Grammar American & British

Saturday, June 26, 2021

زيجات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم - زواج الرسول بالسيدة عائشة رضى الله عنها ( 4 )

 زيجات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم 


4- ) زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بالسيدة عائشة رضى الله عنها 

الزواج بالسيدة عائشة رضى الله عنها

هى عائشة بنت أبى بكر الصديق رضى الله عنهما وأول الخلفاء الراشدين تزوجها بعد زواجه بسودة بسنة وقبل الهجرة بسنتين وخمسة أشهر وكانت بكرا ولم يتزوج بكرا غيرها وكانت من أحب الخلق اليه وأفقه نساء الأمة على الاطلاق ، توفيت فى 17 رمضان سنة 57 أو 58 هجرية ودفنت بالبقيع .

وتتحدث الأخبار عن ذلك ، فعن السيدة عائشة رضى الله عنها قال : لما توفيت خديجة قالت خولة بنت حكيم بن أمية بن الأوقص امرأة عثمان بن مطعون وذلك بمكة : أى رسول الله ألا تزوج ؟ " فقال " ومن ؟ " فقالت : ان شئت بكرا وان شئت ثيبا " فقال " فمن البكر ؟ " قالت : ابنة أحب خلق الله اليك – عائشة بنت أبى بكر " قال " ومن الثيب ؟ " قالت : سودة بنت زمعة بن قيس ، قد آمنت بك وتبعتك على ما أنت عليه " قال " فاذهبى فاذكريهما على" ومضت الى بيت أبى بكر فوافق ، ولكن زوجته والدة السيدة عائشة قال له " ان المطعم بن عدى كان قد ذكرها على ابنه ( أى تحدث عن خطبتها لابنه ) وتوجه أبو بكر الى بيت والده فقابلته والدته وقالت : يا أبن أبى قحافة لعلنا ان زوجنا ابننا ابنتك أن تصبئه وتدخله فى دينك الذى أنت عليه ؟ وكان زوجها المطعم حاضر فأقرها على كلامها ، عند ذلك خرج أبو بكر بعد أن تحلل من وعده وقال لخولة : أدعى لى رسول الله فدعته فجاء فأنكحه وهى يومئذ ابنة ست سنين وتمت الخطبة وبنى الرسول ﷺ بعائشة وهى ابنة تسع سنين فى المدينة بعد الهجرة وتوفى الرسول ﷺ وهى ابنة ثمان عشرة وقد تزوج الرسول ﷺ لعدة أمور منها حسب معرفتنا المحدودة :

 1- ) الاختيار للآلهى استنادا للحديث الذى أخرجه الشيخان والترمذى عن عائشة رضى الله عنها قالت " قال لى النبى ﷺ " اريتك فى المنام ثلاث ليال ، جاءنى الملك فى سرقة ( أى قطعة من جيد الحرير وجمعها سرق ) من حرير يقول : هذه امرأتك فكشفت عنها فاذات هى أنت فأقول " ان يك هذا من عند الله يمضه " .

2- ) ضرورة وجود المرأة فى الدعوة للتشريع والسيدة عائشة كانت تتمتع بالذكاء وقوة الذاكرة على الحفظ وقد روت الكثير من الأحاديث ، وعايشت الرسول ﷺ فلم يكن هناك حرج لشرح الأمور التى تخص المرأة ، وعلاقة المرأة المسلمة بزوجها وقال رسول الله ﷺ " خذوا نصف دينكم من الحميراء " يقصد السيدة عائشة رضى الله عنها ، فكان الاختيار الآلهى لها لتكون زوجة تعايش الرسول ﷺ وتتلقى منه التشريع وأمور الدين

3- ) المصاهرة والنسب لتقوية العلاقة والرابطة السيدة عائشة رضى الله عنها ابنة صاحب الرسول ﷺ الذى رافقه فى درب الدعوة وفى رحلته من مكة الى المدينة فى الهجرة وصدقه حين كذبه المشركون فى رحلة الاسراء وهو أكبر ضلوع الدعوة الاسلامية ودعائمها وهو أول الخلفاء الراشدين وخليفة رسول الله ﷺ ، وكان من تقاليد العرب الاحترام للمصاهرة فقد كان الصهر عندهم بابا من أبواب التقرب بين البطون المختلفة ، وكانوا يروا مناوأة ومحاربة الأصهار سبة وعارا على أنفسهم ، والرسول ﷺ دعم علاقته بأصحابه من خلال علاقة المصاهرة والنسب فتحقق صلاة القربى والتقارب وصلة الدم ، فكذلك تزوج الرسول ﷺ من السيد حفصة بنت عمر بن الخطاب رضى الله عنهما ثانى الخلفاء الراشدين كما سيأتى تناول ذلك بالتفصيل ، وفى نفس الوقت زوج الرسول ﷺ بناته الى أصحابه ، فزوج ابنته فاطمة رضى الله عنها الى ابن عمه على بن أبى طالب رضى الله عنه  وهو رابع الخلفاء الراشدين ، وزوج ابنتيه رقية وأم كلثوم الى صاحبه ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان رضى الله عنه ، فكانت تلك العلاقات تدعيما للدعوة الاسلامية وكل واحد من هؤلاء الصحابة له دوره فى تدعيم الدعوة الاسلامية ، فالزواج ليس مجرد علاقة جنسية كما ينظر اليها المنحرفون بل علاقة دائمة يترتب عليها مصاهرة ، والمصاهرة من الانصهار أى تفيد الاتحاد والاندماج فى كيان واحد متجانس مثل انصهار المعدن ، وكانت البيئة العربية تنظر الى ذلك على أنه من عظائم الأمور لتقوية الأواصر ، يقول القرآن الكريم " يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله اتقاكم " ، فالقرآن وضع العلاقة فى مقامها الصحيح ، فلولا هذه العلاقة التى نشأت مع هبوط آدم وحواء الى الأرض ما استمرت الحياة ، فالتعارف بين القبائل العربية كان يقويه صلة النسب والمصاهرة بينها ، فالزواج علاقة خاصة بين الذكر والأنثى كما أشرنا وله خصوصياته ، وكذلك علاقة عامة تقوى مع كثرة المصاهرة وتشعب العلاقات وقد تحقق ذلك للرسول ﷺ فى زيجاته كما سنتناول ذلك .

4- ) الخطبة فى السن الصغيرة كانت عادة عند العرب لأهمية الارتباط بنسب قوى ومشرف  فالسيدة عائشة رضى الله عنها كان سنها ست سنوات وتقدم لخطبتها قبل الروس ﷺ أبن المطعم بن عدى ، وهذا رد على ما قد يقوله البعض كيف يخطب الرسول ﷺ طفلة عمرها ست سنوات ، فهذه عادة كانت موجودة فى المجتمع العربى ، وهى أن تتم الخطبة ولا يتم الزواج حتى تبلغ البنت سن البلوغ وهو سن المحيض ، ويختلف من واحدة الى أخرى ، فالنضج الجسدى نسبى ، وهذا موجود حتى الآن ، فهناك فتيات يكون سن البلوغ بالنسبة لهن سريعا ، ويمكن أن تتزوج فى سن مبكرة حتى سن التاسعة ، والعالم فى القديم غير ما هو عليه الآن ، فالمدنية الحديثة قد عقدت الأمور ، العالم فى الماضى كان قبلى وأسرى بمجرد أن يصل الفتى وتصل الفتاة الى سن البلوغ يتزوجا ويقيما الأسرة ويمكن أن يعيشا مع الأسرة أو فى بيت منفصل ، والفتاة بمجرد أن تبلغ سن البلوغ يتسارع الجميع الى خطبتها ، وقد تكون الخطبة قبل ذلك على أن يتم الزواج عند سن البلوغ لأن الخطبة هى مجرد وعد بالزواج ، وكان الملوك فى السابق فى العالم كله يتسابقون الى المصاهرة والنسب لتقوية الروابط والدعائم ، وقد جعل المستشرقون ومن تحمل قلوبهم الحقد من بعض أهل الكتاب من هذا الزواج اتهماما للرسول ﷺ وتشهيرا به بأنه رجل شهوانى غافلين بل عامدين الى تجاهل ما كان واقعا فى ذلك المجتمع من زواج الكبار بالصغيرات لنظرتهم الى الزواج كرابطة بين العائلات وهو مجتمع قبلى يحتاج الى تقوية القبيلة بالصهر والنسب وليس للرغبة الجنسية التى كانت متاحة مباحة ليس عليها قيود لمن أراد ، وكانت هناك نماذج مثل زواج عبد المطلب جد لرسول ﷺ من هالة بنت عم آمنة التى تزوجها أصغر أبناؤه عبد الله والد الرسول ﷺ وتزوج عمر بن الخطاب رضى الله عنه ابنة على بن أبى طاب رضى الله عنه وهو أكبر سنا من أبيها ، وعرض عمر بن الخطاب رضى الله عنه على أبى بكر رضى الله عنه أن يتزوج ابنته الشابة حفصة وبينهما من فارق السن مثل الذى بين الرسول ﷺ وبين عائشة رضى الله عنها ، كان هذا واقع المجتمع الذى تزوج فيه الرسول ﷺ بعائشة رضى الله عنها  لكن المستشرقين والممتلئة قلوبهم حقدا من بعض أهل الكتاب لم ترى أعينهم الا زواج سيدنا محمد ﷺ بالسيدة عائشة رضى الله عنها والتى جعلوها حدث الأحداث على حد مقولاتهم أن يتزوج الرجل الكهل باتلطفلة الغريرة العذراء ، وكان والد ووالدة السيدة عائشة رضوان الله عليهم من أوائل من دخل الاسلام ونصره ، فيقول الرسول ﷺعن أبى بكر صاحبه فى الهجرة رضى الله عنه " ان من أأمن الناس على ماله وصحبته أبا بكر " ويقول " لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا  ، ولكن أخوة الاسلام " ، وقال الرسول ﷺ متحدثا عن عطائه للدعوة " ما نفعنى مال قط ما نفعنى مال أبى بكر " ، أما أمها فالسيدة أم رومان بنت عامر الكنانى من الصحابيات الجليلات ، ولما توفيت نزل الرسول ﷺ الى قبرها واستغفر لها وقال " اللهم لم يخف عليك ما لقيت أم رومان فيك وفى رسولك " ، وقال عنها يوم وفاتها " من سره أن ينظر الى امرأة من الحور العين فلينظر الى أم رومان " ، ولم يدهش أهل مكة بنبأ المصاخرة بين أعز صاحبين – صاحب الغار الذى ذكره القرآن " اذ يقول لصاحبه فى الغار لا تحزن ان الله معنا " ، ولم يجد المشركون فى هذا الزواج أى مطعن وهم الذين ترصدوا للرسول ﷺ ويمكن قول نفس الشىء بالنسبة لزواج الرسول ﷺ من السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب رضى الله عنهما .

3-)  الرسول ﷺ لم يفكر فى الزواج حتى عرض عليه من قبل امرأة عثمان بن مظعون وأقره لآنه رأى فيه الرأى السديد ، وكعادته يستمع الى آراء الآخرين وبخاصة فى أمور السلم والحرب ، ومن قبل عرض عليه زواجه من السيدة خديجة رضى الله عنها فهو لم يبادر الى خطبة ، فتفكيره فى المقام الأول عبادة الله حتى قبل الدعوة عندمل كان يتعبد فى غار حراء وفى أثناء الدعوة لم يفكر فى شخصه ، ولكن اذا جاءه أمر حسن لا يتعارض معها بل يقويها رحب به كما رحب بالزواج من سودة بنت زمعة ، فهى قد آمنت به واتبعته ومات عنها زوجها وذكرته بذلك امرأة عبد الله بن وظعون كما ذكرته بما هو حريص عليه وهو العقيدة فوافق ، ولم يؤثر عنه أنه رفض طلبا لأحد فلعل ذلك يخفف عنها فراق الزوج ويساعدها على تربية أبنائها ، وكل زواج له كان له هدف ، ولكنها كلها تصب فى مصلحة العقيدة .

4- ) برز من خلال الحديث دور المرأة وشخصيتها وعلاقتها بالرسول ﷺ ، فالذى حفزه على الزواج تدخل امرأة رأته عن قرب وأشفقت عليه وعلى أمره بعد فراق الزوجة وتفاقم حمل الدعوة والأبناء عليه وتزايد أذى الكفار بعد وفاة عمه أبى طالب حتى أطلق على العام عام الحزن ، أرادت أن تخرجه من هذا الحزن ، ومن تدخل هم امرأة مما يبرز دور المرأة فى المجتمع الاسلامى فى عهد الرسول ﷺ ، وكان للمرأة دور كبير فى الدعوة ، ومن أمثلة المسلمات كانت سودة التى تحملت المشاق والرسول ﷺ كان على صلة وثيقة بكل المسلمين يشعر بآلامهم ويشاركهك فيها ، وكانت المرأة تستشار قبل أن تستنكح ، وسودة بنت زمعة استشارها والدها فقبلت رغم معارضة أخيها الذى كان على كفره حتى أنه حثى على رأسه التراب عندما علم بزواجها من الرسول ﷺ ، الأمر الذى سفه به نفسه بعد أن أسلم ، وكذلك الأمر بالنسبة لزواجه من السيدة عائشة رضى الله عنها حيث ذكرت زوجة أبى بكر الصديق رضى الله عنه زوجها عندما طلب الرسول ﷺ خطبة ابنتهما بوعده لابن المطعم بن عدى فتوجه اليه ولكن والدته رفضت الخطبة وخافت على ابنها من دخول الاسلام فتحلل من وعده بالخطبة ، فالمرأة كانت شريكة لزوجها فى أموره ولها كلمتها ولها دورها عكس ما يقال أنها كانت مهملة وأن الاسلام سلب المرأة من قول كلمتها أو أن تشارك فى الأمور ، فمن قراءة الأحداث نكتشف الحقيقة وكيف كانت المرأة تشارك فى الحياة وتدلى بدلوها وتلعب دورها فى هذا المجتمع فقد كان يؤخذ رأيها ولها كلمتها فى الأمور الحياتية والأسرية وكان للرسول ﷺ أصحابه من النساء الذين التففن حوله وأدين دورهن فى خدمة الدعوة خير قيام ، ولم يفرض عليهن زوج فكانت لهن الاستشارة .

No comments:

209-] English Literature

209-] English Literature Charles Dickens  Posted By lifeisart in Dickens, Charles || 23 Replies What do you think about Dickens realism? ...