6 - ) زيجات الرسول صلعم
زواج الرسول ﷺمن أم سلمة هند بنت أبى أمية رضى الله عنها
أم سلمة هى هند بنت أبى أمية وأسمه
حذيفة أو سهم ويعرف بزاد الراكب ، وهى سليلة بين كريم وأبوها أـح أجواد قريش
المعروفين بلقب زاد الراكب اذ كان لا يرافقه أحد فى سفره الا كفاه زاده وهو أحد
أجود العرب المشهورين بالكرم ويجتمع نسبها برسول الله ﷺ فى مرة بن كعب بن لؤى ،
وأبو سلمة زوجها هو عبد الله بن عبد الأسد بن المغيرة المخزومى ، وهى من المهاجرين
الأولين الىة الحبشة وكانت من أفقه النساء وأعقلهن وكانت هى وزوجها أبو سلمة ممن
أسلم قديما وكانت من أول المهاجرين الى الحبشة فى أرجح الأقوال فولدت له بها زينب
وولدت له بعد ذلك سلمة وعمر ودرة وكان زوجها أبو سلمة أول من هاجر الى يثرب من
أصحاب الرسول ﷺ ، تزوجها الرسول ﷺ بعد أن مات عنها زوجها الصحابى من بنى مخزوم وهو
ابن عمة الرسول ﷺ وأخوه من الرضاعة وقد هاجر هو وزوجته معا الى المدينة وقد حدث
لها ولطفلها حداث أليمة مثيرة ذكرتها كتب السيرة ، تزوجها الرسول ﷺ بعد وفاة أم
المساكين زينب بنت خزيمة الهلالية بوقت قصير توفيت سنة 59 هجرية ودفنت بالبقيع
وعمرها 84 سنة .
فى الحديث الذى أخرجه أحمد فى مسنده
تتحدث أم سلمة رضى الله عنها عن زواجها من الرسول ﷺ فقالت : أتانى أبو سلمة يوما
من عند رسول الله ﷺ فقال : لقد سمعت من رسول الله ﷺ قولا فسررت به قال " لا
يصيب أحد من المسلمين مصيبة فيسترجع عند مصيبته ثم يقول " اللهم أجرنى فى
مصيبتى واخلف لى خيرا منها الا فعل ذلك به " ، قالت أم سلمة فحفظت ذلكمنه
فلما توفى أبو سلمة استرجعته وقلت اللهم أجرنى فى مصيبتى واخلف لى خيرا منه ، ثم
رجعت الى نفسى قلت : من أين لى خير من أبى سلمة ؟ " ، فلما انقضت عدتى استأذن
على رسول الله ﷺ وأنا أدبغ أهابا لى فغسلت يدى من القرظ ( ورق السلم وكانوا يدبغون
به ) وأذنت له فوضعت له وسادة من أدم ( جلد مدبوغ أسمر ) حشوها ليف ، فقد عليها
فخطبنى الى نفسه فلما فرغ من من مقالته قلت يا رسول الله ما بى الا تكون بك رغبة
فى
( أى أنها ليست راغبة عن خطبة النبى ﷺ
اياها غير أنها لم تسنجب لخطبته لوجود موانع ) ولكنى امرأة فى غيرة شديدة فأخاف أن
ترى منى شيئا يعذبنى الله به وأنا امرأة قد قد دخلت فى السن وأنا ذات عيال فقال :
أما ذكرت من الغيرة فسوف يذهبها الله عز وجل منك ، وأما ما ذكرت من السن فقد
أصابنى مثل الذى أصابك وأما ما ذكرت من العيال فانما عيالك عيالى " قالت :
لقد أبدلنى الله بأبى سلمة خيرا منه – رسول الله ﷺ " .
وأم سلمة كما ذكرنا كانت من أصحاب
الهجرتين ومن السابقين فى الاسلام وكانت أول ظعينة تحملت أوزار السفر وحدها فى
الطريق بين مكة والمدينة ابتغاء الهجرة الى زوجها رغم ارادة بنى المغيرة رهطها
وتوفى زوجها من اثر ما أصابه بأحد من جرح بعد سرية أمره رسول الله ﷺ بها وترك لها
أربعة صغار تعولهم ، رأى أبو بكر حاجتها الى من يعولها فعرض عليهاالزواج فأبت
وكذلك عرض عليها عمر رضى الله عنه الزواج فأبت وذلك بسبب وعدها لأبى سلمة لأنها
تمنت لأن تكون من أهل الجنة ، فقد روى ابن سعد عنها قالت : قلت لأبى سلمة بلغنى
أنه ليس امرأة يموت زوجها وهما من أهل الجنة ثم لم تتزوج بعده الا جمع الله بينهما
فى الجنة وكذلك اذا ماتت المرأة وبقى الرجل بعدها فتعال أعاهدك ألا تتزوج بعدى ولا
أتزوج بعدك قال : أتعطينى ؟ قالت : ما سألتك الا لأعطيك ! قال : وأنا اذا نت
فتزوجى ثم قال : اللهم ارزق أم سلمة بعدى رجلا خيرا منى لا يحزنها ولا يؤذيها فلما
مات قلت : من هذا الذى هو خير لى من أبى سلمة ؟ فلبثت ما لبثت فجاء رسول الله ﷺ
فوقف على الباب " .
وهكذا نرى كرم الرسول ﷺ فقد أراد
بزواجه منها أن ينقذتأيمها ويعيل أبنائها ويذهب ألمها بفقد زوجها وبخاصة بعد قطع
للصلة برهطها وأصبحت وحيدة ذات عيال كبيرة فى السن أى أن زواجها مسؤلية كبيرة تقع
على عاتق من يتزوجها فاستجاب الرسول الكريم ﷺ فطمأنها على كل هواجسها فهل فى هذا
الزواج داعيا من هوى وشهوة ؟
No comments:
Post a Comment