3- ) علامات الساعة - العلامات الصغرى
عن أنس بن مالك رضي الله عنه،أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا
استحلّت أمتي ستاً فعليهم الدمار: إذا ظهر فيهم التلاعن، وشربوا الخمور، ولبسوا
الحرير، واتخذوا القِيَان، واكتفى الرجال بالرجال، والنساء بالنساء) رواه الطبراني
في المعجم الأوسط والبيهقي في شعب الإيمان، والظاهر من قوله صلى الله عليه وسلم: (إذا
استحلّت أمتي ستاً) أن الاستحلال له معنيان، أن يكون على وجه الاعتقاد بحلّه، أو
الإكثار من فعل هذه المذكورات، وكلاهما محتملٌ في الحديث، والإمام ابن العربي يشير
إلى هذين المعنيين بقوله: "يُحتمل أن يكون المعنى يعتقدون ذلك حلالاً،
ويُحتمل أن يكون ذلك مجازاً على الاسترسال، أي: يسترسلون في شربها كالاسترسال في
الحلال ما
يستفاد من ذلك:
1-
تحريم
لبس الحرير على الرجال، وأنه من الكبائر.
2-
تحريم
المعازف.
3-
استحلال
الزنا والحرير والمعازف من أكبر الكبائر التي قد تؤدي إلى مسخ أصحابها قردة
وخنازير.
4-
هذا
الحديث من أعلام النبوة، فقد وقع ما أشار إليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ولا
سيما في زماننا.
من هذا الحديث يستشف بعض الأمور التى هى من علامات الساعة وهى :
16- ) أما التلاعن: فهو أن يلعن الناسُ بعضهم بعضاً –وهو الأمر
المنتشر في أيّامنا هذه للأسف الشديد-، وفى السابق كان ينتشر شعر الهجاء وفى عصرنا
قل الحياء واستخدمت ألفاظ تخدش الحياء لم تكن تستخدم من قبل .
17- ) استحلال الخمر ما
الخمر ، فان ارتباطها بأشراط الساعة التي جعلها النبي –صلى الله عليه وسلم-
مقدّماتٍ يُستدلّ بها على قرب نهاية الحياة والغروب الأخير لشمسها، فقد روى الامام مسلم عن أنس رضى الله عنه قال سمعت رسول الله ﷺ يقول "
من أشراط الساعة ---- وذكر منها ويشرب الخمر " ، وروى الامام أحمد عن عبادة
بن الصامت قال رسول الله ﷺ " لتستحلن طائفة من أمتى الخمر باسم يسمونها اياه
" .
الدين الوحيد الذى حرم الخمر هو الاسلام ، والخمر تنتشر بأسماء كثيرة حسب المصدر مثل الويسكى والشمبانيا والبيرة والبراندى وغير ذلك ، وهناك دول تشتهر بمنتجاتها من الخمر مثل فرنسا والمانيا ، وفى الجلسات بين الرؤساء وكبار المسؤولين يتبادل ما يسمى بنخوب الصداقة ، وتقام الحفلات الراقصة الماجنة التى تنتشر فيها الخمور والمعازف والرقص .18 - ) استحلال لبس الحرير عن أبي عامر الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((ليكونَّن مِن أمتي أقوامٌ يستحلُّون الحِرَ والحرير))؛ رواه أبو داود، وأصله في البخاري.
أما الحِرُ، فهو الفَرْج، والمراد به استحلال الزنا، أما على الأول،
فالمراد به استحلال خالص الحرير، وأكثر الرواة عن البخاري في صحيحه روَوْه
بالمهملتينِ.
وفي هذا السياق تأتي عددٌ من الأحاديث التي توضّح العلاقة بين المغنّيات
والمعازف، وبين أشراط الساعة، يتقدّمها حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه، أنه
سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (ليكوننّ من أمتي أقوام، يستحلّون الحِرَ
والحرير، والخمر والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب عَلَم، يروح عليهم بسارحةٍ لهم،
يأتيهم -يعني الفقير- لحاجةٍ فيقولون: ارجع إلينا غداً. فيبيّتهم الله، ويضع
العَلَم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة) رواه البخاري، فالعَلَم هو
الجبل، ومعنى: (يروح عليهم بسارحةٍ لهم) يعني يذهب إليهم الراعي بغنمهن، والمقصود
بالتبييت: الإهلاك بالليل، ووضع العَلَم: هو الأمر الكوني الإلهي بسقوط الجبل على
رؤوسهم.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه،أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا
استحلّت أمتي ستاً فعليهم الدمار: إذا ظهر فيهم التلاعن، وشربوا الخمور، ولبسوا
الحرير، واتخذوا القِيَان، واكتفى الرجال بالرجال، والنساء بالنساء) رواه الطبراني
في المعجم الأوسط والبيهقي في شعب الإيمان.
وعن عمران بن حصين رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
(يكون في أمتي قذفٌ ومسخٌ وخسفٌ)، قيل: يا رسول الله ومتى ذاك؟ قال:(إذا ظهرت
المعازف، وكَثُرت القِيَان، وشُربت الخمور) أخرجه الترمذي في كتاب الفتن. وأما
القِيَان، فهو جمع قَينة، وتُطلق في الأصل على الأمة التي تقوم بالمهن المختلفة،
ولذلك يقول العلماء: "القينة الماشطة، والقينة المغنية، والقينة الجارية، وكل
صانع عند العرب قَيْن"، إلا أن الأغلب في الأحاديث أن يُقصد به التي تقوم
بالغناء أو العزف.
ومعنى المسخ في الأصل: قلب الخِلْقَة من شيء إلى شيء، أو تحويل الصورة إلى
أقبح منها، والمسخ قد يكون بقلب الصورة على وجه الحقيقة، كما حدث في بني إسرائيل
حين مُسخوا قردةً وخنازير، ويمكن أن يكون كذلك مسخ القلوب وتطبّعها بأخلاق
الحيوانات، فتذهب الغيرة كما هو الحال مع الخنازير، ويفشو التقليد كما هو الحال مع
القردة، وتظهر الدناءة كحال الضباع، إلى غير ذلك مما هو مشهورٌ ومعلوم، وهذا النوع
من المسخ الأخلاقي تعدّدت صوره في واقعنا المعاصر، وهو الأمر الذي يُفسّر انسلاخ
الحياء والدياثة والتقليد الأعمى والدناءة والخبث الذي ابتُلي به فئامٌ من العصاة.
ولا يستطيع أحدٌ إنكار ما آلت إليه الأمور، بما يتطابق مع مضامين الأحاديث
السابقة، فالمعازف قد انتشرت واستشرت في جميع مناحي الحياة وعمّت بها البلوى، ولا
يكاد المرء يسلم من سماعها راضياً كان أم مُكرهاً، علاوةً على هذا الانتشار المخيف
فقد تزايد المستحلّون لها والمفتون بجوازها والمجادلون في حرمتها؛ مغالطةً منهم
ولبساً للحقّ بالباطل.
أما ظهور "القَيْنات المعاصرة" فليسوا من الجواري، ولكن من
ممتهنات الفنّ والطرب من المغنّيات، وما يُمارسنه في القنوات الفضائيّة وعلى خشبات
المسارح والحفلات الصاخبة فأمرٌ يطول شرحه، ولا يتسع المقام لذكره، ولا شك أن
الحرمة في زماننا آكد من قبل نظراً لتوسّع مظاهر الفسق والتحلّل الأخلاقي،
والتصوير الفاضح ووجود الراقصات، في زمنٍ لا يُقام فيه وزنٌ لعالمٍ فاضل، وباحث
محقق ، ومخترعٍ عظيم، في مفارقة عجيبة تذيب القلب كمداً وتملؤه أسى ولوعة.
والله سبحانه وتعالى حينما يقول: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن
سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوًا أولئك لهم عذاب مهين} (لقمان:6)، فلا شكّ أن
الغناء يدخل في ذلك دخولاً أوليّاً، لأنه مما يصد ويُلهي عن ذكر الله.
وكلام العلماء في تحريم الغناء خصوصاً من النساء مستفيضٌ في كتبهم، فالإمام
الشافعي يقول:"وصاحب الجارية إذا جمع الناس لسماعها، فهو سفيه ترد
شهادته"، بل صحّ عنه قوله:"هو دياثة، فمن فعل ذلك كان ديوثا".
وعن فضيل بن عياض أنه قال: "الغناء رقية الزنا"، وقال الضحاك:
"الغناء مفسدة للقلب مسخطة للرب"، وقال يزيد بن الوليد: "يا بني
أمية إياكم والغناء فإنه يزيد الشهوة ويهدم المروءة وأنه لينوب عن الخمر ويفعل ما
يفعل السُّكْر".
وكتب عمر بن عبد العزيز إلى مؤدّب ولده قائلاً: "ليكن أول ما يعتقدون
من أدبك بغض الملاهي التي بدؤها من الشيطان، وعاقبتها سخط الرحمن جلّ وعز، فإنه
بلغني عن الثقات من حملة العلم أن حضور المعازف واستماع الأغاني واللهو بها، ينبت
النفاق في القلب كما يُنبت الماء العشب".
وأخيرا: فقد جاء أحدهم إلى ابن عباس رضي الله عنهما، فسأله عن الغناء، فقال
له: "أرأيت الحق والباطل إذا جاءا يوم القيامة، فأين يكون الغناء؟" قال
الرجل: يكون مع الباطل، فقال ابن عباس رضي الله عنهما: "اذهب، فقد أفتيتَ
نفسك".
20 - ) انتشار الزنا ففى الصحيحين عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول ﷺ
" ان من أشراط الساعة ---- فذكر منها ويظهر الزنا " ، وعن أبى هريرة رضى
الله عنه قال قال رسول الله ﷺ " والذى نفسى بيده لا تفنى هذه الأمة حتى يقوم
الرجل الى المرأة فيفترشها فى الطريق فيكون خيارهم يومئذ من يقول لو واريتها وراء
هذا الحائط " رواه أبو يعلى وقال الهيثمى ورجاله رجال الصحيح .
فى عصرنا الحالى يظهر الزنا فى قمته وبخاصة
فى البلاد الغربية فمن الأمور المتعارف عليها ما يسمى بالرفيقة والرفيق Girlfriend & boyfriend ، وأصبح ارتكاب الزنا من الحرية الشخصية ، وأصبحت العذرية من الأمور
المعيبة ، وكثر أبناء الزنا ، وما وصفه الحديث هو الوصف الدقيق لما يحدث فى البلاد
الغربية فلا يلام من يزنى بل يلام لأنه زاحم الطريق ليس لأنه افترش المرأة فى
الطريق ، وأما اكتفاء الرجال بالرجال والنساء بالنساء: فهو عدول الناس عمّا أباحه
الله من الزواج إلى ارتكاب فاحشة اللواط بين الرجال والسحاق بين النساء، وهى
منتشرة فى زواج المثليين والاعتراف به .