Grammar American & British

Sunday, June 27, 2021

زيجات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم - زواجه بحفصة بنت عمر رضى الله عنهما ( 5 )

زيجات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

( 5 -)زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بحفصة بنت عمر رضى الله عنهما   

زواج الرسول ﷺ بالسيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب رضى الله عنهما

حفصة بنت عمر بن الخطاب رضى الله عنهما مات عنها زوجها خنيس بن حذافة السهمى بعد غزوة أحد فلما حلت تزوجها رسول الله ﷺ فى شعبان لسنة 3 هجرية بالمدينة وماتت ولها ستون سنة ودفنت بالبقيع ، وكانت أرملة شابة وزوجها كان صحابيا جليلا من أصحاب الهجرتين بعد جراحه التى أصابته فى غزوة أحد حيث فارق الحياة ، وكان ترملها مثار ألم دائم لأبيها عمر بن الخطاب رضى الله عنه الذى كان يحزنه أن يرى جمال ابنته وحيويتها يخبوان يوما بعد يوم ، وبمشاعر الأبوة الحانية وطبيعة المجتمع الذى لا يتردد فيه الرجل أن يخطب لأبنته من يراه أهلا لها تحدث الى الصديق أبى بكر رضى الله عنه يعرض عليه الزواج من حفصة لكنه يلتزم الصمت ولا يرد بالايجاب أو السلب فيتركه ويمضى الى ذى النورين عثمان بن عفان رضى الله عنه فيعرض عليه الزواج من حفصة فيفاجئه بالرفض فتضيق الدنيا فيمضى الى الرسول ﷺ فيخبره بما حدث معه فيجبر خاطره ويرد عليه بقوله " يتزوج حفصة خير من عثمان ويتزوج عثمان خير من حفصة " ، أدرك عمر رضى الله عنه بفطرته مقصد الرسول ﷺ وهو أن يتزوج عثمان رضى الله عنه احدى بناته وأن يتزوج هو السيدة حفصة فانطلق يبشر ابنته ويفرج كربها .

والحديث الذى أخرجه البخارى والنسائى وأحمد يستعرض زواج الرسول ﷺ بالسيدة حفصة رضى الله عنها ، عن ابن عمر رضى الله عنهما " أنه حين تأيمت حفصة بنت عمر رضى الله عنهما أى صارت ايما بموت زوجها خنيس بن حذافة السهمى رضى الله عنه وكان من أصحاب النبى ﷺ ممن شهد بدرا وتوفى بالمدينة قال  عمر " فلقيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة فقلت " ان شئت أنكحتك حفصة بنت عمر " فقال : سأنظر فى أمرى " فلبث ليالى ثم لقيته فعرضت عليه فقال " قد بدا الى ألا أتزوج يومى " ، فلقيت أبا بكر رضى الله عنه فقلت له " ان شئت أنكحتك حفصة بنت عمر " فصمت ولم يرجع ( أى لم يعد اليه بالجواب فى ذلك ) الى شيئأ ، فكنت عليه أوجد ( أى كان غضبى عليه أشد ) منى على عثمان فلبثت ليالى ثم خطبها الرسول ﷺ فأنكحتها اياه فلقينى أبو بكر رضى الله عنه فقال " لعلك وجدت على ( غضبت منى ) حين عرضت على حفصة فلم أرجع اليك شيئا فقلت نعم فقال " فانه لم يمنعنى أن أرجع اليك فيما عرضت على الا أنى علمت أن رسول الله ﷺ قد ذكرها فلم أكن لأفشى سر رسول الله ﷺ ولو تركها لقبلتها ".  

فى هذا الحديث نلاحظ حرص الأب على ابنته ليسترها ، فكيف تترك فى هذه البيئة الصعبة الصحراوية لتعيش وحدها بعد وفاة زوجها لا انيس لها ولا جليس داخل منزل وبين أربع جدران ، والمنازل فىعصرها ليست مثل المنازل التنى فى عصرنا مجهزة بكل رفاهيات الحياة ، وحياة الصحراء ليست كحياة البيئة الزراعية على ضفاف الانهار السهلة الرغيدة ، بيئة يتوافر فيها الماء بصعوبة فما بالنا بباقى الحاجات ، لابد أن يكون هناك رجل يرعى شؤون الحياة للبيت الذى تعيش فيه ويكون قويا أمينا ليدبر حاجاتها ويكون قيما عليه بالاضافة الى توفير الاحتياجات المعنوية فى حياة زوجية ، حتى الماء يحتاج الى من يحضره ، فكيف تسمح امرأة بدخول رجال غرباء عليها وهى وحيدة ، والحال يزيد صعوبة اذا كان لديها أطفال ، والمجتمع كذلك لم يكن فيه اختلاط كما هو الحال فى عصرنا الحالى ، اذن ليس للمرأة الا أن ترجع الى بيت أبيها أوتعيش مع اسرتها ، لابد أن يكون لها زوج يرعى مصالحها اليومية المستمرة ، فهل تسنطيع المرأة أن تتجرأ وتعرض نفسها مباشرة على من يتزوجها ؟ ، الأمر بالنسبة الى المرأة وهى رقيقة المشاعر والاحاسيس صعب وبخاصة اذا قوبلت بالرض ، فلابد أن يتوسط من هو مقرب منها لفعل ذلك سواء أكان رجلا أم امرأة ، وليس هناك فى الكون أقرب للشخص من الأم والأب ، ومن يتزوجها فى مجتمع لم ينتشر فيه الاسلام ؟ ليس أمامه الا أصجابه من المسلمين يأتمنهم عليها ، ومن يتزوج أرملة مات عنها زوجها وفرصتها فى الزواج قليلة ؟ وهى تحتاج الى الزواج فى هذه البيئة الصحراوية الصعبة المحافظة كضرورة ملحة ، لابد أن يتم ذلك سريعا ، فنحرك سيدنا عمر رضى الله عنه بين أقرب أصحابه اليه ليجد من يتزوجها هو أو أحد أبنائه ، فرفض سيدنا عثمان رضى الله عنه ليس لعدم قدرته المالية ، ولكنه له خصوصياته التى لم يفصح عنها والتى ظهرت بارتباطه بزواجه من ابنة رسول الله ﷺ ، وهنا تحرك رسول الله ﷺ وهو دائما فى خدمة ونجدة أصحابه ، فهذه أرملة مات عنها زوجها بسبب جراح أصابته وكان قد هاجر مع زوجته ، ضحى بنفسه فى سبيل الاسلام ، وكان رد رسول الله ﷺ فيه ترضية ، فجعل له شرف المصاهرة ، فالرسول ﷺ كان سباقا لنجدة أصحابه وكان يعرف مشاكلهم ويتعامل معهم كأنها مشاكله التى تعنية فهو القائل " مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد اذا اشتكى فيه عضو تداعى له سائر الاعضاء بالسهر والحمى " أخرجه البخارى ومسلم عن النعمان بن بشير ، والصديق رضى الله عنه وهو أقرب أصحابه كان وثيق الصلة به للدرجة التى تجعله يعرف عزمه ونيته ، وكان مؤتمنا على اسراره ، فكان موقفه حرجا أمام سيدنا عمر رضى الله عنه ، فكيف يخبر عمر رضى الله عنه رفضه طلبه أن يكون زوجا لأبنته ليسترها ويصونها عنده وفى بيته وفى ذلك افشاء لسر علمه عن رسول الله ﷺ حتى تم الأمر ووضح كل شىء ، والصحابة كانوا سندا لبعضهم وبخاصة فى وقت الشدة فى الأفراح والأتراح .


No comments:

214- ] English Literature

214- ] English Literature D. H. Lawrence Summary D.H. Lawrence (1885-1930)  is best known for his infamous novel 'Lady Chatterley'...