Grammar American & British

Tuesday, June 2, 2020

الفرعونية فى القران الكريم ( 7 )

الفرعونية فى القران الكريم 7 

صفات الفئات الداعمة للفرعون .

تشترك الفئات الداعمة للفرعون فى صفاته وفى جريمته كل حسب موقعه ومنزلته وسلطاته من فسادوفسق وعلو واتباع واشتراك فى الجريمة والجرم وفى التفرقة العنصرية فى التعامل وتمجيد للحاكم وتأييده وهم الظهير له ،

وسواء أكان الحاكم أو السلطان عادلا ، او ظالما فهو بحاجة الى معين ، فان كان من أهل الحق فلمن عاونه أجر عظيم ، وهم بطانة الخير وأهل الفضل ، وأما ان كان جائرا ظالما فلكل من عاونه أ ثم ووزر ،  لأنه لولا هذه المعاونة لما استطاع أن يخضع الناس ويذلهم ، فهم أنصار الباطل وشركاء الأثم .

فرعون لايستطيع أن يفرض نظامه بمفرده ، وكان له أعوان يساندونه فلولاهم لما تفرعن وطغى وتجبر ، ولابد من جمهور يتقبل هذا الذل " فاستخف قومه فأطاعوه " ، ولن تخضع الجماهير أو القوم لهذا الذل الا اذا كانوا فاسقين فيكون فسق الأغلبية سببا فى انتشار ونمو الباطل وسيطرته ، ولما أجتمع لفرعون فسق الجمهور أو القوم ومشاركة المنتفعين المتزلفين تفرعن ، وهم يقتسمون معه الجزاء الذى الحقه الله بهم جميعا من عقاب فى الدنيا من تسع آيات ومن رجز أليم ، وفى الآخرة حيث أوردهم النار خالدين فيها ، وأورثهم عذاب القبر الى يوم القيامة حسب تفسير المفسرين ، وفى سورة هود " يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود * وأتبعوا فى هذه لعنة ويوم القيامة بئس الفد المرفود " هود 89 – 99 ،وفى سورة غافر " النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب " غافر 46 ، ومن خلال القرآن الكريم يمكن أن نحدد المشاركين والمساندين لفرعون الذين ساهموا فى ابراز شخصيته واظهارها وهم :

1- ) هامان .الذى يمثل أقرب الناس اليه ، وفى القرآن الكريم فى سورة غافر " ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين * الى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب " غافر23 - 24  ، وفى آية أخرى   " ان فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين "القصص 8 ، فهو ساعد فرعون الأيمن والشخصية الثانية فى هرم السلطة وتعادل رئيس الوزراء فى العصر الحالى ،  وكلمة خاطئين تعنى آثمين فى كل شىء فى أفعالهم وأقوالهم ، ويستعين به فرعون فى تنفيذ سياسته وآرائه ، " وقال فرعون ياهامان ابن لى صرحا لعلى أبلغ الأسباب * أسباب السماوات فأطلع الى آله موسى وانى لأظنه كاذبا وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل وما كيد فرعون الا فى تباب " غافر 36 – 37  " وقال فرعون يآيها الملأ ما علمت لكم من آله غيرى فاوقد لى يا هامامان على الطين فاجعل لى صرحا لعلى أطلع الى آله موسى وانى لأظنه من الكاذبين " القصص 38 ، وفى سورة القصص " فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا ان فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين " القصص 8  ، الآية هنا خصت هامان لما له من أهمية بالنسبة لنظام فرعون ، وهو مهندسه الذى يستعين به فى كل أموره عندما يريد شيئا وأمره أن يبنى له الصرح .           

2- ) الملأ  من قوم فرعون أى المحيطين به " وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من آله غيرى ... " القصص 38 ، وفى سورة الشعراء " قال للملأ من حوله ان هذا لساحر عليم * يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون * قالوا أرجه وأخاه وأبعث فى المدائن حاشرين " الشعراء 34 – 35 ، وفى سورة يونس " ثم بعثنا من بعدهم موسى وهارون الى فرعون وملأيه بآياتنا فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين " يونس 75 ، والملأ هنا مجرمين مثل فرعون تما ما  ،وفى سورة يونس " فما آمن لموسى الا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملأهم أن يفتنهم وان فرعون لعال فى الأرض وانه لمن المسرفين " يونس 84 ،  والملأ هنا مثل فرعون وهم يشتركون معه فى البطش وهم يفتنون بنى اسرائيل ويوقوعون فى قلوبهم الخوف والرعب  ،" وقال موسى ربنا انك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا فى الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا أطمس على أموالهم , وأشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم " يونس 88 ،فملأ فرعون مثل فرعون يغترون بما لديه من أموال يضلون بها ويحاربون بها عباد الله ويسومونهم سوء العذاب بالتحالف مع فرعون ،  وفى سورة هود 96 – 97 " ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين * ا لى فرعون وملأيه فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد " ، والملأ يتبعون أمر فرعون ويسيرون بما يملى عليهم الدكتاتور الطاغية كما يحدث الآن ،  والملأ هم كبار القوم وأشرافهم ووجهائهم وروؤسائهم  الذى يرجع النفوذ والقول اليهم ، وهم من يقف وراء الحاكم مثل كبار رجال الأعمال حاليا وكبار السياسيين والاعلاميين وغيرهم .

الفرعونية فى القران الكريم ( 6 )

الفرعونية فى القران الكريم 6 
من صفات فرعون 

-14) التنكيل بالمعارضين حتى لو كانوا من أتباعه لو خالفوه الرأى أتبعوا الحق وعدلوا عن أرائهم السابقة

ظهر ذلك فى تنكيل فرعون بمن جاء بهم من السحرة ليناصروه ،فقد اتهم فرعون سيدنا موسى عليه السلام بالسحرعندما جاءه بالآيات من ربه للتدليل على صدقه ، العصا واليد البيضاء ليقيم عليه الحجة ويتراجع عن غيه

ففى سورة الشعراء " قال أو لو جئتك بشىء مبين * قال فأت به ان كنت من الصادقين * فألقى عصاه فاذا هى ثعبان مبين * ونزع يده فاذا هى بيضاء للناظرين * قال للملأ حوله ان هذا لساحر عليم * يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تامرون * قٌالوا أرجه وأخاه وابعث فى المدائن حاشرين * يأتوك بكل سحار عليم تأمرون * يأتوك بكل سحار عليم * فجمع السحرة لميقات يوم معلوم * وقيل للناس هل أنتم مجتمعون * لعلنا نتبع السحرة ان كانوا هم الغالبين * فلما جاء السحرة قالوا لفرعون ائن لنا لأجرا ان كنا نحن الغالبين * قال نعم وانكم اذا لمن المقربين * قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون * فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون انا لنحن الغالبون * فألقى موسى عصاه فاذا هى تلقف ما يأفكون * فألقى السحرة ساجدين * قالوا آمنا برب العالمين * رب موسى وهارون * قال آمنتم له قبل أن آذن لكم انه لكبيركم الذى علمكم السحر فلسوف تعلمون لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم أجمعين * قالوا لاضير انا الى ربنا منقلبون * انا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين " الشعراء 30 – 51 ، رد سيدنا موسى كان من جنس العمل ففرعون يؤمن بالسحر وكان السحر منتشرا وبرع فيه قوم فرعون ، وكان ايمانهم بالسحر كبير ، ولما عجز اتهم موسى بالسحر وهدده بالسجن وتكميم الأفواه كما يفعل الحكام المستبدون ، وهى من صفات الفرعونية ، وواجه سيدنا موسى عليه السلام بالبرهانان من ربه ، فألقى عصاه فاذا هى ثعبان حقيقى وليس خداع بصر كما يفعل السحرة أو من يدعون السحر ، فكان ثعبان عظيم الشكل بديع فى الضخامة والهول حتى قيل أن فرعون لما شاهد  ذلك أخذه رهب شديد وخوف عظيم ، ولكنه كبر الكفر والفرعونية ، وقيل أنه حصل له اسهال عظيم أستمر أكثر من أربعين مرة فى يوم ، وأدخل موسى عليه السلام يده فى جيبه واستخرجها وهى كفلقة القمر تتلألأ نورا يبهر الأبصار واذا أعادها الى جيبه واستخرجها ترجع الى صفتها الأولى ، ولم يتراجع فرعون لعنه الله بشىء بل استمر على ما هو عليه وأظهر أن هذا كله سحر واستعان بالسحرة ومؤيديه كما يفعل الحكام المستبدون من الاستعانة بمؤيديهم من اعلاميين وغيرهم فى العصر الحالى ، وجمع السحرة جميعا من رعيته وتحت قهره ودولته .

استمرت المعركة بين الحق والباطل بالرغم من تحذير سيدنا موسى عليه السلام " قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله الكذب فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى * فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى " طه 61 – 62 

والحجة التى أوردها سيدنا موسى عليه السلام أثارت النزاع بين قوم فرعون فقائل يقول انه كلام نبى وليس بساحر وقائل يقول انه ساحر وأسرواالتناجى بهذا وغيره وينتظروا لقاء موسى عليه السلام والسحرة .

وأنتصر موسى عليه السلام ، وظهر الحق على يدى سحرة فرعون ، عرفوا أن ما جاء به موسى عليه السلام ليس بسحر ، وهم أعلم الناس بالسحر ، عرفوا أنه مؤيد من عند الله ، عرفوا أن عصاه هى من عند الله ، خروا ساجدين لله وآمنوا به ، وتمسكوا بايمانهم ، ويتخلى السحرة عن فرعون وعمله وطلبوا من الله المغفرة ، وأنهم أول المؤمنين بالله وبعد أن كان فرعون يقول لهم أنهم من المقربين ، وبعد أن كانوا يطلبون منه الأجر والمكافئة ، وبعد أن أقسموا بعزة فرعون وأنهم سوف يغلبون ، أنقلبوا بعد أن رأوا الآيات البينات وأن موسى مرسل ومؤيد من الله ، وهنا ثارت ثورة فرعون " كيف يؤمنون بموسى عليه السلام دون أخذ اذن منه ، وأتهم موسى عليه السلام بأنه رئيسهم فى السحر وأن كل ذلك مؤامرة عليه ، وقرر أن ينكل بهم بعد أن أصبحوا من معارضيه ، سوف يقطع أيديهم وأرجلهم ويصلبهم ، لكن حلاوة الايمان دخلت قلوبهم ، فلم يخفهم تهديده ، فهم سوف يرجعون الى الله ، وطلبوا من الله المغفرة ، وادركوا أن جزاءهم عند الله هو الجنة ، " قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذى فطرنا فاقض ما أنت قاض انما تقضى الحياة الدنيا * انا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى * انه من يأت ربه مجرما فان له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى * ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى * جنات عدن تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى " طه 72 - 76   ، وانتصر الحق ، وهزم الباطل من حيث أراد أن ينتصر ، وذلك شبيه بما يحدث اليوم من اتهام بقلب نظام الحكم واثارة الفتنة "قال فرعون آمنتم به قبل أن آذن لكم ان هذا لمكر مكرتموه فى المدينة لتخرجوا منها أهلها فلسوف تعلمون "الأعراف 123 ، ولايعترف لباطل بفشله وظلمه بل يكيل الاتهامات للآخرين ويحملهم فشله .

15-) المضى بمن حوله وقومه الى الدمار والتهلكة  فنحن نعرف أن لكل ظالم نهاية ، فعلى مدار التاريخ هلك كل من تجبر وكانت نهايته قاسية ، نكالا من الله ، فخسر الدنيا والآخرة ، فنحن نعرف نهاية فرعون وهلاكه فى الدنيا ، فقد علم فرعون أن بنى اسرائيل ينوون الخروج طالبين بلاد الشام فحنق عليهم كل الحنق ، واشتد غضبه عليهم وشرع فى استحثاث جيشه ، وجمع جنوده ليلحق بهم ويمحقهم " وجاوزنا ببنى اسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى اذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا آله الا الذى آمنت به بنو اسرائيل وأنا من المسلمين * ألآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين * فاليوم ببجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وان كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون " يونس 90 – 92 ، وفى سورة الأعراف136 " فانتقمنا منهم فأغرقناهم فى اليم بأنهم كذبوا بأياتنا وكانوا عنها غافلين " وفى سورة الأعراف 137 " .. ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون "، وفى سورة القصص " واستكبر هو وجنوده فى الأرض بغير الحق وظنوا أنهم الينا لايرجعون * فأخذناه وجنوده فنبذناهم فى اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين * وجعلناهم أئمة يدعون الى النار ويوم القيامة لا ينصرون * وأتبعناهم فى هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين " الأعراف 39 – 42  ، وكانت نهاية فرعون هى الهلاك له ولكل من كان معه ، فى الدنيا والآخرة وحتى فى عذاب القبر . 

الفرعونية فى القران الكريم ( 5 )

الفرعونية فى القران الكريم 5 
من صفات فرعون فى القران الكريم-) التفريق بين الناس ، بما نعرفه فى عصرنا بالتفرقة العنصرية على أساس الدين والجنس والعرق  " ان فرعون علا فى الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبنائهم ويستحيى نساءهم انه كان من المفسدين " القصص4 أى تجبر وعتا وطغى وفرق بين الناس وهم من رعيته وشعبه وهم بنو اسرائيل .

10-) التسلط فى الرأى والدكتاتورية  ففى سورة غافر يقول القرآن الكريم عن فرعون "قال فرعون ما أريكم الا ما أرى وما أهديكم الا سبيل الرشاد" غافر 27 ، فالفرعون أو الدكتاتور يرى نفسه دائما على صواب ويسخر الوسائل ليجعل شعبه على الأقل يتبعه ، وفى العصر الحديث لا ننسى هتلر وما فعله فى ألمانيا ليجعل شعبه على الأقل يتبعه وما جره ذلك على ألمانيا ،وما فعله استالين فيما كان يسمى بالاتحاد السوفيتى من قتل ونفى الى سيبيريا وموت عشرين مليون من معارضيه على يديه فى الحكم الشيوعى ، وفى حكامنا العرب والمسلمين الأمثلة كثيرة لاحصر لها .

11-) الغرور بما لديه من ثروة وملك وقوة وسطوة  كلها من عند الله  ففى سورة الزخرف 51 – 53 " ونادى فرعون فى قومه أليس لى ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتى أفلا تبصرون * أم أنا خير من هذا الذى هو مهين ولا يكاد يبين* فلولا ألقى عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين " ، وفى سورة النازعات " فأراه الآية الكبرى * فكذب وعصى * ثم أدبر يسعى * فحشر فنادى * فقال أنا ربكم الأعلى " النازعات 20 – 24 ، وهو مغتر بما لديه من قوة " وفرعون ذى الأوتاد "الفجر 10 ، " كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد " ص 12 ، ان القرآن الكريم شبه هنا فرعون فى ثبات ملكه ورسوخ سلطته ببيت ثابت أقيم عماده وتثبتت أوتاده ، وقال ابن مسعود وابن عباس رضى الله عنهما " الأوتاد هى الجنود يقوون ملكه ، اى فرعون ذو الجنود ( قصة موسى مع فرعون – محمد بن صالح العثيمين - )، فرعون مصاب بالغرور وجنون العظمة الكاذبة ، وهو مرض يصيب كل حاكم مستبد وينتهى به الى ضياع الملك وضياع بلاده ، ففرعون يتباهى بملك مصر وما فيها من أنهار وما فيها من ذهب ويسخر من سيدنا موسى عليه السلام ويتهمه بالهوان والفقر ويسخر منه ويطلب منه أن يأتى بالملائكة .

12- ) الاستخفاف بعقول شعبه وتضليلهم واتباعهم له وخسرانهم  يقو

ل القرآن الكريم عن فرعون فاستخف قومه فاطاعوه انهم كانوا قوما فاسقين * فلما أسفونا انتقمنامنهم فأغرقناهم أجمعين * فجعلناهم سلفا ومثلا للأخرين  " الزخرف 54 - 56 ، وكما ذكرنا فى النبذة التاريخية عن  أحوال القوم وكيف ينظر لفرعون من جانب قومه على أنه آله ابن آله وأن له كل ما فى الكون وكانوا يطيعونه فى ذلك لأنهم مثله فاسقين خارجين عن طاعة الله فهو يقول لقومه " أنا ربكم الأعلى " ، وفى سورة القصص " وقال فرعون يأيها الملأ ما علمت لكم من اله غيرىفأوقد لى يا هامان على الطين فاجعل لى صرحا لعلى أطلع الى اله موسى وانى لأظنه من الكاذبين ." القصص 38  ، وفى سورة غافر " وقال فرعون ياهامان ابن لى صرحا لعلى أبلغ الأسباب * أسباب السموات فأطلع الى اله موسى وانى لأظنه كاذبا وكذلك زين لفرعون سوؤء عمله وصد عن السبيل وما كيد فرعون الأ فى تباب " غافر37  ، وهنا ينكر فرعون وجود الله ويستخف بعقول من حوله فطلب من وزيره هامان أن يبنى له قصرا عاليا من الآجر او الطوب المحروق لأن البناء كان من الطين والطوب اللبن ، ولايمكن أن يرتفع البناء ، ويقول ذلك ساخرا أنه لايوجد آله غيره ، وهنا نذكر ما فعله جاجارين رجل الفضاء الروسى عندما ركب سفينة فضائية فى رحلة الى الفضاء الخارجى للأرض وقال لم أجد الله على حد زعمه فى جهل مطبق ، فملة الكفر واحدة ، وفى عصرنا الحالى ماحدون يفاخرون بالحادهم وماديتهم وينكرون وجود الله ، وعبدة للشيطان ، وعبدة للبقر والأصنام فى الهند وغيرها يضطهدون المسلمين.

والطاغية لايجر على من اتبعه الا الخسران فى الدنيا والآخرة ، يقول القرآن الكريم فى سورة هود " ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين * الى فرعون وملأيه فأتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد * يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود " 96 – 98 ولذا فمن صفات الفرعونية الكفر ومحاولة البرهنة الكاذبة عليه واستخفاف عقول الدهماء لهذا الاعتقاد ، والمادية الكافرة موجودة فى عصرنا الحالى كما كانت موجودة فى الماضى .

13-) التصلب والعناد والاستمرار فى الضلال والاستكبار عن اتباع آيات الله والحق والاصرار على ذلك حتى النهاية  .

أيد الله رسوله موسى عليه السلام بآيات مادية بالاضافة الى مالديه من قوة حجة وبرهان ظهر من خلال لقائه بفرعون فقد بادل فرعون الحجة والموعظة الحسنة وظهرت براعة سيدنا موسى فى الحوار ، وكان هناك حرب فكرية وعقائدية بين فرعون وموسى عليه السلام ، فقد حرص فرعون على أن يحاور موسى عليه السلام أمام الملأ من قومه ليعرفهم على موسى عليه السلام ودعوته ، ويضع أيديهم على مدى خطورتها عليهم ، وذلك ليهيجهم عليه وينشطهم فى حربه ، والملأ هم كبار رجال دولته الذين يتولون حكم الدولة بأسمه ، فبدأ فرعون بتذكير سيدنا موسى بما كان فى الماضى من تربيته له وفضله عليه ، وبما وقع منه من قتل لأحد أتباعه على يديه " قال الم نربك فينا وليدا ولبثت فينا فى عمرك سنين * وفعلت فعلتك التى فعلت وأنت من الكافرين * قال فعلتها اذا وأنا من الضالين * ففررت منكم لما خفتكم فوهب لى ربى حكما وجعلنى من المرسلين * وتلك نعمة تمنها على أن عبدت بنى اسرائيل " الشعراء 18 – 22 ، فرد عليه موسى عليه السلام أن ما وقع منه كان قبل أن يمن الله عليه بالرسالة ، وأن ليس له عليه فضل فى تربيته له فهو قد أخذ الكثير من بنى اسرئيل فى تسخيرهم وخدمتهم له ، ، ولذلك صعد فرعون فى حواره مع موسى عليه السلام وعلت نبرته وارتفعت حدةكلامه ، وتخلى عن هدوئه الظاهرى المصطنع "قال فرعون وما رب العالمين * قال رب السماوات والأرض وما بينهما ان كنتم موقنين * قال لمن حوله ألا تستمعون * قال ربكم ورب آبائكم الأولين * قال ان رسولكم الذى أرسل اليكم لمجنون * قال رب المشرق والمغرب وما بينهما ان كنتم تعقلون * قال لئن اتخذت آلها غيرى لأجعلنك من المسجونين " ،  وذكرت قصة موسى عليه السلام مع فرعون بالتفصيل فى سورة الشعراء الى غرق فرعون وقومه وتبرز قوة المواجهة والتحدى ، أما فى سور الأعراف كان بعث موسى عليه السلام بالآيات الى فرعون وملئه وفى سورة  الفرقان الى القوم الذين كذبوا بآياتنا أى آيات الله ، وفىسورة  طه الارسال الى فرعون وحده أما فى سورة الشعراء فكان الاتيان الى القوم الظالمين قوم فرعون " واذ نادى ربك موسى أن أت القوم الظالمين * قوم فرعون ألا يتقون " الشعراء 10 – 11 .

الصيغ التى جاءت فى الحوار أكدت وأثبتت حقيقة النبى موسى عليه السلام ، ذلك أن الداعية عليه أن يتمتع بلغة سليمة وواضحة عقلانية منطقية ، فيها حكمة وموعظة حسنة ، عكس فرعون الذى لا يتحدث الا بالتهديد والوعيد والقتل والتنكيل كما يحدث حاليا فى الاعلام من تشويش وتشويه لصورة الشخص المعارض و النيل منه ،المعارض للحاكم أو التيار المستبد ، ولما أنقطع فرعون وغلب فى الحجة رجع الى الاستعلاء والبطش متوعدا موسى عليه السلام بالتنكيل به بالقائه فى أقبية سجون التعذيب ، وهكذا شأن الطغاة المتجبرين اذا غلبوا فى الحجة عدلوا الى أسلوب التنكيل بدلا من أسلوب الحوار والتعذيب متذرعين بقوة الجاه والسلطان ، يسعون الى قهر الخصم والنيل منه بمنطق الحديد والنار .

وسجن فرعون كان أشد من القتل ، وقد اقتدى به زبانية اليوم من الطغاة المتجبرين ، يضعون الانسان فى زنزانة فى أقبية تحت الأرض لا يرى الشمس ولا النور ولا الضياء ويسومونه سوء العذاب .

وقد نجح موسى عليه السلام الحكيم فى استدراج فرعون وتحويل الموضوع الى حوار عام مفتوح ، فها هو فرعون يوجه كلامه للملأ من حوله ، وها هم الملأ يستمعون الى الحوار بين فرعون وموسى عليه السلام ، وهم يعلمون أنهم مقصودون بذلك ، وانتقال فرعون دليل على هزيمته أمام موسى عليه السلام وعدم وقوف كلامه أمام قوة حجة موسى عليه السلام ، وبما أنه عجز عن دفع حجة موسى عليه السلام الفكرية انشغل بتشويه شخصية موسى عليه السلام ، وما أقدم عليه فرعون أمام موسى عليه السلام هو نفس ما يقدم عليه كل حاكم طاغية مستبد ، فعندما يعجز الطاغية عن نقض الحجج لأصحاب الحق ، ولا يستطيع دفع الحجة بالحجة فأنه يلجأ الى سب وشتم واتهام أصحاب الحق .

 والملاحظ أن موسى عليه السلام بقى متمتعا بهدوئه فى ذلك الحوار الموسع وبقى يحافظ على الموضوعية الحكيمة فى الحوار والجواب والكلام ، لم يخرجه فرعون عن موضوعيته وحكمته ، كما أنه لم يضعف أمامه فلم يخفه ولم يخش تهديده وبقى يواجهه بعزة وشجاعة وجرأة هى جرأة أهل الحق  ، ومن حكمة موسى عليه السلام مع فرعون أمام الملأ أنه لم ينزل الى مستوى فرعون الهابط ، ولم يرد على الاتهام  باتهام مقابل ، ففرعون الهابط يريد أن يصرف سير المواجهة الى موضوع هامشى تافه يقوم على الملاسنة والسباب والشتم بين شخصين ، وموسى عليه السلام يدرك هذه اللعبة الفرعونية فلم يستجب له وأبقاها فى اطارها .

تظاهر فرعون أمام الملأ من حوله على أنه حليم موضوعى واسع الصدر يستمع للرأى المخالف ولا يصدق به ، لم يستمر بذلك لأنه ضاق ذرعا بعلمية ومنهجية حوار موسى عليه السلام فى أدلته وكلامه وظهر على صورته الحقيقية ، صورة الطاغية المستبد ، فهدد تهديدا واضحا صريحا بالسجن .

www wasatyea.net( المنتدى العالمى للوسطية – 1 ديسمبر 2009 ) 


الفرعونية فى القراز الكريم ( 4 )

الفرعونية فى القران الكريم 4 

صفات فرعون فى القرآن الكريم .

ان شخصية فرعون و صفاتها القرآن الكريم أوالفرعونية دالة على معنى السلطة الطاغية المستبدة التى تدعى الألوهية ، وتستغل سذاجة الشعب لاذلاله ، وفرض الطاعة عليه ، ولفظ فرعون واسمه مرتبط هو وملأه بأوصاف ذكرها القرآن الكريم وأهمها :

1-) الكفروالتكذيب بآيات الله ، وقد ذكر ذلك فى آيات كثيرة نذكر  منها ، فى سورة الأنفال " كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات الله فأخذهم الله بذنوبهم ان الله قوى شديد العقاب " الأنفال 52 ،وكذلك فى نفس السورة " كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآيات ربهم فأهلكناهم بذنوبهم وأغرقنا آل فرعون وكل كانوا ظالمين " الأنفال 54

2-) الطغيان  وهو تجاوز الحد فى الكفر والتجبر والفساد ، فقد جاوز فرعون الحد فى الكفر وفى كل رذيلة ، تجاوز الحد فى ادعاء الألوهية والربوبية "اذهب الى فرعون انه طغى " النازعات 17،"، وفرعون ذى الأوتاد * الذين طغوا فى البلاد * فأكثروا فيها الفساد* فصب عليه ربك سوط عذاب * ان ربك لبا لمرصاد " الفجر 10 - 14 ، والطاغية عديم الاحساس مفترس بلا مشاعر .

3- ) الظلم والفساد والاستبداد . ففرعون مستبد متفرد بالرأى فى التطرف ، يختصر الدولة فى سخصيته ." وفرعون ذى الأوتاد * الذين طغوا فى البلاد * فأكثروا فيها الفساد * فصب عليهم ربك سوط عذاب * ان ربك لبالمرصاد "الفجر 10 – 14 .

4-) سوم الناس سوء العذاب . تقول سورة البقرة عما فعله فرعون من تعذيب لبنى اسرائيل " واذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفى ذلكم بلاء من ربكم عظيم " البقرة 49 ، وفى سورة الدخان " ولقد نجينا بنى اسرائيل من العذاب المهين * من فرعون انه كان عاليا من المسرفين " الدخان 30 – 31

5-) ادعاء الألوهية  . يقول فرعون " وقال فرعون ياآيها الملأ ما علمت لكم من آله غيرى .. " القصص 38 ، فحشر فنادى * فقال أنا ربكم الأعلى " النازعات 32 - 24

6-) الاستكبار وهو الامتناع عن قبول الحق ، معاندة وتكبرا وليس جهلا أو لقلة علم ، بل لانكار الحق الساطع المبين ، والامتناع عن قبول الحق عن بينة " واستكبر هو وجنوده فى الأرض بغير الحق وظنوا أنهم الينا لايرجعون" القصص 39 ، وفى سورة غافر " وقال موسى انى عذت بربى وربكم من كل متكبر لايؤمن بيوم الحساب " غافر 27، ولفظ متكبر أى جبار عنيد لا يرعوى ولاينتهى ولايخاف عذاب الله ، والكفر وانكار يوم القيامة والتكبر من صفات الفرعونية ، وفى العصر الحديث كان تجبر الشيوعية وزعمائها وما تحمله من الحاد فهى التى تقول أن الدين أفيون الشعوب ، والراسماليون وأتباعهم ينتمون الى صفات الفرعونية من اباحية وسماح بسيادة الكفر بزعم حرية الرأى ، والفكر الصهيونى ومايمثله من عنصرية وطرد للسكان واستكبار  .

7-) العلو فى الأرض  ويعنى الشعور بالعظمة والقوة والمنعة مما يؤدى الى الترفع والنظرة الفوقية "ان فرعون علا فى الأرض وجعل أهلها شيعا " القصص 4 ، " وان فرعون لعال فى الأرض " ، "فحشر فنادى * فقال أنا ربكم الأعلى" النازعات 23 - 24 ،ان ما كان يملك فرعون من ثروة ومال وجاه وسلطان أدخل فى نفسه العلو .

8-) الفسق ومعناه الخروج عن طاعة الله " وأدخل يدل فى جيبك تخرج بيضاء من غير سوء فى تسع آيات الى فرعون وقومه انهم كانوا قوما فاسقين " النمل 12 ، وفى سورة القصص " أسلك يدك فى جيبك تخرج بيضاء من غير سوء واضمم اليك جناحك من الرهب فذانك برهانان من ربك الى فرعون وملأيه انهم كانوا قوما فاسقين " القصص 32 ففرعون فاسق هو وقومه .

الفرعونية فى القران ( 3 )

الفرعونية فى القران 3 
من هو فرعون موسى عليه السلام .

www.ahl-alquran . com

يقول أ / أحمد صبحى منصور فى موقع أهل القرآن " ان المنهج القرآنى المعتاد فى القصص هو عدم تحديد الأشخاص وذلك للتأكيد على جانب العبرة والعظة بأن تتحول الحادثة التاريخية المحددة بالأسماء والزمان والمكان الى قضية عامة قابلة للآستشهاد بها والاتعاظ بها فى كل زمان ومكان ، وبذلك يتحول الشخص من "اسم" الى " رمز" ، بل ان القرآن الكريم حين يذكر اسم الشخص فانه يحوله أيضا الى رمز لفكرة معينة ، ولذلك تحول "أبو لهب" و"آزر" الى رموز للسقوط والتردى حتى لو كان ذلك الخاسر من أقرب أقارب النبى ، وبذلك أسقط القرآن دعاوى النسب الشريف التى تعطى حصانة لأصحابها ، فخاتم النبيين محمد عليه الصلاة والسلام كان عمه "أبو لهب" كافرا ، وخليل الله ابرهيم عليه السلام كان أبوه"آزر كافرا ، ان فرعون فى حد ذاته لقب سياسى للملك المصرى ، وليس أسم شخص ، وفرعون موسى عليه السلام ليس بدعا من أسلافه ، ولذلك أكتفى القرآن الكريم به رمزا لكل حاكم ظالم مدع الآلوهية ، يسير الى نهاية الشوط فى حرب الله تعالى فيلقى جزاءه ، وفى القرآن ما يوضح أن فرعون موسى عليه السلام شخص واحد هو الذى أضطهد بنى اسرائيل وهو الذى طاردهم حتى غرق بجنوده فى البحر ، ففى سورة الأعراف 127 " وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا فى الأرض ويذرك وآلهتك ، قال سنقتل أبناءهم ونستحيى نساءهم ، وانا فوقهم قاهرون ، قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا ان الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ، قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا ، قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم فى الأرض فينظر كيف تعملون"الأعراف 127 ، أى أن الأضطهاد أستمر متصلا قبل مجىء موسى عليه السلام وبعده ، والعدو الذى يمارس الأضطهاد شخص واحد وهو الذى سيلقى الهلاك وسيخلفه بنى اسرائيل فى الأرض .

وفى سورة القصص تفصيلات أكثر يتضح فيها أن فرعون موسى عليه السلام شخص واحد وملك واحد " ان فرعون علا فى الأرض وجعل أهلها شيعا ، يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيى نساءهم ، انه كان من المفسدين * ونريد أن نمن على الذين استضعفوا فى الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين * ونمكن لهم فى الأرض ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون * وأوحينا الى أم موسى أن أرضعيه فاذا خفت عليه فالقيه فى اليم ولا تخافى ولا تحزنى انا رادوه اليك وجاعلوه من المرسلين * فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا ان فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين " القصص 4 – 8 .

وفرعون الذى أضطهد بنى أسرائيل هو نفسه الذى كفل موسى عليه السلام ، وهو نفسه الذى كان موسى سببا فى ضياع ملكه ، بل أن الملأ هو نفس الملأ ، وهامان هو نفسه هامان فى سنوات الاضطهاد وفى الغرق أيضا .

وفى سورة الشعراء توضيح نتأكد منه أن الفرعون الذى تربى موسى عليه السلام فى كنفه هو نفس الفرعون الذى جاء موسى عليه السلام فيما بعد نبيا مرسلا يطلب منه الخروج بقومه فقال له فرعون " قال ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين ،*وفعلت فعلتك التى فعلت وأنت من الكافرين " الشعراء 18 – 19 .



الفرعونية فى القران ( 2 )

  2  الفرعونية فى القران 

نبذة تاريخية .

لابد لنا أن نرجع الى كتب التاريخ وماتقوله عن "فرعون" ، فى " معجم الحضارة المصرية القديمة" لجورج بوزنر وآخرين / ترجمة أمين سلامة – اصدار الهيئة المصرية العامة للكتاب – الصفحات من 254 وحتى 258 ورد الآتى

" لم يستعمل هذا اللقب الا فى الألف الأولى قبل الميلاد كلقب للملك ، وكلمة فرعون مشتقة من اللفظ المصرى "برعا" أى "البيت العظيم"التى بعد استعمالها للقصر أستعملت لصاحبه ( كما أستعمل الباب العالى للدلالة على السلطان العثمانى ) ، غير أن لقب "فرعون" لم يستعمل فى أى وقت من التاريخ كلقب حقيقى رسمى لملك .

لم تكن هيئة فرعون أقل فخامة اذ تجعله شاراته فى مصاف الآلهة ، فكان يضع كالآلهة ذنب حيوان متصلا بحزامه ويتدلى من وسطه ، ويضع لحية مستعارة كانت هى نفسها آلها ، ويحمل صولجانا مزينا برأس حيوان الآله ست ، وكانت رعيته الوفية تنشد التراتيل لتاجه المشبع بقوة خارقة ، وفى وسط جبهته أفعى مقدسة تقذف اللهب المدمر للمتمردين" .

لما كان فرعون ذا بنية بطل فقد سيطر على الحشود ، ما من فرد كان يستطيع مقاومة قوته ، أو يصد ضرباته ، أو يفر من مطاردته ، يقف وحده فى ساحة القتال فينكل بالألوف من أعدائه ، والخوف الذى يبثه يلقى الرعب فى قلوب البرابرة فى بلادهم ، كان فرعون الأبن الحقيقى للاله الأعلى ، ويجب على من يتقدم من فرعون أن يطرح نفسه على الأرض "فيشم الأرض ويزحف عليها" ويتضرع الى ذلك الآله الكامل ، يمتدح جماله ، يبقى فرعون بعيدا عن غيره فى العالم الآخر شأنه فى هذا العالم شأنه على الأرض ، فينفرد بدار فخمة فى العالم الآخر ، ويكون معادلوه السماويون أقرب اليه دائما من رعاياه ، ولما كان ابن الآله ووارثه بل هو آله نفسه كان وحده القادر على الاتصال بالأرباب ، فكان ينهض بالطقوس اللازمة لتمجيد أسلافه العظام ، كان من أبنائهم ، وان كان الكهنة وحدهم هم القائمون بالخدمة فى المعابد كممثلين له ، لقد بنى المعابد وأنفق عليها من ثروته وفى مقابل ذلك تساعده الآلهة فى كل مناسبة ، فمنحته الآلهة السيطرة على العالم ، التى تبعا للمعتقدات السائدة كانت من حقه ، فكل ملك مهما كان خادم له ، وكل عدو له متمرد محكوم عليه بالهلاك ، كانت الحياة والموت ملكا للملك يعطى الصحة لمن يشاء ، أطاعته العناصر .

يمكن تعداد قوى فرعون غير المحدودة ومواهبه التى فوق مواهب البشرباسهاب أكثر ، ولن من الجلى أنه كان الها حقا ، لقد نسيت رعيته أنه على أية حال بشر .

من السهل أن نسترسل فى ذكر الأمثلة على أن الملك كان فى عينى نفسه وفى عيون رعيته مخلوقا بشريا خارقا للعادة.

وفى موسوعة شبابنا"لاروس" – تاريخ العالم – تعريب / د فريد أنطونيوس – عويدات للنشر والطباعة – بيروت لبنان – الطبعة الأولى 2001 صفحة 13 ، تقول الموسوعة عن الفرعون مؤيدة للكلام السابق " تشتق كلمة فرعون من " برعا"من اللغة المصرية التى تعنى أولا "البيت الكبير"أو القصر وأدواته قبل أن تعنى الملك ، المصريون يعتبرون الفرعون انسانا يمثل الآلهة ،وهكذا يتقاسم مع آلهة الديانة المصرية المتعددة ملكية الأرض وما فيها من ثروات ، يتمتع بكل السلطات فهو الرئيس الدينى ، وله القرار كذلك فى السلم والحرب ، عندما كان الفرعون يحتل بعض الأراضى كان المصريون يعتبرون ذلك امتدادا لحدود العالم الذى خلقته الآلهة ، بعد موته يحنط جثمانه وجثامين عبيده ، ثم يطيب ويلف بشرائط من الكتان ويوضع فى تابوت لأن المصريون كانوا يفكرون أن التحويل الى مومياء يسمح للفرعون ان ينضم الى عالم الآلهة .

كان الفلاحون المصريون يعتمدون على فيضان نهر النيل ، بعد الفيضان يزرعون ويحصدون ، وبانتظار الفيضان كانوا يساهمون فى البناء لأجل الفرعون .

فى موسوعة الطفل – المجلد 8 – وزارة الثقافة – مصر – الهيئة العامة للكتاب – صفحة 151 .

تقول الموسوعة " فرعون لقب أطلق على ملوك مصر القديمة فى العصور المتأخرة اعتبارا من الأسرة الثامنة عشر  ( 1554 – 1304 ق م )وصاعدا .

وأول ملك حمل هذا القب هو "اخناتون" ، لكن لقب "فرعون" لم يكن أحد أهم الألقاب التى كانت تطلق على الملك ، فكلمة "فرعون" تحريف لعبارة بير –عو أو عا أى "القصر العالى " ، فى اشارة واضحة الى القصر الملكى الذى كان قصر الملك .

وكان المصريون القدماء ينظرون الى فرعون بصفته الها وابن آله ، وكانوا يعتقدون أن الفرعون هو التجسيد البشرى لآله السماء حورس ، وابن الآله الشمس رع ، وكان الفرعون يملك من الناحية النظرية كل أراضى مصر ويحكم الشعب ، ولكن الجماعات ذات النفوذ وبينها الكهنة والنبلاء كانت تحد فى بعض الأحيان من سلطة الفرعون من الناحية الفعلية ، الا أن قواعد السلوك القويم التى اعتقد المصريون أن الآلهة سنتها لهم كانت تحكم كافة الأعمال التى يقدم عليها .

 فى الموسوعة الحرة "ويكيبيديا" – شبكة المعلومات تتحدث عن "فرعون" تقول " يعتقد علماء المصريات أن لقب "برعو" فى اللغة النوبية القديمة تعنى "المنزل الكبير" أو البيت الكبير ، أو ما يعنى "الباب العالى" ، وذلك نسبة الى تركيب "بر-عا" الذى ظهر فى عهد الأسرة الثامنة عشر والأسرة التاسعة عشر ، وبالرغم من هذا فلا نجد دليلا فى خرطوش واحد من الخراطيش الملكية التى تحمل اسماء الملوك يشير الى هذا اللقب "بر-عا" ، وعممت التوراة اللقب على من يحكم مصر من الملوك الثلاثة الذين كانوا يحكمون مصر وقتها ، والذين عاصروا أنبياء الله ابراهيم ويوسف وموسى عليهم السلام ، وأشارت التوراة فى سفرى التكوين والخروج لملوك مصر بلقب "فرعون" ، ولم يظهر اللقب الا فى عهد الأسرة الثامنة عشر ومن ثم يصعب أن يتلقب ملك مصر بهذا اللقب فى عهد ابراهيم أى لم يسبق ظهور "بر-عا" بما يزيد عن أربعة أو خمسة قرون ، غير أن لفظ فرعون له مصدر آخر غير التوراة وهو القرآن الكريم ، حيث يظهر اللقب كاسم علم أكثر منه لقبا فى آيات القرآن ، ويظهر ذلك جليا من آيات القرآن التى ورد فيها الأسم بعد أداة نداء ، حيث ذكر فى سورة الأعراف الآية 104 " وقال موسى يا فرعون انى رسول من رب العالمين " الأعراف 104 ، ومن هنا يترجح القول بأن كلمة "فرعون" هى أسم علم أكثر منه لقبا قبل تعميمه على ملوك مصر القديمة ، فأصبح لقبا لكل ملك حكم مصر .

يقول الدكتور زاهى حواس فى جريدة "الأخبار" المصرية فى العدد 43468 الصادر بتاريخ 10/12/2005 " وهنا يجب أن نفسر معنى كلمة فرعون لأننا نستخدمها فى بعض الأحيان دون معرفة معناها ، بل نحاول أن نشير الى أن كلمة فرعون تعنى الطاغية أو الظالم ، وذلك من خلال قراءة الكتب السماوية ، خاصة القرآن الكريم فى قصة موسى عليه السلام ، والفرعون ا لذى طغى ، وقد جعلنا هذا نعتقد أن كل الفراعنة طغاة ، وجعل البعض ينظر الى الآثار كأنها أصنام لأنها من صنع الطغاة ، وهنا يجب أن نشير الى أن اسم فرعون ينسب الى الأسم المصرى القديم "بر-عا" بما يعنى" المنزل العظيم" وهذا الأسم عرف فقط وأرتبط بالفرعون منذ عصر الدولة الحديثة أى منذ حوالى 1550 ق م ، وقد حرف الاسم بالعبرية الى "فرعو" ثم بالعربية الى فرعون ، وبالتالى فان الأسم يعنى الملك الذى يعيش فى القصر العظيم ، وقد عرف حكام مصر قبل الدولة الحديثة باسم"ملك" ، وبعد الدولة الحديثة بأسم "فرعون" ، وتظهر عظمة القرآن الكريم فى قصة سيدنا يوسف عليه السلام حيث لم تذكر القصة كلمة"فرعون" لأن الحادثة وقعت قبل الدولة الحديثة ، أما قصة سيدنا موسى فقد حدثت عندما كان الملك يطلق عليه أسم فرعون .

ورد ذكر اسم "فرعون" فى القرآن الكريم صراحة 17 مرة فى 27 سورة – 9 مرات فى الأعراف ، 8 مرات فى غافر ، 8 مرات فى القصص ، 8 مرات فى يونس ، 5 مرات فى طه ، 5 مرات فى الشعراء ، 3 مرات فى هود ، مرتين فى الدخان ، الأسراء ، التحريم ، المزمل ، البقرة ، الزخرف ، ومرة واحدة فى ثلاث عشر سورة هى البروج والقمر والمؤمنون والنمل والذاريات وابراهيم وآل عمران والحاقة والنازعات والعنكبوت والفجر وص و ق .



الفرعونية فى القران

الفرعونية فى القرآن الكريم .

مقدمة .

تعريف الفرعونية .

عندما نتكلم عن الفرعونية لايوجد فى القرآن الكريم أو الحديث الشريف هذه التسمية ، ولكن ما ورد هو  ذكر"فرعون" وكلمة الفرعونية بالتالى تنسب الى فرعون وما يحمله من صفات سيئة وردت فى القرآن الكريم فى الحديث عنه وعن أتباعه وقومه ، كما سنستعرضها من خلال ماذكره القرآن الكريم من صفات لفرعون هى نفسها صفات أو سمات الفرعونية وما تعنيه ، وكذلك من خلال استعراض سلوك فرعون مع سيدنا موسى عليه السلام ومع من أتبعه من بنى اسرائيل الذين كانوا على خلاف رعية فرعون اذ ذاك من خيار أهل الأرض حيث ورثوا التوحيد عن سيدنا ابراهيم عليه السلام وهم من سلالة نبى الله يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم خليل الله ،فكان الصراع مابين الفرعونية وما تمثله من كل صفات رذيلة سوف نذكرها من بطش وكفر وتكبر وجبروت وطغيان وعلو فى الأرض وفساد وبين دعوة التوحيد وعبادة الله ورسالة الايمان التى يمثلها سيدنا موسى عليه السلام وما يحمله من سمات رباه الله عليها كما سنبينها فيما بعد ، وبنى اسرئيل كانت فئة مؤمنة مستضعفة فى وقتها من جانب فرعون وقومه ، وهذا الموقف يشابه ما واجهه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من كفار لهم السطوة وقلة مؤمنة ، استمرت الدعوة على الجانبين حتى نصرها الله ، نصر الله سيدنا موسى عليه السلام وبنى اسرائيل على فرعون والفرعونية وما تمثله من كفر ، ونصر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والمؤمنين على كفار مكة وكفار والجزيرة العربية ومن حالفهم . 

والفرعونية موجودة فى كل زمان ومكان بسماتها وصفاتها حتى الآن وان أختلفت التسميات .




150-] English Literature

150-] English Literature Letitia Elizabeth Landon     List of works In addition to the works listed below, Landon was responsible for nume...