Grammar American & British

Wednesday, July 8, 2020

الرسول محمد صلعم والسياسة وقيادة الدعوة - اصطفاء الله لرشسوله محمد صلعم ( 14 )

اصطفاء الله لرسوله محمد صلعم ( 14 )

الرسول صلى الله عليه وسلم والسياسة وقيادة الدعوة وتأسيس الدولة الاسلامية .  

 مر الرسول صلى الله عليه وسلم بمراحل حتى تأسست الدولة الاسلامية 1-) مرحلة ما قبل الدعوة .  وقد تكونت فى هذه المرحلة شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم برعاية من الله ، حتى يتهيأ للدور الذى أعده له الله ، وقد تحدتث عن شخصية الرسول وأوضحت كيف كانت رعاية الله له واصطفاء الله له ليحمل الدعوة ويقود الأمة ، وهو القائل " أدبنى ربى فأحسن تأديبى " من الجامع الصغير عن ابن مسعود ، حتى فى زواجه من السيدة خديجة رضى الله عنها ، فقد تزوج من سيدة فى سن الأربعين ، وهى السن التى تتميز برجاحة العقل ، وتربى كما يجب أن تكون التربية ، وأعده الله كما يجب أن يكون الاعداد من التزام أخلاقى وحياة من الزهد والصبر ، وتحلى بالصدق والأمانة فى وسط مجتمع جاهلى ، وصفات الرسول التى خلقها الله عليها وما تحلى به من أخلاق لم تجتمع لأحد قبله ولا بعده ، حتى بلغ سن النضج وهى سن الأربعين أو الثالثة والأربعين التى أنزل عليه فيها الوحى فى غار حراء ، وكلفه الله بالرسالة " وأنزر عشيرتل الأقربين " ، فدخل مرحلة أخرى  2-) مرحلة الدعوة فى مكة .  تميزت هذه المرحلة بالصبر والثبات فى مواجهة كفار قريش ، ان أول ما أوحى الى الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقرأ عند نزول الوحى عليه وهو فى غار حراء " اقرأ باسم ربك الذى خلق * خلق الانسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذى علم بالقلم * علم الانسان ما لم يعلم " العلق 1-5 ، أمره أن يقرأ فى نفسه ولم يأمره اذ ذاك بالتبليغ ، ثم أنزل عليه " يا أيها المدثر * قم فأنزر * وربك فكبر * وثيلبك فطهر * والرجز فاهجر * ولا تمنن تستكثر * ولربك فاصبر " المدثر 1-7 ، ثم أمره أن ينزر عشيرته الأقربين " فلا تدع مع الله آلها آخر فتكون من المعذبين * وأنذر عشيرتك الأقربين * واخفض جناحك لمن تبعك من المؤمنين * فان عصوك فقل انى برىء مما تعملون * وتوكل على العزيز الرحيم " الشعراء 213 – 217 ، حدث عمرو بن مرة عن سعيدأبن جبير عن ابن عباس رضى الله عنهما قال :" لما نزلت " وأنذر عشيرتك الأقربين " خرج رسول الله صلى اله عليه وسلم حتى صعد الصفا فهتف يا صاحباه فقالوا :" من هذا ؟ فاجتمعوا اليه فقال :" أرأيتكم أن أخبرتكم أن خيلا تخرج من صفح هذا الجبل أكنتم مصدقى ؟ قالوا :" ما جربنا عليك كذبا " ، قال:" فانى نذير لكم بين يدى عذاب شديد ، فقالأبو لهب :" تبا لك ما جمعتنا الا لهذا ، ثم قام فنزلت " تبت يدا أبى لهب وتب " ، وفى رواية أخرى " حدثنا عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله عنهما قال :" لما نزلت وأنذر عشيرتك الأقربين صعد النبى صلى الله عليه وسلم على الصفا فجعل ينادى :" يا بنى فهر ، يا بنى عدى – لبكون قريش حتى اجتمعوا ، فجعل الرجل اذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا لينظر ما هو ، فجاء أبو لهب وقريش فقال : أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادى تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقى ؟ قالوا:" نعم ، ما جربنا عليك الا صدقا ، قال :" فانى نذير بين يدى عذاب شديد " ، فقال أبو لهب :" تبا لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا ؟ فنزات " تبت يدا أبى لهب وتب " ، ثم أنذر قومه وأهل مكة ومن حولها فى سورة الشورى " وكذلك أوحينا اليك قرءانا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق فى الجنة وفريق فى السعير " الشورى 7 وكان يدعو كل من حوله الى الاسلام  من قومه و من العرب ، ثم أنذر العالمين أى البشر كلهم " وما أرسلناك الا كافة  للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون " سبأ 28 ، وفى آية أخرى " وما أرسلناك الا رحمة للعالمين " الأنبياء 107 ، وفى سورة الفرقان" تبارك الذى نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا " الفرقان 1 وتعرض أتباعه لكل أنواع التعذيب وبخاصة الممستضعفين منه ، فقد كان يلقى بلال بن رباح فى صحراء مكة وتوضع على صدره صخرة وهو يصيح تحت التعذيب " أحد أحد " ، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول للآل ياسر " اصبروا آل ياسر ان موعدكم الجنة " ، وهناك الكثير الذى يحكى عن ما لقيه الصحابة رضوان الله عليهم من عذاب على يد المشركين من أمثال " أمية بن خلف " ، و" ابو لهب " و" أبو جهل " وغيرهم ، وخاض الكفار ضد الرسول صلى الله عليه وسلم كل أنواع الحرب الاقتصادية لما رأت قريش أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلو والأمور تتزايد أجمعوا على أن يتعاقدوا على بنى هاشم وبنى عبد المطلب وبنى عبد مناف أن لايبايعوهم ولايناكحوهم ولا يكلموهم ولا يجالسوهم حتى يسلموا اليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتبوا بذلك صحيفة وعلقوها فى سقف الكعبة ، يقال كتبها منصور بن عكرمة بن عامر بن هاشم ، ويقال نضر بن الحرث ، والصحيح أنه بغيض بن عامر بن هاشم ، فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فشلت يده فانحاز بنو هاشم وبنو المطلب مؤمنهم وكافرهم الا أبا لهب فانه ظاهر قريشا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنى هاشم وبنى المطلب ، وحبس رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه فى الشعب شعب أبى طالب ليلة هلال المحرم سنة سبع من البعثة ، وعلقت الصحيفة فى جوف الكعبة وبقوا محبوسين ومحصورين مضيقا عليهم جدا مقطوعا عنهم الميرة والمادة نحو ثلاث سنين حتى بلغهم الجهد ، وسمع أصوات صبيانهم بالبكاء من وراء الشعب ، وكانت قريش فى ذلك بين راض وكاره فى نقض الصحيفة ، فسعى فى نقض الصحيفة من كارها لها ، وكان القائم بذلك هشام بن عمرو بن الحرث بن حبيب بن نصير بن مالك ، مشى فى ذلك الى المطعم بن عدى وجماعة من قريش وأجابوه الى ذلك ، ثم أطلع  الله رسوله على أمر صحيفتهم وأنه أرسل عليه الأرضة فأكلت جميع ما فيها من جور وقطيعة وظلم الا ذكر الله عز وجل فأخبر بذلك عمه فخرج الى قريش فأخبرهم أن ابن أخيه قد قال كذا وكذا فان كان كاذبا خلينا بينكم وبينه وان كان صادقا رجعتم عن قطيعتنا وظلمنا ، قالوا:" قد أنصفت ، فأنزلوا الصحيفة فلما رأوا الأمر كما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ازدادوا كفرا الى كفرهم وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من الشعب ، قال ابن عبد البر بعد عشرة أعوام من المبعث ، ومات أبو طالب بعد ذلك بستة أشهر وماتت السيدة خديجة بعده بثلاثة أيام  وقد قاطعوا قبيلته وأهله ، واستخدموا الحرب النفسية ضده وضد أصحابه بالاضافة الى البطش والتنكيل ، فقد عرضوا عليه الاغراءات " ان اردت الملك جعلناك ملكا علينا ، وان أردت المال جعلناك أغنانا ، وان كان الذى تعانى منه مرض عالجناك " ، هكذا تصورا حسب عقولهم ، وذهب أشراف قريش الى أبى طالب قائلين له :" يا أبا طالب ان لك سنا وشرفا ومنزلة فينا ، وانا قد استنهيناك من ابن أخيك ، فلم تنهه عنا ، وانا والله لا نصبر على هذا من شتم آبائنا ، وتسفيه أحلامنا ، وعيب آلهتنا ، حتى نكفه عنا ، أو ننازله واياك فى ذلك ، حتى يهلك أحد الفريقين " ، ويبعث أبو طالب الى الرسول صلى الله عليه وسلم ويقول له :" يا ابن أخى ان قومك قد جاءونى وكلمونى فى أمرك ، فابق على وعلى نفسك ، ولا تحملنى من الأمر ما لا أطيق " ، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم يرد :" يا عم والله لو وضعوا الشمس فى يمينى والقمر فى يسارى ، على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته " ، فرد عليه :" قل ما أحببت فوالله لا أسلمك لشىء أبدا " .

وفى عام الحزن الذى توفيت فيه السيدة خديجة وعم الرسول صلى الله عليه وسلم أشتد الأذى للرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم ، فقد ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم يوما الى الكعبة واذا هو يطوف بها وثب اليه أشراف قريش وأحاطوا به يقولون :" أنت الذى تقول فى آلهتنا كذا وكذا " ، فيجيب فى هدوء :" نعم ، أنا أقول ذلك !  " ، فيأخذون بمجمع ثوبه وأبو بكر يتوسل اليهم وهو يبكى ويقول : " أتقتلون رجلا أن يقول ربى الله ؟ "

الهجرة للحبشة ( حق اللجوء السياسى ) .  أخرج ابن اسحاق عن أم سلمة أنها قالت :" لما ضاقت مكة وأوذى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفتنوا ورأوا ما يصيبهم من البلاء والفتنة فى دينهم وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لايستطيع دفع ذلك عنهم ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم فى منعة من قومه ومن عمه ، لايصل اليه شىء مما يكره ، ومما ينال أصحابه فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ان بأرض الحبشة ملكا لا يظلم أحد عنده فألحقوا ببلاده حتى يجعل الله لكم فرجا ومخرجا مما أنتم فيه " ، ووجههم مرتين الى الحبشة ، مرة فى السنة الخامسة ، فهاجر من المسلمين أثنا عشر رجلا وأربع نسوة منهم عثمان بن عفان وهو أول من خرج ومعه زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأقاموا فى الحبشة فى أحسن جوار فبلغهم أن قريشا أسلمت وكان هذا الخبر كاذبا فرجعوا الى مكة فلما بلغهم أن الأمر أشد مما كان رجع منهم من رجع ودخل جماعة فلقوا   من قريش أذى شديدا وكان ممن دخل عبد الله بن مسعود ، ثم أذن لهم فى الهجرة الثانية وهذه المرة فى السنة السابعة فهاجر من الرجال ثلاثة وثمانون رجلا ومن النساء ثمان عشرة أمرأة فأقاموا عند النجاشى على أحسن حال  ،حيث كان المسلمون مقدمين على أعظم مراحل الاضطهاد ومرحلة المقاطعة الشاملة ، وفى ذلك دلالة على مبلغ دقة الرسول صلى الله عليه وسلم فى توجيه أصحابه بالشكل الذى يحمون فيه ويأمنون ، ولم تسكت قريش فقد أرسلت وفدا الى النجاشى عمرو بن العاص وعبد الله بن الزبير المخزومى فى جماعة  ليسلمهم من عنده من المسلمين ، وتكون المواجهة بين وفد قريش والنجاشى والمسلمين ، ويقتنع النجاشى بعقيدة المسلمين عندما تتلى عليه سورة مريم ، ويحمى المسلمين عنده وصدق فيه قول الرسول صلى الله عليه وسلم ، واشتد أذاهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم فحصروه وأهله فى الشعب شعب أبى طالب ثلاث سنين وقيل سنتين .

وذهب الرسول صلى الله عليه وسلم الى الطائف ليدعو ثقيف الى الاسلام ، فأطلقوا عليه سفهاءهم وغلمانهم يقذفونه بالحجارة حتى أدميت قدماه ، وآوى الى بستان يحتمى بحائطه وناجى ربه :" اللهم اليك أشكو ضعف قوتى ، وقلة حيلتى وهوانى على الناس ..... " ، ونزل ملك الجبال قال:" يا محمد أمرنى ربى أن أكون طوع ارادتك لو شئت لأطبقت عليهم الأخشبين أى الجبلين " ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم :" لا يا أخى اللهم أهد قومى فانهم لا بعلمون ، أرجوا أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا " متفق عليه عن عائشة رضى الله عنها ، وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال :" قيل يا رسول الله ادع على المشركين " ، قال:" انى لم أبعث لعانا ، وانما بعثت رحمة " رواه مسلم ، واستمر الرسول صلى الله عليه وسلم يعرض الاسلام على القبائل ، فذهب الى " كندة " و"بنى حنيفة " و"بنى عامر " ، وكان أبو لهب يتجه قائلا للناس :" لا تصدقوه ، انما يدعوكم الى الضلال !

استمر الرسول صلى الله فى دعوته بمكة عشر سنوات ، حتى قابل أهل المدينة ودعوه الى زيارتهم والانتقال اليهم لينشر دعوته ، وكان قرار الهجرة ، ولم تسكت قريش فجهزت من كل قبيلة فتى ليقتلوه ويتفرق دمه بين القبائل فلا يستطيع بنو هاشم المطالبة بدمه ، ويحثو على رؤوسهم التراب وهو متوجه الى المدينة حتى تبدا المرحلة الثالثة من نشأة الدولة الاسلامية بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم .

No comments:

205- ] English Literature

205- English Literature Charles Dickens  David Copperfield David Copperfield's life mirrors much of Dickens'life . Dickens had b...