المؤمن أن يتوجه الى الله لكى يعينه على الظغيان ، ويتوكل على الله وهو معينه
، وقال الله تعلى مجيبا له " قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا
يصلون اليكما بآياتنا أنتما ومن أتبعكما الغلبون " القصص 35 ، وطلب كذلك
العون من الله " قال رب اشرح لى صدرى * ويسر لى أمرى * وأحلل عقدة من لسانى *
يفقهوا قولى " طه 25 – 28 ، توجه الحق لمواجهة طغيان فرعون ، ولم ينثنى موسى
عليه السلام من فرعون حينما ذكره بتربيته له فى قصره حتى كبر ، وذكره بمقتل أحد
قومه على يديه ، أى ان لم تنهى فهناك حكم مؤخر سوف ينفذ فيه وتهمة مؤجلة ، كما
يفعل الظالمون اذا واجههم أحد ، يخرجون له كما نقول أحد الملفات القديمة ، ثم يبدأ
فى محاكمته والبطش به ، وهى من صفات الفرعونية المتأصلة حتى اليوم ، وكان سيدنا
موسى عليه السلام قوى الحجة كما أوضحنا فى حواره مه فرعون وملأه ومع السحرة ، وفى
كل مواجهة تعرض لها
No comments:
Post a Comment