Grammar American & British

Saturday, June 26, 2021

زيجات الرسول صلى الله عليه وسلم -مقدمة عن التعدد ( 1 )

زيجات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم 

1 ) مقدمة عن التعدد  


ان ا
لحاقدين على الاسلام بكل أشكالهم لا يكيلون الاتهامات الا لرسول الله ﷺ لتشويه صورته فى عقول السذج من المسلمين ليتهاونوا فى دينهم أو يرتدوا عنه ولكى يكره العالم الاسلام ويبتعد عنه ولا يخفى علينا فى الوقت الحاضر الحملات التى يشنها أعداء الاسلام من خلال القنوات الفضائية والحروب التى تشن لابادة المسلمين فى كل مكان ، وينتهز هؤلاء الحاقدون الفرص ليرتد المسلمون عن دينهم وبخاصة فى عالم كثر فيه جهل المسلمين بدينهم وهناك الكثير من الأساليب التى تستغل وليس مجالها هنا وما يهمنا هو الموضوع الذى بين أيدينا وهو تشويه صورة الرسول ﷺ من خلال اتهامه بأنه مزواج وشهوانى لتعع زيجاته وكان ذلك هو شغله الشاغل وليس رسول حمل رسالة من ربه لاصلاح حال البشرية التى كانت تغص فى الجاهلية والتى عادت فى عصرنا الحالى لتغص فى جاهلية أشد سوادا ، جاهلية كلها شهوات وجرائم وقتل وحروب وهمجية من يرتكبوها يتهمون غيرهم لأن لهم السيطرة على العالم من خلال وسائل الاعلام والاتصال التى تنتشر وتبلغ ما يريدون فلابد للعالم أن يستيقظ من هذا الظلام ويزيح هذا الكابوس وتلك الغشاوة عن أعينه ، وسوف أحاول فى هذه الصفحات القليلة أن أزيل هذه الغشاوة على الأقل من قلوب المسلمين وهم المستهدفون فى المقام الأول ، قبل أن نناقش موضوعنا لابد أن تكون هناك وقفة لبحث بعض الأمور وهى : مفهوم الزواج وفائدته ، ووضعيته فى الماضى والحاضر ، وتعدده وحكم التعدد ، ةهل يفترض أن تكون هناك زوجة واحدة هو الوضع السائد وأن خلاف ذلك يكون نقيصة ؟

قبل أن نناقش الاتهامات التى يوجهها أعداء الاسلام الى الرسول الكريم ﷺ وكلها اتهامات باطلة لتشويه شخصه الكريم ﷺ ةتشويه العقيدة الاسلامبة من خلال تعدد زوجاته ثم نمضى لنستكمل الموضوع .

الحكمة من خلق الانسان

ان الحكمة من خلق الانسان من نسل آدم أن تكون على الأرض خليفة تعبد الله وتكون لها طبيعة مختلفة ، وقد خلق الله الملائكة والجان من قبل ، يقول الله تعالى " وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون " وفى آية أخرى " واذ قال ربك للملائكة انى جاعل فى الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال انى أعلم ما لاتعلمون " البقرة 30 وفى سورة النساء " يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء--- " النساء 1

وتمضى الآيات القرآنية على هذا النحو ، فلابد أن يكون للانسان خليفة تخلفه حتى يوم القيامة ، ولا تكون هذه الخليفة الا من خلال الزواج أو النكاح ، وهذه هى طبيعة الانسان على خلاف طبيعة الملائكة فهم منخلوقات نورانية تسبح الله وتعبده وتنفذ أوامره ، وعكس الجان المخلوق من مارج من نار " وخلق الجان من مارج من نار " الرحمن 15 ، فالانسان له طبيعتة الأرضية وهو مخلوق من أديم الأرض أو تراب الأرض كما قال تعالى " خلق الانسان من صلصال كالفخار " الرحمن 14 وجعل الله سلالته من ماء مهين يخرج من بين الصلب والترائب " فلتنظر الانسان مما خلق * خلق من ماء دافق * يخرج من بين الصلب والترائب " الطارق 5 – 7 ، اذن لابد من علاقة بين الذكر والأنثى لتنكون هناك خليفة ، وهذه العلاقة لابد أن تكون منظمة من خلال الزواج حتى لا تضيع الانساب ، وهذا الفرق بين الانسان والحيوان ، وما يميز الانسان عن الحيوان ، وجعل الله المرأة هى التى يخلق فى رحمها الذرية ، وجعل الرجل مجرد طرف ينتهى ينتهى دوره فى عملية الخلق عند حدوث الحمل ، فالمرأة هى التى عليها الدور الأساسى فى حدوث الحمل ونشأة الذرية .

الزواج والتعدد هو أساس نشأت البشرية

ولكى تكون هناك ذرية أو خليفة على الأرض لابد أن يكون هناك زوج واحد حتى لا تختلط الأنساب وتتفكك الروابط وتختلط الأمور ، وهذه هى الحكمة من عدم تعدد الأزواج ، يمكن أن يكون الرجل مسؤولا عن عدد كبير من الأبناء ومعروف أنه هو الأب لهم من خلال علاقته بالأنثى أو مجموعة الاناث ، وحتى فى المخلوقات الأخرى كالكلاب والقطط وغيرها يمكن أن يتم التلقيح من عدة ذكور و يحدث الحمل ويتعدد شكل الخلفة الناتجة ، فهذا يجوز فى عالم الحيوان ، ويقول تعالى فى القرآن الكريم " يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم ان الله عليم خبير " الحجرات 13 ، ونحن نعرف أن الشعوب والقبائل لا تكون من ذكر وأنثى ولكن من ذكور وأناث ولكن الآية تؤكد أصل الانسان من آدم وحواء فى بداية الخلق واستمرار عملية الخلق من ذكر وأنثى ، واللفظ هنا ممكن أن يكون مقصور أو مطلق ، فالآية لم تقل خلقناكم من آدم وحواء ولكن من ذكر وأنثى ، وفى سورة النساء " يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء –" وهنا الاشارة الى النفس الواحدة وهى آدم الذى هو أصل الخلق وينسبون اليه " يابنى آدم "

نستنتج من ذلك كله أنه لابد أن يكون هناك زواج حتى تكون هناك ذرية وأن الأنثى هى الاساس وأن الذكر مجرد وسيلة ليكون هو المسؤول والراعى لهذه الذرية ، فهو المكلف بالسعى والجرى وراء الرزق ، والمرأة فى المقام الأول هى التى تربى هذه الذرية التى تولد ضعيفة ، وحتى قبل أن تولد تحتاج الى عناية خلال فترة الحمل لابد أن توفرها لها الأم حتى تولد وبعد الميلاد يأتى دور الرضاعة والاطعام حتى تشب وتكبر ، اذن دور المرأة خلال هذه الفترة التى تمتد الى ثلاث سنوات حمل ورضاعة مع كل مولود هو الأساس ، ولا يتم الاكتفاء بمولود ولكن العملية مستمرة ، وتستمر الأم فى الحمل والرضاعة ورعاية الأطفال والأسرة طوال عمرها ، واستمر حال البشرية منذ خلق آدم، وفى مهد البشرية بصورة خاصة احتاج العالم الى ذرية تعمره فتعدد الزواج دون رابط ، ولايمكن أن يتعدد الا اذا كان عدد الاناث أكبر من عدد الذكور وهذا أمر طبيعى لأن الرجل هو الذى كان يتعرض للمخاطر أثناء سعيه على الرزق وتنزل الكوارث الطبيعية التى يروح ضحيتها أعداد كبيرة من البشر ، وكذلك عند نشوب الحروب بين البشر كان المحاربون والجيوش من الرجال ، كل هذه العوامل جعلت عدد الاناث هو الأكبر ، بالاضافة لعامل التركيبة السكانية ، من الممكن أن يميل الى مصلحة الاناث ، وهناك فى عصرنا الحالى دول تشكو من كثرة عدد الاناث ، هذا العدد الفائض من النساء لابد أن يكون له أزواج ترعاه ، اذن لابد من تعدد وغير محدود لأن البشر على الأرض عدده قليل ، ولا ننسى دور الأمراض التى كانت تحصد الكثير من البشر ، فالسئد اذن هو التعدد وهو العرف ، ما عدا ذلك فهو استثناء ، وليس ذلك نقيصة وأمر سلبى ، وينظم ذلك الزواج حسب شرع الله فى المجتمعات المتحضرة وبخاصة عند نزول الرسالات السماوية ، ولم يبدأ عدد البشر فى الزيادة الا بعد مرور الآلاف من السنين ، والاسلام

هو الذى بدأ بالتحديد فأنزل الله أية التحديد فى القرآن الكريم وحدد عدد الزوجات بأربع فلم يكن هناك عدد محدد قبل ذلك ، وترك الله التعدد بعد أن حدد وأصبح مشروطا ، والاسلام يبيح ولكن يضع الشروط بحيث يكون هناك ميزان وسطى للعدل وهذا الأمر له حكمة ليس محلها هذا البحث ، وترك الله التعدد لأن أوضاع البشر على الأرض تتبدل وتتغير والبشر مثلا معرضون لكوارث تخل بالتركيبة السكانية ، كما أن هناك مجتمعات بها التركيبة السكانية غير متوازنة ، أى ممكن أن يكون عدد الاناث فى المجتمع أكبر من عدد الذكور ، وهنا يجب اعادة التوازن ، وحكمة التشريع الآلهى لا يعلمها الا خالق الكون ، أما الانسان فى أحيان كثيرة يجانبه الصواب فى التفكير ، كما أنه لا يفكر الا فى اللحظة التى هو فيها أوالعصر الذى هو فيه ويبنى الأحكام التى ربما تصلح فى فترة ولا تصلح فى أخرى ، ولا يمكن أن تصلح فى كل الأحوال ، وهذا هو الفرق بين التشريع الآلهى والتشريع البشرى ، فكم من القوانين التى تصدر ! وكم من القوانين التى تتغير ! فكيف يمكن الحكم على قانون كان صالحا فى فترة وفى مجتمع ما لنحكم عليه بأحكام نضعها نحن ، اذن لابد أن نرجع عند الحكم على الأمور الى صلاحيتها فى عصرها وحكمتها فى عصرها ونربطها بعصرها وكذلك نربطها بظروفها المحيطة بها وليس بظروفنا نحن حتى تكون الأحكام صحيحة .

تعدد زواج البشر والرسل حسب العهد القديم للنصارى

يشير العهد القديم فى الكتاب المقدس لدى النصارى الى تعدد الزوجات والى وجود المحظيات بالنسبة للبشر ويمضى لأمور تصل الى حد اقامة علاقة تصل الى الزنى وليس محلها هنا ، وهذا بحث آخر ، فعلى سبيل المثال يتحدث العهد القديم فى كتاب الملوك الأول عن سيدنا سليمان عليه السلام فى " شيخوخة داود " فيقول " وأولع سليمان بنساء غريبات كثيرات فضلا عن ابنة فرعون " زوجته " ، فتزوج نساء موابيات وعمونيات وأدوميات وصيدونيات وحثيات ، وكلهن من بنات الأمم التى نهى الرب بنى اسرائيل عن الزواج منهن قائلا لهم " لا تتزوجوا منهم ولا هم منكم لأنهم يغوون قلوبكم وراء آلهتهم ، ولكن سليمان التصق بهن لفرط محبته لهن ، فكانت له سبعمائة زوجة ، وثلثمائة محظية ، وانحرفن بقلبه عن الرب " .

هذا ذكر عن سيدنا سليمان عليه السلام وهناك الكثير الذى ذكر عن غيره من الأنبياء والرسل الذى يحتاج الى بحث منفصل ولم يعرف التحديد ، فكن الرومان يتزوجون بأكثر من واحدة ويتحدث التاريخ عن العلاقات مع المحظيات وسبايا الحروب ، والنصرانية لم تحدد حتى تدخلت الكنيسة فى الأمر ونشأت الرهبنة ونشأ ما عرف بالزواج الكنسى الكاثوليكى والأرثوذكسى والذى لا يبيح الطلاق وهناك مذاهب من النصرانية تختلف فى العلل التى تبيح الطلاق ، وهناك من النصارى من يغير مذهبه حتى يستطيع الطلاق أو الزواج مرة أخرى ، والمجتمعات الآوربية تتعامل بالقانون المدنى الذى يبيح الطلاق وتعتبر الكنيسة ذلك نوع من الزنا ، وعدم اباحة الطلاق أو التعدد أدى الى انتشار الزنا والعلاقات السرية والخفية لأن ذلك مخالف للطبيعة البشرية ، وانطلقت المجتمعات الأوربية والأمريكية لتسمح بوجود العلاقات الاباحية والزواج المثلى بحجة حرية الفكر وانتشر الالحاد والفلسفات والمسالك الغريبة بحجة حرية الفكر ، وذلك ليس له وجود فى حال الاسلام الذى يتماشى مع الطبيعة والفطرة البشرية " فطرة الله التى فطر الناس عليها لاتبديل لخلق الله " ويقول الرسول ﷺ " لا تشددوا فيشدد عليكم " ، فلاسلام أباح الحلال وأكثر من أبوابه ، وفى القرآ، " قل من حرم زينة الله الت أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هى للذين آمنوا فى الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون " الأعراف 32 ، فى نفس الوقت شدد الاسلام على التحريم حتى يحمى المجتمع كما قال " قل انما حرم ربى الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغى بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون " الأعراف 33 ، والاسلام لا يحاسب الا بعد استيفاء الحجة واعطاء العذر فى كل العبادات والتشريعات ولا يشدد بحيث لا يكون هناك مسلك شاذ أو أن يكون هناك حرج يقول القرآن الكريم " ما جعل عليكم فى الدين من حرج ملة أبيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين " ،والاسلام هو الدين الوسط فى كل شىء ، والرسول ﷺ لا ينفصل عن ذلك فهو الرسول المبلغ عن ربه المطيع له كما سنناقش ذلك .  


No comments:

214- ] English Literature

214- ] English Literature D. H. Lawrence Summary D.H. Lawrence (1885-1930)  is best known for his infamous novel 'Lady Chatterley'...