Grammar American & British

Saturday, June 26, 2021

زيجات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم - زوج الرسول بالسيدة خديجة ( 2 )

 زيجات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم 


2- ) زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بالسيدة خديجة 

زيجات الرسول ﷺ وحكمة تعددها .

زواج الرسول ﷺ من السيدة خديجة رضى الله عنها :

من الثابت أنه فى أعراف البشر قديما الزواج المبكر وبخاصة فى المجتمع الجاهلى بمجرد البلوغ رغبة فى استكثار العدد وبخاصة البنين ليكونوا للقبيلة عزا ومنعة من القبائل ، ومن الثابت أيضا عن الرسول ﷺ اشتهاره بالاستقامة والتعفف من الفاحشة والتصرف الشائن الحرام رغم وجود الزانيات فى المجتمع الجاهلى والقينات والخمر والمعازف وكانت للبغايا بيوت يستقبلن فيها الزناة ويضعن عليها رايات ليعرفها طلاب المتعة الحرام ، ويروى فى ذلك أن بعض أترابه الشباب أخذوه ذات يوم الى أحد مواقع المعازف واللهو فغشاه الله بالنوم فما أفاق منه الا حين أيقظه أترابه للعودة الى دورهم ، وحتى حين بلغ الخامسة والعشرين كانت مبادرة الزواج من السيدة خديجة التى خطبته لنفسها وكانت تكبره بحوالى خمسة عشرة عاما فقد كانت فى سن الأربعين وليست بكرا بل هى ثيب ولها أولادا كبارا عمر أحدهم يقترب من العشرين عاما ، ولكنها تميزت برجاحة العقل وقوة الشخصية والعشيرة ، فهى من أشراف قريش وكانت ذات مال وهى التى اختارته بعدما لمست بنفسها من خلال مباشرته لنجارتها من أمانته وعفته وطيب شمائله ﷺ ، والمرأة فى هذا السن مثل الرجل تبلغ كمال نضجها العقلى كما يشير الى ذلك القرآن الكريم فى الحديث عن الانسان " حتى اذا بلغ أربعين سنة قال ربى أوزعنى أن أشكر نعمتك وأكن من الصالحين " ،

فالعقل والأخلاق وليس الشهوة هو الذى يحكم هذا السن ، وقد اختار الرسول ﷺ العقل والأخلاق والرسول ﷺ لم يسعى الى الزواج من البكر التى تكون أحظى للقبول وأولى للباحثين عن المتعة فالفتاة تكون فى سن صغيرة فى ريعان وعنفوان الأنوثة وليس ثيب فى سن الأربعين ، وقد دامت عشرته بها طيلة حياتها ولم يتزوج عليها حتى مضت عن دنياه الى رحاب الله ، وقضى معها رضى الله عنها زهرة شبابه ، وكان له منها الولد – أولاده جميعا الا ابراهيم الذى كانت أمه السيدة مارية القبطية وتوفى صغيرا ، وقد عاش ﷺ عمره بعد وفاتها محبا لها يحفظ لها أطيب الذكريات ويعدد مآثرهاوهى مآثرها خصوصية فى حياته وفى نجاح الدعوة ، فيقول فى بعض ما قال عنها " صدقتنى اذ كذبنى الناس ، وأعانتنى بمالها " ، بل كان يرحب بمن كن من صديقاتها حتى أثار ذلك غيرة السيدة عائشة رضى الله عنها وهى البكر الوحيدة التى تزوجها .

تزوج الرسول ﷺ فى الجاهلية وهو ابن بضع وعشرين سنة ولم يعرف عليه الا كل سلوك حسن ، فلم يشرب الخمر فى مجتمع انتشرت فيه الخمر ، ولم يكن يقيم علاقات غير مشروعة فى مجتمع كان ينتشر فيه الزنا وبخاصة مع سبايا الحروب ، وكان هناك المواخير والغانيات ومجالس الخمر ، ولم يحضر منها شيئا ، بل كان الصادق الأمين وكان يتعبد فى غار حراء قبل أن ينزل عليه الوحى وهو خارج مكة فى مكان منعزل ، وكان هناك الحنيفية التى هى بقية دين سيدنا ابراهيم عليه السلام مه انتشار عبادة الأصنام التى كانت تنتشر حول الكعبة فكان لكل قبيلة صنم ، تزوج السيدة خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى وهى من سادة قريش وهى أول من تزوج وتزوجها بعد أن أعجبت بخلقه وأمانته عندما خرج فى القافلة الخاصة بها الى بلاد الشام فربحت ما لم تربح من قبل وتقدم لخطبتها سادة العرب ، ولكنها هى الذى اختارته ولم يكن سوى يتيما ليس له مال ، ويقول الله " ألم يجدك يتيما لإآوى ووجد عائلا فأغنى " ، وكان يعوله بعد وفاة والده وقبل أن يولد جده عبد المطلب ، وبعد وفاة جده عاله عمه أبو طالب من بعده فقد كان يتيما فقيرا لا يملك شيئا ، ومع ذلك اختارته ليس لشىء سوى الأخلاق وكنت ثيبا تزوجت قبله عتيق بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ثم توفى عنها ، وخلف بعده أبو هالة وتوفى عنها فتزوجت الرسول ﷺ فولدت لرسول الله ﷺ ثمانية أبناء هم القاسم والطيب والطاهر وعبد الله وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة ، وتوفوا جميعا فى حياته ماعدا السيدة فاطمة رضى الله عنها التى تزوجت الامام على بن أبى طالب رضى الله عنه وتوفيت بعد رسول الله ﷺ بعدة أشهر وكانت أول من لحق به من أهل بيته وهذه حكمة من حكم الله تعالى فكل ذريته كانت من السيدة فاطمة رضى الله عنها ولم تكن ذريته من أحد أبنائه الذكور كما حدث مع سيدنا ابراهيم وسيدنا داود وسيدنا سليمان عليهم السلام على سبيل المثال ، وهناك رسل لا نعرف شيئا عن ذريتهم .

الرسول ﷺ الزوج المخلص :

استمر زواج الرسول ﷺ من السيدة خديجة رضى الله عنها حتى وفاتها قبل هجرته بسنتين تقريبا ، فلوحسبنا هذه المدة سنجدها تبلغ تقريبا خمسة وعشرين عاما فقد تزوجها الرسول ﷺ وعمره خمسة وعشرين عاما وعمرها رضى الله عنها أربعين عاما ، وعندما أنزل الوحى على الرسول ﷺ كان سنه أربعين عاما يضاف اليها عشر سنوات منذ أن استمرت الدعوة فى مكة ووفاة السيدة خديجة رضى الله عنها فقد مكث فى مكة اثنتا عشرة سنة قبل الهجرة الى المدينة فكان رسول الله ﷺ عند وفاتها يبلغ الخمسين عاما وتوفيت رضى الله عنها فى سن الخامسة والستين حسب هذه الحسابات ، وهذا أكبر رد على من يدعون أن زواج الرسول ﷺ كان لرغبة شهوانية كما ادعى المغرضون فقد استمر زواجه والسيدة خديجة رضى الله عنها عجوز تجاوزت الستين ، تزوجها وكانت أكبر دعم للدعوة ، وكانت أحب النساء اليه وأدت دورا كبيرا فى نصرة الدعوة ، فزواجه منها أسهم فى نقوية الدعوة وحمايتها لمالها وحسبها مع جده أبى طالب وعمه عبد المطلب ، حتى أن قريشا أنتهزت وفاة السيدة خديجة ووفاة عه أبا طالب فأكثرت من ايذائه وايذاء أصحابه حتى توجه الى الطائف فقوبل بالرضخ بالحجارة حتى دميت قدماه ، فكانت الهجرة الى الحبشة تبعتها الهجرة الى المدينة .

 والملاحظ هنا أن الرسول ﷺ استمر مع زوجته السيدة خديجة رضى الله عنها حتى وفاتها الزوج المحب المخلص الراعى لحقوق الزوجة ، وهى استمرت الزوجة الوفية المخلصة التى تدعم زوجها وتنصره ، وكانت الودود الولود الت أعانته على نوائب الدهر ، وهنا يعطينا الرسول ﷺ نموذجا للزوج الغير معدد المكتفى بزوجة واحدة وهو القدوة الذى من خلاله تستن الأمة الاسلامية تشريعاتها من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ وهما كل لا يتجزأ ، فكأن الله أعطانا كل الخيارات ، أن نستمر على زوجة واحدة كما فعل الرسول ﷺ مع السيدة خديجة رضى الله عنها ، أو التعدد بعد نزول آية التعدد وتحديد العدد بأربع زوجات ،مع شرط العدل " فان خفتم الا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت ايمانكم " وقوله " ولن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم " ، فالاسلام يعطى الحق ويضع القيود والشروط ، ولابد لمن أراد أن أن يلتزم ويوفى بعد الله أن يأخذ الكل الرخصة وتوابعها حتى لا يتعرض لتضضيع الأمانة ويضيع من يعول ولا يقوم بالمهمة خير قيام فيخسر الدنيا والآخرة وذلك هو الخسران المبين كما قال تعالى " انا عرضنا الأمانة على السموات والأرض فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا " ، ولكن كثيرين يأخذون الرخصة ويتركون التوابع والتبعات والالتزامات المترتبة عليها ويقول تعالى فى كتابه العزيز " ولا تتخذوا آيات الله هزوا " فآيات الله واجبة ملزمة لكل مسلم وخروجه عليها يستوجب العقاب من الله ، والرسول وسنته ﷺ كتاب تشريع آخر بسنته القولية والفعلية والعملية والاقرارية وهى من وحى الله فقد قال الرسول ﷺ " أوتيت الكتاب ومثله معه " وفى القرآن الكريم " ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " وكذلك " وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحى يوحى " .

No comments:

209-] English Literature

209-] English Literature Charles Dickens  Posted By lifeisart in Dickens, Charles || 23 Replies What do you think about Dickens realism? ...