Grammar American & British

Wednesday, July 8, 2020

غزوة مؤتة وفتح مكة -اصطفاء الله لنبيه محمد صلعم ( 19 )

اصطفاء الله لنبيه محمد صلعم ( 19 ) 

                                                غزوة مؤته .  

 بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتبه ، فبعث الحرث بن عمير الأزدى - احد بنى لهب بكتابه الى الشام الى ملك الروم أو بصرى ، فعرض له شرحبيل بن عمرو الغسانى فأوثقه ربطا ثم قدمه فضرب عنقه ، ولم يقتل لرسول الله صلى الله عليه وسلم غيره فاشتد ذلك عليه حين بلغه الخبر ، وجهز جيشا قوامه ثلاثة آلاف استعمل عليه زيد بن حارثة ، وقال :" ان أصيب فجعفر بن أبى طالب ، فان أصيب فعبد الله بن رواحة ثم مضوا حتى نزلوا معان فبلغ الناس أن هرقل بالبلقاء فى مائة ألف من الروم وانضم اليهم مائة ألف من لخم وجذام وبلقين وبهرا وبلى ، فلما بلغ لك المسلمين أقاموا على معان ليلتين ينظون فى أمرهم فقالوا :" نكتب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنخبره بعدد عدونا ، فأما أن يمدنا بالرجال وأما أن يأمرنا بأمره ونمضى " ، ولكن عبد الله بن رواحة قال :" يا قوم والله ان الذى نكرهون للتى تطلبون الشهادة وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة ، ما نقاتلهم الا بهذا الدين الذى أكرمنا به الله فانطلقوا ، وانما هى احدى الحسنيين ، اما ظفر واما شهادة " ، فمضى الناس حتى اذا كانوا بتخوم البلقاء لقيتهم الجموع بقرية يقال لها مشارف فدنا العدو وانحاز المسلمون الى مؤتة فكانت غزوة مؤتة بأدنى البلقاء من أرض الشام وكانت فى جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة ، وقتل كل من شحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لحمل الراية حتى أخذها خالد بن الوليد فاستطاع أن يكر على جيش الروم على كثرة عدده وعاد بالجيش الى المدينة سالما ، لما دنا جيش المسلمين من دخول المدينة عائدا من غزوة مؤتة تلقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون ، ولقيهم الصبيان يشتدون ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم مقبل مع القوم على دابة فقال :" خذوا الصبيان فاحملوهم واعطونى ابن جعفر فأتى بعبد الله بن جعفر فأخذوه فحمله بين يديه ، وجعل الناس يحثون التراب على الجيش ويقولون :" يا فرار فى سبيل الله " ، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم :" ليسوا بالفرار ولكنهم الكرار ان شاء الله ! " وذلك عن عروة بن الزبير حسب رواية ابن اسحاق .

                                                     فتح مكة .

   كان سنة ثمان هجرية لعشر مضين من رمضان ، وكان سبب ذلك أن بنى بكر بن عبد مناة بن كنانة عدت على خزاعة ، وهم حافاء المسلمين ، وهم على ماء يقال له الوقير فقتلوا منهم ، وأعانت قريش بنى بكر بالسلاح وقاتل معهم من قريش من قاتل مستخفيا ليلا وكان منهم صفوان بن أمية وحويطب بن عبد العزى ومكرز بن حفص ، حتى حازوا خزاعة الى الحرم ، فتوجه عمرو بن سالم الخزاعى حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فوقف عليه وهو جالس فى المسجد بين أصحابه وأنشده قصيدة يطلب فيها المناصرة منها هذه الأبيات :

ان قريشا أخلفوك الموعدا   *ونقضوا ميثاقك المؤكدا

وجعلوا لى فى كداء رصدا  * وزعموا أن لست تدعوا أحدا

وقتلونا ركعا سجدا .

يقول :" قتلنا وقد أسلمنا " ، فقال سول الله صلى الله عليه وسلم :" نصرت يا عمرو بن سالم " ، ثم خرج بديل بن ورقاء فى نفر من خزعة حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه بما أصيب فيهم وبمظاهرة قريش بنى بكر ثم رجعوا الى مكة ، وبعثت قريش أبى سفيان بن حرب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشد العقد ويزيد فى المدة ، وقد رهبوا الذى صنعوا ، فتوجه أبو سفيان الى ابنته أم حبيبة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المدينة فلما ذهب ليجلس على فراش سول الله صلى الله عليه وسلم طوته عنه وقالت :" هو فراش سول الله صلى الله عليه وسلم وأنت مشرك نجس " ، ثم خرج حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه فلم يرد عليه شيئا ، وتوجه الى أبى بكر رضى الله عنه أن يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :" ما أنا بفاعل " ، فكلم عمر رضى الله عنه فقال :" أنا أشفع لكم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فو الله لو لم أجد الا الذر لجاهدتكم " ، ثم جاء الى على بن أبى طالب رضى الله عنه فقال له :" يا أبا سفيان والله لقد عزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمر ما نستطيع أن نكلمه فيه " ، ورجع أبو سفيان الى مكة ، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجد والتجهيز لبلوغ مكة وقال :" اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبعثها فى بلادها " ، وأخبر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بأمر حاطب بن أبى بلتعة الذى أرسل امرأة ومعها كتاب الى قريش يخبرها بمسير الرسول صلى الله عليه وسلم الى مكة ، حيث وصله خبر من السماء فبعث عليا والزبير فى اثرها وفتشاها فلم يجدا معها شيئا ولكن عليا قال لها :" أحلف بالله ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا كذبنا لتخرجن الكتاب أو لنجردنك " ، فلما رأت الجد استخرجت الكتاب من شعرها ، وأحضر رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطب فقال عمر رضى الله عنه :" دعنى يا رسول الله أضرب عنقه " ، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :" انه شهد بدرا وما يدريك يا عمر لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال :" اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم " ، فذرفت عينا عمر وقال :" الله ورسوله أعلم " .

مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صائم والناس صيام حتى نزل مر الظهران ومعه عشرة آلاف وعمى الله الأخبار عن قريش ، وكان العباس قد خرج بأهله وعياله مسلما مهاجرا فلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجحفة ولقيه أبو سفيان بن الحرث وعبد الله بن أبى أمية لقياه بالأنواء وهما ابن عمه وابن عمته فأعرض عنهما لما كان يلقاه منهما من شدة الأذى والهجو فقالت له أم سلمة :" لا يكن ابن عمك وابن عمتك أشقى الناس بك " ، وقال أبو سفيان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما قاله أخوة يوسف ليوسف :" تا الله لقد آثرك الله علينا وان كنا لخاطئين " ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين " ، وحسن اسلامه بعد ذلك ويقال أنه ما رفع رأسه الى رسول الله صلى الله علي وسلم منذ أسلم حياءا منه ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه وشهد له بالجنة ، ولما حضرته الوفاة قال :" لا تبكو على فوالله ما نطقت بخطيئة منذ أسلمت " .

وعندما أسلم أبو سفيان بن حرب وخرج وقابل رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد شهادة الحق قال العباس لرسول الله صلى الله عليه وسلم :" ان أبا سفيان رجل يحب الفخر فاجعل له شيئا " ، قال :" نعم من دخل دار أبى سفيان فهو آمن ، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ، ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن " ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" اليوم يوم تعظم فيه الكعبة ، اليوم يوم أعز الله فيه قريشا " ، وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل مكة من أعلاه وضرب له هنالك قبة ، وأمر خالد بن الوليد أن يدخلها من أسفلها ، وبعث الزبير على احدى المجنبتين ، وبعث أبا عبيدة بن الجراح على الحسر ، ونهض رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن التقوا به بالصفا وركزت راية رسول اللهصلى الله عليه وسلم بالحجون والمهاجرون والأنصار بين يديه وخلفه وحوله حتى دخل المسجد الحرام فأقبل الى الحجر ألسود فاستلمه ثم طاف بالبيت وفى يده قوس وحول البيت 360 صنما فجعل يطعنها بالقوس ويقول :" جاء الحق وزهق الباطل ، ان الباطل كان زهوقا ، جاء الحق وما يبدىء الحق وما يعيد " ، والأصنام تتساقط على وجوهها ، وكان طوافه على راحلته ولم يكن محرما فاقتصر على الطواف ، فلما أكمله دعا عثمان بن طلحة فأخذ منه مفتاح الكعبة فأمر بها ففتحت فدخلها فرأى فيها الصور ، ورأى صورة ابراهيم واسماعيل يستقسمان بالأزلام فقال :" قاتلهم الله ، والله لن استقسما بها قط " ، وعندما فتح باب الكعبة وقريش ملآت المسجد صفوفا ينتظرون ماذا يصنع ، وألقى خطبة قصيرة وقال :" يا معشر قريش ما ترون أنى فاعل بكم ؟ " ، قالوا:" خيرا أخ كريم وابن أخ كريم " ، قال :" فانى أقول لكم كما قال يوسف لاخوته " لاتثريب عليكم اليوم ، اذهبوا فأنتم الطلقاء " ، وأعطى عثمان بن طلحة مفتاح الكعبة وقال له :" خذوها خالة تالدة لا ينزعها منك الا ظالم " ، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا أن يصعد فيؤذن على الكعبة ، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار أم هانىء بنت أبى طلب فاغتسل وصلى ثمان ركعات فى بيتها – صلاة الفتح ، وكان أمراء الاسلام اذا فتحوا حصنا أو بلدا صلوا عقيب الفتح هذه الصلاة اقتداءا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولما كان الغد من يوم الفتح قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الناس خطيبا وقال :" أيها الناس ! ان الله حرم مكة يوم خلق السموات والأرض فهى حرام بحرمة الله الى يوم القيامة فلا يحل لأمرىء يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك فيها دما أو يعضد بها شجرة " .

وفى سنة تسع هجرية كما قال جعفر فرضت الصدقات حسب الآية " خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم ان صلواتك سكن لهم والله سميع عليم " التوبة 103  ، وفرق رسول الله صلى الله عليه وسلم عماله على الصدقات ، وعن عبد الله بن أبى بكر قال :" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعث أمراءه وعماله على الصدقات على كل ما أوطأ الاسلام من البلدان ، فبعث المهاجر  أبى أمية بن المغيرة الى صنعاء ، وبعث زياد بن لبيد أخا بنى بياضة الأنصارى الى حضرموت ، وبعث عدى بن حاتم على صدقة طىء وأسد ، وبعث مالك بن نويرة على صدقات بنى حنظلة ، وبعث العلاء بن الحضرمى على البحرين ، وبعث على بن أبى طالب الى نجران ليجمع صدقاتهم ويقدم عليه بجزيتهم .

No comments:

214- ] English Literature

214- ] English Literature D. H. Lawrence Summary D.H. Lawrence (1885-1930)  is best known for his infamous novel 'Lady Chatterley'...