Grammar American & British

Thursday, July 9, 2020

الأخلاق النبوية اصطفاء الله لرسوله محمد صلعم ( 25 )

اصطفاء الله لرسوله محمد صلعم ( 25 ) 
الأخلاق النبوية .
ما المقصود بالأخلاق ؟
كما ورد فى المعجم الوجيز " فان الخلق حال للنفس راسخة تصدر عنها الأفعال من خير أو شر من غير حاجة الى فكر وروية ، والجمع أخلاق " .وعن النبى صلى الله عليه وسلم قال " البر حسن الخلق " رواه مسلم ، والبر كما نعرف هو لفظ شامل لكل أعمال الخير ، وحسن الخلق هو حسن الخلق مع الله ، ومع عباد الله ، ومع من خلق الله ، فحسن الخلق مع الله أن تتبع ما أمر به من عبادات وغيرها وأن تنتهى عما نهى الله عنه ، وأما حسن الخلق مه عباد الله ومع خلق الله فهو حسن التعامل معهم ، وموضوع الأخلاق النبوية واسع يحتاج الى كتب ، ولكن ينتحدث عن بعض الأخلاق النبوية فى التعامل والصفات الحسنة .كان النبى صلى الله علسه وسلم أحسن الناس خلقا وأكرمهم وأتقاهم , فقد قال القرآن الكريم يمتدح النبى صلى الله عليه وسلم " وانك لعلى خلق عظيم " القلم 4 ، وفى سورة آل عمران " فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم " آل عمران 159 ،وفى سورة الأنبياء " وما أرسلناك الا رحمة للعالمين " الأنبياء 107  .ووردت أحاديث كثيرة عن خلق النبى صلى الله عليه وسلم ، فعن صفية بنت حيى رضى الله عنها قالت " ما رأيت أحسن خلقا من رسول الله صلى الله عليه وسلم " رواه الطبرانى فى الأوسط باسناد حسن ، ولما سئلت السيدة عائشة رضى الله عنها عن خلق النبى صلى الله عليه وسلم قالت " كان خلقه القرآن " صحيح مسلم ، وعن عائشة رضى الله عنها قالت " كان صلى الله عليه وسلم يقول " اللهم كما أحسنت خلقى فأحسن خلقى " رواه أ حمد ورواته ثقات .وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال "كان النبى صلى الله عليه وسلم يدعو فيقول " اللهم انى أعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق " رواه أبو داود والنسائى .
أخلاق النبى صلى الله عليه وسلم مع أهله :
كان النبى صلى الله عليه وسلم خير الناس وخيرهم لأهله ، وخيرهم لأمته ، حيث قال " خيركم ، خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلى " سنن الترمذى ، ومن كريم أخلقه مع أهله وزوجته أنه كان يحسن اليهم ويتلطف اليهم ويتودد اليهم ، فكان يمازح أهله ويلا طفهم ، فكان من شأنه أن يرقق اسم عائشة رصى الله عنها ، كان يقول   لها "يا عائش " ، ويقول لها "يا حميراء " ، حيث كان وجهها يميل الى الحمرة ، وكان يكرمها بأن يناديها باسم أبيها بأن يقول لها " يا أبنة الصديق " .
عن الأسود قال " سألت عائشة ما كان النبى صى الله عليه وسلم يصنع فى بيته ؟ قالت " كان يكون فى مهنة أهله( أى خدمتهم ) فاذا حضرت الصلاة يتوضأ ويخرج الى الصلاة " رواه مسلم والترمذى ، وقد روى أنه   صلى الله عليه وسلم وضع ركبته لتضع عليها زوجته صفية رضى الله عنها رجاها حتى تركب على بعيرها " رواه البخارى ، ومن دلائل شدة احترامه وحبه لزوجته السيدة خديجة رضى الله عنها أنه كان ليذبح الشاة ثم يهديها الى خلائلها ( أى صديقاتها ) وذلك بعد مماتها .ن وكان النبى صلى الله عليه وسلم يعدل بين نسائه ويتحمل ما يقع من بعضهن مثل ما كان يقع من السيدة عائشة من غيرة .
أخلاق النبى صلى الله عليه وسلم مع الأطفال :
عن أنس رضى الله عنه قال " كان النبى صلى الله عليه وسلم يمر بالصبيان فيسلم عليهم " رواه البخارى , واللفظ له ومسلم ، وكان النبى صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الصبى فيسرع فى الصلاة مخافة أن تفتتن أمه .
وكان النبى صلى الله عليه وسلم يحمل ابنة ابنته أمامة بنت زينب وهو يصلى بالناس ، اذا قام حملها واذا     سجد وضعها ، و جاء الحسن والحسين وهما ابنا ابنته اليدة فاطمة رضى الله عنها وهو يخطب الناس فجعلا يمشيان ويعثران فنزل من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه ثم قال قول الله تعالى فى القرآن " واعلموا      أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم " الأنفال 28 ، نظرت الى هذين الصبيين يمشيان فيعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثى ورفعتهما .
أخلق النبى صلى الله عليه وسلم مع الخدم :
كان الرسول صلى الله عليه وسلم لطيفا رحيما ، ولم يكن صخابا فى الأسواق ، ولايجزى السيئة بالسيئة ،     ولكن يعفو ويصفح ، عن أنس رضى الله عنه قال " خدمت النبى صلى الله عليه وسلم عشر سنين ، والله           ما قال لى أف قط ، ولا قال لشىء لم فعلت كذا أو هلا فعلت كذا " رواه الشيخان وأبو داود والترمذى .
عن عائشة رضى الله عنها قالت " ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما ولا امرأة ، ولا ضرب       بيده شيئا قط الا أن يجاهد فى سبيل الله " رواه ما لك والشيخان وأبو داود ، وعن عائشة رضى الله عنها     قالت " ما خير رول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط الا أخذ أيسرهما ، ما لم يكن اثما ، فان كان اثما   كان أبعد الناس منه ، وما أنتقم صلى الله عليه وسلم لنفسه قط الا أن تنتهك حرمة الله فينتقم " .
من صفات النبى صلى الله عليه وسلم .
رحمة النبى صلى الله عليه وسلم :
قال تعالى " وما أرسلناك الا رحمة للعالمين " الأنبياء 107 ، وعندما قيل للنبى صلى الله عليه وسلم أدع على المشركين قال صلى الله عليه وسلم " انى لم أبعث لعانا ، وانما بعثت رحمة " رواه مسلم .
قال الرسول صلى الله عليه وسلم " اللهم انما أنا بشر فأى المسلمين سببته أو لعنته فاجعلها له زكاة وأجرا "        رواه مسلم ، وكان من دعاء النبى صلى الله عليه وسلم " اللهم من ولى من أمر أمتى شيئا فشق عليهم ، فاشق      عليه ،   ومن ولى من أمر أمتى شيئا فرفق بهم لإارفق به " ز ، وقال صلى الله عليه وسلم " هل ترزقون      وتنصرون الا بضعافكم " رواه البخارى . ، وقال النبى صلى الله عليه وسلم " الراحمون يرحمهم الله ، ارحموا         من فى الأرض يركمكم من فى السماء " رواه الترمذى وصححه الألبانى .
تواضع النبى صلى الله عليه وسلم :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجيب دعوة الغنى والفقير ، ويعود المرضى فى أقصى المدينة ، ويقبل  عذر  المعتذر ، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم " آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد " رواه أبو يعلى      وحسنه الألبانى ، وقال صلى الله عليه وسلم " لو أهدى الى كراع لقبلت ، ولو دعيت عليه لأجبت " رواه الترمذى وصححه الألبانى , وكان صلى الله عليه وسلم يحذر من الكبر فقال " لا يدخل فى الجنة من كان فى قلبه مثقال ذرة     من كبر " رواه مسلم ، ومن تواضعه صلى الله عليه وسلم أنه كان يجيب الدعوة ولو الى خبز الشعير ، ويقبل     الهدية ، فعن أنس رضى الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم يدعى الى خبز الشعير والاهالة السنخة فيجيب "     رواه الترمذى فى الشمائل – والاهالة البخة هى الدهن الجامد المتغير الريح من طول المكث ، وعن أبى أمامه    الباهلى قال " خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متوكئا على عصا فقمنا اليه فقال " لاتقوموا كما يقوم  الأعاجم  يعظم بعضهم بعضا " رواه أبو داود وأبن ماجه واسناده حسن .
 زهد النبى صلى الله عليه وسلم :
كان الرسول صلى الله عليه وسلم أزهد الناس فى الدنيا وأرغبهم فى الآخرة، خيره الله تعالى بين أن يكون ملكا نبيا     أوأن يكون عبدا نبيا فاختار أن يكون عبدا نبيا ، كان ينام على الفراش تارة ، وعلى الحصير تارة ، وعلى الأرض     تارة ، وعلى السرسر تارة بين رماله، وتارة على كساء أسود، قال أنس بن مالك رضى الله عنه" دخلت على النبى صلى الله عليه وسلم وهو على سرير مزمول بالشريط ، وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف ، ودخل عمر رضى الله عنه وناس من الصحابة فانحرف النبى صلى الله عليه وسلم فرأى عمر أثر الشريط فى جنبه فبكى ، فقال النبى صلى   الله عليه وسلم " ما يبكيك يا عمر " ، قال " وما لى لا أبكى وكسرى وقيصر يعيشان فيما يعيشان فيه من الدنيا    وأنت على الحال الذى أرى " ، فقال " يا عمر أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة " ، قال " بلى " ، قال         " هو كذلك " .
صبر النبى صلى الله عليه وسلم :
كان النبى صلى الله عليه وسلم يصبر على الأذى فيما يتعلق بحق نفسه ، وكانت شدته من الكفار والمنهكين لحدود     الله ، ومن صبره على الأذى أنه جاءه ملك الجبال يقول " يا محمد ان شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ( أى الجبلين وهما جبلا أبو قبيس وقعيقعان بمكة ) ، فقال النبى صلى الله عليه وسلم " بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من    يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا " .
الخاتمة :
يجب علينا أن نتبع أخلاق النبى صلى الله عليه وسلم ونطيعه ، يقول تعالى " ومن يطع الله والرسول فأولئك  مع    الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا * ذلك الفضل من الله وكفى     بالله عليما " سورة النساء 69 – 70 ، وقال تعالى " لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله   واليوم الآخر وذكر الله كثيرا " الأحزب 21 ، ، وقال صلى الله عليه وسلم " ان من أحبكم الى وأقربكم منى مجلسا    يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا " ، وفى الصحيحين عن النبى صلى الله عليه وسلم قال " ان من خياركم أحسنكم خلقا " ، وقال صلى الله عليه وسلم " ما من شىء أثقل فى ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن ، وان الله يبغض الفاحش البذىء " ، وقال صلى الله عليه وسلم " أكمل المؤمنين ليمانا أحسنهم خلقا ، وخياركم خياركم لأهله " وفى رواية      ( لنسائهم ) ، وقال صلى الله عليه وسلم " ان هذه الأخلاق من الله تعالى فمن أراد الله به خيرا منحه خلقا حسنا " ، وقال صلى الله عليه وسلم " ان الخلق الحسن يذيب الخطايا كما يذيب الماء الجليد " .

No comments:

205- ] English Literature

205- English Literature Charles Dickens  David Copperfield David Copperfield's life mirrors much of Dickens'life . Dickens had b...